القرضاوي والبوطي..أين الحق؟


echourouk

اختلافهما لم يكن رحمة على الأمة

القرضاوي والبوطي..أين الحق؟

م صالحي / ب. عيسى / ع. س / ناصر / صالح عوض / آسيا.ش
2012_karadaoui_199485317
لم يكن أحد في العالم الإسلامي أو غيره يتوقع أن تنقلب علاقة الشيخين، يوسف القرضاوي ومحمد السعيد رمضان البوطي، الوثيقة والطيبة، وبالنظر إلى رصيدهما العلمي في قضايا الدين والدنيا، ورئاستهما لأعلى مؤسستين علميتين، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين واتحاد علماء الشام، إلى علاقة توتر وتصادم بلغت حد التناقض في تقديرهما الشرعي والموضوعي لتطورات وإسقاطات ما عرف بالربيع العربي، رغم أنه كان لهما موقف منسجم بشأن مسألة الخروج على ولي الأمر، مثلما حدث مع الوضع في ليبيا وسوريا والجزائر في الثمانينيات.

وبينما ظل البوطي ثابتا، انطلاقا من أن النظام لم يصل حد الكفر البواح وأن الجهاد الحقيقي لم يعد ممكنا إلا في فلسطين، تطور موقف القرضاوي بعد هذه السنين ، وراح يؤيد حراك الشارع العربي، بل ويحرض الرأي العام على الانخراط في “الثورات” والإطاحة بأنظمة الحكم، المعروفة بقمعها ومناهضتها للحريات وقتلها لكل معارض أو داع للتغيير واحترام الحريات، مواكبا موقف الدوحة من التطورات، والتي اجتهدت في دعم الثورات ماليا، وسياسيا ودبلوماسيا.

ورغم كل هذا الخلاف، الذي انتهى باغتيال رمضان البوطي داخل مسجد الإيمان بدمشق، بعد أربعة أيام فقط من انتقاد القرضاوي للبوطي عبر حصة “الشريعة والحياة” بفضائية “الجزيرة”، واتهامه بالغوغائية وفقدان العقل والانحراف عن الحق، فإن مكانة الشيخين تبقى راسخة لدى الجزائريين، محترمة إلى حد التبجيل، إذ أبانا عن حب صادق ومخلص للجزائر وللشعب الجزائري أيام الرخاء كما هو أيام المحنة، وسعوا إلى التأسيس لفكر ديني وسطي، وجعلوا من طبعات ملتقى الفكر الإسلامي منبرا دوليا يدعو إلى الوسطية والاعتدال، وإلى مواجهة تحديات العصر وأسئلته الطارئة الحائرة، بعيدا عن التطرف والتزلف، ليجد المسلم في دينه وبلده راحة ورحمة، والآخر ملاذا آمنا من غلو الكفر والفلسفات المادية ليعود إلى إنسانيته ورسالته كخليفة في الأرض.

.

بدايته جزائرية ونهايته جزائرية

البوطي .. العالم الوحيد الذي لم يجامل الفيس

هل أخطا سعيد رمضان البوطي في أيامه الأخيرة بتمجيده لنظام الأسد ومطالبته للجهاد في صف رئيس يُجمع كل العرب والمسلمين أنه جبار وطاغية؟ سؤال حائر، وحتى الذين يجيبون بنعم من الجزائريين يمنحون فيه فسحة من الأعذار لرجل بلغ سن الرابعة والثمانين.

الجميع، ورغم كل الانتقادات، لا ينسون التواجد القوي والمؤثر للبوطي في الجزائر، الذي بدأ حياته بنفحات جزائرية عندما كتب عام 1962 عن جميلات الجزائر، وعن انتصار الثوار، وكان سنه قد بلغ السادسة والثلاثين، وأنهاها بالحديث عن الجزائر ضمن سلسلة متواجدة حاليا في مختلف المواقع المرئية والمسموعة بعنوان “إطلالة على الماضي.. والجزائر نموذجا”، حيث عاد الراحل سعيد البوطي إلى سنوات الفتنة الجزائرية وتحدث عن البلد الآمن الذي كان يزوره منذ أن قرّر أن يكون رقما مهما في ملتقى الفكر الإسلامي إلى غاية أواخر الثمانينات عندما كان يدرس في الجامعة الإسلامية بقسنطينة بشكل دوري.

وعندما تحولت الجزائر إلى دمار ورماد، عاد البوطي ليؤسس من جديد لصورة الجزائر التي يحلم بها الجزائريون والتي ألفها العالم فساهم ترقية المصالحة الوطنية، وقال ان الجزائر لو لم تتعرض لعشرية من الدمار لكانت من بين البلدان الكبرى في العالم ونموذجا لكل الدولة العربية والإسلامية.

كثير من الجزائريين فضلوا أن يذكروا موتاهم، ومنهم الشيخ رمضان البوطي، بخير، وأن ينسوا له بعض الزلات في موقفه الداعم لنظام الأسد، ومنهم من صلى صلاة الغائب على روح رجل جمعته دائما علاقة متميزة بالجزائر التي كانت في ملتقيات الفكر الإسلامي منذ أواخر الستينات تدعو لنبذ المذهبية، حيث كان البوطي يشيد بتواجد الإباضيين والإخوانيين وحتى الشيعة في شخص موسى الصدر، الذي حضر ملتقى الفكر الإسلامي، الذي احتضنته تيزي وزو عام 1973 ، ويعتبر الجزائر داعية لجمع شمل المسلمين من خلال الوسطية التي تذيب الخلافات التي حاول الاستعمار القديم والحديث إثارتها في الأوطان العربية، ونجح في العراق وأيضا في سوريا، حيث عرف الناس بعد قرون من الأمان أن في العراق شيعة وأكراد وفي سوريا أكراد وعلويون.

وعلى مدار زيارات الشيخ البوطي من أول زيارة للجزائر عام 1969 إلى آخر زيارة عام 2007 ، لم يُغيّر أبدا من موقفه الوسطي، إلى أن توفي كما توفي عمر بن الخطاب وعلي بن طالب والشيخ ياسين في المسجد.

.

محمد سعيد رمضان البوطي ..عالم نبذ العنف فقتل في المحراب

محمد سعيد رمضان البوطي (1929 – 2013)، عالم متخصص في العلوم الإسلامية، يمثل التوجه المحافظ على مذاهب أهل السنة الأربعة وعقيدة أهل السنة وفق منهج الأشاعرة، إذ ينبذ استعمال العنف في التغيير، ويحرم الخروج على ولي الأمر حتى ولو كان فاسدا، الا إذا ثبت كفره، ويعتبر أيضا من أهم من واجه الآراء السلفية ورد على الفلسفات المادية والألحادية، كما يعتبر من أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي، ما أهله ليترأس اتحاد علماء الشام، ويصبح من أكثر الشخصيات تأثيرا في العام.

محمد السعيد رمضان البوطي ولد في قرية جليكا في تركيا، حفظ القرآن في السادسة من عمره، هاجر مع والده الشيخ ملا رمضان إلى دمشق، وهو عالم دين وأحد شيوخ الصوفية، حيث تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس، ثم انتقل إلى الأزهر الشريف بمصر وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة.

محمد البوطي وان رحل عنا منذ أيام لكنه سيبقي حيا من خلال أكثر من 60 كتابا قيما تركها وراءه، وكان لها أثر كبير على مستوى العالم الإسلامي، تتناول علوم الشريعة، التصوف، ومشكلات الحضارة، أهمها، “هذا ما قلته أمام بعض الرؤساء والملوك”، “الجهاد في الإسلام.. كيف نفهمه؟ وكيف نمارسه؟”، “السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي”، “شخصيات استوقفتني”.

كما كانت له عدة مساهمات فكرية ومناقشات عبر حصص وبرامج إذاعية وتلفزيونية سورية وعربية ودولية، كان لها أثر أكبر لأنها تخاطب الإنسان بشكل مباشر، ما جعل منه عالما مسموع الصوت والرأي، منها برنامج “لا يأتيه الباطل”، “صانعو القرار”، “الجديد في إعجاز القرآن الكريم”، “هذا هو الجهاد”.

وكان للجزائر حظ كبير في الاستفادة من نشاط البوطي وفكره الواسع الملم بأحكام الفقه والشريعة، فقد كتب عن ثورة التحرير وعن جميلات الجزائر في 1962، كما كان حاضرا بقوة في طبعات ملتقى الفكر الإسلامي، إلى جانب تدريسه في الجامعة الإسلامية بقسنطينة بشكل دوري، وخلافا لبعض العلماء، ظلت روح البوطي مرتبطة بالجزائر وشعبها خلال الأزمة الأمنية التي مرت بها، حيث أشاد بالتعدد المذهبي السلمي والمتعايش، ودعا إلى السلم المدني والاجتماعي ورفض استعمال العنف والسلاح لمقارعة السلطة، لأنه كان تخشى الفتنة وما يتلوها من تشرذم.

سياسيا، وكما تسببت له في الكثير من الانتقاد، استفاد البوطي من علاقته مع النظام السياسي الحاكم في سوريا منذ عهد حافظ الأسد، الذي أعجت بكتابات البوطي فطلب لقاءه، وداوم على حضور جلسات طويلة معه، وقد أثمر هذا التواصل والثقة باستجابة حافظ الأسد لطلبه بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين، وعودة من خرجوا بعد أحداث مدينة حماة ضد جماعة الإخوان المسلمين في 1982الدامية، بالإضافة إلى معالجة كثير من القضايا الأخرى المتعلقة بالنشاط الديني، وفتح باب وسائل الأعلام أمام أفكاره.

وكان وقوفه مع النظام السوري في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين مدعاة لانتقاده آنذاك، لقناعته بعدم جواز الخروج على الحاكم، وأن هذا الحاكم لم يصل إلى الكفر البواح ليجوز التمرد عليه.

لكن مسار حياة البوطي عرف منعطفا حادا، بعد اندلاع أحداث سوريا في 2011 للمطالبة بالديمقراطية ثم تغيير نظام الحكم، ثم الإطاحة به، على غرار ما حدث لنظرائه في تونس، مصر ليبيا واليمن في أحداث ما عرف مجازا بالربيع العربي، حيث ظل موقفه الرافض للعنف ثابتا، رغم الانتقادات اللاذعة المناهضة لحكم بشار الأسد، وقبله حافظ الأسد، انطلاقا من قناعة شرعية وأخرى ميدانية تشير الى تورط الغرب في الحراك الشعبي، حيث أصبحت مكانة البوطي في العالم الإسلامي مثارا للجدل والخلاف، بل وذهب بعض العلماء، ومن أصدقاء الأمس، إلى الطعن في أهليته العلمية، وإهدار دمه، من بينهم يوسف القرضاوي.

وانتهى هذا المنعرج باغتياله يوم 21 مارس 2013، داخل مسجد الايمان بدمشق، في تفجير انتحاري، أودى بحياة حفيده أبضا مع 45 شخصا آخر، وبينما كان جثمان العالم يسجى ويشيع، تضاربت الآراء حول الجهة المسؤولة على اغتياله، وتراوحت بين اتهام نظام الأسد، والمعارضة، أو حتى جهات استخباراتية لها مصلحة في دفن فكر وصوت البوطي، رحمة الله عليه، ليفقد العالم الإسلامي علما كبيرا في وقت هي في أمس الحاجة إليه والى أمثاله، حيث تشتت المذاهب وأصبحت الفتاوى تقدم تحت الطلب.

.

الشيخ البوطي.. وعدم الخروج على الحاكم

ينتمي الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إلى سلسلة علماء أهل السنة والجماعة في موقفهم من الحاكم، حيث النصح والمعارضة باللسان في أشد اللحظات مواجهة..ورفض الخروج على الحاكم بالسلاح واعتبار ذلك مدعاة الى الفتنة، ذلك ما لم يعلن الحاكم كفرا بواحا .. ولقد واجه علماء أهل السنة واقعات كثيرة عبر التاريخ أشد ايلاما وأبشع مشهدا فما كان منهم إلا الصمت أو الاعتراض اللفظي..

يرى البوطي ابن المدرسة الدينية وصاحب دراسة السيرة واليقينيات الكبرى أن النصح للحاكم هو الأولى، وان درء المفاسد أولى من جلب المنافع، وانه لابد من اختيار أخف الضررين.

كان موقفه من أحداث سابقة في سوريا واضحا، حيث لم يؤيد خروج الإخوان المسلمين بالسلاح على نظام حافظ الأسد، وهو يؤسس لموقفه من باب فقهي وباب سياسي، فالباب الفقهي هو ما سبق الإشارة اليه، واما الموقف السياسي فهو انه أثار قضية الموازنات، إذ كيف يعلن الإخوان المسلمون حربا على نظام حافظ الأسد في بداية 1980 بعد أن رفض اتفاقيات كامبديفد، في الوقت الذي يحافظون فيه على السلم في مصر في ظل نظام يدخل مع إسرائيل في اتفاقيات الصلح والتطبيع والتخلي عن فلسطين..رفض الشيخ البوطي الانحياز الى المقاتلين الإسلاميين ودعاهم إلى ترك السلاح .

وفي بداية التسعينيات اندلعت أعمال العنف في الجزائر فأصدر فتواه وأعلن موقفه مجددا بالتنديد بكل طرق العنف الداخلي والاحتراب، وناشد الجزائريين ألا يلجأوا الى هذا النهج لأن فيه فساد عظيم..

ومع بداية الأحداث في سوريا، أشهر موقفه بعدم جواز قتل رجال الأمن أو الاعتداء على مؤسسات الدولة، ودعا الى الاكتفاء بالأعمال السلمية..وحذر الشيخ البوطي زميله الشيخ القرضاوي من مغبة تصريحاته التحريضية، وناشده الا يتدخل في شؤون سورية .. وأكد الشيخ البوطي أن هناك مؤامرة تستهدف سورية تقوم بها دول غربية وعملاء لها في المنطقة العربية .. من هنا كان الشيخ يرى أن اجتهاد هؤلاء الذين اندفعوا لحمل السلاح خطأ، ويدعوهم الى التراجع والاتيان الى سوريا وعرض ما يريدون، ويبحثوا عن حلول سلمية تخرج سورية من الفتنة الدهماء.

ما يعرف عن الشيخ البوطي تواضعه وإصراره طيلة حياته على ألا يجلس مع سلطان على مائدة طعام، فلم يسبق للشيخ أن لبى دعوة للرئيس الأسد الوالد والابن في إفطار يوم من رمضان معتذرا بالاعتكاف.

ظل الشيخ البوطي في موقفه أمينا لاجتهاد علماء أهل السنة والجماعة الذي ركزه الإمام حسن الهضيبي في مقولة “نحن دعاة لا قضاة”.

.

وقف إلى جانب الحراك الشعبي وأدار ظهره لاحتجاجات تجوب دول الخليج

القرضاوي.. استباح دم القذافي وطالب برأس الأسد واعتبر حراك البحرين مذهبيا

تابع الشيخ يوسف القرضاوي مجريات حراك الشارع العربي، أو ما عرف بالربيع العربي، مسجلا حضوره عبر الفتاوى التي ما انفك يطلقها، بداية من تونس ومصر وبعدها ليبيا وسوريا، ولكنه أحجم عن دعم الحراك في البحرين واحتجاجات متقطعة بدول خليجية أخرى، واعتبر الوضع هناك حراكا مذهبيا، في إشارة الى الشيعة. ويلخص تصريح الشيخ، الذي قال فيه: “أنا أعتبر نفسي جنديا في ثورات الربيع العربي كلها، ابتداء من ثورة تونس، فثورة مصر، فثورة ليبيا، فثورة اليمن، فالثورة السورية الحالية”، نظرة الشيخ إلى ما جرى.

استعمل الشيخ يوسف القرضاوي في دعمه للحراك الشعبي أسلوب الفتوى وشحذ الهمم عبر منابر إعلامية ومسجدية، ففي مصر أفتى بتحريم إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وقال:”أيُّ شرطيٍّ يطلق النار على متظاهر لم يبدر منه ما يستحق القتل مجرم وآثم”. وطالب بعدم الاستجابة للقادة ومَن يقول: إنه عبد مأمور. أقول له: أنت عبد لله، والقتل حرام”.

ورفع القرضاوي السقف عاليا في ليبيا، ولم يتوان عن إصدار فتوى بإهدار دم معمر القذافي، بسبب قتله أبناء شعبه عن طريق قصفهم بالطائرات واستخدام المرتزقة الأجانب لقتلهم. وطالب في فتواه من قادة وضباط وجنود الجيش الليبي بـ”ألا يسمعوا ولا يطيعوا أوامر القذافي بقتل أبناء شعبهم، لأن السمع والطاعة هنا حرام، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.

وقال القرضاوي: “أصدر الآن فتوى بقتل القذافي.. أي ضابط أو جندي أو أي شخص يتمكن من أن يطلق عليه رصاصة فليفعل، ليريح الليبيين والأمة من شر هذا الرجل المجنون وظلمه”، وأضاف: “لا يجوز لأي ضابط أن يطيع هذا الرجل في المعصية والظلم والبغي على العباد”. ووصف القرضاوي نجل معمر القذافي، سيف الإسلام القذافي، بأنه “سيف من سيوف الجاهلية، وقد أراد بخطابه تسليط الشعب الليبي بعضه على بعض”.

ولم يختلف الأمر في سوريا، حيث طالب برأس بشار الأسد، وهاجم بحدة الشيخ محمد السعيد رمضان البوطي، معتبرا إياه حليفا لحاكم جائر، وطعن في علمه وقواه العقلية، وأكد محاربة المستبد ومن كان معه ولو من العلماء.

وعلى العكس، فقد كان للقرضاوي موقف مغاير من الحراك في البحرين، التي وصفها بالمذهبية، واتهمها بأنها ثورة طائفية شيعية موجهة ضد السنّة، واعتبر أنها بذلك تختلف عن الحركات الاحتجاجية في مصر وتونس وليبيا ومصر، واستغرب القرضاوي بشدة من قيام المتظاهرين البحرينيين بمهاجمة أهداف للسنة، وحمل مرجعيات شيعية غير بحرينيّة مسؤولية ما يحدث.

.

الشيخ القرضاوي تزوّج جزائرية .. وعشق الجزائر والجزائريين

رغم الجدل الكبير الدائر في الجزائر حول شخصية الدكتور، يوسف القرضاوي، بعد مواقفه الأخيرة، سواء إفتائه بقتل الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، أو وصفه للراحل الداعية، سعيد رمضان البوطي، بالمختل عقليا، إلا أن يوسف القضاوي ما زال يلقى الاحترام من الكثير من الجزائريين، وحتى الذين ينبذون مواقفه يبررونه بسنه المتقدم الذي قارب السابعة والثمانين، ويربطون خرجاته الأخيرة بخرف السن لا أكثر ولا أقل.

ويقول الدكتور عمار طالبي لـ “الشروق اليومي” أن يوسف القرضاوي كان من أوائل العلماء الذين استجابوا للمشاركة وإنجاح ملتقيات الفكر الإسلامي في أواخر ستينيات القرن الماضي عندما تبنى الراحل، نايت بلقاسم، الملتقى الفكري الأكبر من نوعه في العالم الإسلامي في ذلك الوقت، وكان الملتقى من مبادرة مفكر العصر، مالك بن نبي.

فكان القرضاوي رفقة زميله الراحل، محمد الغزالي، يحضرون في كل سنة ويشيدون بالملتقى وبمفكري الجزائر مثل عبد المجيد مزيان وعبد الرحمان شيبان وأحمد حماني، وتواصل حضوره في زمن الشاذلي بن جديد، وعندما تم تدشين الجامعة الإسلامية “الأمير عبد القادر” بقسنطينة وتولى منصبها الشرفي والعلمي الشيخ محمد الغزالي، تكفل يوسف القرضاوي بإلقاء دروس دورية في الفقه، فكان من أول من درّس في هذه الجامعة منذ قرابة ثلاثين عاما.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالدكتور القرضاوي يعتبر نفسه من أبناء الجزائر، وهي بلده الثالث بعد مصر وقطر اللتين يحمل جنسيتهما، ويعترف بأن السلطة أيضا في الجزائر وقفت إلى جانبه في محنة منعه من دخول انجلترا عام 2006 ، حيث كان رئيس الجمهورية يراسله دائما، وعندما تعرض في زيارة سابقة للجزائر عام 2006 إلى محنة صحية، تم نقله إلى مستشفى عين النعجة العسكري في موكب رئاسي كبير، واطمأن عليه الرئيس قبل أن يتنقل إلى باريس حيث تكفل أيضا بروفيسور جزائري بمعالجته.

القرضاوي ارتبط بالجزائر أكثر بعد زاوجه من شابة جزائرية من سلالة الأمير عبد القادر، أسماء بن قادة، وهي برلمانية حاليا، وحتى إن كان هذا الزواج قد نسفه الطلاق، إلا أن قصائد ثناء وغزل الشيخ القرضاوي بزوجته السابقة مازالت محفورة في مذكراته التي ظهرت عام 2008، ومنها قوله في بيته الشعري:

“أترى يغدو بُعادي عنك وصلا واقترابا….. آه ما أحلى الأماني وإن كانت سرابا”.

هل هو طاعون “السن” الذي غيّر الشيخ؟ إنه سؤال الذين رفضوا مواقفه الأخيرة من الجزائريين؟

.

يوسف القرضاوي..عالم الشريعة والحياة وفقه الواقع

يوسف عبد الله القرضاوي، ولد في9 سبتمبر 1926، بالمحلة الكبرى في مصر، من أبرز علماء السنة، مساره في الاجتهاد والدعوة ثري، ولا تكاد مراجع وفهارس العلماء أن تفي بحوصلة وافية عنه، وساهمت ملكته وبديهته القوية والنادرة في تبوئه قيادة المنابر العلمية والدينية، فكان رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيسا للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وعضوا في مجمع البحوث الإسلامية في مصر.

القرضاوي حفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة، التحق بالأزهر الشريف وتخرج من الثانوية وكان ترتيبه الثاني، التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على العالية سنة1953، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم 180 طالب، حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954 وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم 500، حصل القرضاوي على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب سنة 1958، وفي سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين، وفي سنة 1973 حصل على الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، وكان موضوع الرسالة عن “الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية”.

ولم يخل انتماء القرضاوي إلى الإخوان المسلمين من اتخاذ مواقف سياسية من السلطة، ما عرضه للسجن عدة مرات، في العهد الملكي في 1949، اعتقل ثلاث مرات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، بين 1954و1963، واعتبر القرضاوي، “الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة”، ومشروع الإمام حسن البنا هو “المشروع السني الذي يحتاج إلى تفعيل”، ووصف الإخوان المسلمين بأنهم “أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء”، ويعتبر القرضاوي منظر الجماعة الأول، حتى أنه عرض عليه منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض.

وأمام هذه المتاعب والملاحقات انتقل سنة 1961إلى قطر، وعمل فيها مديرا للمعهد الديني الثانوي، وبعد استقراره حصل على الجنسية القطرية، ليواصل مسيرته من هناك، حيث كان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كممثل للإخوان في قطر، إلى أن استعفي من العمل التنظيمي في الإخوان.

كما كانت قناعة القرضاوي بالفكر الاخواني وراء ترحيبه بتولي الإخوان حكم مصر، كما كانت وراء دعمه لوصول باقي الحركات الاخوانية في دول عربية مسها الحراك الشعبي، منها تونس والمغرب، في انتظار سوريا، حيث كانت له مواقف واضحة من الأحداث، إذ ساند حراك الشارع العربي وأفتى بشرعية الثورة على أنظمة الحكم، متخذا من “الجزيرة” منبر، وذهب إلى حد إهدار دم القادة، كما فعل مع معمر القذافي وبشار الأسد، الذي أفتى بجواز محاربته وكل من سار في فلكه بما فيهم العلماء، واتهم البوطي بالانحراف عن جادة الصواب وفقدان العقل والعلم، ليتم اغتيال البوطي بعد ذلك بأربعة أيام فقط داخل مسجد الايمان بدمشق.

كما فجر القرضاوي جدلا كبيرا في بعض آرائه الفقهية لأنه “يقدم الرأي على الدليل الشرعي خضوعا لضغوط العصر الحديث”، مثل إعلان كتمانه سنة 2009 لاجتهادات فقهية وفتاوى حول قضايا معاصرة تجنبا لتشويش الجماهير عليه، بدأ يربط نشاطاته ومواقفه العلنية بالسياسة، إذ انتقد دعوة قطر في 2001 لعقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، ارييل شارون، والرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، واستنكر ترخيص قطر لصحفي دنماركي يعمل بصحيفة نشرت الرسوم المسيئة للنبي محمد عام 2005 بالمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، وفي 2003 رفض تواجد القواعد الأمريكية في الخليج.

وأمام اجتهاداته المرافقة للعصر، أثار القرضاوي مناهضة عدة تيارات، دينية ومدنية، منها، السلفيون، الجهاديون، وبعض الشيعة بسبب تحذيره من خطورة تنامي ما يوصف “بالمد الشيعي ومحاولة غزو المجتمع السني.

القرضاوي، الذي يعتبر شاعرا أيضا وبامتياز، أنجز ما يزيد عن 120 مؤلفا وكتابا، والعديد من الفتاوى، كما سجل العديد من حلقات البرامج الدينية، تناول فيها هموم الجانب الشرعي من حياة المسلم، والتحديات التي تواجهها “الصحوة الإسلامية” وكيفية ترشيدها، منها على “الإخوان المسلمون.. سبعون عاما في الدعوة والتربية والجهاد “، “فوائد البنوك هي الربا الحرام”، “الحلال والحرام في الإسلام”، “الاجتهاد في الشريعة الإسلامية”، “غير المسلمين في المجتمع الإسلامي”، “الإسلام والعلمانية وجها لوجه”، “الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي”، “من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا”، “الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم”.

ووسط تحرك القرضاوي في كل أصقاع المعمورة، سجلت محطة الجزائر في حيلته بأحرف من ذهب، حيث كان يقول دائما إنها بلده الثالث، بعد مصر وقطر، إذ كان من أوائل العلماء، إلى جانب محمد الغزالي، رحمه الله، الذين شاركوا في ملتقيات الفكر الإسلامي، وساهموا في إنجاحها وإعطائها بعدها الدولي، وكان له احتكاك بمفكري وعلماء الجزائر، وعلى رأسهم عبد الرحمان شيبان وأحمد حماني، وتطور نشاطه بالجزائر ليتولى إلقاء دروس في الفقه بالجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة بعد إنشائها، وقد سجل كل ذلك في مذكراته، وخاصة ما تعلق بتفاصيل أول اتصال به في قطر، نشر بعضها على موقعه الشخصي على الأنترنت، وما زاد من ارتباط القرضاوي بالجزائر زواجه من الجزائرية أسماء بن قادة.

.

يوسف القرضاوي..والخروج على الحاكم

تميزت مواقف الشيخ يوسف القرضاوي بالتناقض تجاه الموقف من الحاكم، فهو أول من تصدى للخروج المسلح على الحاكم، واعتبر ذلك استمرارا لنهج الخوارج، وبدأ فتاواه ضد مجموعة صالح سرية وحركة الجهاد المصرية، وكان هذا هو تعقيبه على حادثة الكلية الفنية في بداية السبعينيات، حيث اتهمهم بالخوارج، ذلك ما قاله في كتابه “الاسلام بين الجحود والتطرف”.

كان الشيخ القرضاوي ينهج في ذلك موقفا تقليديا لعلماء المسلمين السنة، ولكنه أيضا كان قريبا من توجه سياسي معين في الساحة الإسلامية لا يتبنى العمل لمسلح في عملية التغيير.

تواصل موقف الشيخ القرضاوي ليشمل المفكر الإسلامي الكبير سيد قطب، حيث قال عنه حسب ما يرويه الأستاذ ضياء رشوان: انه لا ينتمي الى أهل السنة والجماعة وأن أفكاره أفكار خارجية..وذلك بسبب موقفه من أنظمة الحكم ودعوته للخروج على الحاكم الذي لا يطبق حكم الله.

وفيما بعد، واجه الشيخ دعوات السلفيين المتنطعين والتكفيريين وجماعاتهم بشعار أخذ رواجا كبيرا وتم تعميمه على مستوى واسع بين العاملين في حقل الدعوة الإسلامية ألا وهو مصطلح الوسطية والاعتدال، حتى أصبح معروفا بهذا المصطلح، ونبذ كل ما من شأنه ان يخرج بالناس على الحاكم مهما بلغت تصرفاتهم..

واجه الشيخ القرضاوي حملة واسعة من قبل علماء الوهابية والسلفية بشكل عام، إلا أنه ظل من خلال برنامجه الأسبوعي يدعو إلى السلم في المجتمع وينبذ كل أشكال العنف والخروج عن الحاكم بالسلاح.

وقبيل ما يسمى بالربيع العربي، اتجه الشيخ يوسف القرضاوي الى ليبيا وسوريا بالذات ليصافح حكامهما ويبشر بمرحلة جديدة من الوفاق في ظل حكمهما..وقال قولا تصالحيا مع الانظمة، وبناء على ذلك أفرج القذافي عن عشرات من المعتقلين من الجماعة الإسلامية الليبية..

إلا أنه وبمجرد انفجار الأوضاع في ليبيا تصدى الشيخ للموضوع معلنا تأييده للثورة وتطور الأمر لدعوته الى قتل القذافي، بل وصل الأمر الى أن أعلن الشيخ موقفا استغربه كثيرون عندما قال انه لو أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان موجودا لكان تحالف مع الناتو ضد القذافي..والموقف نفسه أخذه تجاه النظام السوري، حيث أفتى بقتل كل من يقف مع النظام بغض النظر عن طبيعة الأشخاص..وكانت تصريحاته الأخيرة تجاه الشيخ البوطي غريبة، حيث ألغى عنه العلم والرشد وحمله مسؤولية القتل في سوريا..الأمر الذي حمله البعض على أنه تحريض مباشر على القتل.

يؤخذ على القرضاوي سكوته عن أنظمة وراثية تتعاون مع الصليبيين في الحرب على الإسلام والمسلمين، وشنه حربا لا هوادة فيها ضد أوضاع لم تزل في حالة رفض للتطبيع مع إسرائيل..

.

الشيخ المأمون القاسمي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى لـ”الشروق”:

الاختلاف بين العلماء تنوع وتكامل لا تعصب وتسفيه وتكفير

تأسف الشيخ مأمون القاسمي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى لحالة “الاختلاف” التي أصبح يعيشها علماء الأمة الإسلامية بسبب ما يعرف بثورات “الربيع العربي”، والتي غذت الاختلاف ليتحول إلى “تصادم” وتراشق بالفتاوى والتأويلات والأحكام العدائية والتكفيرية.

وعلق الشيخ مأمون القاسمي، في اتصال مع “الشروق” على هذا الوضع قائلا “نحن نعتقد أن الأصل في الاختلاف أن يكون اختلاف تعدد وتنوع وتكامل وألا يتحول إلى تعصب وتخاصم وإقصاء رأي الآخر.. كل مجتهد قابل للإصابة والخطأ، وفي الحالتين مأجور”، وأضاف “فالمطلوب من العلماء العمل على تعزيز وحدة الأمة ونشر روح التسامح والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفرقة”.

وشدد شيخ الزاوية القاسمية في معرض حديثه على ضرورة التزام علماء الأمة الإسلامية بسنة الاختلاف، واستنكر تحويل الاختلاف إلى سبب لإثارة الشبهات وإشعال فتيل الفتنة، وقال “عليهم أن يركزوا في خطابهم على مواضيع الاتفاق للاجتماع حولها والتغاضي عن نقاط الاختلاف، على العالم أن يلتزم بأدب الاختلاف وأن يحترم الرأي الآخر وألا يسفهه أو يطعن في عقيدته أو يكفره لمجرد اختلافه في الرأي أو المذهب”.

وأضاف رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا الجزائرية في نفس السياق، محذرا من خطورة انزلاق العلماء المتعصبين لآرائهم إلى حد تكفير غيرهم من العلماء “ابلغ ما يعبر عن حال الأمة عندما يسود فيها خطاب الغلو والتعصب” حسب ما جاء في رسالة الزاوية القاسمية “إن ذلك خروج عن جادة الصواب وجرأة على الله عظيمة وخرق سياج يتعثر رتقه وفتح باب فتنة يتعذر غلقه”.

شكيب خليل باع فيلاته بالكورنيش الوهراني وشقة فخمة بعين الترك


“الشروق”7980_448750555203286_1800140112_n
نوارة باشوش
أفاد مصدر أمني رفيع المستوى لـ “الشروق” أن وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل غادر رفقة زوجته، الجزائر عبر مطار أحمد بن بلة بوهران متجها إلى سويسرا عبر فرنسا وكان في حالة صحية متدهورة.

وأضاف مصدرنا أن شكيب خليل وصل مطار وهران في حدود الساعة العاشرة صباحا رفقة زوجته، وقدّم جواز سفره الجزائري إلى مصالح شرطة الحدود الذين أخبروا رئيس أمن ولاية وهران بوجوده في المطار ليرد عليهم بدوره أنه لم تصدر ضده أية مذكرة توقيف وبإمكانه مغادرة أرض الوطن بصفة قانونية.

وقال المصدر إن خليل عندما حضر إلى المطار كان في حالة صحية متدهورة، وتولت زوجته إجراءات المغادرة على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المتجهة إلى فرنسا، وكان خليل قبل مغادرته قد مكث بفندق “شيراتون” وهران لـ 4 أيام رفقة زوجته والطبيب كان يزوره يوميا لفحصه .

الوزير السابق للطاقة حسب مصادرنا قام ببيع فيلاته الكائنة بالكورنيش الوهراني، كما باع شقة من 4 غرف بعين الترك وقطعة أرض بالقرب من المنطقة الصناعية لأرزيو، كما باع شكيب خليل شقتين فخمتين له بإقامة شعباني في العاصمة، بقيمة 30 مليار سنتيم.

وكانت لجنة خاصة قد انتقلت بداية شهر مارس الجاري إلى ولاية تلمسان للجرد والتحقيق في أصل عشرات العقارات بأحياء تلمسان الراقية خاصة حي بروانة الشهير الذي يعد مكان إقامة المسؤولين وأصحاب المال وحي ماخوخ وتخص فيلات ومساكن راقية وشققا بالمناطق السياحية بكل من مرسى بن مهيدي ومدريد بعين تموشت، وهي ممتلكات خاصة بمجموعة من إطارات سوناطراك يتقدمهم وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تعليقات (202)

الأقدم الأحدث

9
تعقيب

السلام عليكم بربكم اين كانت الدولة واين كان المصدر الامني الذي كشف لكم يا شروق واين كان الاعلام عامةوبصفة خاصة الشروق عندما كان هذا السارق في الشيراطون وعندما باع الفيلات والعقارات وعندما كان في المطار وعندما غادر منه والان تتباكون الا تعرفون بان البكاء بعدالميت خسارة فقط اعلموا ان الجميع متواطئ معه في سرقة المال العام اعلاما وامنا وحتى بعض الشعب ثم من هؤلاء الذين اشتروا على هذا السارق واين وثقوا بيعهم وشرائهم اليس عند الادارة الجزائرية ومن شهد لهم الكل متواطئ يكفيكم كذباعلى من سرقتم اموالهم

ياسمين ـ (الغرب الجزائري)
2013/03/31

3
تعقيب

قال تعالي {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}
و قال تعالى ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى *وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى *ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ﴾وقال تعالي “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون”.”ما قدروا الله حق قدره، إن الله لقوي عزيز”
﴿ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ ﴾

fela ـ (douera)
2013/03/31

9
تعقيب

الدولة الجزائرية ……………..هي التي ساعدته على الهرب

2 – مح47
2013/03/30

468
تعقيب

il faut dire le mafia algerienne qui lui aider

nyc ـ (usa)
2013/03/31

0
تعقيب

“يرحم بباكم هل الملايير باينين على وجه؟ دائما مصفار كأنه يعاني من فقر الدم” والله قبل هذه الفضيحة بسنوات كنت دائما اقول ما له مصفار كاليهودي كأنه يأكل مال الحرام.

Moi
2013/03/31

6
تعقيب

ان النفس لامارة بالسوء، اللهم لا شماتة ،اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب

fela ـ (douera)
2013/03/31

5
تعقيب

يتحمل مسؤولية هروبه او مساعدته على ذلك القاضي الأول في البلاد

أظن أنه توجد في الدستور مادة تحاكم من ثبت عليه الخيانة العظمى للبلاد

هل توجد خيانة اكثر من هذه

لكن للأسف

سرقة رغيف خبز جريمة لا تغتفر… ونهب شعب بكامله قضية فيها نظر

الياس ـ (alger)
2013/03/31

14
تعقيب

باع ممتلكاته في الجزائر وهرب الى الخارج ……لماذا ????…..لبيع كذالك ممتلكاته في سويسرا فرنسا المانيا وووووو ثم يذهب الى السعودية كما فعل زين العابدين رئيس تونس

amine aminou ـ (algerie)
2013/03/31

5
تعقيب

خبز الدار ياكلو البراني يدخلو لبلادنا ينهبوها بمباركة ولاة امورنا و الأمناء على أموالنا ومقدرات الشعب . و يخرج عادي ثم تصرالو كيما الخليفة.

2013/03/31

9
تعقيب

اااااااااو وين راهي الدولة هده والله العضيم تقول نحرقوا البلاد ماشي غير الربيع العربي والله تقل نرضوها جهنم الجزائري والله شبعونا كرهولنا حياتنا الخليفة خليل ماعلاباليش شكون واحد قادر يحكمهم يدخل و يخرج كم يحب وزد قولو مريض والله لا يشفيه والشعب و الشباب هدو ما يغيضوهمش اوووو شبعتونا

جزائري ـ (فرنسا)
2013/03/31

121
تعقيب

إلى أصحاب القلوب الرحيمة..قررنا نحن البطالين تنظيم حملة تبرعات لعلاج شكيب خليل حيث تبين أن المبلغ الذي باع به فيلات الكرنيش وشقق شعباني ورشاوي الطليان وصفقات الأمريكان لم تسدد تكاليف العلاج ……أرجوكم عاونوا خوكم شكيب …والله لا يضيع أجر المحسنين

مواطن تحت القانون ـ (alger)
2013/03/31

326
تعقيب

ضحكني تعليقك
ايييييييييييه شر البلية ما يضحك
واحد اصبح لا يجد مايقول شخص مجرم ياخذ معه شكارات الدرهم ويسافر عادي عبر المطار كان شيئا لم يكن
البراءة تقتل وتغتصب وترمى
وغيرها الكثير
هذا كامل يحدث في خمسنية الاستقلال

انشري يا شرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووق

ماسة ـ (بومرداس (غير هنا))
2013/03/31

11
تعقيب

حتى لو باع ما باع فإنه لن يشفى.أين هم من سبقوه

رابح ـ (البليدة)
2013/03/31

111
تعقيب

de toute façon,il y a le bon dieu,el baqi ghir rabbi sabhanou

berbere
2013/03/31

2
تعقيب

انا معك في حملة التبرعات حاجة مليحة ولكن هل يوجد شكيب واحد في الجزائر ام انه هناك العشرات بل المئات من شكيب و خلائله راهي خلات

حميد ـ (dz)
2013/03/31

98
تعقيب

مسكين مريض …حرام عليكم علاه غير شكيب خليل سراق وش هاد الحقرة أخطو الراجل راه باع مسكين الفيلات باش يداوي او خلالكم لبلاد …..

مواطن تحت القانون ـ (alger)
2013/03/31

106
تعقيب

انا بعد قطعلي قلبي. باع حويجاته مسيكين : ايا خمسة بعشرالاف, خمسة بعشرالاف. قرب قرب قرب.

Mus ـ (مملكة الهف)
2013/03/31

62
تعقيب

عم الفساد أرجاء البلاد
فهـرب الفاســد و سجـن الثـائـر و بقـي الشبــــاب بطـــال
ألم يتعظوا من سجن مبارك و أبنائه و وزير داخليته العادلي
و الوفاة الغامضة لمدير مخابراته عمر سليمان
و هروب أحمد شفيق و زين العابدين بن علي
و مقتل القذافي و حرق وجه علي عبد صالح
الثورات العربية مستمرة و لو كرهت النظم المستبدة
AhmedAmer62@

Amgad ـ (Tounis)
2013/03/30

78
تعقيب

لو كان شكيب خليل لديه إحتمال 1%anh سيتم القبض عليه لم زار الجزائر أصلاً …لكن هى هو دخل وخرج وبع ممتلكات الشعب وأخد الملايير أمام أعين الجميع وستصدر مذكرة بتوقيفه طبعا بعد التأكد أنه في أمان في أمريكا …يا ويلكم من ربي

les mésirables ـ (alger )
2013/03/30

106
تعقيب

ياريح وين أمسافر تروح تكلهم وتولى , ويجى طاب الجنانو بقانون الرحمة ؤيسمحلو

rafik ـ (alger)
2013/03/30

141
تعقيب

هذا يعني أن هناك توطؤ حتى أنهى شكيب خليل كل أشغاله وتركه يرحل بسلام أكيد أنه لن يعود مرة أخرى إلى الجزائر خاصة أن زوجته لبنانية وأولاده كلهم في الولايات المتحدة حتى أن FBI يحقق في مصدر ممتلكاته الكثيرة في نيويورك وواشنطن….حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من ساعد على خروج هذا المجرم سالماً غانما

les mésirables ـ (alger )
2013/03/30

93
تعقيب

سئل حكيم لما السماء صافية ؟ فإبتسم وقال : لأن البشر لايعشون فيها .
مسكين من يظن أنه خدع الناس ألا يعلم أنه خدع نفسه و ظلمها من حيث أراد أن ينفعها؟
فإذا كانت الدنيا عند الله بكامل سعتها و ثرواتها و زخرفها لا تساوي عند الله جناح بعوضة فكم تساوي ملايير شكيب خليل أمامها؟؟
الله يهديه و الله فعلا يثير الشفقة هو و أمثاله فكيف تهرب من أرض الله و كل شبر فيها ملكه و لن تنفع الملايير أمام هول الموقف.

سهام ـ (الجزائر)
2013/03/30

200
تعقيب

بارك الله فيك يا اختي سهام فعلا تعليقاتك سهام تصيب الهدف و لا تخطئ.
امرأة فحلة تاع الصح.

بنت القبائل
2013/03/31

4
تعقيب

حسبي الله ونعم الوكيل هربوه من الجزائر ومغادي ديروله والوا وهل سوف يهرب من عقاب الله

mino ـ (oran)
2013/03/30

49
تعقيب

مسكين يغيض باع الفيلات باه يداوي

2013/03/30

55
تعقيب

hhhhhhhhhhhhhh

2013/03/31

19
تعقيب

في بلادي مارتاحش قلبي من السراقة مكانش عدالة بصح غدوا عند ربي ايسلكها وعيش ياخاليل واين حب تعيش ماكش رايح تعيش كد ماعشت

3 – بلال ـ (الجزائر)
2013/03/30

57
تعقيب

خليه يبيع ويجمع الملايير ويديهم معاه للقبر …. الله يمهل ولا يهمل.
المهم بأي عملة يبيع؟ وكيف ستخرج هذه الأموال من الجزائر؟

LMS
2013/03/30

49
تعقيب

يا حبيبي باع و راح يرتاح و ياكل التفاح و القانون يطبق على الزوالي المسكين بلاد العدالة فيف لالجيري بلاد ميكي انشري ربي يهديك

4 – نسيم ـ (تلمسان)
2013/03/30

68
تعقيب

و هذا المسؤول الأمني الرفيع المستوى الذي زودكم بالمعلومات, لماذا لم يتخذ هو الإجراءات اللازمو و يأمر بتوقيف المسمى شكيب خليل قبل سفره؟ و لماذا لم يتم اعتقاله بفندق الشيراطون؟ ثم لماذا كل هذه الضجة و نحن نعلم أن و لا شعرة منه ستمس؟ أليس من في الوطن أكبر خبثا و نفاقا من الذين هربوا؟؟؟

5 – m.m ـ (sba)
2013/03/30

408
تعقيب

completement d’accord.du serieux,ou rien

an2207 ـ (la veuve)
2013/03/31

0
تعقيب

سياسة اللا عقاب الممنهج،للاسف الجزائر اصبحت في ايدي عصابة لا ترع فينا الا و لاذمة،و اذا طالبنا بحقوقنا خرج علينا من يزعم لزوم السمع و الطاعة و ان ضربو ظهرنا و اخذو حقنا، بينما لا يجرؤون على قول كلمة الحق امام السلطان الجائر، من جاء بشكيب خليل و من يحميه هو بوتفليقة و نظامه الفاسد

6 – Fares ـ (المنفى)
2013/03/30

52
تعقيب

إذا ليس لهناك دخان بدون نار
لقد فعلها إذا

7 – ـ (الجزائر)
2013/03/30

17
تعقيب

احنا لينا ربي هو خير

8 –
2013/03/30

31
تعقيب

حنا نظلو نحسبو في شهريتنا بالدورو و نتعابزو مع هاذ الدنيا, و البانديا الفوق يلعبوا بالملايير, بصح لي جيعان جيعان, قاع الملايير و الملايير لي خذاهم و جاي طامع في زوج دورو نتاع فيلا فلكورنيش و شقة في وهران و شقتين في العاصمة, هاذي تبين لك العقلية نتاع الناس هاذو لي يسيروا البلاد, ياخذوا كلشي يقدروا ياخذوه و ما يخلوا والو, هاذي لي يقولوا لها:*اتوا على الاخضر و اليابس*, ياو ناس ماهمش قانعين في ريسانهم, قاع الخيرلي عنده في امريكا و طامع في 4 سكاني يبيعهم في الجزائر,يا لطيف يا لطيف,هاذي هي سوء الخاتمة

9 – abdou
2013/03/30

49
تعقيب

هاذ فيلم تركي ولا واش ……وزير سراق غادر الجزائر في وضعية صحية متدهورة علاه حكمتوا لا دياري من كثرة الملايير لي كلاهم ……واحد يسرق ويهرب هكذا بكل بساطة يبيع املاكه ببساطة وينزل في قندق بكل بساطة ويعبر الحدود بكل بساطة واقولنا بقاو على خير بكل بساطة ……اعتداء تقنتورين وقلنا الله غالب صحراء وما قدرتولهاش بصح حكاية شكيب خليل والله واحد ما يبلعها

10 – امازيغية حرة
2013/03/30

65
تعقيب

والله يا خوتي كي نشوف الصورة نتاعو ولا نقرى مقال عليه يطلعلي السكر او لاتانسيو الله لا تربحو نوكل عليه ربي

11 – سليمان الشاوي ـ (france)
2013/03/30

34
تعقيب

بعيد الشر عليك يا أختي الأمازيغية من السكر و مرض القلب إنشاء الله يمرضو هوما و ولادهم بكل الأمراض الخبيثة إنشاء الله يخرج من لحمهم الدود و هوما حيين يتفرجو. قولي آمين يا أختي

إبراهيم ـ (الجزائر)
2013/03/31

0
تعقيب

عندما حضر إلى المطار كان في حالة صحية متدهورة،حسب مصادرنا قام ببيع فيلاته الكائنة بالكورنيش الوهراني وقال عندما غادر الجزائر وهو يبكي وداعا وداعا كان منضر محزن الحمدو الله ان الشعب الجزائري لم يرى هذا المنظر محزن محزن

12 – انور ـ (ورقلة )
2013/03/30

44
تعقيب

hhhhhhhhhhhhhhh الدمعة قريب طاحتلي

فليحفظ الله الجزائر ـ (الجزائر)
2013/03/30

29
تعقيب

في حالة صحية متدهورة راه قابض لملاير انتوع لمساكين وكلنا عليه ربي سهلو ليه الهربة

13 – التبركاني ـ (رحمة الله)
2013/03/30

16
تعقيب

ah l,argent ne fait de bonne heure et meme tu as besoin quand tu es malade . . la justice normalemnt fera sont travaill. rabih yachefihe . . si il est coupable . la justice qui va rendre le verdict

14 – damouh ـ (ireland)
2013/03/30

0
تعقيب

مسكين لوكان نزيدو نتبرعو باه نداووه مشي خير …وهدا عن طريق تليطون عن طريق الشروق الوفية لشعبها المريض بالسكر والضغط

15 –
2013/03/30

24
تعقيب

مسكين قطعلي قلبي!!!!

16 – Malik ـ (Algerie)
2013/03/30

18
تعقيب

befor khalifa moumen now chakib khalil, who is next will be at news paper? could be ……….more and more…… god bless algeria

17 – farid ـ (london)
2013/03/30

0
تعقيب

من أين له هذا وأقرانه لديهم أضعاف مضاعفة،من العبث الحديث عن فلل في الكورنيش وقطعة أرض،إما أن تلك الفيلات بقيمة تعادل قيمتها في بيفرلي هيلز،وإما أن قطعة الأرض تحتها بترول ههههه،شا يدير بقطعة أرض ستلتهمها المنطقة الصناعية وتباع بثمن غال،ومع هذا لا يمكن مطالبته بفلس لأن الجميع متورط ولو فضحوه فضحهم،،،بصح ربي وكيلهم وعزاؤنا ومامتاع الدنيا إلا قليل والكيس من اتعظ بغيره

18 – فليحفظ الله الجزائر ـ (الجزائر)
2013/03/30

31
تعقيب

هدا ما كان يقصده طاب جنانو عندما قال اللي يحاسبنا نحاسبوه

2013/03/31

28
تعقيب

مسكــــــــــــــــــــــــــــين
خبر افجعني وقاصلي قلبي
الله يجيبلو الـ …

19 – جزائري من الجلفة ـ (الجزائر)
2013/03/30

9
تعقيب

Ina elaha yomehile oula yohmile.

20 – Dz ـ (De)
2013/03/30

0
تعقيب

كي كان يسرق مند عهدات القيادة الحكيمة تعنا وين كانت ???????????

21 – واجعو قلبو ـ (constantine)
2013/03/30

20
تعقيب

لي ياكل الدراهم الشعب اموت كالكلب يا خلييل وين تهرب من حساب والعقاب عندما تلقى ربك .

22 – ahmed ـ (الجزائر)
2013/03/30

22
تعقيب

ايام معدودة ومتاع قليل ويلقى ربه الشقى .ماهذا وفيما اكتسبته وفيما انفقته. وياتى بما حمل على رؤوس هذا مال الامة الجزائرية ويحك ماذا صنعت صلاتك باطلة لانها لم تنهاك عن الفحشاء والمنكر وان زكاته فلا اجر له فيها واما حجه فهو من مال حرام فلاحج له. شقي والله شقي

23 – aissa ـ (الجزائر)
2013/03/30

18
تعقيب

مسكين قطعلي قلبي!!!! اموال الرشاوي لم تكفيه حتى راح يبيع كل املاكه!!! ربما هناك جهة اخرى استفادت من اموال الرشوة و هي التي تماطلت في اصدار حكم بالقبض عليه ليبيع ممتلكاته و يخرج من الوطن
بكل سهولة.

24 – Malik ـ (Algerie)
2013/03/30

15
تعقيب

باع وقال لن باااااااااااع كلو لحشيش للقتوه
المهم مازالنا واقفين

25 – mostefa ـ (oran)
2013/03/30

9
تعقيب

مازالنا وافقفين ؟ هههههههههههههههههههه

عادل ـ (أولاد جلال)
2013/03/31

10
تعقيب

والله ضالمينك يا سي خليل السيد طاب جنانوا راهوا راقد ومغطي باربع كوفرتات وانت واش عمر الشكارا وروح نعطيك وصايا برك الى لقيت كاش واحد في سوسرا باغي يشري شعب مسكين رانا للبيع

26 – الدكتور ـ (البقعة )
2013/03/30

35
تعقيب

مسكين كان مريض مزال جهنم تستنى فيك ياسارق فيلة ب30مليار …اف3 وماصحتناش……هربوه باه يمسحوا كل الفضائح فيه ياااااافاقوا انشري شروق

27 – sa3d ـ (نحبك يابلادي)
2013/03/30

17
تعقيب

الخليفه$ من قبل . شكيب خليل $ ان .يتري من هو القادم …………….سؤال مطروح.تحيا الجزاءر

28 – farid ـ (london)
2013/03/30

13
تعقيب

الشعب الجزائري للبيع يا ناس يا ناس يا ناس الجزائر باعوها قع بقى غير الشعب شربوا حلب البقرة وقتلوا البقرة

29 – الدكتور ـ (البقعة )
2013/03/30

18
تعقيب

مسكين ولماذا تركتوه يسافر من العاصمة حتى مدينة وهران وهو يعاني من المرض والله حرام عليكم كان بالإمكان ان يهرب بطائرة الرئيس مباشرة من العاصمة والى اي وجهة يختارها بنفسه ثم تعود الطائرة وهذا تجنبا للارهاق والنوم في الفندق والقيام بإجراءات الهروب القانونية !!!؟ الله يعطيكم مصيبة انشاء الله

30 – انيس ـ (الجزائر المغبونة)
2013/03/30

28
تعقيب

اضحك الله سنك قتلتني بالضحك…
ههههههههههههههه

2013/03/31

0
تعقيب

ههه حاسو سيناريو فيلم مصري تاع الثمانيناو التسعينات والله شكيب يتفاهم سبيلبرغ ويعلمونا فيلم اخر في الجنوب هههههه .تقول راني نتفرج في فيلم مصري خليل مريض وهرب من الباب الخلفي وعاونوه……………الخ ياخي واش راه صاري

31 – لاكامال
2013/03/30

15
تعقيب

ياو فاقو

32 – benali20
2013/03/30

12
تعقيب

Ca fait vraiment mal au coeur, et et je pense que c le cas de tous les responsables algeriens sans exeptions.

l’essentiel rabi kayane et on mourra tous un jour.

33 – espoir ـ (France)
2013/03/30

0
تعقيب

wine el harba wine et tu fait semblant de tombé malade mais inchallah la prison t’attend escroc

34 – zack ـ (Tizi Ouzou)
2013/03/30

0
تعقيب

في دولة الرومان على ارض ما يسمى (الجزائر) هناك ثلاثة اصناف من السكان:
1- السادة : الارض و من عليها و ما عليها ملك لهم و هم حينما يتصرفون في مالهم لا يسموا سارقين.
2- العبيد: و هم صنف لا يحق لهم شيء عليهم التنفس كما يريد السادة.
3- الرعايا (اندجان) و هم اناس صنف لا تصنيف لهم كأنهم لاجئين من دولة أخرى لا يحق لهم وصف السادة بالسرقة (كثر خير السادة كي خلوهم يعيشوا).
فلا تقولوا أن السيد شكيب خليل سارق لآنه تصرف فيما يملك. و من حكم في ماله فما ظلم. فيقوووووووا يا اندجان.

35 – اندجان
2013/03/30

27
تعقيب

في حالة صحية متدهورة اي مسكين راه مريض هاسمحوله لانه ليس الاول وليس الاخير يادولة ميكي راكم تهبلو في الشعب

36 – مومن ـ (هولند)
2013/03/30

16
تعقيب

كم يتقاضى هذا الشخص ليشتري نصف الجزائر . ليس الوحيد في هذا البلد . انظروا يا اخواني من الذين يشترون السيارات الفخمة في صالون العاصمة . يا ربي اكشفهم في الدنيا قبل الاخرة . و الذين ساهموا وسهلوا له مغادرة التراب الوطني فعلوا اكثر منه في نهب الجزائر الحبيبة وخيانة دم شهداء الثورة وشهداء الواجب الوطني . حسبنا الله ونعم الوكيل . من 40 مليون الا ياتي يوما مسؤولا نزيه و يغير على هذا الوطن ويقص رؤوسهم ويضع حدا لهذه المافيا.

37 – Benali ـ (Oran)
2013/03/30

17
تعقيب

لبلاد مخدوعة

38 – احمد ـ (alger)
2013/03/30

17
تعقيب

لا تقلقوا غدا ستصدر مذكرة اعتقال عند الانتاربول و يتم احضاره لمحاسبته على خيانته!؟؟

39 – نوري ـ (الجزائر)
2013/03/30

-18
تعقيب

هههههههههه ضحكتني يا وسمك كي كان في الجزائر ما حكموهش وكي روح للخارج يحكموه وشكون يحاسبو اصلا النظام هو المجرم الاكبر حاميها حراميها

منال ـ (الجزائر)
2013/03/31

2
تعقيب

كيما جابو عبد المومن من قبل

فليحفظ الله الجزائر ـ (الجزائر)
2013/03/31

14
تعقيب

tu réves

مواطن تحت القانون ـ (alger)
2013/03/31

14
تعقيب

قضيت شكيب خليل هي الشجرة التي تغطي الغابة
والغابة هي النضام

40 – هواري ـ (معسكر)
2013/03/30

27
تعقيب

مسكين مريض خالوه يذهب للعلاج وكائن في الجزائر عائلات ياءكلون من الفظلات هذو المسؤولين انتاوعنا ربي احسبهم

41 – مسكين ـ (France)
2013/03/30

8
تعقيب

واش نقولو معنا ربي سبحانو …واش ربحتو سرقتو نهبتو سراق يقعد سراق مهما يكون رئيس ولا وزير جنيرال برمائي مير المهم سراق التاريخ واش يقول عليكم حكام الجزائر الخونة لصوص حركة الاجيال القادمة تنعلكم الي يوم الدين انتم و ابنائكم…اربحو بدنيا ميعدنا عند القهار…عظم الله اجرك يا الشعب الجزائر

42 – شاوي ـ (هامل و متشرد و محرق)
2013/03/30

10
تعقيب

الى جهنم وبيس المصير

43 – جما ل الدين ـ (becher)
2013/03/30

4
تعقيب

البقرة انضربت و الفرد داه مولاه

44 – عروبي ـ (البقارة)
2013/03/30

14
تعقيب

هربتوه يا وحاد المنافقين و جايين تخرطو على الشعب لسنا بأغبياء و ستدفعون ثمن استغباؤكم للشعب الجزائري طيلة هده السنوات العجاف!!!

45 – العربي بن مهيدي ـ (ain sefra)
2013/03/30

14
تعقيب

لا 30 مليار ولا 100.اين هو قارون??..الدود و التراب ياسي خليل راك على حافة القبر..بدون ان ننسى طبعا دعوة المظلومين.

46 – الامازيغي المسلم ـ (jijel)
2013/03/31

14
تعقيب

وين الهربة وين تتحاسب تتحلسب ودراهم الشعب يولي السارق كي تتضغط عليه يلعبها مريض ياخي سياسة

47 – zack ـ (tizi ouzou)
2013/03/30

7
تعقيب

خليلوا مريض ….اه قلبي الصغير لا يتحمل لماذا عرقلته ايها المرض تبا لك ..انت موانت وانت مريض خذلك سنيكز الامانة لعلى وعسى لا تسرق مرة اخرى

48 – امازيغية حرة
2013/03/31

13
تعقيب

او مسكين راهو مريض غاضني بزاف الله اعلم حكماتو التخمة من كثرة الملايير او ربما لان مشروعه لم يكتمل كان معول على حوالي 20 مليار دولار ادى حوالى زوج ملاير دولار قليل عليه مرض وروح زعفان خلاصة القول لالعهدة اخرى من النهب ونقول للشياتين ومسيرهم اخو جلالة الملك المفدى الشعب راهو معمر ولاكن راهو صابر من اجل البلاد فقط حتى لاتكون اي هزات ولاتضنو انه خواف اذا احشمو وديgاج علينا لانه حسب مارانا انشوفو راح تخلاص عليكم مال اذا من اجل الجزائر روحو اخطيونا لفساد راهو لحق لمستوى اصبح السكوت عنه غير منطقي

49 – الخليفة 2
2013/03/31

14
تعقيب

خخخخخخخخخ مرض مين باع الفيلات بسومة رخيصة،وهو باه باع رابح،الفيلات مشكوبين في الأصل

فليحفظ الله الجزائر ـ (الجزائر)
2013/03/31

10
تعقيب

اللهم ارنا في الظالمين يوما اسودا امين

50 – jazairi ـ (usa)
2013/03/31

10
تعقيب

يا جماعة شكيب خليل ليس جزائري ياو هزنا الماء

51 – موكل ربي ـ (France)
2013/03/31

8
تعقيب

allah khalesse fih yarab khoud el hak fi douniya wa el akhira amine kolouhoum des voleures

52 – wisico ـ (frança)
2013/03/31

0
تعقيب

بالصورة الضاحكة والتعبير الواضح في صفحة الشروق ان شكيب هرب
لكن الخبر تغير اليوم ان شكيب يعاني من مرض ولم يكن متابع من اي جهة كانت بعلم السلطات الامنية وسافر كاي مواطن عادي . ماهي الاخبار الصحيحة والصادقة اين الصورة المعبرة عن الخبر الصحيح
وما هوخبر القد……….. ؟ شكرا .

53 – wahabi ـ (algeeria)
2013/03/31

12
تعقيب

كنت حاب أضع تعليقي لكني خفت أن أتسب في فتنة

54 –
2013/03/31

8
تعقيب

يا جماعة الخير المشكل لا ينحصر في شكيب لوحده الجزائر غارقة في بحر من الشكاكيب المشكل هو اننا اصبحنا نتفرج وننتضر في شكيب من هؤلاء ان يعيد القطار الى سكته(والله واحد مراه داير هدا الشعب في الحساب تغشش ولا قعد)الجنان طاب والفاكية حلوة و في اخر المطاف يقولون لنا بان الفعل معزول والمفعول به متعود دايما.

55 – karim ـ (algerie)
2013/03/31

13
تعقيب

أكيد وألف أكيد أن هناك تواطؤ من السلطات مع هذا الإنسان ولكن غلطة الشعب كان على الناس في المطار أن يحتجوا ويمنعوه من السفر ولي كان يكون فهذه ممتلكات شعب بأمتة
زد على ذلك من إشترى كل هذه الممتلكات في هذا الظرف القصير وبهذا المبلغ ؟
أفيدينا يا شروق

56 – Abdenour ـ (Paris)
2013/03/31

12
تعقيب

لا تنسوا يا ناس أن هناك من يسرق الأن
لا تتلهاو بشكيب و تخلوا البقية يسرق
بعد ايام تتفجر فضيحة أخرى و اشفاو عليها مليح كلمتي…..

57 – عادل ـ (أولاد جلال)
2013/03/31

7
تعقيب

القضية لا تنتهي عند شكيب بل الى من هم فوق شكيب و شكيب زعما ينفعو الطبيب….

58 – رفيق ـ (الجزائر)
2013/03/31

2
تعقيب

راني نبع في حقيقي 100 متر مربع بترول خام+50متر مربع غاز مميع
واش خلوني نكمل راكم تقسمو بدينا نبيعو

59 – احمد ـ (لجلفة)
2013/03/31

4
تعقيب

يا احمد الجلفاوي مانقولوش 100 متر مربع بترول و50 متر مربع غاز
نقولو 100 متر مكعب و 50 متر مكعب غاز

ملاحظ ـ (ALGERIE)
2013/03/31

0
تعقيب

هذا الشخص هو العميل رقم10 في المخطط الامريكي
أمريكا لديها ديون 16 ترليون دولار
تصنع لنا العملاء المسمومين من اجل إبقاء كل العالم العربي تحت خط دون الأحمر
ومنه نستنتج ان دوله لها ديون تعيش
في هناء واحتلال لدول
ونحن لدينا اللصوص من اجل خراب بيوتنا
نحن لا نبكي على اموالنا

60 – عبد العزيز ـ (اوكرانيا)
2013/03/31

4
تعقيب

شكيب خليل سوف يأتي للاستقرار في المغرب واستثمار ملايين الدولارات في بلده الثاني كما فعل الاثرياء التونسيون والمصريون والليبيون بعد نجاح الثورات في بلدانهم.المغرب اصبح قبلة للمستثمرين العرب الذين يبحثون عن الاستقرار والمشاريع المربحة.

61 – يوغورطة ـ (ايطاليا)
2013/03/31

6
تعقيب

قولوا الحمد لله اللي مبعلناش” بقرتنا الحلوب ” كان حاب خوصصة شركة ” سوناطراك ” وبيعها لشركة عائلة ” بوش ” عرفانا بالجميل للسيدة “لويزة حنون ” هي التي كالشفت الخائن والخونة , أقول لبعض المعلقين أحترم من في الأرض يرحمك الله بين قوصين ( لاأنتمي الى حزبها . )

62 – مواطن
2013/03/31

2
تعقيب

من غير الممكن ان يبيع كل هذا خلال 4 ايام الا ان كان قدمهم رشاوي لتسهيل حركته وحركة امواله

63 – ـ (dz)
2013/03/31

4
تعقيب

تضحكو على مصريين على اقل مصريين خرجو رجال وضعو سراق كلهم في سجن ههههههههه شعب قابل للاستعمار

64 – rachid ـ (algè)
2013/03/31

17
تعقيب

bled miki

65 – ahmed ـ (oran)
2013/03/31

2
تعقيب

يا طاب جنانو و يا طبالين العهدة الرابعة أين أنتم ؟؟

66 – الجزائري ـ (بلاد ميكي)
2013/03/31

14
تعقيب

و الله ما راني قاعد هنا ما دام هو راح في الطيارة أنا نروح معا طريق مروك

67 – amine ـ (barigou)
2013/03/31

4
تعقيب

ياخي دا حقو من البترول وتوما واش دخلكم ولي بغى يخون يطلع وزير ياخي راهي سايبة حتى المحكمة العليا سرقوها والمال السايب يعلم السرقة انشري يا شورق

68 – chakipe khalil ـ (tlemcen)
2013/03/31

8
تعقيب

الفساد عم و ضحم و مال شعب الجزائري الفقير و الضغيف يسلب منه جهرا برعاية طاب جنانو الدي خدع الامة باسرها و في وقته تضاعف و تفاقم الفساد -لا اله الا الله –

69 – جزائري ـ (لا حول و لا قوة)
2013/03/31

6
تعقيب

هدا بكل او طاب جننو اي حوس علي عهدي رابعة يا سبحان الله.

70 – القط
2013/03/31

4
تعقيب

اييه

71 – رابح ـ (البليدة)
2013/03/31

2
تعقيب

Iji nhar li rah tattartg

72 – inconu
2013/03/31

4
تعقيب

الوزراء ينهبون الملايير و الشعب جاءع تاءه فى مشاكل لا تحصى اين حق المسكين و اين حق الله كل شىء فان و يبقى الحق العلى القدير

73 – المحب للاحسان ـ (الجزاءر)
2013/03/31

4
تعقيب

سؤال : هل المسؤولون يطالعون تعليقاتنا؟ لا أظن ذلك القافلة تسير و ال……. واسمحولي

74 – brainstorm ـ (Alger)
2013/03/31

8
تعقيب

على خير عمو خليل ما تنساش تبعث لنا كاش واحد من صحابك الزوالية يدير شوية تاويل راني سمعت بلي بشار لقاوا فيها البترول وماكاش من يستغله

75 – tabjnanoumen bechar ـ (bechar)
2013/03/31

2
تعقيب

مسكين غادر الجزائر مريضا ما ذا تريدون بهذا العنوان الشفقة عليه طريق السد تدي ما ترد له و لامثاله ان شاء الله الاموال هذه تفنى له فقط في العلاج قولوا امين يا اخواني

76 – khalil ـ (canada)
2013/03/31

4
تعقيب

بقي 4 أيام في الشيراطون باع أملاكه ثم هرب قهوة موح أشرب أروح خرج من سيدي فرج على قابر لم يراه أحد أحرق هذه كلها هفوات شكيب خليل مازال يملك نفوذ عالية في الجزائر نبدأ من طاب اجنانو , صديق لكثير من جنرالات منهم من في السلطة حالية ومن هم متقاعدين لكنه سيحاسب عندما تتغير الأمور أما في ظل هذه السلطة الحالية شيء مستحيل الشعب يعرف أصلاحو

77 – علام الجزائري ـ (92000 NANTERRE )
2013/03/31

8
تعقيب

حان الوقت للعودة الى ديننا الحنيف واتباع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم و خاصة فى تربية اولادنا لبناء مجتمع قوي و سليم و ان كنا صالحين الله تعالى يكافءنا و يرزقنا بحكام صالحين و هذا هو الطريق الصحيح و الوحيد

78 – المحب للاحسان ـ (الجزاءر)
2013/03/31

21
تعقيب

DA3HO YASSROK ATRAKHO YAMORRE……..HADI LA NOUVELLE REGLE EN ALGERIE

79 – KARIM ـ (FRANCE)
2013/03/31

0
تعقيب

J’ESPERE B1 QU’IL DOIT ETRE FUSé EN DIRECT DEVANT TT LE MONDE ANCHIRI YA CHOUROUK

80 – KARIM ـ (FRANCE)
2013/03/31

0
تعقيب

هوووووووو هوهوهوهو…. مازال واقفين

ههههههههههههه

81 –
2013/03/31

0
تعقيب

هكذا ليعلم غالبية الجزائريون أننا نحن الزواولة لا نستطيع أن نحاسب هؤلاء المجرمون الذين يسرقون وينهبون بطرق قانونية والجميع يعلم كيف لكن أرتاح أحيانا و أعتقد أن الدولة مازالت بخير مادامت الفضائح مستمرة والسرقة مستمرة ولا عدالة حتى الآن رغم أن الدولة واقفة كما يقولون فلنتأكد جميعا ان صمتنا هو الفراغ الذي عشش فيه أمثال هؤلاء.

82 – krimsaid ـ (ouled sellam batna)
2013/03/31

0
تعقيب

إذا ثبتت هذه الأنباء، من الأحسن بل من واجب
أن تستقيل آلحكومة كلها بما فيها الرئيس وتنظيم إنتخابات رئاسية مبكرة.

83 – Ismail ALjazaeri
2013/03/31

0
تعقيب

بلاد مكي.بصاحتك يا شكيب

84 – salim ـ (tizi)
2013/03/31

2
تعقيب

oui il va fuir d’une justice algerien falsifié mais jamais jamais il fuira de la justice divine

85 –
2013/03/31

0
تعقيب

على حساب ما قريت
كل الذين علقو على هروب شكيب خليل ملائكة لا يسرقون واخلاقهم رفيعة
اكاد اجزم لو كانو مكانه لفعلو اكثر منه، مشكلتنا نحن الجزائريون لا نرى عيوبنا ونتشدق دائما باننا اخيار الناس،انا لست من المدافعين على هذا الرجل لان هناك قانون الاهي يحاسب البشر على كل صغيرة وكبيرة حتى ولو افلت من القوانين الوضعية
لننضر الى حالنا
الخباز يغش في الميزان ويسرق،الخضار يغش كذلك في الميزان صاحب سيارة الاجرة يغش ويسرق الزبون.الكل يسرق؟ اين الفرق اذا بين شكيب وهذه العينة من البشر

86 – ملاحض ـ (ALGERIE)
2013/03/31

0
تعقيب

هناك امر فات الجميع فحسب قول التقرير انه باع املاكه و طبعا قبض بالدينار و لاخراج هذه المبالغ لابد من تحويلها لليورو او الدولار السؤال كيف استطاع شكيب تحوييل عشرات الملايير ثم كيف اخرجها من المطار ؟ مبالغ ضخمه كالتي تحصل عليها حتى ولو كانت باليورو تحتاج لحقائب عديده ثم عند دخوله لفرنسا لا يسمح بادخال اكثر من خمسين الف يورو و المبالغ التي معه بالملايين اذن هناك تواطؤ فرنسي جزائري على اعلى المستويات الرسميه

87 – احمد ـ (فرنسا )
2013/03/31

0
تعقيب

ضيعت هذه الحكومة فرصة كبيرة للفوز بقلوب الجزائريين كافة. فرار الحرامي المدعو خليل شكيب وزوجته أمام أعين رجال الأمن والمصالح المختلفة للدولة الجزائرية ما هو إلا تواطؤ وتتحمل هذه الحكومة ما قد يحدث في الجزائر. الحكومة بما فيها الرئيس فقدوا كل مصداقية يجب أن يذهبوا حفاظاً على أمن البلاد. يجب الدعوة إلا إنتخابات رئيسية في أقرب الآجال. الجزائر في خطر.

88 – Ismail ALjazaeri
2013/03/31

0
تعقيب

قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد

89 – amine22 ـ (algerie)
2013/03/31

0
تعقيب

سؤالي الى الجزائريين الى من باع خليل املاكه الفخمة و بالأرقام الخيالية وبهذه السرعة ؟ الجواب سهل باعهم الى اصحاب الشكارة يعني سراقين مثله و على القضاء متابعة هذا الخيط ايضا.(والا المال بلا راعي)

90 – mohamed ـ (us)
2013/03/31

0
تعقيب

الله لا يشافيه راح يموت كي الكلب في سويسرا…..

91 – samir ـ (Doha)
2013/03/31

0
تعقيب

ربي يهدينا

92 – samir ـ (Doha)
2013/03/31

0
تعقيب

يفكرون مثل المجتمع الغربي والءياد بلله يفعلون كل شياء حت يرضون عنهم ولو في ….اهل بيتهم بلا شرف بلاكرامة نحن اشباحكم في دنيا الاخر اذا كنتم تامنون انها توجد اخر اعدء الله . بافعالهم شوهو اسلامنا وليس اسلامهم فنحن متبرءين منهم الله خير رازقن

93 – faycal ـ (italia)
2013/03/31

0
تعقيب

والله يا جماعة اتغيدوني بهذه التعليقات، فالمشكل ماشي في شكيب خليل ولكن هو في الذين تركوه يسرق ثم يهرب، وهؤلاء مازالو في الحكم، افتحوا أعيونكم

94 – راقدين ـ (العاصمة)
2013/03/31

0
تعقيب

bravo khalilll…………………. kalek al mal sayab i3lam al sarka… alors bravo…… khlilll

95 –
2013/03/31

0
تعقيب

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق ; فلهم النار يوم القيامة ” . رواه البخاري
هذا الرجل عمره 74 سنة، قريب إقيبس ويدخل الحفرة ويصفي الحساب مع منكر ونكير

96 – ربيع ـ (العاصمة)
2013/03/31

0
تعقيب

الظلم ضلمات يوم القيامة ، من حق الشعب إن يثور على هذا الظلم

97 – Abdellah ـ (Algerie)
2013/03/31

0
تعقيب

لابد من إعادة تسمية “حاسي مسعود” إلى “حاسي شكيب” فيبدو أن البترول ليس للزوالية

98 – زوالي ـ (العاصمة)
2013/03/31

0
تعقيب

والله لانه في حياة ضنكى كما وعد الله .ولسوف يلعنه الله اينما ذهب .
ولكن خروجه يدل على ان هذا النضام لا يستحي ويحتقر الشعب

99 – sah ـ (algerie)
2013/03/31

0
تعقيب

SALAM

B3T 1000 EURO L BABA 3NDHA 4 MOIS L BADR BANQUE DIR FI TAHKIK 3LIHOM W HAD KIFECH KHREJ BDRAHEM

HABLOUNNNNNNNNIIIIIII
ONCHRO SVP

100 – hamidi ـ (annaba)
2013/03/31

0
تعقيب

والله يا شكيب غير تشريهم ليكوش (أن بطش ربك لشديد )

101 – Salim akbou ـ (Algérie)
2013/03/31

0
تعقيب

amin

tbessi ـ (bled dzzzzzzzzzz)
2013/03/31

0
تعقيب

c est Tab djenanou qui l a ramené . c est lui qui l a laisse rentrer pour vendre ses biens qui sont les biens du peuples .c est lui qui l a laisse partir. un peuple dupe en plein jour

102 – kareh hayatou ـ (Algerie)
2013/03/31

0
تعقيب

الجزائر بخير

103 – جزائري ـ (الجزائر)
2013/03/31

0
تعقيب

ارنا سيف الحجاج الذي تحدثت عنه يا سي طاب جنانو ، ام انه مشهور فقط على البطال الذي يطالب بابسط حقوقه والنشطاء الحقوقيين الذي يسعون لانقاذ الدولة من الانهيار ، فاعلم ان الظالم يحاسب في الدنيا قبل الاخرة وان غد لناظره قريب

104 –
2013/03/31

0
تعقيب

وهكذا تمر الايام والشهور والسنون ولا شئء يتغير فى بلاد العزة والكرامة ففضيحة تتبعها فضيحة والامور عادية وكان شئء لم يكن فالسلطة نائمة على اوذانها ةقد تركت الحبل للسراق ونهبخيرات الجزائر ثم السماح لهم بمغادرة الجزائر بشرف وكرامة اين انتم ايها المخلصون لهذا الوطن ام ان الجميع باعوا بلادهم واصبح الكل لايريد من الجزائر الا النهب والخطف ولكن اين المفر الى اين يفر شكيب خليل ماذا ينتظره كيف يلقى الله والرب غاضب عليه هل تنفعه الاموال التى سرقها كلا والف كلا بل سيحرق بها فى نار جهنم هو وا

105 – زدام عبد الله ـ (وادى تليلات وهران)
2013/03/31

0
تعقيب

ياو. الجزائر اللي طابت ماشي جنانو.

106 –
2013/03/31

0
تعقيب

حان الوقت للعودة الى ديننا الحنيف واتباع رسولنا الكريم

107 – nacer ـ (hassi messaoud)
2013/03/31

0
تعقيب

شكيب خليل باع فيلاته بالكورنيش الوهراني وشقة فخمة بعين الترك ما تخافوش راه عوضهم في بلده الاصلي المخرب

108 – العباسي ـ (الجزائر ارض الله)
2013/03/31

0
تعقيب

لو كنا في دولة القانون لم نسمع عن هده الاختلاسات فالدو لة غاءبة و القانون يطبق على الظعيف

109 – djamal ـ (alger)
2013/03/31

0
تعقيب

أين النائب العام الجزائري ؟ السؤال مطروح

110 – dema ـ (الأغواط)
2013/03/31

0
تعقيب

حقيقة هو باع ماباع “وشبه ” هرب لكن هو لم يحمل حقائب المال الذي باع به نطلب منالسلطات الجزائرية الاحرار منهم ان يقوموا بوضع اليد على حسابات هذا المجرم وامثاله أنهل امال الشعب التي سرقوها الربيع العربي قادم لامحالة بسبب شكيب وامثال شكيب

111 – bessous ـ (ALGER)
2013/03/31

0
تعقيب

Ils disent que y a des traitres “HARKIS” en temps de la guerre et qui sont partis après l’indépendance, mais je vois ceux qui sont restés sont beaucoup nombreux.

112 – said ـ (Sétif ,Algerie)
2013/03/31

0
تعقيب

كامل هذا يستاهله الشعب لأن لو كان الشعب الجزائري منتج و مبدع طموح لما سلط الله عليه السراق شعب بابا و نيني وزيزة انشروا تعليقي يا جريدة الشروق لو كنتم حقا ديموقراطيين و تحترمون رأيي كمواطن حر لا كعبد مستعبد في بلاده

113 – kamel ـ (algeria)
2013/03/31

0
تعقيب

bonjour j ai vue un errr que se monsion chakibe khalile quiter l algerie avec pasport algerien mais le pasport algerien allez interdit pour un algerien faire un voiyage dort de l algerien que le pasport il yas un visa de ce payer qui accepter chakibe entre chez lui je pense pas chakibe il yas un pasport algerien ,parseque il yas un pasport americain deplomate i il faux les algerien faire main sur main pour ne laisez pas sais gent kiter l algerien , allah yerhemek ya mostach .vive mas

114 – mourad ـ (italy)
2013/03/31

0
تعقيب

بلاد المهازل ننام ونستيقض على أخبار الفساد لا رقيب ولا حسيب على اللصوصية من أمثال شكيب الذي نهبوا وجوعوا الشعب ونزعوا منا هويتنا أننا نقول لهم مهما فعلتم ورغم الفقر الذي نعيشه أننا نحب الجزائر لأنها مسقية بدماء أبائنا وأجدادنا وحسابنا معكم أما ملك الملوك يو م لا ينفعك منصبك أو جاهك وتذكر يوما لما وقف عثمان بن عفان على القبر وهو يدفن زوجته بنت الرسول مخاطبا إياه أتعرف من هذه فقال القبر أنا صندوق عمل ولست صندوق نسب أو حسب فما تقول ياشكيب أنت وأمثالك يوم الحساب الأكبر حسبنا الله ونعم الوكيل

115 – حسام الإبراهيمي ـ (الجزائر )
2013/03/31

0
تعقيب

هؤلاء هم وزراء واهل بوتفليقة واقول لهذا الوزير من اين لك هذا واذكره بانه سيموت ولن تنفعه اموال الشعب التي اخذها وسنلتقي امام محكمة لامحام فيها ولا ترجمان ولن ينفعك بوتفليقة ولا امريكا اللهم فاشهد

116 – الجزائري ـ (الجزائر)
2013/03/31

0
تعقيب

الله يرحم عدالة بلادي الي تحكم باسم الشعب…..

117 – nour ـ (algerie)
2013/03/31

0
تعقيب

مال الدنيا ما يغنيك يا شكيب….

لا مفر من العقاب الإلهي….. كليت حق الشعب و بعت بلادك على جال الفاني….

الكل المتواطئ…… من أكبر رأس في الجزائر حتى أصغر واحد…

يا رب غفرانك……

118 – أمونة ـ (وهران)
2013/03/31

0
تعقيب

أين أنت ممّن سبقك يا خليل
قارون كانت له خزائن مفاتحها يحملها عشرات من الناس
وانظر كيف كانت نهايته
وأنت سرقت وأكلت أموالنا وتعبنا وفي الأخير تفرّ
إلى أين المفّر؟؟؟
إذا نجوت من العباد فو عزّة الرحمـن لن تنجو من غضب
ربّ العباد،
سيأتي يوم لا ينفع الندم وترى فيه دموع المظلومين
حينها تعلم يقينا معنى أكل أموال الناس بالباطل

119 – المجهول ـ (Alger)
2013/03/31

0
تعقيب

اضن انه اخذ نصيبه من البترول
السؤال المطروح : هل اخذتم انتم حقكم………………………………!!!

120 – dak ـ (blida)
2013/03/31

0
تعقيب

هم يعلمون بأننا شعب أمي و الأمي لا يعرف حقه هم يعلمون بأننا شعب ضعيف و الضعيف لا يطلب حقه هم موقنون بأننا شعب فقير والفقير لا يروي سوا جوعه وعطشه

121 – طارق زدام ـ (برج بوعريريج)
2013/03/31

0
تعقيب

Le fait de vendre dans la precipitation ses biens immobilier bien mal aquit peut etre releve du doute et la suspicion,il a eu l’aval des USA , pour passer les frontieres ,c’est eux qui commande le monde selon leurs interets abstarction faites sur les valeurs de la justice et democratie (l’exemple de l’IRAK), l’algerie ne fait pas l’exeption

122 – algerien ـ (annaba)
2013/03/31

0
تعقيب

qui a ramené chakib khalil ? et qui a ramené celui qui ramené chakib khalil
et bein ce sont eux qui ne veulent pas partager le gateaux…. fahem yafham

123 – mareg ـ (pays d’ignorants)
2013/03/31

0
تعقيب

أووووه ه ه مسكين مريض باع كل شيء من اجل حفنة دراهم لاتسمن ولاتغني من جوع باع وسرق ونهب واختلس وارشى من اجل بلاده بلاده التي لاتعوض بمال الدنيا ومن فيهاهرب كما هرب المجرمون الفاسدون الطغاة هل هذه الخرجة الدنيئة الخسيسة التي لارجعة فيها تساوي المال الذي نهبه وباع به املاكه وعقاراته التي جناها بالمال الغير المشروع لماذا تم تسهيل خروجه من الجزائر وهو مطالب من العدالة ولماذا هربت وثائق المجلس القضائي بالعاصيمة من طرف مجهولين وقيل في نشرة الشروق انها وثائق خطيرة الله الله ياجزائر عثا فيها المفسدون

124 – جزائري حيران
2013/03/31

0
تعقيب

le peuple qui pleurent jammais ils aura ces droit mais le peuple qui dit non lalhogra jamais itahgar mais le peuple ils cest un bin oui oui anachri yachourouk almahbouba

125 – salem ـ (almagne)
2013/03/31

0
تعقيب

هذا سيناريو مليح كي المسلسلات التركية مكانش مخرج يجسدنا هذا المسلسل عنوانه واد الكلاب

126 –
2013/03/31

0
تعقيب

hahahahahahahahahhahahah blad miki

127 – ali
2013/03/31

0
تعقيب

حكاية الخليفة راح تتعاود.بلاد ميكي

128 – ASMA ـ (ALGER)
2013/03/31

0
تعقيب

الله يرحم باباكم بالاكو تقولولي رجع دراهم لونساج

129 – بلال بوروبة ـ (الجزائر)
2013/03/31

0
تعقيب

oh my gud he is very riche

130 – anfal ـ (الجزائر)
2013/03/31

0
تعقيب

مسكين زوالي لو اجمعنا كل امواله لا يتعدى 6 مليون دولار

131 – د ص ـ (سطيف)
2013/03/31

0
تعقيب

قلتها ونعاودها املنا عودة الخلافة الراشدة.

132 – ياسين ـ (المانيا)
2013/03/31

0
تعقيب

ياخي مهزلة ناس تتعب وتشقى باش تحكم شبه مشاريع في هذي لبلاد يندبوهلم بالعراعقيل والرشاوي ويستناولهم كاش غلطة وناس نهبت اموال الشعب يمرون مرورالكرام الله يجبلهم مصيبة وينك يا عدالة هههههههههههههههههههههههههههههههه

133 – nermine ـ (batna)
2013/03/31

0
تعقيب

الفاسدون يتظاهرون بالمرض والموت إذا حُكموا…

134 –
2013/03/31

0
تعقيب

اما آن لك يا فخامة الرئيس أن تقول للذين يطالبونك بعهدة رابعة : {راني فهمتكم}.ولكن هيهات.

135 – حكيم ـ (سطيف)
2013/03/31

0
تعقيب

دخل للجزائر دار رايو ثم عاود خرج عادي جدا تقولي الجزائر تاع باباه كل هادا والشباب كي يثور على عمل او سكن يدخلوهانا ايادي خارجية بلا ميكي

136 –
2013/03/31

0
تعقيب

واحد معندوش حتى دار وواحد عندو 100 دار والله لايسامحكم احنا كامل جزائريين وكامل وليدات 9 اشهر

137 – سارة ـ (alger)
2013/03/31

0
تعقيب

موتنا في الجنة و موتاكم في النار

138 –
2013/03/31

0
تعقيب

احنا شعب نتاع كلام فقط وتتعليقات والفايس بوك وتويتر ونحب النكت وانا متيقن ان بكرة لو ان الدجال بوتفليقة ترشح لعهدة رابعة الشعب راح يطلع وينادي يحي بوتفليقة والجيش والشعب معاك يابوتفليقة !!!!!!!
المفروض خبر مثل هذا انتاع شكيب خليل يخلي الشعب كله يطلع في اعتصامات في جميع مدن الجزائر يطالب برووس من سمح لهذا السارق بالهروب
ايضا خبر حرق ملفات الفساد من محكمة الجزائر كيف يمر هكذا وكانه خبر ثقافي!!! اين الشعب اين الشباب ليش ما يطلع في تجمعات يطالب بتفسير لهذه المهازل ومحاكمة الاشخاص الذين ارتكبوها

139 – مواطن ـ (الجزائر)
2013/03/31

0
تعقيب

ahh ya bouteflika hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh ya salam ya chaab

140 – masrouk
2013/03/31

0
تعقيب

Mes freres et soeures la faire est claire il a donner de l argent s a l aeroport d oran et il est passer .il faut juger le dericteure de l aeroport!!!!!

141 – algerien mdamar men ـ (ancef)
2013/03/31

0
تعقيب

هرب من الجزائر وين يهرب مرة خلاف من ربي سبحانو

142 – HIBA ـ (skikda)
2013/03/31

0
تعقيب

الله يستر البلاد من هاذوا الخائنين حاسبي الله ونعم الوكيل

143 – نورة ـ (oran)
2013/03/31

0
تعقيب

الله يكشفهم حسبنا الله ونعم الوكيل

144 – نورة ـ (oran)
2013/03/31

0
تعقيب

ولماذا لم تظهر هذه الممتلكات في وثيقة جرد الممتلكات عندما كان وزيرا ……..دولة اللصوص

145 – nasrallah farid ـ (algerie)
2013/03/31

0
تعقيب

اقسم بربي الكون-
على ان دماء الشهداء لايذهب هدر
على ان كل من خان الامانة -يموت محروم من الشهادة

المخلوق ليس هو السارق.. ابحثوا عن السراق

146 – خالد ـ (بسكرة)
2013/03/31

0
تعقيب

العربي بن مهيدي ـ (ain sefra) BIEN DIS DAYEM RABI MAIS ON VEUT LA JUSTICE DANS LE DENIA HARIMNA

147 – anter ben cheddad ـ (france)
2013/03/31

0
تعقيب

تدهور الصحة عادة ما يـأتي من المال الحرام فهيهات ان تجمع بينهم

148 – بشير
2013/03/31

0
تعقيب

الشعب يريد مكافحة الفساد

149 – el baz
2013/03/31

0
تعقيب

يا شعب فيق وانتخب على الاسلاميين يززينا من الخاينين§§§§

150 – صلاح ـ (الوادي)
2013/03/31

0
تعقيب

الحمد لله لانني هربت من هده البلاد الملـيئة بالفساد حتى و إن كان أجدادي ماتو لتحريرها لأنها مابقات فيها قعدة غير الفساد و التقطيع النميمة الرشوة السرقة البيروقراطية الجهوية و الكره والغيرة بين الناس……….وكله بسبب النضام ألفرانكوجزائري اللي يحكم في بلادنا كل مسؤول له جنسيتين واكتر ووووو……..

151 – متغرب و عايش فلحلال ـ (بعييييد و مرتاح)
2013/03/31

0
تعقيب

(أفؤمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الاالقوم الخاسرين )صدق الله العظيم
إلى أين المفر وكل شبر في هذه الدنيا هو لله تعالى

152 – بشير فرجاوي ـ (algeria)
2013/03/31

0
تعقيب

نرجوا من الجميع بالدعاء للظالم شكيب
اللهم لا تشفيه ولا تهديه حتى نرى فيه عجائب قدرتك
اللهم اجعل كل يوم يعيش فيه الام لاتنتهي ٠ وكما اخذ مال اليتامى والمساكين اسكنه بجوار هامان وفرعون هو ومن ساعده من المسمومين

153 – tbessi ـ (bled dzzzzzzzzzz)
2013/03/31

0
تعقيب

الحمد لله لانني هربت من هده البلاد الملـيئة بالفساد حتى و إن كان أجدادي ماتو لتحريرها لأنها مابقات فيها قعدة غير الفساد و التقطيع النميمة الرشوة السرقة البيروقراطية الجهوية و الكره والغيرة بين الناس……….وكله بسبب النضام ألفرانكوجزائري اللي يحكم في بلادنا كل مسؤول له جنسيتين واكتر ووووو……..

154 – متغرب و عايش فلحلال ـ (بعييييد و مرتاح)
2013/03/31

0
تعقيب

يحيا بوتفليقة اريد ان يزيد عهدة رابعة….. الدولة الجزائرية العظيمة بعظمة الغاشي نتاعها سوف ترجع شكيب خليل و تحاسبه و ترجع الملايير مثل ما فعلت مع مهزلة الخليفة و انتظروا معي ………..

155 – سمير رضوان ـ (مقبل يد هولاند)
2013/03/31

0
تعقيب

المهم
عندهم الزهر

بصح أتحداه
أن يجرأ
وينظر
إلى
صورتي

الشهيد العربي بن مهيدي
والشاوي الحر البطل بن بولعيد

156 – حسبنا الله ونعم ـ (الوكييييييييييييييل)
2013/03/31

0
تعقيب

اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة

157 – :zaoui ـ (oran)
2013/03/31

0
تعقيب

جزائر بوتفليقة

158 – _àaaa ـ (alger)
2013/03/31

0
تعقيب

وييييييييييييييييييييين تروح يا قاتل الروح , حمد الله لكاين الموت , لوكان يسمحو 40 مليون جزائري غير أنا لمنسماحش

159 – مراد ـ (algerie )
2013/03/31

0
تعقيب

هذا شكيب والشكاكيب الأخرى ماذا تكسب ياترى ولا حتى يهربوا تخبرونا ، لكن ياللأسف كل سيأتي يوم لابيع فيه ولا شراء
كي ولا الفكرون يمشي بالبيام * لمخاخ واش لزمهم شــــــــروا
والثعلب كاسبة الهوندا ياسلام * تستنى في سذيب تديه الدارو
داتهم شوفة يكدوا كاش عظام * غير باش أيربوا الجنحة وطيــروا
لكن ياللأسف تداول ليـــــــام * ياللأسف ليام يــــــــــــــدوروا
ياللأسف ياللأسف ياللأسف مذا تقولون لرب العلمين ، أم تقولون له لقد هربنا من جلدة الإسلام ورضينا بما أمرنا به إبليس والكفرة

160 – أمير ـ (تيارت)
2013/03/31

0
تعقيب

أين الشعب الجزائري و الحكام لمادا تركوا هذا المجرم الدي نهب اموال الشعب يهرب كان من الأحسن محاصرته و القبض عليه ثم شنقه امام الجميع هكدا يكون درسا لجميع المجرمين حسبنا الله و نعم الوكيل واين المفر من عدابه سبحانه عزوجل

161 – brile ـ (italy)
2013/03/31

0
تعقيب

مريض من شدة أكل الحرام و نهب أموال الشعب الجزائري ، أفسدت دنيتك بالنهب و السرقة و تقابل ربك و ملفك متقل بالمنكرات فهل تشفع لك هذه الأموال لأن الله عادل و لا يمكنك رشوته مثل ما تعودت عليه في حياتك .

162 – عمار: جيجل ـ (الجزائر)
2013/03/31

0
تعقيب

الجهاد هو الحل للتخلص من هؤلاء الطواغيت وشبيحتهم

163 – حسان ـ (algérie)
2013/03/31

0
تعقيب

هذه € 10 من عند واحد نفاه الزمن ال دار الغربة ليرتزق لعلاج الوزير المريض كتبرع في اطار حمله جمع مبلغ لعلاج شكيب خليل ,لكن هل هو جزائري لا اعرف ان في الجزائر اسما كهذا…..

هل تم حجب قناة المغاربية؟!


أحسن بوشة271085_1820767201109_4267279_a[1]

لاحظنا أن قناة تلفزيون المغاربية التي تبث من لندن قد توقفت عن الإرسال منذ الأمس على كل الأقمار الصناعية,فماذ حدث هل هو مجرد خلل تقني مؤقت وستعود القناة إلى البث ومواصلة كشف المستور عما حدث ويحدث في الجزائر؟أم هي السلطة في الجزائر تكون قد بزنست مع فرنسا وضغطت عليها لتغلق القناة حتى يتم تدجينها أو غلقها نهائيا؟
قناة المغاربية إنطلقت في البث من لندن منذ خمسة عشرة شهرا, وحسب رئيس تحريرها إلإعلامي سليم صالحي فإن تمويلها مغاربي مشترك, كما أن برامجها تهتم بالشؤون المغاربية عامة والجزائرية خاصة وإن كانت تعطي أغلب وقتها للشأن الجزائري,كما أن أي ممول مغربي سوف لن يشارك في قناة تنتقد الملك أو النظام المغربي,القناة تلتقط على النايل سات وعلى هوت بيرد,فالمسؤول المباشر للحجب هو الشركة القابضة المصرية نايل سات وهوت بيرد التابعة للفرنسية يوتال سات.
وحسب بيان صحفي عاجل صادر عن منظمة نادي الترقي الجزائري بأوروبا فإن إدارة نايل سات قد تحجب قناة المغاربية بضغط من السلطات الجزائرية عبر فرنسا….
فإذا كان لفرنسا دور في الحجب مع إدارة النايل سات فهي تستطيع فعل ذلك بسهولة مع هوت بيرد ويوتال سات وشركة خدمات الساتليت البلجيكية والتي يبدو وأن قناة المغاربية تبث عبرها.
حتى كتابة هاته السطور لم يصدر أي توضيح من موقع قناة المغاربية حول أسباب التوقف المفاجيء للإرسال,وليس غريبا أن يحدث هذا الضغط من الحكومة الجزائرية على النايل سات أو على الفرنسية يوتال سات لحجب قناة المغاربية وذلك للأسباب الآتية:
*مؤخرا ومع بداية الإحتجاجات الشبابية في مدن الجنوب أصبحت قناة المغاربية هي صوتهم,من مقابلات وفيديوهات شبه مباشرة, وهذا ما يؤرق فعلا سلطة إمتهنت خنق كل إعلام حقيقي حر,وليس هناك مبالغة إذا قلنا أن ما تقدمه القناة من إحتجاجات الجنوب, وفتحها المجال لعائلات المختطفين ,وتقارير الفساد المرسلة من كل نواحي الجزائر, كل ذلك يرعب السلطة فعلا ويكشف عورتها,خاصة وهي تعرف مافعلته قناة الجزيرة والفيسبوك في ميادين الربيع العربي.
*قناة المغاربية قدمت برامج عديدة حول موضوع الفساد وعلاقة الرئيس ورجال الرئيس بالفساد وهذا أمرا مهلكا ومشوها لصورة الرئيس أمام الشعب,خاصة إذا كانت للرئيس ولمحيطه نية في الترشح لعهدة رئاسية رابعة,ومما زاد حتما في قلق دوائر السلطة هو أن قناة المغاربية فتحت المجال للكلام لعدة أساتذة وسياسيين وإعلاميين من داخل الجزائر وهؤلاء لهم سمعة طيبة وصوت مسموع مثل الأستاذين عبد العالي رزاقي وأحمد عظيمي وغيرهم.
*منذ نشأتها أصبحت المغاربية منبرا حرا للمعارضة الجزائرية في الخارج,من قدماء الجبهة الإسلامية إلى عناصر تنظيم الضباط الأحرار وحركة رشاد, وهؤلاء مجتمعون هم أشد وأشرس أعداء السلطة.لقد شاهدنا مؤخرا بعد حادثة تيقنتورين كيف أن ضابطين سابقين كانا يتكلمان بصراحة كبيرة وبتحذي للرئيس ولجنرال جهاز الإستعلامات,ثم شاهدناهم يتكلمان حول صفقات و فساد رجال في مؤسسة الرئاسة والجيش وهو ما يكون قد أغضب السلطة وربما خوفها ,خاصة وأن الملايين من المشاهدين لم يكونوا ليحلموا بهكذا صراحة وإثارة في برنامج تلفزيوني على المباشر.
*هاته السنة هي السنة المؤدية إلى تغيير الدستور وإجراء الإنتخابات الرئاسية والسلطة لا تريد من يفسد خططها ويفسد تجاربها المخبرية في تصنيع من يرأسنا لسنوات قادمة,لهذا هناك خوف من فتح القناة للحملة الإنتخابية للسيد بن بيتور أوغيره .
إن حجب المغاربية إن تأكد سوف لن يكون مفاجئا لأن فرنسا وإدارة النايل سات سوف تعمل بالمصالح وليس بالمباديء, وقد رأيناهم كيف حجبوا قنوات عربية من قبل ,وفرنسا لذيها مصالح وصفقات كبرى مع الجزائر و مع السلطة في الجزائر, ولهذا فهم سيهرولون إلى غلق المغاربية وغيرها متى طلب منهم ذلك, إن حرية الإعلام والترخيص الإعلامي تسبقه المصلحة العليا لفرنسا أو لبريطانيا, خاصة في عهد الأزمة الإقتصادية الخانقة….وهذا ما يكون قد غاب عن جماعة المغاربية.
في الأخير لا يفوتني أن أشير إلى أن الغلق الإعلامي ,وتكميم الأفواه ,وقطع الإنترنت عن مدن الجنوب وغيرها خوفا من شباب الفيسبوك لن يستمر إلى الأبد, فالثورة التكنولوجية العالمية ستجعل حرية التعبير, وحرية البث التلفزيوني,وحرية الكتابة والتدوين, وحتى حرية الشتم معممة ومتاحة في كل مكان.لهذا فإن أعمال كهذه تعبر حقا عن فاشية فكرية وإعلامية وعن إزدواجية في المعايير,فكيف نقول لا لفتح السمعي البصري ومن جهة أخرى نعطي رخصا لعمال قنوات مثل الشروق والنهار, تأسيسها في الخارج وإستيديوهاتها في العاصمة ؟!
ضعوا قانون إعلام جيد تحدد فيه إخلاقيات الإعلام,وأفتحوا السمعي البصري ,وسرعوا في تدفق الإنترنت وأفتحوا الجيل الثالث للهاتف النقال وأتركونا نلحق على الأقل بموريطانيا يرحمكم الله

متى سيتصاعد الدخان الأبيض فوق قصر المرادية؟!


pope-selection-white-smoke_65226_600x450بقلم أحسن بوشة

لقد أشرت في مقال سابق إلى أن صراع الزمر على منصب رئيس الجمهورية سيزداد حدة خلال الشهور القادمة,فعام البيعة لعهدة غمس جديدة في الجزائر قد حل,ومن الواضح أن هاته الزمر تكون قد دخلت منذ واقعة تيقنتورين في صراع وسباق محموم بين بعضها البعض للوصول إلى قصر المرادية,هي زمر تنقسم إلى معسكرين رئيسيين,معسكر الرئيس ورجال الرئيس وربما خليفة الرئيس, ويقابله معسكر خصوم الرئيس وفيهم المدني والعسكري وجنرالات الزيت والسكر وووووبديل للرئيس….,وكل الدلائل تشير إلى أن المقابلة ستكون حامية الوطيس وذلك إلى غاية الحسم في مرشح السيسثام للرئاسيات القادمة أو إلى غاية صعود دخان أبيض من قصر المرادية (مثل الدخان الذي تعلن به الفاتيكان عن إنتخاب بابا جديد!!) لإعلان الرئيس بوتفليقة عن نيته في البقاء في القصر لعهدة أخرى.
أما إذا بقي الدخان يتصاعد أسودا,فهذا يعني أن بوتفليقة لا يرغب في الترشح لعهدة أخرى,وستستمر المعركة بين الزمرتين, يسجل فيها كل طرف أهدافا في مرمى الطرف الآخر, على غرار مسؤولية الإختراق الأمني في تيقنتورين أوفضائح التشكيب في سوناطراك مثلا.ويوم بعد يوم ,وشهر بعد شهر, ستظهر فضائح جديدة وسينشر غسيل جديد لكشف فساد جديد يضعف إحدى الطائفتين.
لاشك وأن الذين يريدون إضعاف الرئيس ودفعه إلى الإعتزال سيعملون على إضعافه بنشر المزيد من فضائح الرجال المحسوبين عليه,بينما سيحاول هو ورجالاته إظهار الصرامة في محاربة الفساد, والإشاذة بإنجازات الرئيس في نفس الوقت.
وهناك سيناريو محتمل وهو الزج بالحركات الشبابية الإحتجاجيةوإشعال إحتجاجات أخرى لضرب الإستقرار وتمرير ما يصعب تمريره في الضروف العادية,خاصة وأن السلطة في الجزائر خبيرة في مثل هاته الدسائس,ولهذا يجب على قيادات هاته الحركات أن يحذروا من لوبيات قد تحاول إستعمالهم في تحقيق أهداف مشبوهة..

نعود إلى قصة الدخان الأبيض والأسود وصراع زمر الغمس واللحس ,فقبل أيام نشرت جريدة الخبر تصريحات مقصودة نسبت لموظف في رئاسة الجمهورية مفادها أن الرئيس ساخط وحزين لإنتشار الفساد….وأن الرئيس زاهد في عهدة جديدة…..أمممم…اللهم إلا إذا ترجاه الشعب للبقاء,وهو مايعني بلغة الديمقراطية الجزائرية تنظيم مسيرات وتجمع أحزاب ومنظمات,كلها تترجى مولانا السلطان مواصلة جلوسه على عرش مزغنة.
إن ما أوردته الخبر بعيدا جدا عن أي مصداقية وحرية التعبير وحرية الوصول إلى الخبر, بل هو تسريب ودور لابد للخبر أن تقوم به,وسنرى صحفا أخرى تقوم بأدوار وسخة مماثلة حينما يطلب منها القيام بذلك,فحرية الصحافة عندنا مشروطة بخدمة السلطان,ولا نتوقع من أي صحيفة تباع بربعة دورو أن تتعايش في الجزائر لولا ريع الإشهار وبالتالي فهي تحت رحمة مالك الريع.
ونجد أنفسنا الآن أمام هذا السؤال:إذا كان رئيس الجمهورية قد قالها بصريح العبارة في خطابه في سطيف عشية الإنتخابات التشريعية,لقد طاب جناننا ورحم الله امريء عرف قدر نفسه, ولقد آن الأوان لإنسحاب جيلنا…..فما الغرض من قوله الآن ”إلا إذا أرادني الشعب أو ترجاني أن أواصل”؟
هناك إحتمالين أولهما هو الأضعف,إذا كانت الخبر تكذب فلا بد أن تحاسب على هكذا أقاويل,أما إذا كانت الخبر صادقة والتصريح صحيح فقد تكون هاته رسالة موجهة لفرق الشيتة والتطبيل,من صحف وأحزاب ومنظمات لتبدأ الرقص والهتاف: لا منجد للجزائر إلا العزيز…وقريبا سنرى الدخان الأبيض يتصاعد من قصر المرادية,وستطلق أرانب السباق لتفسح المجال لتتويج الملك عبد العزيز,ملك مزغنة للمرة الرابعة,إنها الجزائر أصبحت تعج بشياطين الشيتة والفساد توسوس لرئيس الجمهورية وتعطيه التقارير الكاذبة عن حال الرعية وتعده بشجرة الخلد وملك لا يبلى….وهي تعلم أن نفسه وطبيعته تميل إلى ذلك!
أخيرا أعتقد أن المتموقعين سيدخلون حالة طواريء بمجرد تلقي الإشارة من الرئيس في أنه يرغب في عهدة رابعة,خياطة دستور جديد على المقاس وذلك لسد الطريق على من تسول له نفسه بمنافسة الرئيس,زيارات ميدانية ومشاريع جديدة وتظاهر بمحاربة الفساد لتمهيد الطريق أمام عهدة رابعة ومابعد الرابعة كذلك…

أما شركاء الرئيس من غير رجالاته وقبيلته فهم ولاشك سيوافقون على الإستمرارية, وعلى العهدة الرابعة,سيوافقون إذا تلقوا ضمانات بالمحافظة على مكاسبهم وغنائمهم محللة ودائمة بدون أي ملاحقة قانونية أو غير قانونية,لكن إذا ماحدث وتزايدت الضغوط والإحتجاجات الشعبية للمطالبة بالتغيير مثلا ولم ينسحب الرئيس ولم يتم التوافق على خليفة الرئيس فإن الزمر ستتفق على تمديد العهدة الحالية إلى وقت إضافي,لأن الرئيس بوتفليقة ومعسكره لا يريدون رفع المنشفة وإنسحابه إلا بعد أن يجدوا خليفة له من معسكرهم , إلى أن يسجل أحدهم هدف الفوز والحسم على الآخر, أو حتى يتدخل القدر ويلعب دوره في التغيير.
لقد بينت التجربة والتاريخ القريب أن فلول المتسابقين على كرسي الرئاسة في الجزائر لا تهمهم تنمية الجزائر ورفاهية الشعب ومحاربة قريش الفساد,بل ما يهمهم هو مغادرة المرابطة فوق جبل أحد والإسراع في نهب قافلة أبوسفيان وهي غنائم حاسي مسعود وكل الصحراء..

مقتل الشيخ البوطي وفتنة تاخير الزمان


L_a4491407a278496alalam-alislami-770212272
البوطي مات والقاتل معروف….السعودية وقطر وفرنسا ووووو الذين إستغلوا ثورة أطفال درعا وأشعلوا نار الفتنة في الشام.
أرى أن المواقع تعج بالغوغاء الذين يدّعون مساندة الشعب السوري…وينسون أن بلاد العرب كلها فساد ورشوة وديكتاتورية,من المغرب إلى العراق,فلماذا يفتي القرضاوي بالجهاد في سوريا,فالمسلم سيقتل المسلم وهو أمر نحسبه هين وهو عند الله عظيم؟
نحن الشعوب نحب الحرية ونكره الإستبداد,لكن محاربة الإستبداد لا يجب أن تكون على حساب تخريب البلاد وقتل العباد خاصة إذا كان ذلك بدفع من جهات مشبوهة كفرنسا وأذنابها,محاربة الإستبداد ليس بالضرورة أن تكون عسكرية إكسبرس,بل هناك أشكال كثيرة من الكفاح كالإضرابات والمظاهرات والتعليم والتنمية كما هو الحال في الصين, قد تطول لكنها قد تأتي بنتائج أفضل.
الجهاد في فلسطين هو الطريق الصحيح,ولماذا توجيه الشباب إلى الجهاد في سوريا فقط, فباقي العربان كلهم يعيشون تحت حكم الديكتاتورية وفي اللهو والفساد ؟,ومن يريد ثورة في الشام فليشنها في الجزيرة العربية وفي المغرب العربي على الديكتاتوريات الأخرى.
إنها فتنة تاخير الزمان, وهي حرب حجازية فارسية هاته التي تجري في سوريا فرضت على الشعب السوري المسكين فوقع ضحية, بين سندان نظام جائر ومطرقة طائفية عرقية ملعونة…. ويسمونها ثورة.
لقد خذل العرب العراق وسلموها على طبق من ذهب لأمريكا وللفرس, وهم يخافون الآن من إمتداد يد الفرس إلى الشام كذلك ولذلك فهم يتحالفون مع الشيطان لإسترداد الشام إلى بيت الطاعة الحجازي كما كان الحال في صدر الإسلام.
ماكان لقطر والسعودية التدخل في الشأن السوري ,الشعب السوري كان عليه القيام بمحاولة التغيير بدون التدخل الخارجي,فما الفائدة في تغيير عنيف غير مضمون النتائج ويترك سوريا قاعا صفصفا؟,نحن في الجزائر ولدنا أحرارا ونريد الحرية للشعب السوري ولكن ليست حرية هنري ليفي أو الشيخ حمد فهؤلاء مع أحبابهم اليهود هم أعداء الحرية الحقيقية,نريد أن نرى كفاح سوري خالص بالطرق التي يقررونها هم بأنفسهم, لا أن تملى عليهم من باريس أو الدوحة أو إسطنبول.
ومن جهة أخرى ,ما كان للشيوخ القرضاوي والعريفي والعرعور وغيرهم أن يفتوا بالجهاد في الشام وينسون فلسطين,هؤلاء الشيوخ يعيشون في بلدان حكامها زنادقة ومستبدين فلماذا لا يفتون بالجهاد في قطر أوفي السعودية مثلا؟
رحم الله البوطي والخمسين بريئا ممن إستشهدوا معه….وأنعقوا ياغربان وتشفوا في رجل ترك ستين كتابا خلفه صدقة جارية…. وأنتم فماذا تتركون؟.
أحسن بوشة

العلامة محمد سعيد البوطي


http://www.alalamalislami.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B7%D9%8A

الخنزيرة الجزيرة:مقتل الشيخ البوطي المؤيد للنظام السوري.
لعنة الله عليكم ياخنازير العرب,هل نسيتم مسيرة ستين سنة في نشر الإسلام؟
ولعنة الله على من قتل العلامة البوطي سواء كان النظام أو من يحارب ضد النظام….

محمد سعيد رمضان البوطي المولد 1929 م جزيرة بوطان تركيا المذهب شافعي العقيدة أهل السنة، أشاعرة تعديل محمد سعيد رمضان البوطي (مواليد عام 1929) في جزيرة بوطان التابعة لتركيا وهو عالم متخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي فاختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثامنة عام 1425 هـ ليكون “شخصية العالم الإسلامي. تأثر بوالده الشيخ ملا رمضان الذي كان بدوره عالم دين، تلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف وتحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، له أكثر من ٍستين كتاباً تتناول مختلف القضايا الإسلامية،ويعتبر أهم من يمثل التوجه المحافظ على مذاهب أهل السنة الأربعة وعقيدة أهل نشأته ينحدر البوطي من أصل كردي. ولد عام 1929 في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان (ابن عمر) الواقعة في تركيا شمال الحدود العراقية التركية، ثم هاجر مع والده ملا رمضان البوطي إلى دمشق في عام 1933، وكان عمره آن ذاك أربع سنوات.

أفكاره وارائه يعد البوطي من علماء الدين السنة المتخصصين في العقائد والفلسفات المادية وقد ألف كتاباٌ في نقد المادية الجدلية، لكنه من الناحية الفقهية يعتبر مدافعا عن الفقه الإسلامي المذهبي والعقيدة السنية الأشعرية في وجه الآراء السلفية. وله كتاب في ذلك “اللامذهبية أكبر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية” وآخر بعنوان “السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهب إسلامي”، ولم تكن علاقته أيضا بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا بالجيدة، وكان أبدًا من نابذي التوجهات السياسية والعنف المسلح، وقد سبّب ظهور كتابه “الجهاد في الإسلام” عام 1993م في إعادة الجدل القائم بينه وبين بعض التوجهات الإسلامية. يعتبر البوطي شيخ لا سياسي حيث يبتعد عن هذا الموضوع ويحث الدعاة على ترك الخوض في السياسة وكان البوطي من معارضي فتاوى حرمت التورق وقال في دراسته أن القصد إلى التورق أمر مشروع في الدين. وكان من موقعي بيان يؤيد قرار الازهر تجميد الحوار مع الفاتيكان بعد تعليقات للبابا التي اساءت لبعض المسلمين.الاحتجاجات السورية 2011 خلال فترة الاحتجاجات 2011 رفض البوطي الحراك الشعبي وانتقد المحتجين ودعاهم إلى «عدم الإنقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا، ووصففهم بقوله «تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيء اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبدًا» وانتقد القرضاوي وقال انه اختار «الطريقة الغوغائية التي لا تصلح الفساد وإنما تفتح أبواب الفتنة».. وفي المقابل قد أصدر فتوى بـ”حرمة قتل المتظاهرين حتى لو كان جبراً”. وفي فتوى أخرى قال أن التظاهرات تحولت إلى “أخطر أنواع المحرمات”.وقد انتُقد البوطي بسبب هذه التصريحات واتهم بالنفاق.

حياته العلمية أنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق. التحق عام 1953م بكلية الشريعة في جامعة الأزهر، وحصل على شهادة العالمية منها عام 1955م. التحق في العام الذي يليه بكلية اللغة العربية من جامعة الأزهر، ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام.

عين معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960م. أوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965م. عين مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965م ثم وكيلاً لها، ثم عميداً لها. اشترك، ولا يزال، في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة. عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان. عضو في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد. عضو المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة بأبو ظبي. يتقن اللغة التركية والكردية ويلمّ باللغة الإنكليزيةمؤلفاته المرأة بين طغيان النظام الغربيّ ولطائف التشريع الربانيّ، وله ترجمة باللغة الإنجليزية الإسلام والعصر. ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلاميّة – وهو الأطروحة التي نال بها البوطي درجة الأستاذيّة “الدكتوراه” من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر (من مقدمة الطبعة الثالثة للكتاب عينه). أوربة من التقنية إلى الروحانية ـ مشكلة الجسر المقطوع. برنامج: دراسات قرآنية. شخصيات استوقفتني. شرح وتحليل الحكم العطائية (لابن عطاء الله السكندري). كبرى اليقينيات الكونية. السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهب إسلامي. اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية. هذه مشكلاتهم. وهذه مشكلاتنا. كلمات في مناسبات. مشورات اجتماعية من حصاد الإنترنت. مع الناس مشورات وفتاوى. منهج الحضارة الإنسانية في القرآن. هذا ما قلته أمام بعض الرؤساء والملوك. يغالطونك إذ يقولون. من الفكر والقلب. ترجمة رواية مموزين. لا يأتيه الباطل.
alalam-alislami-770212272

شخصيات مجموعة الـ 6


منتديات طلبة جامعة منتوري قسنطينة
موضوع: شخصيات مجموعة الـ 6 الخميس 9 فبراير 2012 –

نتيجة لأزمة الحركة الوطنية و تصدع حزب انتصار الحريات الديمقراطية تحاول مجموعة من مناضلي المنظمة الخاصة الذين كانوا يؤمنون بضرورة اللجوء إلى الحل العسكري تجاوز الأزمة و ما ترتب عنها من تردد و شلل و ذلك بخلق تنظيم جديد هدفها إعادة توحيد الصفوف للانطلاق في العمل المسلح، ألا وهي اللجنة الثورية للوحدة والعمل” (CRUA) و ذلك يوم 6 مارس 1954 و حاولت هذه اللجنة الاتصال بالأطراف المتنازعة ولكنها فشلت في مسعاها.

وعلى إثر ذلك أنعقد اجتماعا ضم 22 عضوا في الجزائر العاصمة يوم 23 جوان 1954 لإتخاذ التدابير التي يقتضيها الوضع . وقد ترأس هذا الإجتماع التاريخي الشهيد مصطفى بن بولعيد وأنبثق عن الإجتماع بعد قليل من التردد قرار الانطلاق في الثورة و تعيين مجموعة مصغرة للقيام بالتحضيرات النهائية. و قد تكونت المجموعة من 5 أفراد هم :ديدوش مراد، العربي بن مهيدي، محمد بوضياف، رابح بيطاط، و مصطفى بن بولعيد ثم أنضم إليهم كريم بلقاسم كممثل عن منطقة القبائل و كانت هذه المجموعة بأتصال مع كل من بن بلة و آيت أحمد و خيدر الذين كانوا في مصر.
اتخذت مجموعة الستة في اجتماعها ببونت بيسكاد (الرايس حميدو حاليا) قرارا بتقسيم التراب الوطني إلى خمس مناطق وتعيين مسؤوليها وهم:
 المنطقة الأولى- لأوراس: مصطفى بن بولعيد.
 المنطقة الثانية – الشمال القسنطيني: ديدوش مراد.
 المنطقة الثالثة – القبائل: كريم بلقاسم.
 المنطقة الرابعة – العاصمة وضواحيها: رابح بيطاط.
 المنطقة الخامسة- وهران: محمد العربي بن مهيدي.

تكبير الصورة معاينة الأبعاد الأصلية….

وفي الاجتماع الموالي أي يوم 23 أكتوبر 1954 تم الاتفاق على:
¨ إعطاء اسم جبهة التحرير الوطني للحركة الجديدة وتنظيمها العسكري جيش التحرير الوطني.
¨ تحديد يوم انطلاق العمل المسلح: بأول نوفمبر.
وفي اليوم الموالي 24 أكتوبر تمت المصادقة على محتوى وثيقة نداء أول نوفمبر 1954 الذي يؤكد على:
¨ إعادة بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ضمن إطار المبادئ الإسلامية.
¨ احترام جميع الحريات الأساسية.
¨ التطهير السياسي.
¨ تجميع وتنظيم الطاقات السليمة لتصفية الاستعمار.
¨ تدويل القضية الجزائرية.
وغير ذلك من النقاط الهامة، و قد تم توزيع هذا النداء يوم أول نوفمبر 1954 غداة اندلاع الكفاح المسلح

منقول

عدل سابقا من قبل الجزائر اسمي في الجمعة 10 فبراير 2012 – 17:19 عدل 1 مرات

موضوع: رد: شخصيات مجموعة الـ 6 الخميس 9 فبراير 2012 – 18:05

——————————————————————————–

مجموعة الـ 6

ديدوش مراد

” لسنا خالدين سيأتي بعدنا جيل يحمل مشعل الثورة” ولد ديدوش مراد يوم 13 جويلية 1927 بحي المرادية بالعاصمة، تنتمي أسرة ديدوش مراد إلى منطقة ابسكرييين بنواحي أزفون بالقبائل الكبرى، والده كان يملك حمام بالقرب من الكاتدرالية بالقصبة.

تحصل على الشهادة الابتدائية عام 1939، ثم واصل دراسته بالثانوية التقنية بالحامة العناصر إلى غاية 1942.

غادر الثانوية التقنية عام 1942، وانتقل إلى قسنطينة لمواصلة دراسته، لكن وفاة والده حالت دون ذلك فعاد إلى العاصمة توظف في هيئة السكك الحديدية التي لم يدم بها طويلا إذ غادرها عام 1945 ليتفرغ للنشاط السياسي.

كانت له مهام أخرى تتمثل في تنشئة الشباب عن طريق الكشافة حيث أسس فوج الأمل بقيادة الشهيد ذبيح الشريف.

كما عرف حبه للرياضة وممارستها لها، فكون ” فريق سريع مسلمي الجزائر المعروف” بـ (Rayad Athletic Musulman d’Alger ) “RAMA”

أنخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري في 1943 وهو ابن السادسة عشر ليكون أحد المؤطرين لأحداث الثامن ماي 1945 بالجزائر العاصمة ليتولى بعدها الإشراف على أحياء المرادية والمدنية وبئر مراد رايس عام 1946.

كان حاضرا على غرار وطنيين آخريين في المؤتمر السري لحركة انتصار الحريات الديمقراطية المنعقد يوم 15 فيفري 1947 ببلكور وكان بيته الكائن بحي المرادية ملجأ لمناضلي حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية ومقر لاحتضان الاجتماعات السرية.

فالأحداث الدامية التي عرفتها الجزائر أثناء مظاهرات 08 ماي 1945 دفعت بحركة انتصار الحريات الديمقراطية إلى إعادة بناء الحزب من جديد وقد سمحت هذذه الفرصة للشهيد ديدوش مراد بلعب دور هام في إعادة تنظيم وإنشاء المنطقة الخاصة “OS” وأصبح من قادتها البارزين.

فتولي مناصب هامة ضمن المنظمة الخاصة الجناح المسلح لحركة انتصار الحريات الديمقراطية والتي أوكلت مهمة تأسيسها لمحمد بلوزداد، وفي هذا الصدد كلف بالإشراف على بعض أحياء العاصمة ليعود إلى قسنطينة في 1948 حيث أنشأ مجموعات شبه عسكرية بصفته مسؤولا عن المنظمة السرية قبل أن يعين كمسير جهوي للجزائر والبليدة عند اكتشاف المنظمة من طرف العدو في 1950، بدأت السلطات الاستعمارية تبحث عنه بإعتباره قائدا خطيرا وحكم عليه غيابيا بـ 10 سنوات سجنا، مما اضطره إلى الدخول في السرية.

” سي عبد القادر” وهو اسمه الثوري ألقي عليه القبض في وهران، قدم أمام قاضي التحقيق بعدة اتهامات لكنه تمكن من الفرار.

كما قام رفقة مصطفى بن بولعيد بإنشاء نواة لصناعة المتفجرات وهذا في عام 1952، ونظرا لما يتمتع به من مميزات القائد المحنك، وللظروف الغير المواتية، أرسل إلى فرنسا للعمل كمساعد لبوضياف في تنظيم خلايا الحزب.

وعند اشتداد الصراع داخل حركة الانتصار والحريات الديمقراطية عاد “سي عبد القادر” إلى الجزائر وأسس مع بعض المناضلين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 1954 CRUA وصار من محرري جريدة الوطني “Patriote” لسان حال اللجنة الثورية وخلال صيف 1954 شارك في اجتماع 22 التاريخي وأصبح بعدها عضوا في لجنة السنة، حيث كلف بمهمة الاتصال والتنسيق مع منطقة القبائل. كما كان أحد محرري بيان أول نوفمبر 1954 وعند إندلاع الثورة أسندت إليه القيادة في الشمال القسنطيني وبالتالي كان أول قائد لمنطقة الشمال القسنطيني التي أخذت فيما بعد تسمية الولاية الثانية وفي هذه الفترة بالذات كثف جهوده ضد الاستعمار الفرنسي.

وفي 18 جانفي 1955 كان العقيد ديدوش مراد رفقة 17 مجاهدا يحاولون الإنتقال من ” بني ولبان” إلى دوار ” الصوادق” بمنطقة السمندو بقسنطينة زيغود يوسف حاليا، توقفوا في وادي بوكركر، ولكن على إثر وشاية أحد العملاء، وجدوا أنفسهم محاصرين بمضلي العقيد ” دو كورنو” Ducournan.

وأصطدم الطرفان في معركة غير متكافئة، إنتهت بإستشهاد البطل “ديدوش مراد”.وهكذا يسقط قائد منطقة في ميدان الشرف والثورة في أوجها تاركا وراءه أقواله الخالدة:

” لسنا خالدين سيأتي بعدنا جيل يحمل مشعل الثورة”.

“يجب أن نكون على استعداد للتضحية بكل شيء بما في ذلك حياتنا فإذا استشهدنا فحافظوا على مبادئنا”

*رشيد بن بوب دليل الجزائر السياسي- المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية الطبعة الأولى جانفي 1999.

محمد العربي بن مهيدي

“ارموا بالثورة إلى الشارع و سيحتضنها الشعب” ولد الشهيد محمد العربي بن مهيدي سنة 1923 بدوار الكواهي، ضواحي عين مليلة بالشرق الجزائري والتي كانت تابعة آنذاك لعمالة قسنطينة (1). كان ثاني إخوته وأخواته الأحياء، تكبره أخت ويصغره أختان وأخ واحد، وهو محمد الطاهر الذي استشهد سنة 1958 بناحية القل (2). والده هو عبد الرحمن مسعود بن مهيدي من قبيلة “المهايدية” المتفرعة عن عرش أولاد دراج. أما أمه فهي عائشة قاضي بنت حمو الساكنة بمدينة باتنة. كانت عائلة الشهيد ميسورة الحال، محافظة على أصالتها متمسكة بالدين الإسلامي، وتتولى خدمة طالب (معلم) القرآن الذي يعلم أبناء الدوار حيث تتكفل بشؤون حياته من مسكن، ملبس ومؤونة.

كان أبوه يشتغل بالتجارة في مصنع له بمدينة الخروب. ومن الطبيعي أن يتعلم محمد العربي القرآن الكريم كعادة أبناء الريف، حيث حفظ ما تيسر له منه، بعد ذلك ادخله والده مدرسة الخروب. ولأسباب عائلية لم يستطع الطفل تحملها في هذه السن، نقله أبوه إلى مدرسة عين مليلة، ولكن بعد المدرسة عن مسكنه أثر على تحصيله الأمر الذي جعل أبوه ينقله إلى خاله قاضي السعيد، بمدينة باتنة أين إلتحق بمدرسة العمراني (حاليا) وتحصل فيها على الشهادة الابتدائية.

بعد أن باع والده مصنعه بسبب خلافه مع مصلحة الضرائب التي كانت تضايقه، أنتقل جميع أفراد العائلة إلى مدينة بسكرة، أين تابع محمد العربي دراسته في القسم الإعدادي باللغة العربية، وعلى الرغم من اشتراكه في عدة مسابقات للقبول بمدارس قسنطينة إلا أن الاستعمار أقصاه كبقية أترابه الراغبين في مواصلة التحصيل العلمي. وحتى لا تصاب حياة ابنه بالعقم وفكره بالشلل، طلب الأب من المدرس علي مرحوم أن يعطي ابنه دروسا خصوصية في المنزل فكان له ذلك. وبعد افتتاح أول مدرسة للتربية والتعليم ببسكرة أوائل سنة 1943، التحق بها الشهيد وتلقى دراسة على يدي الشيخ السماتي محمد العابد المعروف بالجلالي نسبة إلى بلدة أولاد جلال (3).

بعد هذا القسط الذي حظي به من التعليم انتقل الشهيد إلى العمل في الوظيفة، حيث أشتغل بمصلحة التموين التابعة لثكنة باتنة العسكرية، وبما أنه كان شغوفا بمطالعة الكتب، فلقد كان يتردد على مكتبة الثكنة أين وقعت يداه ذات مرة على كتاب يتحدث عن مقاومة الصنديد “تاكفاريناس” العنيفة لروما، فاستقرت في ذهنه فكرة العنف ضد المستعمر لتحقيق حياة كريمة. ليتمكن بعدها من الاستيلاء على مسدسين من مخزن الأسلحة، وإثر تفطن إدارة الثكنة لاختفاء المسدسين بدأت تتبع خطوات محمد العربي الذي دفعه حبه الكبير للحرية إلى ترك الوظيفة التي لا تتماشى وميولاته وأشتغل في بعض الأعمال الحرة. ومن شدة كرهه للفرنسيين كثيرا ما كان يتشاجر مع الشرطي ” بيرار” العامل بمركز شرطة بسكرة، المعروف بعنصريته المفرطة، مثل تشاجره بين الحين والآخر مع بعض الخونة.

ومن الصفات الأخلاقية التي كان يتميز بها الشهيد، حبه الانضباط في العمل والتدقيق فيه، والتنظيم والتخطيط في كل نشاط يقوم به، وإضافة إلى صبره الشديد عرف أيضا عن الشهيد التواضع وعدم الكبر، والابتعاد عن الارتجال.(4)

انضم محمد العربي إلى صفوف الكشافة الإسلامية في سن مبكرة (سنة 1939)، بفرع “الرجاء” بمدينة بسكرة وأصبح قائدا لفوج الفتيان بفضل انضباطه التام. لينضم في 1942 إلى خلية حزب الشعب التي كان يترأسها آنذاك أحمد غريب، ومنذ هذا الوقت ازداد نشاطه وصلبت إرادته. في سنة 1944 شارك الشهيد في مسرحية “في سبيل التاج” التي أخرجها مرشد الكشافة علي مرحوم، وأتقن دور البطولة الذي أسند إليه، كما عرضت هذه المسرحية في عدة مدن منها: بسكرة، قسنطينة، عنابة وقالمة. ولأن هذا العمل الفني الإبداعي بدأ يؤثر في الرأي العام، فهمت فرنسا أنه عبارة عن عمل نضالي من طرف حزب الشعب، فأصدرت قرارا يمنع الفرقة من التنقل إلى مدن أخرى. بالموازاة مع ذلك، ونظرا لحبه للرياضة وقصد نشر الوعي في أوساط الشباب انخرط الشهيد في فريق “الإتحاد الرياضي البسكري” الذي سرعان ما أصبح لاعبا ماهرا في صفوفه.

في مطلع شهر مارس من نفس السنة (1944) تأسس حزب أصدقاء البيان والحرية الذي ضم في صفوفه جميع الحساسيات الموجودة في الساحة، فانضم إليه الشهيد عن قناعة وإيمان عميقين، وقبل حلول شهر ماي 1945 أصدر الحزب أوامر لمناضليه من أجل التحضير ليوم 8 ماي، وذلك بالمطالبة بتحرير زعيم الحزب “مصالي الحاج” واستقلال الجزائر. وبمقر نادي بسكرة الذي كان محمد العربي كاتبا عاما له، والموجود بنهج “بولفار” سابقا، تمت خياطة العلم الجزائري تحت رعايته هو، كما قاد المظاهرات العارمة في اليوم الموعود رفقة المناضل محمد عصامي، وهما العنصران النشيطان اللذان ألقت عليهما شرطة العدو القبض أسبوعا واحدا بعد ذلك، ودامت فترة احتجاز الشهيد 21 يوما، تعرض خلالها للبحث والاستنطاق تحت ألوان شتى من التعذيب غير أنه لم يكشف عن أي سر. بعد شهر جويلية من سنة 1945، عين محمد العربي على رأس قسم جديد في إطار هيكلة حزب الشعب التي عرفت تجديدا على مستوى الخلايا والفروع والأقسام. في انتخابات 1946 ظهر حزب الشعب تحت إسم جديد “حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية”، وكان الشهيد من بين مؤسسيه وشارك في الدعاية ضد المرشحين من عملاء فرنسا. وعين الشهيد مسؤولا عن الجنوب الشرقي للبلاد في إطار المنظمة السرية التي أعلن عن إنشائها في اجتماع العاصمة المنعقد يومي 16-17 فيفري 1947، ليصبح في سنة 1949 مسؤولا عن ناحية سطيف حيث شغل منصب نائب لرئيس التنظيم السري على مستوى شرق البلاد المرحوم محمد بوضياف. وفي سنة 1950 تم تحويل هذا الأخير لنفس المهمة بالجزائر العاصمة وضواحيها فتولى محمد العربي مسؤولية التنظيم لناحية قسنطينة، عنابة وتبسة. وبعد اكتشاف أمر المنظمة السرية في نفس السنة، بسبب ما عرف “بقضية تبسة” آوى الشهيد مصطفى بن بولعيد مجموعة من إطارات التنظيم في منطقة الأوراس، منهم محمد العربي بن مهيدي، زيغود يوسف، عمار بن عودة، رابح بيطاط وغيرهم، وهي المجموعة التي يعود لها الفضل في تكثيف نشاط المنظمة بالمنطقة نظرا للجهود الجبارة التي بذلتها هناك.

في سنة 1952 عين الشهيد مسؤولا على دائرة وهران التي تنقل بها إلى عدة مناطق أهمها مغنية وعين تيموشنت(5). بعد حدوث أزمة 1953 قرر خمسة شبان وهم: مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد، محمد العربي بن مهيدي، محمد بوضياف ورابح بيطاط الإنتقال الفوري إلى الكفاح المسلح، وفي مارس 1954 تأسست “اللجنة الثورية للوحدة والعمل” على يد أولئك الرجال. وفي 23 جوان 1954 إجتمع 22 عضوا بارزا من المنظمة الخاصة في بيت المناضل إلياس دريش بأعالي العاصمة، ومنهم بن مهيدي، وهو الإجتماع الذي قال فيه كلمته الشهيرة “ارموا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب”، كما انبثقت عنه لجنة مكلفة بتحضير الثورة سميت “بمجموعة الستة” الذين عملوا على تهيئة الجو للدخول في الكفاح المسلح ومنه تقسيم البلاد إلى خمس مناطق، وعين بن مهيدي قائدا للمنطقة الخامسة ( الغرب الجزائري) ومن يومها صار يعرف باسم ثوري مستعار هو “الحكيم”.

بعد سلسلة من الإجتماعات كان آخرها يومي 23-24 أكتوبر 1954 بالعاصمة نوقش خلاله نص بيان أول نوفمبر. على الرغم من الظروف الصعبة التي أحاطت بالعمل الثوري بتلك الجهة من الوطن إلا أن الشهيد خطط لهجومات أول نوفمبر بإحكام، وبعد تقسيم الأفواج وتحديد مواقع العدو المستهدفة، نفذ المجاهدون عدة عمليات تمت بنجاح شملت عدة نواحي بالمنطقة.

وقصد ضمان تموين المجاهدين بالسلاح، وإقامة جبهة موحدة هي “جيش تحرير المغرب العربي سافر “الحكيم” شهر ديسمبر 1954 إلى المغرب ثم إلى القاهرة ولم يعد إلا في أواخر جانفي 1955 من أجل إعادة بعث وتنظيم الثورة بالغرب. كما تعددت رحلات الشهيد في هذه السنة إلى المغرب من أجل تحقيق الحلم سابق الذكر.(6)

شارك الشهيد في أشغال مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) وفي نهايته أسندت له مهمة الإشراف على العمليات الفدائية في إطار لجنة التنسيق والتنفيذ. وعلى هذا تنقل الشهيد إلى قلب العاصمة في أكتوبر 1956 لتنظيم خلايا الفدى، حيث كان يردد “سأحول مدينة الجزائر إلى ديان بيان فو ثانية” وما إن حل شهر جانفي 1957 حتى نظم إضراب الثمانية أيام الذي إنطلق يوم 27 جانفي ودام إلى غاية 4 فيفري من نفس السنة. ولكن بعدها بأيام قلائل (23 فيفري 1957) ألقي القبض على الشهيد بن مهيدي من طرف فرقة المظليين بالعاصمة، فتعرض للبحث والإستنطاق بوسائل تعذيب جهنمية غير أنه كان يردد أمام جلاديه “أمرت فكري بأن لا أقول لكم شيئا” وعندما سأله أحد الصحفيين لم تضعون القنابل في القفف لتنفجر في وجه الجيش الإستعماري أجابه الشهيد بذكاء:” إعطونا طائراتكم ومدافعكم نعطيكم قففنا.”

وهنا فقط قررت حكومة العدو تصفيته يوم 4 مارس 1957. فترك وراءه سجلا حافلا بالبطولات باعتراف العدو قبل الصديق، إذ قال عنه السفاح بيجار:” لو كانت لي ثلة من أمثال محمد العربي بن مهيدي لفتحت العالم”.

مصطفى بن بولعيد

من مواليد 5 فيفري 1917 بقرية “اينركب” بأريس ولاية باتنة وعائلته تنتمي إلى عرش ” التوابة” ميسورة الحال وتملك الأراضي.

تلقى كجل الأطفال الجزائريين آنذاك تكوينا تقليديا على أيدي مشايخ منطقته يتمثل في حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم بعد هذا التحصيل تحول إلى عاصمة الولاية باتنة للإلتحاق بمدرسة الأهالي الإبتدائية لمواصلة دراسته، ثم انتقل إلى الطور الإعدادي.

وهنا لاحظ بن بولعيد سياسة التفرقة والتمييز التي تمارسها الإدارة الاستعمارية بين الأطفال الجزائريين واقرانهم من أبناء المعمرين. وخوفا من تأثر ولده وذوبانه في الشخصية الاستعمارية أوقف والد بن بولعيد ولده عن الدراسة بالكوليج، لكن طموح الفتى وإرادته في تحصيل المزيد من العلوم دفعه إلى الالتحاق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في آريس وكان يشرف عليها آنذاك مسعود بلعقون والشيخ عمر دردور، وفي هذه الأثناء كان يساعد والده في الأشغال المتعلقة بخدمة الأرض وكذلك التجارة غير أن وفاة الوالد في 7 مارس 1935 قلبت حياة الشهيد الذي أصبح المسؤول الأول عن عائلته وهو في الثامنة عشر من عمره. ونظرا لمشاهد البؤس اليومية التي كانت تعيشها الطبقات المحرومة أسس بن بولعيد جمعية خيرية كان من أول ما قامت به هو بناء مسجد بآريس ليكون محورا للتعاون والتضامن بين المواطنين، خاصة التصدي لروح التفرقة و التناحر بين العروش التي كانت تغذيها السلطات الاستعمارية وأذنابها للتحكم في العباد والأوضاع وكان نشاط بن بولعيد الاجتماعي عملا إستراتيجيا يرمي من ورائه إلى توثيق اللحمة والأواصر التي تربط بين أبناء المنطقة للتمسك بها عند الشدائد.

ونظرا لحالة البؤس التي كانت تتخبط فيها منطقة الأوراس في فترة ما بين الحربين العالميتين على غرار باقي مناطق الوطن سافر بن بولعيد سنة 1937 إلى فرنسا واستقر بمنطقة (ميتز) التي تكثر بها الجالية الجزائرية من العمال المحرومين من كل الحقوق وقد مكنته مواقفه في حل مشاكلهم والدفاع عنهم إلى ترأس نقابتهم.

لكن غربته لم تدم أكثر من سنة حيث عاد بعدها إلى مسقط رأسه وإلى نشاطه الأول والمتعلق بالفلاحة والتجارة. ومع الوقت تحول محله التجاري إلى شبه ناد يتردد عليه شباب المنطقة من أمثال مسعود عقون، ابن حاية وغيرهم للخوض في الأوضاع التي كانت تعيشها البلاد.

في بداية 1939 استدعي بن بولعيد لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية وتم تسريحه في 1942 نتيجة الجروح التي أصيب بها ثم تم تجنبده ثانية ما بين 1943 –1944 بخنشلة. بعد تسريحه نهائيا برتبة مساعد عاد إلى الحياة المدنية وتحصل على رخصة لاستغلال خط نقل بواسطة الحافلات يربط بين أريس- باتنة.

وفي هذه الأثناء انخرط بن بولعيد في صفوف حزب الشعب حركة انتصار الحريات الديموقراطية بأريس تحت قيادة مسعود بلعقود وقد عرف بالقدرة الكبيرة على التنظيم والنشاط الفائق مما دفع بالحزب إلى ترشيحه لانتخابات المجلس الجزائري في 4/04/1948 والتي فاز بالدور الأول منها لكن الإدارة الفرنسية لجأت إلى التزوير كعادتها لتزكية أحد المواليين لسياستها. وقد تعرض بن بولعيد إلى محاولتي اغتيال من تدبير العدو وذلك في 1949 و1950 ، كما تعرض أخوه عمر إلى محاولة اغتيال في 1951 .

يعتبر بن بولعيد من الطلائع الأولى التي انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس كما كان من الرواد الأوائل الذين أنيطت بهم مهمة تكوين نواة هذه المنظمة في الأوراس التي ضمت آنذاك خمسة خلايا نشيطة واختيار العناصر القادرة على جمع الأسلحة والتدرب عليها والقيام بدوريات استطلاعية للتعرف على تضاريس الأرض من جهة ومن جهة ثانية تدبر امكانية إدخال الأسلحة عن طريق الصحراء. وفي هذا الشأن يقول عبد القادر العمودي أحد أعضاء مجموعة الـ22 في الحديث الذي أدلى به للمركز:” أصدر الحزب أمرا بشراء الأسلحة لغرضين:

– شراء سلاح وذخيرة يوجه لتحضير انطلاق الثورة كاحتياط استراتيجي.

– شراء سلاح يوجه لتدريب المناضلين.

وقد أحضر محمد بلوزداد الأموال اللازمة لذلك وسلمها لمحمد عصامي مسؤول الحزب في بسكرة وكلف هذا الأخير أحمد ميلودي ومحمد بلحاج بالذهاب إلى ليبيا لشراء السلاح في رحلة على الجمال دامت 20 يوما وتمكنا من النجاح وعادا إلى الوادي وخزنا السلاح لدى المناضل عدوكة بلقاسم. وبعد فترة نقل عبد القادر العمودي ومجموعة من المناضلين حمولة 7 جمال من السلاح والذخيرة من الوادي إلى زريبة حامد وقد أعطى العمودي بصفته مسؤولا عن المنطقة الأمر لمصطفى بن بولعيد لتدبر أمر نقل هذا السلاح من زريبة حامد إلى الأوراس وهذا ما تم فعلا”.

بعد اكتشاف المنظمة السرية من قبل السلطات الاستعمارية في مارس 1950 برز دور بن بولعيد بقوة لما أخذ على عاتقه التكفل بإيواء بعض المناضلين المطاردين وإخفائهم عن أعين العدو وأجهزته الأمنية، وقد أعقب اكتشاف المنظمة حملة واسعة من عمليات التمشيط والاعتقال والاستنطاق الوحشي بمنطقة الأوراس على غرار باقي مناطق الوطن. ولكن بالرغم من كل المطاردات والمضايقات وحملات التفتيش والمداهمة تمكن بن بولعيد بفضل حنكته وتجربته من الإبقاء على المنظمة الخاصة واستمرارها في النشاط على مستوى المنطقة. وبالموازاة مع هذا النشاط المكثف بذل مصطفى بن بولعيد كل ما في وسعه من أجل احتواء الأزمة بصفته عضو قيادي في اللجنة المركزية للحزب. وقد كلف بن بولعيد في أكتوبر 1953 وبتدعيم من نشطاء L’OS بالاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج الذي كان قد نفي في 14 ماي 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين لكن تعنت مصالي وتمسكه بموقفه أفشل هذا المسعى. ومرة أخرى يحاول بن بولعيد في محاولة ثانية لإيجاد مخرج من الأزمة التي يتخبط فيها الحزب الإتصال بمصالي الحاج بنيور NIORT في الفترة من 23 إلى 26 فيفري 1954 غير أن جواب هذا الأخير كان بإعلان ميلاد “لجنة الإنقاذ العام” في الشهر الموالي (مارس).

وأمام انسداد الأفق وتصلب المواقف توصل أنصار العمل الثوري المسلح وفي طليعتهم بن بولعيد إلى فكرة إنشاء “اللجنة الثورية للوحدة والعمل” والإعلان عنها في 06 مارس 1954 من أجل تضييق الهوة التي تفصل بين المصاليين والمركزيين من جهة وتوحيد العمل والالتفاف حول فكرة العمل الثوري من جهة ثانية.

وفي محاولة أخيرة تنقل مصطفى بن بولعيد إلى مدينة هورنو (بلجيكا) في النصف الثاني من شهر جويلية 1954 للمشاركة في أشغال مؤتمر المصاليين من أجل التوصل إلى تقريب رؤى الطرفين المتناحرين حتى يتفرغ الجميع للقضية الأساسية ألا وهي تحرير الوطن ولا يتأتى ذلك إلا بتوحيد جهود كل أبناء الوطن المخلصين ومرة أخرى يمنى مشروع بن بولعيد بالفشل في مسعاه.

وأمام هذا الانسداد السياسي لم يجد بن بولعيد أمامه من سبيل إلا التنصل من الخصمين المتصارعين (المركزيين والمصاليين) والتفرغ للهدف الأسمى ألا وهو التحضير بجدية للعمل الثوري الكفيل بإخراج الجزائر من محنة الاستعمار. وبعد عدة اتصالات مع بقايا التنظيم السري L’OS تم عقد اللقاء التاريخي لمجموعة الـ22 بدار المناضل المرحوم الياس دريش بحي المدنية في 24 جوان 1954 ( 1) الذي حسم الموقف لصالح تفجير الثورة المسلحة لاسترجاع السيادة الوطنية المغتصبة منذ اكثر من قرن مضى. ونظرا للمكانة التي يحظى بها بن بولعيد فقد أسندت إليه بالإجماع رئاسة اللقاء الذي انجر عنه تقسيم البلاد إلى مناطق خمس وعين على كل منطقة مسؤول وقد عين مصطفى بن بولعيد على راس المنطقة الأولى: الأوراس كما كان أحد أعضاء لجنة “الستة” (بوضياف، ديدوش، بن بولعيد، بيطاط، بن مهيدي، كريم).

ومن أجل توفير كل شروط النجاح والاستمرارية للثورة المزمع تفجيرها، تنقل بن بولعيد رفقة: ديدوش مراد، محمد بوضياف ومحمد العربي ين مهيدي إلى سويسرا خلال شهر جويلية 1954 بغية ربط الاتصال بأعضاء الوفد الخارجي (بن بلة، خيضر وآيت أحمد) لتبليغهم بنتائج اجتماع مجموعة الـ22 من جهة وتكليفهم بمهمة الإشراف على الدعاية لصالح الثورة وطرق كل الأبواب قصد إمدادها بأكبر قدر ممكن من الأسلحة ومن مختلف المصادر.

ومع اقتراب الموعد المحدد لتفجير الثورة تكثفت نشاطات بن بولعيد من أجل ضبط كل كبيرة وصغيرة لإنجاح هذا المشروع الضخم، وفي هذا الإطار تنقل بطلنا إلى ميلة بمعية كل من محمد بوضياف وديدوش مراد للاجتماع في ضيعة تابعة لعائلة بن طوبال وذلك في سبتمبر 1954 بغرض متابعة النتائج المتوصل إليها في التحضير الجاد لإعلان الثورة المسلحة ودراسة احتياجات كل منطقة من عتاد الحرب كأسلحة والذخيرة. ومن ضمن ما تم الإتفاق عليه في هذا اللقاء هو استظهار الأسلحة المخبأة بالأوراس ونقل قسط منها إلى بعض جهات الوطن. وهكذا تحصلت المنطقة الثانية (الشمال القسنطيني) على 30 قطعة والمنطقة الثالثة (القبائل) على 80 قطعة بينما تم توزيع الأسلحة المتبقية على مختلف الأفواج للقيام بالعمليات المقررة في ليلة فاتح نوفمبر 1954 في منطقة الأوراس.و في 10 أكتوبر 1954 التقى بن بولعيد، كريم بلقاسم ورابح بيطاط في منزل مراد بوقشورة بالرايس حميدو وأثناء هذا الإجتماع تم الإتفاق على:

1. إعلان الثورة المسلحة بإسم جبهة التحرير الوطني.

2. إعداد مشروع بيان أول نوفمبر 1954 .

3. تحديد يوم 22 أكتوبر 1954 موعدا لإجتماع مجموعة الستة لمراجعة مشروع بيان أول نوفمبر وإقراره.

4. تحديد منتصف ليلة الإثنين أول نوفمبر 1954 موعدا لانطلاق الثورة المسلحة.

وطيلة المدة الفاصلة بين الإجتماعين لم يركن بن بولعيد إلى الراحة بل راح ينتقل بين مختلف مناطق الجهة المكلف بها (الأوراس) ضمن العديد من الزيارات الميدانية للوقوف على الاستعدادات والتحضيرات التي تمت وكذا التدريبات التي يقوم بها المناضلون على مختلف الأسلحة وصناعة القبائل والمتفجرات التقليدية. وفي التاريخ المحدد التأم شمل الجماعة التي ضمت: بن بولعيد، بوضياف، بيطاط، بن مهيدي، ديدوش وكريم وذلك بمنزل مراد بوقشورة أين تم الإتفاق على النص النهائي لبيان أول نوفمبر 54 إثر مراجعته والتأكيد بصورة قطعية على الساعة الصفر من ليلة فاتح نوفمبر 54 لتفجير الثورة المباركة وأجمع الحاضرون على إلتزام السرية بالنسبة للقرار النهائي التاريخي والحاسم ثم توجه كل واحد إلى المنطقة التي كلف بالإشراف عليها في انتظار الساعة الصفر والإعداد لإنجاح تلك العملية التي ستغير مجرى تاريخ الشعب الجزائري. وهكذا عقد بن بولعيد عدة اجتماعات بمنطقة الأوراس حرصا منه على انتقاء الرجال القادرين على الثبات وقت الأزمات والشدائد، منها اجتماع بلقرين يوم 20/10/1954 الذي حضره الكثير من مساعديه نذكر منهم على الخصوص: عباس لغرور، شيهاني بشير،عاجل عجول والطاهر نويشي وغيرهم وخلال هذا اللقاء أعلم بن بولعيد رفاقه بالتاريخ المحدد لتفجير ثورة التحرير كما وزع على الحضور بيان أول نوفمبر وضبط حصة كل جهة من الأسلحة والذخيرة المتوفرة. وقبل مرور أسبوع على هذا اللقاء عقد بن بولعيد اجتماعين آخرين في 30 أكتوبر 1954 أحدهما في دشرة (اشمول) والآخر بخنقة الحدادة التقى أثناءهما بمجموعة من أفواج المناضلين وألقى كلمة حماسية شحذ فيه همم الجميع. وفي الغد عقد اجتماعا قبل الساعة صفر، وقد ضم هذا الأخير قادة النواحي والأقسام وفيه تقرر تحديد دشرة أولاد موسى وخنقة لحدادة لإلتقاء أفواج جيش التحرير الوطني واستلام الأسلحة وأخذ آخر التعليمات اللازمة قبل حلول الموعد التاريخي والإنتقال إلى العمل المسلح ضد الأهداف المعنية. وكان السلاح قد استخرج من مطامر قرية الحجاج وتم جرده، تنظيفه وإعداده للحظة الحسم. وفي تلك الليلة قال بن بولعيد قولته الشهيرة:” إخواني سنجعل البارود يتكلم هذه الليلة.” وتكلم البارود في الموعد المحدد وتعرضت جل الأهداف المحددة إلى نيران أسلحة جيس التحرير الوطني وسط دهشة العدو وذهوله. وفي صبيحة يوم أول نوفمبر 54 كان قائد منطقة الأوراس مصطفى بن يولعيد يراقب ردود فعل العدو من جبل الظهري المطل على أريس بمعية شيهاني بشير، مدور عزوي، عاجل عجول ومصطفى بوستة. وقد حرص بن بولعيد على عقد اجتماعات أسبوعية تضم القيادة ورؤساء الأفواج لتقييم وتقويم العمليات وتدارس ردود الفعل المتعلقة بالعدو والمواطنين، وبعد تضييق العدو الخناق على الثورة بالأوراس انتقلت قيادة المنطقة الأولى إلى مشونش المنيعة لتعود بعد شهر فقط إلى كيمل.

وبعد حوالي شهرين من اندلاع الثورة أي في أواخر ديسمبر 54 اتجه بن بولعيد إلى مدينة بسكرة للإتصال بمحمد بلحاج لمده بالأسلحة لكن هذا الأخير كان قد أعطى ما عنده للمصاليين مخيبا بذلك ظن قائد الأوراس. وفي طريق العودة إلى مقر القيادته نجى بن بولعيد بأعجوبة من الحصار في غسيرة. وفي بداية شهر جانفي 1955 عقد هذا الأخير اجتماعا في تاوليليت مع إطارات الثورة تناول بالأخص نقص الأسلحة والذخيرة، وقد فرضت هذه الوضعية على بن بولعيد اعلام المجتمعين بعزمه على التوجه إلى بلاد المشرق بهدف التزود بالسلاح ومن ثم تعيين شيهاني بشير قائدا للثورة خلال فترة غيابه ويساعده نائبان هما: عاجل عجول وعباس لغرور. وكذلك تشكيل الدورية التي ترافقه إلى الحدود التونسية والليبية. وفي 24 جانفي 1955 غادر بن بولعيد الأوراس باتجاه المشرق وبعد ثلاثة أيام من السير الحثيث وسط تضاريس طبيعية صعبة وظروف أمنية خطيرة وصل إلى ” القلعة ” حيث عقد اجتماعا لمجاهدي الناحية لاطلاعهم على الأوضاع التي تعرفها الثورة وأرسل بعضهم موفدين من قبله إلى جهات مختلفة من الوطن مثل: سوق اهراس، خنشلة، ورقلة، خنقة سيدي ناجي، تقرت وغيرها. بعد ذلك واصل بن بولعيد ومرافقه عمر المستيري الطريق باتجاه الهدف المحدد. وبعد مرورهما بناحية نقرين (تبسة ) التقيا في تامغرة بعمر الفرشيشي الذي ألح على مرافقتهما كمرشد. وعند الوصول إلى ” أرديف ” المدينة المنجمية التونسية، وبها يعمل الكثير من الجزائريين، اتصل بن بولعيد ببعض هؤلاء المنخرطين في صفوف الحركة الوطنية، وكان قد تعرف عليهم عند سفره إلى ليبيا في منتصف أوت 1954، وذلك لرسم خطة تمكن من إدخال الأسلحة، الذخيرة والأموال إلى الجزائر عبر وادي سوف. غير أن حلقة الإتصال انقطعت بوادي سوف وبالتالي اعتبرت نتائج هذه الرحلة سلبية. وانتقل بن بولعيد من أرديف إلى المتلوي بواسطة القطار ومن هناك استقل الحافلة إلى مدينة قفصة حيث بات ليلته فيها رفقة زميليه. وفي الغد اتجه إلى مدينة قابس حيث كان على موعد مع المجاهد حجاج بشير، لكن هذا اللقاء لم يتم بين الرجلين نظرا لاعتقال بشير حجاج من قبل السلطات الفرنسية قبل ذلك. وعند بلوغ الخبر مسامع بن بولعيد ومخافة أن يلقى نفس المصير غادر مدينة قابس على جناح السرعة على متن أول حافلة باتجاه بن قردان رفقة عمر الفريشي أما عمر المستيري فلم يتمكن من اللحاق بالحافلة. وفي مدينة مدنين صعدت فرقة من الصبايحية، ولم تقم بتفتيش الركاب. وعند وصول الحافلة إلى المحطة النهائية بن قرادن طلب هؤلاء من كل الركاب التوجه إلى مركز الشرطة، وحينها أدرك بن بولعيد خطورة الموقف فطلب من مرافقه القيام بنفس الخطوات التي يقوم بها، وكان الظلام قد بدأ يخيم على المكان فأغتنما الفرصة وتسللا بعيدا عن مركز الشرطة عبر الأزقة. وبعد مطاردة مثيرة عثرت عليهما فرقة الصبايحية مختبئين في أحد البساتين ولما اقترب منهما أحد أفراد الدورية أطلق عليه بن بولعيد النار من مسدسه فقتله. وواصلا هروبهما سريعا عبر الطريق الصحراوي كامل الليل وفي الصباح اختبأ، وعند حلول الظلام تابعا سيرهما معتقدين أنهما يسيران باتجاه الحدود التونسية-الليبية لأن بن بولعيد كان قد أضاع البوصلة التي تحدد الإتجاه، كما أنه فقد إحدى قطع مسدسه عند سقوطه.

ولما بلغ منهما العياء والجوع كل مبلغ اختبأ في مكان قرب شعبة صغيرة في انتظار بزوغ الشمس. وما أن طلع النهار حتى كانت فرقة الخيالة تحاصر المكان وطلب منهما الخروج وعندما حاول بن بولعيد استعمال مسدسه وجده غير صالح وإثر ذلك تلقى هذا الأخير ضربة أفقدته الوعي وهكذا تم اعتقال بن بولعيد يوم 11 فيفري 1955.

وفي 3 مارس 1955 قدم للمحكمة العسكرية الفرنسية بتونس التي أصدرت يوم 28 ماي 1955 حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة بعدها نقل إلى قسنطينة لتعاد محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية في 21 جوان 1955 وبعد محاكمة مهزلة أصدرت الحكم عليه بالإعدام.ونقل إلى سجن الكدية الحصين.وفي السجن خاض بن بولعيد نضالا مريرا مع الإدارة لتعامل مساجين الثورة معاملة السجناء السياسيين وأسرى الحرب بما تنص عليه القوانين الدولية. ونتيجة تلك النضالات ومنها الإضراب عن الطعام مدة 14 يوما ومراسلة رئيس الجمهورية الفرنسية تم نزع القيود والسلاسل التي كانت تكبل المجاهدين داخل زنزاناتهم وتم السماح لهم بالخروج صباحا ومساء إلى فناء السجن، كما نقلوا من الزنزنات إلى القاعة المدرعة. وفي هذه المرحلة واصل بن بولعيد مهمته النضالية بالرفع من معنويات المجاهدين ومحاربة الضعف واليأس من جهة والتفكير الجدي في الهروب من جهة ثانية. وبعد تفكير متمعن تم التوصل إلى فكرة الهروب من القاعة المدرعة عن طريق حفر نفق يصلها بمخزن من البناء الاصطناعي وبوسائل جد بدائية شرع الرفاق في عملية الحفر التي دامت 28 يوما كاملا. وقد عرفت عملية الحفر صعوبات عدة منها الصوت الذي يحدثه عملية الحفر في حد ذاتها ثم الأتربة والحجارة الناتجة عن الحفر وتم ايجاد حلول لهذه المعضلات. وفي المخزن المجاور للقاعة المدرعة وجد بن بولعيد ورفاقه بعض الأدوات التي تساعد على صنع سلم للصعود إلى الدور الأول ثم السور الخارجي والنزول منه خارج السجن. وقد فكر بن بولعيد في تنظيم خطة عادلة للفرار وشرحها لرفاقه وهي إجراء عملية القرعة التي يستثني منها الذين شاركوا في العمل إذ يخرجون قبل غيرهم كما استثنت الجماعة بن بولعيد من القرعة ولما تم تحديد اليوم والتوقيت ودقت ساعة الحسم صلى المقبلون على الفرار ركعتين لله وشرعوا في التسلل نحو النفق المؤدي إلى المخزن ومنه إلى السورين الأول فالثاني مستعملين السلم في عمليتي الصعود ثم النزول نحو فضاء الحرية والإنعتاق وقد تمكن من الفرار من هذا السجن الحصين والمرعب كل من مصطفى بن بولعيد، محمد العيفة، الطاهر الزبيري، لخضر مشري، علي حفطاوي، ابراهيم طايبي، رشيد أحمد بوشمال، حمادي كرومة، محمد بزيان، سليمان زايدي وحسين عريف. وبعد مسيرة شاقة على الأقدام الحافية المتورمة والبطون الجائعة والجراح الدامية النازفة وصبر على المحن والرزايا وصلوا إلى مراكز الثورة. وكان بن بولعيد يسير رفقة محمد العيفة. وقد استقبل الفارون من سجن الكدية استقبال الفاتحين الأبطال. وفي طريق العودة إلى مقر قيادته أخذ قسطا من الراحة والعلاج ومن ثم انتقل إلى كيمل حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع إطارات الثورة ومسؤوليها بالناحية، كما قام بجولة تفقدية إلى العديد من الأقسام للوقوف على الوضعية النظامية والعسكرية بالمنطقة الأولى (الأوراس ). وقد تخلل هذه الجولة إشراف بن بولعيد على قيادة بعض أفواج جيش التحرير الوطني التي خاضت معارك ضارية ضد قوات العدو وأهمها: معركة ايفري البلح يوم 13/01/1956 ودامت يومين كاملين والثانية وقعت بجبل أحمر خدو يوم 18/01/1956.

وقد عقد آخر اجتماع له قبل استشهاده يوم 22 مارس 1956 بالجبل الأزرق بحضور إطارات الثورة بالمنطقة الأولى وبعض مسؤولي جيش التحرير الوطني بمنطقة الصحراء. ومساء اليوم نفسه أحضر إلى مكان الاجتماع جهاز إرسال واستقبال ألقته قوات العدو وعند محاولة تشغيله انفجر الجهاز الذي كان ملغما مخلفا استشهاد ستة مجاهدين على رأسهم قائد المنطقة الأولى سي مصطفى بن بولعيد وخمسة من رفاقه وبذلك تسدد قوات العدو ضربة موجعة ولكنها غير قاضية لثورة نوفمبر 54.

المراجع:

1- الشهيد مصطفى بن بولعيد: إعداد المتحف الوطني للمجاهد 2000.

2- مصطفى بن بولعيد والثورة الجزائرية 1954: انتاج جمعية أول نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة في الأوراس،1999، باتنة.

3- مجلة الجيش، السنة 17، العدد 200، نوفمبر 1980، ص 6.

4- Benjamin Stora, Dictionnaire Biographique de militants Nationalistes Algeriens 1926-1954, P 273.

7265

موضوع: رد: شخصيات مجموعة الـ 6 الخميس 9 فبراير 2012 – 18:09

——————————————————————————–

رابح بيطاط

شخصية تاريخية ومن قياديي الثورة، عضو مؤسس للجنة الثورية للوحدة والعمل والقيادة التاريخية.من مواليد 19 ديسمبر 1925 بعين الكرمة ولاية قسنطينة، زاول دراسته الابتدائية التي توجت بحصوله على الشهادة الإبتدائية، أظهر منذ سن مبكر روحا عالية من الالتزام الوطني جعلته ينضم في الـ 17 من عمره إلى صفوف حزب الشعب الجزائري 1942 وسرعان ما تألق في صفوفه بفضل قدراته على التنظيم والقيادة. مما عجل بتعيينه منذ 1945 مسؤولا للحي، وقد كان من بين منظمي مظاهرات شهر ماي 1945 .التحق بصفوف المنظمة السرية ( OS ) بمجرد إنشائها سنة 1948 وهي الفترة التي انتمى خلالها إلى صفوف الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية التي كان من بين أبرز مناضليها. وبعد اكتشاف المنظمة السرية سنة 1950 أصدرت ضده السلطات القضائية بمدينة بون (عنابة ) والجزائر أوامر بالتوقيف حيث حكمت عليه الجنايات ببون ( عنابة ) يوم 30 جوان 1951 بخمس سنوات سجنا و10 سنوات منعا للإقامة.ومن سنة 1951 إلى 1953 تنقل للعيش في جبال منطقتي ميلة وجيجل قبل الإلتحاق بجبال الأوراس رفقة بن طوبال وسليمان بركات، حيث احتضنهم السكان وبعد القمع الذي سلط على المدينة اضطر لمغادرتها متوجها إلىالجزائر العاصمة حيث تقاسم مع بن ميلة المعيشة داخل دكان المناضل كشيبة عيسى في نهاية 1953 قرر الحزب منحه مسؤولية دائرة المدية ثم عين تيموشنت وكان في تلك الفترة أحد الأعضاء الأكثر نشاطا ضمن اللجنة الثورية للوحدة والعمل عند إنشائها، وهكذا كان واحدا من الـ22 الذين اجتمعوا بتاريخ 25 جوان 1954 وهو اجتماع كان رابح بيطاط من منظميه رفقة بن بولعيد، بن مهيدي، بوضياف وديدوش مراد.

لقد كان أعضاء مجموعة ” الستة ” وكان بذلك من الذين حضروا لإندلاع الكفاح المسلح كما شارك في هذا الإطار في إعداد بيان 1 نوفمبر 1954 .

وفي فاتح نوفمبر 1954 أشرف بصفته قائدا للمنطقة الرابعة على الهجوم الذي شن على ثكنة بيزو بالبليدة.وفي 11 جانفي 1955 تم القبض عليه وهو خارج من اجتماع رفقة كريم بلقاسم وعبان رمضان وبعد 17 يوما من الاستجواب بإقامة ” لوفريدو” اعتقل بسجن بابا عروج ثم سجن الحراش قبل نقله إلى فرنسا.

وأثناء فترة اعتقاله لم ينقطع عن النضال إذ نظم العديد من الإضرابات بسجن ” سان مالو” خلال شهر أوت 1958 ودام 30 يوما.

ورغم تواجده في السجن إلا أن إخوانه المجاهدين عينوه عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية كما عين في 18 سبتمبر 1958 وزيرا للدولة ضمن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.وفي 27 سبتمبر 1962 عين نائبا لرئيس أول حكومة جزائرية ومسؤولا للحزب وفي 10 ماي 1963 قدم استقالته من قيادة الحزب التي اتبعها في 16 ماي 1963 باستقالته من الحكومة.

وفي 24 جانفي 1964 كان محل محاولة اختطاف إنتقل إثرها في سرية إلى فرنسا، حيث مكث إلى غاية نهاية 1964 وهو تاريخ عودته إلى الجزائر.

وفي 19 جانفي 1965 يعرب رابح بيطاط علنا عن موقفه المساند لما وصفه بـ ” التعديل ” وفي 10 جويلية 1965 عين وزيرا للدولة وكلف بالنقل.

أنتخب في 08 مارس 1977 نائبا لدائرة البويرة، عين فيها من قبل زملائه على رأس المجلس الشعبي الوطني حيث تولى أربع عهدات تشريعية ( 1977- 1989 ) .

وعلى إثر وفاة الرئيس هواري بومدين في 28 سبتمبر 1978 تولى رابح بيطاط رئاسة الجمهورية بالنيابة لمدة 45 يوما إلى غاية تنصيب الشاذلي بن جديد رئيسا للجمهورية، حيث إستقال من منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني في أكتوبر 1990 ليعود إلى الساحة السياسية مع انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية في 15 أفريل 1999 بعد أن عينه بوتفليقة مبعوثا خاصا له في عدة مهام وكلفه بتمثيله شخصيا في جوان 1999 في حفل تنصيب خليفة ” نيلسون مونديلا ” الرئيس تابومييكي وتلقى رابح بيطاط يوم 05 جويلية من نفس العام أعلى وسام استحقاق للدولة برتبة ” صدر ” من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

محمد بوضياف

إسمه الثوري “سي الطيب الوطني”، ولد في 23 جوان 1919 بالمسيلة قي وسط عائلي جد فقير، دخل المدارس القرآنية ثم المدارس العمومية بمسقط رأسه ولكنه تركها في سن مبكرة نظرا لحالته الصحية الصعبة (أصيب بمرض السل) وحالة عائلته الصعبة وهذا ما أضطره للخروج من مسيلة مسقط رأسه بحثا عن العمل، وليستقر بمدينة جيجل حيث تحصل على عمل وعمره لم يتجاوز السادسة عشر، بعدها شغل منصبا بقباضة البلدية برج بوعرريج لأنه متحصل على شهادة المالية.

أدى الخدمة العسكرية الإجبارية وعند عودته إنظم إلى حزب الشعب- حركة إنتصار للحريات الديمقراطية 1939 -وبهذا بدأ أول نضاله السياسي الذي توج بمسؤوليته الجهوية عن حزب الشعب الجزائري بسطيف سنة 1947 عن حزب الشعب الجزائري وهذا بعد أن برع في مسؤولية المحلية ببرج بوعريرج.

ونظرا للظروف التي عاشها العالم (الحربين العالميتين II,I ) كان من الطبيعي أن يقتنع الرجل منذ البداية بأولوية العمل العسكري على العمل السياسي خاصة بعد الجريمة ضد الإنسانية التي إرتكبتها فرنسا بالجزائر في الثامن ماي 1945 في 1947، أصبح عضوا في المنظمة السرية عرف بإسم (سي صادق) ثم بإسم (سي الطيب) كمسؤول عن منطقة قسنطينة، وبعد حل المنظمة في 1950 حاكمته السلطات الفرنسية غيابيا بـ 10 سنوات سجن. بعدها بثلاث سنوات (1953) تقلد منصب مسؤول فيدرالية فرنسا وظهرت فعالية الرجل من خلال معارضته لسياسة مصالي الحاج وتجاوزه للخلافات الحادة بين المصاليين والمركزيين بإسهامه سنة 1954 في ميلاد اللجنة الثورية للوحدة والعمل، كان منسقا للقيادة التاريخية، لجنة (6)، كما إلتحق بعدها بالوفد الخارجي للثورة الجزائرية (1858-1960) شارك بتاريخ: 12 جوان 1954 في تأسيس ” حزب جبهة التحرير الوطني” و عمل على إقناع المركزيين بضرورة الإسراع في إندلاع الثورة في تاريخها، كان من القياديين الأوائل ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، عمل كنسق وطني فمسؤول عن منطقة الغرب الجزائري مكلف بالإشراف على تنظيم وتمويل الثورة والتنسيق مع الولايات بعدها شغل منصب عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية (1958-1960).

22 أكتوبر 1956، إعتقل في حادثة إختطاف الطائرة المغربية المتوجهة بوفد قادة الثورة إلى تونس لحضور أشغال المؤتمر المغاربي للسلام والتاريخ يذكر جملة النزاع العنيف بين هؤلاء القادة (آيت أحمد، بن بلة، بوضياف) ليفرج عنه بعد وقف إطلاق النار (مارس 1962)، بعدها كان الإنتماء إلى الحكومة المؤقتة كوزير دولة ثم نائب ثان لرئيس المجلس في الحكومة المؤقتة(أوت 1961) وفي جويلية 1962. شغل منصب عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني .

حاول إنهاء النزاع بين الحكومة المؤقتة وقيادة الأركان، لكن بعد فشله قدم إستقالته، عارض ديكتاتورية الحزب الواحد. وندد بالإنحراف وسياسة الإضطهاد الممارس ضد المعارضة، وفي سبتمبر 1962، إنسحب من منصبه بالمكتب السياسي لينشىء (حزب الثورة الإشتراكية) في 20 سبتمبر 1962 في ظروف إستثنائية. إعتقل بعدها بجسر حيدرة بالجزائر العاصمة في (21 جوان 1963) وسجن لمدة 03 أشهر في أقصى الجنوب وبعد الإفراج عنه فضل المنفى الاختياري بالمغرب أين واصل نشاطه المعارض من خلال تشكيله في 1964 للجنة الوطنية للدفاع عن الثورة واستمر إلى غاية وفاة الرئيس هواري بومدين ديسمبر 1978، بعدها حل حزبه وهنا نذكر أنه، خلال السنوات التي قضاها بوضياف في منفاه الإختياري رفض كل العروض التي قدمت له من قبل رفاق السلام الذين تعاقبوا على الحكم حتى أن بومدين عرض عليه العودة إلى الجزائر لكنه رفض.

بعد اعتزاله للسياسة، تفرغ لإدارة مصنع القرميد الذي كان يملكه في قرية عصام- 25 كلم- عن مدينة القنيطرة المغربية حيث مقر سكناه الواقع في شارع شكيب أرسلان، وتعتبر هذه الفترة بمثابة وقت إستراحة فقط لشخصية أقل ما يقال عنها أنها تمثل شخصية أب الثورة ورجل التغيير، رجل الحوار، رجل القطيعة، هو الرجل الذي ساهم في إطلاق الحركة المسلحة التي إنتهت بإستقلال الجزائر، سنوات المنفى لم تطفئ أبدا شعلة الوطنية في قلبه لكل هذه المواصفات ولأشياء أخرى، كان الرجل بمثابة صمام الأمان للجزائر في أحلك أيام عاشتها حيث آلت الوضعية السياسية والأمنية الجزائرية إلى الحضيض إثر بروز مظاهر التطرف الديني والعنف ومحاولة التعدي على هبة الدولة الجزائرية وضرب مؤسساتها.

بعد 28 سنة، إستدعاه الجيش سنة 1991 وكانت عودته يوم 16 جانفي 1992 ليعين على رأس المجلس الأعلى للدولة. الهيئة الرسمية المنصبة لتسيير المرحلة الإنتقالية لـملء الفراغ الدستوري بعد إستقالة الشاذلي بن جديد وحل البرلمان الوطني، هذه العودة التي جاءت بعد مراحل ماراطونية نظرا لحس الرجل الوطني حتى النخاع، وبعد تحليله للوضع القائم أكد على أن الجزائر تعيش أزمة ثلاثية (أزمة أخلاقية سماها أزمة هوية، أزمة سياسية أو أزمة دولة وأزمة إقتصادية).

أسس بوضياف مجلسا وطنيا إستشاريا برئاسة رضا مالك وأستقبل الشباب على هامش لقاء نظم بقصر الأمم ميزه التفاهم بين الرئيس والشباب فكان بالفعل حامل الرسا من أجل إرجاع الإيمان في قدراتنا، في بلدنا، عاد لبث الأمل فينا وإقناعنا بأن المستقبل سيكون أفضل.

غير أن سياسة اليد الممدودة التي جاء بها لم ترض بعض الأوساط خاصة بعد أن تمكن من التوغل داخل فئات إجتماعية كثيرة لمساعدتها، أوساط لم تعجبها الوثبة العملاقة في الوعي الوطني خاصة لفئة الشباب في هذا الظرف وفي هذه المدة الوجيزة التي مر بها على رأس الدولة الجزائرية بفضل تجربته النضالية التاريخية الطويلة في صفوف الحركة الوطنية وتشبعه بقيم ومبادئ ثورة التحرير الكبرى التي يعد أحد أقطابها.

وبهذا ومعه بدأت بوادر إسترجاع الأمن والإستقرار وفرض إحترام قوانين الجمهورية حيث أبدى مواقف شجاعة في محاربة ممارسات الرشوة والمحسوبية والمحاباة التي اعتبرها آفات غذت وو سعت الهوة بين فئات المجتمع.

لكن القدر كان أسرع والإغتيال ختم مشوار الرجل الوطني في 29 جوان 1992 عن عمر يناهز 73 سنة، بطريقة وحشية غامضة وبنقل التلفزيون على المباشر صور لحادث الاغتيال من قصر الثقافة بعنابة. وبهذا كانت 166 يوم فقط لتطفء شمعة رجل رمز تمكن من أن يحب شعبه بإخلاص وبالمقابل أحبه شعبه كثيرا

المراجع

1-ملف صحفي حول بوضياف موجود بمكتبة المركز.

2- A.GUERFI A.K. CHAIB Boudiaf L’homme du rupture, ed. CHIHAB Cheurfi. Alger 1992.

3-Achour Cheurfi, La classe Politique Algerienne. de 1900 a Nous Jours. Dect. Biog. CASBAH ed 2001.

كريم بلقاسم

ولد كريم بلقاسم في 14 ديسمبر 1922 بقرية تيزرا نعيسى التابعة لبلدية ذراع الميزان ولاية تيزي وزو، وهو من عائلة ثرية في المنطقة. كان أبوه تاجرا ثم حارسا للغابات ، مما سمح له أن يتمتع بصلاحيات القايد.

عندما بلغ كريم بلقاسم سن السابعة من عمره أرسله أبوه إلى الجزائر العاصمة عند أحد أقربائه بـ13 شارع الحدائق بالقصبة بمدرسة ” صاوري ” الموجودة بالقصبة السفلى بالعاصمة، والمسماة اليوم بمدرسة الإخوة الزبيري. وتحصل على شهادتي الدراسة “الأهلية” و” الفرنسية”، ولم يواصل دراسته نظرا للحمى التي أصيب بها أثناء إمتحان الدخول إلى التعليم التكميلي، وهذا الأمر أدى إلى طرده من المدرسة. وعاد كريم بلقاسم إلى دواره الأصلي في جويلية 1936، واشتغل في التجارة مع أبيه. وفي عام 1940 وجد له أبوه عملا ككاتب ببلدية ذراع الميزان ذلك لما كان يحظى أبوه من إمتياز لدى الإدارة الإستعمارية. ولكنه ترك هذا العمل لعدم تحمله معاملة الإدارة الإستعمارية لمواطني هذه المنطقة. ثم التحق في أوت 1942 بورشات الشباب بالشلف وهي عبارة عن مراكز للتكوين المهني ثم إلى ورشات الشباب بمدينة الأغواط وبعد مدة من الدراسة تخرج بشهادة محاسب

وفي شهر جويلية 1943 جند لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية. وعين في الفيلق الأول للقناصين الجزائريين بالبليدة، وأنهى الخدمة العسكرية في 4 أكتوبر 1945 برتبة عريف أول.

والتحق في نفس السنة بحزب الشعب الجزائري. وبدأ حياته النضالية بتوزيع مناشير الحزب وقراءتها وشرحها للشباب حتى أصبح أكثر عناصر الحزب نشاطا في منطقة القبائل مما أهله إلى أن يترقى منذ أفريل 1951 إلى مسؤول على منطقة تيزي وزو. وكون في دواره عدة خلايا سرية داخل الحزب.

سعت الإدارة الإستعمارية إلى الحد من هذه النشاطات التحريضية ولكن رفض كريم بلقاسم كل محاولات الترهيب والإغراء مما اضطر السلطات الفرنسية إلى سجنه بذراع الميزان مع رفقائه، ولكن أطلق سراحهم أمام غضب سكان المنطقة.

نظم كريم بلقاسم في ما بعد استقبالا ضخما لمصالي الحاج في منطقة ذراع الميزان مما تسبب في إصدار أحكام قاسية ضده بتهمة المساس بأمن الدولة الفرنسية. هذا ما أدى به هو ورفقائه للإلتحاق بالجبل، وعمل على مستوى التجنيد والتدريب والتكوين العسكري. وفي نفس الوقت كان يقوم بعدة هجومات ضد العدو.

وكانت أول عملية هي القضاء على قريبه القايد سليمان دحمون الذي كان أحد عملاء الإدارة الإستعمارية. فأثناء عبوره جسر بالقرب من مدينة ذراع الميزان. أطلق كريم بلقاسم ورفقاؤه النار على السائق، أما القايد دحمون فقد أصيب بجروح خفيفة. وإثر هذه العملية تعرض كريم بلقاسم إلى الحكم بالإعدام غيابيا.

مع مطلع سنة 1954 ظهرت أزمة في حزب الشعب الجزائري وانقسم إلى مصاليين ومركزيين وهو ما جعل كريم بلقاسم يتصل بالطرفين، ويجتمع مع رؤساء النواحي. وبعد ذلك قرروا التعاطف مع مصالي الحاج. ونجد أيضا مشاركة ممثلين لكريم بلقاسم (علي زعموم وآيت عبد السلام ) في ملتقى أورنو ” Hornu ” في جويلية 1954 في بلجيكا والذي كان سببا في تجنب كل من بوضياف وبن بولعيد ممثلي منطقة القبائل في إجتماع الـ22.

و بعد هذا الملتقى بلغ أعضاء إجتماع الـ 22 أن كريم بلقاسم وممثليه قد قطعوا علاقاتهم مع المصاليين واقتنع أن هناك كتلة محايدة توحد التيارات المختلفة وهدفها الكفاح المسلح. وبالتالي أصبح كريم بلقاسم العضو السادس ضمن لجنة الستة والتي تمثل الهيئة القيادية العليا للثورة وتم فيها وضع الترتيبات الأخيرة لتفجير الثورة.

وفي ليلة نوفمبر كان كريم بلقاسم متمركزا في ” إغيل إمولة ” و كان تحت قيادته حوالي 400 رجل منهم 130 مسلح، وقاموا بالهجوم على مراكز الدرك والمستودعات وإتلاف أعمدة وأسلاك الهاتف. فاعتبر هذا الهجوم من الهجومات العنيفة التي شهدتها ليلة أول نوفمبر على مستوى البلاد. كما قام كريم بلقاسم بعد اندلاع الثورة بعدة عمليات هجومية في عدة جهات من منطقة القبائل، وتنظيم هياكل جبهة التحرير الوطني في المنطقة.

في عام 1956 قررت قيادة الثورة عقد مؤتمر لقيادتها، فوقع الإختيار على منطقة الصومام لانعقاد المؤتمر، وكلف كريم بلقاسم مع بعض الرفقاء باختيار المكان الملائم والأمن للمشاركين. حيث لعب كريم بلقاسم دورا كبيرا أثناء المؤتمر. وارتقى على إثر هذا المؤتمر إلى رتبة عقيد لقيادة الولاية الثالثة وعضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية. وعين أيضا مع عبان رمضان والعربي بن مهيدي وابن يوسف بن خدة وسعد دحلب أعضاء في لجنة التنسيق والتنفيذ. فانتقل إلى العاصمة وترك قيادة منطقة القبائل للمجاهد محمدي السعيد.

ونظرا للضغوطات الفرنسية خاصة بعد أن تم إلقاء القبض على بن مهيدي واعتقال العديد منهم ، قرر أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ أن يبتعدوا عن العاصمة، فانقسم هؤلاء إلى قسمين: فاتجه عبان رمضان وسعد دحلب إلى المغرب الأقصى، واتجه كريم بلقاسم وبن يوسف بن خدة إلى تونس.

وفي مارس من عام 1957 وصل كريم بلقاسم ومرافقه بن خدة ومعهما لخضر بن طوبال مسؤول منطقة الشمال القسنطيني إلى تونس.

وبعد اجتماع القاهرة 20 أوت 1957، تقلص أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ حيث تم تنحية بن خدة ودحلب من اللجنة وعزل عبان رمضان في ما بعد وتكونت هذه اللجنة من ثلاثة أعضاء وتضم كريم بلقاسم وبوصوف وبن طوبال وأصبح كريم بلقاسم المسؤول العسكري الأعلى في الثورة، بوصوف مكلف بالإستعلامات والتسليح وبن طوبال مكلف بالشؤون الداخلية للجبهة. وكانت هذه اللجنة بمثابة القيادة العليا المكلفة بتسييرشؤون الثورة.

ومع تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958 عين كريم بلقاسم على رأس وزارة القوات المسلحة. ولكن في أواخر هذا العام شهدت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عدة صراعات واستقالة بعض الأعضاء.لذا إجتمع العقداء العشرة للولايات في تونس في شهر ديسمبر 1958 مع أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ للسيطرة على هذه الأوضاع. ودام هذا الإجتماع عدة أشهر، ولكن لم يصل إلى أية نتائج. ولم يتفق كريم بلقاسم مع بقية الأعضاء المشاركين بسبب اختلافهم في أمور قيادة الثورة.

مرة أخرى إجتمع أعضاء المجلس الوطني للثورة الجزائرية حول التركيبة الجديدة لمجلس الثورة في طرابلس بليبيا في 16 ديسمبر 1959 إلى 18 جانفي 1960.وخرج الإجتماع بمجموعة نتائج من بينها:

* إبعاد كريم بلقاسم من القوات المسلحة، ومنحه منصب نائب رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ووزير الخارجية. واكتفائهم بلجنة التنسيق والتنفيذ التي تهتم بالإشراف على الجيش من بعيد بواسطة اللجنة الوزارية للحرب.
* تكوين هيئة أركان عامة تتولى أمور الجيش مباشرة.

وأصبح هذا الإجتماع بمثابة التعديل الأول للحكومة المؤقتة (جانفي 1960 – أوت 1961)، فزار كريم بلقاسم عدة بلدان في العالم لشرح القضية الجزائرية من بينها الصين الشعبية ومختلف البلدان العربية، وخطب في هيئة الأمم المتحدة وقابل كبار قادة وزعماء العالم آنذاك.وقد توجت زيارته بمكسبين:

* مصادقة الجمعية العامة في دورتها الخامسة عشر على لائحة تعترف لأول مرة بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير والإستقلال.
* مقابلة الزعيم السوفياتي خروتشوف الذي حضر الدورة، وكان له الفضل في الإعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.

تحول منصب كريم بلقاسم أثناء رئاسة بن خدة في أوت 1961 إلى نائب رئيس ووزير الداخلية، واهتم أيضا بإجراء مفاوضات مع الحكومة الفرنسية، وكان على رأس المفاوضين الجزائريين. وكانت إتفاقيات إيفيان الأولى في ماي – جوان 1961، وانتهت حتى 19 فيفري 1962 إلى الإتفاق على الخطوط العريضة لإتفاقيات إيفيان.

أما المرحلة الأخيرة من المفاوضات فقد دامت من يوم 7 مارس إلى 18 من نفس الشهر. وهكذا توصل الوفد الجزائري إلى اتفاقية إيفيان يوم 19 مارس 1962 التي وقع عليها كريم بلقاسم باسم الحكومة الجزائرية المؤقتة مقابل ثلاثة وقعوا باسم الحكومة الفرنسية وهم السادة: لوي جوكس، روبير بيرون ودي برولي.
دخل كريم بلقاسم الجزائر مباشرة بعد وقف إطلاق النار، فتعارض أثناءها مع بن بلة وهيئة القيادة العليا، وظهر هذا التباين في آخر دورة لمجلس الثورة بطرابلس ( ماي- جوان 1962 ) حيث تقدم أنصار بن بلة باقتراح تشكيلة أعضاء المكتب السياسي المكلف بتسيير شؤون البلاد بعد الاستقلال دون ذكر أعضاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والمجلس الوطني للثورة الجزائرية في قائمة هذا المكتب.وتواصلت هذه الصراعات حول السلطة بعد الإستقلال ، وانضم كريم بلقاسم إلى جماعة تيزي- وزو برفقة بوضياف ضد الجماعة المعروفة بجماعة تلمسان والتي تضم جماعة أنصار بن بلة وهواري بومدين، لكن فشلت جماعة تيزي وزو أمام قواتهم.

وبعد محاولة الإنقلاب ضد بومدين في أفريل 1967 حكم على كريم بلقاسم بالإعدام في شهر أوت 1967. وغادر الجزائر في 4 أوت 1967 متجها إلى المغرب وأنشأ حركة للدفاع عن الثورة الجزائرية M.D.R.A مع سليمان عميرات، عمار أوعمران ومحند أولحاج.

وفي 18 أكتوبر 1970 وجد مقتولا بربطة العنق في غرفته في فندق انتركونتينال بفرانكفورت في ألمانيا ودفن في مقبرة المسلمين في ألمانيا، ثم نقل جثمانه إلى أرض الوطن في 24 أكتوبر 1984 وأعيد دفنه في مربع الشهداء بالعالية بالجزائر العاصمة.

تميز كريم بلقاسم بقوة الشخصية وبسالته في الجبال. كما عمل على فرض نفسه حتى يكون دائما في صدارة القائمة أخرى قبل وبعد الإستقلال، إلا أنه لم ينل هذا المنصب لكن إلحاحه أهله أن يبقى متمسكا بزمام قيادة الثورة وهذا من خلال لجنة التنسيق والتنفيذ ومناصب أخرى التي كان لها الدور الكبير في توجيه الثورة.

كما برزت كفاءته أيضا في الدبلوماسية وقدرة التفاوض مع فرنسا وكذا تدويل القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة واستقطاب العديد من الدول.

المراجع:

1- بلقاسم كريم، سلسلة أبطال من وطني، رابح لونيسي، دار المعرفة.

2- محمد عباس، ثوار عظماء، دار النشر دحلب، الطبعة الأولى، 1991.

3- Achour Cheurfi, La classe politique Algérienne de 1900 à nos jours, Dictionnaire Biographique, Casbah Editions, 2001.

4- El Moudjahid, 20/10/19996, N° 9726.

5- الشعب، 15/10/1998.ع / 11744.

6- علي كافي، مذكرات علي كافي، من المناضل السياسي إلى القائد العسكري 1946- 1962 ، دارالقصبة للنشر، 1999.

رسالة دشرة مسعودة مقر ولاية الشمال القسنطيني التاريخية في عيد النصر…


بقلم أحسن بوشة
دشرة مسعودة 703990_10200376241278068_1331850826_o.jpg

كان يوما ربيعيا مشمسا وجميلا في هاته الدشرة الحالمة في سفح جبل العسة في قلب الشمال القسنطيني,دشرة مسعودة أو عرش بني افتح كما تسمى القبيلة الأم, وهو الدوار أو العرش الذي إحتضن ولاية الشمال القسنطيني لأكثر من عام وكان قائدها العقيد علي كافي ونائبه العقيد صالح بوبنيدر بعد أن خلف المجاهد لخضر بن طوبال.
نعم عندما علم الإستعمار بدور دشرة مسعودة الثوري عاقبها عقابا شديدا,حرق البيوت والأكواخ,شرد السكان لسنوات في الغابات المجاورة,عذب الرجال والنساء وأرسل الجميع إلى المحتشدات.
حكت المرحومة والدتي قصة ذلك اليوم المشؤوم 20 ماي 1958,كانت تقوم ببعض الأعمال المنزلية وفجأة سمعت هدير الطائرات في سماء القرية تلاه إنفجارات قوية في وسط القرية أين تكثر أشجار الزيتون الكبيرة,كان كوخنا يبعد مئات الأمتار عن مكان سقوط القنابل إلا أن أجزاء معدنية كانت تصلنا وهي تحدث صفيرا مرعبا,لم تعرف ماذا تفعل فوضعتني(رضيعها 3 أشهر) فوق ظهرها وحملت أخي(4سنوات) على ذراعها وأخذت عمي(8سنوات) من يده وجرت,جرت بدون أن تفكر لأن الجو كان مرعبا حقا,سماء القرية أصبحت سوداء,أزيز الطائرات والقنابل كان يصم الأذان,إتجهت نحو منطقة الخطر دون وعي منها وعندما إقتربت من الشعبة(واد صغير) حلقت هليكوبتر فوق رأسها ,تكاد تلامس أغصان الزيتون,أخرج أحد الأوغاد رأسه ,وصوب رشاشته نحوها وهو يصيح ويقهقه:توقفي يافاطمة,لاتهربي….. لم تبال به وأكملت هربها .
وهناك وأمام بئر للسقي أحست بالدنيا تضيق حولها ولم تستطيع أن تتحرك أكثر,ومافعلته بعد ذلك يبين مدى الضيق الذي كانت تعانيه ,لقد كادت أن تفقد أخي في بئر للسقي موجود هناك في الشعبة ,وكانت الطائرات الحربية قد أكملت 150غارة وأفرغت حمولتها وبقيت الطائرات العمودية تحلق على إرتفاع منخفض,جلست وقرأت الشهادة وأستغفرت الله ثم قالت ليحدث مايحدث,لتقتلنا العموديات إن شاءت,سوف لن نتحرك حتى نسترد أنفاسنا,وواصلنا تسلق الجبل بعد ذلك وإذا بنا أمام مشهد فظيع,عند مدخل غار كانت إمرأة من القرية من عائلة بوقرة مقطوعة الرأس ورضيعها يبكي بالقرب منها داخل الغار,لقد إستشهدت بعدما أنقذت رضيعها ووضعته في مكان آمن ولم تتركها قنابل الطائرات تنجو أوتختفي معه.
في نفس اليوم خرج ثلاثة أطفال من عائلة بوشة وبن شويخ للعب تحت أشجار الزيتون, وبدون إنذار أو تحذير جاءت شظايا الموت من طائرات فرنسا فقتلت بنتين وقطعت جزء من رجل الطفل الذي كان يلعب معهن,زحف المسكين بدمائه وأختفى في كهف قريب وحيدا مجروحا يئن من الألم وبات هناك وحيدا مجروحا ,هل كان هؤلاء الأطفال فلاقة أو جنود؟ أكيد أنه في نفس اليوم كان هناك أطفال بروفانس في فرنسا يلعبون في أمان.
وفي طرف آخر من نفس حقل الزيتون كانت الأختان جعبوب تلعبان في براءة ودون تفطن إلى الوحوش الجوية التي جاءت في طلعات وحشية,إنفجرت قنبلة قريبا منهما فقطعتهما إربا إربا وبترت رجل زوجة عمهما-التي لازالت تعيش حتى اليوم- وقتلت جنينها كذلك,هاته السيدة العظيمة وهي أخت مجاهد وشهيد, تروي الفاجعة وتقول أنها شاهدت القطط تأكل أكباد الطفلتين.
لنا هنا أن نسأل الفرنسيين بأي ذنب قتلتم هؤلاء الأطفال ؟هل جاءتكم معلومات بأنهم كانوا إرهابيون رضع؟
ونسأل ساستنا,أحباب فرنسا واللاهثين وراءها,هل فقدتم حقا صبيانا كصبيان دشرة مسعودة وبنفس الطريقة النازية؟
في ذلك اليوم فقدت الدشرة 22 شهيدا و30جريح أغلبهم أطفال ونساء من عائلات جعبوب وبوشة وبن شويخ وبوضرع وبن عياش وبيرم وغيرهم,لم يكن هناك جنديا أو مسؤولا مدنيا واحدا,كل مافي الأمر أن فرنسا أرادت أن تنتقم من القرية لأنها آوت الولاية الثانية والمستشفى الولائي لأكثر من سنة وأن كل أبناء الدشرة كانوا من المجاهدين بدون إستثناء,وكانت منطقتنا في التنظيم الثوري هي منطقة تموين غذائي حيث شارك كل الرجال في نقل المؤونة إلى مختلف مناطق الولاية.
بعد القنبلة حطت المروحيات في هضبة ”أغيل” وجاء الجنود الفرنسيين متلهفين لرؤية أشلاء الفلاقة لكنهم وجدوا نساءا قطعت رؤوسهم وأرجلهم ,ووجدوا أطفالا أكلت القطط أكبادهم,فأنصرفوا كبرابرة نازيين منهزمين وربما نادمين وخائفين ومذعورين لأنهم إرتكبوا جريمة بشعة في حق الإنسانية,بعد تلك المجزرة بشهور ساقونا إلى المحتشدات وسكنوا في بيوتنا حتى الإستقلال.
وهنا دعني أعرج بكم على هاته الدشرة البطلة لنرى كيف حالها اليوم بعد نصف قرن من الإستقلال ؟
لقد تنكرت قيادات الثورة لدشرة مسعودة وأصبحت نسيا منسيا,وليس غريبا أن تسمع السكان يقولون بمرارة أنه لا فرق بين وقت فرنسا والآن إلا خلو السماء من الطائرات الحربية!
فعلى مدى نصف قرن بقيت نفس المدرسة التي بنتها فرنسا سنة 1916 وتم إضافة قسمين دراسيين فقط,وبقيت نفس الطريق الذي شقته فرنسا منذ قرن ولم يعبد جزء منه الا في السنة الماضية وبقي الجزء الآخر كما تركته فرنسا!,لم يصل الكهرباء إلا بعد ربع قرن من الإستقلال,مازال السكان يجلبون الماء من الينابيع ويطهون الطعام بالحطب,لا عيادة للعلاج ولا مكان للعمل وليس أمام الشباب إلا الهجرة.
إنتظر السكان طويلا ولما رأوا أن لا شيء حدث ولا تغيير نحو الأفضل غادروا قريتهم الجميلة نحو العاصمة ومحيطها بحثا عن مدرسة وعيادة وشغل وأصبحت المنطقة حزينة ومظلمة ليلا,يسكنها الشيوخ والعجائز وبعض عائلات المهاجرين وتجاورهم الذئاب والخنازير,واليوم توجد المئات من عائلات بني افتح يسكنون ضواحي العاصمة وجيجل ,وبموت جيل الثورة ستفقد دشرة مسعودة أكثر من نصف ابناءها وستكون فترة طويلة قبل أن تقف على رجليها من جديد.
إنها خيانة كبيرة أن تعامل السلطة الجزائرية قراها بهكذا تهميش ونسيان,لا شك وأن التاريخ سيكتب أن دشرتنا اولاد مسعودة فتحت ذراعيها للثورة المباركة من أول يوم وأحتضنتها بقوة,دشرتنا إستضافت زيروت يوسف عند عودته من مؤتمر الصومام وخطب في أهلها مبشرا بنجاح الثورة, ولخضر بن طوبال وعلي كافي وصوت العرب,شاركناهم أكواخنا ومانملك من زيت ودقيق وغطاء,شبابنا ورجالنا ونساؤنا كلهم شارك في الثورة بطريقته وحسب إستطاعته,نمنا تحت أشجار البلوط وتحت المطر هاربين من وحشية الإستعمار, وكثير منهم إستشهد ,ومنهم من عاش ليصاب بخيبة أمل كبيرة ويعاني من البطالة والهجرة والفقر لمدة نصف قرن في ظل حكومة الإستقلال حتى اليوم
وكلمة أخيرة نحن في دشرة أولاد مسعودة نعرف ان الملايير صرفت على هضبة للاستي مقر الولاية التاريخية في تلمسان,بنيت فنادق ومتاحف وبحيرات ومصاعد تلفيريك وغيرها…وندعو رئيس البلاد والسيد علي كافي وحكام البلاد أن يأتوا الى تازة ولمنازل المجاورة مقري الولاية التاريخية الثانية ليروا سياسة التوازن الجهوي المشوهة مجسدة في أبشع صورها….سوف لن نسامحكم لقد هجرتمونا لنصف قرن ولم نعرف إستقرارا, فتبا له من نسيان وخيانة,ولن نسامح فرنسا وسنحاربها مرة أخرى إن عادت,وسنترك رسالتنا واضحة للأجيال: إننا نكره فرنسا الفاشية وأتباعها من الخونة إلى يوم الدين
تازة مقر الولاية التاريخية الثانية الشمال القسنطيني:
554667_219975341455980_357321984_n


عيب وعار وخيانة أن يخلد مقر الولاية التاريخية الثانية في تازة بوراوي بلهادف بهاته الطريقة
12
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

554667_219975341455980_357321984_n

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

134275_10200412786711681_831867323_o[1]
هنا في موقع لعروسة دي بني افتح عسكر الجيش الفرنسي الكبير المكون من المشاة والفرسان والذي كان متجها من ميلة وقسنطينة بقيادة ثلاثة جنرالات وعلى رأسهم الجنرال الشهير سانت أرنود وذلك لإحتلال جيجل سنة 1851.
لقد تلقوا ضربة موجعة من طرف الاف الرجال من قبيلتي أولاد عسكر وزواغة في فج باينان,حسب مايرويه الأستاذين لعلالي الصادق وبوجمعة هيشور ومراجع تاريخية أخرى.
مكث الجيش هنا ليومين أو ثلاثة للراحة وذات صباح من شهر ماي 1851 واصلوا سيرهم نحو أولاد أشبانة والجمعة,ومروا قرب بلهادف وكانت مجرد هضبة ,وعبروا الصمعة إلى العقبية وهناك في مضيق الركابة وسط البلوط والقندول كانت تنتظرهم مصيبة كبيرة,لقد قامت قبيلة بني عيشة الشجاعة وبمساعدة قبائل مجاورة بنصب كمين شارك فيه 400 مجاهد,صاحوا الله أكبر وهجموا على فرقة الحراسة من الفرسان وقتلوا حوالي مئة فرنسي حسب المراجع التي ذكرتها ولازال الرصاص حتى اليوم ملتصقا بصخرة الركابة.
331396_342466339104749_1194597041_o[1]
‘بابا نوارة” إمرأة مجاهدة وشجاعة وكريمة من عائلة مجاهدة وكريمة ولاننسى أخوها الشهيد بوراوي علي بن الشريف وأخوه المجاهد أحمد بن الشريف..فقدت جزء من جسدها وفقدت فلذة كبدها إبنها,كما فقد جيرانكم بنتان في عمر الزهور وغير بعيد فقدت عائلة بن اشويخ وبوشة أطفال كانوا يلعبون تحت شجر الزيتون,وهكذا 5أطفال شهداء في منطقة أين أمسعود فقط في تلك الغارة الوحشية.رحم الله الشهداء.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
73217800

إيداع المتهمين بقتل الطفلين هارون وإبراهيم الحبس


05_390283670
al khabar
أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الخروب بقسنطينة، مساء أول أمس، بإيداع المتهمين في قضية اختطاف واغتيال الطفلين هارون وإبراهيم الحبس المؤقت، في الوقت الذي يحضر أهلهما وجيرانهما لوقفة استنكار غدا الأحد، داعين الشعب الجزائري للوقوف وقفة حداد تنديدا بالعمل الإجرامي وحفاظا على سلامة كل الأطفال.

أودع وكيل الجمهورية المتهمين ”مامي”، 38 سنة و”حمزة كاتاستروف”، 21 سنة، الحبس المؤقت، بعد أن تم تسخير الشرطة العلمية لتدعيم التحقيق وجمع المؤشرات الجنائية، في انتظار رفع الملف للعدالة في القريب العاجل، حسب بيان أمن قسنطينة، لتأخذ العدالة مجراها وتطبق القوانين بكل صرامة في حق المتهمين لارتكابهما جريمة الاختطاف والقتل في حق الطفلين البريئين إبراهيم حشيش وهارون بودايرة.
وقد تنقلت ”الخبر”، أمس، مجددا إلى حي الضحيتين إبراهيم حشيش وهارون بودايرة، وكان اللقاء مع السكان وأهل الضحيتين، حيث دعا هؤلاء الشعب الجزائري لوقف جميع النشاطات التجارية والمهنية والمدنية غدا الأحد، تعبيرا عن استنكارهم لهذه الجريمة الشنعاء، مطالبين بتطبيق ”القصاص العلني” على المجرمين لردع كل من تسول له نفسه تكرار هذا العمل الرهيب والحد من هذه الظاهرة حماية للأطفال الأبرياء.
وفي ذات السياق، قال أهلهما وجيرانهما إنهم بريئون من أعمال الشغب التي طالت المدينة الجديدة، الثلاثاء الماضي، عقب العثور على جثتي المغدورين، مؤكدين أنهم أناس عقلاء وعلى درجة من التدين والثقافة ولا يمكنهم القيام بمثل هذه الأعمال التي نفذها دخلاء عن الحي ومتطفلون انتهازيون يريدون الاستفادة من الوضع لسرقة ما يمكن سرقته.
وقد طالب السكان بمدرسة من نوع البناء الجاهز داخل حيهم، وتأمين المكان، رافضين إرسال أبنائهم للدراسة في مدرسة حملاوي موسى لبعدها عن الحي بأزيد من كيلومترين ونصف الكيلومتر.
والد هارون: ”فقط وفروا لنا الأمن واحموا بقية الأطفال”
من جهته، قال السيد سليم بودايرة، والد الصغير المغتال هارون بودايرة، إن هذا الأخير ليس ابنه فحسب، بل هو ابن الجزائر ككل”، داعيا المواطنين للتعقل وألا ينساقوا وراء بعض الأطراف التي تصطاد في المياه العكرة، مطالبا بأن ”لا يركبوا أمواجا للارتقاء على حساب فاجعتنا في ابنينا هارون وصديقه إبراهيم”.
المتحدث أضاف أنه وككل الجيران في الحي لا يتمنون سوى توفير الأمن وإنجاز مؤسسات تعليمية محاذية لحيهم كي يطمئنوا على باقي الأطفال، وهو المطلب الذي تعالت فيه أصوات السكان الذين رحلوا من حي سوطراكوا قبل أقل من سنة إلى هذا الحي منعدم الضروريات، والمعزول الذي لا تحيط به سوى ورشات البناء والسكنات الجاهزة المغلقة، التي تحولت إلى أوكار للرذيلة على غرار سكنات صندوق التوفير والاحتياط الجاهزة، التي لم تسلم بعد وكانت مسرحا حيا لهذه الجريمة الشنعاء.
”ابني لم يرم بالرصاص فلماذا تكذبون؟”
استنكرت السيدة بودايرة، والدة هارون، الصور التي نشرت في بعض الجرائد اليومية والتي تعود لطفل سوري قتل بالرصاص في صدره، مستغربة كيف يطاوعهم قلبهم لنشر صور كاذبة، مؤكدة أنها فتحت الصندوق وألقت نظرة على فقيدها الذي كان ”كشهداء الأقصى” كما قالت.
الأم المفجوعة بدت شجاعة وهي تحدثنا وكلها إيمان وصبر قائلة: ”لقد عاقبت هارون قبل يومين من الحادثة ومنعته من الخروج، فنظر إليّ وتبسم، وكان وجهه يشع نورا، فقلت في نفسي: ابني وجهه وجه الجنة”. وتضيف: ”كنت أتمنى أن يدرس هارون ويصل لأعلى المراتب ويسافر إلى القدس ليساهم في تحرير الأقصى. وقد كان بدوره يتوق لذلك، وقد قال لي قبل بضعة أيام: أمي، أنا من سيدخلك الجنة”.
بصوت خافت يخفي رعشة في آخره، حدثتنا الأم وهي جالسة بجانب جدته المسنة التي يبدو أن الفاجعة ستقضي عليها، قالت: ”كنت حريصة على أبنائي وعلى تحفيظهم القرآن، وكان هارون قد بلغ ثمن سورة الحشر ولم يبق له سوى سورة المجادلة ليتم 6 أحزاب، ورغم حزني على فقده، إلا أن هذا قضاء الله، لكنني أطالب بالقصاص العادل وأن يسمحوا لي بقتل الفاعلين بيدي”.
أردنا زيارة منزل إبراهيم حشيش في العمارة المقابلة، إلا أننا علمنا أن والدته مريضة وطريحة الفراش، ووالده لم يكن في الحي آنذاك لنحدثه ونستأذن منه لدخول منزله، فلم نتجرأ على كسر حرمة البيت، وفضلنا الانسحاب عندما قرب دخول وقت صلاة الجمعة.

قالوا إن تطبيق القصاص سيحد من تفشي الجرائم
أئمة البليدة يدعون إلى إعدام قتلة الأطفال

دعا أئمة في خطبة الجمعة، أمس، بالبليدة، إلى تطبيق قصاص النفس بالنفس، أي تنفيذ عقوبة الإعدام على كل من يرتكب جرم القتل في حق الأطفال الأبرياء. وحذر بعضهم الأولياء بوجوب الانتباه والحرص في رعاية وحراسة أبنائهم من الآن فصاعدا، خشية تكرار مأساة الاختطاف والتعذيب والقتل.
تناولت خطب الجمعة بمساجد البليدة ظاهرة القتل ضد ضحايا أبرياء لا يزالون لا يدركون ولا يميزون الأخطار التي تهددهم، وركزوا على أن ظاهرة الاختطاف التي أصبحت تنتهي بجرم التصفية الجسدية هي مذكورة في تاريخ اليهود، لكن أن تتفشى بشكل لافت في مجتمعات إسلامية فهو الأمر الجديد والخطير، ونبهوا إلى أن من يقوم بهذه الأفعال الإجرامية المأساوية ما هم سوى ”وحوش بشرية”، ويجب على الأولياء رعاية أبنائهم مثلما يحمي ويحرس الراعي على غنمه من الذئاب واللصوص.
وعاد البعض من الأئمة إلى القول إن تطبيق قصاص النفس بالنفس أو الإعدام سيحد من تفشي جرائم الاختطاف والقتل، لأن فيه حياة للمقتص منه وعبرة لغيره من الجناة.
الجزائر: ب. رحيم

اللواء هامل يأمر بالتحقيق في تسريب صور المتهمين

علمت ”الخبر” من مصادر موثوقة أن المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، أمر بفتح تحقيق في قضية تسريب صور قتلة هارون وإبراهيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”، والتي تناقلتها بعض الجرائد، خاصة أن الصور التي نشرت تم التقاطها من قبل عناصر الأمن الوطني، داخل مقر الشرطة حيث كان المتهمان محتجزين.
وقالت مصادر إن هذا الأمر قد يشكل خطرا على حياة عائلتي المتهمين، إذ كشف عدد من سكان المدينة الجديدة أن عائلة أحد المتهمين فضلت الابتعاد عن منزلها عقب نشر صور ابنها المتهم بقتل الطفلين خوفا على حياتها.
وفي سياق آخر، شهدت مدينة قسنطينة انتشارا واسعا لقوات الأمن عبر مختلف الساحات العمومية، وخاصة بالقرب من المقرات الرسمية، كديوان والي قسنطينة، مجموعة الدرك الوطني، محكمة القطب الجزائي، تحسبا لأي تظاهرات بعدما راجت معلومات تفيد بتنظيم مسيرات شعبية عقب صلاة الجمعة.
قسنطينة: ف. زكرياء

601058_531722396888726_562061499_n1-300x156

المعلقات العشرة لبني نهب في الجزائر!


أحسن بوشة

271085_1820767201109_4267279_a[1]
هاته هي المعلقات أو الموبقات العشرة للنظام الجزائري وللسلطة في الجزائر ولمن يدور في فلكها من زمر الغمس واللحس,هي ممنوعات ولا يجب أن نتوقع من النظام الحالي أن يجسد أي بند منها مالم يصله رعب البطالين والمحتجين من الشباب:
1- سوف لن تكون هناك ابدا النية الخالصة للإصلاح وفتح اللعبة الديمقراطية للشعب لأن هذا يعني نهاية عصر النظام الذهبي في السرقة والفساد,لهذا فأي وعد بالإصلاح وبتغيير الدستور هو كلام فارغ ومراوغات لا أكثر.
2-سوف لن يتم الإجهاز الكلي على الإرهاب من طرف النظام فهو أكسيجينه وحجته للقمع وللإبقاء على شبه حالة طواريء وشرعية إستمراره.
3-سوف لن يكون هناك فتح حقيقي للسمعي والبصري وحتى المقريء لكي لا تتعرى السلطة بفسادها وعجزها وتنكشف عورتها.
4- لا تنتظروا تسريع وتعميم الإنترنت, فذلك يشكل خطر على حياة النظام,بحيث يسهل التواصل بين الشباب ومع العالم وهذا ما تريد أن تتجنبه السلطة.
وسوف لن يفتح الجيل الثالث والرابع للهاتف النقال خوفا من الفيديوهات التي سترسل مباشرة من مكان الفضائح إلى القنوات والصحف في الخارج, وخوفا من إستعمال الهاتف النقال للإتصالات السريعة عبر الإنترنت .
5-سوف لن تحل مشاكل البطالة والسكن مهما ارتفعت مداخيل البترول لأن إبن آدم في السلطة وفي دوائر الفساد لن يشبع وكلما زاد الريع زاد جشعه وشرهه للسرقة وللغمس وزاد ت دوائر النهب والسلب إتساعا..
6- سوف لن تتوفر النية الخالصة لمحاربة الفساد ومعاقبة المجرمين لأن ذلك انتحار للسلطة, ففي الجزائر حاميها حراميها,وأكبر اللصوص هم من لهم نفوذ كبير.
7-سوف لن يكون هناك أي تنظيم فعلي وعملي للمعاملات البنكية لأن ذلك سيكشف حجم الإختلاسات وينهي جنة الشكارة, و لن يكون هناك اي عمل على انهاء اسواق العملة لأنها هي مصدر الأموال المهربة إلى الخارج ولن يحاسب المهاجر على مصير العملة التي يأتي بها لأنهم يريدونها ان تصل إلى بورسعيد, وسوف لن تنظم المعاملات التجارية للإبقاء على الإختلاسات الجمركية والضريبية وهي اسرع طريقة للثراء السهل.
8-سوف لن يتم إحلال الإنجليزية وحتى العربية محل الفرنسية فهاته إرادة سيدتهم فرنسا وهم طابورها الخامس وخدمها في الجزائر.
9- لن يتم إنهاء النظام الرئاسي لأنه أكثر آمانا لحفظ توازنات المصالح الشيطانية,نظام برلماني قوي سيساعد في نشر الديمقراطية وفي إشراك أوسع للشعب في إتخاذ القرارات في بلد نامي كالجزائر.
10-تقليص الإعتماد على المحروقات إلى أقل من 90 بالمئة لن يتحقق ابدا وهذا ماتقوله قوانين الإقتصاد على ضوء المعطيات الموجودة للسياسة المالية والا قتصادية المتبعة في بلادنا,ولهذا فكلام لاغارد من صندوق النهب الدولي ما هو إلا إستغباء للعقول وضحك على الدقون.
والنتيجة أن الشمولية في الحكم تبقى هي السائدة,ودرودكال او خليفته لن ينقرضا, ونهب الريع سيستمر , وأن الجريمة لن تنتهي, والقضاء لن يتحرر, والعدالة الإجتماعية لن تتحقق, والوحدة الوطنية غير مضمونة, وذلك لأن السلطة فشلت في االعمل على حفظ مصلحة الوطن, بل اصبحت هي أكبر خطر على وحدة الوطن

الإعدام لقتلة الأطفال لا يكفي
نعم فاجعة مقتل الملكين هارون وإبراهيم في قسنطينة تستدعي الغضب والنواح لما وصلت إليه أمة المليون ونصف المليون شهيد من إنحطاط ومدلة وإنهيار تام للأخلاق…لكن مهلا ألم نغضب ونبكي بالأمس القريب على هاجر على شيماء كذلك؟…وسف نبكي على غيرهم من البراعم البريئة….وكأن لاشيء تغير بين البارحة واليوم وغدا…فلتكتب الصحافة,وليتوعد ولدقابلية وليهف ويلف قسنطيني وليصوم عن الكلام القاضي الأول وهو الذي شارك في طمس العدالة وتسييسها ليبقى على الكرسي طمعا في الخلد وملك لا يبلى…ولتمت شيماء أو هاجر وليخنق هارون أو إبراهيم….إنهم ليسوا أولاد الرئيس أو الوزير.
دعنا نصل إلى نتيجة ياجماعة,الشعب فسد والسلطة ترقص فرحا هاته هي حقيقة الجزائر وفجيعتها المؤلمة,فأمثال قتلة قسنطينة متواجدون في كل مكان وسيفعلونها مرة أخرى وأخرى.أتعلمون لماذا؟ لأن عقدين من سياسة العنف الدموي ,ومن تشويه المناهج الدراسية ,ومن تمييع المساجد,ومن نشر الرذيلة عبر الإعلام وعبر الخمور والمخدرات والمواقع الإباحية والقنوات الفاسدة لقتل الفراغ…..كلها باضت وفقست شرورا ومصائب…فلنتوقع العذاب.
وأما رجال أمننا وعشرات الآلاف من رجال شرطتنا, فهم فخر السلطان وأداته لحماية الثروة والغنائم ولحفظ النظام من المشاغبين البطالة,فعوض مكافحة الجريمة قبل أن تفقس توجه الجميع إلى إيهامنا بمحاربة نبيل صحراوي ودرودكال لأنهم هددوا الجمهورية, ولم يقضوا على شرذمة الحفاة العراة في الجبال لإتخاذ ذلك كدريعة لإستمرار إستعباد الشعب بحجة محاربة الإرهاب….ونوحي ياجزائر ياخنساء على العقود والأجيال الضائعة حتى تجف عينيك ولا حول ولا قوة إلا بالله

1690_604979022847669_650847219_n

وزير الطاقة البريطاني السابق وزوجته في ضيافة السجن لمدة ثمانية أشهر

وزير الطاقة البريطاني السابق وزوجته في نزهة ثمانية أشهر إلى السجن…..والسبب الكذب على العدالة وتجاوز القانون سنة 2003……
حكمت محكمة بريطانية هذا الأسبوع بالسجن لثمانية أشهر على وزير الدولة البريطاني وزوجته بالسجن وهما الليلة في السجن وبرد لندن تحت الصفر ههههههه
لقد صورته كاميرا السرعة يسرع ب19 ميلا فوق المسموح, وكانت رخصة سياقته حذف منها 9 نقاط وبالمخالفة الجديدة كان سيفقد 3نقاط أخرى ويعاقب بستة شهور لا يستطيع ان يقود سيارته فيها.
ذهب النائب البرلماني في ذلك الوقت وطلب من زوجته أن تكذب وتصرح للبوليس أنها هي من كانت تقود السيارة وفقدت 3نقاط في مكانه!!
مرت السنوات وأصبح النائب وزيرا للطاقة لمدة الثلاثة سنوات الماضية وطلق زوجته لربع قرن…..فأنتقمت منه وسربت القصة للجرائد….وقامت الشرطة والقضاء بالتحقيق وفقد منصب وزير ونزل وزوجته ضيفان على سجون لندن,هو في سجن الرجال وزوجته السابقة عوقبت لكذبها على الشرطة منذ عشرة سنوات ونزلت ضيفة على سجن النساء…. هكذا العدل أساس الملك….ومرحبا في دولة جلالة الملكة ……..

اختطاف الطفلين ”إبراهيم” و”هارون”:هكذا اختطف ”كاتاستروف” و”مامين” الطفلين واحتجزاهما داخل شقة


577145_502746093120918_139642805_n

أكّدت مصادر متطابقة وعلى صلة بملف التحقيقات الأمنية، حول ظروف وملابسات اختطاف الطفلين ”إبراهيم” و”هارون”، أن المتهمين الرئيسيين في الجريمة لا يزالان يخضعان لتحقيقات معمقة، من أجل تحديد الظروف والدوافع التي جعلتهما يتجرّدان من آدميتهما ويلبسان ثوب الذئاب. وأوضحت المصادر أن الأمر يتعلّق بكل من ”ق. لمين” المكنّى ”مامين” البالغ من العمر 38 عاما، وهو مسبوق قضائيا، استفاد مؤخرا من عقوبة النفع العام، لكنه تحوّل بإجراءات النفع إلى الضرر العام، بمشاركة ”أ. حمزة” البالغ من العمر 21 عاما، وهو شاذ جنسيا معروف باسم ”كاتاستروف”، كلمة بالفرنسية تعني الكارثة، وهي تحمل الوصف الحقيقي للجريمة، حيث كانت تربطهما علاقة لواط دائمة يعرفها العام والخاص، كما أنهما يقيمان داخل شقة بحي السكن التساهمي التابع لأحد المقاولين الخواص بالوحدة الجوارية رقم 17، وتحديدا بالمدخل رقم 19 في الطابق الثالث، وهي شقة استأجرها المجرم ”مامين” أين اعتاد ممارسة اللواط مع شريكه. وتجدر الإشارة إلى أن الشقة التي احتُجز فيها الضحيتان تبعد بنحو 500 متر فقط عن الوحدة الجوارية رقم 18، حيث يقيم البريئان إبراهيم وهارون. من جهة أخرى، عُلم بأن التحرّيات وعلى الرغم من سريتها، أشارت إلى توقيف شريك أو شريكين كشف عن هويتهما الموقوفان، إذ يرجّح أن يكون أحدهما حارس حظيرة للسيارات كان يقوم بدور مراقب لعملية الاختطاف، على الرغم من خلوّ المكان من المارة، مستغلا تواجد الشباب أبناء الحيّ في ملعب الشهيد حملاوي، لمتابعة مباراة فريق شباب قسنطينة ومولودية العاصمة، يوم السبت الماضي، وغياب التغطية الأمنية لتواجد رجال الشرطة بالمعلب ومحيطه لتأمين اللقاء الكروي. وقد أكد شهود أن ”كاتاستروف” نفذّ عملية الاختطاف لإرضاء عشيقه ”مامين”، واستنادا إلى تصريحات شهود عيان، وما ورد في ملف التحقيق، فإن الذئبين ”مامين وكاتاستروف” اللذين كانت تربطهما علاقة غرامية ذات الصلة بالشذوذ الجنسي، عرفت حالة من الجمود، مما جعل ”كاتاستروف ”أ. حمزة” يبحث عن تنفيذ أي شي لإرضاء عشيقه، وما كان عليه سوى اختطاف طفلين لتقديمهما له ببرودة دم للاعتداء عليهما جنسيا، وبالمرّة يضمن بقاءه معه في الشقة التي استأجرها ”ق.لمين”. وعُلم بأن كل الجيران يُجزمون بأن المتهمين الموقوفين معروفين بالانحلال الخلقي والسلوك غير السوي داخل الشقة التي لا يقيم فيها إلا جار واحد بالوحدة الجوارية رقم 17. المجرمان قتلا إبراهيم وهارون خوفا من اكتشاف أمرهما بسبب الحصار الأمني، وتجنيد كل السكان، ومواصلة للتحريات الصحفية، وبناءً على المعلومات المتسرّبة من ملف التحقيق وتصريحات المجرمين، فإن الأخيرين وقعا في ورطة حقيقية عندما أطلق السكان حملات بحث في كل أرجاء المدينة مع تسخير فرق جنائية للدرك والشرطة لتمشيط كل الزوايا، ومع تواصل الحصار، قرّر المتهمان قتل الطفلين والتخلّص من المتابعة لعدم اكتشاف أمرهما، وقتلا البريئين شنقا
jijel news
601058_531722396888726_562061499_n1-300x156

تعقيب أحسن بوشة
الغضب لايكفي
نعم فاجعة مقتل الملكين هارون وإبراهيم في قسنطينة تستدعي الغضب والنواح لما وصلت إليه أمة المليون ونصف المليون شهيد من إنحطاط ومدلة وإنهيار تام للأخلاق…لكن مهلا ألم نغضب ونبكي بالأمس القريب على هاجر على شيماء كذلك؟…وسف نبكي على غيرهم من البراعم البريئة….وكأن لاشيء تغير بين البارحة واليوم وغدا…فلتكتب الصحافة,وليتوعد ولدقابلية وليهف ويلف قسنطيني وليبكم القاضي الأول الذي شارك في جريمة طمس العدالة وتسييسها ليبقى على الكرسي طامعا في الخلد وملك لا يبلى…ولتمت شيماء أو هاجر وليخنق هارون أو إبراهيم….إنهم ليسوا أولاد الرئيس أو الوزير.
دعنا نصل إلى نتيجة ياجماعة,الشعب فسد والسلطة ترقص فرحا هاته هي حقيقة الجزائر وفجيعتها المؤلمة,فأمثال قتلة قسنطينة متواجدون في كل مكان وسيفعلونها مرة أخرى وأخرى.أتعلمون لماذا؟ لأن عقدين من سياسة العنف الدموي ,ومن تشويه المناهج الدراسية ,ومن تمييع المساجد,ومن نشر الرذيلة عبر الإعلام وعبر الخمور والمخدرات والمواقع الإباحية والقنوات الفاسدة لقتل الفراغ…..كلها باضت وفقست شرورا ومصائب…فلنتوقع العذاب.
وأما جيشنا المغوار وعشرات الآلاف من رجال شرطتنا, فهم فخر السلطان وأداته لحماية الثروة والغنائم ولحفظ النظام من المشاغبين البطالة,فعوض مكافحة الجريمة قبل أن تفقس توجه الجميع إلى إيهامنا بمحاربة نبيل صحراوي ودرودكال لأنهم هددوا الجمهورية, ولم يقضوا على شرذمة الحفاة العراة في الجبال لأنهم هم من ساعد في صناعتها لإتخاذ ذلك كدريعة لإستمرار إستعباد الشعب بحجة محاربة الإرهاب….ونوحي ياجزائر ياخنساء على العقود والأجيال الضائعة حتى تجف عينيك ولا حول ولا قوة إلا بالله……

رشاوي وعمولات بملايين الدولارات لتفويت صفقات لاطارات سامية بالجزائر تطفو على السطح


رشاوي وعمولات بملايين الدولارات لتفويت صفقات لاطارات سامية بالجزائر تطفو على السطح

أضيف في 12 مارس 2013

أفرجت مصالح أمنية مختصة عن تقارير استعلاماتية أنجزت قبل أشهر، بأمر من رئيس الجمهورية، فيما يتعلق بتفعيل تدابير قمع الفساد، حيث شملت التحقيقات التحويلات المالية التي قام بها عشرات الإطارات السامية ما بين 2008 و2012.

استعانت المصالح ذاتها بنظيرتها في دول أوروبية منها إسبانيا، إيطاليا وإنجلترا، وذلك في إطار اتفاقيات دولية لمكافحة تبييض الأموال ومراقبة حركة رؤوس الأموال، حيث تمكنت من الحصول على معلومات مفصلة عن أرصدة وعقارات امتلكها إطارات جزائرية بعواصم أوروبية تقدر قيمتها بآلاف الملايير.

وسيتسلم الديوان المركزي لمكافحة الفساد ملفا ”ثقيلا” أنجزته فرقة أمنية خاصة، حول قيام مسؤولين بتحويل أموال ضخمة إلى بنوك أجنبية وقيامهم بشراء عقارات وأملاك بمناطق راقية بعدة بلدان أوروبية، إضافة إلى استثمارات فندقية وتعاملات مشبوهة مع سماسرة عقار دوليين، استوطنوا، منذ سنوات، بإسبانيا، ويديرون عمليات ضخمة لتحويل أموال مسؤولين جزائريين باعوا أملاكهم المنقولة وغير المنقولة بالجزائر دون التصريح بقيمتها الحقيقية لدى مصالح الضرائب، وحوّلوها إلى حسابات بالعملة الصعبة قصد شراء عشرات العقارات الفاخرة بأرقى العواصم والمنتجعات السياحية، عن طريق وسطاء غربيين.

وتشير بعض المصادر أن مصالح الأمن جمعت معلومات حول ابن مسؤول جزائري اشترى بناية ”بنتهاوس” بإنجلترا، مكوّنة من 3 طوابق في عمارة مطلة على هايد بارك، عن طريق شركة في جزر كايمان، بقيمة تفوق 744 مليار سنتيم، وهو ما مكّنه من مجاورة الشيخ محمد بن سعود سلطان القاسمي، من العائلة الحاكمة في إمارة الشارقة، وهي المنطقة التي يقيم فيها بعض الوزراء القطريين والسعوديين.

ويشمل الملف مالك مؤسسة إعـلامية بالغـرب ورئيس بلدية سابق، تربطه علاقة صداقة معه، حيث اقتنيا فندقا في باريس، إضافة إلى عدة شقق في مناطق أخرى، واستند في ”استثماراته” على كشوف بنكية أكدت ربحا صافيا يفوق 7 ملايير في الشهر من نهاية إلى 2007 إلى نهاية 2012، إضافة إلى مسؤولين إعلاميين استحوذوا على ريع مكّنهم من تحويل أموال ضخمة نحو الخارج.

algeriatimes
ومن المتوقع أن تشمل التحقيقات شخصيات أخرى، ستتم متابعتها جنائيا، بعد تحديد مصدر تلك الأموال وهي عبارة عن عمولات ورشاوى وعمليات احتيالية على بنوك عمومية وأنشطة تبييض الأموال.

صحف / أحمد حمداني

1363089985[1]

تعليقات الزوّار
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها

بنو نهب

.

مجاورة الشيخ محمد بن سعود سلطان القاسمي، من إمارة الشارقة، و بعض الوزراء القطريين والسعوديين يجوز حسب مفتي فيسبوك . فهناك أحياء مثلا تسمى حي صيني أو حي اليهود …الخ، ما غرابة في وجود حي براميل أو حي قريش أو أحياء بنو نهب …الخ
وأضاف مفتي من وجد قطيع من حمير في طريقه ولم يركب على ظهورهم إنه مثلهم .

cruncher122@hotmail.fr

ahmed

فضائح أبناء المسؤولين في الجزائر
ثروات شعب جائع تحت اقدام المفسدين
بقلم: أنور مالك

هل تذكرون فضائح توفيق بن جديد؟
حملت سفاحا من نجل خالد تزار فانتحرت
لماذا التستر على تورط مراد مدلسي في قضية والي بليدة؟
تجارة العقارات غير المشروعة وقاسم وحسام كافي
حكاية كهينة عشيقة نجل الفريق حميد ملزي
ما علاقة عبد الغني بوتفليقة بقضية الخليفة؟
هل قتل الجنرال خالد نزار زوجته ؟
ريم ابنة وزير التضامن .. والمرتب ! !
أسامة بوقرة سلطاني والمخدرات
1363099558

الحقيقة ان ما يحدث في الجزائر يثير التقزز ويجعلنا نتألم كثيرا، ليس لأننا حرمنا من خيرات البلد ونحن قد حرمنا من الوطن كله، وليس أننا نغار مما يجري في حق المال العام من طرف عصابات المفسدين واللصوص، وليس لأننا نريد تصفية حسابات مع أجهزة الحكم في الجزائر كما يخيل للكثيرين ممن حملوا على كاهلهم محاربة أفكارنا ومقالاتنا، ولحساب جهات تعمل بكل ما في وسعها من أجل ترويض الشعب وأذلاله وإخضاعه لسياسات فاشلة عن طريق التجويع والتفقير والترهيب ومصادرة الحريات، بالرغم من الخيرات التي جاءت بفضل النفط ودرت الملايير على الخزينة، إننا سنحمل في مقالنا هذا الغيض من فيض لصوصية من نوع آخر، يبتعد عن واقع ما يروج له عن طريق هؤلاء المفسدين وحتى عن طريق الأبواق التي تبيع الكذب المعلب وتنال صكوك الغفران والرضا، وهنا يجب ان نقولها صراحة ان المسئولين الجزائريين كلهم بلا إستثناء أقذر وأفسد مما يمكن تخيله، وهم عكس ما يظهرون به عبر نشرات الأخبار وكأنهم حريصين على مستقبل الأمة والأجيال القادمة، فقد عرفتهم عن قرب وهم يعربدون بأقداح النبيذ وفي أحضان العاهرات وعلى حساب الخزينة العمومية، وإن تحدثت اليهم عن الشعب فالكريم فيه يسبه ويصفه بأقذر الوصف وأقبح الصفات، من أنه شعب غبي وجاهل ولا يستحق العيش ولا يمكن التعويل عليه أبدا، بل يجب أن يعاقب على إختياره في إنتخابات 26 ديسمبر 1991 مسارا هددهم وكاد أن يعصف بأحلامهم وكراسيهم ويزج بهم إما في السجون التي ملئت بالأبرياء والعزل أو النفي لمن طاله الحظ…

يجب أن ننبه إلى شيء مهم جعلنا لم نستثن أي كان منهم، فكل من يركب حمار السلطة يجب ان يورط بطرق مختلفة في ملفات فساد حتى لا يستطيع أن يرفع راسه أبدا، ونعرف جميعا أن ملف الخليفة أو ما يعرف بفضيحة القرن قد تورط فيه النظام كله من جنرالات الجيش ووزراء وحتى من عائلة الرئيس بوتفليقة نفسه، واليوم كل من يتجرأ على الوقوف ضد خيارات السلطة الفعلية والمتمثلة في تلك التي تعيش في ظل من بارونات المال والمؤسسة العسكرية، سيجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، فتخيلوا لو بوقرة سلطاني وقف ضد خيار العهدة الثالثة وفضل إتجاه آخر، لو فرضنا ذلك جدلا بالرغم من أنه من سابع المستحيلات، فقد صرح بنفسه أن حركة حمس التي يتزعمها قد قررت أن تكون مع النظام مادام لم يطبع مع إسرائيل، وهو تصريح جعل من الحركة مجرد بوق تافه وكل من ينخرط في هذا البوق إما أنه يبحث عن الريع أو أحمق لا يفهم شيئا أبدا، قلت لو مثلا اعلن موقف مناوئ لخيارات الإئتلاف الرئاسي، فأكيد ستفتح عليه أبواب جهنم وسيجد نفسه ماثلا أمام العدالة بتهم مختلفة أبرزها طبعا قضية أموال صناديق الضمان الإجتماعي التي وضعت في بنك الخليفة وبأمر من سلطاني الذي كان وزيرا للعمل والحماية الإجتماعية في ذلك الوقت، وقد يفتح عليه ملف التعذيب الذي تورط فيه وأدانته اللجنة العربية لحقوق الإنسان، الأمر نفسه بالنسبة لأحمد أويحيى زعيم حزب التجمع الوطني الديمقراطي وهو حزب الإدارة والإنتهازيين، فسوف تفتح عليه قضايا مختلفة بدأ من مجزرة سركاجي وإنتهاء بملف التنازل عن أملاك الدولة التي حظيت فيها زوجته بفيلا فاخرة حولتها لبيتزيريا في قلب العاصمة وبمبالغ رمزية وثمنها الحقيقي بالملايير، أيضا بالنسبة لعبدالعزيز بلخادم وعصابته في قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، واغلب أعضاء الأمانة الوطنية متورطين في قضايا الفساد والرشوة وإختلاس المال العام فضلا عن قضايا التزوير وملفات الحركى، أمر آخر لو أن منظمة المجاهدين التي يقودها سعيد عبادو وهو وزير سابق لقدماء المحاربين لو أعلن موقفا ضد رغبة بوتفليقة للخلود في الحكم، سيفتح عليه ملف المجاهدين المزيفين والحركى الذين صاروا يتمتعون بعضوية في منظمته وتدر عليهم الخزينة العمومية بالملايين، وايضا ستفتح عليه ملفات أخرى حول العقارات التي حولها في بسكرة لصالحه وصالح شركاءه… فكل من يقف ضد خيارات العسكر في الجزائر فإما أن تفتح عليه ملفات قضائية ولن نجد أحدا من هؤلاء المسئولين يمكن أن ينال البراءة من تهم الرشوة والفساد وسرقة المال العام، وإن كان حزبا معارضا فالإنتهازيون كثيرون في كل هذه التشكيلات السياسية وسوف يبيعون ذممهم لأجل ما يعرف بالحركات التصحيحية ويجد الزعيم الواقف في حالة بطالة مقننة وبتوقيع من ما يسمى وزارة الداخلية التي يملكها منذ سنوات نورالدين يزيد زرهوني…

موضوعنا اليوم ليس هو الوزراء والمسئولين السامين في النظام الجزائري الفاسد، وهذا الأمر يحتاج إلى مجلدات لا تعد ولا تحص من أجل إحتواء فسادهم وعهرهم ولصوصيتهم، وقد يعتقد البعض اننا مبالغين إن قلنا أنهم مرتشون وفاسدون اخلاقيا وماليا بلا إستثناء، وللأسف تلك هي الحقيقة التي لا يختلف فيها إثنان من أبناء الشعب الجزائري الجائع، والكل يعرف مدى تورطهم في سرقة لقمة الناس، ولن تجد من قد يقول فيهم كلمة طيبة سوى أولئك الذين يبحثون عن مصالح لهم طبعا، وهو ما لن يناله البسطاء أبدا… موضوعنا اليوم حول أبناء هؤلاء وورطاتهم المختلفة في قضايا الفساد والعهر والمخدرات، فأن تعرف حقيقة أي كان يجب عليك أن تعود لأسرته وتربيته لأبنائه، لأن من لا يستطيع أن يصنع اسرة متخلقة وتتمتع بقدر كبير من الوطنية فكيف نريد منه أن يربي الشعب الجزائري ويعيد له هيبته، وشرفه هو في الحضيض ويعفس في زوايا خالية…

ما الذي يحدث في نادي الصنوبر؟

نادي الصنوبر وموريتي وحيدرة هي أبرز المناطق التي يعيش فيها الوزراء ورجال النظام الجزائري، ونادي الصنوبر هو محمية على الشاطئ لا تبتعد كثيرا عن سيدي فرج أو سطوالي أحد المناطق التي تحولت خلال السنوات القليلة الماضية إلى أحياء راقية يرتادها السياسيون وقيادات الجيش وأعضاء الحكومة وكبار رجال الأعمال ونجوم الإعلام والفن والثقافة… الخ، وتتمتع هذه المنطقة التي وصفت من قبل أنها الولاية التاسعة والأربعين من طرف مختلف الجهات المناوئه لتوجهات السلطة المتعفنة، بالرغم من أن عدد محافظات الجزائر هي 48 ولاية، وقد خصصت للوزراء وموظفين سامين في الرئاسة وقيادات عسكرية وحزبية “أنظر الصورة التي أخذت عبر الأقمار الصناعية”، وتلتهم مصاريف الإقامة الملايير من الخزينة العمومية، فهم لا يدفعون أتاوات الماء ولا الكهرباء ولا الهاتف ولا الكراء ولا التنقل ولا البنزين ولا أي شيء، بل يتمتعون بخدم وحشم مجانا وعلى حساب الخزينة، واكثر من ذلك أن البعض من المستفيدين لا ينزلون بإقاماتهم إلا في العطلة الصيفية للإستجمام بالبحر، الذي حرم منه أبناء الجزائر ويمنعون على العوام أن يدخلوا المنطقة المحرمة، طبعا إلا بتصريح سماح بالضيافة موقع من طرف أحد المقيمين، فمثلا يتم تسجيل المسموح له بالدخول في مركز المراقبة التابع للدرك الوطني من طرف العائلة التي ستستقبل هذا الشخص، أما من لا علاقة له بأي مقيم بالمحمية فيمنع عليه أن يرتادها أو يستمتع بشواطئها التي تعتبر من أفضل شواطئ الجزائر، وللإشارة أن المنطقة هي في الأصل سياحية كانت تدر بالفائدة على البلد ولكن بسبب الحرب الأهلية تم تحويلها إلى محمية خاصة بمن يخشون على حياتهم، وبقي الآخرون في المناطق الشعبية والفقيرة عرضة للموت والذبح والتشريد وذنبهم أنهم صوتوا يوما على الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة… أما في بقية السنة فتجدها خالية والخزينة تسدد فواتير الكهرباء والماء والهاتف والكراء، أو أنها حولت إلى وكر خاص بالدعارة والمخدرات والخمور من طرف أبناء المسئولين وبناتهم، أكثر من ذلك يوجد من يقوم بتأجير الفيلا أو الشالي بمبالغ كبيرة لرجال أعمال حتى يتقربوا من مصادر القرار لأجل الفوز بصفقات كبرى، أو لشباب غني لم يسعفه الحظ أن يمتلك إقامة في “المنطقة الخضراء”، فيخصصها للإنحلال الأخلاقي سواء مع بنات المسئولين في نادي الصنوبر أو لأخريات يأتون بهن من الجامعات وأوكار الفساد المختلفة، أو حتى للتعذيب كما جرى مع شاب تم إختطافه من طرف نجل حميد ملزي مدير الإقامة وقام برفقة عصابته بتعذيبه عذابا كاد أن يذهب بروحه…

حياة أبناء المسئولين في “المنطقة الخضراء” الجزائرية تجدها تتوزع بين اللعب بالسيارات الفاخرة بمحاذاة قصر الأمم، والمخصص لنزول الطائرات العمودية أو أنك تجدهم أزواجا على الشاطئ “الذهبي” يمارسون الجنس والقبلات وفي أوضاع مثيرة وساخنة، فبنت الوزير فلان مع إبن الضابط السامي علان، وابن وزير آخر مع بنت زعيم حزب، وأيضا أبناء وبنات الوزراء في ما بينهم، وأكثر أنك تجد حتى المثليين أيضا، فبنت هذا مع بنت ذاك، وذاك مع ابن جاره، والمثير أنك تجد وزير يعيش علاقة غرامية مع زوجة وزير آخر أو مسئول أقل منه شأنا، بل زوجات يجلبن عشاقهن من الخارج إلى إقامة خاصة والزوج المغفل غارق في الحكومة وأحلام البقاء في الكرسي والسفريات المختلفة… حتى لا نكون مجحفين فهناك العلاقات التي كللت بالزواج مثل زواج إبنة وزير البيئة شريف رحماني من نجل الوزير رضا حمياني بعد قصة عشق طويلة، رددتها الألسن في نادي الصنوبر وحتى في إقامة الوردي شعباني بحيدرة.

نعم واقعهم موزع بين الجنس على الشاطئ المحمي أو المخدرات وعلى مرأى مصالح الأمن من مخابرات ودرك وبصفة علنية، في حين أن محاربة المخدرات تجدها منصبة على الفقراء الذين دفعهم حالهم إلى شرب السموم وإستهلاكها حتى ينسون مآسيهم… نذكر أيضا القمار في الشاليهات هو ما يقوم به أبناء المسئولين الجزائريين في هذه المحمية الأمنية المحرمة على بقية أبناء الشعب وبقوانين وعلى حساب مالهم العام، حتى السرقة والسطو على ممتلكات الغير تنتشر بينهم فقد قام نجل الساسي العموري من قبل وهو وزير الشئون الدينية وأحد الإسلاميين السابقين بالسطو على الشاليهات وسرقة اجهزة التلفزيون وغيرها، والقضية تم طمسها ومن دون أن تثار قضائيا…

الداخل لهذه المحمية يصاب بالغثيان وخاصة لما يتبادر لذهنه حال الفقراء في الأحياء القصديرية، والتي صارت كلية يتخرج منها ما يعرف بـ “الكاميكازات” أو الحراقة، فالفرق شاسع وكبير والدولة تصب خزينتها بل تحلب لصالح هذا الذي يخصص ثروته للفساد والعهر، أما ذاك الذي يبحث عن خبز يابس لصغاره فلا مكان له في جمهورية “العزة والكرامة” التي رفعها بوتفليقة… اليس من العجب أن تجد ابن عضو في الحكومة وهو يمتطي سيارة فخمة ملكا للدولة يقدر ثمنها بالملايين، وتقابله أيضا بنت عضو آخر وفي سيارة أخرى بالحالة نفسها، وتجدهم يلعبون بها كما يتلهى الأطفال باللعب، وبعد اشباع غرورهم، يذهبون إلى إشباع الغرائز بممارسات محرمة… أليس من العار أن يطعم “كانيش” حرم الوزير بطعام مستورد من باريس وعلى حساب الخزينة العمومية، في حين لا يجد أطفال الفقراء ما يسد رمقهم من حليب أو حتى بيض مسلوق، بعدها يظهر هذا الزوج عبر القنوات ووسائل الإعلام يتحدث عن فردوس الجزائر في عهد بوتفليقة وفي عهده أيضا، وفي تلك اللحظة تجد إبنته سافرت بكلبها إلى باريس أو لندن حتى تقوم بالحلاقة له والتي تقدر بحوالي مئة أورو أي ما يعادل مليون دينار ثمن هذه الحلاقة المميزة، بغض النظر على تكاليف السفر والإقامة والمشتريات من أرقى المحلات وافخرها… آخر يأتي ويتبجح بالعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص وفي تلك اللحظة التي هو على منبره بقاعة خصصت له، تجد أن إبنته الوحيدة قد سافرت مع عشيقها وعلى حساب الخزينة طبعا من أجل أن تقلم أظافرها في باريس، أبعد هذا يمكن أن نصدق هؤلاء؟… أمر آخر أنه عندما يحين موسم ما يعرف بالإنتخابات تجدهم يجتمعون في ما بينهم وكل واحد يحاول أن يتذكر المكان الذي سوف ينزلون له لكسب العودة للحكومة وعلى رؤوسهم تاج الحصانة، فهذا يقول رعاة الريف الفلاني معي، وآخر يقول سوف أذهب إلى المدينة الفلانية فكلهم يتمنون أن يلحسوا أقدامي، هذه الحالة التي غالبا ما تكون على طاولة الخمور بمختلف أنواعها وعلى حساب البقرة الحلوب، ولما يذهبوا وبشعارات مختلفة تدغدغ مشاعر الغلابة وينالوا ما يريدون، يعاودون الإجتماع وتحت أقداح الويسكي يتسامرون بالنكت على هؤلاء “المغفلين” بل أن أحدهم سماهم “الزبالة” وكيف تحمل رائحة جواربهم ودخان الحطب الذي يفوح من ملابسهم طيلة هذه الإنتخابات، وقد يتلقى في تلك الأثناء مكالمة من زوجته التي تطلب منه السفر فورا لأجل شراء عطور جديدة ظهر إشهارها في القنوات الفرنسية وعلى حساب وزارته طبعا… يا للمفارقة العجيبة في زمن العهر السياسي، وأبعد هذا كله يمكن أن نصدقهم وننتخب عليهم ونقبل بقيادتهم الفاسدة لنا… الشعب بالفعل أدرك الحقيقة فصار يقاطع هذه الألاعيب ونتمنى ان لا تنطلي عليه أيضا خدعة العهدة الثالثة المزركشة بأحلام الجنس لطاقم حكم جبل على الفساد والتلاعب بمستقبل الأمة…

إن قضاء أيام في محمية نادي الصنوبر أو موريتي يجعلنا نكتب المجلدات، حول المال العام الذي يهدر بين غرائز بهيمية لشباب مراهق وبين عطش جهنمي لمسئول همه الثراء وإمتلاك المؤسسات التي كانت عامة وتم إفلاسها أو الإعتداء عليها بعمل قيل أن إرهابي، ففيلات فاخرة يقدر ثمنها بالملايير تنازلوا عليها لبعضهم البعض وإقتسموها في ما بينهم، تخيلوا أن ثمن التجهيزات التي فيها تفوق مليار سنتيم في حين أن “التنازل” قدر بعشرين مليون سنتيم وهو ثمن كمبيوتر محمول، والعجب أنها كانت من قبل مخصصة للسياحة وتدر على الخزينة العمومية بالملايير، قد يتساءل أحد في ما تستغل هذه الفيلات التي صارت مملوكة لوزراء وشخصيات النظام بمبلغ لا يغطي تكاليف سهرة خمر واحدة في فندق الشيراطون الذي تم تشييده في منطقتهم خصيصا لشذوذهم؟ الجواب بلا مراوغة أنها لأجل الفسق والعهر والفجور والقمار والمخدرات والليالي الحمراء التي تجمع بين “بابيشات السادة ونونوات القادة” كما كتبت من قبل، ويكفي أن محمد بتشين جنرال المخابرات السابق قد تنازل للمطربة فلة عبابسة على فيلا بتيلملي، أما الأخرى بموريتي فقد كانت مأوى العشيقين في ليالي حمراء تجمعهما وبحضور راضية بن شيخ “التلفزيون الجزائري” أو المطربة حسيبة عمروش، الذين ما تكفيهم الشقة الفاخرة ذات الطابقين في حي صحراوي الراقي ببن عكنون…

في قلب الفضائح والفساد

الكل يذكر فضائح توفيق بن جديد وهو الإبن المدلل للرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، وخاصة تلك التي تعرف بقضية رشيد موحوش، وقد تسببت العملية في السطو على الملايير قدرت بثلاثين مليار دولار تم إيداعها في بنوك بالخارج، وبالرغم من أن توفيق من جديد خرج عن صمته بعد 22 سنة من الحادثة، لينفي كل ما عده تلفيقا له وذلك في حوار له مع جريدة الشروق اليومي نشرته في 28/12/2007 وكان من المفروض أن ينشر بيومية “النهار الجديد” التي قامت بالإشهار له ولكنها إعتذرت من بعد وبررت التراجع عن النشر بطلب من الشاذلي بن جديد نفسه… بعدها توالت الفضائح لأبناء المسئولين منها ما تناولتها وسائل الإعلام وما خفي أعظم وأشد وانكى بكثير، فقد عثر على ثغرات مالية يقفون وراءها وتم إحتواءها، وقبض عليهم متلبسين بالمخدرات والهروين وأطلق سراحهم بتدخل وأوامر فوقية، وحملت بناتهم سفاحا وفي علاقات محرمة وتم إجبار الغير على الزواج بهن أو حتى شراء الذمم والشرف بالمال، وكم إغتصب أبناؤهم من بنات الفقراء ولا أحد يقف في وجوههم؟ بل أن نجل خالد نزار تسبب في حمل غير مشروع من بنت فقيرة ولكنها كانت ساحرة في الجمال من نواحي الحراش ولما تنصل من المسئولية دفعتها الفضيحة لوضع حد لحياتها… الخ، وطبعا لو تعلق الأمر بأبناء الفقراء لتم إعدامهم والتنكيل بجثثهم في أماكن عمومية وبلا شفقة ولا رحمة، ولا أحد يأتي بأخبارهم وكل ذلك طبقا للقانون وأوامر النيابة العامة…

من بين ما يمكن ذكره من قصص أبناء المسئولين ولو على سبيل الإشارة والإختصار لأن الأمر يحتاج إلى متسع أكثر مما هو متاح هنا، فقد تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا تورط نجل وزير الخارجية مراد مدلسي في قضية والي البليدة الأسبق محمد بوريشة، حيث تحصل على قطعة أرض بالبليدة وخصصها لبناء مصنع لإنتاج أجهزة التبريد (الخبر 20/08/2007 )، ليؤكد الأمر الوزير مدلسي الذي رد في الصحيفة نفسها الصادرة بتاريخ 22/08/2007، لكنه إدعى تخليه عنها بعدما نال حق الإنتفاع بها، وفي قلب هذه الإستفادات غير المشروعة نذكر أيضا أن نجل قوعيش قدور وهو مستشار الرئيس مكلف بالزوايا ومتابع في قضية تتعلق بالفساد المالي، قد تحصل على قطعة أرضية تحمل رقم 79 وذلك بتاريخ 14/08/2002 خصصها لمصنع البلاستيك، وفي عام 2000 تمكن نجل الجنرال المتقاعد مصطفى شلوفي ونجل العقيد عبدالكريم ماضوي من الحصول من الوالي نفسه على قطعة ارض وقدرت المساحة بـ 185 هكتار (40 هكتار ببلدية الشبلي و 145 ببلدية بونيان )، حيث تم إيداع الطلب بوزارة الفلاحة في 10/06/2000 ووافقت الوزارة مباشرة لتمكين من ذكرنا برفقة أبناء الراحل بن شيكو صاحب أغلب أسهم شركة “سيفاكو” التي عاشت فضائح كبيرة، وخصصت القطع الأرضية لانجاز مركز وطني لتربية الخيول والفروسية، بالرغم من أن نجل العقيد قد تحصل أيضا على قطعة أخرى في 14/08/2002 تحت رقم 87 خصصت لإنجاز مصنع لصناعة مشروبات الفواكه، للتذكير أن فضيحة والي البليدة الأسبق تعتبر من أبرز الفضائح المالية والعقارية في الجزائر…

علي كافي وهو رئيس المجلس الأعلى للدولة الذي خلف محمد بوضياف بعد إغتياله في جوان 1992، ويعتبر من أبرز الذين يتحملون مسئولية الحرب الأهلية في الجزائر، نذكر أن اثنين من أبنائه وهما قاسم كافي وحسام كافي إضافة إلى شخصين آخرين قاموا بشراء قطعة أرضية مساحتها 27 هكتار و62 آر من المستثمرة الفلاحية المسماة مزرعة كوشي إيدير بمبلغ 400 مليون سنتيم، إشتروها في 05/04/2003، وتعتبر القطعة في قلب فضيحة التلاعب العقاري في الجزائر العاصمة أو ما يعرف بفضيحة بوشاوي التي تقع بمحاذاة إقامة الدولة نادي الصنوبر وهي من أغلى المناطق، وبعد نشر الفضيحة قام قاسم برفقة شقيقه بنشر بيان فيه توضيحات عن القضية وأكدوا أنهم تمتعوا بحق الإنتفاع الدائم وأن حصتهم تقدر بأربعة أجزاء من بين 11 جزء لمساحة إجمالية تقدر بـ 27 هكتار و62 آر و 50 سنتيار، والقطع تقع بأولاد فايت وليس ببوشاوي، والكل يعلم أن قيمتها تقدر بالملايير وليس بـ 400 مليون، وفي السياق نفسه إعتبر علي كافي أن تفجير القضية مساسا بتاريخه وإضرارا بشخصه، هنا يجب الإشارة إلى أن فضيحة العقار ببوشاوي المتهم الرئيسي فيها هو إبراهيم حجاس وإبنه الشريف وإبنته كهينة التي كانت “عشيقة” نجل الفريق حميد ملزي مدير إقامة الدولة وإمبرطورها حسب مصادر مقربة جدا، والتي قامت بتحويل 90 مليون دينار للخارج وكشفت القضية في فضيحة يونيون بنك، وقد حكم على آل حجاس بعشر سنوات نافذة غيابيا لأنهم فروا للخارج وذلك في 12/09/2007، وطبعا فضائح العقار الفلاحي تعتبر من ابرز ما يجري في الجزائر من فساد بل نذكر مثلا أن عمار سعيداني رئيس البرلمان الأسبق ومن قيادات جبهة التحرير الوطني وبرفقة وزراء آخرين ومسئولين كبار هم في قلب فضيحة العقار الفلاحي بالجلفة، حيث تحصلوا على إمتيازات ضخمة لإستصلاح الأراضي وعلى مساحات كبيرة للإسثمار الفلاحي فيها غير أنهم إستعملوها في “نشاطات أخرى” لا تمت بصلة لعالم الفلاحة، حيث تم سلب ونهب أكثر من 4000 مليار سنتيم، وهو رقم يخصم من الميزانية الضخمة التي وضعت تحت تصرف وزير الفلاحة سعيد بركات (المحقق: 29/09 الى 05/10/2007 )، ونذكر أيضا ابن الوالي السابق لولاية بسكرة تحصل على قطعة أرض في زريبة الوادي وهو ميت عام 2003 قدرها 14 هكتارا (الشروق اليومي: 06/10/2007 )… على ذكر وزير الفلاحة السعيد بركات وهو أحد رجال الرئيس بوتفليقة، فقد إنكشف أمر فضيحة تورط فيه إبنه الذي توسط لأحد المقاولين في إستغلال الأراضي الجنوبية للجزائر وزرعها بالبطاطا التي عاش الجزائريون أزمة تاريخية معها، دفعت “جهات” تستثمر في بطون الفقراء إلى إستيراد بطاطا مخصصة لإطعام الخنازير من كندا، ولقد إستفاد من رشوة مقابل وساطته وتمثلت في سيارة من نوع توارق 4*4، وقدمت هذه “الهدية” بغض النظر عن الأموال من طرف المدير العام للإمتياز الفلاحي المتواجد رهن الحبس، هذا الأخير تورط في فضيحة كبرى وإختفاء كميات كبيرة من القمح، ولمن لا يعرف أن المدير العام للإمتياز الفلاحي يملك محلات خاصة بالإكسسوارات بباريس، نشر الفضيحة دفعت الوزير لإرسال بيان شتم وسب لصحيفة النهار ومن دون أن يرد على الفضيحة بالتفنيد، سوى بكلام جاهز دأب عليه النظام في زمن الثورة الزراعية، أكثر من ذلك قرر رفع دعوى قضائية ضدها وضد 33 إطارا من وزارته كشفوا هذه الفضيحة…

نذكر أيضا في “قضية الخليفة” أن محامي المجمع المنهار عبدالغني بوتفليقة “شقيق الرئيس” وسفير الجزائر بإيطاليا رشيد معريف إستفادا من مبالغ ضخمة تمكنا من شراء عقارات تمثلت في شقة فاخرة بشارع الجيش الكبير بالقرب من حدائق الإيليزيه بباريس بالنسبة للسفير، أما شقيق الرئيس فأشترى بيتا في الضواحي الباريسية، ونجد في خضم ما إنكشف هنا من طرف مصادر مطلعة أن إبنة العربي بلخير تحصلت على اموال إستغلتها في مشاريع تجارية، ولم يقتصر الأمر على عبدالغني بوتفليقة بل حتى شقيق الرئيس الآخر ومستشاره والرجل القوي في قصر المرادية السعيد بوتفليقة إستفاد من بطاقة سحب مالية مفتوحة منحها له عبدالمومن خليفة عام 2002 في دبي (الخبر: 16/09/2007 ).

الجنرال خالد نزار الذي تفيد بعض المصادر العائلية تورطه في قتل زوجته، فضلا من إعتداءه على ضابط شكته إبنته كان يعمل في إقامة الدولة، والكل يعرف هذا الجنرال الذي يقف وراء الحرب الأهلية الجزائرية، التي كلفت أكثر من 200 ألف ضحية حسب مصادر رسمية والحصيلة الحقيقية أكثر من ذلك بكثير، فضلا من أن الحرب كلفت خزينة الدولة 60 مليار دولار حسب التقرير الدولي الصادر في 24/11/2007 الذي أعدته مجموعة خبراء تنتمي لثلاث منظمات تنشر دوريا بحوثا حول انتشار وإستعمال الأسلحة الخفيفة في العالم وهي سايف ورلد وأوسفام… الفضائح التي تتردد حول أبناء الجنرال وبناته لا تحصى ولا تعد، ونكتفي بالقضية التي عاشتها أروقة محكمة الشراقة “العاصمة” مؤخرا والمتعلقة بسفيان نزار ولطفي نزار وبرفقة آخرين، توبعوا في قضية رفعتها ضدهم المصالح الفلاحية، وبتهمة التعدي على الملكية العقارية والبناء بدون رخصة والحفر العشوائي لبئر بدون رخصة بمنطقة بوشاوي قلب الفضائح العقارية في الجزائر، حيث أنه بناء على تعليمات أصدرها الرئيس بوتفليقة لفتح تحقيق قضائي في المضاربة غير المشروعة بالأراضي الفلاحية التي تورط فيها شخصيات نافذة، تبين بناء على ذلك ان لطفي وشقيقة قاما بشراء 20 هكتارا من مستثمرة فلاحية جماعية بطرق مخالفة للقانون، وقد حكم بستة أشهر حبسا مع وقف التنفيذ و 100 الف دينار غرامة نافذة وذلك في 29/12/2007، وبالرغم من ثبات أدلة الإدانة إلا أن أطراف منها المحامي خالد بورايو الذي رافع لصالح عائلة الجنرال قد إعتبر القضية مفبركة وتستهدف رأس خالد نزار، هذا الأخير الذي وصف من يقف وراء الدعوى بأوساط ماكرة وانتقد الحكم القضائي، مع العلم أن القضية حركها الرئيس بوتفليقة نفسه، ولا نتيجة تذكر لحد الساعة سوى بعض الرتوشات التي جاءت لزركشة الموقف ليس الا… أيضا نستطيع تسجيل إنتفاء وجه الدعوى لإبن السفير الجزائري بفرنسا ميسوم صبيح بالرغم من ضلوعه في فضيحة تبديد 3200 مليار، كذلك حجز 12 كلغ من الذهب المهرب بحوزة ابن سفير جزائري سابق في احد الدول الخليجية وقد كان قادما من دبي عن طريق مرسيليا…

وزير التضامن جمال ولد عباس أيضا لم يسلم فإبنته ريم إيرينا تحصلت على راتب من دون أن تكون موظفة، وذلك من وكالة التنمية الاجتماعية ببئر خادم، حيث أن مديرها بن سنان جمال الدين منح أجرة 12 شهر بقيمة 241117دج ومن خلال شيك يحمل رقم 5942511 وقد استلمته بتاريخ 07/07/2007، وبرر ذلك حسب وثيقة مؤرخة في 07/08/2007 من أن المبلغ يمثل تسوية لمؤخرات أجر سنة لإبنة وزيره خاصة بالفترة الممتدة ما بين 01/08/2006 إلى غاية 31/07/2007، وقد أفاد الوزير في رده على الفضيحة من أن إبنته موظفة لدى وزارة التضامن – التي هو وزيرها منذ سنوات- كسكرتيرة، وقد ألحقت بالوكالة منذ سنة على غرار عمليات التوظيف المتعارف بها حسب زعمه، بالرغم من أنه يستحيل أن يتحصل على المنصب الآخرون من أبناء الشعب، وأكثر من ذلك أن إبنته الأخرى متزوجة بتمنراست وموظفة بأحد المراكز التابعة للوزارة التي يتقلد حقيبتها…

أسامة نجل الوزير بوقرة سلطاني زعيم الحزب المحسوب على الإخوان حركة مجتمع السلم “حمس”، عرف بإدمانه على المخدرات فقد قبض عليه مرات متعددة متلبس بحيازة القنب الهندي، سواء بإقامة الدولة أو حتى في مسقط رأسه بالشريعة ولاية تبسة، آخرها حسب مصادر خاصة جدا فقد قبض عليه برفقة نجل سفير جزائري وبحوزتهم حوالي 700 غرام من الهروين وتم ستر القضية ومن دون تقديمهم للعدالة، هذا بعد تدخل وزير الدولة بوقرة سلطاني طبعا، وطالما عاد في أواخر الليل مخمورا وبرفقة عشيقاته ليقضي الليالي في شالي “34 A” كان يقيم به إبن أخ العقيد خمان الحفناوي المدعو عبدالقادر قائد وحدة للتدخل تابعة للمخابرات، ويروي لي شاهد عيان أنه إغتصب فتاة وفض بكارتها وهددها بأشياء ضد أسرتها وكانت الفتاة اسمها “هدى” تتحدر من عين البنيان دفعتها الفضيحة إلى الهروب من البيت وصارت تبيع الهوى بين كباريهات العاصمة الآن، أما إبنته الوحيدة فهي تدخن وتعيش قصص الهوى المختلفة مع نجل الوزير عبدالمالك سلال، وطالما تبادلا لواعج الحب على الشاطئ أو في شالي يتردد عليه نجل الوزير برفقة شلته من المدمنين على المخدرات والمتاجرة في الهروين… حتى أبناء الفنانين والمطربين لهم باعهم في هذا الميدان فيكفي منير أيت منقلات وهو نجل المطرب القبائلي المعروف أيت منقلات، والمتابع في قضية قتل العجوز ماريا دوجوزو لوباز في أوبير فيل بالضاحية الباريسية في 15/01/2004 وعثر عليها مخنوقة وعلى جسدها إشارات دينية مسيحية… الفضائح كثيرة ومختلفة يتورط فيها أبناء المسئولين الجزائريين وعلى حساب الخزينة العمومية دوما، هذا فضلا من الوظائف التي يتحصلون عليها وهم ليسوا أهلا لها، فماليزا وسام بن فليس بنت رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس تم توظيفها في التلفزيون وصارت تقدم تعاليقا في نشرة السابعة باللغة الفرنسية وهي لا تزال طالبة في عامها الثاني بمعهد الصحافة والإعلام ببن عكنون، ولكنها تركت العمل في ما بعد وهاجرت مع زوجها للخارج، وأمال بنت شقيق الوزير عمار صخري تم توظيفها بالإذاعة وهي في عامها الأول كطالبة بالمعهد واليوم هي صحفية بالتلفزيون برفقة بنت عمها الآخر مريم، ونجل الوزير السابق المغتال محمد حردي صار مستشارا برئاسة الجمهورية بعد حادثة الإغتيال الغامضة، وجرى معه كما حدث مع نجل الرئيس محمد بوضياف الذي عين واليا في ادرار بعد تصفية والده في مشهد درامي على المباشر… أبناء الجنرالات أيضا يتكونون في شرشال في إختصاص القوات البرية ولكن بعد تخرجهم يلتحقون بمناصب حساسة سواء بالمخابرات او النواحي العسكرية أو الدرك الوطني أو حتى وزارة الدفاع، فمراد العماري نجل الفريق العماري قائد الأركان الأسبق تخرج من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال متخصصا في الدبابات عام 1989 وهو اليوم برتبة تفوق على دفعته ويترأس مصلحة مهمة في قيادة القوات البرية، وعبدالمجيد عظيمي الذي يحمل رتبة رائد وكان الذراع الأيمن للعقيد طاهري الزبير المعروف بحاج الزبير في ثكنة بن عكنون التي تسيطر على وسائل الإعلام، هو نجل العميد في الرئاسة أحمد عظيمي الذي أحيل على التقاعد ويعمل الآن أستاذا في معهد العلوم السياسية… والأمثلة كثيرة، فضلا عن أولئك الذين يملكون الشركات مثل ابناء الجنرال الراحل اسماعيل العماري الذين يسيطرون على مؤسسة للدواء… نذكر أيضا من يقيمون في الخارج ولهم نشاطات مشبوهة مع جهات أجنبية، نذكر على سبيل المثال لا الحصر كهينة جيار بنت وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، التي راحت تمجد الإستعمار الفرنسي في محاضرة ألقتها بلندن، وأبوها في الداخل يتغنى بالثورة ويمجدها في خرجات إعلامية متلفزة…

أمر آخر يجب أن لا نغفله في هذا المقال أن أبناءهم يدرسون في الخارج ويتحصلون على المنح بكل سهولة ووفق قانون شرعوه يعطي هذا الحق للمسئولين السامين، حتى ولو كانوا غير متفوقين في دراستهم، وأما أبناء الشعب الذين يتحصلون على نتائج قياسية فحظهم في هذه المنح مستبعد، نذكر أمثلة على ذلك الذين يدرسون بعاصمة الضباب لندن فقط بغض النظر عن الآخرين بالعواصم العالمية الأخرى، إبن احمد أويحيى رئيس الحكومة الأسبق، إبنة الجنرال شنجريحة أبرز القيادات العسكرية الآن، ابن الجنرال أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني، نادية بنت وزير التربية أبوبكر بن بوزيد، إبنة وزير التعليم العالي الأسبق عمار صخري، ابنة زغاب سكرتير الرئيس بوتفليقة، إبن وزير التعليم العالي رشيد حراوبية، ابنة رئيس الحكومة عبدالعزيز بلخادم وهي متزوجة من مغربي، ابنة بربارة المستشار برئاسة الجمهورية، الإبن الوحيد لوزير السياحة لخضر ضرباني، ابنة الوزير عبدالمالك سلال، ابنة العقيد في المخابرات جابر، وابنة سراي القنصل الجزائري في تونس – وطبعا الدور البارز لربيعة سراي السيدة القوية في وزارة التعليم العالي – وابنة بن منصور الوالي المنتدب للشراقة… الخ، وقد بلغ عدد الطلبة الذين يدرسون في بريطانيا حوالي 500 طالب كلهم من أبناء الشخصيات البارزة، وطبعا مصاريفهم على حساب الدولة في منح رسمية وأخرى تحت الطاولة… طبعا لا يقتصر الأمر على من ذكرنا فالكل يعرف ما يفعله أبناء الولاة والنواب البرلمانيين ورجال المال وبارونات المقاولات، حتى كأن ديدن هؤلاء هو الفساد والتلاعب بالمال العام والسطو على أعراض الضعفاء…

مقارنات لا مكان لها

يدفعنا المقام ان نقيم مقارنة بين ابناء الفقراء الذين يفجرون أنفسهم أو ينتحرون في الحرقة، وبين أبناء هؤلاء المسئولين الذي يفطرون بحليب من باريس وغداؤهم من لندن وعشاؤهم أكيد لا يبتعد عن جنيف، لو كان الأمر يحدث من مالهم الخاص فلن يكون لنا الحق في التدخل، لكن لما يتعلق الأمر بمال الشعب الجائع العاري الفقير فذلك يدفعنا إلى فضحهم وعدم السكوت، وخاصة أن البنوك السويسرية تعج بأرصدة ضخمة بأسماء زوجاتهم أو بناتهم أو أبنائهم أو حتى عشيقاتهم، والأموال مهربة من مداخيل النفط والبترول والصفقات المشبوهة المزيفة التي تعقد وتذهب أدراج الرياح…

ان الذين فجروا أنفسهم كلهم من عائلات فقيرة جدا تابعوا إن شئتم التقارير الصحفية التي تقوم بها الجرائد بعد كل تفجير وفي زيارات لأسر المنتحرين، فحيث أن الوصول الى منازلهم غالبا يأتي بعد المغامرة بين الأحراش والصخور والغابات والأودية وفي أماكن محرومة من أدنى أسباب الحياة والبقاء، فهذا والده يشتغل حطابا مثل الذي قام بتفجير الناصرية، وآخر يربي نعاجا لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، ينتظر ولادتها من سنة لأخرى حتى يبيع خرفانها ويقضي السنة على حساب ما كسب، وتخيلوا مصاريف الشهر لا تتجاوز 2000 دينار في حين مصاريف هاتف محمول لبنت سليمان الشيخ “نجل الشاعر مفدي زكرياء” يصل إلى 3 ملايين شهريا، أو مصاريف لعلب مارلبورو الأسبوعية لزوجة أحمد أويحيى يعادل مصاريف السنة لأجل الخبز بالنسبة لعائلة من الكاليتوس أو الحراش، أو ما يضيعه أسامة أو عقبة سلطاني أبناء وزير الدولة بوقرة سلطاني على السهرات الماجنة في الكباريهات لليلة واحدة في سيدي فرج يغطي مصاريف عائلة لمدة سنة في أرياف ثليجان أو مشنتل بالشريعة ولاية تبسة… إن الحل الحقيقي لأسباب العنف الذي يضرب العالم العربي ليس حلا أمنيا عن طريق مراقبة أنفاس الناس ومحاصرتهم، وليس عن طريق القضاء على كل المسلحين، وليس عن طريق سد بؤر الإرهاب كما يزعم، الحل الحقيقي يكمن في إرساء دعائم العدل بين الناس، وإعطاء الفرص المتساوية للجميع بلا استثناء، فليس لإبن الوزير أو الجنرال أو الرئيس الفردوس ولإبن الغفير والفقير والرعاة الجحيم، وهنا أذكر حادثة عشتها بنفسي خلال نهاية التسعينيات في الجزائر، حيث أنه في حاجز امني تابع للشرطة في نواحي باش جراح “العاصمة” يتمركز بصفة دائمة في طريق نفق واد أوشايح، رأيت شرطيا أوقف دراجة من نوع فخم على متنها شاب في العشرينيات من عمره وترافقه فتاة أيضا في السن نفسه، وكانا لا يرتديان خوذة القيادة، فأوقفهما الشرطي في إطار عمله ولما هم للتحدث صفعه الشاب صفعة أطارت القبعة من رأسه، وراح يصرخ والفتاة تتحدث بالهاتف النقال، تدخل رئيس الحاجز ليهدئ الأمر وبعد حوالي ربع ساعة ونحن طبعا ممنوعون من السير، حضرت ثلاث سيارات لها ترقيم لرئاسة الجمهورية، حيث قاموا بتسريح الشاب ورفيقته وأخذوا معهم الشرطي الذي كان أنفه ينزف دما، بعد أيام ومن شدة فضولي عرفت نتائج الأمر وعن طريق مفتش شرطة يعمل في الوحدة نفسها، الذي أخبرني أن الشرطي طرد من العمل بصفة نهائية، والفتاة لم تكن سوى بنت العربي بلخير الذي كان مستشارا للرئيس ورفيقها هو نجل الجنرال محمد تواتي، الذي صار على أبواب مشروع ضخم وباسم احد أبنائه بعد حصوله على قروض لإقتناء ثلاث بواخر صيد بالملايير، هكذا دفع الشرطي المسكين ثمن أداء ما يسمى بالواجب وبقرارات فوقية ثمن شذوذ مراهق وعهر أخرى…

هذا غيض من فيض ما يحدث وقد أعطينا أمثلة فقط، ولا يعني أن ما أوردناه هو الأهم فتوجد أشياء كثيرة لم نذكرها بينها تلك التي نعرف وأخرى لم نصل إليها، وهو الدليل القاطع على الفساد الذي يتوارثونه من جيل لآخر، فالجنرال لا يغادر وزارة الدفاع إلا ويترك ابنه في رتبة ترشحه لأن يكون خليفته، والمستشار في الرئاسة يفعل الأمر نفسه، وبالنسبة للقضاء أيضا فأغلب القضاة والنواب العامون والمستشارين في المحكمة العليا أبناؤهم في مراتب هامة بوزارة العدل أو بالقطاع القضائي… أبعد كل هذا نستطيع أن نتفاءل بمستقبل زاهر لأبناء الجزائر في ظل شباب يقبل على الموت سواء بسيارات مفخخة أو بقوارب موت، إنها بحق مفارقة عجيبة في جزائر العزة والكرامة التي شيدها بوتفليقة وعصابته والآن يتبجحون بالتجديد له والقفز نحو عهد مستمر من الفساد والإذلال المتعمد لشعب دأب على الكبرياء عجز الحلف الأطلسي أن يحط من عزته ولما فشل ترك الرسالة لغيره ووفقوا بدرجة الإمتياز.

cruncher122@hotmail.fr

azoz

سوق لأغذية من القمامة يزدهر في الجزائر بعلم من السلطات
أضيف في 27 يوليوز 2012

مع كل صباح من أيام شهر رمضان، يتسابق عدد كبير من الجزائريين نحو حاويات فضلات التجار لـ”التزود” بالخضر الفاسدة وبقايا لحوم الدجاج وإعادة بيعها في أسواق العاصمة الجزائرية.
وتتنافس النسوة على حجز أماكن بالقرب من أكداس قمامة الخضر ويتهافت الرجال على حاويات القمامة الممتلئة ببقايا الدجاج والديك الرومي من أمعاء وعظام، يعبئونها في أكياس سوداء كبيرة الحجم ويحوّلونها إلى خارج السوق، بالاستعانة ببعض النسوة والأطفال.
يقوم الرجال بانتشال كل ما يرمى في الحاويات من بقايا الدجاج والديك الرومي وتحويله لخارج السوق وبكميات كبيرة، خاصة وأن السوق يحتوي على عدد كبير من محلات بيع اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء.
وتسرب الأكياس السوداء المعبأة ببقايا اللحوم البيضاء إلى أماكن مجهولة دون أن تثير فضول التجار وحتى الزبائن، انه مشهد يومي مألوف.

ويقول أحد الجزارين، عن وجهة ما يتم تحويله من أكياس سوداء، إن السلطات الجزائرية تعلم أين تذهب هذه الأكياس، لكن لا أحد يتجرأ للتحقيق في الموضوع.
وأكد على أن هذه الفضلات تباع لبعض مصانع “الباتي” التي تختص بتحويل كل ما يرمى في القمامة.
وكشف أن الكيلوغرام من عظام الديك الرومي تباع لهذه المصانع التي تنشط بعضها بطريقة غير شرعية مابين 35 و50 دينارا جزائريا.
وتحجز النساء أماكن قريبة من حاوية قمامة الخضر ليملأن صناديق بلاستيكية جلبنها للغرض بعد أن يقمن بتنقية الخضر التي يقتنينها من المزابل أمام الجميع دون أن يكترثن لأحد.
وتقبل هؤلاء النسوة على الطماطم التي تعتبر من أكثر الخضر تعرضا للتلف في فصل الصيف، مما يجعل الكميات التي ترمى في القمامة معتبرة. ثم ينقينها ويقطعنها وبعدها يضعنها في الكيس البلاستيكي.
وتؤكد سيدة جزائرية أن 40 امرأة تشتغل في تحويل الخضر التي ترمى في مزابل سوق علي ملاح بالعاصمة.
وقالت إن العديد منهن يأتين بسيارات، ولهن علاقة مع عدد من المطاعم و”البيتزيريات”، وقالت إنها تملك خبرة طويلة في هذا المجال تزيد عن 20 سنة وأن الكل يعرفها.
ويتراوح سعر الطماطم الفاسدة بين 20 إلى50 دينارا جزائريا للتر، لأن هذه الطماطم يتم عصرها وبيعها على شكل “صلصة”.
ويقول مراقبون إن تفشي مثل هذه الممارسات هي نتيجة واضحة لاستشراء الفقر في بلد المليون شهيد رغم امتلاكها لثروة بترولية هائلة.
وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الفقر بالجزائر لا تقل عن 40 بالمئة، في بلد استشرى فيه الفساد على نطاق واسع وجعل النسبة الأكبر من ثروات الجزائر تذهب إلى جيوب القلة بينهم من انتمى وينتمي للمؤسسة العسكرية التي تدير الحياة الجزائرية من وراء الحجاب.
وقد يكون اشتغال هذه الفئة من الجزائيريين ببيع منتجات الفضلات أخذ طريقه إلى أن يصبح مصدرا للتكسب، لكن الفقر هو الذي قادهم أصلا الى البحث في القمامة عما يقتاتون منه كما يقول عدد من الملاحظين.
ويعاني الجزائريون من نقص الخدمات وتدني المستوى المعيشي للفرد رغم ان الدولة تعتبر من اهم مصدّري النفط والغاز في العالم.
وبلغت إيرادات الجزائر من تصدير النفط والغاز الطبيعي خلال النصف الأول من العام الحالي 37.7 مليار دولار.
كما بلغت مداخيل الجباية النفطية التي سددت للخزينة الجزائرية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2012 230ر2 مليار دينار أي ما يعادل أكثر من 30 مليار دولار، غير ان انتشار الفقر والبطالة في صفوف الجزائريين يجعل من بلدهم وكأنه يتكفل بمصاريف شعب في مكان آخر وليس باحتياجات المواطنين الجزائريين، كما يقول أحد المعلقين.

cruncher122@hotmail.fr

احمد

وصل النقاش عن قضايا الفساد في الجزائر أوجّه طوال عام 2012، سواء تعلق هذا النقاش بالمؤسسات الاقتصادية أو السياسية، واعترف رئيس الجمهورية في عدد من خطاباته أن من أولوياته مكافحة الفساد وأكد استشراء الظاهرة وعدم استثنائها لأية هيئة أو مؤسسة بالبلاد، كل من قضاة بمجلس المحاسبة وطنيا ومنظمة شفافية دولية على المستوى الدولي.

تعد الانتخابات التشريعية والمحلية والتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي جرت العام الجاري من أهم المنطلقات التي استند عليها السياسيون للتنديد بالفساد المستشري على الصعيد السياسي وكان حزب العمال وحركة مجتمع السلم وحركة التقويم والتأصيل من أهم الفصائل السياسية التي تحدثت علنا عن “استعمال المال القذر لشراء الذمم في الانتخابات”، إذ صرح المنسق العام لحركة التقويم والتأصيل بحر الأسبوع أن قيادات كبيرة في المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني “تقاتلوا بولاية وهران ليفرض كل واحد منهم رجله على رأس قائمة بلدية وهران”، مفسرا هذا الاقتتال بأن كل واحد من هذه القيادات الأفلانية كان قد تلقى أموالا نظير دفاعه عن مترئس القائمة. وسبق لرئيس حركة مجتمع السلم صاحب أول مبادرة سياسية حزبية ضد الفساد “فساد قف” أن كشف عن بيع للأصوات والمقاعد بمناسبة التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة بقيم تتراوح ما بين 20 و 500 مليون سنتيم، ونددت زعيمة العمال، لويزة حنون في ندوات صحفية علنا بتوظيف المال القذر في شراء الذمم خلال الانتخابات التشريعية والمحلية ولكن لم يسع العدالة أن تعالج أي ملف من ملفات الفساد هذه، كون لا أحد بادر بجمع معلومات وتقديمها كدليل على ما تم تداوله، وبقيت القضية مجرد كلام في سوق السياسة رغم واقعيتها.

من حيث المؤسسات يتصدر مجمع سونلغاز قائمة المؤسسات التي يحوم حولها أكثر الفساد في البلاد، بعد أن شرعت مصالح الأمن رسميا في التحقيق حول ملف تضخيم فواتير هيئات عمومية رفيعة كالثكنات العسكرية ومقرات الأمن والرئاسة، وهو التحقيق الثاني من نوعه، بعد قضية تضخيم الفواتير التي سبق وأن عالجتها العدالة.

وتأتي قضية “حجرة النص” بشرشال وهي القاعدة الكندية التي تقودها الشركة الكندية “أس أن سي لافالان” لإنتاج الكهرباء ضمن الملفات التي تم التبليغ عنها في قضية فساد ويتم التحقيق فيها خاصة من ناحية استهلاكها للغاز الجزائري بأسعار “إمتيازية” مشكوك في قانونيتها.

وعادت فضيحة سوناطراك من جديد إلى الساحة هذه السنة بوصول القضاء مرحلة التحقيق في أرصدة بنكية بالخارج لأشخاص لهم علاقة بالملف، وهو تطور نوعي في مسار القضية التي لم تلفظ بعد كافة أسرارها.

ويشبه ملف الخليفة بنك ملف سوناطراك، إذ عاد بقوة عام 2012 من خلال إمكانية إعادة استدعاء أبرز الشهود والمدانين بعد أن أعطت المحكمة العليا الضوء الأخضر في ذلك.

ولم تسلم اتصالات الجزائر هذا العام الذي كان شؤما عليها، بعد أن تم إدانة متعامل صيني معها كان من أبرز الراشين في سوق الاتصالات لنيل صفقات عمومية وهي القضية التي أساءت كثيرا لصورة المتعامل التاريخي الأول في سوق الاتصالات بالجزائر، من حيث الشبهات التي تحوم حول المتعاملين الأجانب معها.

أما معهد باستور فلم يغب هذه المرة عن ساحة الفساد بعدما كان حضوره فيها مقتصرا على سوء تسيير لمخزون اللقاحات، إذ تبين بعد مرور السنوات أن معهد باستور الذي أصبح مدراؤه يتغيرون بشكل مستمر منذ سنوات قليلة، لا تقف وراءه فضائحه ندرة اللقاحات بل أيضا مشاكل في الفواتير، إذ تداولت الصحافة خلال العام الجاري أنباء استند بعضها إلى تقارير رسمية تقول صحف بأنه تم تسجيل ثغرات خطيرة تنبئ بوجود اختلاسات للمال العام بالمعهد من خلال إبرام صفقات عمومية.

وتساءلت الصحافة كثيرا بعد التغيير الحكومي الأخير عن وجهة الأموال التي خصصتها الدولة في مشاريع السكن خلال الخماسي الماضي الذي أشرف فيه نور الدين موسى على القطاع، إذ بمجرد خروجه حتى دق المهنيون في القطاع من مؤسسات مقاولة وصحف وطنية تتحدث عن الأرقام الكاذبة التي كان يعرضها الوزير على الرئيس خلال عهده، وصلت إلى حد خروج شخصيات عاملة بالقطاع إلى كشف ما أسمته بالمغالطات في أرقام السكن مطالبين بمحاسبة وتنحية مدراء السكن الذين عملوا في عهده، ومحاسبتهم عن الأموال المهدورة بتلك الأرقام المغلوطة.

كما سجلت الجزائر أيضا قضية فساد فريدة بدأت تظهر عن طريق المؤسسات الأجنبية وهي طريقة تحويل العملة الصعبة مثلما حصل مع شركة “سانوفي أفنتيس” العاملة في مجال الأدوية، حيث فجر القضية الوزير الأسبق جمال ولد عباس الذي قال يوما “إذا مسني الأذى فاعلموا أن مافيا الدواء وراء القضية”، إلا أن الوزير رحل دون أن يؤكد ما إذا كانت تنحيته لها علاقة بلوبيات الدواء أو أشياء أخرى.

وختاما كان قطاع الأشغال العمومية من أهم المجالات التي شغلت ملفاته الرأي العام خاصة ملف “الجزائر نيوز” الذي نشرت فيه التفاصيل التي تُظهر الوزير عمار غول في مرحلة من مراحل التحقيق متورطا في قضية رشوة، وملف آخر يبيّن كيفية إدراج كثير من المشاريع المكملة خارج الغلاف المالي المرصود للطريق السيّار، بينما يقول خبراء إن تلك المشاريع المكملة إنما تدخل ضمن الغلاف الأصلي للطريق السيار وليس ضمن غلاف جديد، هذا إذا أيضا احتسبنا الفساد الذي تحدث عنه الوزير بين إطارات ورجال أعمال في تصريحه لـ “الجزائر نيوز” حينما استغلوا علاقاتهم مع رجال دولة سربوا لهم معلومات سرية عن المشاريع العمومية وتعاملوا معهم على هذا الأساس، وهو إقرار ضمني بوجود فساد.

cruncher122@hotmail.fr

ali

الجزائر: ثالوث الفساد والرشوة والمحسوبية؟

إن الدولة الحقيقية هي التي تبلغ فيها الحرية أعلى درجاتها ليس فقط حرية الرأي باعتبارها قيمة إنسانية عليا بل أيضا حرية النقد و المعارضة التي من خلالها تتجسد دولة الحق و القانون هذه الدولة التي حلم بها الشهداء ويناضل اليوم من أجلها الرجال العظماء.

لكن ما يحدث اليوم بإدارة الضرائب لولاية المسيلة يخالف هذا التصور و أكثر من ذلك ما يحدث داخل هذا المبنى يعرقل كل مسعى نبيل للنهوض بالدولة الجزائرية سواء من حيث التسيير الإداري المتعفن أو الفكر الإقصائي المتجذر في عقول أشباه المسؤولين المتحكمين في دواليب هذه الإدارة الحساسة بحيث أصبحت آليات التزوير سهلة و بسيطة و شراء الضمائر بمديرية الضرائب بولاية المسيلة لا يتطلب سوى وعد قد يتحقق أو لا يتحقق, وعد بالمسؤولية , وعد بالترقية …. بل إن بعض الجزارين مستعدين أن يفعلوا أي شيء من أجل إرضاء المسؤول .

دعوني أتحدث إليكم بصوت المنطق و العقل و أسلط الضوء على قضية ليست بالقضية الشخصية بل هي أبعد من ذلك، مسألة مبدأ و شرف بل هي قضية رجل جزائري حاول رفع رأسه ورفض أن تداس كرامته فأصبح شخص غير مرغوب فيه و من أجل القضاء على شخصي لم يجدوا من وسيلة إلا التزوير و التزوير المفضوح .

إن مسلسل التجاوزات و التفنن في التزوير وطمس الحق لم يتوقف منذ 2001 إلى غاية تقديميللاستقالة بتاريخ 01/02/2004 ، وهذا لانعدام وجود العمل بشرف و كرامة.

لقد تحالفت و تكالبت قوى الشر ضدي ، متمثلة في بعض الإطارات عديمي الضمير ومحترفي الإجرام من مديرية الضرائب لولاية المسيلة و المديرية الجهوية بسطيف و المديرية العامة للضرائب بالجزائر و في كل مرة تتسع دائر المتآمرين لا شيء إلا لأن ولائي كان للدولة الجزائرية مع هذا كله مازلت أحلم باليوم الذي يستقيم فيه ميزان العدل و أن يظهر الحق.

حيث بتاريخ 16/11/2000 و بصفتي مندوب كونفدرالية المالية و المحاسبة مكتب ولاية المسيلة دعوت إلى اجتماع بالتنسيق مع نقابة قطاع الضرائب بالمسيلة لدراسة الوضعية التي آلت إليها الإدارة نتيجة الرسائل المجهولة الصادرة بجريدة الشعب و اليوم والتي أدت إلى المساس و التجريح بكرامة كل عمال القطاع (وثيقة مرفقة رقم 01 ).

حيث بتاريخ 18/11/2000 صدر بيان تنديد بجريدة النصر (وثيقة مرفقة رقم 02 ) .

حيث بتاريخ 21/12/2000 تقدمت بشكوى لدى السيد وكيل الجمهورية بمحكمة المسيلة رفقة إطار بمديرية الضرائب ضد موظف بمديرية الضرائب عندما اكتشفنا رسالة مجهولة محررة ضدنا (وثيقة مرفقة رقم 03 ) .

بحيث بتاريخ 13/01/2001 تقدمت بعرض حال للسيد المدير الولائي للضرائب بالمسيلة تحت رقم 07 , أعلمته فيها بقضية اختفاء صفحة مزدوجة كاملة من دفتر الوصولات رقم 52 لسنة 2000 (وثيقة مرفقة رقم 04 ).

حيث بتاريخ 13/01/2000 سلم للوكيل المفوض طلب توضيح صادر عن المدير الولائي تحت رقم 28 (وثيقة مرفقة رقم 05 ). خاص باختفاء صفحة مزدوجة من دفتر الوصولات رقم 52 .

حيث بتاريخ 15/01/2000 تم استدعاء الوكيل المفوض لاستلام وصولات سنة 2001 وسلم له الوصل رقم 52/2000 بعدما رقم ب 11/2001 على أنه كامل في حين كان ناقصا ؟ (وثيقة مرفقة رقم 06 ).

حيث بتاريخ 16/01/2001 تقدم السيد الوكيل المفوض بعرض حال ثاني تحت رقم 14 إلى السيد المدير الولائي للضرائب يوضح له كيفية اختفاء الوصولات (وثيقة مرفقة رقم 07 ).

حيث يستنتج من أن عملية اختفاء صفحة مزدوجة من دفتر الوصولات رقم 52/2000 كانت مفبركة ولو أراد المدير الولائي للضرائب تطبيق القانون لقام بإعلام المديرية العامة للضرائب بالجزائر و التي بدورها تعلم المديريات الولائية على المستوى الوطني لتفادي أي تزوير و هذا ما لم يتم فعله إلى حد الآن ؟

حيث بتاريخ 16/01/2001 وبمراسلة تحت رقم 13 تقدم بطلب مقابلة إلى السيد المدير الجهوي للضرائب بسطيف (وثيقة مرفقة رقم 08 ) و الذي رفضه المدير الولائي للضرائب شفهيا ؟

حيث بتاريخ 27/01/2001 و بصفتي مندوب كونفدرالية المالية والمحاسبة مكتب المسيلة قمت بإرسال تقرير إلى السيد رئيس كونفدرالية المالية و المحاسبة بالجزائر . خاصة بالوضعية التي آلت إليها مديرية الضرائب لولاية المسيلة نتيجة التصرفات اللإإدارية و التجاوزات من طرف المدير الولائي للضرائب بالمسيلة.

و تصرف المحققين الجهويين و سكوت المديرية العامة للضرائب (تقرير متكون من ثلاث صفحات ) (وثيقة مرفقة رقم 09 ).

حيث بتاريخ 24/02/2001 ووفق مقررة رقم 22 تم توقيفي عن العمل كإجراء تحفظي بسبب تقديم مستخرج جداول ووصل تسديد مزور كما جاء في التهمة (وثيقة مرفقة رقم 10 ) وكما هو واضح تهمة واحدة فقط .

حيث بتاريخ 26/02/2001 و بمراسلة تحت رقم 14 وجه السيد المدير الولائي للضرائب بالمسيلة طلب إنهاء مهام بصفتي قابض للضرائب بالمسيلة إلى السيد المدير الجهوي للضرائب بسطيف (وثيقة مرفقة رقم 11 ).

و في هذا التقرير أضاف المدير الولائي للضرائب تهمة جديدة لم تكن موجودة عندما قام بتوقيفي بتاريخ: 24/02/2001 ووضح بأن كشف الضرائب المزور خاص بالسيد: ح.ح, بحيث أن تهمة تزوير كشف الضرائب و وصل التسديد تهمة واحدة لم تتغير مذكورة في مقررة التوقيف ( وثيقة مرفقة رقم 10 ) و مذكورة في المراسلة الموجهة للمدير الجهوي بسطيف (وثيقة مرفقة رقم 11 ) .

بحيث بتاريخ 27/02/2001 بعث السيد رئيس كونفدرالية المالية و المحاسبة بالجزائر إلى السيد المدير الولائي للضرائب بالمسيلة بمراسلة تحت رقم 108 ( وثيقة مرفقة رقم 12 ) يدعوه فيها إلى اللجوء إلى العدالة و تقديم بلاغ ضد مجهول ووجه نسخة من هذه المراسلة إلى وزير المالية المدير العام للضرائب بالجزائر المدير الجهوي بسطيف . وهذا ما لم يفعله المدير.

بحيث بتاريخ : 24/04/2001 و عند مثولي أما لجنة التأديب الولائية أضاف المدير الولائي إلى لائحة التهم الموجهة إلي ( وثيقة مرفقة رقم 13 ) تهم جديدة بدون أن يقوم بإجراءات التحقيق الإدارية للتأكد منها و اتهمني بتزوير ثلاث كشوفات ضرائب أخرى

بحيث تكون إجابتي على التهم الموجهة إلى كما يلي :

بخصوص سوء التسيير: لقد استند المدير الولائي على ثلاث مراسلات أنجزها رئيس مكتب بالمديرية الذي استخلفني لتسيير القباضة بعد توقيفي , رغم أنه يوجد وكيل مفوض بالقباضة و معين بصفة رسمية , و من المفروض في هذه الحالات أن يقوم بتسيير القباضة حفاظا على السير الحسن للمصلحة بحكم معرفته الجيدة بشؤونها.

المراسلة الأولى أنجزها بتاريخ : 28/02/2001 تحت رقم 53 و الثانية بتاريخ: 12/03/2001 تحت رقم 60 و الثالثة بتاريخ : 13/03/2001 تحت رقم 62 و تم ذكر هته المعلومات في رسالة مفتوحة بجريدة الشعب بتاريخ : 28/05/2001 ( وثيقة مرفقة رقم 14 ) .

لقد التحقت بمديرية الضرائب سنة 1985 برتبة مفتش ضرائب و مارست وظيفة قابض للضرائب بحمام الضلعة مكلف بتسيير ستة بلديات و تحصيل الضرائب منذ مارس 1991 إلى غاية 30 جوان 1998 , بل أكثر من ذلك تم اختياري لتسيير أكبر و أهم قباضة على مستوى ولاية المسيلة و ذلك بتاريخ: 01/07/1998 إلى غاية : 24/02/2001 تاريخ افتعال هذه الزوبعة .

حيث بتاريخ : 28/04/1999 تم إجراء تفتيش لفترة تسييري من طرف المحقق الجهوي بسطيف و الذي مكث بالقباضة طيلة 20 يوم وجاء تقريره إيجابي عن فترة تسييري ( وثيقة مرفقة رقم 15 ) .

بخصوص تزوير كشوفات الضرائب و وصل التسديد:

التهمة الأولى كشف الضرائب الخاص بالتاجر ح.ح : إن التناقض في توجيه التهم بخصوص هذا الكشف يدل على أن المدير الولائي للضرائب بالمسيلة لم يكن يتوفر على أي دليل يثبت إدانتي عند توقيفي و أن الملف الذي فبركه بتواطؤ إطار بمديرية الضرائب بولاية المسيلـة لا أسـاس لـه من الصحة , حيث أن مقررة التوقيف (وثيقة مرفقة رقم 10 ) يعترف فيها بوجود كشف ضرائب واحد مزور فقط و أتبعها بمراسلة للسيد المدير الجهوي بسطيف الخاصة بإنهاء المهام و كانت تهمة التزوير واضحة حسب ادعائه (وثيقة مرفقة رقم 11 ) و أشار إلى أن مبلغ الديون الخاص بالتاجرهو : 19.621.175,00 دج و عند مثولي أمام لجنة التأديب بمديرية الضرائب لولاية المسيلة قام المدير بتغيير التهمة من تهمة التزوير إلى اعترافه ضمنيا بأنني لم أقم بعملية التزوير و لقد جاء في التهمة الخاصة بكشف الضرائب ح.ح ما يلي :

للإشارة إلى أنه رغم كون هذه الوثيقة لا تحمل إمضاءكم و بصمة اسمكم إلا أنها تحمل الختم الرسمي للقباضة الذي هو تحت مسؤوليتكم هذا ما يعني في أقرب الأحوال تهاونكم في الحفاظ على الاستعمال السليم لهذا الختم فلماذا تم توقيفي إذا ؟ ( وثيقة مرفقة رقم 13 ) وتم تضخيم مبلغ الديون من 19.621.175,00 دج إلى 24.813.249,38 دج و مع هذا كله فإن جوابي بخصوص كشف الضرائب المزور الخاص بالسيد ح.ح و وصل التسديد المزور كما يلي : إن التاجر قام بتزوير المستخرج بغرض توقيف نشاطه التجاري وأن الإمضاء لا يخصني, و لقد قمت بإجراءات قانونية في وقتها كمتهرب من دفع الضرائب و بفضل الملف الذي قدمته للإدارة فإن المحكمة حكمت لصالح إدارة الضرائب مع العلم بأن ابن التاجر موظف بمديرية الضرائب و هو صاحب المصلحة نظرا لأن والده التاجر قام بعملية هبة لأملاكه له . و الإدارة على علم بذلك و لم تقم بالتحقيق معه و ما زال إلى حد الآن موظف بمديرية الضرائب ؟؟؟

أما بخصوص وصل التسديد المزور : فالمدير لم يقدم الدليل المادي للتزوير و هو الوصل فأين هو إذن التزوير .

كشف الضرائب الثاني الخاص بالسيد (خ.خ ) , إن هذا الكشف الذي سلمته للتاجر هو صحيح و إنما عمد المدير إلى تضخيم المبالغ رغم أنها لا تمد إلى الواقع بصلة و إضافة ضرائب لم تكن واجبة الدفع في الوقت الذي سلمت فيه الكشف بحيث أن الضرائب التي أضافها إلى الكشف خاصة بالسيد : ب.خ و ليس خ.خ و لم يتم تصحيح هذا الخطأ إلا يوم: 31/03/2001 وفق شهادة إدارية تحت رقم 125 مسلمة من طرف رئيس المفتشية ( وثيقة مرفقة رقم 16 ) و يعترف هو بذلك في التهمة الموجهة إليه و تناسى بأن الضريبة IRGحسب القانون المعمول به أن الفائدة التي لا تتعدى 60.000,00 دج يتم إعفاؤها من هذه الضريبة و أن مهامي تقتصر على تحصيل الضرائب فقط.

كشف الضرائب المزور الخاص بالسيدة (ر. ز ) تم استعماله لأجل تشطيب سجلها التجاري حسب ما جاء في التهمة دون أن يقدم شهادة التشطيب أو تاريخ التشطيب و الذي سلمته لها بتاريخ: يوم الأربعاء 08 سبتمبر 1999 و من أجل إثبات التزوير قام بتقديم كشف ضرائب ممضي من طرف القابض الذي استخلفني دون إجراء تحقيق إداري على أن التاجرة سددت ديونها بتاريخ: 11/09/1999 الموافق ليوم السبت أي الاختلاف بيني و بينه هو ثلاثة أيام , إن كشف الضرائب الذي سلمته صحيح إنما أراد المدير بهذا العمل مغالطة المديرية العامة للضرائب مع العلم أن التاجرة قامت بتشطيب سجلها التجاري بتاريخ: 02/01/1999 فلماذا ألجأ إلى تزوير وثيقة لا يستعملها صاحبها في وقتها؟؟؟؟ و خير دليل على ذلك أن التشطيب جاء بعد شهرين من تسليمي كشف الضرائب فمن المزور إذن أنا أم المدير؟؟؟؟؟؟؟.

كشف ضرائب مزور خاص بالسيد: (ق.م ) المؤرخ في:17/11/1999 و من اجل إثبات التزوير قدم للجنة كشف ضرائب ممضي من طرف القابض الذي استخلفني دون اللجوء إلى فتح تحقيق إداري خاص بالسيد ق.م بن عبد الله و الفرق بين الكشف الذي قدمته و الكشف قدمه المدير فارق ثلاث ملايين سنتيم فقط, إن جوابي كان بأن الكشف الذي قدمته صحيح و أن هناك تشابه في الأسماء بحيث يوجد ثلاث تجار يحملون نفس هذا الاسم مع العلم أن التاجر كانت لديه ديون تقدر بـ: أربعة ملايين و ثمانمائة ألف سنتيم سددها جميعا و لو أردت التزوير لأمضيت معه تعهد بالتسديد و بهذا يمكنه أن يشطب سجله التجاري بطريقة قانونية و لماذا ألجأ إلى التزوير إذن؟؟ إنما أراد المدير تضخيم الديون لإثبات التزوير رغم أن التاجر سدد جميع ديونه.

إن المدير الولائي لم يقم بفتح تحقيق إداري للتأكد من التزوير و لم يقم بتحويل كشوفات الضرائب المزورة حسب ادعائه إلى السيد وكيل الجمهورية لأن العدالة سوف تثبت براءتي من تهم التزوير و بالتالي سوف يفضح أمر المدير و التزوير الذي قام به .

حيث بتاريخ 24/04/2001 تم مثولي أمام المجلس التأديبي بمديرية الضرائب بالمسيلة ومرة أخرى قام المدير الولائي بصفته رئيس اللجنة بتجاوزات خطيرة تمثلت في مخالفته للمادة الرابعة من المرسوم رقم 10/84 و التي تنص على أنه لا يشارك الأعضاء الإضافيين في الاجتماعات إلا إذا خلفوا أعضاء دائمين و رغم أن العضو الدائم المتمثل في شخص السيد مخيش جلول كان حاضرا إلا أنه تم استخلافه بعضو إضافي ثان و المتمثل في شخص السيد خلف الله محمود لأنه كان يهدف من خلال هذا التغيير إلى ضمان الولاء و ليس لتطبيق القانون للتذكير فإن العقوبات التي جاءت بعد تصويت متساوي بين أعضاء اللجنة و تم بترجيح صوت رئيس اللجنة و المتمثل في شخص السيد المدير الولائي للضرائب ؟

و بناءا على المادة 19 من المرسوم 10/84 و التي تنص على أنه لا تصلح مداولات اللجان المتساوية الأعضاء إلا إذا التزمت بقواعد تشكيلها و عملها و هذا ما لم يتم . و عليه فإن مداولة المجلس التأديبي تعتبر باطلة تبعا للمادة 19 المذكورة أعلاه و كانت العقوبات كالتالي :

01- تنزيل في الرتبة بصفتي قابض الضرائب .

02- مطالبة السلطات المختصة بإنهاء مهامي .

03- تحويل الملف للعدالة .

و إنني أتساءل ما هي الاستنادات القانونية في إصدار 03 عقوبات لتهمة واحدة و لماذا لم يتم تحويل الملف إلى العدالة إلى غاية كتابة هذه العريضة , و قد بينت ذلك في رسالة مفتوحةبتاريخ 28/05/2001 بجريدة الشعب ( وثيقة مرفقة رقم14 ) .

حيث بتاريخ 30 أفريل 2001 استلمت قرار المجلس التأديبي المنعقد بتاريخ 24/04/2001 ( وثيقة مرفقة رقم 17 ) و كانت العقوبة تنزيل في الرتبة حيث تم إدراج عقوبة واحدة فقط بدلا من ثلاثة عقوبات المدرجة في محضر المجلس و لماذا هذا التناقض و لماذا لم يتم تطبيق قرار المجلس التأديبي ؟

حيث بتاريخ 09 جوان 2002 و بمراسلة تحت رقم 615 رفض المدير الولائي للضرائب تسليمي نسخة من محضر المجلس التأديبي ؟ ( وثيقة مرفقة رقم 18 ) .

حيث بتاريخ 24/10/2002 تم مثولي أمام لجنة الطعن الجهوي بسطيف أي بعد مرور 14 شهرا على تقديمي الطعن بتاريخ 24/04/2004 و في أجله القانونية مخالفين بذلك ما جاء به المرسوم رقم 84-10 المؤرخ في 14/01/1984 و لاسيما المادة رقم 24 منه و التي تنص صراحة على أن لجان الطعن تصدر قراراتها كتابة في أجل أقصاه 03 أشهر ابتداء من رفع القضية إليها .

و خوفا من أن ينقلب السحر على الساحر و تنكشف لعبة التزوير المفضوحة و خاصة و أن لجنة الطعن الجهوي متكونة من المد راء الولائيين التابعين للمديرية الجهوية بسطيف و لا يمكن الضغط عليهم عمد المدير الجهوي رئيس لجنة الطعن الجهوي إلى إلغاء التهم الخاصة بسوء التسيير و التي تم بناؤها على تقارير جاءت بعدما تم توقيفي تحفظيا بتاريخ 28/02/2001 تحت رقم 53 و الثاني بتاريخ 12/03/2001 تحت رقم 60 و الثالثة بتاريخ 13/03/2001 تحت رقم 62 و هي تقارير تمت فبركتها بمكتب المدير الولائي للضرائب بالمسيلة .

و اكتفى المدير الجهوي رئيس لجنة الطعن الجهوي بالتهمة الخاصة بالتزوير فقط ؟

حيث بتاريخ 22 أفريل 2003 تم إبلاغي بقرار لجنة الطعن الجهوي بسطيف التي برأتني من التهم الموجهة إلي من طرف المدير الولائي للضرائب بالمسيلة و بإجماع من طرف أعضاء لجنة الطعن الجهوي لأن التهم غير مؤسسة و مفبركة , و من أجل إرضاء نزواته الانتقامية عمد المدير الجهوي للضرائب بسطيف مرة أخرى إلى التزوير حيث أضاف إلى محضر اللجنة الجهوية بتاريخ 24/10/2002 عبارة – المحققين لاحظوا سوء تسييري للقباضة – و ذلك للقضاء على مساري المهني و عدم إسناد أي مسؤولية في المستقبل بسبب هذه الملاحظة التي لا تستند إلى أي سند قانوني .

وقد وضحت, و ذلك في رسالة مفتوحة بجريدة اليوم بتاريخ 30 ماي 2004 (وثيقة مرفقة رقم 19 ).

حيث بتاريخ 22 فيفري 2003 تقدمت إلى السيد المدير الولائي للضرائب بطلب تحويل إلى مصلحة أخرى و ذلك لتفادي الإهانات المعنوية و المضايقات التي كنت أتعرض لها يوميا .

و بتاريخ 19 فيفري 2003 و بمراسلة تحت رقم 128 أعلمني المدير الولائي بالمسيلة برفض طلب التحويل ( وثيقة مرفقة رقم 20 ) .

حيث بتاريخ 15/04/2003 استلمت قرار إنهاء مهامي بصفتي قابض الضرائب بالمسيلة المؤرخ في 16 جوان 2001 و الذي لم يسلم لي في حينه ( وثيقة مرفقة رقم 21 ) .

مع العلم أن المدير الجهوي للضرائب بسطيف صادق على قرار إنهاء المهام أياما فقط قبل أن يقوم وزير المالية بإنهاء مهام المدير الولائي للضرائب بالمسيلة بسبب تعسفه في استعمال السلطة .

حيث في شهر ماي 2003 تقدمت إلى السيد المدير الولائي للضرائب بطلب بخصوص قرار إنهاء المهام بصفتي قابض للضرائب و طلبت منه إعادة النظر في صيغة القرار رقم 18 الذي بني عليه قرار إنهاء المهام و التدخل لدى الجهات المختصة من أجل فتح تحقيق إداري ( وثيقة مرفقة رقم 22 ) .

حيث بتاريخ 26 ماي 2003 و بمراسلة تحت رقم 195 تم الرد على المراسلة الخاصة بقرار إنهاء المهام – رد مبهم و كان كالتالي – : “ يشرفني أن أخبركم أن كل الإجراءات الإدارية المعمول بها قانونا قد اتخذت بعين الاعتبار تطبيقا لمحتوى قرار لجنة الطعن الجهوية ….” وانتظرت إلى غاية نهاية سنة 2003 و لم أرى أي مؤشر عن نية المسؤولين في فتح تحقيق إداري لكشف الحقيقة و كثرت الضغوطات و الاستفزازات و أدركت أنني أصبحت مخير ما بين الخبز أو الكرامة ؟ فاخترت الكرامة.

حيث بتاريخ 12/01/2004 تقدمت بطلب الاستقالة من مديرية الضرائب لولاية المسيلة ابتـــــــداء من تاريخ 01/02/2004 ( وثيقة مرفقة رقم 23 ) .

إن إصراري على فتح تحقيق لمعرفة الحقيقة بخصوص قضيتي نابع من إيماني بأن الحق يعلى و لا يعلى عليه و أن ميزان العدل يجب أن يستقيم لاسترجاع ثقة الشعب في دولتهم و ليس نابع من حب انتقام ……..

هارون وإبراهيم قُتلا وقسنطينة تحت الصدمة


576125_493601384035981_593763432_n

733944_493558357373617_1840103503_n
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

annasr
هارون وإبراهيم قُتلا وقسنطينة تحت الصدمة

أعمال تخريب و احتجاجات بالمدينة الجديدة والأمن يقبض على شخصين مشتبه بهما

صدمت قسنطينة زوال أمس لخبر العثور على جثتي الطفلين هارون وإبراهيم داخل كيس وحقيبة بنقطتين مختلفتين بالقرب من عمارات الوحدة الجوارية رقم 17 بالمدينة الجديدة علي منجلي و على بعد أمتار من مكان اختطافهما، و ذلك بعد أربعة أيام من اختفائهما، وقد تسبب تأكد مقتل الطفلين في احتجاجات ومحاولات لاقتحام مقر الأمن أين احتجز شخصان مشتبه بهما بالمستشفى مع منع عناصر الشرطة العلمية من رفع الجثتين، وهي أحداث استعملت فيها العصي وقضبان حديدية وزجاجات حارقة .

الخبر نزل كالصاعقة على سكان قسنطينة والوحدة الجوارية رقم 18 تحديدا بعد أن كانوا قد استبشروا خيرا بتطمينات قدمتها مصالح الأمن ليلة الإثنين عند زيارة الوالي لعائلتي الضحيتين، حيث أن هناك من أعتقد أن السلطات قد قررت زيارة الحي بعد العثور على الطفلين وظل الأمل قائما إلى آخر اللحظات في ظهور إبراهيم حشيش/ 9 سنوات وهارون بودايرة /10 سنوات، اللذان اختفيا زوال يوم السبت بعد تعرضهما للاختطاف في توقيت كانت فيه الشوارع شبه خالية بسبب مباراة لفريق شباب قسنطينة، وقد عاش سكان الحي والوحدات الجوارية الأخرى لحظات من الجحيم في البحث عن الطفلين إلى جانب عمليات تمشيط قامت بها مصالح الامن والدرك، قبل أن يعثر على كيس بلاستيكي و حقيبة مرميتين أمام عمارات الوحدة الجوارية رقم 17 بنقطتين تبعدان عن بعضهما بما يقارب200 متر، حيث أفاد شهود عيان أن من عثر على أول كيس هو عامل صيني بورشة محاذية للعمارات وقد أبلغ مصالح الأمن وقال آخرون ان شابا و امرأة لمحا شاحنة توقفت لترمي بحقيبة خضراء، وهو ما جعل السكان يتحركون بسرعة ويخمنون بأن الأمر يتعلق بجثتي ابراهيم وهارون، ويلتف العشرات من المواطنين بالجثتين وهم يهتفون الله أكبر، وقد منعوا في البداية سيارة الإسعاف من الاقتراب وقام بعضهم بتحطيمها فيما تنقلت مجموعة من الشباب محملة بالعصي والحجارة وقضبان حديدية وأجزاء من حديد البناء المستعمل في الورشات إلى مقر الأمن الحضري الأول أين قيل بأن شخصا مشتبها به قد تم احتجازه، حيث حاولوا اقتحام المقر.وبصعوبة شديدة تدخلت الشرطة العلمية لكنها لم تتمكن من القيام بعملها بمكان الجثتين ليتم نقلهما بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى علي منجلي ، لكن جموع المحتجين حالت دون إنزال الجثتين ما اضطر مصالح الأمن والحماية المدنية إلى نقلها إلى مكان آخر يرجح أن يكون مقر الشرطة العلمية. لتتواصل الاحتجاجات التي استعملت فيها الحجارة والقنابل المسيلة للدموع و كان أغلب المشاركين فيها من الشباب الذين طالبوا بالقبض الفوري على الفاعلين وشنقهم في الساحة العمومية بينما سادت حالة من الحداد الاجواء العامة، وسارع التجار إلى غلق محلاتهم وأغلقت الإدارات أبوابها و تدفق المائات من الاولياء على المدارس لإخراج أبنائهم منها ليمتزج بذلك الحزن بالخوف بعد إن روجت إشاعات عن اختطاف امرأة منقبة بطفلتين و اختفاء طفلة أخرى أثناء خروجها من المدرسة وهو خبر تفاعلت معه مصالح الدرك بوضع حواجز وتفتيش سيارات مستعملي الطرقات المؤدية من وإلى المدينة الجديدة علي منجلي، لتعم الفوضى المدينة بين محتجين ومسرعين لملازمة منازلهم ومواطنين خائفين على أبنائهم.

jana1

وقد تعرض المستشفى إلى عمليات تخريب بعد رشق الزجاجة بالحجارة وهو ما حدث بمقري الأمن الحضري مع غلق بعض محاور الطرقات لكن مصالح الأمن لم تقمع المتظاهرين مراعاة للحالة النفسية التي ترتبت عن الجريمة الشنيعة، وسجلت حالات إغماء في أوساط عائلتي الضحيتين وخرج عدد كبير من المواطنين إلى الشارع معبرين عن سخطهم لما وقع لطفلين بريئين خرجا للعب في يوم عطلة ليعودا جثتين هامدتين وتضاربت المعلومات حول تقطيع الجثتين وهو ما لم نتمكن من التأكد منه لان الشرطة العلمية لم تفتح الكيس والحقيبة لكن إشاعات كثيرة تم تداولها حول نزع أعضاء منهما تبقى مجرد احتمالات في ظل صعوبة الحصول على تصريحات من مصالح الأمن في تلك الظروف.
وكشفت مصادر أمنية عن القبض على مشتبه بهما بعدما ذكرت سابقا من خلال بيان صدر عن المديرية العامة للأمن باسم رئيس إدارة الإعلام والعلاقات العامة باكتشاف الجثتين على الساعة الواحدة و43 دقيقة بعد تحريات حثيثة من طرف الضبطية القضائية وبأن الجثتين سيتم عرضهما على الطبيب الشرعي لإجراء الخبرة وتحديد سبب الوفاة وجاء في البيان إدانة للجريمة و التزام بمعاقبة مرتكبيها وتكثيف التحريات للقبض عليهم بينما أفادت مصادر موثوقة أنه يجري التحقيق مع شخص مشتبه فيه وهو ذات الشخص الذي طالب المحتجون برأسه .
وخارج علي منجلي دخل السكان في حداد للحادثة التي تعد الثانية من نوعها ليسترجع سكان الولاية جريمة مقتل الطفل ياسر بالخروب منذ سنوات و التي ربما قد تتقاطع مع حالتي هارون وإبراهيم في دافع الجريمة وقد تختلف الحيثيات التي لم يكشف عنها بعد لكن المؤكد أنها لا تقل عنها بشاعة وكانت محل إدانة من طرف المواطنين الذين طالبوا بالتعامل مع مثل هذه الجرائم بأكثر حزم لوضع حد لنشاط شبكات أصبحت تستثمر في الأرواح البريئة في ظاهرة دخيلة على المجتمع بدأت تأخذ أبعادا خطيرة في السنوات الأخيرة.
و قد استمرت الاحتجاجات وحالة التوتر إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، في شكل مجموعات متفرقة انتشرت بنقاط مختلفة من المدينة الجديدة ، وسجل استعمال الحجارة والزجاجات الحارقة وهدد محتجون بتخريب سكنات لكن الأمر توقف عند التهديد، ورغم تعطل حركة المرور من إلى علي منجلي طيلة أمسية أمس، لم تسجل حالات تخريب أو استهداف للسيارات أو الأشخاص.
و قد قامت مصالح الأمن ليلة أمس بوضع تعزيزات أمنية بمحيط المراكز التجارية والمؤسسات بالمدينة الجديدة، بعدما سجلت تسلّل عناصر غريبة بين المحتجين تستعمل الكلاب والأسلحة البيضاء، وفق ما كشفته مصادر موثوقة وذكرت ذات المصادر ان العنصرين الموقوفين للاشتباه بهما في ارتكاب الجريمة يقيمان بالمدينة الجديدة.

jana2
نرجس/ك * تصوير: الشريف قليب

une1_477240071

الطفل هارون الذي قتل ……، و هو يستلم جائزته في حفظ القرآن الكريم، شهر رمضان الماضي
” اللهم اسكنه هو و ابراهيم جنة الفردوس “482873_631288050219613_1189561882_n[1]

العثور على جثتي هارون وإبراهيم مهشمتين داخل حقيبة قسنطـــــينة تحـــــــت الصـــــــدمة


al khabar
une1_477240071

شهود لاحظوا إلقاء امرأة ورجل الحقيبة في الورشة

اهتزت، زوال أمس، المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، على خبر العثور على جثتي الطفلين المختطفين إبراهيم حشيش وهارون زكريا بودايرة، في أكياس بلاستيكية سوداء داخل حقيبة سفر خضراء بإحدى ورشات البناء التابعة للوحدة الجوارية 17 .
تزامن وصول ”الخبر” إلى المدينة الجديدة علي منجلي لزيارة عائلتي الطفلين اللذين كانا قد اختطفا مساء السبت الماضي، مع تلقي العائلة خبر العثور على جثتي الصغيرين في إحدى الورشات، فكان الجميع يسرعون إلى سياراتهم

متجهين إلى الوحدة الجوارية .17
انضمت ”الخبر” لأسرتي الصغيرين في سباق جنوني بحثا عن الورشة المذكورة لتكون الفاجعة لحظة الوصول إلى عين المكان ثواني قبل وصول الشرطة والدرك، أين تم اكتشاف الجثتين داخل حقيبة سفر خضراء مرمية وسط أكوام من ردوم البناء، مهشمين تماما، حسب أهاليهم الذين وصلوا قبلنا بلحظات إلى عين المكان.
وقام أفراد العائلتين والشباب الغاضبون بتكسير واقتحام المحلات الفارغة المتواجدة بعين المكان ظنا منهم أنهم قد يجدون أثرا للفاعلين، ويجدر الذكر أن المكان الذي عثر فيه على الحقيبة لا يبعد سوى كيلومتر عن الجهة المقابلة لمنزلهما. وقد أكد بعض عمال الورشات المحاذية للموقع الذي عثر فيه على الحقيبة أنهم شاهدوا شخصا رفقة سيدة يرمي بالحقيبة، ما جعلهم يرتابون في الأمر، وينظرون داخلها ليكتشفوا الجثتين ليبلغوا الأهالي والأمن بعد ذلك.
الأمن يلاحق مجموعة مشتبها فيها
في خضم هذه الأحداث اشتعل فتيل الغضب وتوجه عشرات الشباب الساخطين الذين قادوا سيارتهم بسرعة جنونية أين توجهوا نحو مقر الأمن الحضري الثاني، وهاجموا الموظفين داخله، معتبرين تقصير الأمن أحد أسباب فقدان الصغيرين، لتتدخل بعد ذلك قوات مكافحة الشغب لتسيطر على الوضع. لدى عودتنا إلى حي الصغيرين كانت جميع النسوة في الخارج، حيث كان العويل والصراخ يدوي في المكان وسط إغماءات وهيستيريا الفاجعة، فيما تنقل الكثير من أفراد العائلتين إلى مقر الأمن الحضري الأول والمستشفى المحاذي له ظنا منهم أنه باستطاعتهم رؤية الجثتين.
من جهة أخرى كشفت مصادر أمنية أنها باشرت عملية ملاحقة مجموعة مشتبه فيها وسط ورشات البناء، حيث لا تزال العملية جارية إلى غاية كتابة هذه الأسطر، كما أن تقرير الطب الشرعي لم يصدر بعد للبت فيما إذا تم انتزاع بعض أعضائهما أم لا.
المدينة الجديدة وفي ظرف ساعة عرفت انتشار تعزيزات أمنية مكثفة، تحسبا لغضب الأهالي الذين توعدوا بإحراق المكان بعد العثور على جثتي إبراهيم وهارون، بينما خلت الشوارع من الأطفال الصغار وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، ما جعل العديد من المواطنين الذين صادفناهم يذرفون دموعا حارة حتى وإن لم يكونوا من أهالي المغدورين. السكان بهذا الحي والذين رحلوا من حي السوطراكو بقطاع بوذراع صالح الصائفة الماضية، عبّروا عن استيائهم من انعدام الأمن بالمنطقة والعزلة التامة التي يعيشونها في غياب جميع الضروريات الاجتماعية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، على غرار مدارس محاذية تقلل من مخاوفهم وتقي أبناءهم عناء التنقل بعيدا عن أعينهم، خاصة وأن المدرسة الابتدائية التي يرتادها صغارهم تبعد عن الحي بحوالي كيلومترين ونصف، وهي مدرسة ”الشهيد موسى حملاوي” بقرية بوشبعة التابعة لبلدية عين اسمارة، وهي ذات المدرسة التي كان يدرس بها الصغير المغتال إبراهيم حشيش.
ولدى تنقلنا إلى عين المكان اكتشفنا تذبذبا في مواعيد النقل المدرسي، حيث لم يحضر النقل لا أمس ولا قبل أول أمس، حسب بعض الأولياء بذات المكان، ما اضطر الصغار للخوض في مسالك ترابية وعرة وخطيرة ومن ثمة عبور الطريق السريع الرابط بين علي منجلي وبلدية عين اسمارة.
601058_531722396888726_562061499_n1-300x156

العدل أساس الملك ياحكام الجزائر!


International-Criminal-Court
بقلم :أحسن بوشة

يمكن القول أن بلادنا أصبحت دولة أمنية بإمتياز,دولة تعيش حالة طواريء غير معلنة, فتدخل الأمن السري والعسكري في كل كبيرة وصغيرة في هذا الوطن جعل الناس تعوض الخوف من العدالة والقانون بالرعب من الإستعلامات ومن الرقابة المخابراتية,فكل من نشط فعلا في قضية حقوق إنسان أو ساهم في إضراب, تتولى أمره المصالح الأمنية,وهذا هو السبب الذي عطل دور القانون و القضاء أي تم تعطيل العدل,والعدل أساس الملك وليس الرعب أساس الملك .
نعم الأمن ضروري لحماية البلاد والإقتصاد لكن في إطار القانون والدستور,أي أن المؤسسة الأمنية تحكمها قوانين مثل المؤسسات الأخرى,لا أن تعلى على الجميع,ذلك مسموحا في زمن الحرب والطواريء فقط ومتى كان أمن الوطن مهددا فعلا.
حدثني أستاذ جامعي أن الطلبة ذهبوا لسبر الآراء في شوارع العاصمة كجزء من بحث أكادمي,وهذا أمر معمول به في الدول المتقدمة, فقبض عليهم الأمن وألغي برنامج سبر الآراء برمته من الكلية بعد ذلك والسبب أن التخصص تم فتحه بالتعاون مع جامعة غربية,كما سمعت أن مدير جامعة رشح أستاذا ذو كفاءة لترأس كلية غير أن الأمن نصحه بغير ذلك لأن الأستاذ المعني كان ذات يوما منخرطا في الفيس.
كيف ينجح البحث العلمي بهكذا تدخلات؟ ألا نثق في الطلبة والأساتذة ونتهمهم بالجوسسة وهم النخبة,أو ليس لهم وطنية ومعرفة بمصلحة الوطن؟هب أنهم أخطأوا ,أليس هناك قانون يعاقب المذنب؟
وسألت أستاذ إقتصاد في جامعة جزائرية عن السبب في غياب مقالات أو تحقيقات أكادمية أو حتى تحقيقات صحفية ميدانية تكشف الفساد بالأرقام وبالشهادات؟ أجابني أن الإحصائيات والأرقام الرسمية شحيحة جدا ومن حاول الحصول عليها ميدانيا قد يضع نفسه في وضعية صعبة.
وفي المجال الإقتصادي,يحدث أحيانا أن الأمن يكتشف فساد كبير في قطاع ما يتعامل مع الخارج ,وعندما يريد التقدم بالتحقيق المؤدي إلى العدالة والعقاب,يتدخل السياسي ويعرقل ذلك بحجة تعريض المصلحة العليا للوطن للخطر,أي أن الفساد يمكن السكوت عنه من أجل تحقيق مصلحة أعلى؟! وهذا المنطق يتماشى مع تفكير السيد برلسكوني حيث يقول أن الرشوة جائزة بل لا بد من إستعمالها في تعاملاتنا مع أنظمة العالم الثالث, وذلك من أجل المصلحة العليا لإيطاليا!
في الصحف الكبرى مثل لوموند أو الغارديان, يجري العمل الصحفي بحرية, والسياسي أو رئيس الوزراء هناك قد يخاف من الإعلامي,لكن عندما يكون بلدهم منخرط في حرب أو قضية قومية, فالجميع يصبحون مخابرات وجواسيس يخدمون لمصلحة بلدهم ويضعون خلافاتهم مع السلطة جانبا,فلا يحتاجون مباحث او قائم بمهمة خاصة داخل الجريدة,وهذا ما يجب على الجميع فعله في الجزائر أثناء حادثة مثل حادثة عين أمناس.
ومادامت التجربة أثبتت أن الأمن السياسي والإقتصادي والعسكري لم يفلح في وقف الفساد في بلادنا, فالحل يكمن في تقوية وتأسيس دولة القانون التي تحاسب الجميع على السواء حتى نستطيع أن نرى أمثال شكيب خليل من الوزراء أو الإطارات مقيدين بالسلاسل في أقفاص المحاكم جنبا إلى جنب مع السراق البسطاء,ولا يجب أن نعتقد أن المواطن في الغرب ملك وفي الجزائر هو شيطان,المواطن في الغرب يخاف من القانون ومن العدالة فلا يسرق,كما أن ثقافة المجتمع ووعي المجتمع هناك تساعد في إنخفاض نسبة الفساد, لكن الكثير من الناس هناك قد يغمسون أيديهم في الحرام عندما يجدون الفرصة المناسبة لفعل ذلك.
كذلك يجب التركيز على توعية المواطن بمصلحة وطنه لكي يبلغ عن الفساد خاصة وأن ديننا ينهي عن الفساد, أما إذا أصبح المواطن لا يبلغ عن فساد يراه,وتعطلت كل أذوات الرقابة الأخرى من إعلام وجمعيات مدنية,وأصبحت قوة رجل الأمن السري أو غير السري فوق قوة القضاء, وتسبق قوة الدكتور العالم والخبير وتتحكم في مصير الجميع, فعلى الجزائر السلام

سخط الرئيس وازدهار الفساد في الجزائر


271085_1820767201109_4267279_a[1]

بقلم :أحسن بوشة
لقد حركت فضائح سوناطراك الكثير من الأقلام والمنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية, لتنبح كما شاءت,ولتكيل الشتائم لمن شاءت,وتعظ من شاءت,وتتهم الوزير السابق شكيب خليل وإبن أخ الوزير بجاوي بما شاءت,وبدأت المسرحية بخروج رب البيت عن صمته ليعبر عن سخط مبهم لا يسمن ولايغني من جوع, وأعقبه دور رب الغرفة السفلى الذي إشتكى من ضعف أدوات الرقابة وضرورة تقويتها لمحاربة الفساد وأضاف أن الفساد تمارسه القلة فقط,بينما أعلن رب الغرفة العليا أن ناقة العدالة مأمورة ويجب تركها تأخذ مجراها بهدوء حتى تبرك ويستكمل اللصوص الإستيلاء على الغنائم في آمان.
إنها مسرحية فقط هاته التي تجري فصولها في بلادي ,ولهذا فلا تتوقعوا أن تروا أي إجراء ملموس لتوقيف اللصوص,ولن نسمع بأي مظاهرة أو إحتجاج يذكر,سواء من المجتمع المدني أو العسكري على السواء.
وكل هذا يعني أن الفساد في الجزائر قد أصبح عادة محللة لذى البعض ومكرهة وليست حرام لذى البعض الآخر, أو في أسوأ الحالات أصبح الفساد أمر واقع لا مفر منه, ونستطيع العيش معه,وللنابح أن ينبح كما شاء لنوهم الجميع أن اللصوص قد تم إكتشاف أمرهم ولا مفر لهم وسيعاقبون,وبهذا يهدأ الشعب ويعتقد بأن الجزائر في يد أمينة حقا وتستمر السرقة والحكم الراشد المبني على الأوهام.
هل سخط رئيس الجمهورية على الفساد لطمأنة المواطن, ودعوة رب الغرفة السفلى لتفعيل أدوات رقابة لا تمتلكها السلطة أصلا,ودعوة رب الغرفة العليا إلى الإستسلام الى الأمر الواقع وترك العدالة تأخذ مجراها وبهدوء,طبعا هو يقصد نفس العدالة المأمورة التي حققت في مقتل بوضياف وحشاني وفي سرقة الخليفة,هل السخط والتصريحات الصحفية هي إجراءات كافية فعلا لمعالجة هذا السرطان الذي إستفحل أمره وأنتشر بحجم مهول,وسيزيد إنتشارا مع زيادة الريع, وفي غياب أدوات رقابة فعلية وإستراتجية وطنية تحدد الأهداف وتلتفت إلى الخلف لمحاسبة الفشلة والفسدة المسؤولين عن عدم تحقيقها؟
الجواب واضح وضوح الشمس ففي ضل حكم سلطة شمولية جاءت على ظهر دبابة وبمعادلة ظاهرها المصالحة الوطنية وباطنها الغالب يحكم ويسرق والمغلوب ومعه الغاشي يسكت ويصبر,فلا سخط الرئيس سينفع لوقف الفساد, ولا أدوات رقابة مشلولة ستردع وتوقف التشكيب,ولا عدالة هادئة و مأمورة ستقبض وتعاقب اللصوص كما هو مكتوب في النصوص,وستبقى المسرحية نفسها وستبقى دار لقمان على حالها وستبقى مغارة علي بابا مرتع خصب للتشكيب وللتزوير وللتهريب.
من يريد أن يحارب الفساد فعلا فعليه أن يفتح البرلمان لأبناء الشعب الأكفاء والمترشحين والمنتخبين بحرية تامة,وعليه أن يعطي للمير المنتخب سلطة تامة لا سلطة شكلية يتحكم فيه الوالي كما يشاء ويعزله متى يشاء,وعليه أن يعطي للقاضي النزيه قوة تعلو فوق قوة الجهات السياسية والأمنية على السواء.
إن من يريد أن يحارب الفساد فعلا عليه أن يوجه الأمن العسكري وغير العسكري على السواء ليكون أداة في أيدي القضاة ,لا أداة فوق سلطة القضاة لترهيب وقمع المواطن المحتج والمتظاهر المطالب بحقوقه,الأمن موجود لتأمين المواطن من خوف الإجرام والإرهاب, والعدالة الإجتماعية موجودة لإطعامه من جوع وضمان توزيع عادل للثروة.

من يريد أن يحارب الفساد عليه أن يحترم الدستور والمؤسسات المنبثقة عن هذا الدستور قبل ان يسخط أو ينوح,وإذا لم يفعل فسخطه مجرد إستهزاء بالشعب, ونواحه على الجزائر هو مجرد دموع تماسيح.
لا شك وأن الجميع يتذكر قول الرئيس بوتفليقة أنه لم يكن مسؤولا عن إختلاسات الخليفة لأنها تمت قبل مجيئه إلى الحكم,ولكن الجميع يعلم كذلك أن فضائح سوناطراك والأشغال العمومية وملايير القروض المزورة والمختلسة كلها تمت منذ مجيء الرئيس بوتفليقة كذلك! فمشكلة الفساد هي مشكلة لا يحلها رب البيت ولا ربا الغرفتين…إنه نظام حكم يجب أن يتغير برمته,ويجب المجيء بنظام حكم لتفعيل أدوات رقابة حقيقية من برلمان ديمقراطي, وأمن وقضاء نزيه, ويعيد قوة العدالة الغائبة وليضرب القانون بقوة على يد اللص الوزير وغير الوزير على السواء,ويحارب ضعف الأخلاق وضعف الوازع الديني ويفهم الجميع بأن حب الوطن يستلزم حماية مصالح الوطن من طرف الجميع.
الرسالة بسيطة وواضحة وهي موجهة إلى الرئيس وشركاء الرئيس,مقابلة الحكم وبناء الوطن يجب أن تلعب بفريق نزيه وكفوء وشاب, شرعيته الوحيدة هي المواطنة والكفاءة,وماعلى الشيوخ إلا التقاعد بكرامة….ولهذا فأنا أعتقد أنه في غياب نظام حكم شفاف يقوم على أساس الإنتخابات الحرة,ومع وجود نظام يحكم بشرعية الماضي الثورية والأمنية,وبوجود قضاء مسيس وجهاز مراقبة مسوس,فإن أرض الجزائر ستبقى أخصب بقعة على وجه المعمورة لزراعة الفساد,سواء سخط الرئيس أو نبح الإعلام البئيس, فالتشكيب والتخريب مستمر إلى يوم سيحدث فيه السقوط والإنهيار.

ابنة شقيقة المرحوم تروي مسيرة حياته لـ “الشروق” وتفجر قنبلة / الحلقة الأولى هكذا سرق الوزير بوكروح أعمال مالك بن نبي وعرقه !


حوار: عبد الناصر
مالك بن نبي تُركي الأصل وكان أول من دعا لاستقلال الجزائر

مالك تزوّج مرتين “خديجة” الفرنسية و”خدوجة” الجزائرية

عمرها قارب الثمانين، ولأنها من عائلة مفكر العصر مالك بن نبي، تربّت في بيته، فكان “صديق” كما ينادونه، خالها ووالدها في نفس الوقت، منه عرفت الفكر ولأجله عصرت الحاجة زينب مصقالجي ذاكرتها، وعادت بنا إلى سبعين سنة خلت، لتزيل الكثير من نقاط الظل، حول شخصية هذا المفكر الذي عاش غريبا ومات غريبا في وطنه، وشغل العالم بفكره. الشروق اليومي بعد أزيد عن أربعين سنة من رحيل المفكر الكبير، تحاول إزاحة الستار عن جوانب خفية من حياة هذا العالم كما ترويه السيدة التي بكت كثيرا وهي تذكر خالها وقالت أيضا كثيرا.

حدثينا عن عائلة مالك بن نبي، عن والديه وأجداده، وأصوله؟

خالي مالك بن نبي هو ابن الحاج ساعد المدعو عمار، ابن الخذير ابن مصطفى، وابن الحاجة زهيرة بن عيسى، وجذور والديه من الأم والأب من مدينة قسنطينة، أما الجد الأكبر فهو من تركيا وبالضبط من مدينة اسطنبول، وليس كرغلي، مما يعني أن مالك بن نبي تركي أبا عن جد، “كما أوضحته الوثائق القديمة التي اطلعت عليها الشروق اليومي”، بالرغم من أن الكثير من أفراد العائلة استوطنوا مدينة تبسة منذ القدم، وأحب والده وأحبّ هو أيضا عادات المنطقة ورجولة أهل النمامشة.

وولد مالك بن نبي في الفاتح من جانفي 1905 في مسكن يقع بمنطقة الشارع بقلب مدينة قسنطينة، تم تهديمه بالكامل منذ حوالي عشر سنوات، وتحولت الأرض المبني عليها إلى مساحة لركن السيارات، وعندما ولد مالك كان والده يزاول الدراسة في مدرسة تعليم بقسنطينة، وكان والداه في العشرين من العمر، كان مالك الذكر الوحيد لوالديه لأجل ذلك خصّاه بالرعاية المتميزة، وكان للمفكر الراحل شقيقة كبرى هي والدتي فاطمة المدعوة عتيقة، وهي من مواليد 1902 والتي توفيت في تونس عام 1982 وأخت تدعى سكينة، أقل منه سنا من مواليد 1906 لحقت بجوار ربها عام 1979، وقليلون من يعلمون أن والد المفكر مالك بن نبي الحاج ساعد توفي بعد وفاة ابنه بأربع سنوات في شهر ماي عام 1977 في مدينة عنابة.

.

جمعته بشقيقته فاطمة والدتك علاقة وطيدة فكان يذكرها في كتاباته؟

لم تنجب خالتي سكينة أبناء، واكتفت بتربية طفل مازال على قيد الحياة، ويعيش حاليا في مدينة عنابة، أما والدتي فاطمة فأنجبت سبعة أبناء من بينهم خمس بنات وأنا منهن، أنا من مواليد عام 1934 وابنة السيد عبد الحميد مسقالجي الذي توفي عام 1971، كل عائلة مالك بن نبي دخلت المدارس والذين لم يسعفهم الحظ في المواصلة أكملوا دراستهم وباللغتين بطرقهم الخاصة، نحن جميعا نقرأ بالعربية والفرنسية، ولكن عشقنا الأول مثل مالك هو اللغة العربية.

.

هاجر المفكر مالك بن نبي إلى فرنسا عام 1925 ولما عاد في أواخر الثلاثينات مع زوجته الفرنسية كان لقاؤك الأول بهذا المفكر العظيم؟ حدثينا عن زواجه وزوجته الفرنسية؟

تزوّج مالك بن نبي من سيدة باريسية أصيلة، تدعى سيليستين بول فيليبون، وبعد أن أقنعها باعتناق الدين الإسلامي، صار يدعوها خديجة، وندعوها نحن أيضا، كانت بيضاء البشرة وجميلة جدا، عندما زارتنا رفقته في عام 1939 وكانت تلك أول زيارة قادته إلى الجزائر بعد 14 سنة من الغربة، وجاء مباشرة إلى بيتنا في تبسة، ليختفي بعد ذلك نهائيا وتنقطع أخباره عن الجزائر من عام 1939 إلى غاية عام 1946 حتى أن والده صار يأتي إلى أمي فاطمة ويقول لها إنسي أن كان لك أخا يدعى صدّيق كما كان الجميع ينادونه، وعلمنا بعد ذلك أن خالتي سكينة أرسلت في بداية الأربعينات برسالة تسأل عنه السلطات الفرنسية، فبدأ البحث عنه، واتضح أنه كان موجودا في ألمانيا، وتم الزجّ به في السجن من أوت 1945 إلى شهر أفريل 1946 على خلفية محاضرة ألقاها في فرنسا بعنوان “لماذا نحن مسلمون؟”، حضرها اتحاد الشباب المسيحيين، وعملت ضجة كبرى فبدأ البحث عنه، في الوقت الذي تنقل للعيش إلى ألمانيا، وكان رجال الشرطة بهيئات مدنية، يسألونه عن سرّ تواجده في باريس، والأموال التي تمكّنه من الدراسة في الكهرباء والميكانيك، فكان يخبرهم بأنه ابن موظف في البلدية، ممّا جعل السلطات الفرنسية توقف والده عن العمل دون أن يعلم الوالد سببا لذلك.

.

هذا يعني أن تصادم مالك بن نبي بالفرنسيين كان في بداية الثلاثينات؟

أذكر أنه كان يقول لوالدتي غاضبا باللهجة الدارجة: “الناس، القًمّل مكبّش فيهم وهوما مكبشين في الحياة” كان يؤرقه جمود الناس، وعندما تحرك الشارع التونسي في الثلاثينات، صار يقول لها: الآن تعلم العرب كيف يمسحون أنوفهم، أذكر أنه كان معجبا حتى بمجانين مدينة تبسة ومنهم المدعو “تيرار” الذي كان يشرب الخمر حد الثمالة، ثم يضرب الفرنسيين بزجاجة الخمر، فكان مالك يعود إلى البيت منتشيا فرحا، ويبقى يروي الحادثة، وهو يقول: يا ليتني كنت أنا هو “تيرار”، وأحيانا من غيضه كان يقول لنا : “يا ليتني كنت مثل حمّه” وهذا حمّه هو شاب أبله لا يعي شيئا. وبعد ثورة عبد الكريم الخطابي صار يقوم بتوزيع المناشير في المدرسة التي يُدرّس فيها الشيخ العربي التبسي وفي المساجد، يقدم لمحة عن ثورة عبد الكريم الخطابي ويدعو لاعتبار ما قام به وسيلة يقتدى بها.

.

ومتى دخل السجن في الجزائر؟

حدث هذا في عام 1951 حيث زارنا في بيتنا بتبسة مفتش شرطة عربي، طلب من خالي صديق مغادرة البيت، والاحتياط لما هو قادم، وقال له أنهم سيفتشون البيت، وبدأ خالي في جمع أشيائه، فأحضر لوالدتي راديو أخافها بأضوائه، كما أنه كان يخفي لدى أمي الكثير من الوثائق عبارة عن اختراعات في مجال تخصصه، في الكهرباء والميكانيك، وطلب مني أنا وأمي إن لم يطلقوا سراحه بعد التحقيق معه في سكيكدة خلال ثلاثة أيام أن نقوم بإحراق كل الوثائق، وفعلا تم احتجازه لمدة ثلاثة أيام وهم يسألونه ليلا ونهارا، وباشرنا حرق الوثائق.

.

نعود إلى زواجه من الفرنسية في باريس.. كيف تم ذلك؟

أظن أن ذلك حصل عبر الفاتحة عام 1932 وبالعقد الرسمي في أفريل من عام 1935، حيث اتصل بأمه بعد أن تزوّج دون إعلام العائلة منذ فترة، وقال لها لقد قررت يا أمي أن أتزوج حتى لا أبقى وحيدا في باريس، وردت الأم بالموافقة والابتهاج، واشترطت عليه أن تكون الزوجة طويلة القامة، ففرح مالك بن نبي، وأرسل لها صورة زوجته الطويلة القامة، وكانت والدته زهيرة رحمها الله متشوقة لمشاهدتها، حتى أنها عندما سافرت إلى الأراضي المقدسة عام 1936 اشترت لها مجموعة من الألبسة وكانت تنتظر بشوق لترى زوجة ابنها الذكر الوحيد، ولكن للأسف حدثت الفاجعة التي هزته، عندما عاد خالي مالك إلى الجزائر عام 1939 رفقة زوجته، وفي محطة قطار مدينة تبسة أذهله تواجد جمع غفير من المنتظرين إلا والده، ففجع وراح يسأل عن صحة والده ليخبره أحد أهل المدينة ويدعى الصادق بوذراع الذي أصبح والده وزيرا بعد الاستقلال، بأن والدته توفيت منذ ثلاثة أيام فقط، مالك بن بني كما كتب في مذكرات شاهد على القرن، كان مرتبطا جدا بأمه، فأصيب بحزن شديد، أما زوجته الفرنسية خديجة فأحبت الجزائر كثيرا وطلبت من زوجها أن تعيش هنا، كانت جزائرية أكثر من الجزائريات، ترتدي الملاءة القسنطينية السوداء، وتعلمت طبخ الرغيف، هي باريسية ووحيدة أمها التي كانت تسكن بالضاحية الباريسية، كانت مختصة في الديكور ووالدها ميتا، تعرفت على خالي بالصدفة في مكتبة للمطالعة بباريس، كان كلما طلب كتابا قيل له أن قارئة أخذته، وكلما طلبت هي كتابا قيل لها إن قارئا أخذه، اهتما معا بمعرفة هذا الثاني الذي يتوافق مع الآخر، فكانت قصة تعارف، فحب فزواج، إلى أن توفيا في نفس العام بعد عِشرة بمرّها وحلوها دامت قرابة الأربعين سنة للأسف لم تنجب أطفالا، ويبين محضر الزواج الذي اطلعت عليه الشروق اليومي أن الشهود هم المغربي محمد الفاسي والتونسي الحبيب تامر الذي قضى في حادث تحطم طائرة في كراتشي، وجزائريان هما صالح بن ساعي وعلي الحمامي، إضافة إلى أصدقاء مسيحيين، استقدموا معهم جوقا موسيقيا، وقامت خديجة بطبخ الكسكسي وتحضير السلطة للمدعوين، أما عن تاريخ اعتناقها الإسلام فلا أحد يعلمه، ويرجح أنه حدث بعد الزواج، المؤكد أن خالي كان يرسل لزوجته باستمرار مرتبا خاصا إلى أن وافتها المنية.

.

وبالرغم من هذه القصة العاطفية المليئة بالوفاء، إلا أن المفكر بن نبي أعاد الزواج؟

آه، نعم، إنها المشكلة الأزلية وهي عقم المرأة، بعض أفراد العائلة كانوا يتوسلون إعادة زواجه، إنه الولد الوحيد في عائلة بن نبي، لقب سينقرض إن لم يرزق خالي صديق بالابن الولد، تصوّر أنهم اختاروا له سيدة سبق لها الزواج من تبسة تدعى السيدة خدوجة حواس، لها ابن يدعى مقداد وكلاهما مازالا على قيد الحياة ويقطنان بالجزائر العاصمة، الزواج حدث في عام 1961 وكان حينها مالك بن نبي في السادسة والخمسين من العمر، قبل الاستقلال ببضعة أشهر، عندما كان يقيم في القاهرة، وكانت زوجته الفرنسية في باريس، قبِل الاقتراح العائلي وتم تسفير زوجته إليه إلى القاهرة، وتم عقد القران في العاصمة المصرية، وللأسف حتى زواجه الثاني لم ينجب منه الذكور، ومع ذلك كانت نعمة الله، حيث رزقه بابنتين توأم هما نعمة وإيمان في أفريل 1962 ثم رزقه بطفلة ثالثة سماها رحمة، ثلاث بنات تزوجن من شاميين، لم ينعم خالي برؤيتهن كثيرا حيث توفي وهن دون العاشرة من العمر، وبعد ذلك أخذت حياتهن اتجاها آخر حيث تزوجت التوأم من شقيقين سوريين، وتزوجت رحمة أيضا من سوري، وهاجرن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتصدمنا وفاة ابنته نعمة بمرض خبيث في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2002.. للأسف بنات خالي لا يعرفن عن والدهن شيئا وزادت غربتهن في الولايات المتحدة حياتهن تعقيدا.

.

ما نعلمه أن خديجة توفيت أسابيع قليلة قبل وفاته؟

كلمة قالها لزوجي محمد موساوي في وهران عندما توفيت زوجته الفرنسية خديجة، “لقد أحسست باليتم بعد وفاتها”، رغم أنه بقي هنا في الجزائر وهي لم تزر الجزائر منذ 1939، ولكن الذي قرأ جزأي كتاب مذكرات شاهد على القرن، يدرك مدى ارتباطه بالسيدة خديجة التي بقيت وفية له ولم ترد إحراجه منذ أن أعاد الزواج، وصار له ثلاث بنات. المؤسف أن علاقتنا مع ابنتيه مقطوعة نهائيا.

.

الآن بعد أربعين سنة عن وفاة مالك بن نبي، ماذا ترك من عقارات؟

لا شيء، لا أفهم لماذا المدعو نور الدين بوكروح يقول في كتاباته بأن مالك بن نبي كان فقيرا في طفولته، وهذه مغالطة كبيرة، رغم أن الفقر ليس عيبا، فقد كنا في حالة متوسطة، وأحيانا جيدة ماديا، مالك بن نبي تحصل على مسكن في العاصمة قدّمه له الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، بعد أن أقنعه بترك القاهرة بعد الاستقلال والعودة إلى الجزائر، ولكن الوالي الأسبق للعاصمة الحاج يعلى استكثر عليه المسكن الفسيح، فطلب منه مغادرته، ولم يناقش المفكر بن نبي رغم أن البيت كان يأوي بناته وزوجته، فقرر المغادرة، ولكنه عندما التقى بالرئيس الراحل هواري بومدين لمدة ساعتين قرّر الرئيس أن يكتب البيت باسمه.

.

لكن ما نعلمه أن مالك بن نبي كان مغضوبا عليه من السلطة، يقولون إن أفكاره تحرجهم، ويقولون إنه كان تحت الإقامة الجبرية؟

لم نسمع عن هذا أبدا، بن بلة كان في استقباله في القاهرة رفقة المرحوم محمد خيضر، وعندما تسلم الرئاسة كان يجتمع به بصفة دائمة ويوميا، ونفس الشي بالنسبة لهواري بومدين، أظن أن أطرافا أخرى في السلطة كان يحرجها نشاط مفكر مثل مالك بن نبي، الدليل على أن علاقته ببومدين كانت طيبة أنه باشر التدريس في “صالة” المحاضرات بمسكنه يومي السبت والأحد للمعربين والمفرنسين بموافقة بومدين، ولم تكن دروس سرية كما يدعّي البعض، كما أن مشروعه حول ملتقيات الفكر الإسلامي التي كان يحاضر فيها، كانت تلقى الدعم الكبير من الرئيس الراحل هواري بومدين، لكن ذلك لا يعني أن مالك بن نبي كان مرحّبا به أينما حلّ وارتحل، أما أن يكون قد أجبر على الإقامة الجبرية، فذاك لا أساس له من الصحة.

أعود إلى ممتلكات عائلة مالك بن نبي، فقد بقي الآن سكن والده في تبسة وتقيم فيه حاليا عائلة شقيقته الصغرى، إضافة إلى سكنه الخاص في العاصمة حيث تقيم زوجته الثانية وابنها الذي هو من زوجها الأول، أما بيته في باريس الذي كان باسمه فقد تم تهديمه بالكامل، وهو نفس مصير البيت الذي ولد فيه بمدينة قسنطينة.

.

وماذا عن عائلة زوجته الفرنسية؟

كما قلت لك من قبل، هي فعلا كما يقال مقطوعة من شجرة، كانت وحيدة والديها اللذين توفيا، ولم تنجب أي طفل، ولم تتزوج سوى من مالك بن نبي، لكن كل الذين عرفوها وأنا منهم نقرّ لها بأنها سيدة رائعة، كانت ترسل للعائلة كل ما تنسجه بيديها كما نسميه محليا الكروشي، وتقدم لنا هدايا مثل أقمصة الصوف، أكيد أنها كانت تريد أن تعيش بيننا، كانت تحب مالك إلى درجة أن أحبت معه كل من كان يحبهم، منذ أن تعرفت عليه اعتنقت الاسلام عن قناعة ودافعت معه عن الجزائر وعن الإسلام. مالك بن نبي من الأوائل الذين نادوا بالاستقلال لم يكن يحدثنا عن أي شيء سوى عن الثورة على الفرنسيين منذ الثلاثينات من القرن الماضي، لم يكن يعترف بالمهادنة والسياسة، كان يريدها ثورة لا تبقي للاستعمار ولا تذر، فكان من الأوائل الذين توبعوا في فرنسا بسبب محاضراته وسجن لأجلها، ومن الأوائل الذين توبعوا في الجزائر وحقق معه لمدة ثلاثة أيام.

.

كثيرون تكلموا باسم مالك بن نبي ومنهم رئيس حزب التجديد والوزير السابق نورالدين بوكروح؟

الشخص الذي تتحدث عنه لا علاقة له بالراحل، حتى كتاباته عن شخص وحياة خالي خاطئة في معظمها، ومع ذلك لا يهم هذا، بقدر ما تهم السرقة التي طالت أفكار مالك بن نبي، حتى أن كتبا بالكامل تم استنساخها، إنه أمر محيّر فعلا، وللأسف فإنه فعلا كما يقال لا نبي بين أهله، ربما كان في فترة من الفترات نورالدين بوكروح، من الدارسين في بيت خالي في نهج فرانكلن روزفلت، ولكن ليس من حقه أن يدّعي أنه تلميذه ويبني مستقبله بأخذ جهد الآخرين.

.

يتبع

تقرؤون في الحلقة الثانية من الحوار علاقة المفكر مالك بن نبي بأحمد بن بلة، ومزاعم السيد نورالدين بوكروح الذي كان يقول إنه تلميذ المفكر بن نبي، والمؤرخ الجزائري اللغز صادق سلام الذي رفض إطلاق سراح كتب ومخطوطات وصور نادرة للمفكر مالك بن نبي وباع بعضها لمؤلفين.

في آخر حوار: أحمد مهساس أحد مهندسي ثورة التحرير لـ ”الخبر” ”لو لم أكن أنا وبن بلة لما كانت هناك ثورة”


في آخر حوار: أحمد مهساس أحد مهندسي ثورة التحرير لـ ”الخبر”

”لو لم أكن أنا وبن بلة لما كانت هناك ثورة”

السبت 02 مارس 2013 الجزائر: حاوره مصطفى دالع
– See more at: http://www.elkhabar.com/ar/autres/hiwarat/325164.html#sthash.CDvgn6hX.dpuf

Ph_25_Ahmed_Mahsas_716730051

filesلجنة شباب بلكور هي النواة الحقيقية للثورة / بلوزداد أول من وضع استراتيجية عسكرية لتفجير الثورة

المخابرات الفرنسية راقبت قيادة الحزب لكنها لم تنتبه إلى شبابه

يكشف المجاهد أحمد مهساس أحد مهندسي الثورة التحريرية، في حوار مع ”الخبر”،. أن محمد بلوزداد هو أول من وضع استراتيجية عسكرية عملية لتفجير الثورة. مشيرا إلى أنه شكّل مع بلوزداد لجنة شباب بلكور، كنواة للقيام بعمل مسلح بعد أن توصلوا مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، إلى أن حزب الشعب لا يمكنه تفجير ثورة بالنظام الذي كان عليه. مشددا على أنه لولا وجوده وكذا وجود الرئيس الراحل أحمد بن بلة، لما كانت هناك ”ثورة جزائرية”.

صرحت سابقا بأنك أحد المهندسين الرئيسيين للثورة، إلى جانب بوضياف وبن بلة، وأن مجموعة الـ22 ليسوا سوى إطارات التنفيذ، ما دليلك على ذلك؟
لو لم أكن أنا وبن بلة لما كانت هناك ثورة، لأني فكرت في استعمال السلاح في الأربعينيات، فقد كنت أناضل في حزب الشعب الجزائري، مؤمن باستعمال القوة من أجل التحرر، لأننا كنا نتصور أن فرنسا لا يمكنها أن تتنازل عن الجزائر بالمفاوضات، وبعد حل حزب الشعب، (بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية في 1939)، أصبح كبار مناضليه إما في السجون أو هاربين من جيش الاحتلال وكنا ننشط في سرية، إلا أننا اعتبرنا أن الحزب لم يصل إلى مستوى التفكير في القيام بعمل مسلح، وبدأت فكرة التحضير لهذا الأخير في بومرداس، وبالضبط في بلدة قورصو أين كنا نعمل.
لكن مصالي الحاج كان أول من نادى باستقلال الجزائر في تلك الفترة؟
كان مصالي الحاج وحزب الشعب يفكرون في استعمال القوة، بعد الخروج من الأممية الشيوعية، ولكننا كنا نفكر بجدية أكثر، شددنا على ضرورة تكوين النظام المسلح الذي كنا نحلم به، لكن الانتخابات عطلتنا في عملية التحضير للعمل المسلح، وتم الاتفاق على التحضير له في نفس الوقت مع العمل السياسي. وفي 1940 قمنا بإضراب في مصنع التبغ في بودواو، واشتبكنا مع الأمن الفرنسي، وتعاركت مع الدرك في عهد حكومة فيشي، ثم فررت من بودواو إلى بلكور (بلوزداد حاليا وسط العاصمة)، والتقيت مع فوج من شباب حزب الشعب، وأسّسنا ”لجنة شباب بلكور” (السي جي بي)، التي أصبحت تنشط في سرية داخل الحزب.
لماذا شكّلتم تنظيما شبانيا سريا داخل حزب الشعب دون الرجوع إلى القيادة؟
الشباب كانوا أكثر حماسة للنضال من الكهول، والفرنسيون لم يكونوا على علم أن هناك جيلا جديدا من الشباب يتشكل داخل الحزب، وهذه القاعدة الشبانية كانت تتطور وتؤمن بفكرة الثورة، لكن مصالح الأمن الفرنسية لم تتمكن من رصد هذا التطور، ولم تتوقع أن يقوم شباب الحزب بتفجير ثورة دون الرجوع إلى القيادة.
من هم أبرز أعضاء لجنة شباب بلكور؟
كنا أربعة أو خمسة شبان في لجنة شباب بلكور من بيننا محمد بلوزداد (أول قائد للمنظمة الخاصة)، وكوّنا نظاما شبه عسكري، ولكن، للأسف، المؤرخين يهملون مرحلة النضال السياسي ما بين 1939 و.1945 لجنة شباب بلكور هي النواة الحقيقية للثورة، والظروف النضالية فرضت علينا تكوين هذا الهيكل بعد أن تأكدنا بأن النظام الثوري قبل 1945 غير قادر على تفجير ثورة، فأخذنا المبادرة في ”السي جي بي” دون علم الحزب، وبدأنا في تشكيل خلايا في عدة مناطق مثل بومرداس وقسنطينة والشلف.
ماذا كان موقف الحزب بعد اكتشاف هذه النواة داخل جسمه؟
الحزب اعترض على هذه النواة، وكاد يفصلنا خشية تقسيم الحزب، لكننا تحاورنا مع القيادة التي كان يمثلها عسلة حسين عضو المكتب السياسي، ومحمد طالب وهو مناضل كبير في الحزب ليس هناك من يتحدث عنه، بالإضافة إلى أحمد لغواطي ممثل كهول بلكور، وذلك طيلة ليل كامل، من الخامسة مساء إلى الثالثة فجرا. وقال لنا عسلة حسين ”أخذنا قرارا بعزلكم..”، ولكن بعد مفاوضات عسيرة قال ”في الحقيقة نأمل أن تكون كل الشبيبة الجزائرية متمردة مثلكم”، ففهمنا أننا نجحنا في إقناعهم بإبقائنا ضمن صفوف الحزب، واشترطوا أن يكون هذا النظام في الجزائر الكبرى، وأصبحت ”لجنة شباب بلكور” تسمى شبيبة الحزب، وكان هناك تنسيق مع الكهول، بل كانت شبيبة الحزب تملأ أي فراغ قيادي لدى الكهول.
لماذا لم تقوموا بتفجير الثورة بعدما نكثت فرنسا بعهودها باستقلال الجزائر، خاصة أنها خرجت منهكة القوى من الحرب العالمية الثانية؟
بعد مجازر 8 ماي 1945 استشهد الكثير من مناضلي حزب الشعب، وتحطم الحزب بسبب هذه المجزرة وتغيّر منهجه، حيث مر بفترة تحول كبيرة، حينها قلنا أن نظام حزب الشعب غير مؤهل لتفجير الثورة، ويجب أن يتغيّر سياسيا وعسكريا، فقررنا دخول الانتخابات حتى ولو لم نكن نؤمن بها، وفي 1947 انعقد مؤتمر سري للحزب، وتأسس حينها نظام جديد لتحضير الثورة تحت اسم ”المنظمة الخاصة”، وأعطيت الأسبقية لتوفير كل الوسائل من أجل تفجير الثورة، فقد كان للمنظمة الخاصة الأولوية في الحزب الذي تمكّن من تكوين جيش صغير.
من وضع أول استراتيجية عملية لتفجير الثورة؟
كان محمد بلوزداد، أول المتحمسين لتشكيل تنظيم مسلّح من أجل تفجير الثورة، وكان عضوا في لجنة شباب بلكور وناطقها الرسمي، لطالما تمتع بشخصية ذكية ومثقفة ومتحمسة، كان مثالا للمناضل الثوري، وهو أول من وضع استراتيجية ”المنظمة الخاصة” مع نخبة الحزب، وكانت لديه خلايا تجريبية خاصة في جهة الغرب وبلكور وقسنطينة، قبل أن يقترح تأسيس المنظمة الخاصة.
لماذا لم يتم اختيارك قائدا للمنظمة الخاصة بعد وفاة بلوزداد، رغم أنك كنت ضمن النواة الأولى للتحضير للعمل المسلح؟
كانت المنظمة الخاصة تبحث عن مناضلين أدوا الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي، مثل محمد بوضياف وأحمد بن بلة، أما أنا فكان لي خمس سنوات في الحزب، وعند تأسيس حزب الشعب أعطى أوامره بعدم الالتحاق بالجيش الفرنسي، أما محمد بوضياف كان يعمل في قباضة ضرائب في برج بوعريريج، ومتعاطف مع حزب الشعب، والتقيت الرجل مرتين، ولاحظت أنه إنسان صارم ودقيق ووطني وعسكري، حيث كان ضابط صف في الجيش الفرنسي، ولكنه لم يكن بشهرة بن بلة الذي كان بطل معركة كاسينو في الحرب العالمية الثانية، وكرّمه ديغول بوسام، وقد اتصلت بلحول حسين الأمين العام للحزب وقلت له أن بوضياف ”مناضل مليح”.
زكيت بوضياف في المنظمة الخاصة، ولكنه أصبح أعلى منك درجة في الثورة؟
أنا من الشباب الجزائري الذي بنى الحركة الثورية الجزائرية وأنجحها، رفقة محمد بلوزداد وأحمد بن بلة، وأنا لا أمدح نفسي ولكني قدمت خدمة لبلادي، وإذا وجدت رجلا بإمكانه تقديم أكثر مما قدمته لهذا البلد قدمته ولو على نفسي.
وماذا عن بن بلة؟
كانت هناك انتخابات المجلس الجزائري في 1948، وترشح بن بلة في مغنية، لكن جرى قمع وتزوير كبيرين، حيث أن 35 مرشحا في حزب الشعب كانوا في السجون.
كانت قصة فرارك مع أحمد بن بلة من سجن البليدة في 1952، من أشهر العمليات التي أحرجت الاستعمار الفرنسي قبل اندلاع الثورة، كيف جاءتكم الفكرة ؟
بعد انكشاف المنظمة الخاصة (الجناح شبه العسكري لحزب الشعب) في 1950، واعتقال الكثير من ضباطها، وكنت من بينهم إلى جانب أحمد بن بلة (آخر قائد للمنظمة الخاصة) تمت محاكمتنا، فحكم على بن بلة بثماني سنوات سجنا، خاصة بسبب مشاركته في عملية ”بريد وهران”، بينما حكم عليّ بخمس سنوات سجنا، بتهمة تهديد أمن الدولة الفرنسية، فطلبنا من الأمين العام للحزب (حركة انتصار الحريات الديمقراطية) حسين لحول، وكذا من أحمد بودة أحد قيادات الحزب، مساعدتنا على الهروب من السجن فرفضا ذلك، وطلبا منا أن ننتظر حتى يقوم الحزب بتهريبنا من السجن، فخشينا أن يكون الحزب قد تراجع عن فكرة الكفاح المسلح ويريد حل المنظمة السرية، خاصة وأننا عارضنا حلها، وبعد ذلك سمعنا أنه تم إلغاء المنظمة الخاصة، وضم جنودها إلى الحزب الأم كمناضلين.
لماذا أصر قادة حركة انتصار الحريات الديمقراطية، على حل المنظمة الخاصة التي كان من المفروض أن تكون نواة الثورة؟
انكشاف المنظمة الخاصة وعلاقتها بالحزب، جعل قيادة الحزب تخشى أن يتم حل الواجهة السياسية لحزب الشعب، والمتمثلة في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، والتي كانت تنشط بشكل رسمي وعلني، لذلك فضل الحزب التضحية بالمنظمة الخاصة بدل التضحية بحركة انتصار الحريات الديمقراطية.
كيف شرعتم في التخطيط للهروب من سجن البليدة؟
لم يكن من منفذ داخل ذلك السجن سوى نافذة الزنزانة، المشكّلة من قضبان حديدية صلبة، والزنزانة التي كنا متواجدين بها مع 56 معتقلا، وتسع القاعة لنحو 200 معتقل، وبوابتها عبارة عن قضبان حديدية تسمح للحراس بمراقبة المساجين السياسيين من بعيد حتى وهم نائمون، كما أن هناك دوريات راجلة تجوب محيط السجن خارج الزنزانة، لذلك كنا نراقب مرور الدوريات بدقة، ونقوم بحركات رياضية ونلعب كرة القدم للحفاظ على لياقتنا البدنية حتى تسعفنا أثناء عملية الهروب، وحتى إذا تجاوزنا كل هذه العوائق كان يفصلنا جدارين عن الحرية، الأول علوه لا يتجاوز 2 متر، أما الجدار الخارجي فهو الأصعب لأن طوله كان يبلغ نحو 6 أمتار، لذلك كنا بحاجة إلى شيئين، الأول منشار لقطع الحديد والثاني حبل لتجاوز الجدارين الداخلي والخارجي، أما بالنسبة للحبل فقطعنا الأغطية إلى أشرطة ثم فتلناها مع بعضها بشكل غليظ ومتين، وربطناها مع بعضها البعض حتى يصل طولها ضعف طول السور الخارجي (6 أمتار).

ماذا عن المنشار؟
ادعيت أنّ سني تؤلمني، فأخذوني إلى طبيب الأسنان خارج السجن تحت الحراسة، وكنت قد اتفقت مع مناضل يدعى الصافي بوديسة بأن يحضر لي منشارا صغيرا، في مكان وزمان محددين، وذلك عندما تم اعتقال بوديسة أثناء مظاهرة شارك فيها مع العديد من المناضلين، الذين كانوا يأتون من مختلف أنحاء البلاد أثناء محاكمتنا للمطالبة بإطلاق سراحنا، وفي كل مرّة كان يتم اعتقال البعض منهم لمدة أيام ثم يطلق سراحهم، حيث وضع بوديسة في نفس الزنزانة التي كنت متواجدا فيها مع بن بلة وقيادات أخرى من المنظمة الخاصة، واتفقنا معه أن يحضر لنا المنشار إلى عيادة طبيب الأسنان، وعندما خرجت من هناك توجهت إلى المرحاض حتى لا يرافقني الحراس، ولما خرجت سلّمني بوديسة المنشار الصغير، فوضعته داخل حزام سروالي، وكنت قد فتحت فيه شقا في السجن حتى لا يمكن اكتشافه أثناء عودتي، ولم أكن أفضل إخفاءه داخل الخبز.
متى بدأتم تنفيذ الخطة؟
اخترنا يوم عيد ميلاد مصالي الحاج (زعيم حزب الشعب الجزائري) في 16 مارس، حيث اعتاد المناضلون في كل عام تنظيم احتفالات وأناشيد ورقص في جميع السجون الاستعمارية، ويحدث خلال هذه الاحتفالات ضجيج كبير كنا بحاجة إليه حتى لا يسمع الحراس صوت نشر الحديد، لأنه كان لدينا وقت محدد لقطع القضبان الحديدية لنافذة الزنزانة، بعد مرور الدورية الأولى وقبل قدوم الدورية الثانية، خاصة وأن الحراس كانوا يتفقدون يوميا القضبان الحديدية للنافذة، للتأكد بأنه لا توجد أي محاولة لقطعها، لذلك استعنّا ببعض المناضلين الذين كانوا معنا في السجن في العملية، والذين كتموا السر وشاركوا جميعا في عملية الهروب، كل بطريقته الخاصة، ورغم أن يوسفي امحمد ومحجوب كانا مسؤولين كبيرين في المنظمة، إلا أنهما فضلا عدم الهروب معنا واستكمال سنتين أو ثلاثة داخل السجن، والخروج بشكلطبيعي.
صف لنا لحظات خروجكما من نافذة الزنزانة؟
خرج بن بلة أولا من نافذة السجن، بعد قطع قضبان الحديد في مدة محددة، (ساعتان حسب رواية الرئيس أحمد بن بلة)، ثم خرجت ثانيا، وإحساس بالقوة الكبيرة يخالجه خوف من عدم نجاح العملية، وجرينا بسرعة باتجاه الحائط الأول، لأنه لم يكن لدينا الكثير من الوقت، فموعد الدورية الثانية كان قد اقترب، وكان بن بلة يحمل على كتفه الحبل، فحملته على كتفي حتى يصعد فوق الحائط الأول، ولكنه شك بأن السور فيه خيط مكهرب وخشي أي يصعق إن لمسه، فقال لي: ”هناك كهرباء”، فقلت له: ”امشي جهة اليمين”، فمشى فوق السور إلى أن وصل إلى مكان بدا لنا آمنا، ثم صعدت فوق السور الذي لم يكن مرتفعا كثيرا، حوالي مترين بينما طولي 76 ,1 مترا، خاصة وأننا كنا مدربين مثل الكمندوس، إلا أن وعينا السياسي كان أفضل، بعدها جرينا في الممر بين السورين للوصول إلى مكان محدد، كنا قد اتفقنا على الالتقاء فيه مع أربعة رجال من البليدة أحدهم يسمى مصطفى سيد يخلف (أعدمته فرنسا بالمقصلة في 1957)، كانوا بانتظارنا خلف السور الخارجي، ولم نصل إلى المكان المحدد إلا وقد كنا قد أرهقنا من التعب.
وكيف تجاوزتم السور العالي؟
كان علينا رمي الحبل الثقيل ما وراء السور العالي، ولم يكن هذا بالأمر السهل، ولكن بن بلة نجح من أول رمية، حيث قذفه بقوة فتدلى الحبل من الجهة الأخرى للسور، وبمجرد أن أمسك رجال البليدة بالحبل وهزوه كان ذلك إشارة إلى أنهم في الموعد، وصعد بن بلة أولا، ثم جاء دوري وتسلقت ثلاثة أرباع السور لكن خارت قواي ونزلت، ثم حاولت مرة ثانية لكني أخفقت، وفي المحاولة الثالثة استجمعت كل ما تبقى لي من جهد، وكنت مصمما على الوصول إلى أعلى السور وصعدت بسرعة ونجحت هذه المرة، ثم قفزنا إلى أسفل السور، وأول ما خطر على بالي بعد أن أصبحنا خارج السجن مطاردة الشرطة الفرنسية لنا بالكلاب البوليسية بعد اكتشافها عملية فرارنا من السجن، وفرحة مناضلينا بنجاح هذه العملية، وكذلك كنا نخشى معارضة قيادة الحزب لهذا الفرار وردة فعلهم حياله.
أين اختبأتما بعد فراركما من السجن؟
ركبنا سيارة كانت مركونة في مكان غير بعيد عن السجن، ولم نشاهد أي أشخاص في المكان خاصة أن الوقت كان ليلا، وتوجهنا إلى منطقة معزولة في جبال الشريعة لدى أحد المناضلين الأربعة الذين هرّبونا من السجن، واختبأنا في كوخ بالقرب من بيت هذا المناضل الذي كانت له عائلة كبيرة العدد، فطلب منهم، خاصة الأطفال، عدم الاقتراب من الكوخ، في حين كان أكبر همنا حينها كيفية الاتصال بمسؤول دائرة البليدة في الحزب، حتى لا يظنوا أننا وضعناهم أمام الأمر الواقع.
وكيف كانت ردة فعل الشرطة الفرنسية بعد أن اكتشفت فراركما من السجن؟
كانت ضربة قوية للفرنسيين لأنهم كانوا يظنون أن الأوضاع في الجزائر متجهة الى الاستقرار، خاصة بعد اكتشافهم وحل المنظمة الخاصة، ونحن كنا مسؤولين في الحزب وقيادات في المنظمة الخاصة، لذلك كان فرارنا من سجن البليدة لديه وقع شديد على الفرنسيين، لذلك شنوا حملات تفتيش حثيثة للوصول إلينا باستعمال الكلاب المدربة ونشر الحواجز الأمنية في كل مكان، ونشر صورنا في الصفحات الأولى للجرائد وتخصيص مكافأة مالية كبيرة بلغت حينها 12 مليون فرنك لمن يدلي بأي معلومة تساعد على القبض علينا، وبقينا نحن في ذلك الكوخ نحو شهرين دون أن تتمكن السلطات الفرنسية من الوصول إلينا، وبعدها هربنا إلى فرنسا واجتمعت مع بوضياف وبن بلة في باريس في 1953، واتفقنا على تفجير الثورة، بحيث يقوم بن بلة بتحضير الثورة من القاهرة، أما أنا فمن فرنسا وبوضياف منسق الثورة من الداخل.

ما هي المهام التي كنت مكلفا بها عند اندلاع الثورة؟
كنت في فرنسا قبل ذهابي إلى الشرق، عندما أطلق سراح عبان رمضان من السجن في 1955، شهران قبل انتهاء المدة التي حكم عليه بها، ومع ذلك لم يتصل عبان بي هناك، فغادرت فرنسا على عجل بعد أن طلب مني محمد بوضياف وأحمد بن بلة والعربي بن مهيدي، الخروج فورا من فرنسا، وإلّا يلقى عليّ القبض، فخرجت من هناك ودخلت إيطاليا، والتقيت محمد بوضياف بعد موعد اتفقنا عليه ثم افترقنا، ولأنني لم أكن أملك المال لشراء تذكرة سفر إلى القاهرة مددت إقامتي في إيطاليا، فشكت بي السلطات الإيطالية وأرسلوني إلى سويسرا، وكأنهم كانوا يرغبون في إعادتي إلى فرنسا، وشكت السلطات السويسرية في أنني جاسوس، فقاموا بحبسي ومنعوني من الاتصال ببوضياف، ولكنهم اتصلوا به، ولحسن حظي كان بوضياف متواجدا هناك، فأعطاهم المال واقتنوا لي تذكرة سفر إلى القاهرة، فركبت الطائرة وغادرت إلى مصر، وفي هذا الظرف بالذات عندما كنت مستعدا للسفر إلى إيطاليا، أطلقت السلطات الفرنسية سراح عبان رمضان.
لماذا اخترت السفر إلى القاهرة بالذات؟
لأن قوافل من الأسلحة (الموجهة إلى جيش التحرير في الجزائر)، كانت تقع في يد الجيش الفرنسي بتونس، ولم تكن تصل إلى المجاهدين، كما كانت الفوضى، مع تدخل عدة أطراف داخلية وخارجية مثل المصريين، وكان المصاليون أقوياء ولديهم وسائل كبيرة، ويصعبون مهمتنا (جلب السلاح إلى الثورة)، ولم تكن هناك أي دولة تدعمنا بالسلاح وقتها سوى المصريين.
المصريون فقط؟
كان المصريون فقط يؤيدون ثورتنا إلى أقصى حد، أما الآخرين فكانوا في حالة شك، بل يتمنون لو نفشل.
وماذا عن التونسيين والمغربيين والليبيين..؟
كانوا حينها تحت الاحتلال الفرنسي، ولولا الليبيين لما تمكّنا من تمرير ولو قطعة سلاح واحدة إلى الجزائر، ولحسن الحظ كان لديهم رئيس وزراء جيد، يعطينا شاحنات تنقل السلاح من الحدود المصرية إلى غاية طرابلس، ومن ثمة إلى الجزائر عبر تونس.
وهل كنت تنسّق عملية نقل السلاح المصري مع ضابط المخابرات المصري فتحي الذيب؟
نعم أعرفه جيدا، إنه رجل مخلص، لكني اصطدمت معه، ولم نتفق لأنه كان رجلا يتعامل معنا مثلما يتعامل مع المعارضة، وكدت أتعارك معه في إحدى المرات، ولا أريد التكلم عن هذه المشاكل التي وقعت بيننا، لأنه توفي رحمه الله، لقد كان رجلا مخلصا، وقبل وفاته نشر كتابا ”عبد الناصر وثورة الجزائر”، وحاول التقليل من شأني، لأنني لم أكن على وفاق معه، كما أن المسؤول العسكري المصري في ليبيا كان فوضويا نوعا ما، فوضعته في مكانه أكثر من مرة.
كيف عملت على تزويد الثورة بالسلاح عندما غادرت فرنسا؟
تنقلت إلى الخارج خصيصا من أجل قضية الأسلحة التي لم تكن تصل، والثورة التحريرية كانت في مأزق لأنه لم يكن بالإمكان القيام بثورة دون أسلحة، لذلك عقدنا اجتماعا في 1955 بالقاهرة لتسليح الجهة التي كنت أمثلها (الجهة الشرقية والولايات 4 .3 .2 .1وكذا تسليح الولاية الخامسة (وهران)، التي تفككت بعد اندلاع الثورة، وبعض البواخر التي حجزت، وبوصول الأسلحة إلى الولاية الخامسة ولدت من جديد، وأعطى ذلك نفسا جديدا للثورة في الجهة الغربية، كما وصل السلاح إلى الجهة الوسطى ”الولاية الرابعة”. حيث أشرفت شخصيا على تجريب فرقتي كموندوس لنقل الأسلحة، إلى غاية الولاية الرابعة التي ربطتها بالجهة الشرقية عبر الحدود التونسية، فتمت العملية دون خطر كبير، ثم أرسلت نفس الكموندوس للمرة الثانية وفي نفس المهمة فاستشهد قائده.
ما اسم هذا القائد؟
اسمه عبد القادر بودة رحمه الله، وهو ابن أخ أحمد بودة رحمه الله وهو مناضل كبير، وأنا الذي جربته حتى أعرف إن كان بإمكانهم نقل السلاح والعودة أولا، أما الولاية الخامسة (وهران) فلم يكن إيصال السلاح إليها من ضمن مسؤوليتي، بل كانت لديها هيئة خاصة مشرفة على توزيع السلاح بقيادة محمد بوضياف ثم عبد الحفيظ بوصوف رحمهما الله، فالضابط عبد القادر بودة استشهد في الولاية الثانية، والخطة المعمول بها في نقل السلاح أن تكلف فرقة بنقل الأسلحة، أما الثانية فتنقل الذخيرة حتى لا يتم استعمالها في أي مواجهة مع العدو في الطريق إلى مكان التسليم، فأحيانا يتم الالتقاء في نقطة معينة، وننجح في وصول فرقتي السلاح والذخيرة معا، وأحيانا أخرى تصل إحداها.
ما هو الدور الذي لعبه الليبيون في دعم الثورة الجزائرية؟
في إحدى المرات مع بداية الثورة، سمعنا هرجا ومرجا في العاصمة الليبية طرابلس، فلما سألنا عما يحدث قيل لنا أن الجيش الفرنسي هجم على ليبيا، إلا أننا تبيّنا أن الأمر لا يعدو سوى كون فرقة من جيش التحرير بكل معداتها عبرت الحدود إلى داخل الأراضي الليبية، وكان يقود هذه الفرقة ضابط جزائري جاء من آسيا (يقصد من الفيتنام التي كانت تحتلها فرنسا)، وفرّ في القاهرة (على الأغلب خلال العدوان الثلاثي على مصر في 1956)، ودخل إلى طرابلس، وهناك استقبلناه ودربناه وأرسلناه مع قافلة إلى الأوراس، وبعد شهور نزل من الأوراس وعاد إلى طرابلس مع جنود في جيش التحرير، فظنهم الليبيون على الحدود فرنسيين، وناداهم فعرفوه وفرحوا به، لأنهم كانوا على سابق معرفة به، وجاؤوا بهم إلينا فاستقبلناهم وزودناهم بالسلاح وقفلوا عائدين إلى الأوراس لإيصال السلاح إلى جيش التحرير.
إذن الليبيون ساعدوا في عملية نقل السلاح إلى الداخل؟
قدموا لنا كل ما يملكون، تركونا نستعمل أرضهم وهم تحت سلطة جيوش الحلفاء (الجيوش الفرنسية والأمريكية والبريطانية)، والشعب الليبي كان يؤيدنا بشكل مطلق، رغم أننا في البداية كنا ننشط في سرية تامة، ولا يمكنك أن تسمع بجزائري في ليبيا نهائيا في تلك الفترة. وعندما كان يصادفني أي مشكل من حين إلى آخر كنت ألجأ إلى رئيس الوزراء الليبي وأجتمع معه في سرية.
كيف جنّدتم توارق ليبيا والجزائر في عملية نقل السلاح إلى المجاهدين في الداخل؟
قمت شخصيا بربط توارف ليبيا والجزائر بالثورة التحريرية، فبعدما أصبحت مهمة إدخال السلاح إلى الجزائر عبر تونس مهمة صعبة، لأن الفرنسيين كانوا يتحركون بحرية في تونس، اتصلنا سياسيا بالحزب الحاكم في تونس (التجمع الدستوري) وجاءنا وفد رسمي منه، وقالوا لنا ”سمعنا بأن لديكم مشكل مع حكومتنا… لا ترجعوا إلى الوراء، اصمدوا وإذا كان من الواجب قطع الجنوب التونسي وربطه مع الثورة الجزائرية كأرض عربية إسلامية ثورية، فإننا سنفعل ذلك، المهم أن تصمدوا ولا تخافوا”، لكننا قلنا إذا كانت الأمور ستصل إلى هذا المستوى (وصل الجنوب التونسي وضمه إلى الثورة الجزائرية)، فعلينا أن نبحث عن حل آخر، ففكرنا في نقل السلاح عبر الجنوب وبالضبط عبر الحدود الليبية الجزائرية، واتفقنا مع أمين عقال طوارف الجزائر على لقاء في بلدة على الحدود الجزائرية الليبية، وانتظرناهم يومان إلى أن وصلوا، وقلنا لهم ”نحن نعرفكم مجاهدين من قديم الزمان، وهذه قضيتنا”.
ووقتها كان الفرنسيون يشنون حملة كبيرة من أجل فصل الصحراء عن الجزائر، ووعينا شيوخ الطوارف من خطورة هذا الأمر، ثم قلنا لهم لدينا مشكلة أخرى تتمثل في السلاح، فإذا لم ندخل السلاح إلى جيش التحرير فالثورة التحريرية ستفشل، ونريد منكم أن تتعهدوا لنا في حالة حدوث مشكل من هذا النوع أن توصلوا لنا السلاح من جنوب الصحراء إلى الجزائريين في الشمال، ولكن بعد الاستقلال التقيت بهم وتأكدت بأنهم قاموا فعلا بإيصال السلاح إلى الثورة التحريرية.

تحدّثتم عن تجنيد توارف ليبيا والجزائر في نقل السلاح للمجاهدين، لماذا اكتفى التوارف بذلك دون القيام بعمليات عسكرية ضد العدو الفرنسي؟
نحن لم نكن نريد أن يستعمل السلاح في مناطق التوارف، بل كنا نريد أن يذهب السلاح بعيدا (إلى شمال الجزائر)، مشكلتنا لم تكن في كيفية تحرر توارف تلك الجهة، بقدر ما كانت الأولوية في توفير السلاح بشكل كاف حتى يتمكن الشعب الجزائري من الدفاع عن نفسه، أرأيت كيف كنت أفكر؟ فمن كان يفكر حينها بأن يتصل بملك الطوارف (أمين العقال) لإيصال السلاح من الجنوب؟
لماذا عارضت مع بن بلة بشدة مؤتمر الصومام، رغم أنه أعاد تنظيم الثورة عسكريا واستراتيجيا؟
هم الذين سموه مؤتمر الصومام (يقصد عبان رمضان وجماعته)، فقبل أن يفكر أي أحد في عقد مؤتمر، كنا مقتنعين بضرورة فعل ذلك، لأننا لم نجتمع (كقيادة) منذ عام 1954، كون انطلاقة الثورة كانت فيها صعوبات، وعليه كان من الضروري إعادة التنظيم، ولكن ما حدث تمثل في سرقة الفكرة والوسيلة، وتم توجيه المؤتمر إلى ما هو غير مفيد للثورة، وبذلك تغيير في اتجاه الثورة.
أين كنتم ستعقدون المؤتمر؟
لم نحدد المكان، لكننا كنا نحضر لكيفية توجيه المؤتمر، وتقييم الخسائر وتحديد الأخطاء، وإعادة بناء تنظيم الثورة على مستوى آخر متطور في المرحلة الأولى للانطلاقة.
لماذا لم تعجبكم قرارات مؤتمر الصومام؟
المؤتمر كله لم يعجبنا لأنه مزور، وجاءت جماعة من الذين فاتهم القطار في 1954 من المركزيين والأحزاب التي كانت تقف عكس اتجاه الثورة، لتنحية المفجرين الأوائل لها، الذين كانوا يصفونهم بالمتطرفين، وذلك بعد أن ظنوا بأن الثورة لن تنجح، وعندما ظهر العكس، أرادوا تنحيتنا من الميدان، لأن طموحاتهم كانت، طبعا، بعيدة عن الثورة وربما حتى عن الوطنية، ثم يدّعون بأنهم فجروا الثورة، وهنا وقع المشكل لأنهم أرادوا تحضير مناضلين مثل عبان رمضان لمواجهة المناضلين الحقيقيين الذين فجروا الثورة (يقصد أن المركزيين أمثال بن خدة وسعد دحلب استعملوا عبان رمضان لإضعافه رفقة بن بلة).

هل يعني أن العربي بن مهيدي وكريم بلقاسم وزيغود يوسف لم يتمكنوا من التأثير على عبان رمضان خلال مؤتمر الصومام؟
لم يكن بوسعهم التأثير على عبان رمضان، لأنه دخل متأخرا، بل لم يدخل حتى الحركة الوطنية، وقال لي بن زين رحمه الله، ذات مرة، إنه التقى عبان رمضان وأخبره أنه سيلتحق بفرحات عباس. وأنا من قدمه للحزب، كنا ندعم التنظيم (يقصد حزب الشعب وفروعه)، وكلما اكتشفنا شابا جزائريا لديه إمكانيات ومؤهلات نقوم بدمجه معنا.
في أي سنة تم إدماج عبان في حركة انتصار الحريات الديمقراطية (حزب الشعب الجزائري سابقا)؟
في أواخر سنة 1947 التقيت به ثلاث مرات، آخر مرة جاءني فيها إلى قسنطينة فأعجبني، وراسلت إدارة الحزب وأعلمتهم بأنني وجدت مناضلا ”هايل”، ثم تركت الأمر بين أيديهم وأكملت عملي.

هل كنتم على علم بتحضيرات عقد مؤتمر الصومام، وهل طلب منكم الحضور؟
بالطبع تم إعلامنا عن طريق رسالة، ولكنهم خطفوا المؤتمر لإعادة السيطرة على ”القوة الثورية”، بدليل أن المؤتمر لم تحضره الولاية الأولى ولم تحضر الهيئة التي كونتها، والتي تسمى ”القاعدة الشرقية”.
لم تكن ولاية (القاعدة الشرقية)، ولكن كانت تنظيما استراتيجيا متصلا بعدة ولايات، حتى الولاية الرابعة (وسط الجزائر تمتد من عين بسام شرقا إلى تنس غربا)، وكانت تعمل على إيصال الأسلحة إلى هذه الولايات (3.2.1,4)، بالتنسيق مع مصر والدول العربية… ويأتي شخص (يقصد عبان رمضان) ليس عضوا في الحركة الوطنية، وغادر السجن في 1955، دون أن يتصل بنا، ليغتنم الفرصة عندما ألقت فرنسا القبض على رابح بيطاط (أول قائد للولاية الرابعة) في نفس العام. حينها كان عبان كاتبا لبيطاط يساعده في الدعاية، وبعد إلقاء القبض على هذا الأخير، طلبت من قيادة الثورة أن أذهب إلى العاصمة لاستخلافه على رأس قيادة الولاية الرابعة (كانت تسمى المنطقة الرابعة قبل مؤتمر الصومام)، لكنهم رفضوا ذلك، بحجة ضرورة الذهاب الى المشرق، من أجل الوقوف على قضية اللوجيستيك (تزويد الثورة بالسلاح)، وفي هذا الظرف ”تسرب” عبان الى النظام، على غرار أشخاص آخرين مثله، كبن يوسف بن خدة رحمه الله، لأنهم كانوا مهمشين في ذلك الوقت، حتى وإن كانوا داخل الثورة.
عندما عارضت مؤتمر الصومام، قال العقيد عمار بن عودة إنهم حاولوا اعتقالك، هل هذا صحيح؟
لم يتم سجني بل أنا الذي كنت قادرا على إدخالهم جميعا إلى السجن، لأنني كنت مسيطرا على الجهة الشرقية للبلاد (الولاية الأولى والقاعدة الشرقية)، وكانت لي رتبة عالية في الحزب وسمعة جيدة وسط المناضلين، وهناك من لا يريد أن يعترف لي بذلك إلى اليوم. حيث كنت مكلفا بالتسيير وأمن الثورة اللوجيستيكي (جمع السلاح وإيصاله إلى المجاهدين)، وكنت أتنقل بين تونس وليبيا ومصر وفرنسا وسويسرا وعدة دول أوروبية، وبقيت على اتصال مع فدرالية جبهة التحرير في فرنسا، التي كنت أول من شكّل هيئتها. أما عمار بن عودة الذي تحدث عن محاولة اعتقالي، فلم ألقاه سوى ثلاث أو أربع مرات في حياتي فقط، وأنا الذي كنت مسؤولا عنه في 1947، ومسؤولا على كامل منطقة قسنطينة (يقصد الشرق الجزائري برمته، الذي يضم الشمال القسنطيني والأوراس)، وهو كان بمثابة مناضل صغير في عنابة، لكن هناك من ينتهج طرق ملتوية للوصول إلى المكانة التي يطمح إليها، وبن عودة كان بعيدا عني، لأنني كنت في قيادة أركان المنظمة الخاصة، وهذه المرتبة لم يصلها حتى محمد بوضياف في ذلك الوقت. فأنا كنت مسؤولا عن الثورة ولما انخرطت في الحزب، كنت أعمل من أجل الثورة، وبقيت وفيا للثورة إلى غاية الاستقلال، ولازلت إلى اليوم مع الثورة.
بن عودة يقول بأنك أعلنت نفسك رئيسا للثورة بعد اختطاف طائرة الزعماء الخمسة، في 26 أكتوبر 1956، فهل كنت فعلا القائد الأول للثورة بعد اختطاف بن بلة وبوضياف وآيت أحمد وخيضر؟
نحن حاربنا الزعامة التي كان يمثلها مصالي الحاج، فكيف أتبنى المنطق الذي طالما حاربناه في الثورة، وبعد اختطاف الطائرة بقيت حوالي ستة أو سبعة أشهر لحالي، لأني كنت الوحيد الذي يمثل الثورة، فعملت على تنظيم الأمور، ولم يكن قصدي تزعم الثورة، ولم أكن الرجل الثاني أو الثالث في الثورة، وأحمد بن بلة لم يكن رئيسا لها، فنحن لم نطح بمصالي الحاج لنضع زعيما بدلا عنه، رغم أن بعض الدول الخليجية كانت تريد منا أن ننتظم مثل التنظيمات الدولية (كل تنظيم له قائد أو زعيم)، لكننا جئنا بفكر جديد لأننا تجاوزنا فكرة الزعامة، ليكون التسيير ديمقراطيا فيعطي القوة للثورة والخير للبلاد، وتعيين المسؤولين يكون بالتشاور، فلما طلبوا مني (قادة الثورة) عدم الذهاب إلى العاصمة (لقيادة الولاية الرابعة) لم أذهب، رغم أن هذا الطلب لم يكن أمرا، ولكني عرفت أنني سأخلق مشكلا إذا دخلت العاصمة دون رضى الجماعة.
ولماذا أردت تعيين نفسك قائدا للولاية الرابعة؟
بعد إلقاء السلطات الفرنسية القبض على رابح بيطاط، طلبتُ دخول العاصمة للإشراف على تسييرها خوفا من أن يعيّنوا شخصا غير مؤهل مكان بيطاط، وقد لا يتمكن من تسيير الوضع والتحكم فيه لأنها منطقة صعبة جدا.
ومن طلب منك عدم قيادتها؟
بوضياف والعربي بن مهيدي وآخرون.
ومن مثّل الولاية الرابعة في مؤتمر الصومام؟
عن أي مؤتمر تتحدث، هذا المؤتمر الذي لم تشارك فيه الولاية الأولى (الأوراس)، ولا الولاية الخامسة (وهران)، ولا فيدرالية جبهة التحرير في فرنسا، ولا حتى الولاية الرابعة (وسط الجزائر)، التي لم تكن ممثلة بعد اعتقال بيطاط بل كانت مزورة، ومحمد بوفرة كان القائد الفعلي للولاية الرابعة، كما أن الولاية الخامسة (وهران) لم تكن ممثلة هي الأخرى، فبعد التحاق بن مهيدي إلى العاصمة، تولى بوصوف قيادتها ولكنه لم يشارك في مؤتمر الصومام، وفي تصريح للخضر بن طوبال رحمه الله، ذكر أنهم كانوا خمسة أعضاء (في مؤتمر الصومام)، وقدمت لهم وثائق قيل لهم وقعوا فوقعوا عليها، وهذا كل شيء تضمّنه المؤتمر، ولم يكن هناك أي مؤتمر، بل التزوير كان واضحا.
تقول إن محمد بوفرة كان قائدا للولاية الرابعة، ولكن المعروف أن اعمر أوعمران من الولاية الثالثة هو الذي قاد الولاية الرابعة، وليس بوفرة الذي تولى قيادتها في مرحلة تالية؟
الولاية الرابعة كما أعرفها كانت تحت قيادة سي امحمد بوفرة، حتى في وقت المنظمة الخاصة كان اسم سي امحمد بوفرة شائعا في المنطقة كمسؤول في خميس مليانة، لقد كانت هناك نزعة نحو السيطرة على الثورة لأسباب مختلفة، وكانت هنالك حرب بين الولايات وعدة خلافات مثل النزاع بين الولاية الأولى والثانية على القاعدة الشرقية.
هل فعلا انتزعت منك قيادة مؤتمر الصومام مسؤولية الجبهة على الحدود الشرقية في تونس وليبيا، وعيّن عبان والعقيد أوعمران مكانك، وهدّد عبان بإرسال أربعة آلاف مقاتل إلى الحدود التونسية لإجبار أنصارك على الخضوع لهذا القرار؟
كلها أكاذيب، خرجت من النظام بمحض إرادتي، والتقيت بجماعة أوعمران في تونس وأمام التونسيين، وبعدها، انفردت بهم وقلت لهم علينا حلّ مشاكلنا بيننا، وقمت بتسليمهم السلطة هناك مع جميع الحسابات، وذلك بعد أن جاءني أمر من الأربعة (يقصد بن بلة وبوضياف وخيضر وآيت أحمد) عبر رسالة مكتوبة بخط يد بن بلة، حملها إليّ محامٍ يدعى ”أحمد”، جاء فيها ”الجماعة هنا تطلب منك ضرورة التعامل مع الإخوة” (يقصد جماعة عبان رمضان الذين كنتُ متخاصما معهم)، لأنني كنت ضد مؤتمر الصومام، وكنت حينها متمسكا تحت ضغط المناضلين (بالمسؤولية)، ورافضا انتهاء المؤتمر بتلك الصفة، (منها أولوية الداخل على الخارج). واجتمعنا في تونس بحضور الرائد قاسي والعقيد أوعمران ومسؤولين سياسيين من المركزيين الذين كانوا في القاهرة، وطلبوا (أي جماعة أوعمران) إحداث تغيير في السلطة (قيادة الثورة)، لأنهم كانوا يرون أن مؤتمر الصومام غيّر الوضع. وكنا أمام خيارين، إما تنظيم معارضة مسلحة ضد (جماعة عبان ولجنة التنسيق والتنفيذ)، أو ترك الوضع كما هو، ويبقى الشقاق بين طرفين (جماعة مهساس وجماعة عبان)، كما حدث الشقاق بيننا (الثوريون) وبين جناح مصالي الحاج الذي حمل السلاح (يقصد الحركة الوطنية الجزائرية بقيادة بلونيس). فلما جاءتنا رسالة الأربعة، قرّرنا (جماعة مهساس) أن نبيّن لهم أن المسألة ليست مسألة سلطة، ولكن قضية نظام فقط، والهدف الرئيسي هو المحافظة على صورة الثورة، لأنه في تلك الفترة تم اختطاف طائرة الزعماء الأربعة، وكنت مضطرا لاتخاذ موقف شخص ممثل للثورة كناطق رسمي، وقدّمت تصريحا كان بمثابة نداء للشعب الجزائري من أجل مضاعفة الجهود، وجاء ذلك في مؤتمر صحفي بحضور فرحات عباس والدكتور لمين دباغين وشخصيات أخرى. ولولا أنني لم أكن أرغب في البروز كزعيم للثورة، لما اتبع الكثير من المناضلين هذه الجماعة (يقصد جماعة مؤتمر الصومام)، لأنه وقعت بيننا خلافات كثيرة.

هل يعني ذلك أنك لو لم تقم بتسليم السلطة لجماعة مؤتمر الصومام، لما اعترفت الولاية الأولى والقاعدة الشرقية بقرارات المؤتمر؟
نعم أكيد، لأن فرحات عباس لم يكن يملك أي سلطة، ولمين دباغين كانت تنقصه الخبرة رغم ذكائه، وكنا نكن له المحبة، لكن لم يكن بإمكانه التأثير على الثورة لأنه التحق بها متأخرا. والتصريح الذي أدليت به كان موجها للمجاهدين والمناضلين والشعب الجزائري، مع ضرورة تسوية الخلافات الداخلية فيما بيننا، خاصة بعدما تلقيت رسالة بن بلة، حيث قلت: ”الحمد لله، لقد تفرّغت من المسؤولية”. وفي لقاء تونس، حاول التونسيون الصلح بيننا، من ضمنهم الرئيس لحبيب بورفيبة، ولكني رفضت تدخل التونسيين، وعرضت على الجماعة الأخرى تسليمهم جميع صلاحياتي دون اللجوء إلى (الاقتتال). ولأظهر حسن نيّتي، جاؤوا بأوعمران لاستخلافي في القيادة، فقدّمته للمسؤولين التونسيين على أنه ممثل الجزائر، واصطحبته إلى ليبيا ثم مصر. أما مسألة التنظيم، فتركتها لهم (جماعة أوعمران)، وقدّمت لهم كل الحسابات. وفي تلك الليلة، قام التنظيم (التنظيم الثوري في تونس) بتلغيم سيارة أوعمران والأفراد الذين كانوا معه، واتهموني بتدبير التفجير، واتفقنا على حلّ الخلاف الذي حدث بعد مؤتمر الصومام. وطلبت مني الجماعة، بواسطة أوعمران، التنقل إلى الخارج، بمساعدة شخصين أو ثلاثة لتنظيم اللوجيستيك (جمع السلاح والأموال)، واتفقنا على هذا الأساس.
كنت في الخارج، أين بالضبط؟
كنت في إيطاليا وألمانيا، لأنه كان لدينا نظام في أوروبا، وكانوا (جماعة أوعمران) يريدون إلقاء القبض عليّ في تونس. وقبل يومين أو ثلاثة من سفري إلى أوروبا، أرسل أوعمران أمينه العام إليّ، وقال لي إنه ينتظرني في مكان معيّن. ولما ذهبت إلى المكان الذي تم الاتفاق على اللقاء به، لم أجد أحدا، بل وجدت بعض الجنود الجزائريين من الولاية الثالثة (القبائل)، وبقيت أنتظر إلى أن جاء الرائد قاسي، ثم فهمت أنهم نصبوا لي مكيدة.
وكيف عرفت أنها مكيدة؟
كان لدينا موعد في فيلا، وهي عبارة عن مكان سرّي للثوار، وسألت قاسي الذي كان مكلفا بتسليم السلاح إلى الولاية الثالثة، لأنني نظمت لجنة لتمثيل كل ولاية لتتم عملية التوزيع بالعدل، سألته عن أوعمران، فقال لي: ”سيأتي بعد قليل”. وتأكدت، من خلال كلامه، أنهم يدبّرون لي مكيدة. حينها، فكرت في التخلص من الفخ، خاصة بعد أن طلب مني الرائد قاسي تسليم سلاحي بأمر من مسؤوله، فرفضت ولاحظت أنه شعر بالإحراج اتجاهي، لأنه كان زميلي في لجنة توزيع الأسلحة. حينها، تأكدت أنني في ورطة، وكنا وقتها في شهر رمضان، فتمكنت من الهروب دون أن يتفطن لي أحد.
كيف تم ذلك؟
تظاهرت أنني لم أتفطن للمكيدة، وبقيت في الفيلا التي كانت بها غرف ونوافذ تطل على الساحة والرواق، أما المطبخ، فبه باب هو المخرج الوحيد إلى الساحة التي يحيط بها سور، فضبطت خطة سريعة بعدما درست جميع المنافذ، وفررت دون أن يراني أحد، حيث صعدت سورا حديديا يبلغ علوه نحو مترين ونصف.
إلى أين فررت؟
اتجهت إلى عائلة جزائرية ابنهم كان ضمن النظام السياسي وأعطاني سلاحا، وأعلمت زملائي بما حدث، فطلبوا مني السماح لهم بإلقاء القبض على جماعة أوعمران ونقلهم إلى الجبل وتصفيتهم، لكني اعترضت على الأمر، وأقنعتهم بضرورة احترام الاتفاق الذي بيننا، وطلبت منهم العودة إلى الجبل والاستمرار في محاربة العدو، لأنه كان لديّ خياران، إما أن أتخذ موقفا يتمثل في معاقبتهم كردّ فعل لمحاولتهم اغتيالي، أو مغادرة تونس، ففضلت الخروج من تونس إلى أوروبا، وزدت من فترة إقامتي أياما من أجل تصفية الأمور. ولم أزر جماعتي حتى لا أحرجها بوضع حراسة لحمايتي، فذهبت إلى وزير الداخلية التونسي الذي يدعى ”قيقة” وكنت أعرفه جيّدا، وكانت زوجته جزائرية، وبالضبط من معسكر، ومكثت عندهم بضعة أيام، حيث وفر لي الحماية خلال تلك المدة، لأن التونسيين كانوا قلقين من توسع دائرة التوتر بين الجزائريين، وإمكانية حدوث حرب على أرضهم، والتقيت بقية الزملاء في تونس. بعدها، قرّرت السفر إلى إيطاليا برفقة وزير الداخلية وإطارات في الثورة كانوا موالين لي، وبعدما سافرت إلى هناك، سمعت أنهم (جماعة عبان وأوعمران) تولوا القبض على إطارات الثورة الموالين لي وتصفيتهم، رغم أنني قبل سفري إلى أوروبا طلبت منهم الالتحاق بالجبال، إلا أنه تمت تصفية 16 مناضلا ممن أعرفهم، وهناك من يقول ثلاثين، لا لشيء إلا لأنهم كانوا معارضين لمؤتمر الصومام، مع أنني سلمتهم كل الوسائل التي لدينا، لكنهم كانوا خائفين، ولم تكن لديهم ثقة على قدرتهم في تسيير الأمور.
قال بن بلة إن اجتماع مجلس الثورة في مؤتمر القاهرة في 1957 كان بمثابة انقلاب على مؤتمر الصومام، كيف ذلك؟
في اجتماع المجلس الوطني للثورة، تغيّر كل شيء، حيث اتخذ المؤتمرون موقفا ضد عبان رمضان، وقرّروا إلغاء جميع قرارات مؤتمر الصومام، ووصلوا إلى درجة أنهم (القادة العسكريون على رأسهم الباءات الثلاثة)، قرّروا الحكم بالموت على عبان رمضان إذا استمر في التشويش على الثورة. وبمجرد أن تغيّر مكان المؤتمر، لم يجد عبان أحدا يؤيده، ما عدا رفاقه، أي أنه خسر كل شيء. وقرّر المؤتمرون إدخال الجماعة التي كانت في السجن (بن بلة وبوضياف وأصحابهما) في لجنة التنسيق والتنفيذ (القيادة العليا للثورة)، وكلفوا بمسؤوليات في جهاز الثورة بعد الاتفاق مع (الزعماء الخمسة)، ولكنهم لم يوسّعوا هذا الاتفاق إلى جماعتنا.
هل حضرت مؤتمر القاهرة؟
لم أحضر لا مؤتمر الصومام ولا اجتماع القاهرة الذي حضره عبان الذي أرسل لي (عبان) مع يوسفي ـ رحمه الله ـ وقال له ”قل لمهساس أن يأتي إلى القاهرة”، لكني شتمته ورفضت المشاركة في اجتماع القاهرة لأنني اعتبرت عبان أكبر خطر على الثورة وعلى الجزائر، وكان بإمكاني قتله أولا ولكني لم أفعل، رغم أنني كنت أعتبره غريبا عن الثورة.
لماذا قُتل عبان رمضان رغم أن القادة العسكريين أبقوا عليه في لجنة التنسيق والتنفيذ (القيادة الجماعية للثورة)؟
لا أعرف ما الذي كان بينهم، ولكني عندما سلمت لهم النظام (مسؤولية توصيل السلاح من الحدود المصرية ـ الليبية إلى غاية الحدود التونسية الجزائرية)، كنت متأكدا بأنهم لن يصمدوا، أنا أمامك.. أتراني؟.. في ذلك الوقت كنت متأكدا بأنهم لن يواصلوا الطريق، وسيتوقفون ويفشلون لأنهم ليسوا أهلا لتسيير الثورة التي فجرناها، لأنهم لا يفهمونها.
كيف تتهم عبان رمضان بالفشل وهو مهندس مؤتمر الصومام؟ وما دليلك؟
الدليل أنهم لجأوا إلى سياسة العنف والتصفيات الجسدية من أجل حل النزاعات الداخلية، والوصي على هذه التصفيات عبان رمضان، وقد وصلوا إلى درجة قتله، فهل هناك فشل أكبر من هذا!!؟ يقولون إن مؤتمر الصومام نجح ورئيس المؤتمر الذي قدموه على أنه زعيم الثورة قتلوه بأنفسهم، وهذا ما يؤكد فشل مؤتمر الصومام.
ورغم أنني كنت أعتقد، منذ البداية، أن مؤتمر الصومام انعقد وهو يحمل بذور الفشل قبل أن يقتل عبان، إلا أني لم أكن أتصور أنهم سيقتلونه بنفس الطريقة التي كان يقتل بها من يختلفون معه. والفشل الثاني كان في اجتماع القاهرة الذي لم يؤيده في قراراته أي من قادة الثورة، ورغم أن مؤتمر الصومام فشل منذ البداية، إلا أن عبان جرّ فشله إلى اجتماع القاهرة. فبن عودة مثلا، لم يصرح من قبل أنه كان معارضا لمؤتمر الصومام، لكنه أعلن، مؤخرا، بأنه كان يعارضه، واعترف بأن عبان ارتكب أخطاء مازلنا ندفع ثمنها إلى اليوم، لو كان بن عودة معارضا منذ البداية لمؤتمر الصومام لاتفق معنا، لأن المؤتمر لم يهدف لفتح الحوار وتحسين شؤون الثورة، بل كان مجرد عملية سياسية لأخذ السلطة والسيطرة على الثورة والتحكم في التغييرات الداخلية.
ماذا كان يقصد زيغود يوسف (قائد الشمال القسنطيني)، عندما نقل عنه قوله بعد انتهاء مؤتمر الصومام: ”الجزائر ستستقل ولكن الثورة ستضيع”؟
استشهاد زيغود يوسف في طريق عودته من مؤتمر الصومام بقي علامة استفهام، فلماذا لا نتحدث عن استشهاده أيضا، فزيغود كان لديه اتصال مع الولاية الأولى (الأوراس) لتنسيق العمل الثوري وتوسيعه إلى بقية الولايات، وكان أول من طبّق هذه الاستراتيجية بسكيكدة في 20 أوت 1955، إلا أن أعضاء جماعة (مؤتمر الصومام) عارضوا هجومات الشمال القسنطيني، لأنهم نظموا مؤتمرا ليتفاوضوا مع فرنسا، ولكي يتفاوضوا معها يجب أن يمتلكوا سلطة.
وماذا فعلتم أنتم؟
لدينا شرف كبير أننا شكلنا نظاما طويل المدى، خلق أجيالا من المناضلين والمسؤولين الذين أصبحوا قادرين على تسيير ثورة، فالإنسان البسيط لا يمكنه تسيير ولاية أو قيادة كتيبة، ولكن النظام الذي شكلناه مكّن أشخاصا بسطاء من تحمل مسؤوليات كبيرة بفعالية ونجاح، لكن المناضلين كانوا درجات، لذلك فمن غير المعقول أن شخصا مثل عبان رمضان لم يكن في النظام الثوري، ولم ينتم إلى المنظمة الخاصة، تعطى له في الحين صفة زعيم عالمي.. هذا جنون، هذا ليس لعب أطفال بل عمل خطير جدا، خطير من جهتين، خطير من ناحية الموت (خطر على حياة المجاهدين)، ومن ناحية عدم القدرة على الوصول إلى مستوى الكفاح الذي يوصلنا بدوره إلى الاستقلال. فلا يمكن لعبان، خلال عام، أن يتطور ليصبح زعيما.
في الفترة ما بين 1957 إلى 1962، ما هو الدور الذي لعبته في الثورة؟
كنت على اتصال مع النظام (نظام الثورة)، وهرّبت السلاح من إيطاليا إلى الثورة عبر البحر، حيث كنت أخفي الأسلحة في براميل خاصة بالخمر، وجماعة عبان رمضان حاولت قتلي، لكن من كُلّف بقتلي أصبح يؤيدني إلى اليوم (يقصد أرزقي باسطة).
كيف حاول قتلك؟
كنت مارا على سويسرا، والتقيته وكان يعرفني (أرزقي باسطا) وأعرفه، فقد كان مناضلا في بلكور (بلوزداد حاليا).. قال لي: ”أمروني بأن أقتلك”. فقلت له: ”… قم بواجبك”. فقال: ”لست خائفا منهم”. فقلت له: ”الحمد لله.. إذن أرسلك إلى مكان في أوروبا، لأنك إذا رجعت إلى تونس سيقتلونك”، لكنه رفض. كان مناضلا عظيما وبقي إلى اليوم على نفس الخصال ولم يتغير أو يتبدل.
وماذا كان مصير أرزقي باسطا عند عودته؟
سجن وعذب وأرسل عبان آخرين لقتلي، فمن كان يعرفني كان يثور على مثل هذا القرار، ومن لم يكن يعرفني كان يمضي فيما كلف به.
لماذا كان عبان رمضان مصرّا على قتلك؟
انتقام وخوف، أنا لم أكن معارضا للنظام (يقصد معارضة مسلحة)، ولكن كان الكثير من المجاهدين يتبعونني.
بعد الاستقلال، أي منصب توليته؟
بعد الاستقلال، وجدت نفسي ”برّا” في الشارع، اختلفت معهم (يقصد الرئيس أحمد بن بلة ومن هم في السلطة) وقررت اعتزال السياسة، فجاءني مجاهدون ومناضلون حاولوا إقناعي بالعدول عن قراري، وسألت نفسي إن كنت أنا السبب أم هناك أسباب أخرى للتعرض لي، وكيد المكائد لي من بعض المجاهدين، كنا ندافع عن المبادئ قبل الثورة، تلك المبادئ التي يجب أن يسير عليها الشعب الجزائري، وطبيعة الثورة التي فجرناها والنظام الذي كنا سنبنيه، وشكل الحكومة،.. الأمور لم تكن سهلة، لكننا انتصرنا في كل مرحلة خضناها.
– See more at: http://www.elkhabar.com/ar/autres/hiwarat/325164.html#sthash.CzqJy0iu.dpuf

أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑