كذبة كبرى اسمها الانتخابات الرئاسية!


1064662_10201398310381880_780128008_o

أنا لا أصدق أبدا أن مانحن مقبلون عليه هي انتخابات حقيقية,نحن في مسرحية باهتة اسمها الديمقراطية,السلطة تكذب علينا ونحن نكذب على أنفسنا….
*ليس هناك في الجزائر شيء اسمه المعارضة بما تعنيه كلمة معارضة فعلا,ليس هناك حزبا معارض حقا والا لما رخص له بالنشاط.
*وليس هناك جريدة حرة وقناة حرة باتم معنى الكلمة ولويقطع الريع غدا لتهاوت اغلب الجرائد الصفراء الممتلئة بأحاديث الشيتة وبصور المومسات.

*وليس هناك رجل وطني في البلد من الشخصيات التي تقلدت مسؤوليات سابقة, الشخصية الوطنية هي من قدمت أعمالا جليلة للوطن تحريرا او بناءا ,هي من تدع الصمت جانبا حين ترى الوطن يغتصب ,وتدافع عنه ,وتدخل السجن, وتودع حياة الفيلا والتقاعد المريح,هل رأينا شخصية وطنية خرجت وقالت لا لسرقة الوطن وكشفت الفسدة وضربت وسجنت؟

*ولاننا لم نر صحفيا او رئيس حزب او وزير سابق يضرب ويدخل السجن دفاعا عن الشعب فليس هناك نخب وطنية او معارضة ذات مصداقية………..وليس هناك شيء إسمه انتخابات حرة ونزيهة,بل هناك لص باسم رجل اعمال, ومتواطيء باسم نائب ووالي ووزير وقاضي, ومثقف جبان يشيت اويخربش في منبر ما وينتقد السلطة وكلهم ذبحوا الشعب المغبون.

*نعم هناك شرفاء بطالين وناشطين ونقابيين, كلما نشطوا دفاعا عن القطيع تحركت آلة جهنمية تحاصرهم باالخبث والخديعة والتبلعيط لتخوينهم,فينخدع القطيع وينقلب ضدهم كذلك وكأنهم اصبحوا ذئاب.

* كل من يريد تغييرا فعليا يجب عليه أن يركز على النضال الشرس ضد الفساد,فساد النفس وفساد المسؤول,والنضال الشرس لتحقيق إصلاحات حقيقية تؤدي الى تغيير ألأدوات التي تستهمل في انتخاب المير والنائب والرئيس, لانه ليس ممكنا اجراء انتخابات نزيهة بقوانين وادارة وضعها المزورون للبقاء في الحكم,ناضلوا من أجل تجسيد مبدأ التداول على السلطة فعلا وليس خبثا.
هكذا نضال هو من يخلق مجتمع مدني فعال ويخلق نخب ومعارضة حقيقية,اما الولادة فهي تكون في السجون وفي مخافر الشرطة وفي العمل الجواري, وليس في الصالونات والفيسبوك.

وطنية البقارة؟!


999148_10201311022079727_1209270988_n

محنة الجزائر ان قسم من ابنائها اتجه نحو النهب بلاحدود معتقدا انه يمارس تجارة حلال،ولكي يغطي على نهبه الحلال يتغنى بحب الوطن صباحا ومساءا،اذا سالته عن مصدر ربحه السريع يقول ان كل هذا من فضل ربي وبعرق جبيني!.

هؤلاء لا يتورعون في تهريب جزء كبير من غنيمتهم نحو اسبانيا وفرنسا لشراء عقارات وانعاش إقتصاديات اجنبية،ويجعلونها ضمان لتقاعد مريح ,او اللجوء اليها عند الهرب من اي حساب متوقع في الوطن في حالة تغير النظام.إنهم لصوص في ثياب رجال أعمال,خونة في ثياب وطنيين, تراهم يتهربون من الضرائب ويقومون بتنفيذ مشاريع رديئة،وعوض توظيف الشباب الجامعي باجرة محترمة تراهم يمنحونه عقود مؤقتة واجرة ضعيفة,وبدون ضمان او تامين.

وهم يطمحون الآن للإستيلاء على مراكز اتخاذ القرار, وعندها سيسخرون كل الموارد المادية والبشرية لخدمة مصالحهم،فبعضهم قد تسلل فعلا الى البرلمان ومجلس الامة بواسطة الشكارة ،وهم الان يشرعون حسب مصالحهم.
هؤلاء سيكونون بالمرصاد لكل سياسة او استراتجية تطمح الى احداث تنمية حقيقية وإنتاج وطني قد يقتل تجارة الحاويات.هؤلاء الوطنيون اللصوص يحبون الرئيس بوتفليقة لأنه منحهم مناخ النهب,وأصبحت الجزائر في عهده مكة الربح السريع, ولهذا تراهم يطبلون ويبندرون للإستمرارية به او بشخص يسير على خطاه.

اخيرا, من الملاحظ ان قدماء الجنرالات والسياسيين قد اصبحوا بقارة او شركاء بقارة، وتحولت قوتهم العسكرية او السياسية القديمة الى قوة مالية جديدة من خلف الستار، وسيكون لهم دور في كل القرارات التي تحدد مستقبل الجزائر كالرئاسيات, وهذا ما سيجعل أي تغيير صعب وأشبه بمحاربة إستعمار جديد.

أحسن بوشة

باي باي سيرك عمار!


Ammar Saidani, newly elected Secretary General of Algeria's ruling National Liberation Front, speaks during a central committee meeting in Algiers

يبدو وان سيرك عمار قد قارب نهاية تهريجه والعابه البهلوانية, والسبب هو ان مهمته قد انتهت.
السعيد بوتفليقة ومحيط الرئيس هم من جاؤوا بعمار سعداني لتكليفه بالتهريج حسب ما يملون عليه،الهدف كان التبندير لعهدة رابعة وترشيح الرئيس وخليفة الرئيس وتغيير الدستور لمصلحة خليفة الرئيس او نائب الرئيس,يعني للتوريث.

لسوء حظ الدرابكي ان صحة الرئيس لم تتحسن ,والرئيس لن يترشح ,والدستور لن يغير.

لسوء حظ الدرابكي ان مشامشية الافة تفرقت ولاءاتهم بعدما علموا ان الرئيس قد لا يترشح، ولم يعد بالامكان جمع العدد الكافي للتصويت على دستور يرسم ملامح الخلافة واختيار نائب الرئيس ورئيس المستقبل من ال بوتفليقة،وبالتالي فهي نهاية المطاف لمهمته.طبعا ,من المتوقع أن التغيير في الآفة سيرافقه تغيير في الداخلية والعدل وكل ادوات العهدة الرابعة التي ستصبح منتهية الصلاحية, فنحن امام تفعيل تساقط احجار الدومينو.

ومن سوء حظ الدرابكي انه اوحي اليه للتهريج امام بيت العلبة السوداء فازعجها بتعليقاته حول ما سماه بالدولة المدنية،وسوف يكون محظوظا اذا نجا بجلده بعد رحيل الرئيس وقائد اركانه.

يبدو ان امر الخلافة قد حسم بمرشح توافقي, ابن السيسثام سوف تتبناه الآفة مع نهاية هذا الشهر….مرشح سيطلقون عليه إسم الوطني, يبهج ذئاب النهب لان الاستمرارية تخدم الجميع،ويلقى القبول في نفس الوقت في قلوب القطيع بما يقدمه من وعود,إنها الخديعة مرة آخرى!.

ومن عجائب هذا المخلوق وشبيهه غول من دعاة الإستحمار, أنهم لايزالون يغنون بالعهدة الرابعة لرجل يشهد أربعين مليون جزائري أن صحته لا تسمح له برفع قلم,فمابالك بوظيفة رئيس الجمهورية.
وهكذا هو الشعب الجزائري المسكين هاهو مقبل على استحمار آخر اسمه الرئاسيات.
إنه شهر ينار وفيه سيظهر قائد جديد لجمهورية البترودولار.

أحسن بوشة

ما لا تعرفونه عن “الفتى الذهبي” عبد المومن خليفة


divers_abdmoumen_khalifa_179463121

سميرة بلعمري echourouk

كشف عدد من الشهادات التاريخية لشخصيات عاشوا جنبا إلى جنب مع والد عبد المؤمن خليفة، خليفة لعروسي أنه كاذب كل من يدعي أن أموال خليفة أو الثراء الفاحش الذي ظهر عليه فجأة له علاقة بوضع والده الاجتماعي، فقد ذهبت بعض الشهادات أن والد خليفة عاش على حد المثل الشعبي القائل: “قيس الخبز قيس الماء” ووضعه لم يكن أبدا ليمهد للفتى الذهبي ما ظهر عليه..

“الشروق” فضلت أن تبحث في أصول “محتال القرن”- إذا صح التعبير- ابن خليفة لعروسي من زوجته الجزائرية الثانية، فالمجاهد الذي ولد في أكتوبر 1917 بمدينة عين البيضاء بأم البواقي عاش بها لفترة رغم أن أصوله من ولاية الوادي، فهو ابن شقيق الشاعر محمد العيد آل خليفة أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين.

خليفة لعروسي كان محظوظا مقارنة بأبناء جيله، فقد مكنته الظروف من مواصلة تعليمه وتخرج بشهادة في الفلاحة. أتقن اللغة الفرنسية والعربية معا، الأمر الذي رجح كفته وجعل الإدارة الاستعمارية تستعين بخدماته كرئيس دائرة بفرنسا. وتعرف هناك على إحداهن وتزوج بفرنسية أنجب منها طفلين إلا أنه من غرائب الصدف أن فضيحة الخليفة لم تقلق سكينة أخوي عبد مؤمن من الأب ولم تخرجهما إلى الرأي العام لا بتصريحات إيجابية ولا سلبية.

بعد اندلاع الثورة التحق والد رفيق عبد المؤمن، بالولاية الخامسة التاريخية أين أصبح أكثر الشخصيات قربا من عبد الحفيظ بوصوف، مؤسس جهاز الاستخبارات الجزائرية خلال الثورة بالمملكة المغربية. وعين لعروسي أمينا عاما لوزارة التسليح والاتصالات”المالغ” ومدير مدرسة الإطارات. زواج خليفة من فرنسية كان مبعث أرق وشك للأب الروحي “للمالغ”، خاصة أنه كان يشغل رئيسا لديوانه، هذا السبب جعل بوصوف يمنع لعروسي من أخذ الملفات إلى بيته قبل أن يتهم صراحة الزوجة الأولى لوالد عبد المؤمن بالجوسسة لصالح فرنسا، فطلقها سنة 1961، إلا أنه فضل أن يكون هذا الطلاق فراقا بينه وبين صديقه عبد الحفيظ بوصوف والتحق بجماعة بن بلة ومنه إلى جماعة هواري بومدين بوجدة، ليسانده خلال أزمة صائفة 1962.

كما وقف لعروسي مع بومدين في انقلابه العسكري على بن بلة، ووقف إلى جانبه في محاولة الانقلاب على بومدين في 14 ديسمبر 1967 واعتقل واتهم بالمشاركة في الحركة، وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وأطلق سراحه بعد سنة واحدة قضاها في السجن.

شغل والد الفتى الذهبي منصب نائب في أول برلمان للجزائر المستقلة ووزيرا للتصنيع والطاقة، وسفيرا للجزائر بلندن، ومديرا عاما لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، قبل أن تحط به الرحال ممثلا للجزائر في مجلس الأمن والسلم. هذا المنصب كان مصدر تغذية لقدراته الفكرية فأصدر كتابين. وفي هذه المرحلة ظهر دور والدة عبد المؤمن خليفة، على اعتبار أن جميع الشهادات ذهبت الى أن زوجته كانت عونا له عند نشرهما. درس الصيدلة وفتح صيدليته التي ورثها المتهم الرئيسي في قضية الخليفة بعد وفاة الوالد في الفاتح سبتمبر 90.

والدة الفتى الذهبي تنحدر من عائلة “كباش” المعروفة بولاية بجاية توسط في زواجه منها الشيخ عبد الرحمان شيبان- رحمه الله- وأنجبت ثلاثة أبناء منهم، عبد المؤمن الذي أصبح أصغر رئيس لأكبر إمبراطورية اقتصادية ومالية في تاريخ الجزائر اتضح بعد مطاردته القانونية من قبل كل من الجزائر وفرنسا أنها كانت إمبراطورية من “كارتون” نفخ فيها الروح دون سابق إنذار، وتهاوت بنسمة هواء لا بعاصفة هوجاء.

العجيب في أمر رفيق عبد المؤمن، الذي مارس الصيدلة لمدة ست سنوات، وانتزع صفقة صغيرة لاستيراد الدواء، صمت أفراد عائلته الصغيرة وغيابها عن مشهد الفضيحة نهائيا، فلا أخبار عن والدته ولا إخوانه وكأنه “مقطوع من شجرة”، رغم أن صيت الفتى ذاع في عام 1998، وأصبح صاحب بنك خاص من العدم وهو في سن الـ 34 سنة.

وفي عام 1999 أصبح الخليفة في زمن قياسي يملك 21 طائرة، قارب عدد عمال إمبراطوريته 13 ألف مستخدم وبلغ رقم أعماله ملايير الدولارات وبرقم فوائد خيالي طرق الربع مليار دولار، إلا أن خيرات الخليفة التي أغدق بها على الجميع، خاصة رموز السلطة وبطانتها، لم تخرج أفراد عائلته إلى عالم المشاهير، فهل انقطعت جذور خليفة؟ أم إنها قطعت عن سبق إصرار وترصد، مثلما تقدم عليه المافيا الإيطالية عندما تريد حماية عائلاتها من بطش أعدائها؟ فكيف لأفراد العائلة من أم وأخويه الشقيقين وأخويه من أبيه أن اتقوا شبهة الفساد في إمبراطورية الخليفة المنهارة؟

مسرحية إسمها العهدة الرابعة!


905388_10201194439965247_1598612242_o

يوما بعد يوم يقترب موعد الرئاسيات والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة صامت ولم يعلن ترشحه من عدمه ,وهو ما أربك المعارضة والمترشحون الآخرون,فالمعارضة مترددة بين المقاطعة أو المشاركة,وما تسمى بالشخصيات الوطنية تقف على خط التماس بين اعلان ترشحها او البقاء في إنزوائها على هامش الحياة الوطنية,ماعدا الأستاذ بن بيتور وهو الذي أعلن عن ترشحه بكل وضوح دون حسابات مرض الرئيس او ترشحه لعهدة رابعة.
لقد بدأت تتضح الأمور شيئا فشيئا ,ان امر العهدة الرابعة برمته قد يكون مجرد مسرحية, أخرجتها دوائر العلبة السوداء ,وإنطلقت من عيادة ليزانفاليد, ومن ابرز ممثليها بعض المهرجون مثل سلال وسعيداني وغول وغيرهم..
المسرحية تقول بالهاء الناس والمعارضة بالعهدة, وبالصراعات الوهمية بين الرئاسة والمخابرات وقيادة الأركان,والهدف هو طبخ الخلافة بهدوء وابراز مرشح السيسثام في آخر لحظة.
أعتقد ان الجميع يعلم ان بوتفليقة غير قادر على ممارسة الحكم منذ 27 افريل 2013 ولكنهم شعروا أنه من الأمان ان يسيروا مرض الرئيس, وإيهامنا بأنه سيترشح ,وبالتالي قطع الطريق على تفعيل المادة 88 من الدستور وقطع الطريق على كل طامع في الخلافة.
لقد وقع صراع كبير داخل دوائر السلطة حول من يجب ان يخلف بوتفليقة,هناك زمرة الرئيس ومعهم قيادة الأركان يريدون خليفة بمباركة الرئيس,وهناك قسم من اللوبي المالي وقسم من الؤسسة العسكرية والآفة يريدون شخصا من خارج قبيلة الرئيس,عندما يتفق الطرفان سيعلن تقاعد بوتفليقة لاسباب صحية وسيخرجوا لنا مرشح السيسثام والرئيس القادم للجزائر….
بقي السؤال الكبير من هو الخليفة؟ بن فليس؟سلال؟….؟ أعتقد أنه سيكون شخص ثالث سنعرفه في مطلع 2014.

احسن بوشة

النخب النائمة والمعارضة الناعمة!


أحسن بوشة

1520600_537025336394085_1274022250_n

يوم بعد يوم ,وكارثة بعد كارثة ,واحتجاج بعد احتجاج, وقمع بعد قمع يتضح الامر ان الشعب في واد والمعارضة والنخب في واد آخر…
أحداث برقي ثم أحداث الكاليثوس هي معارك يخوضها الشباب والاطفال العزل ضد قوى القمع المأمورة من السلطة لقمعهم بحجة حفظ الأمن,واقع الحال يقول حسب صور الشروق وحسب صور بعض الشباب يقول ان اهل احياء الكاليثوس يعيشون في وضعية مزرية بينما السادة النواب والوزراء يتمتعون بالفيلات وباقامة الدولة في المرتفعات.
وحسب صفحة عين المكان لبعض النشطاء الشبان فقد عاش سكان حي القبب ببراقي أمس ليلة سوداء حيث استمرت المشاداة بين الاهالي وقوات الامن حتى الفجر وأصيب خلالها العشرات من أبناء الحي باصابات متفاوتة بالرصاص المطاطي ومن بين المصابين 3 أطفال هم الطفل عمر 10 سنوات والأخوان مبرك محمد ومبرك ابراهيم اللذان يبلغان 14سنة و15 سنة
كما أصيب احد أبناء المنطقة باصابة بليغة في الرأس بعدما ألقت قوات الامن بقنبلة مسيلة للدموع انفجرت فوق رأسه

في اي مجتمع راقي او واعي, يطمح الى التغيير الحقيقي ,ما كان للنخب ان تخون الشعب وتجبن وتعتلف وتسكت…الجرائد والمواقع مهتمة برئيس مريض وبرئيس دولة اخرى يضحك عليه,الجرائد عوض ان تنزل بكاميراتها واحسن صحفييها الى الكاليتوس وبرقي لتشارك الاطفال المغدورين بالرصاص المطاطي محنتهم وآلامهم وتظهر للشعب وللعالم ما وصلت اليه حقوق الانسان في الجزائر, هي خافت ان تفقد الريع فاختارت الكتابة عن اكبر حزب انتهازي وكيف تولى بن صالح رئاسته!
بن بيتور وبن فليس ومقري وغيرهم من مجموعة العشرين او الثلاثين كان يجب ان يتواجدوا في برقي وفي الكاليثوس وغيرها لمنع القمع وللتوسط بين شباب مهمش هائج وغاضب وبين شباب العصا والقبعات تحت الاوامر بالقمع لكي لا تنتشر نار الاحتجاجات .

إن أي نخبة او معارضة لن تكسب أي مصداقية لذى الشعب بالكتابة والخطب فقط,بل بالفعل كذلك,بالعمل الجواري والخيري وبالتطوع,بل واهم من ذلك مواجهة هراوات الشرطة ورصاصها المطاطي والسجن.
في الجزائر معارضة ناعمة ونائمة والأستاذ بن فليس عارض بوتفليقة سنة 2004 وانتقم منه الرئيس ومحيطه شر انتقام,فذهب الى بيته وصمت عقدا يداوي جرحه والبلد ينهب, واليوم يريد الشعب ان ينتخب عليه,ونفس القول عن الاساتذة بن بيتور ومقري وجماعتهم.
يجب على النخب وعلى المعارضة ان تغير من اسلوب عملها عاجلا وليس آجلا لنطمح فعلا الى تغيير سلمي حقيقي في الجزائر.

هل ستنهار حسابات معسكر العهدة الرابعة ؟!


905388_10201194439965247_1598612242_o

ان أي قراءة هادئة لمدى احتمالية ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة تقول ان النظام قد وقع في ورطة حقا, والسبب هو ان فارسهم وقع في كبوة مرضية ولا يستطيع الوقوف,او هو كملاكم اسقطه المرض بضربات متتالية وهم يحاولون انهاضه للمواصلة به والفوز بالغش وبالنقاط!
هل تكون فرنسا هي الحكم الذي سيقرر توقيف المقابلة او مواصلتها؟ وهل بدأت فرنسا في العد قبل ان توقف المقابلة, بعدما رأى رئيس وزرائها مدى لياقة بوتفليقة لمواصلة المقابلة؟

ان ورطة النظام سببها هو وجود إنقسام داخلي حول هوية الخليفة الذي سيواصلون به معركة النهب والسلب والحفاظ على الغنائم والمكاسب,هم يعلمون ان بوتفليقة انتهى,لكنهم يتصارعون عن كيفية تقسيم الميراث,بنو نهب انقسموا الى مجموعتين او زمرتين,فمنهم البوتفليقيون ويريدون ان يكون الخليفة احد رجالات الرئيس المخلصين ومن ابناء الجهة,إذن العلبة السوداء او لي ديسيور انفسهم متقسمون الى مؤيدي خط الرئيس مثل قائد الاركان قايد صالح وقائد الشرطة الهامل, والى معارضين في جهاز المخابرات ومتقاعدي الجيش كنزار وتواتي وبعض العقداء المؤيدين لبن فليس او من شابهه.
واما الزمرة الاخرى فهي زمرة كل من ينتمي الى نظام الريع لكنه معارض لبقاء البوتفليقية,ربما على رأسهم لوبي المال من امثال ربراب وحداد وتواتي, هم يريدون رجلا كبن فليس,هاديء وليس متمردا على الاطلاق وصورته مقبولة لذى الكثير.

السؤال الهام وربما الغريب,هل بوتفليقة حقا واعي بمايجري وله دور رئيسي فيه,ام ان الرئيس مغدور والمافيا تستعمله لتمرير مخططاتها القذرة؟

في الأخير إذا لم تحسم إحدى الزمرتين الصراع قريبا, فستتصرف العلبة السوداء وتحسم المقابلة بشخص متربص توافقي, وبمباركة فرنسية طبعا, يصلح كواجهة لنظام قبيلة بني نهب الكبرى, وعلى الجميع ,وجهاء وقطيع,الإمتثال والبيعة لمولنا الجديد.

وثمة ملاحظة أخيرة وهي أنه إذا ذهبنا الى انتخابات هزلية, بمرشح مريض, وتم الأمر, فما علينا الا التوجه الى مقبرة العاليا, وحفر قبر لما يسمى بالديمقراطية الشعبية, وقراءة الفاتحة على ماتبقى من استقلال هذا البلد البئيس ,وليرجم بعد ذلك كل من يتحدث عن الربيع الجزائري الموعود.

أحسن بوشة

الدولة الجزائرية في عهد الداي عزوز والباي برقوق !


457061677

”فوجئت لمستوى تحكم بوتفليقة في الملفات والتطورات”
هكذا يضحك بني كلبون ابناء الضفادع على الجزائريين….بل زادوا وقالوا ان بوتفليقة قال لرئيس وزراء فرنسا: “قل للرّئيس هولاند… عليكم أن تكونوا فخورين بما قمتم به في مالي”
يعني رئيس جزائر الأحرار ومعقل الثوار اصبح يمجد الاستعمار…ياللذل ويا للعار.
كيف لفرنسا التي مرمدت رئيس الجزائر في مصحاتها لثلاثة اشهر, وتعرف ان من هو في سنه ويصاب بجلطة دماغية فهو قد بلغ نقطة اللارجوع في صحته,كيف لضفدع فرنسي يستهزيء بنا ويقول تفاجأت لصحة الرئيس ولإلمامه بكل مايجري؟
نحن اصبحنا قطيع من رعايا رعايا فرنسا احب من احب وكره من كره,فرنسا تأمر رعاياها الممسوخين وهم يتسلطون علينا كغاشي ويقمعوننا ان خرجنا في احتجاج بسيط نشتكي من الاسعار اومن المرض او او…,اعرف انه حكم قاسي لكنها الحقيقة,لقد وقع انزال سيدي فرج ثاني وبدون مقاومة تذكر هاته المرة,بل استقبلوا ببساط احمر افرشه لهم باي تاخير الزمان برقوق!
واعرف كذلك ان الباي عبدالمالك قد امضى معاهدة تسليم ماتبقى من الوطن نيابة عن الداي عزوز المريض.

إن الفرنسيين جاؤوا في زيارة سلب ونهب لخيرات الجزائر للتخفيف من أزمتهم وخوفا من الصين ونفوذها المتزايد في افريقيا,انزال كبير قوامه عشرة وزراء وثمانين سمك قرش جاؤوا لإاتهام الجزائر او ما تبقي منها,واي طالب مبتديء في دراسة الاقتصاد يعرف ان الشراكة بين اقتصاد فرنسي منتج ومتفوق واقتصاد جزائري تابع ووحيد المنتوج ستكون نتيجته الربح للطرف الاقوى طبعا.
انها حقا ردة كبيرة ولا بن بولعيد لها.
وعظم الله اجركم في راية البلدان مزغنة.

أحسن بوشة

المجاهد لخضر بورقعة : عدد الحركى غداة استقلال الجزائر تجاوز مليون خائن


Harkis-rue-des
المجاهد لخضر بورقعة : عدد الحركى غداة استقلال الجزائر تجاوز مليون خائن

| 14 ديسمبر 2013 |

الحركات المناوئة للثورة أخّرت الاستقلال 3 سنوات
فيالق “الحركى” عرفت ذروتها مع مجيء دوغول إلى الحكم
ما كان متواترا لدينا أن عدد “الحركى” في حدود 250 ألف فرد، لكن عمليّا أظن أن الرقم أكبر بكثير، شخصيا أعرف في إحدى مناطق الولاية الرابعة أن هناك 1500 حركي يتوزعون على 3 عروش فقط.

وعليه، بحساب المسلحين المهيكلين و”البيّاعين” وأعوان الإدارة والمتعاطفين مع فرنسا ممن يرفضون الثورة، سنجد أضعاف هذا العدد المتداول، لكن حتى لو اقتصرنا على رقم 250 ألف مهيكل في الجيش الفرنسي، فلا يمكن أن ننسى أن كل واحد منهم له تأثير على 4 إلى 5 أفراد من عائلته، وبالتالي هم في المجموع يتجاوزون مليون جزائري.

قضية “الحركى” في الجزائر إبّان فترة الاحتلال الفرنسي، واحدة من القضايا الساخنة التي ما تزال تصنع الجدل التاريخي والسياسي والإعلامي بين ضفتي المتوسط، وبعد نصف قرن من الاستقلال الوطني تبقى راسخة في الذاكرة الشعبية والجماعية، وتحتل مكانتها وسط المهتمين بالعلاقات الثنائية بين البلدين، تتضارب الأرقام والروايات، لتحتجب الحقيقة فوق طاولة اللعب بأوراق الماضي، ولا يبدو أن هذه الصفحة ستُطوى قريبًا، لأن فرنسا تسعى إلى هيكلة وتوريث “الفكر الحرْكي” لدى الأجيال الناشئة فوق أراضيها .

في السلسلة التالية تفتح “الشروق” دفاتر الملف الشائك، لتستنطق الحقيقة من أفواه صنّاعها وشهودها العدول، وإليكم نص الحوار الكامل بهذا الخصوص مع الرائد سي لخضر بورقعة .

نريد أن نعرف في البداية الأسباب التي دفعت بقطاع واسع من الجزائريين (الحركى) إلى أن يضعوا أنفسهم في خدمة الاستعمار ضد ثورة شعبهم، هل الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية حينها يمكن أن تفسِّر لوحدها تلك الخيانة، أم أن هناك دوافع أخرى سياسية وأيدولوجية؟

أولا أوضح أن ثمة فرقاً في الاصطلاح التاريخي بين لفظين يُستعملان عادة للتعبير عن هذه القضية، وهما الحركى أو (الڤومية)، والبيّوعين أي (المخبرين)، فالشريحة الأولى تعني المسلحين الذين رافقوا قوات الاستعمار، وهي محلّ حوارنا الآن، أما الفئة الثانية فكانت تتكفل بمتابعة ومراقبة نشاطات المجاهدين والسياسيين، ثم تتولى التبليغ عنهم ورفع التقارير إلى الأجهزة الفرنسية.

ثانيا، أودّ أن نعرج سريعا على نشأة جهاز “الحركى” أصلا، كيف ظهرت هذه الشريحة بين الجزائريين، لقد كانت لفرنسا منهجيتها المتكاملة في التعامل مع الثورة، ولهذا بادرت منذ البداية إلى تأسيس قوى “الحركى”، والفكرة جاءت من خلال استقصاء فرنسا لأخبار المجاهدين، حيث كانت تنزل إلى القرى والمداشر وتسأل عمن تسميهم “الفلاڤة”، فيجيبها عملاؤها عن تحركات الثوار، وكيف يجندون ويأخذون المال والمؤونة من السكان بالقوة، وفق رواية المُخبرين، هذا الأمر جعل فرنسا تصنّف المواطنين إلى موالين ومعادين للثورة، فاقترحت على المتعاطفين معها والخائفين من بطشها أن تضع السلاح في متناولهم للدفاع عن أنفسهم ضد “الفلاڤة”، قبل أن يتحول هؤلاء مع مرور الوقت إلى مجندين عسكريين في صفوف القوات الفرنسية ضد شعبهم، وهذه الخطة سمحت لفرنسا من جهة أخرى باكتشاف الفئات الموالية للثورة وهي التي رفضت أن تتسلح في وجه المجاهدين، ولكن تشكلت شريحة معتبرة بين الفريقين (الموالين والمعادين)، وهي التي تبدي تعاملا ظاهرا مع الاستعمار بفعل الضغوط الممارسة ضدها، بينما هي غير مقتنعة بذلك، وهؤلاء لم يكونوا في الحقيقة “حركى” ولا مُخبرين خالصين، لكن الظروف كانت أقوى منهم.

أما عن الأسباب فلا شك أن كلّ الدوافع التي تفضلت بها في سؤالك واردة لكن تبقى الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية هي الأساس، لأن الشعب كان يعيش الفقر المدقع والاحتياج والخوف والجهل والبطش العسكري، في نفس الوقت، كانت هناك قطاعاتٌ عريضة غير مؤمنة بإمكانية نجاح الثورة، وبالتالي يرفضون الرهان على الفشل، وثمة جناح ثالث موالي قلبا وقالبا للاستعمار، أي مقتنعين عقديا وايديولوجيا بفرنسا وهم الأقلية.

كيف كان الجزائريون يتعايشون مع هؤلاء “الحركى” وهم يعيشون بين ظهرانيهم في القرى والمداشر والمدن، ويعرفهم العام والخاص؟

بكل تأكيد كان هؤلاء منبوذين من طرف عموم الشعب، وأفعالهم مستنكرة، لهذا وجدنا منهم من يتحلى بشيء من الحياء، فيغادر محلّ إقامته إلى منطقة أخرى حتى يتخفى ولا يُكتشف أمره، في حين فضّل “حركى” آخرون المكوث في قراهم ومداشرهم بهدف توفير الحماية لعائلاتهم والحفاظ على امتيازاتهم الخاصة مع الاستعمار، لكن لا تنسى أن الشعب الجزائري كان يعاني الأمرّين خلال الثورة، وكان الضغط النفسي والأمني شديدا جدا على السكان، ما دفع ببعضهم إلى تقبّل هؤلاء الخونة، بل كانوا يطلبون منهم قضاء حاجاتهم الشخصية والعائلية.

أنت كنت من رجال الميدان في الثورة، وتعرف عن قرب دور هؤلاء “الحركى” في دعم وإسناد الجيش الفرنسي، هل ترى أن تأثيرهم الفعلي قدّم “خدمة إستراتيجية” للاستعمار، وبالتالي قد أخّر حتى إنجاز الاستقلال؟

طبعا، فرنسا استفادت كثيراً من خدمات هؤلاء “الحركى” على المستويين العسكري والدِّعائي بصفة أكبر، فقد شكَّل الاستعمار من خلالهم حاجزا تجاه الثورة، وظفته الدعاية الفرنسية للتأثير في الرأي العام وتحطيم معنويات الشعب، عبر إبراز صورة وموقع “الحركى” إلى جانبها ضد مشروع التحرير، إلى درجة من التغليط والإشاعات يظهر معها أن نصف الشعب على الأقل كان رافضا لاحتضان الثورة المسلحة.

أما على الصعيد العملياتي، فقد كان للحركات المصاليّة المناوئة تأثيرٌ هائل على مسار الثورة، فقد انبثقت من رحم الوطنيين المصاليين 5 حركات مضادة للثورة، وتركزت في منطقة الوسط، وهي جماعة: كوبيس، الشريفي، السعيدي، بلونيس، ومصمودي، وقد استمرت تحركاتها السلبية إلى غاية وقف إطلاق النار، باستثناء حركتي بلونيس وكوبيس اللتين أجهضتا بعد تصفية زعيميهما.

وهذه الفصائل المناوئة من المصاليين هي التي كان لها تأثير سلبي في عمل الثورة، عشرات الآلاف من المجندين المهيكلين في صفوف الجيش الفرنسي من “الحركى”، وتسببت تلك الحركات في تأخير الاستقلال 3 سنوات على أقل تقدير، لأن فرنسا سعت من خلالها إلى إيجاد “تيار ثالث”، مستغلة في ذلك الجذور الوطنية لأفرادها، في إرباك المواطنين وهزّ قناعاتهم الثورية، بخلاف “الحركى” الذين كانت خيانتهم مكشوفة لا غبار عليها لدى السكان.

لقد كان من الممكن أن تحسم الثورة مشروع التحرير بعد 3 سنوات من انطلاقها، لكن تأثير هؤلاء المصاليين أوصل الثورة إلى المرحلة الثالثة التي تزامنت مع عودة دوغول إلى السلطة في فرنسا عام 1958، وقد كانت تلك الفترة (58-62) الأشد فتكا وقساوة، وعرفت سقوط 80_ من شهداء حرب التحرير.

ما دمت قد تحدثت عن المراحل، هل يمكن أن ترسم لنا “منحنى بيانيّا” عن تصاعد وتراجع “الحركى” مع سنوات الثورة؟

فيالق “الحركى” رافقت الثورة منذ البداية، لكنها عرفت ذروتها مع مجيئ ديغول في 13/05/1958، حيث رمى هذا الأخير بكل ثقله التاريخي والعسكري والسياسي لإجهاض الثورة، فعمد إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من “الحركى” في صفوف الجيش الفرنسي، وخطط بكل السّبل لخلق غطاء سياسي ومعنوي لإضفاء صبغة شرعية تعمي على علاقة هؤلاء بالاستعمار، من خلال ربطهم بالحركات المناوئة مثلاً، بدل أن يتجندوا مباشرة مع جيش الاستعمار، لكن الثورة كانت لها بالمرصاد، وركزت على وأد تلك الحركات المضادة لسحب البساط من تحت أرجل دوغول وأذنابه الخونة.

حتى مع نهاية الخمسينات حيث تقوّى عود الثورة وأصبح لها حكومة مؤقتة وحضور أممي، لم تتراجع وتيرة “الحركى”.. لماذا؟

هذه المرحلة مثلما أكدت لك سابقا كانت الأعنف والأقسى على حياة الجزائريين عموما وعلى مسار الثورة خصوصا، فقد تجسدت خلالها سياسة ما يعرف بـ”الأراضي المحرَّمة” التي يُمنع فيها التواجد مطلقا، في المقابل، لم تكن الثورة في الداخل تملك وسائل إعلام للتبليغ والتواصل مع السكان، حتى أننا للوهلة الأولى، لم نصدِّق نحن القيادات الميدانية إعلان بن يوسف بن خدة عن وقف إطلاق النار في 19 مارس 62، وبالتالي الجزائريون في عمومهم لم يكونوا مواكبين للتطورات العسكرية للثورة، بل كان مفعول الإرهاب النفسي والاجتماعي والأمني شديدا على معنوياتهم، ومن ثمة بقي منحنى “الحركى” مرتفعا تقريبا حتى أواخر الثورة، مع أن البعض استيقظ ضميره وصحا من غفوته ليلتحق بصفوف الثورة إلى جانب شعبه وينال شرف المشاركة في حرب التحرير وإن متأخرا.

لو نتحدث بلغة الأرقام، وقد نظمت الثورة بشكل دقيق مع مطلع الستينات وحتى قبلها، هل كان لدى قيادات جيش وجبهة التحرير الوطني إحصاءات مضبوطة أو تقديرية، حول عدد “الحركى” غداة الاستقلال، لأن المتداول منها متضارب وفي عمومه فرنسيّ المصدر؟

بصراحة لم تكن هناك تقديراتٌ دقيقة لأن الملف كما أسلفت لك كان يُعالج بشكل محلّي، فقط ما كان متواترا لدينا أنهم في حدود 250 ألف فرد، لكن عمليّا أظن أن الرقم أكبر بكثير، شخصيا أعرف في إحدى مناطق الولاية الرابعة أن هناك 1500 حركي يتوزعون على 3 عروش فقط. وعليه، بحساب المسلحين المهيكلين و”البيّاعين” وأعوان الإدارة والمتعاطفين مع فرنسا ممن يرفضون الثورة، سنجد أضعاف هذا العدد المتداول، لكن حتى لو اقتصرنا على رقم 250 ألف مهيكل في الجيش الفرنسي، فلا يمكن أن ننسى أن كل واحد منهم له تأثير على 4 إلى 5 أفراد من عائلته، وبالتالي هم في المجموع يتجاوزون مليون جزائري.

وفي ذات السياق، أريد أن أصحح مغالطات يروّجها البعض حول تمركز “الحركى” في مناطق وولايات بعينها، حتى أن مجاهدين كباراً ما فتئوا يرددون أن مناطقهم لم يوجد بها “حركى”، أقول إنّ مثل تلك الإشاعات والدعايات غير موضوعية وتنبع من حسابات تاريخية وعصبية مقيتة، والحقيقة أن كل المناطق حيثما وجدت فرنسا، كان هناك “حركى” وعملاء، لأن الظروف والضغوط والواقع نفسه، والإنسان هو الانسان.

على حد ذكرك لتراجع بعض “الحركى” عن موقفهم وانضمامهم إلى جيش التحرير الوطني، نودّ أن نعرف سياسة ومنهجية الثورة في التعاطي معهم؟

في الحقيقة لم تكن هناك سياسة موحدة أو منهجية مشتركة في التعامل مع “الحركى”، بل خضعت القضية للاجتهاد المحلي بحسب ظروف وخصوصيات كل ناحية، بل داخل كل ولاية كانت هناك توجهات مختلفة في معالجة حالات “الحركى”، لأن النظام الثوري بشكل عام لم يكن يخضع للقرار المركزي، بل منح لكل قائد حقّ استعمال سلطاته في نطاق الحيز الجغرافي، فالبعض لجأ إلى تصفيتهم ومطاردتهم بالقوة، في حين غضّ البعض الآخر الطرف عنهم وتفادى أسلوب المواجهة معهم، من باب العمل بأخفّ الضررين، حتى لا يسقط ضحايا أبرياء، أو نتسبب في تضييق الخناق أكثر على الثورة، وبالتالي كان التساهل معهم شفقة على الثورة بالأساس. في مقابل ذلك، وقعت بعض الهفوات في التقدير حتى لا أقول أخطاء جسيمة، وهو ما ينطبق على ما يُعرف بحادثة “ملوزة”.

وفي حالات ثالثة، كان المجاهدون يقومون بأسر “الحركى” ثم إطلاق سراحهم لاحقا، بهدف الدعاية الإعلامية لقدرات الثورة على ملاحقة الخونة، ورفع معنويات المواطنين.

وفي مواقف أخرى أكثر إيجابية، تمكنت بعض قيادات الثورة من التوظيف العسكري لـ”الحركى”، من خلال استيقاء المعلومات وتحصيل الدعم اللوجستي أحيانا من خلالهم.
يتبع

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/188208.html

ضباط فرنسا التحقوا بالثورة ضمن مخطط الاستيلاء على الحكم
مجاهدون توفّوا في السجون بعد الاستقلال بتهمة تصفية الخونة!
عائلات كانت تحتفي بعودة “الحركى” على طريقة استقبال حجاج بيت الله!
جمعنا “الحركى” في الثكنات والسجون حماية لهم من الانتقام ولنحاكمهم لاحقاً، لكنهم فلتوا من العقاب العادل بفعل الفوضى السائدة.

معلوم أن فرنسا إثر وقف إطلاق النار ركزت على نقل المعمرين الأوروبيين وتخلت عن “الحركى” باستثناء 5 من كبار العملاء، كيف هرب الآخرون وماذا كان مصير الباقين منهم هنا في جزائر الاستقلال؟

المؤكد أن أعيان “الحركى” تمكنوا من الفرار واللحاق بجحافل الاستعمار، وحملوا معهم المئات من أعوانهم ومقربيهم وذويهم من البداية، مثل الباشاغا بوعلام الذي رافقه عددٌ هائل من ناحية الشلف، وغيره كثير في الواقع، فيما هرب الآلاف أيضا في وقت لاحق عبر موانئ الجزائر المختلفة، لقد كانت الفترة الانتقالية التي طبعتها الفوضى والانقلاب على شرعية الحكومة المؤقتة (62 -63)، حيث طغى الصراع على السلطة، في غضون تلك الأشهر الساخنة والمتوترة، استغل هؤلاء الفرصة السانحة وحقبوا أمتعتهم نحو فرنسا تحديدا، لكن عددا معتبرا كذلك لم يغادر البلاد .

ماذا كان مصيرهم، خصوصا أن هناك روايات كثيرة تتحدث عن تصفيات انتقامية طالتهم من طرف ذوي الضحايا والأسرة الثورية بشكل عام؟

هذا الكلام غير صحيح وتم ترويجه بهدف الإساءة إلى الثورة واستعمال ورقة “الحركى” ضد الجزائر، شخصيا لم أشاهد ولا سمعت عن أي عمليات تصفية مبرمجة ضدهم، إلا إذا كان في إطار فردي ومحدود، أؤكد لك أنه لم يصدر أي قرار لا مركزيا ولا محلّيا بهذا الخصوص مطلقا، بل بالعكس تماما، حين وقعت بعض التصفيات الفردية ضد بعضهم، بادرت قياداتُ الولايات بعزل “الحركى” في الثكنات والسجون لاسيما المشهورين منهم، حماية لهم من الانتقام، وعاد جزءٌ من هؤلاء إلى ممارسة حياتهم بشكل عادي فيما بعد، وبعضُهم ذهب للمشاركة في رد العدوان المغربي على حدودنا الغربية .

فيما يخص قضية الحماية بالذات، هل صحيح أن بن بلة وبومدين أصدرا تعليمات إليكم بخصوص تأمين حياة “الحركى”، وما خلفية ذلك؟

لم نتلقّ أي تعليمات من أي طرف، لكن تصرفاتنا مع “الحركى” كانت منسجمة مع مضمون اتفاقيات إيفيان من جهة، حتى نحترم أنفسنا أولا. ومن جهة أخرى، كان تفكيرنا ينطلق من التأسيس لسلطة العدالة، لأننا أردنا أن نعطي الفرصة حتى تتهيكل الدولة الجديدة بمؤسساتها، ثم تحاكم هؤلاء وتطبِّق القانون، بدل إشاعة الفوضى من خلال الأعمال الانتقامية بشكل فردي قد تكون مظالمُها أسوأ، لكن للأسف هرم سلطة الثورة، أدخل البلاد في مرحلة الفوضى، وبالتالي فلت هؤلاء من العقاب العادل.

هل صحيح أن بعض “الحركى” ممن حاولوا العودة، اعتقادا منهم أن الجزائريين قد نسوا القضية، لقوا مصرعهم في السبعينات؟

لا، لا… لم أسمع بمثل هذه الوقائع، وإن حصلت فأظنها محدودة جدا، وربما لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لكن الذي أعلمه وأؤكده، أن عودة هؤلاء جوبهت باحتجاجات واسعة من طرف المجتمع، وأعطيك أحداثاً أعرفها جيدا في مليانة والبرواڤية مثلا، احتج السكان ضد المسؤولين على دخول “الحركى” إلى مناطقهم، لكن لم تحدث عملياتُ تصفية أو اعتداءات جسدية.

وهل تمّ دخولهم إلى الجزائر بصفة نظامية؟

نعم، جزءٌ منهم عاد إلى أرض الوطن عبر الموانئ والمطارات والحدود، ويوجد من دون شكّ من ساعدهم في ذلك، من أقاربهم ومعارفهم، بل الأسوأ والمخزي، أن بعض العائلات كانت تحتفي بقدوم ذويها من “الحركى” كما يستقبل عامة الجزائريين الحجيج العائدين من بيت الرحمان، وأنا أعرف أحد الخونة قتل 14 مجاهداً خلال الثورة، دخل الجزائر ورافقه أهلُه في موكب احتفالي، بل رافقوه إلى المقبرة للوقوف على قبر والده الذي كان هو الآخر حركيّا خائنا، ما أثار حفيظة المواطنين ودفع بهم إلى الخروج إلى الشارع للاحتجاج على هذا السلوك الاستفزازي، ففرّ هارباً بجلده.

سمعت من روايات متواترة أن مجاهدين دخلوا السجن بتهمة قتل الحركى بعد الاستقلال، هل تؤكد هذه المعلومة؟

للأسف هذا ما حصل، وأنا شخصيا حينما نقلت إلى سجن لامبيز بباتنة في 1970، وجدت مجاهدين مسجونين هناك، وكنت أعتقد قبل ذلك أنهم سقطوا شهداء في ساحة الشرف، لأُصدم حين اكتشفت أنهم كانوا خلف القضبان منذ 1962، وأذكر لك مثلا: المجاهد عبد القادر مطرف من مليانة، وهو ابن شهيد وأمه استشهدت كذلك، قام بتصفية “حركي” كان قد قتل والديه في زمن الثورة، فحُبس وظلّ في السجن حتى توفيّ في لامبيز، وعاشور رحماني أيضا من بريكة، كان في منطقتنا وحكم عليه بالإعدام من طرف فرنسا، وقمنا بتهريبه من سجن البليدة، ولم نلتق من وقتها إلى أن قابلني في سجن لامبيز في السبعينيات فتقدم نحوي ليسلم عليّ، فلم أتعرَّف عليه، حتى ذكرني باسمه وقال لي: “أنا عاشور رحماني”، فاستغربت الأمر، وبادرته بالسؤال: ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فأجابني بحسرة: أنهم أدخلوه السجن بسبب اقتصاصه من “حركي” قتل والدَه خلال الثورة.

ووفق أي قانون زُجّ بهؤلاء المجاهدين في السجن؟

للأسف تم اعتقالهم في عهد الحكومة المؤقتة بتهمة قتل “الحركى”، لكنهم أهملوهم وتركوهم في السجون دون محاكمة ولا حريّة، وبعضهم توفّي في محبسه، وحينما تولّى بوعلام بن حمودة وزارة العدل، راسلته شخصيّا عن طريق واسطة، وقلت له: “لا أريدك أن تتدخل لصالحي لأني فعلتها.. لكن أطلب منك أن تفرج عن المجاهدين الموقوفين منذ 1962 دون ملفات قضائية”، وأرفقت رسالتي بقائمة هؤلاء المحبوسين، لكن الوزير لم يردّ على رسالتي حينها.

عرفنا تعامل السلطة الجديدة وقيادات الولايات التاريخية مع “الحركى”، بالنسبة للشعب في ذلك الوقت، هل كان متسامحا مع هذه الشريحة التي تسبَّبت في مآسيه وجراحه الغائرة؟

قطاعٌ واسع في الشعب كان يريد الانتقام لشهدائه، ولكنه احترم أوامر القيادة الثورية التي كان لها حضورٌ معنوي وسياسي كبير وسط المجتمع، أما في البداية فقد همّ الكثير بالهجوم على مراكز تجميع “الحركى” بنية القتل والتصفية.

أنت تطرقت إلى نقطة مهمة قبل قليل تتعلق ببعض “الحركى” الذين خدموا الثورة من داخل النظام الاستعماري، نريد أن توضح لنا ذلك، هل كان العمل مهيكلا أم مبادرات فردية بطابع إنساني؟

نعم هذا موجود رغم أنهم كانوا قلّة، لكن كان هناك متعاونون مع الثورة من داخل “الحركى” أنفسهم، وهم فئتان: الأولى “حركى” في أصلهم تم توظيفهم لصالح الثورة، والثانية مجاهدون دفعت بهم القيادة بشكل سرّي جدا لاختراق جبهة العدو، حتى أن بعضهم يدفع حياته في تلك المغامرة الثورية، وقد حصل معي شخصيا، حيث اخترت أحسن مجاهد أثق فيه، ويمكنني إقناعه بسهولة لأداء المهمة ثم العودة إلى صفوفنا في الوقت المناسب، إذ ادعى هذا الأخير أمام الفرنسيين أنه قضى على المحافظ السياسي زيتوني الذي كان مطلوبا من طرف سلطات الاستعمار في المنطقة، فقبلوه بينهم ووثقوا فيه، ليتحول بذلك إلى عين للولاية الرابعة على تحركات الجيش الفرنسي وعملائه، يزوّدنا بكل المعلومات الضرورية، لكن العملية فشلت، لأنه لم يطق تحمّل الوضع الجديد مع “الحركى”، حيث أبت نفسُه الثورية أن يتّصل بالسكان بصفته خائنا ويخطب في الأسواق وبين الشعب ضد المجاهدين، فهرب حاملا معه 3 بنادق رشاشة من نوع ” mat 49 ” ، لكنه حينما هرب عائدا للثوار، قابله مجاهدون لم يكونوا على علم بتكليفه من طرفي بالاندساس في صفوف العدو، فقتلوه، اعتقادا منهم أنه تنكَّر من قبل للثورة وجاء الآن للتجسس عليهم، لأني الوحيد الذي كنت على علم بتفاصيل المهمة الموكلة إليه.

نعود إلى قضية مثيرة للجدل في ملف “الحركى”، وتتعلق بالعسكريين الذين التحقوا بصفوف ثورة التحرير في منتصف الطريق، وبعضهم في اللحظات الأخيرة من عمرها، هل استقبلتهم القيادات بطمأنينة أم ارتابت منهم، هل اندمجوا مباشرة في صفوفها أم مكثوا مدة تحت المراقبة، وكيف تمّ التحاقهم أصلا على المستوى التنظيمي والعسكري؟

هذا الموضوع أسال حبرا كثيرا، يجب أن نفرق أولاً بين مستويين من هؤلاء، الفريق الأول هم نخبة الضباط الجزائريين في المعسكر الفرنسي، والفريق الثاني هم عسكريون بسطاء من عموم الشعب كانوا في الجيش الفرنسي، لكنهم تراجعوا عن مواقعهم وقرروا أن يلتحقوا بكل عفوية بالثورة، فلم تكن لهم حسابات إستراتيجية أو مخططات سياسية، وقد استقبلنا الكثيرَ منهم في ولايتنا مثل باقي النواحي، فكانوا يفرّون بأسلحتهم وبعضهم تسلل إلى صفوف المجاهدين في قلب المعركة مع العدو، هؤلاء في العموم كانوا يندمجون عن طريق وساطات واتصالات مسبقة، وسوف أذكر لك قصة مؤثرة تعكس صدق نواياهم، فقد التحق بنا ثلاثة شبان يوم 18/09/1958، أحدهم شاوي من القليعة ينحدر من ولاية خنشلة، فتوجهنا يوم الغد أي 19 سبتمبر للقيام بعملية رمزية استعراضية بمناسبة تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة، فنصبنا كمينا لقوات العدو، كان تقديرنا أن نواجه 4 إلى 5 شاحنات، فإذا بنا نجد أنفسنا أمام قرابة 40 شاحنة من الجنود، فجرح من المجاهدين خمسة أفراد ثم استشهدوا جميعهم، لا زلت أحتفظ بصورهم وأسمائهم فردا فردا، وكان من بينهم هذا الشاب بلقاسم الذي انضم إلى صفوف الثورة قبل 24 ساعة فقط، فكانت خاتمته الشهادة لصدق نيته وإخلاصه للوطن.

ماذا الآن عن النخبة العسكرية التي كانت موالية لفرنسا قبل أن تلتحق بالثورة؟

فيما يخص هذه الشريحة، في الحقيقة أنا أقدم لك وجهة نظري فقط، لأني لا أعلم كل تفاصيل اندماجها، فهم التحقوا بالثورة عبر جيش الحدود، ولم يكونوا أبدا جزءا من مجاهدي الداخل والولايات، وبالتالي قناعتي الخاصة، أن فرنسا في المرحلة الثالثة (ماي 58 إلى مارس 62)، كيفت إستراتيجيتها العسكرية والسياسية وفق الأمر الواقع القائم على استقلال الجزائر على المدى القريب، وبمقتضى ذلك، منحت الاستقلال لمستعمرات إفريقية بناء على “طلب خطّي”، وتشكلت لديها تجربة من خلال تلك الدول الإفريقية التي ظلت حكوماتها الجديدة تابعة لها بالمطلق، لأنها قامت باستدعاء نواب في الجمعية العمومية وكلفتهم بإدارة شؤون بلادهم الإفريقية.

من هنا توجّه آنذاك التفكير الفرنسي إلى الاستثمار في العنصر البشري بدل استنزاف قواها العسكرية والاقتصادية في حروب الاستعمار التقليدي، لذا أعتقد أن التحاق هؤلاء الضباط الجزائريين بالثورة ربما يندرج ضمن هذه الرؤية الإستراتيجية، التي تهدف إلى الاستفادة من ولاء وخدمات تلك النخبة في المستقبل، والفرق هنا، هو أن المخطط الفرنسي في الجزائر كان على المدى البعيد (في غضون 20 إلى 30 سنة) لأنها واجهت تراكمات ثورة شعبية عارمة، في حين وضعت برنامجها في الدول الأخرى بشكل علني ومباشر، كان يفترض واقعيا أن تبدأ المفاوضات عام 1957 بعد سقوط الجمهورية الثالثة والإطاحة بثلاث حكومات متعاقبة بفعل تأثير ضربات الثورة الجزائرية، لكن فرنسا أخرت فتح القضية، حتى تتيح لنفسها وضع لبنات برنامجها المستقبلي، ولأنها تعلم أن العمود الفقري لأي ثورة بعد التحرر هو الجيش الوطني، فركزت على اختراقه والتغلغل في دواليب المؤسسة العسكرية، دون أن تغفل القطاع الإداري، الذي ورث 10 آلاف من الموظفين المفرنسين في غياب شبه تام للأعوان المعربين الذين يمكنهم بناء مؤسسات تنسجم مع قيم ومبادئ الثورة التحريرية في أبعادها الثقافية والاجتماعية.

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/188346.html

المجاهد بورقعة لـ”الشروق” / الجزء الثالث والأخير
“الحركى” هيمنوا على مفاصل الدولة بعد الاستقلال
قضية “الحركى” ما تزال ورقة ضغط لدى الفرنسيين لأن الجزائر أهملت الجالية

هذه المقاربة معلومة، لكن ماذا عن الإجراءات التي تم بها الاندماج رغم خطورة مواقعهم الأصلية؟

هؤلاء الضباط انخرطوا في صفوف الثورة على دفعات، وجزء منهم لا شك أنه التحق ولبّى النداء بإخلاص كباقي الجزائريين منذ السنوات الأولى، بينما الباقي انضم على مراحل وهذا في حدّ ذاته ضمن إجراءات الخطة، كان التحاقهم كما أسلفت عبر وحدات الحدود، وبالتالي هم لم يعايشوا أصلا جرائم الاستعمار، الوحيد الذي واجه منهم العدو هو الضابط زرقيني الذي كان تحت إشراف هواري بومدين وجرح في معركة قرب مدينة تبسة، أما عن اتصالهم الأولي فقد جرى عبر دفعات، وتمّ بشكل رئيسي عن طريق فيدرالية الأفلان في فرنسا.

هذا يعني أنهم كانوا في أوروبا ولم يشاركوا قبل ذلك في مواجهات ضد المجاهدين؟

نعم، هذه أمانة للتاريخ، في حدود علمي، أنهم لم يتجندوا ضد الثورة في الداخل، بل كانوا في مدارس التكوين العسكرية في فرنسا وبعضهم خدم في ألمانيا، إلى غاية الالتحاق بالثورة.

هل هم من اختار الاندماج في وحدات الحدود أم هو توجيه قيادات الثورة؟

الأمر كان محسوبا ومحسوما بدقة من طرفهم، لأنه يتعلق بالتفكير في السلطة مستقبلا، وهذا ما تفطن له بومدين بذكاء واستعمله فيما بعد لصالحه، أدركوا من البداية أنهم لن يكونوا شيئا من دون العقيد بومدين، وهذا الأخير فهم أنه بدونهم لا يمكن أن يستقرّ بين يديه الحكم.

عفوا، لماذا تتهم قائد الأركان؟ ألم تكن نيته توظيف كفاءاتهم الفنيّة والعسكرية لتنظيم الجيش وخدمة الثورة؟

هذا ليس صحيحا، كان بمقدوره أن يخدم الثورة بأبناء الشعب في الداخل، الذين كانوا بمئات الآلاف مستعدين للتجند والعمل الثوري المسلح، لقد صوّب العقيد بومدين بصره نحو سلطة الاستقلال، لأنه عايش الثورة المصرية حينما كان طالبا في الأزهر بداية الخمسينيات، وبعدها عاصر استقلال تونس والمغرب، فكان هواري بومدين يدرك تماما أنه يستحيل عليه استلام الحكم من ضباط جيش التحرير وقيادة الولايات التاريخية ورموز الثورة والحركة الوطنية، فوضع هؤلاء (ضباط فرنسا) إلى جانبه، وأشعرهم بالحماية العليا، والتاريخ يسجل مقولته الشهيرة في مؤتمر الأفلان عام 1964، حينما ظلت القاعة تهتف وتدوي تحت شعار “التطهير التطهير لجيش التحرير”، فردّ عليهم وزير الدفاع بومدين قائلا: “مَن الطاهرُ ابن الطاهر الذي يريد أن يطهِّر الجيش؟”، بل أضيف لك قصة حقيقية، وهي أن بومدين لمّا بلغه نشوب الصراع بين ضباط الجيش الوطني مع نظرائهم من ضباط فرنسا، وعلم أن هؤلاء يعيّرونهم بذلك، استدعى وزيرُ الدفاع تلك المجموعة من ضباط جيش التحرير وقال لهم بالحرف الواحد: “من الآن فصاعدا لو يتكلم أحدكم بسوء في حقهم، سأضع حجرة في فمه”، هذه حقيقة ثابتة يعرفها الجميع، لذلك وقف هؤلاء (الضباط الفرنسيون) مع حاميهم الذي صنعهم، وخدموه بإخلاص طيلة وجوده في الحكم.

عندما يقول بومدين: “من الطاهر ابن الطاهر الذي يريد أن يطهر الجيش؟”، هل كان بذلك يتهم الجميع؟

طبعا لا… رسالته كانت محددة وموجهة لأهلها، لم يقصد أبدا عامة الجنود والمناضلين الذين هتفوا وصفقوا، بل هي مصوّبة لمن يعتقد بومدين أنهم ألّبوا وحرَّكوا ضده قاعة المؤتمر، قد يكون منهم أحمد بن بلة والعقيد شعباني وعبد الحفيظ بوصوف ولخضر بن طوبال وكريم بلقاسم وغيرهم ممن كانت لهم صراعاتٌ وخلافات مع وزير الدفاع وقتها.

أفهم من كلامك في المحصلة، أن تحالف بومدين مع ضباط فرنسا كان تكتيكيا للاستيلاء على الحكم وليس قناعة بهم أو ولاء لأيديولوجيتهم حتى لا نظلم الرجل؟

بكل تأكيد.. بومدين لا يلتقي مع هؤلاء في شيء، لكنه استقوى بهم ضد خصومه فقط، لهذا حافظ على وجودهم في مؤسسة الجيش دون أن يمنحهم أي مناصب نوعية إلى غاية 11/12/1967 بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها العقيد الطاهر زبيري، إذ سيغير الرئيس هواري بومدين من منهجيته، حيث يصبح تموقع “ضباط فرنسا” واضحا بعدما ظلّ محتشما لسنوات، وتبدأ بالتوازي، عملية التصفية ضد ضباط جيش التحرير الوطني، لأنه فقد الثقة في هؤلاء، وصار يخشى من الإطاحة به مجددا، لم تكن له عداواتٌ مبدئية معهم، غير أن نفوذهم لم يكن ينسجم مع طموحاته في السلطة، فقدَّم عليهم ضباط النخبة الفرنسية في إسناد مواقع المسؤولية، مستغلاّ نقطة ضعفهم وعقدتهم التاريخية تجاه الثورة.

وعليه بعد انقلاب 1967، انطلق التطهير العكسي الآن، ولم يُبق بومدين من ضباط جيش التحرير في مراكز النفوذ سوى 3 مجاهدين، كانوا قد امتثلوا للمحاكمة التي ترأسها بومدين شخصيا في تونس إثر الاجتماع الشهير للعقداء التسعة، وهم أحمد دراية وبلهوشات والشريف مساعدية، وتعمد اختيارهم دون سواهم، لأنهم يدينون له بفضل التخليص من الإعدام المحتوم من جهة، ولأنهم من جهة أخرى، لا يتفاهمون فيما بينهم أبدا، وبالتالي يستحيل أن يتآمروا ضده.

وبالتالي ليس صحيحا ما يُتداول حول بروز ضباط فرنسا في الحكم على عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد رحمه الله؟

لا، لا…في عهد الرئيس الشاذلي طفا نفوذهم على السطح الخارجي، أما وجودهم الفعلي فقد سبق ذلك منذ عام 1967.

هؤلاء وأبنائهم في مفاصل الدولة، إلى أي مدى ترى أن هذه الأقاويل موضوعية، أليس هناك مبالغة مفتعلة بهذا الخصوص لحسابات متعددة؟

من دون شك هناك مبالغات ناجمة عن الحساسيات التاريخية من جهة والحسابات السياسوية أحيانا من جهة أخرى، فيما يخص “الحركى” بالمفهوم التاريخي الدقيق (أي المسلحون المهيكلون سابقا في صفوف العدو)، لا أعتقد مطلقا أنه يوجد بينهم من وصل إلى مواقع مسؤولية عليا في الجزائر، أو أن البلاد شهدت انتشار هؤلاء في دواليب الدولة، لكن هناك الفئة الثانية، وهم الذين خذلوا الثورة وتعاونوا مع فرنسا عبر الإدارة، فهؤلاء تمكنوا فعلا من التموقع وأخذ المسؤوليات، لأنهم واصلوا مهامهم الإدارية بعد خروج الاستعمار حتى بلغوا غاياتهم المطلوبة، أعطيك مثلاً قد يستغربه البعض يتعلق بابن عم الشهيد البطل العربي بن مهيدي، فقد كان رئيسا لدائرة خراطة في عزّ الثورة أي عام 1959، ما يعني أنه كان مقتنعا بسلطة الاستعمار، ومع انطلاق المفاوضات بين الأفلان وحكومة ديغول، أخذ الطائرة عبر باريس والتحق بالثورة في تونس، ليُحدث ضجة إعلامية بحكم قرابته العائلية مع الزعيم العربي بن مهيدي، ثم يصبح بعد الاستقلال رئيس ديوان لدى العقيد محمد بن أحمد عبد الغني في وزارة الداخلية.

على العموم، هذه الفئة العريضة اغتنمت الفرصة بسبب نقص المتعلمين في العقود الأولى للاستقلال، فتوغلت في المواقع الإدارية واخترقت حتى صفوف الجهاز (الأفلان) فيما بعد، لاسيما بعد تمييع الجبهة- الرمز عقب مؤتمر 1964.

هل تعمّد بومدين ذلك حتى يهمّش الحزب ويضعف نفوذه في الحكم؟

هذه القراءة صحيحة نسبيّا، لكن في الحقيقة الأحداث والواقع الموروث أيضا لعبا دورا حاسما في القضية.

طيب، قبل أن نغلق هذا الملف الشائك، وبعد نصف قرن من الاستقلال، هل ترى أن قضية الحركى ما زالت إشكالية واقعية في الجزائر، أم أنها طوت هذه الصفحة نهائيا؟

أعتقد أنه صار في مقدورنا أن نطوي هذه الصفحة اليوم من دون أن نمزقها، لكن البعض حاول أن يمحوها في وقت مبكر، وهذا ليس جديدا في مسار التاريخ القديم والحديث، إذ أن كل ثورة عظيمة ناجحة تركت بصماتها، إلا وجوبهت بثورة مضادة لتزييف الحقائق والوقائع، حتى لا تحتفظ برمزيتها كنموذج للآخرين، يستلهمون منها روح الكفاح والمقاومة، حدث هذا حتى مع ثورة الرسول الأعظم سيدنا محمد (ص)، حينما اندلعت أحداث الفتنة الكبرى.

عفوا.. هل تعتبر الخطاب الترويجي في هذه القضية، مزايدة سياسوية تلعب ورقة التاريخ في حسابات خاصة؟

صحيح لا أنكر ذلك، لأن جيل الحركى ربما انقرض بيولوجيا.

لكن ماذا عن الجيل الثاني والثالث من الحركى، ما المقاربة المثلى للتعامل مع هؤلاء، علما أنهم يتمايزون من حيث الانتماء والهوية والعلاقة بالماضي؟

أعتقد أن فرنسا هي التي تمارس الضغط في هذا الاتجاه، لكن للأسف الجزائر لم تقدم شيئا للجالية بشكل عام، فالإشكالية لا تتعلق فقط بمقاربة الحركى، بل بالسياسة الخارجية ككل، فهي قاصرة في ميدان التكفل واستقطاب الإطارات الجزائرية، وبالتالي لا يمكن الحديث في هذه النقطة بمعزل عن أداء الدبلوماسية في عمومها.

يعني من حيث المبدأ، أنت مع السماح لهؤلاء بالاندماج في الوطن، طبعا أقصد البُرآء من الفكر الحركي؟

ولما لا إذا كان ذلك في إطار إستراتيجية متكاملة وبرنامج شامل لاستيعاب الجالية، لأنه من غير مقبول أن نبقى قرنا من الزمن تحت تخدير الانفعالات العاطفية نرمي الجميع بتهمة الانتساب للحركى، دون أن نأخذ معطيات الواقع بعين الاعتبار.

ختاما، هل تعتقد أن قضية الحركى ما تزال ورقة ضغط وابتزاز لدى الطرف الفرنسي ضد الدولة الجزائرية؟

ما زالت ورقة وستبقى كذلك، وقد وفروا في سبيل ذلك جمعيات ومؤسسات ومنابر إعلامية وكتاب ونشطاء مدنيين للتحسيس بهذه القضية وتوريثها للأجيال، في المقابل لا نملك نحن شيئا وتركنا المبادرة للفرنسيين، وقد لاحظنا قبل سنتين حينما شارك علي هارون في نقاش عام بفرنسا حول الملف، أحضروا له فتاة ابنة حركي لا يتعدى عمرها 20 سنة لتجادل مجاهد ووزير وحقوقي في الثمانين من عمره، لتتحداه أمام الملايين على شاشة التلفزة، في حين رفض المؤرخ الكبير محمد حربي تلبية دعوتهم لأنه يعرف جيدا الواقع هناك.

وبالتالي فرنسا تسعى إلى توريث الفكر الحركي لدى الأجيال الجديدة من أبنائهم، وتحاول بكل وسعها غرس فكرة “المظلومية التاريخية” في نفوس الناشئة من خلال روايات القتل والتصفية والملاحقات التي تعرض لها آباؤهم وأجدادهم.
Algeria channel

هذه قصة عبد المومن خليفة.. الملياردير الهارب


Untitled
محمد مسلم ECHOUROUK

لا تزال فضيحة الخليفة في قلب اهتمامات الرأي العام الوطني، طالما أن الكثير من نقاط الظل فيها لم تفكك ألغازها، بل أريد لها أن تطوى وفق ما قرره أصحاب النفوذ.. فالكثير ممن وردت أسماؤهم أو أسماء أبنائهم وذويهم كمتورطين في الاغتراف من أموال الخليفة، التي لم تكن في واقع الأمر سوى أموال الجزائريين، بقوا في منأى عن أية مساءلة قانونية.

وإلى حد الساعة، وعلى الرغم من مرور أزيد من عشر سنوات على تفجر هذه الفضيحة، لا يزال المسؤول الأول على المجمع المنهار، رفيق عبد المؤمن خليفة، فارا من العدالة الجزائرية، التي حكمت عليه غيابيا بالمؤبد. فلو كانت هناك إرادة جادة في إحقاق القانون لما ترك “الخليفة” يهرب ويضحك على الجزائريين من وراء البحر في لقاءاته الصحفية.

لم يكن رفيق عبد المؤمن خليفة رجلا عاديا، فقد ترعرع في أحضان عائلة تقلبت في نعيم النظام، فوالد رئيس المجمع المنهار، خليفة لعروسي، كان رئيس ديوان وزير التسليح والعلاقات العامة في الحكومة المؤقتة ومؤسس المخابرات الجزائرية، الراحل عبد الحفيظ بو الصوف، كما تقلد حقائب وزارية منها الصناعة، تكريما له بعد أن شق عصا الطاعة على “ولي نعمته” في “المالغ” والتحق بغريمه الرئيس الراحل هواري بومدين بعد 1962.

عندما انخرط رفيق عبد المؤمن خليفة في مجال الأعمال، لم يكن سوى أحد الورثة في صيدلية تركها والده للعائلة، ببلدية الشراقة غرب العاصمة، ومع ذلك بدأ نجمه يسطع بشكل مشبوه، ولم تتجرأ السلطات المعنية بمراقبة مثل هذه “الشبهات” على مساءلة رجل الأعمال الشاب، الذي بات اسمه مرادفا للنفوذ وملازما للاعتقاد بعلاقاته المتشعبة مع الشخصيات التي بيدها مفاتيح الحل والعقد في هرم الدولة، ولذلك لم يعد خائبا من كل الغارات التي شنها على المال العام في جل مؤسسات الدولة.

سياسة غض الطرف تجاه المجمع المنهار كانت السمة البارزة في تعاطي السلطات معه، فبالرغم من إسراف الخليفة في بعثرة أموال الجزائريين، بمنحه مبلغ 90 مليون فرنك فرنسي (9 ملايير بالعملة الجزائرية) لفريق أولمبيك مرسيليا الفرنسي، وإسرافه في الإنفاق على حفل وصف بـ “الخرافي” في 3 سبتمبر 2002 بمدينة كان الفرنسية، حضرتها ملكات جمال العالم والفن مثل كلوديا شيفر وناعومي كمبل وستينغ وبونو وكاترين دونوف وجيراد ديبارديو وميلاني غريفيت وباميلا أندرسن.. وتفننه في شراء ذمم الشخصيات المؤثرة في مجال السياسية والإعلام، إلا أنه بقي متحررا من عيون الرقابة.

وعلى هذه الشاكلة سارت إجراءات معالجة القضية على مستوى العدالة، فقرار الإحالة لقي انتقادات شديدة من طرف موكلي المتهمين، ورئيسة محكمة الجنايات فتيحة براهيمي، طمأنت الشخصيات النافذة ببقائهم شهودا.

وحضر الوزير الشاهد مراد مدلسي الذي كان يوم تفجر الفضيحة وزيرا للمالية ليقول إنه “لم يكن ذكيا بالشكل الكافي وإلا لتصرف بصورة مغايرة”، ووصلت الجرأة بعبد المجيد سيدي السعيد إلى القول إنه يتحمل مسؤولية التوقيع على محضر مزور كبد الخزينة العمومية مائة مليار من ادخارات الجزائريين، وقال مسيرو المؤسسات الوطنية التي أودعت أموالها ببنك الخليفة إنهم تصرفوا بطريقة تجارية.. وهكذا أدرجت الرشاوى في خانة الحوافز لتحسين صورة المجمع المنهار عند الزبائن والمتعاملين..

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
من هو رفيق عبد المومون ‘خليفة’؟
Untitledk
منذ أن أعلن الحجر على بنك الخليفة في الرابع من مارس 2003، بدأ العد العكسي لحكاية إمبراطور (الورق) رفيق عبد المؤمن، الذي شغل الناس وجرّهم خلفه وهو يبني إمبراطوريته المالية في لمح البصر والسمع، وشغلهم أكثر وهو يجرّ جيوشا من المشاهير والساسة نحو المحاكم كشهود‮ ‬وكمتهمين‮ ‬وسيظل‮ ‬يشغلهم‮ ‬وهو‮ ‬ينعم‮ ‬بحريته‮ ‬في‮ ‬إنجلترا‮ ‬ويعاني‮ (‬جيشه‮) ‬من‮ ‬ويلات‮ ‬المساءلة‮.‬
في الفاتح من أكتوبر الماضي 2006، بلغ سن عبد المؤمن رفيق الأربعين (فقط).. وإسمه الحقيقي هو رفيق عبد المؤمن خليفة، من مواليد مدينة بجاية، ويقال أن والده “لعروسي خليفة” شارك في الثورة التحريرية، ويقال أيضا أنه ساهم في إنشاء المخابرات الجزائرية، ولكن المؤكد أن الوالد بعد الإستقلال تقلد عدّة مناصب مرموقة، خاصة في وزارة الطاقة والصناعة، وعندما بلغ عبد المؤمن رفيق سنته الأولى عام 1967، حرمه هواري بومدين من أبيه، إذ تمّ الزج به في السجن بسبب نشاطه السياسي المعارض.

إنتقل الوالد لعروسي إلى باريس، حيث واصل دراسته وحصل على شهادة مهندس في الزراعة، وفي بلدية الشراڤة بنواحي العاصمة، عرف خلال الثمانينات بالصيدلية التي فتحها وذاع صيتها إلى أن توفي عام 1990 وعمر إبنه رفيق لا يتجاوز الرابعة والعشرين ومستواه المادي متوسط على العموم‮ ‬ومهدّد‮ ‬بالفقر‮ ‬بعد‮ ‬رحيل‮ ‬الوالد‮.. ‬ولكنه‮ ‬مع‮ ‬ذلك‮ ‬ورث‮ ‬صيدلية‮ ‬وليس‮ ‬شيئا‮ ‬آخر‮.‬

يشهد رفقاء “رفيق خليفة”، على ثقافة الشاب الذي كان يقرأ الكتب التاريخية والدينية باللغات الثلاث الإنجليزية والفرنسية وخاصة العربية برغم دراسته في الصيدلة التي انتزع فيها ديبلوما وعمره 20 سنة، ولم يمر على رحيل أبيه إلا سنتين أي في عام 1992، حتى جسّد فكرة تصنيع الأدوية واكتسح سوق هذه التجارة الجديدة في الجزائر، وفي عام 1998، أنشأ بنك الخليفة وازدان فراشه بابنته البكر (ميليسا) التي بلغت الآن عامها التاسع، لتعيش طفولة متميّزة مع أب ألحق البنك بمشروع أبان الخليفة للعالم بأسره وهو الخليفة للطيران عام 1999 التي امتلكت في زمن قياسي 21 طائرة، وكان يقول قبل انهيار إمبراطوريته بأنه رصد حوالي ملياري دولار لشراء 18 طائرة إيرباص، وبينما كانت شركات الطيران الشهيرة الإيطالية والسويسرية والفرنسية تبتلع (مسامير) الأزمة كانت شركة الخليفة تتعملق وتسيطر على الفضاء حتى قارب عدد عمال الشركة 13 ألف (نسمة أو عامل) وبلغ رقم أعماله 2000 مليار دولار وبرقم فوائد خيالي طرق الربع مليار دولار، فدخل عالم المليارديرات من الباب الواسع وقالت حينها جريدة Libération الفرنسية أنه يمشي محروسا بـ18 رجلا مارسوا كل أنواع الرياضات القتالية وهم من جنسيات‮ ‬مختلفة‮.‬

حفلة‮ ‬هزت‮ ‬العالم‮.. ‬والعرش
رفض رفيق عبد المؤمن، البقاء في الظل، فهزّ عالم كرة القدم في 15 جوان 2001، عندما منح فريق مارسيليا مبلغ 90 مليون فرنك فرنسي (9 ملايير بالعملة الجزائرية)، ثم أقام في 3 سبتمبر 2002 حفلة خُرافية نقلتها مختلف وسائل الإعلام، بل وصفها البعض بحفلة القرن، إذ جرت أحداثها في أجمل قاعة في العالم في مدينة النجوم (كان) الفرنسية وحضرتها ملكات جمال العالم والفن مثل كلوديا شيفر وناعومي كمبل وستينغ وبونو ودونيف وديبارديو وميلاني غريفيت وباميلا أندرسن، ثم نقل الضيوف إلى أفخم فندق في العالم على شواطئ “الكوت دازير” وهو “ماجستيك بالاس” ليصبح رفيق عبد المؤمن عام 2002 أحد أشهر رجالات المعمورة، ولكنه حافظ على رفضه إجراء الحوارات فكان يرفض المقابلات الإعلامية، وربما هذا هو السبب في فشله الإعلامي عندما حاول شراء قناة ANN التي كان يديرها شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، كما فشل في بعث الروح في صحيفة فرنسية ميتة وكان يقول دائما أنه مدمن على قراءة جريدة “الحياة” اللندنية المعرّبة وأحسن صحيفة قامت بتشريح حقيقة (رفيق) هي Le parisein الفرنسية التي قالت أن (بيل غاتس) أغنى رجل في العالم لم يجمع المال بسرعة رفيق عبد المؤمن، وقالت أنه إذا واصل على ذات السرعة، فسيصبح أغنى رجل في جميع الأوقات..

الرجل إنفجرت أحلامه وقال مرة أنه قرّر إنشاء مدينة أحلام في الجزائر تحمل إسم (خليفة) وبها أعجب وأعظم مطار في العالم.. ولأن البداية حلم والمسار حلم، فإن النهاية كانت كلها كوابيس، وما يحدث في محكمة البليدة‮ ‬حاليا‮ ‬هو‮ ‬النهاية‮ ‬الحتمية‮ ‬لبناء‮ ‬بدأ‮ ‬بالغلط‮ ‬وتواصل‮ ‬إلى‭ ‬أن‮ ‬تبخر‮ ‬نهائيا‮.‬

ب‮. ‬عيسى echourouk

لغم الصراع الطائفي في غرداية


غرداية: مبعوث “الخبر” نوار سوكوemeutes_Ghardaia_Grara_02_981407242

هل التاريخ بولاية غرداية عاد ليضغط بثقله من جديد ويلقي بحساسيته إلى واجهة الأحداث، وهل المناوشات التي ما فتئت تندلع هي دفاع عن الماضي أم عن المستقبل، وهل هي قادرة على إخفاء المراحل التاريخية المشرقة للتحالف بين الميزابيين والعرب؟

في غمرة تلك الأحداث، يتراشق الطرفان بتهمة “العنصرية”، ويضع كل طرف نفسه موضع الضحية، ولكن بين الطروحات التي يقدّمها هذا وذاك، هناك اعتراف ضمني بأن مستقبل التعايش بين فرقاء المنطقة بات في حكم المجهول، ففيما يطالب العرب بتقسيم إداري جديد في المنطقة لحل مسببات الأزمة، يقول بني مزاب إن التعايش مع العرب أصبح بحاجة إلى إعادة النظر وإنعاش ودراسة، ولكنهما يتفقان على أن هناك أطرافا تريد استغلال الصراع لجعل المنطقة شرارة أولى لانطلاق ما يسميه العرب “ربيع الجنوب” وما يصفه بنو مزاب بـ”ربيع العرب”.
غرداية، هذه الولاية بدوائرها وبلدياتها لم تعد كما كانت من قبل من فرط الحساسية، إن لم نقل الأحقاد التي تشكّل في كل مرة البارود الذي يشعل فتيل المناوشات المكللة دوما بأحداث شغب، تتوج دوما بإعداد حصيلة للخسائر لا تزيد في النهاية إلا متاعب النفوس التي يقول أصحابها إنها حائرة وجريحة في الوقت نفسه، فعلى أرض غرداية تقاطعت طموحات بني مزاب مع عرب الشعانبة لوقت ما ثم عادت لتختلف، ربما لأن الواقع راح يضغط بثقل تناقضاته الاجتماعية والسياسية، ما ولّد حساسية راحت تكبر من يوم لآخر، حتى إن بعض الطلبة من بني مزاب بجامعة غرداية يعترفون صراحة أن الوضع الذي أصبح قائما بين بني مزاب والعرب أشبه ما يكون بالزيت والماء، العنصران اللذان لا يلتقيان أبدا، ما عدا عرش أولاد نايل طبعا الذي يعترفون له بحياده إزاء ما يحدث، مقدّمين له بطاقة حسن السلوك، ومع ذلك فإن الدولة لا تتردد في كل مرة في القيام بمساع للتآخي بين الطرفين.
ويرسم هؤلاء الطلبة خطوطا حمراء أمام من تسوّل له نفسه المساس بمبادئ المذهب الاباضي، ذلك أن بني مزاب يوفرون كل ما أمكن من حرية وأمن لمن يعيش في محيطهم، ولكنهم لن يتسامحوا مع من يمس بمبادئهم. وكمثال على ذلك، أحد الخواص ممن ينتجون المشروبات الكحولية بمنطقة بوهراوة طُلب منه تغيير النشاط فرفض، فقرروا إجباره على غلق مصنعه. ومن بين الأشياء الخطيرة التي لا يمكن تقبلها بتاتا في غرداية هو التحرش بالمرأة المزابية. بل إن الساري اليوم في غرداية وبعض مناطقها هو أن هناك من السلفيين من يكفّر الإباضيين ويصفهم بالخوارج. وعلى الرغم من أن سكان مدينة غرداية من بني مزاب لهم نوع من السلوك المرن في تعاملهم مع الناس، إلا أن بعض العارفين بتداعيات الأحداث يقولون إن الأغلبية من بني مزاب بدأوا يرسمون المسافات الفاصلة بينهم وبين عرب الشعانبة، ويطرحون أسئلة بشأن مستقبل تعايشهم في المنطقة. إذا دخلت إلى الأحياء العربية بإمكانك أن تسمع ما يكفيك من سب وشتم، خاصة الجيل الصاعد الذي راح يوسع الفجوة مع جهله بخلفيات ذلك، فالوافدون الجدد من الولايات الأخرى إلى غرداية وبلدياتها هم من يتسبب أكثر في هذه المناوشات، فالمعروف عن بني مزاب أنهم يتبعون تقاليد معيشية على درجة من الانضباط لا تميل إلى الترف والبذخ، حتى إن الزائر لمنطقتهم بوسعه أن يلحظ النمط العمراني الخاص بهم، إذ لا يتجاوز الواحد منهم الآخر في البناء، بقدر ما يفضلون تراكم الثروة، ولو أن هناك من العرب من ينتقد نظامهم المعيشي ويصفه بالمغلق وتحكمه تقاليد قديمة.
نريد الأرض لا سكنات
أما من الناحية الاجتماعية فيطرح الطلبة بعض المشاكل التي يعتقدون أنها ما تزال تغذي الحساسية الموجودة بين الطرفين، من بينها أن السكنات التي تبنى لا يستفيد منها بني مزاب بالدرجة الأولى على اعتبار أن تقاليدهم لا تشجعهم على الاختلاط بعادات وتقاليد أخرى، بقدر ما يفضلون منحهم أو بيعهم أراض، إلا أن الدولة أوقفت بيع هذه الأراضي ومنحها منذ 1997، ما قاد إلى مشاكل لدرجة أن بني مزاب قاموا الصائفة الماضية بغلق الطريق للاحتجاج ومطالبة السلطات ببيعهم قطعا أرضية، فكل مزابي يتحصل على سكن هو بغرض بيعه لا للسكن فيه.
العرب يعيشون التهميش
ولكن مقابل ما يعترف به هؤلاء، يضع طلبة عرب يدرسون عدة تخصصات بجامعة غرداية، ينحدرون من الڤرارة وبريان، العرب في غرداية وبريان والڤرارة وغيرها موضع الضحية، لاسيما من الناحية الاجتماعية والسياسية، “منذ مدة ونحن نعيش مهمّشين، على اعتبار أن بني مزاب هم من يتولى التحكم في تسيير الشأن العام منذ مدة طويلة”. بل يقولون “بإمكانك أن تقوم بجولة في عمق الأحياء السكنية في الڤرارة لتقف على مظاهر الحرمان والفقر، ناهيك عن غياب التنمية المحلية التي لا تزال في درجة الصفر، دون الحديث عن البطالة لأن المناصب التي تمنح للبلدية والدائرة تقسم وفق قاعدة الأقربون أولى بالمعروف”. وينسحب الأمر أيضا على قضية توزيع السكنات “فلماذا يتم في كل مرة البدء ببني مزاب في توزيع السكنات”.
ولكن النقطة التي يتقاطع فيها الإخوة الفرقاء في المنطقة هي الإجماع على أن الأحداث التي وقعت في الڤرارة وخلّفت خسائر معتبرة وعشرات الجرحى هي نوع من التمييز، أي أن كل طرف يتهم الآخر بالعنصرية على اعتبار أن أعمال الشغب أخذت منحى جذريا، على خلاف الأحداث التي وقعت شهر رمضان الفارط وتلك التي حدثت سنة 1989، تركت نفوسا متعبة وأسئلة مطروحة حول آفاق التعايش على أرض منطقة غرداية.
وتسكن الطرفين أيضا قناعة مؤداها أن الأحداث التي وقعت في الڤرارة لابد أن وراءها أياد خفية من خارج المنطقة، بدليل الحريق الذي طال المخبزتين الوحيدتين، ما يعني أن الذي قام بحرقهما يعرف جيدا أن الڤرارة تعيش في أزمة، خاصة أن الأحداث وقعت نهاية الأسبوع.
ولكن في غمرة تراشق الطرفين بالتهم، يشير أحد الأساتذة، الذي رفض الكشف عن هويته إن كان من العرب أو من بني مزاب، إلى أن “الحساسية والحقد بين العرب وبني مزاب كبرا، وسيبقيان في النفوس إلى أن يظهر عامل آخر يتمثل في ظهور سكان لا يكترثون لا بالعرب ولا ببني مزاب. تصوّر أن حائطا مشتركا بين الطرفين ما يزال محل حراسة من قِبل الشرطة في مدينة غرداية بشكل يومي، على أمل ألا يقوم أي طرف بتحويله ببضع سنتيمترات أو أمتار لصالحه”.
ولكن في غمرة كل ذلك، بوسعك أن تجد في مدينة غرداية مزابيين وعرب غير مكترثين تماما لما حدث، وهم على درجة كبيرة من التعايش فيما بينهم، فكل ما يهمّ، يقول بعض المزابيين والعرب ممن التقيناهم في السوق الواقعة بقلب مدينة غرداية، هو الحفاظ على الاستقرار لضمان سير مختلف المصالح، لاسيما تنمية التجارة وتطويرها، وأن ما حدث في بريان والڤرارة هو أمر عادي نجم عن تفاقم الضغط الاجتماعي.
نمو ديمغرافي محل تساؤلات
العارفون جيدا بالمنطقة والمتابعون لتداعيات الوضع بشكل عام يقولون إن المعطى الديمغرافي الجديد، المتمثل في توافد عدد من سكان الولايات الشمالية إلى الڤرارة وبريان وغرداية وباقي بلديات المنطقة، بغرض العمل، أخلّ بالتوازن الذي كان موجودا لصالح عرب الشعانبة، ما جعل بني مزاب يطرحون أسئلة ويبدون تحفظات بشأنه لأنهم يخشون أن يصبحوا أقلية مغمورة وسطهم، خاصة أن الڤرارة وبريان تعدان ضمن القلاع الصلبة لبني مزاب.
عندما كنا نستعد للتنقل إلى دائرة الڤرارة، الواقعة على بعد 115 كم جنوب شرقي غرداية، أشار علينا بعض أبناء المنطقة بالتزام الحيطة، على اعتبار أن الغرباء عن المنطقة قد يكونون غير مرغوب فيهم.
كانت شوارع الڤرارة خالية تماما من المارة، فيما كانت كامل المحلات التجارية مغلقة، بينما لم تُمح من على العشرات منها آثار الحرق والتخريب والكسر. وعلى مقربة من حي محمود كان بعض العمال الأفارقة منشغلين بجمع نفايات وركام خلّفها حرق دار الشباب. وما وقفنا عليه أنه حتى المؤسسات العمومية لم تسلم من الحرق والكسر والتخريب مثل مقرات “موبيليس” والضرائب وبنك الفلاحة والتنمية الريفية ووكالة تشغيل الشباب ومكتب محاماة. وعلى بعد أمتار منها، كان الحريق والتخريب قد أتى على مراحل مهمة من محلات العطور والمواد الغذائية وأخرى للبيع بالجملة، إلى جانب مكتبة ومخبزة ووحدة للتلحيم وأخرى لغسل السيارات ومحلات أخرى لبيع مواد البناء، بعضها يعود للعرب والبعض الآخر لبني مزاب، فيما أحرقت عشرات السكنات، منها نحو 15 سكنا بحي محمود لوحده، يقول البعض إن أغلبها يعود لبني مزاب. والداخل إلى الڤرارة بوسعه أن يقف على الوضع الاستثنائي الذي يطبعه تموقع عشرات عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب على مداخل ومخارج الأحياء السكنية الساخنة، مثل حي محمود وأولاد سي امحمد وغيرها، تحسبا لأي طارئ قد يكسر الهدوء النسبي الذي بدأ يعود، ولو أن حالة خوف مرفوقة بحالة ترقب مازالت تخيّم على المنطقة. ويجمع كل من تحدثنا إليهم هناك على أن سببها هو مقابلة في كرة القدم بين العرب وبني مزاب، رغم أن كامل سكان المنطقة كانوا ضد إجرائها، على خلفية وجود حساسية موروثة عن الأحداث التي اندلعت خلال شهر رمضان الفارط، ومع ذلك فإن رئيس البلدية وافق على تقديم الرخصة للعب المقابلة رغم أن رئيس الدائرة وعددا من نواب المجلس البلدي رفضوا إجراءها.
لكن ما هي الخلفيات التي على أساسها تندلع المناوشات وأحداث الشغب في المنطقة بين الإخوة الفرقاء، فإن لم تندلع في غرداية تنطلق من بريان، وإن لم تكن كذلك تنفجر في الڤرارة؟
يجيب يحيى مجلد، أمين قسمة المجاهدين وأحد أعيان عرش أولاد سي امحمد، وعمره 71 عاما، “لو أن الناس لهم نوايا حسنة لعشنا في سلام، فالأنانية بين الطرفين هي التي أوصلتنا إلى هذه المشاكل بين العرب وبني مزاب، فهناك أسباب كثيرة لهذه المشاكل”، ويضيف المتحدث “الإباضيون لهم كل الإمكانيات والوسائل، ومع ذلك لم يترددوا في اقتحام أحيائنا مثل العربي بن مهيدي وعيسات إيدير وحي عميروش وحي المجاهدين، لهم سلطة ولهم مسؤولية، لهم أغلبية في البلدية وفي الولاية ولهم برلمانيون، فعندما نشبت الأحداث بين الشباب لماذا تدخّل الكبار من بني مزاب فيها؟”.

لابد من تقسيم إداري في المنطقة يخدم العرب وبني مزاب
وأثار شيخ أعيان عرش أولاد سي امحمد ما أسماه بالتمييز بين أبناء المنطقة، عندما تطرّق إلى قضية مشروع بناء 600 سكن بهضبة سيدي علي المحادية لحي العربي بن مهيدي، “الهضبة التي كانت محل مطلب العرب لتحويلها إلى مقبرة سنة 2002 لم يأت أي رد بشأنها من قِبل البلدية، إلا أنه في سنة 2006 تفاجأنا بالشروع في عملية تهيئة الأرضية من قِبل الإباضيين من أجل إسكان أبنائهم، قائلين إن الأرضية المذكورة هي امتداد للحي الذي يقطنون به، إلا أن سكان حي العربي بن مهيدي الذي يقطنه 3 عروش عرب (عرش أولاد سي امحمد، عرش أولاد مبارك، عرش أولاد الڤندوز) ومعهم مختلف المواطنين القاطنين به، طالبوا بالإبقاء على النصف الآخر للأرضية، خاصة أنه يوجد بها معلم تراثي.
ويواصل ممثل عروش العرب: “قمنا بتنظيم جلسات حوار مع السلطات العمومية، وتم تخصيص هكتارين للمعلم التراثي بقرار من الوالي مرفق بمحضر قضائي، وتم الاتفاق بين العرب وبني مزاب على تخصيص أرضية للمعلم وأرضية أخرى للسكن، إلا أن بني مزاب لم يلتزموا بالاتفاقية المبرمة بين الطرفين واستحوذوا على الأرضية”. ويرى المتحدث أن “الاستفزازات ما تزال متواصلة من قِبل بني مزاب، بدليل أنه كلما وقعت مشادات أو مناوشات يقومون باقتحام أحيائنا”. أما من الناحية السياسية فيقول: “مند ستينيات القرن الماضي لم يتول عرب المنطقة رئاسة البلدية إلى غاية اليوم، وهذا ما أدى إلى ظهور ضغوط كبرى على الشباب من جانب السكن وحتى العمل، إذ إن مناصب الشغل التي تأتي توزع بشكل سري، والأمر نفسه عندما يتعلق الأمر بتوزيع الأراضي الفلاحية، بل إن الدليل على ذلك هو أن أغلب الواجهات التجارية الكبرى في قلب المدينة تابعة للإباضيين”. وتشير المعلومات المستقاة من لدن بعض السكان إلى أن الإباضيين لهم 17 عضوا في المجلس البلدي مقابل 06 أعضاء للعرب، فيما يحوز الإباضيون على 04 أعضاء في المجلس الولائي بينهم رئيس المجلس، فيما لا يحوز العرب إلا على عضو واحد، ولعل ذلك يعود إلى عاملين اثنين هما: أن الكثافة السكانية في الڤرارة تعود لبني مزاب، بينما يتمثل العامل الثاني في كون بني مزاب ينتهجون خطة العمل بالقائمة الانتخابية الوحيدة، وتحرص السلطات المحلية في كل الحالات على اتّباع الطريقة التوافقية في توزيع وتقسيم كل شيء بين العرب وبني مزاب مناصفة، ولو أن الحاج محمد سلامة، رئيس رابطة جمعيات الأحياء بالڤرارة، يقول “هناك حساسية طائفية قديمة، وهناك أطراف تغذّيها لها مصالح، ولكنها تصطاد في المياه العكرة، وبرغم أننا مند 20 سنة ونحن نحاول التوفيق بين الطرفين إلا أن هناك أطراف ما تزال تغذي الجانب العنصري والطائفي مثل بعض عناصر الأفافاس”.
هناك محاولة من أطراف سياسية لصنع ربيع الجنوب
ويضيف المتحدث بشأن سؤال عما إذا كانت الأحداث التي تندلع في غرداية ومناطقها هي امتداد للاحتجاجات التي تندلع في ولايات الجنوب: “لا أعتقد أن الأحداث التي نشبت في غرداية والڤرارة هي امتداد لأحداث الجنوب، ولو أن هناك محاولات من أطراف سياسية لإحداث ربيع الجنوب”. إلا أنه يعترف قائلا: “هناك إجحاف في حق المذهب المالكي، على اعتبار وجود فقراء عرب في الڤرارة وبريان وغرداية، فبني مزاب ليس لديهم فقر كبير، لهم مصانع وتجارة، بل ولا توجد عدالة في توزيع السكن الاجتماعي، إذ هناك طبقات فقيرة جدا لدى العرب إلا أن بني مزاب يطالبون بأخذ حقهم من هذا النوع من السكنات”.
ولكن إلى متى سيظل الوضع تطبعه حركة مدّ وجزر بين العرب وبني مزاب؟ يجيب يحيى مجلد ممثل عرش أولاد سي امحمد: “إذا لم تتدخل الدولة لإيجاد حلّ يضع حدا للمشاكل العالقة فإن الحساسيات والمناوشات ستتواصل، فالدولة لابد أن تأتي بحلّ جديد يتمثل في تقسيم إداري في المنطقة يخدم الطرفين، كل طرف له مؤسساته التعليمية مثلا ومؤسسات خاصة به”، قبل أن يتابع قوله “تصور أنه كل يوم تحدث مناوشات وسط تلاميذ المدارس الابتدائية، وإن لم تحدث في الابتدائي، تندلع في المتوسط وإن لم تكن كذلك تصل إلى الثانوية”.
”أصلها ومنطلقها عرقي وسببها اجتماعي”
ولكن مقابل الخلفيات والأسباب التي يقدّمها العرب الشعانبة التي يعتبرونها تقف وراء المناوشات التي مافتئت تعود الى الواجهة، يقدّم نصر الدين الشيخ بلحاج، ممثل أعيان قصر الڤرارة لبني مزاب، تفسيرا لذلك بالقول بأنه “لا أحد ينكر بأن المناوشات في أصلها ومنطلقها عرقية، لكن الأسباب التي جعلتها تندلع في كل مرة هي اجتماعية واقتصادية في الغالب وحتى إدارية وهي ليست جديدة على المنطقة، إذ سبق وأن عاشت المنطقة أحداثا من هذا النوع سنوات 1975 و1989 وتكررت مرتين سنة 2013 خلال شهري أوت ونوفمبر الماضيين”. ويرى نصر الدين أن الأسباب الاجتماعية المذكورة هي امتداد للوضعية الاجتماعية السائدة في ولايات الجنوب ككل، كقضايا التشغيل وغياب التنمية في مجالات الصحة والتعليم، والسكن والترفيه، “فمن يحمّل بني مزاب هذه التهمة نقول له إنها تهمة غير مقبولة. وصحيح أن بني مزاب قاموا بمبادرات لحل هذه المشاكل من حيث الاستثمار والتكافل، وهذا ما جعل العرب ينظرون إلينا على أننا أصحاب حظوة ومتميزون، وهذه الراحة التي يعيشها بني مزاب لم تنسهم أبدا إخوانهم العرب ممن يعيشون معهم، لذاك فالقول إنهم مهمّشون ادّعاء باطل”.
ويرى نصر الدين الشيخ بلحاج أن بني مزاب قاموا بعمليات تضامنية واسعة ولازالوا يقومون بها بينها “المساهمة في بناء عدد من المساجد المالكية، والمساهمة في تمويل الناس بغرض العلاج، والمساهمة في تمويل قفة رمضان، وعمليات تضامنية أخرى على مدار السنة، آخرها الختان الجماعي والتطوع لأهالي جبال الصحراء، وتقديم مساعدات بالألبسة والحقائب المدرسية”.
ولم يتردد ممثل أعيان قصر الڤرارة لبني مزاب في إثارة واحدة من المشاكل السياسية التي كان يعاني منها الإباضيون في غرداية بشكل عام، وأسماها بالتمييز العرقي ضد بني مزاب: “العرب كانوا مسيطرين على الحزب الواحد بعد الاستقلال ومارسوا تمييزا عرقيا ضد بني مزاب، واستمر ذلك إلى غاية نهاية السبعينيات، وخاصة في مرحلة حكم الرئيس الراحل هواري بومدين”. وتابع يقول: “هؤلاء العرب منعوا بني مزاب حتى من حيازة بطاقة منخرط في الحزب الواحد آنذاك، وهي الوثيقة المطلوبة للترشح للانتخابات آنذاك. فهناك إقصاء عرقي وتطبيق متعسف لقانون الثورة الزراعية في غرداية والڤرارة تحديدا، بدليل أن هناك أناسا أخرجوا من أراضيهم حتى يستفيد منها العرب”. ونتج عن عمليات التمييز العرقي أشياء أخرى، بينها “عدم التحدث بالمزابية في المؤسسات، وعدم الاعتراف بالبعد المزابي، وممنوع تنظيم محاضرات، والغناء، أو الكتابة بالمزابية، ودام ذلك إلى غاية نهاية الثمانينيات”. واستنادا إلى أقوال المتحدث، فإن الڤرارة مرت بعدة تجارب ونمادج بعد التعددية السياسية، بينها القائمة الموحّدة الانتخابية التي تجمع بين العرب وبني مزاب، ولكن بعد مرور عهدتين أصبح للعرب تصور آخر، هو الترشح بعدة قوائم ما قاد إلى تفتيت وعائهم الانتخابي، ما يعدّ دليلا على عدم انسجام المجتمع المحلي للعرب، بل وحتى بين العروش التسعة، في حين حافظ بني مزاب على وعائهم الانتخابي المنسجم والمتجانس، ما جعلهم في كل مرة يحتلون صدارة النتائج الانتخابية في مختلف المجالس.

”هناك أشخاص يستثمرون في الصراع العربي المزابي”
وتقرأ الأحداث التي اندلعت بالڤرارة مؤخرا من عدة جوانب، معتبرا إياها جذرية قياسا بالأحداث التي سبقتها خلال السنوات الماضية: “الأحداث الأخيرة توسعت إلى تهديد الناس بالقتل والحرق في مساكنهم، واحتجاز أشخاص كرهائن مع استعمال السلاح الناري، والتحريات متواصلة والإصابات موجودة، فضلا عن تعرّض أزيد من 90 منزلا للحرق بدرجات متفاوتة، إضافة إلى أكثر من 60 محلا تجاريا ومؤسسات عمومية، ما يعني أن هناك أبعادا خلفية لهذه الاحداث تتمثل في جرّ الجزائر إلى ربيع عربي تنطلق شرارته من غرداية”. ويعني ذلك، حسبه، أن هناك أشخاص يحاولون استثمار الصراع بين بني مزاب والعرب، ولو أن بني مزاب هم المتضررون أكثر من الأحداث بأزيد من90 بالمائة.ويضاف إلى ذلك “كتابات على الجدران وتصريحات على الفايسبوك تنمّ عن بغض عميق تحتاج الى دراسة وتحليل من قِبل أخصائيين، وهذا ناجم عن تراكمات، فضلا عن انتقال الأحداث بشكل سريع إلى مجموعة من الأحياء، ما يعني أنها أحداث رُتّب لها من قبل، ومحاولة جرّ بعض العروش إلى الفتنة مثل عرش أولاد نايل بالرغم من أنه محايد. وعلى هذا الأساس، فإنه إذا لم يكن هناك حلّ جاد للأسباب أو مسببات الفتنة، يضيف، فقد تتكرر أو تتجدد المناوشات وأعمال الشغب: “حالة التعايش اليوم بين بني مزاب والعرب هي بحاجة إلى إنعاش ومراجعة ودراسة، خاصة أن نفسية الناس قد انهارت من هذا الصراع”. ومع ذلك فإن أعيان المنطقة من طرفي الصراع “يرتّبون لمبادرات بعد أن طالبوا بتطبيق القانون بكل صرامة وعدالة على الجميع، على اعتبار أن الأحداث عرفت تجاوزات خطيرة غير مسبوقة من قِبل أعوان الأمن، لأن الشكاوى موجودة وشهادات الطب الشرعي موجودة، ويطالب بني مزاب بلجنة تحقيق مركزية بشأن التجاوزات المسجلة”.
المناوشات: دفاع عن الماضي أم عن المستقبل؟
لكن السؤال الذي يمكن طرحه في غمرة الصراع الدائر بين الإخوة الفرقاء، هو هل أطراف الصراع من العرب وبني مزاب يدافعون عن الماضي أم عن المستقبل؟ ما يمكن قوله هو أن المناوشات التي تطفو إلى السطح من وقت لآخر لا يجب أن تغطي على الصفحات المشرقة من تاريخ التحالف بين بني مزاب والعرب التي دامت لقرون، لأن الاستقرار والانسجام في المنطقة بوسعه أن يطور التجارة عبر محور الصحراء وصولا إلى إفريقيا الساحل، وهو الفضاء الذي لا يزال غير مستغل نتيجة الحروب وعدم استقرار الأوضاع، ناهيك عن تطوير الاستثمار المحلي، خاصة أن غرداية ما تزال بها أوجه مظلمة لم تلامسها التنمية المحلية، على نحو ما بدأ يبرز في بعض ولايات الجنوب وولايات الهضاب العليا.

إسلام بلاد المغرب يعود للإباضيين أيضا
يشير أستاذ الأنثربولوجيا بجامعة باريس08، الفرنسي بيار فيليب ري، في كتاباته إلى أن هناك صفحات تاريخية مشرقة من التحالف والتعاون بين البربر الإباضييين والعرب، وخاصة عندما أسس الأغالبة مملكتهم بالقيروان سنة 800 للميلاد التي كانت نتيجة اتفاق بين السكان البربر الإباضيين المحليين والقائد العباسي أغلب القادم من المشرق، وساعد ذلك في تأسيس الإباضيين لإمامتهم التي كانت عاصمتها تيارت، مؤكدا على أن أولى موجات دخول البربر في الإسلام تمت على أيدي دعاة إباضيين، أي من أتباع المذهب الإباضي، الذي يتبعه بني ميزاب في الجزائر ومدينة جربة بتونس وجبال نفوسة بليبيا ومنطقة زنجبار بإفريقيا. وينحدر هؤلاء الدعاة من مدينة البصرة في العراق، وكانوا يسمون آنذاك باسم “دعاة العلم”، وهم 5 أعضاء، بين هؤلاء الفارسي عبد الرحمان بن رستم، ونسجوا علاقات مع السكان البربر وتعاونوا معهم، الأمر الذي مكّن في وقت لاحق السكان من الدخول في الإسلام ونشره من تلقاء أنفسهم، على خلاف الطروحات التي تقول إن الفضل يعود لعقبة بن نافع وحده.
الإمامة والصراع مع السنّيين..
ودامت السلطة السياسية والدينية للإباضيين في المغرب العربي قرابة القرنين، وامتدت هذه السلطة من المغرب إلى تونس مرورا بالجزائر، ذلك من غير احتساب تأثيرهم على مناطق إفريقيا الساحل ولاسيما من الناحية التجارية. واستنادا لكتابات الأنثربولوجي المذكور، فإن العناصر الإباضية التي وصلت إلى المغرب كانت تحسن فن مخاطبة الناس ومعاملة مثالية معهم رغم أنهم كانوا ميسوري الحال، ولم يسبق لهم أن لجأوا إلى العنف بعد توسع نفوذهم في المنطقة. وقال “إن تأسيس مملكة الأغالبة سمح بالإبقاء على مواصلة تعزيز أواصر العلاقات مع المشارقة الوافدين ممن التفوا حول الإمامة الإباضية التي امتد حكمها إلى كل أصقاع المغرب، ولم يتم الطعن في شرعيتها أبدا”. ولكنه يشير إلى أن الخلاف بين السنّيين من أصول عربية والإباضيين البربر تفاقم بعد القرن الثامن، لدرجة أن السنّيين العرب كادوا أن يطردوا من إسبانيا على أيدي البربر الإباضيين. ولكن “تقهقر الإباضيين بدأ عندما نجح الفاطميون الشيعة في إبعاد الإباضيين باتجاه الصحراء، ذلك أن الفاطميين لعبوا على وتر الخلافات الحادة التي كانت موجودة بين مختلف التيارات الإباضية وكذا بين سكان البربر أنفسهم”. كما يشير إلى أنه بين سنتي 943 و947 للميلاد “انتفض البربر الإباضيون ضد الفاطميين بقيادة أحد البرابرة السود، وهو أبو يزيد الذي كاد أن ينهي الأمر بأن يرمي بالفاطميين إلى البحر. وبعدها ببضع سنوات تجددت الانتفاضات البربرية الإباضية ضد الفاطميين، لكن هذه المرة بإجبار الفاطميين على الانسحاب من مصر ومن سوريا، رفقة جيوشها التي تنحدر أيضا من بعض مناطق القبائل الصغرى”.
المرابطون والمذهب المالكي..
إلا أنه ومع “وصول المرابطين إلى المغرب انتشرت رقعة الإسلام بشكل واسع ليشمل كامل أنحاء المنطقة، لكن هذه المرة لصالح انتشار المذهب المالكي. وهذا النوع من الإسلام توغّل ليحتل الفضاء الذي وحّده الإباضيون”. وعلى هذا الأساس، فالفضاء المغاربي-إفريقيا الغربية منذ ذلك الوقت أصبح مكسبا للمالكية، وهذا المذهب اليوم هو تيار تاريخي عميق جدا في منطقة المغرب العربي، وكذا في مالي والنيجر وشمال بوركينافاسو وكوت ديفوار وغانا”. ومع ذلك، فان الأستاذ المختص في الأنثربولوجيا يشير إلى أن الوحدة التي تأسست بين الإباضيين البربر والعرب على مدى العصور الماضية انكسرت، للأسف، بفعل الاستعمار.

محمد طيبي: “هناك سيناريو لصناعة البؤرة المشتعلة”
يرى المختص في علم الاجتماع، البروفيسور محمد طيبي، أن التشخيص البعيد للظواهر التي تقذف إلى الفضاء العمومي تجعلنا نطرح القضايا التالية: الأولى هي التراجع الواضح للسلطة الروحية لأعيان المنطقة الأصلاء من المذهبين المالكي والإباضي، والثانية تكمن في غموض هوية المطالب واختفاء الفاعلين والمحركين وراء الكتل الشبانية للمنطقة، وثالثا هو الدفع بالمجموعات الشبانية قليلة الوعي والقابلة للتوظيف إلى الواجهة، فيما تتمثل الأخيرة في الغموض الذي يلفّ مصادر تمويل هذا التوتر. وهذه كلها تحيل، حسب المتحدث، إلى أن هناك سيناريو لصناعة البؤرة القابلة للإشعال والإحياء، وصناعة البؤر هي في جوهرها خطة استراتيجية لجعل بلد ما تحت طائلة العنف والمراقبة والمتابعة الخاصة لكيفيات تسيير أزمته. ويعترف بأنه “عندما تصل المناوشات إلى الدم لا يمكن معالجة المشكلة بسهولة، ولا يمكن أن يقتصر الحل على الأمور الإدارية (في إشارة للمبادرات التي تتم على مستوى الولاية)، بل يجب استظهار قوة جبر الصدأ من خلال تدخل الأعيان الحقيقيين للطرفين، وليس وسطاء الإدارة، ولا حتى الناشطين في المجتمع المدني الذين لا تأثير معنوي لهم على الناس، وفكرة استحالة التعايش بين أتباع المذهب المالكي وأتباع المذهب الإباضي في أصلها لغم يراد ترسيخه لرفع وتيرة الصراع، ذلك أنه منذ قرون لم يطلب من إباضي واحد أن يتحوّل إلى سني ولا من سني أن يتحوّل إلى إباضي.
– See more at: http://www.elkhabar.com/ar/autres/reportages/374238.html#sthash.czW8qK82.dpuf

البروفيسور كمال يوسف تومي لـ”الخبر” “علينا استثمار أموالنا في العقل الجزائري”


toumi_934292159

حاوره: عبد الرزاق ضيفي
اخترع أسرع سكانير ورجل آلي في العالم ويسافر 260 ألف كلم في السنة للاطلاع على مختلف البحوث

أّكّد البروفيسور يوسف كمال تومي، أنه رغم الشهرة التي يحظى بها حيث ما حل وارتحل، إلا أنه دائما يفخر ويعتز كونه جزائريا في رصيده العلمي اختراع أسرع رجل آلي في العالم بإمكانه كتابة 1300 سطر في الثانية في عام 1990، فضلا عن أسرع جهاز سكانير لفائدة شركة “سامسونغ” العالمية، ليصبح أكبر مختص في علم الربوتيك والهندسة الميكانيكية.

كيف كانت البداية وإلى أين وصلت ؟

— أنا ابن مدينة المدية، درست في ثانوية فخار، ثم درست بعض الوقت في جامعة باب الزوار، لكني لم أكمل الدراسة فيها وفضلت السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1975، تعلمت الإنجليزية في جامعة بوسطن، ثم تحصلت على الماستر والدكتوراه من جامعة سانتوناتي سنة 1984، ثم دخلت عالم الأبحاث في أحد أكبر مراكز البحث في أمريكا والعالم.

كيف تمّ التحاقك بمركز MIT؟ وما نوعية البحوث التي يطلبها؟

أود أن أنوه بأن العالم الغربي لا يفرق بين جنسية وأخرى، وبين لون بشرة سوداء أو بيضاء، هم يهتمون فقط بالعقل البشري وقيمة الأبحاث، لذا فقدرة العالم أو الباحث على تقديم الإضافة يجعله آليا في هذه المراكز. فمعهد MIT الذي أشتغل به، مصنف على أنه أفضل وأول جامعة بين أحسن مائتي جامعة في العالم، وعلى أنه أيضًا الأول كجامعة تكنولوجية.

أما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، فقد صنفه مجلس البحث القومي في 1995 على أنه الأول من ناحية السمعة منذ تأسيسه سنة 1861، وعلى أنه الرابع بالنسبة لكثافة الجوائز الممنوحة إليه. وطبقًا للتقرير العالمي حول “أفضل الجامعات” فإن الـMIT يعتبر من أفضل عشر جامعات في العالم. لا يمنح المعهد أي درجات فخرية إلا في مناسبات نادرة، وقد تحصل 78 من خرّيجيه على جوائز نوبل في شتى المجالات.

أما عن نوعية البحوث، فهي تشمل الكثير من التطبيقات العالية والدقيقة، فالمعهد لعب دورًا رئيسيًا في هندسة الطب الحيوي وفي تطوير أجهزة الإعلام الآلي، وأجهزة الملاحة المستخدمة في القذائف والمركبات الفضائية، زيادة على تكنولوجيات حفظ الأطعمة والتصوير الفوتوغرافي السريع.

تم منحك براءة اختراع لأسرع سكانير في العالم، كيف حدث ذلك؟

— هذا صحيح، فقد تم التعاقد بين مركز MIT وبين إحدى الشركات العالمية بكوريا الجنوبية، وتنقلت إلى هناك حيث كللت جهودي باختراع أسرع جهاز سكانير بحوالي 1013 مرة عن ذلك الموجود في السوق، لكن قيمة الاختراع تتعدى ذلك إذ يمكن استعمال التقنية في الكشف عن كثير من الأشياء في عالم الطب والأدوية والإعلام الآلي وغيرها، وأساس الاختراع يعتمد على تطبيق فيزيائي على الخلايا التي تعيش في الوسط المائي والجاف.

أطلقت وزارة التعليم العالي مبادرة تشجع الأدمغة الجزائرية على العودة، ما رأيك؟

— المبادرة جيدة للغاية، لكن ليس المهم هو عودة الباحثين الجزائريين إلى الوطن، فلكلّ التزاماته وعقود تربطه مع شركات البحث، بل دراسة كيفية الاستفادة من أبحاثهم من منظور نقل تكنولوجيا المعرفة، فالجانب النظري في الجزائر ممتاز، لكن مجال التطبيق ضعيف للغاية، ومع الموارد المالية الكبيرة، يجب الاستثمار في مثل هذه التكنولوجيا. دولة سنغافورة مثلا، ليس لديها أية ثقافة للبحث العلمي، لكنها استثمرت مبلغ 3 مليار دولار وتعاقدت مع مركز MIT طيلة 14 سنة في مجال الطب والإعلام الآلي، كما تقوم بانتقاء الباحثين بمعايير جد دقيقة لتكوين علاقات بحث مع أساتذتها وطلبتها، وقد كلفت أيضا بهذه المهمة وتعاقدت مع علماء لصالح سنغافورة من مختلف دول العالم.

لا يزال الحديث حول مشروع “ديزرتك”، فهل يمكن تجسيد المشروع بأيادٍ جزائرية في المستقبل؟

حقيقة هو مشروع عالي التقنية، وإذا أرادت الجزائر أن تجسده، فما عليها سوى إطلاق مبادرات اختراع لاكتشاف إحدى المواد التي تمكن من عدم إتلاف ألواح الطاقة الشمسية، فمناخ الجزائر الصحراوي ممزوج بالرطوبة والغبار، وهو ما يفقد الألواح قيمتها، لذا وجب اختراع مادة أو طبقة خفيفة للغاية لمنع الرطوبة والغبار من الالتصاق بالألواح والتي تسمى مادة السينيسيوم، وفي مقابل ذلك لا تفقد الألواح قيمتها، وإذا تمكنت من ذلك فقد تمكنت من تجسيد المشروع، وتزويد أوروبا بالكهرباء، وهو ما يعمل عليه حاليا مركز MIT، فهذا المركز يسجل 2 براءة اختراع في اليوم، ويؤسس كل يوم شركة علمية أو تجارية جديدة.

شاركت في الملتقى الدولي حول بحوث الهندسة الكهربائية بجامعة سطيف، كيف وجدتم عملية التحصيل والتطبيق ؟

— والله التقيت بالطلبة وتناقشت معهم، مستواهم جيد للغاية، لكن هم بحاجة إلى تطوير الجانب التطبيقي، زيادة على إجراء اتفاقيات شراكة للبحث مع دول متطورة، فالباحث لا يمكن أن يتطور ما لم يستق الخبرة من مصادر متعددة.

أنا أسافر 260 ألف كلم في السنة لأطّلع على مختلف البحوث، وبالتالي الاستثمار في العقل البشري هو مضمون، والباحثون الجزائريون في أي مكان في العالم مستعدون لتقديم خبرتهم لبلدهم.
– See more at: http://www.elkhabar.com/ar/nas/374231.html#sthash.qOtydEbj.dpuf

هل فعلا انتهت حالة الطواريء في الجزائر؟


1421131_10201151353408110_1321887135_o

في كل نظام حكم ديمقراطي يجب أن يكون هناك عقدا إجتماعيا بين الحاكم والمحكوم وعادة ما يكون هذا العقد هو الدستور المقترع عليه,وهذا الدستور عادة ما يحدد للحاكم وللمحكوم الحقوق والواجبات,فإذا خرج احدهم على هاته الواجبات او حرم احدهم من هاته الحقوق فإنه يحق للطرف الثاني التصرف.

نحن في الجزائر يحق لنا التظاهر السلمي لكن على الورق فقط فالسلطان قرر ان حالة الطواريء يجب أن ترفع شكلا وتبقى مضمونا وواقعا, لأن درودكال فضل الجبل على العيش في رفاهية لعيايدة او مدني مزراق, واعطى السلطة بذلك شرعية ابقاء حالة الطواريء المقنعة الى الأبد.
والمشكل الآخر هو أن المؤسسة الأمنية في بلادنا لم تعد شعبية, بل أصبحت أداة في يد النظام يستعملها للبقاء, وبالتالي فهي ستكون ضد كل متظاهر مهما كان حقه واضحا.
والنتيجة…من تظاهر فهو مشوش ومخرب,من يحتج على كل هاته الحواجز الأمنية فهو يعبث بأمن الوطن,من طالب بالعمل والسكن فليصبر,لكن من دخل مضارب قبيلة بني نهب وغنى وسبح بعظمة السلطان فهو آمن!

وهنا نصل الى النتيجة الحتمية وهي ان النظام عجز او تعاجز عن إنهاء درودكال, ودرودكال عشق الجبل ويقوم بعملية استعراضية مرة كل عدة سنوات ,لهذا النظام يحمي الأمن والمواطن,والمواطن عليه ان يقبل بالحواجز وبالقمع…والنهب يستمر.
في الجزائر ليس كل متظاهر يعرف التظاهر السلمي, ولا رجال الأمن والقانون يعرفون احترام المواطن وتطبيق الامن والقانون بطريقة عادلة ومتحضرة, والنتيجة الصدام والفوضى والقمع.
ما ينقصنا حقا هو نخب تقف مع البطالين والمحتجين وتقودهم للتظاهر المنظم الشرس لتحقيق كل المطالب او بعضها.

أحسن بوشة

البراك: مانديلا نصراني كافر ومن يمجِّده مثله!


الداعية السعودي يحذر الإعلام من زلاّت القلم واللسان
البراك: مانديلا نصراني كافر ومن يمجِّده مثله!
نصر المجالي
– See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/12/856077.html?entry=SaudiArabia#sthash.LAhLTTpK.4Zexf5j6.dpuf

Untitledbg

بينما العالم يودع المناضل من أجل الحرية نيلسون مانديلا، أصدر الداعية السعودي عبدالرحمن البراك، بيانًا قاسيًا هاجم فيه الذين يتمنون الرحمة للزعيم الجنوب أفريقي الراحل.

تساءل الداعية السعودي عبدالرحمن البراك في بيان عن سبب تمجيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، واصفًا إياه بـ “الكافر الهالك”، ومعتبرًا أن المترحم عليه “وقع في “ناقض من نواقض الإسلام” ويصبح “مرتداً” بحال إصراره على ذلك.

وقال البراك في بيان نشر على حسابه في (تويتر): “إن التمجيد الذي طفح به الإعلام العربي لهذا الهالك ما هو إلا لرضى أميركا وهيئة الأمم عنه ـ كما يظهر ـ، ولأنه عندهم نصراني، فلو كان مسلماً ما نال هذه الإشادة، وهذا التعظيم والتضخيم

وأشار البراك إلى أن “الله سبحانه وتعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار للمشركين، محذراً الإعلاميين من زلات اللسان والقلم؛ فهم مسؤولون عمّا يقولون ويكتبون”.

وفي الآتي نص بيان عبدالرحمن البراك:

بيان عن منديلا – لمَ التَّمْجِيدُ لِهَذَا الكَافِرِ الْهَالِكِ؟!

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

فهلك في هذه الأيام (مانديلا) الكافر، وقد قيل إنه ملحد أو نصراني، كما هو مشهور في الإعلام، وقد بادرت صحف محلية وغير محلية وقنوات عربية إلى تمجيده والبكاء عليه، وليس للرجل ما يحمد عليه إلا ما يذكر عنه من تصديه لمقاومة العنصرية في بلاده، وصبره على الأذى في ذلك، مع أنه لم يتفرد بالجهد في هذا السبيل، ولا يمتنع في الشرع ذكر الكافر بما فيه من خصال حميدة، بل هذا من العدل في القول: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)، ولكن هذا لا يسوغ التبجيل والتمجيد والإطراء المشعر بالاحترام والولاء، مع تجاهل أسوأ السيئات، وهو الكفر، وتجاهل سيئاته في سياسة بلاده، وقد نقل بعض الثقات أنه دعي إلى الإسلام فأصر على كفره، ما يجعل كفره أغلظ من كفر عوام النصارى، فكيف إذا كان ملحدًا؟! ونَقَلوا أيضاً أنه نشر الفساد في البلاد من الزنا والفجور وشرب الخمور. وما هذا التمجيد الذي طفح به الإعلام العربي لهذا الهالك إلا لرضى أميركا وهيئة الأمم عنه ـ كما يظهر ـ، ولأنه عندهم نصراني، فلو كان مسلماً ما نال هذه الإشادة، وهذا التعظيم والتضخيم.

وقد نُسب إلى بعض الكتّاب الجهال الترحمُ على هذا الكافر، والترحمُ على الكافر ـ وهو الدعاء له بالرحمة ـ أبلغ من الاستغفار، ولقد نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن الاستغفار للمشركين قال تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)، والنصارى كفار مشركون، قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ)، وهذا المترحم على الكافر إن كان يعتقد أنه على دين صحيح فقد وقع في ناقض من نواقض الإسلام، فإن عُرِّف وأصرَّ كان مرتدًا، وإن كان لا يعتقد صحة دين هذا النصراني فترحمه عليه جهل وضلال، وقد ارتكب محرماً في دين الإسلام بإجماع العلماء، فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا أيها الإعلاميون من زلات اللسان والقلم؛ فإنكم مسؤولون عما تقولون وتكتبون: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
– See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/12/856077.html?entry=SaudiArabia#sthash.LAhLTTpK.4Zexf5j6.dpuf

ELAF

أحسن بوشة: ليس هناك من إستغفر للكفار وللمشركين بل هناك من ذكر افعالهم وفضلهم في الدنيا كالصناعة والعلم والعدالة….لكن المسلم الذي له مال ووقت وأنغمس في الملذات والمعاصي هو من سيحاسب عن تقصيره في دعوة الكفار الى الإسلام .
لست أدري هل يعترف هؤلاء المشايخ بإسلام التسامح؟ وبسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم حين أرسل اصحابه وعمه للإحتماء بملك نصراني كافر في الحبشة؟
هؤلاء يعتقدون ان الإسلام صناعة سعودية ودين سعودي, ولا يقرون بان الإسلام رسالة عالمية لكل العالم والسعودية هي قطرة في بحر العالم.
والغريب ان الشيخ ينشر رسالته في تويتر ومؤسسه كافر…تأسف لموت بعض أخيار العالم كفار واطلب الهداية للباقي ياشيخ وارسلوا امراؤكم للدعوة وليس للفسق والقمار…نحن نعرف أن من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين….إذن مانديلا زعيم تحرري ورجل مصالحة ونتأسف لكونه في الآخرة من الخاسرين,لكن المئات من زنادقة النفط سيهوون في جهنم سبعين خريفا لأنهم ماتوا وهم منافقون وفاسقون.

الحل هو تغيير السيثام برمته وليس بوتفليقة فقط!


إن تغيير النظام الحاكم برمته أصبح أمرا حتميا إذا أردنا للجزائر النهوض والسير نحو التقدم والإزدهار,فالنظام الريعي الشمولي الإستبدادي أصبح يشكل أكبر حاجز أمام أي نهضة ممكنة قد تحدث في جزائر الإستقلال, وهو الآن أصبح يهدد المصالح العليا للوطن,لقد أوصلنا إلى تبعية غذائية صناعية وثقافية خطيرة ولهذا يجب إزالته من طرف الشعب بكل الطرق السلمية الممكنة, تغيير توفيق أو بوتفليقة لا يغير من الأمر شيئا,المرض هو السيسثام برمته ,السيسثام غير شرعي جاء بإنقلابات,ودون تغيير راديكالي سوف لن تكون هناك أي إصلاحات فعلية ولن تكون هناك أي ديمقراطية حقيقية .
ولهذا فنحن أمام إختيارين, فإما الإستمرار بنظام شمولي رديء كهذا,وسنستمر في العيش على الريع لأن القوم فشلوا في خلق أي ثروة خارج قطاع المحروقات,والقوم فشلوا في حل مشاكل الإدارة والخدمات وسببوا الرداءة في أغلب القطاعات, والقوم تعودوا على ممارسة الحكم بديمقراطية مزورة مزيفة,والأخطر أن هناك أجيال كاملة تضيع والمنظومة التربوية والبحث العلمي يغرق إلى قاع البئر.لكن هذا الواقع او الاختيار اناني وخطير,فلو وقعت كارثة في سوق الطاقة فسيتبعها الانهيار ,لان كل اعمدة الدولة عندنا مبنية على الريع فان ذهب الريع انهارت الدولة.

أما الإختيار الثاني فهو التغيير,والحل هو تكتل كل القوى الوطنية من نخب وكل الشعب والنضال السلمي بكل أشكاله و بدون هوادة, لتغيير النظام وإقتلاعه من الجدور,أي الدفع إلى الإعتراف للشعب بممارسة السياسة بحرية تامة مثل ما حدث سنة 1989 تتبعها إنتخابات حرة ونزيهة لعلها تأتي بحزب يستطيع إحداث التغيير مثل ما حدث في تركيا من قبل.

أحسن بوشة

هل هذا هو نضالكم يا معارضة تاخير الزمان؟


لا أدري كيف لأحزاب تجتمع في الفنادق, لتتكلم ولتعارض السلطة وتتهمها بالشمولية وبالفساد, وتطمح للوصول الى الحكم للتموقع مكان السلطة الفاسدة ثم ينفض الإجتماع ويركب كل سيارته ويذهب إلى فيلاته الدافئة والمجهزة,وكأنهم قد خاضوا حربا عالمية لمساعدة المواطن!
ولا أعلم كيف لبعض من يسمون بالشخصيات الوطنية يقبعون في بيوتهم لعقد ونصف وهم يرون بوتفليقة وزمره يعيثون في الجزائر فسادا, ولا يخرجون في مسيرة تنديد, ويتلقون الضرب والسجن في سبيل تخليص بلدهم من اخطبوط الشمولية والفساد,واليوم يريدون ان يكونوا بدائل للسلطة ويريدون الشعب ان ينتخب عليهم.
وفوق هذا وذاك,كيف يريدون الشعب ان يصدقهم وهم يتركونه مغبونا ينتظر بيتا او شغلا لعقود,كيف تكون لهم مصدقية وهم قد خدلوا الشباب البطال الذي يحتج هنا وهناك والشرطة تقمعه وتسجنه تهينه؟
هل رأينا او سمعنا أحدهم ذهب الى الهامل واحتج باسم الشباب المحتج والذي يتلقى القمع يوميا؟
أم ياترى أن هؤلاء الشباب الشرفاء مجرد مشاغبون…طارق معمري,نصرالدين راربو ,رشيد عون,عبدالغاني علوي ورفاقهم كلهم عناصر شغب وتهريج؟
وبصراحة إلى أن نرى معارضة الفنادق تنزل الى معاقل النشطاء والى الأحياء القصدرية,ونراهم يضربون ويسجنون في سبيل قضايا الخبز والحرية وبعدها يترشحون, فسنعزف عن اي اقتراع, وسننسى أن هناك إنتخابات قادمة ستحدث التغيير.

أحسن بوشة

مشكل المتمسلمين


مؤخرا مات الممثل الامريكي بول ووكر فخرجت علينا مواقع التخربيش في الفيسبوك تقول كافر والى جهنم وبئس المصير,واليوم لما مات مانديلا خرجوا علينا بنفس العبارات كافر, ورجل جنوب افريقيا العظيم هو المرحوم ديدات.
اولا نحن لسنا مكلفين باصدار هاته الأحكام ,فالقرءان واضح لان من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
ثانيا هل من يتزندق وينافق ويفسق من الشيوخ او الحكام المسلمين هو في الآخرة من الفائزين, وربنا يقول بان المنافقين في الدرك الاسفل من النار؟
ثالثا نعم بول ووكر لم يكن مسلما لكنه كان منخرطا في الكثير من الاعمال الخيرية وكان حاضرا في زمن الكوارث ليساعد المنكوبين,رجل كهذا من الاجمل ان نتاسف لوفاته كافرا ومن الاحسن ان ندعوا لامثاله من الخيرين بالهداية والنجاة يوم القيامة خير من الدعوة عليه بالجحيم.
رابعا مانديلا سجن ربع قرن مظلوما ورغم ذلك قاد مصالحةحقيقية وحقن دماء الآلاف,فهل يصح ان ننتقص من قدره والعالم كله يشهد له بالنبل؟
هل حدث وذم الرسول صلى الله عليه وسلم ملك الحبشة الكافر؟
ومرة أخرى فعوض التأسف على وفاته كافرا, ندعو له بجهنم….
وختام القول ان المسلم يعيش في تناقض رهيب,فهو لا ينتج شيء, يركب طائرات وسيارات وبواخر الكافر, ويلبس لباس صنعه المشرك والكافر,ويستعمل تكنولوجيا الكافر بل يتغذى طعام الكافر….ثم يأتي ويشتم ويدعي بجهنم على الكافر!
اما كان من باب رد المعروف ان يقوم كل يوم مليار ونصف من المسلمين بدعوة الملايير الأخرى من البشر للإسلام والدعوة بالهداية؟
حقيقة القول ان المسلمين اصبحوا يعيشون ويحلمون بدخول الجنة والكثير بالتمني, وكأن الجنة حجزت لنا مسبقا بدون عمل وبدون فتنة..

الربيع الذي نريده!


Bild-6-Das-Volk-will-den-Sturz-des-Regimes_1201355203344765[1]

أحسن بوشة

إن تغيير النظام الحاكم برمته أصبح أمرا حتميا إذا أردنا للجزائر النهوض والسير نحو التقدم والإزدهار,فالنظام الريعي الشمولي الإستبدادي أصبح يشكل أكبر حاجز أمام أي نهضة ممكنة قد تحدث في جزائر الإستقلال, وهو الآن أصبح يهدد المصالح العليا للوطن,لقد أوصلنا إلى تبعية غذائية صناعية وثقافية خطيرة ولهذا يجب إزالته من طرف الشعب بكل الطرق السلمية الممكنة, تغيير توفيق أو بوتفليقة لا يغير من الأمر شيئا,المرض هو السيسثام برمته ,السيسثام غير شرعي جاء بإنقلابات,ودون تغيير راديكالي سوف لن تكون هناك أي إصلاحات فعلية ولن تكون هناك أي ديمقراطية حقيقية .
ولهذا فنحن أمام إختيارين, فإما الإستمرار بنظام شمولي رديء كهذا,وسنستمر في العيش على الريع لأن القوم فشلوا في خلق أي ثروة خارج قطاع المحروقات,والقوم فشلوا في حل مشاكل الإدارة والخدمات وسببوا الرداءة في أغلب القطاعات, والقوم تعودوا على ممارسة الحكم بديمقراطية مزورة مزيفة,والأخطر أن هناك أجيال كاملة تضيع والمنظومة التربوية والبحث العلمي يغرق إلى قاع البئر.
فإذا كانت معيشة كهذه هي ليست معيشة بين الحفر, فهنيأ لنا بالإستقرار والسلم والطريق السيار إذن….لكن أي أزمة تحدث في سوق الطاقة وتقطع مصدر الريع سترسلنا إلى حرب أهلية وتعيدنا عقودا إلى الوراء.

أما الإختيار الثاني فهو التغيير,السؤال المطروح ماهي طريقة التغيير وماهي الأدوات المتاحة لتحقيق ذلك؟,الطريقة يجب أن تكون مبنية على النضال السلمي الشرس ,وأما الأدوات فأنا ضد اللجوءإلى أي أدوات تغيير مستوردة من قطر أو من السعودية أو من الناتو لإحداث فوضى وتهديم المنشآت الموجودة بحجة محاربة النظام,والتي سميت زورا بالربيع العربي,هؤلاء كلهم أعداء أي تغيير يحقق الديمقراطية الفعلية,هل نتوقع من السعودية أن تساعد الإخوان الثوار في سوريا مثلا؟ ورغم ذلك فالمملكة تريد إسقاط الأسد الديكتاتوري وفي نفس الوقت هي عدوة لمن يحارب الأسد من إخوان وقاعدة! والنتيجة لو أزهر الربيع السوري وسقط الأسد فسيستولي أعداء السعودية على الحكم لأنهم هم القوة الضاربة.فالمعادلة فيها متغيرات خاطئة.

إن التغيير الفضوي العنيف بأي وسيلة سيحدث فوضى وفراغ بعد سقوط الديكتاتور, وهو فراغ سيملأه المتموقعون الجدد,وستكون ديكتاتورية جديدة وهكذا…..
أنا أدعو إلى الخروج من الحفر بالطرق وبالأدوات الآتية:
بالثورة على أنفسنا وفسادنا وعجزنا وكسلنا وإجرامنا وبتكوين نخب في الجامعات والمعاهد …..وأدعو للتغيير بالنضال اليومي الذي يجب أن تقوده النخب الوطنية المخلصة,أستاذ ,باحث,نقابي,رئيس حزب,قاضي نزيه.
يجب أن تكون هناك إضرابات وإحتجاجات ومواجهة القمع بالمقاومة والصبر لا بالخضوع والجبن والإنسحاب ونفسي نفسي.
المشكل أننا جميعا إستجبنا لجزر السلطان لأننا نخاف من عصاه, وهذا يجب أن يتغير, والتغيير يجب أن يبدأ من النخب.إن إصلاح النفس ثم إصلاح المعارضة وتقويتها ويكون ذلك بتكتل النخب الوطنية مع بعضها في جبهة معارضة وطنية مخلصة وليست خائنة للشعب, تضع هدفا مشتركا لها وهو إسقاط النظام,أصبح ضرورة ملحة لإحداث التغيير المنشود.

والخلاصة أن المشكلة معروفة وهي أننا نعيش تحت حكم نظام إستبدادي وفاسد وفاشل في نفس الوقت, وقد وصلنا إلى طريق مسدود.
والحل هو تكتل كل القوى الوطنية من نخب وكل الشعب والنضال السلمي بكل أشكاله و بدون هوادة, لتغيير النظام وإقتلاعه من الجدور,أي الدفع إلى الإعتراف للشعب بممارسة السياسة بحرية تامة مثل ما حدث سنة 1989 تتبعها إنتخابات حرة ونزيهة لعلها تأتي بحزب يستطيع إحداث التغيير مثل ما حدث في تركيا من قبل.

وكما قال سعد بوعقبة:الإصلاح الحقيقي والتغيير الحقيقي هو الذي يبدأ بتغيير المعارضة الحالية البائسة لمعارضة حقيقية توفر للشعب الجزائري وسيلة التغيير الفعلي وليس التغيير الذي يستبدل الفساد بفساد أسوأ منه ويستبدل رداءة برداءة أسوأ منها.. وسواء شاركت المعارضة في الانتخابات أم لم تشارك فالنتيجة واحدة وهي شرعنة البديل السيئ.!

خواطر وخربشات فيسبوكية!


293717_460204250664290_96828963_nأحسن بوشة

الخاطرة الأولى:كواعب السلطة ونواعمها!

أربعة عشرة مخلوق مجهري أرادوا أن يجتمعوا لتقرير مصير الجزائر والإعتراض على تغيير الدستور,سمع كبيرهم وولي نعمتهم فخامة طاب اجنانو فأرسل عليهم خادمه المطيع مدير السفير وطردهم شر طردة,أربعة عشرة أرنب وخرنق وباعوضة يريدون أن يغيروا السيسثام الذي خلقهم والذي يطعمهم والذي ينهيهم في رمشة عين لو أراد ذلك….
كفاكم مراوغة وكذب على الشعب ,أنتم تعلمون أن الشعب أصبح كالأيتام على مأدبة اللئام,وأنتم تعلمون أن النظام بن حرام يمشي على يديه ورجليه,وأنتم تعلمون أنه لا ديمقراطية ولا هم يحزنون.الشعب ضرب منذ زمان على أكل الشعير لكي ينسى المطالبة بأكل القمح والسميد….
لهذا نحن نصدقكم فقط عندما تتخندقون مع الشباب البطال ومع المرضى المهملين في المستشفيات ومع المواطن المغبون في الإدارات, ناضلوا فعلا وليس قولا,دعكم من التصريحات والخطب الجوفاء,أنزلوا إلى الميدان وعروا الفسدة…هل رأينا يوما أحدكم يضرب ويسجن من أجل قضايا الشباب؟هل تعتقدون أن النظام يفرش لكم بساطا أحمر في فندق السفير؟ الحقوق تفتك بالنضال وليس بالإجتماعات .
لو كنتم فعلا أحرار وأشاوس الجزائر لوقفتم وقفة رجل واحد وطردتم مدير الفندق ولجاءت الشرطة ولقاومتموها ولضربتكم وسجنتكم ومن هناك يبدأ النضال الحقيقي,لكنكم تخافون على ضياع الكاث كاث و الهامر والفيلا وووو….فأخترتم

البقاء مع القواعد وقررتم أن تكونوا كواعب السلطة ونواعمها فهنيئا لكم يا معارضة الجزائر.

الخاطرة الثانية:ما هكذا تورد الإبل ياسعد….

”نعم، من المنطق أن يواصل الرئيس مهامه في رئاسة الجمهورية ولو نظريا لمدة ثلاثة أشهر أي حتى الانتخابات الرئاسية القادمة.. فذاك أفضل من القفز في المجهول بتطبيق المادة 88 من الدستور، مع ما تفتحه من مخاطر محتملة على أمن واستقرار المؤسسات والبلاد.؟!
المدة التي تفصلنا عن الرئاسيات قليلة.. واستغلالها في ترتيب الأمور لإجراء رئاسيات ناجحة هو الرهان الذي يجب أن يرفع الآن.”

هذا كلام كتبه الصحفي سعد بوعقبة في عدد يوم أول أكتوبر من جريدة الخبر…السيد بوعقبة يقول أن تطبيق الدستور,المادة 88, فيه مخاطر على أمن البلاد وعلى أستقرار مؤسسات الدولة وقفزة نحو المجهول؟!
متى تطبق المادة 88 إذن يا أستاذ؟ عندما يفعل ملك الموت فعلته ويطبق الأوامر الإلاهية؟!
ثم يواصل السيد بوعقبة تفاؤله المريب عندما يقول أن الرئيس يجب أن يواصل مهامه ولو نظريا لثلاثة أشهر يستغلها في ترتيب إجراء إنتخابات ناجحة….
هههههههه هاته نكثة السنة,الأوطان أصبحت تحكم نظريا,وأمير الشمولية فخامته يرتب الأمور لإنتخابات ناجحة…ثكلتك أمك يازردازي لماذا تصدح علينا في الخبر كل يوم بإنتقاد السيسثام وتأتي هنا وترى أن الحل الأمثل بيد رئيس السيسثام؟!

الخاطرة الثالثة: لوموا كبيرهم الذي علمهم السحر .

عجيب هو أمر بعض الكتاب ورؤساء الأحزاب يثنون على رئيس الجمهورية وعلى إنجازاته الوهمية والمبنية كلها على مداخيل المحروقات…وهؤلاء يفعلون ذلك نفاقا أو مجاملة وكأنهم لا يرون كيف أن البلد قد هوى سبعين خريفا في غياهب الشمولية والتبعية والإستبداد.
الرئيس بوتفليقة هو أول من ضرب الحياة السياسية والإقتصادية في الصميم,بشموليته,بإغتصابه للدستور ولكل السلطات الثلاث,بتشريعه بمراسيم,بترك اللصوص أمثال شكيب وغيره بدون عقاب.
فكيف يشكر على افعال وموبقات كهذه؟
أما الأحزاب والنقابات والجمعيات فمن قزمهم وميعهم وعودهم على الريع والتآمر على القاعدة الشعبية فليس هو إلا فخامته….
إذا كان يريد رحمة الله حقا, فليرحم الشعب ويعرف حق قدره, ويدعو لإصلاحات فعلية ويهيأ لإنتخابات حقيقية ثم ينسحب…الرئيس طبيب نفسه ويعرف حالته الصحية ومقدرته ولا شك بأنه يكون قد سمعها من الأطباء بأن أي مجهود كبير سيسبب له نزلة مهلكة تلقي به في أسفل سلم الناجين,الرئيس وبتأثير من أخطبوط الفساد المحيط به يعمل على إيجاد وريث من قبيلته وفصيلته ليواصل مشواره في بناء دولة التبعية والإقتصاد النفطي والغاز الصخري,ودولة الشمولية أو الجمهورية البوتفليقية.
فعوض مهاجمة هاته المخلوقات المجهرية ,الأحزاب, فيجب مهاجمة من قزمها وجعل سباق قصر المرادية مخصصا لنفسه وحده أو لخليفة يعينه هو ويشارك خلفه في السباق أرانب وخرانق وشياتين وشطاحين وبنادرية

الخاطرة الرابعة:أطفال جهاد النكاح وأطفال جهاد الإنفتاح!

مؤخرا صرح وزير الداخلية التونسي بأن عشرات التونسيات رجعن من سوريا يحملن هدية ما سمي بجهاد النكاح,ملقحات من طرف العشرات من المجاهدين في الفراش وفي ساحة الإقتتال الدائر في سوريا.
وقبلها نشرت أرقام عن مئات من أطفال هدايا جهاد النكاح في الجزائر في فترة الحرب الأهلية,فرق إرهابية مشبوهة الولاء تهاجم دشرة أو حي وتقطف ما شاءت من الحرائر وتعود بهن سبايا إلى مغارات الزنا والإغتصاب, ليأخذ كل ذي رذيلة نصيبه ويقضي منهن وطرا, والنتيجة مئات الأطفال بدون نسب وحسب معروف, يدفعون ضريبة غالية طول حياتهم وحياة الأجيال التي تأتي بعدهم.
وبغض النظر عن مدى صحة هاته الأخبار,والبعض منها حدث بالفعل, فإنه لا يجب أن نناقش مشروعية أفعال كهاته ”فهي حرام في الظلام” ورذيلة مؤكدة وعبث بكرامة المرأة,لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو كيف لأمة تدعي الأفضلية على الأمم كيف تسمح بحدوث جرائم كهاته وتجد بعض الأصوات التي تبرر هذا الفعل المشين؟ بل كيف نملأ صفوف الصلاة في المساجد ونملأ دور الأيتام بأطفال الزنا في نفس الوقت؟
الجواب في رأيي واضح,نحن أمة متخلفة إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا ودينيا ذات أنظمة تربوية وقضائية ضعيفة, وبالتالي تنتج عن هذاالتخلف سلوكات وجرائم إقتصادية كالنهب,وجرائم سياسية كأغتصاب السلطة,وجرائم إجتماعية كالزنا والمخدرات والقتل,وجرائم دينية كفتاوي جهاد النكاح وفتاوي تحليل قتل الشرطة والجيش.
إن أطفال الزنا أو أطفال جهاد الليبيرالية والإنفتاح يعدون بالآلاف الآن,لأنه عصر كل شيء مباح, ورغم ذلك تستمر الحياة عادية, فالسرقة أصبحت عادية ,واغتصاب الحكم من طرف ديكتاتور أو زمرة أصبح أمرا عاديا, والضرب والقتل لأتفه الأسباب أصبح أمرا شائعا كذلك,فإلى أين نحن سائرون يا قوم.

وأخيرا الخامسة دولة البقارة :…..من بقال إلى رجل أعمال

في الدول العريقة ذات الإقتصاديات الناضجة يحتاج الفرد أو العائلة أو الشركاء لعقود من الزمن لبناء إمبراطورية مليارديرية,البداية المتواضعة يتبعها الكد والجد,الوقوف والسقوط ثم الوقوف وهكذا…ولا بد من إنتعاش و إزدهار إقتصادي ليعيش المشروع وبعد عقود وعقود قد يثمر المشروع ويذر الملايين تتبعها الملايير,وحتى حينها لن يكون الملياردير في مأمن فقد تقتله منافسة جديدة أو أزمة خانقة فتنهار شركته.
أما عندنا ففي فترة قياسية يتحول الفرد من ” zero to hero” من صفر إلى (س)صخشية! من راعي متسول إلى بقار رجل أعمال متجول.
في بداية التسعينيات كان صاحبنا يتسكع على متن سيارة بيجو مهترئة ويسرق بعض أكياس السميد والمعكرونة من السامباك ليبيعها بفوائد,خطرت على بال صاحبنا فكرة…باع السيارة وبدأ في إستيراد النخالة والزبدة النباتية الشبه منتهية الصلاحية من هولاندا,في الجمارك يكون العبور سلس….أدهن السير يسير…وهكذا ركب صاحبنا موجة الحاويات المسممات ,وعلا نجمه وسطع,وأصبحت الشاحنات تتوافد بأكياس الملايير ليخزنها في قبو فيلاته هو أصلا لايثق في الدولة,وأصبح يوظف الألاف بأجور وحقوق العبيد,وحتى عندما أُفلست السامباك وحطمت عن عمد وجد لصوصها القدامى ملجأ في ماخورة صاحبنا البقار ووظفهم مسيرين,ما أرحمه!!!.
صاحبنا اليوم يملك إمبراطورية السموم تبيع المواد المنتهية الصلاحية وتذر عليه الملايير وتحول في رمشة عين من بقال إلى إمبراطور ورب من أرباب المال والأعمال,حر في إغتصاب الإقتصاد وممارسة كل الشرور,السؤال من يحمي صاحبنا في غابة من الوحوش, أمثاله وأكبر منه؟
إن له رب بل أرباب تحميه وتفتح له كل الطرقات,ربه(وأستغفر الله فالربوبية له وحده لا شريك له) قد يكون جنرال في الخدمة أو متقاعد, أو مدير بنك يخون الأمانة, أو قاضي من قضاة منتصف الليل, أو ربما أحد نُسباء السلطان…هؤلاء الأرباب حولهم ضعف القانون والرقابة إلى جبابرة يتصرفون في المال العام كما يريدون,ويجعلون من الحفاة العراة رجال أعمال مليارديرات تاخير الزمان…وآه لقد نسيت أن أذكر أن الرب له الحق في نصف مال الحرامي بالتمام,زكاة دار مال بني نهب وجزية الجنرالات مفروضة على البقارة يدفعونها عن يد وهم صاغرون,وهكذا يدار إقتصاد البلاد ياعباد

هاته هي إصلاحات الرئيس….وهي ستقودنا إلى الإنهيار!


1379976302

هاته هي إصلاحات الرئيس….وهي ستقودنا إلى الإنهيار!
**********************************
إن أية جمهورية لا تقوي وتقدس العدالة, ولا تنشط البحث العلمي,ولا تحقق نظافة شوارعها ومستشفياتها,ولا تضع أهداف إقتصادية واضحة وبالأرقام وتنشر بكل شفافية ما تحقق منها,ولا تستعمل ثرواتها من بشر وطبيعة بكفاءة و برشادة…..ستكون مجرد جمهورية ريع وعالة على الأمم مهما سوقت وباعت من أحلام لشعبها.

في الأيام القادمة سيتم تغيير الدستور بما يضمن الإستمرارية لنظام الحكم السائد وللتأسيس لجمهورية بوتفليقة.
* سيتم إستحداث منصب نائب الرئيس لوضع رئيس في الإنتظار في كرسي نائب الرئيس,شخص يثق فيه الرئيس ومن الأرجح أن يكون من عشيرة الرئيس..لوح..الهامل..,منصب كهذا سيسد الباب أمام أية مفاجأة في حال عجز نهائي أو وفاة الرئيس.
**بما أن صحة الرئيس لا تسمح له بتسيير عملية توزيع الريع طوال عهدة كاملة فالحل يكمن في تمديد العهدة الحالية بالتحايل,جعل العهدة الرئاسية عهدتين, سبعة سنوات لكل واحدة,الرئيس الحالي تكون عهدته الحالية بأثر رجعي, وهو مايعني سنتين إضافيتين من حكم رجل الضل السعيد بوتفليقة.
***إحالة جيل الثورة وجيل لا كوست على التقاعد وتعويضهم بأبناء الفصيلة والعشيرة من شباب قبيلة بني نهب,الرئيس وزمرته لغموا الإدارة وربما الجيش, تمت ترقية رؤساء دوائر وولاة وسفراء ومدراء ووزراء وجنرالات وبقارة, وهؤلاء كلهم من ديوان الولاء,هؤلاء هم رجاء الرئيس وبهجته وعصبه القوية والتي ستضمن هيمنة جمهورية الريع البوتفليقية على دواليب الحكم بعد رحيله.
الجيل الجديد من حكام الجزائر وأثرياء الجزائر جلهم بالدرجة الأولى أقرباء الرئيس ورجالات الرئيس وضباط الرئيس وأثرياء فترة الرئيس, ثم يتبعهم الشياتين من ثعالب مشامشية بقارة, أو خدم من شاكلة غول وسعيداني وبن يونس….ودهلي وحداد ودحماني لابال وأغنياء التهريب في وهران وتبسة.
****خارجيا الرئيس يدين بحياته لفرنسا وبالتالي فهي المستفيد الأكبر,وهي من تحميه ضد أي مجموعة عسكر أو مخابرات داخلية قد تعارضه وبالمقابل فقد تم إمضاء صك على بياض لفرنسا,الرئيس يريد من أمريكا أن تبق على الجيش الجزائري منشغلا بالقاعدة وبالحدود وبالصحراء لكي يخلو له الجو داخليا,الرئيس صديق للخليجيين ولحكام مصر الجدد لمنع أي عودة للإحتجاجات الربيعية ومنع أي خروج على طاعة ولي الأمر كذلك!
والخلاصة أنه لا تغيير ولا هم يحزنون,ستكون هناك جزائر التناقضات,إسلامية علمانية ,إصلاحات أو مراوغات على المقاس,الهدف هو ضمان إستمرارية نظام النهب وتحييد كل الأدوات التي تهدد إستمراره,تمييع المعارضة بكل أطيافها,إضعاف النقابات والأحزاب والعدالة,إلهاء الشباب ومسخهم ومواصلة شراء الذمم بريع البترول.
هؤلاء القوم إن تركوا يفعلون ما يخططون له فسيستمرون في هدر ثروة الأجيال,سنبي جمهورية بقارة, وستحدث فوضى وثورات شعبية لا محالة لأننا شعبا متمردا ولا نقبل بإستمرار المذلة والهوان.
والمخرج لقطع الطريق على هكذا جمهورية شيطانية وتحرير البلد من براثنها لن يكون إلا بإحتجاجات ونضالات متواصلة للنخب وللطبقة العاملة,رص صفوف الحركات الشبانية وأي معارضة فعلية مهما كانت ضعيفة يجب أن لا تيأس,تكثيف العمل الجواري والنشاط الثقافي والدعوي لمواجهة موجة المسخ,وإستعمال الإنترنت للعض وليس للنباح فقط,فالعض يتم بمواصلة كشف الفشل والفساد بالصورة وبالفيديو وبالصوت.
نحن شعب وجيل أصابه الوباء,وباء العجز واليأس والرشوة والتفسخ والجريمة بفعل عقود من السلوكات والمعتقدات الخاطئة, لكن لا يجب أن نيأس, بل يجب علينا إصلاح الذات والتخلص من الأوهام والعجز الذي غرسه نظام الفساد في نفوسنا,يجب نزع الحقد والكراهية وزرع المحبة والثقة مكانهما,ويجب تحديد الأهداف والإستماتة في تحقيقها.
…………..
أحسن بوشة

الحقائق العشرة للتغيير في الجزائر


DSCF8080

لقد كتبت منذ شهور قليلة وقبل مرض الرئيس الأخير بأن زمر الغمس واللحس قد بدأت تتصارع على قصر المرادية وقسمت الزمر إلى فريقين,فريق الرئيس وفريق الدوائر الأمنية,فريق البقارة و لمشامشية وفريق الملفات المشبوهة وملفات الفساد.هذان الفريقان أصبحا أكبر حاجز أمام أي تنمية إقتصادية أو تغيير سياسي حقيقي في الجزائر,لقد إختصرا الديمقراطية والحكم الراشد والطبقة الوسطى والنخب في ذاتهما, وكل من يعارضهما فهو يغرد خارج السرب ومارق.
هنا أريد أن أورد بإيجاز عشر حقائق عن التغيير في الجزائر بين الممكن والمستحيل.بداية لننسى أي شيء إسمه الربيع الجزائري أو الديمقراطية الجزائرية,لأن البلد لم يأخذ الطريق الصحيح للتسيير غداة الإستقلال لترسيخ التقاليد الديمقراطية وإشراك الشعب في الحكم وإتخاد القرارات,المدفع والرشاش هو من فرض الحاكم,وجماعة الخارج القوية هزمت جماعة الداخل المنهكة ,وأما الشعب وهو من حارب وقدم الجنود والدعم وإكتوى بنار الحرب فلا محل له من الإعراب, والخوف أن يكون تغيير ذلك مستحيلا, واليوم جزائر ما بعد بوتفليقة سيحكمها من هو بارع في تسيير الفشل والفساد ومواصلة توزيع الغنائم,رئيس يُفرح المتموقعين ويبهج البقارة, ويساعد في تسهيل مناخ المال والأعمال أو إقتصاد الريع,رئيس يجمع بين دعم قوى العسكر وتأييد قوى الشكارة.
1-المسلمة الأولى أو الحقيقة الأولى هي أنه ليس بإمكان أحد إحداث التغيير الحقيقي في الجزائر إلا الشعب,فقط السؤال هو كيف يتم ذلك؟
2-يجب أن نسلِّم بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى.
3-يجب أن نعلم بأن السلطة السابقة أو الحالية أو اللاحقة لم ولا ولن تؤمن بالتداول على الحكم أبدا.
4-الإصلاحات في الجزائر عادة ما تعني تجديد جلد الثعبان وتغيير لون الحرباء وتمييع الخطر وهي مجرد ضحك على الدقون والتحايل على المستجدات
5-الأحزاب الموجودة في الساحة والتي وافقت عليها السلطة وسمحت لها بالتأسيس هي أحزاب صديقة,ولا أمل في التغيير بواسطتها,وحتى إذا ما أطلقت هاته الأحزاب النيران على صانعها, فهي مجرد مداعبة و إنتفاضة غضب كواعب و نواعم.

6-خليفة بوتفليقة سوف لن يكون إلا نتاج أحد مخابر النظام,ستكون هناك شخصيات ووجوه معروفة تشارك إلى جانب الأرانب والخرانق,وستصنع زوبعة شبه ديمقراطية للتمويه ,وقد يكون هناك دور ثاني,لكن الفائز سيكون هو مرشح المخبر القوي والذكي ومن يملك الملفات الثقيلة,أي مرشح الزمرة الغالبة من بين زمر بني نهب,أنا هنا لا أقلل من شأن الأستاذ بن بيتور أو من سيترشح بعده لا كنني أرى أن لعبة الدومينو مغلقة وذلك إلى إشعار آخر.
7-خليفة بوتفليقة لا بد أن يكون صديقا لفرنسا وللبقارة ,أو على الأقل يتعايش معهم بطريقة الذئب يجب أن يشبع والراعي لا يغضب والقطيع لا يفنى,الريع كثير والغماسين كثيرين والمصالح والمصاهرات متشابكة, والحل أن رئيس البوتيكة يجب أن يكون كريم مع البقارة وبخيل مع الشعب ,وعدو لإي شفافية وإقتصاد منتج لكي لا يقطع رزق البارونات الجدد.
8-إن هناك صراع صامت على الخلافة يجري بين فريق الرئيس وفيهم العسكري والسياسي والبقار والجهوي والشيات,ويقابلهم عسكري آخر وسياسي آخر وبقار آخر من معسكر آخر لم تعجبهم طرق توزيع الريع والغنائم,كلهم يعملون ويخططون ويحبكون المكائد ضد بعضهم البعض تحت مظلة واحدة هي مظلة النظام الهاديء والمستقر والفائز سيخرج أرنبه من تحت القبعة في الوقت المناسب.تصريح وزارة الدفاع الأخير وبعض التسريبات للخبر والوطن وغيرها وإخراج بعض ملفات الفساد كلها تعكس هذا الصراع والسباق القذر والمحموم.
9-وأما النخب فلا أعتقد أن هناك نخب أكاديمية أو حزبية أو حتى دينية ناضجة وقادرة لرفع مروحة في وجه أصغر رجل إستعلامات,فما بالك بمواجهة جنرال, أونخب تكون قادرة على ملء الفراغ لو سقط النظام غدا.
نخبنا إختارت الإندماج في جمهورية الريع,سكن سيارة منصب….مقابل السكوت أو النباح الذي لا يؤلم.
النخب تصنع في الميدان,عمل خيري,جواري,نضال,سجن,ضرب,تجويع,السؤال كم من رئيس حزب أو جريدة أو جامعة يمارس هكذا نشاط؟
10-التغيير المثالي المبني على السلم والمطالبة بالإصلاحات بالتي هي أحسن هو مجرد سراب ووهم لأن المتموقع أناني ويعتقد أنه هو وحده القادر على صيانة أمن الوطن, والتغيير المبني على العنف هو خطوة نحو الفراغ ونحو المجهول لأن القيادة الرشيدة غير موجودة,الشعب الجزائري لا يستحق هكذا وضع كارثي.
فما هو الحل؟ وما هو السبيل للتغيير إذن؟ هو سؤال موجه لعلماء النفس والإجتماع والدين وللأكادميين,وإلى أن يحدث ذلك فلنتوقع للفساد وللجريمة وللفقر وللرداءة الإزدهار حتى تكون فوضى وثورة عارمة ويحدث الإنهيار…..هذا وقد نزل في الذكر الحكيم: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم…صدق الله العظيم.
بقلم أحسن بوشة

أما آن لهاته النخب أن تستيقظ من حلمها وتتوقف عن خربشاتها؟


بقلم أحسن بوشة

عجيب هو أمر النخب الجزائرية…

لما جاءت أحداث مالي وتيغنتورين أصيب الجميع بالهلوسة,هلوسة الوطنية,هلوسة الإشادة بالجيش,هلوسة الإرهاب والمرتزقة ثم لاشيء, لقد كانت عبارة عن نار إشتعلت بسرعة ثم خمدت بسرعة كذلك.
أسابيع بعدها أختطف عدة أطفال وقتل الطفلان هارون وإبراهيم,فقامت قيامتنا وبكينا وصرخنا وطالبنا بإعدام القتلة ثم لا شيء,لقد كانت عبارة عن نار إشتعلت بسرعة ثم خمدت بسرعة كذلك.
أسابيع أخرى, وقال لنا الإيطاليون بأن وزيركم السابق وأحد رجالات الرئيس قد نهب وشكب ثم هرب,قامت قيامتنا بدون المرور عبر البرزخ,أقمنا الدنيا ولم نقعدها,وفجأة إكتشفنا أن عائلة الرئيس وقبيلة الرئيس وشركاء الرئيس كلهم شركاء في نهب وتهديم الوطن ولابد أن يغادروا ويرحلوا…ظهرت المقالات وتعددت التحليلات والتصريحات,فر شكيب وفتح النائب العام ملف سونطراك 2 ليضيفه إلى أرشيف ملفات النهب الأخرى ,وكفى المؤمنين شر القتال.
ولم ينقشع غبار الفساد حتى أعطانا الطبيب فياغرا مرض الرئيس, لتهيج الأقلام والأصوات من جديد,الرئيس مريض وذهب إلى أمنا فرنسا ليعالج ثم يعود ليستمر في مشوار بناء جزائر الإزدهار,وأما الخلافة فالكلام عليها الآن غير أخلاقي وهو سخافة, وقال الأخ السعيد بأن مرض الرئيس وأمور الحكم والسلطان ليس من شأن العبيد ,سيبقى في فرنسا كما شاء فهو في وطنه لأننا أصبحنا من جديد بلدا واحدا من الدانكيرك إلى الهقار وذلك بعد عدوان ذلك الأعور بلمختار!
وزاد السلال بأنه لا يكذب وأن الرئيس في أحسن حال وقريبا سيعود وأن الإستقرار سيسود.
وختم الأمر سيدهم هولاند وجاء بالخبر اليقين وأكد بأن الإنتخابات ستجرى في اليوم الموعود, وأن المؤسسات الحاكمة لازالت قوية وشديدة المفعول ولايشكك في ذلك الا المهبول المخبول.وأن الساسي بعد اليوم ليس مجبورا على تقديم الولاء والطاعة و تقبيل يدي, وله أن يقبل يد عاملنا الجديد على مقاطعة جزائرستان!
وتسآل الخبراء في عجب كيف للجزائر أن تُحكم بالأشباح ؟ كيف يغيب الرئيس والكل مرتاح؟
رؤساء يزورون, ومبعوثو الرئيس يتجولون, وتلاميذ البكالوريا يغشون,وأصحاب الغنائم كالعادة من المغارة يعتلفون ويغرفون,وكتاب الرأي في مرض الرئيس وخلافة الرئيس يجتهدون ويخربشون….

عجيب هو أمر النخب الجزائرية
تعتلف من الريع وتحلم بتغيير النظام,أستاذ جامعي أو مدير معهد ليس له أي ورقة أو بحث علمي نشره في مجلة علمية ومع ذلك يطمح ليصبح بروفيسورا ,يأخذ منحة للبحث في جامعة أجنبية وتذكرة مدفوعة من خزينة الدولة ثم يذهب ليتنزه ويتسوق ويعود بشنطة كبيرة ولا بحث علمي ولاهم يحزنون.كم أستاذا جامعيا أوطالبا أو رئيس حزب رأيناهم ضربوا وسجنوا لمشاركتهم في إحتجاج شعبي؟كم منهم منخرطين في أعمال تطوعية أو جوارية أو خيرية؟ هل نتوقع من الخباز والجزار والبناء إسقاط النظام أو تغييره,بينما النخب تحلم وتنتظر في سكن أو زيادة أجر ومنحة؟
وكم من رئيس حزب ناضل من أجل حقوق الشعب وتظاهر وضرب وسجن ليكتسب شرعية الترشح وشرعية تمثيل الشعب؟
كم صحافي أو باحث عسكر في مستشفى مصطفى باشا وتحمل خطر السجن ونبش عن الحقائق والأرقام ليجري بحث شامل عن الوضعية الكارثية للصحة؟
النضال والعمل الجواري والخيري الميداني هو من يكون النخب القادرة على القيادة ويقربهم من الشعب وليس الخربشة والنباح عبر الفضائيات.

عجيب هو أمر النخب الجزائرية…
ألم تعرف نخب الجزائر بعد بأن مثل أحداث مالي وتيغنتورين ستعود لأن شؤون السياسة والسيادة أصبحت في أيدي المعتلفين؟ وأن إختطاف وإغتصاب وقتل الأطفال سوف يستمر لأن الشعب مريض والعدالة سخرت لحماية نظام النهب,وأصبح القضاة مجرد موظفين لذى السلطة التنفيذية والدوائر الإستعلاماتية؟,والسطو على الخزينة أصبح مشرعا بقوانين ومراسيم…وأن خلافة الرئيس محسومة, ولو أن السباق سيخوضه رؤساء حكومات سابقين وعدد من الأرانب والخرانق يجري تسمينهم لليوم الموعود,وسنرى قريبا ,حين يتبين الخيط الأبيض من الأسود لمرض الرئيس,كيف أن الآفة والراندو سيستأنفون التزكية والتطبيل لمرشح الإجماع..
على النخب الحرة أن تناضل وتنضم إلى المضربين والمحتجين في مواقعهم وجبهاتهم,على الأكادميين أن يركزوا على كشف الألف وألف عيب في طرق تسيير السياسة والإقتصاد…يجب أن نطرد الجبن والإنتهازية من عقولنا وقلوبنا,يجب البحث والتفكير في كيفية إرغام السلطة على إعادة كتابة قانون الإنتخاب برمته,طرق الترشح وطرق الإقتراع, لأن أي إنتخبات حرة ونزيهة ستجلب أخبار غير سارة لبني نهب وهذا مايتجنبون وقوعه.
فلا فائدة من التكهن بمرض الرئيس وعهدة جديدة للرئيس ومن هو الأصلح لخلافة الرئيس,فكلها مهلكات تؤدي إلى بقاء الفسدة المتموقعون على باب مغارة علي بابا يحمون غنائمهم ومستعدون لإبادة نصف الرعية من أجل ذلك.
ربما أغلب الأشخاص الذين رفضوا الإختيار الشعبي سنة 1992 رحلوا عن مقعد القيادة الآن, لكن ورثتهم ومنهم الرئيس بوتفليقة وجهازه لا زالوا يرفضون أي حكم ديمقراطي حقيقي,إسلامي أو يساري,ينهي تموقعهم ومراقبتهم للثروة الوطنية والتي حولوها إلى غنائم قابلة للتقسيم,ولهذا فلا حل للجزائر إلا بإعادة الكرة إلى ملعب ممارسة السياسة في إطار حماية مصالح الوطن وبكل حرية للجميع,أو ليس هذا هو معنى الإستقلال؟.
كفانا حلما ووهما بأن السلطة جادة في الإصلاح والتغيير,على كل محب خير لهذا الوطن أن يبحث في أنجع الطرق لتغيير نظام الحكم برمته, بكل الطرق النضالية الحضارية, وبطريقة تضمن مغادرة الذئب ولا تفني القطيع!
وبطبيعة الحال فإن قيادة هكذا نضال أصبحت هي المهمة المستعجلة للنخب الوطنية الجزائرية الآن.

3 ثورات حتمية يجب القيام بها إذا أردنا بهذا البلد خيرا ؟!


بقلم:أحسن بوشة

آمن, إقرأ و أعمل…
3 ثورات حتمية يجب القيام بها إذا أردنا بهذا البلد خيرا ؟!

الإيمان بالشيء هو الذي يفرق الإنسان عن الحيوان,إيمان بالله وبالفكرة وبالوطن,فالمسلم يكمل إسلامه بالإيمان والإيمان يتجسد في الأعمال,فلا إيمان بلا عمل صالح,وصاحب فكرة يجسد فكرته بالعمل وإلا بقيت فكرته مجرد حلم ووهم وأماني,ولهذا فالمؤمن بالوطن يجب عليه أن يترجم ذلك إلى أعمال تؤدي إلى حماية وإزدهار الوطن,فالطالب يطلب العلم بجد وهدفه بناء الوطن,والعامل يعمل بإتقان وجد وهدفه بناء وطن قوي ومزدهر,كما أن الجندي الذي هو رمز للوطنية يجب أن يقدم كل مايملك لحماية الوطن.
هؤلاء جميعا يحتاجون إلى القراءة والعلم لتشكيل جيل كفوء متماسك ومتعلم يكون هو جيش البناء الحضاري في أي وطن.

*ثورة الإيمان بالوطن:
نحن شعب مسلم نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقضاء والقدر وباليوم الآخر,والسؤال هل نحن شعب جزائري خالص,أي هل نؤمن ونعتز بجزائريتنا ونعمل على تجسيدها واقعا؟
من يختلس ويخرب, ومن يخدم مصلحة أجنبي, ومن يتهاون في حماية الوطن, ومن لا يعرف ولايعتز بثوابت الأمة فهو لا يمكن أن يكون مؤمنا بجزائريته.الفارسي يعتز بفارسيته ويحاول الوصول إلى تقويتها,التركي يطمح إلى إعادة بناء إمبراطوريته,الصيني قطع أشواطا في فعل نفس الشيء,الغربي يعتز بتفوقه وبتقاليده الديمقراطية وهكذ يفعل الروسي والهندي…فماذا نفعل نحن في الجزائر لإعادة أمجاد الماضي والبناء عليها؟ هل نسينا شراسة الأمازيغ الأحرار ودورهم في مقارعة الرومان ثم في توطين العربية والإسلام في هاته البلاد وفي فتح الأندلس وتأسيس حضارات بجاية وقسنطينة والعاصمة وتلمسان؟
وهل نسينا أسطولنا الذي كان يجوب البحار ومقاومتنا للإستعمار وثورتنا التي جعلت من الجزائر قلعة الثوار؟وهل نسينا أننا أوسع بلد عربي وإفريقي مساحة ,وأغناهم ثروة,والثروة تقاس بالبشر وبما فوق الأرض وماتحتها كذلك؟
هاته المنارات والثوابت قد يكون إعتلاها بعض الغبار,هي ثوابت ضرورية لتحفيز الأجيال وتصعيد هممها, وكل من يريد أن يبني الوطن لابد أن يغرس هكذا إيمان في نفوس الأجيال عبر الأسرة والمسجد والمدرسة والإعلام.بخلاصة يجب الإيمان الخالص بهويتنا.

ثورة العلم والتعلم:
الرسالة واضحة هنا, كل الأموال,بعد الغذاء والصحة والدفاع, يجب أن توجه لثورة محو أمية,ثورة تحسين المدرسة,ثورة مكتبة وكمبيوتر في كل ركن من أركان الوطن,ثورة تكنولوجية وثورة ربط الجامعة والمخبر والثانوية بالمزرعة وبالمصنع وبالإدارة….هو إستثمار لا يخسر صاحبه أبدا.ما فائدة مدخول مليار دولار يوميا في السعودية مثلا إذا كانت المنشورات العلمية العالمية من السعودية لا تتعدى عدد طوابق أبراج الوليد بن طلال؟
في الصين وفي اليابان ينفقون بسخاء على التعلم وعلى التكنولوجيا,جامعات كتب كمبيوترات مراكز بحوث…في الهند تحدث ثورة إعلام آلي وتكنولوجيا…في الغرب,عشنا معهم ورأيناهم, في جوف الليل عندما يكون جزء من الشباب يرقص هناك جيوش أخرى منهم لا تنام وتقضي الوقت في المخابر,مدارسهم من دور الحضانة إلى الجامعات مجهزة بمكتبات وكمبيوترات! فماذا يمنعنا نحن من فعل ذلك؟ والفكرة هنا أن التعليم أساسي لتحقيق الإزدهار,فالطالب له أن يدرس حتى أعلى مستوى لكن دراسته وتحصيله يجب أن ترافقهما عقلية الإبداع والإختراع وعقلية مقاول ورجل أعمال وصناعي يعرف كيف يصنع الثروة,على غرار بيل غيت مثلا…وإلا إنتهينا في وضعية مليون دكتور جائع وللديكور فقط.
إننا أعطينا قيمة وفرص كبيرة لبقار مستهلك لتضخيم فيلاته وسياراته وكرشه, وحشرنا المعلم والأستاذ في طابور الأشقياء اللاهثين وراء شقة وماروتي وقفة العيش.

وثورة العمل أولا وثانيا وأخيرا:
شعب لا يعمل هو شعب شقي و لا يستحق الإستقلال,حلاوة الحرية والسعادة والصحة تكمن في العمل والتعب ونيل الجائزة على ذلك.
يجب الضرب بيد من حديد لمن له وظيفة ينال أجرا عليها ويتكاسل ويتقاعس في تأديتها,الشعوب التي تعرف إزدهارا هي شعوب نشيطة ومكدة وهي من تبني الحضارات.في الصين لذيهم حكومة ديكتاتورية لكن صارمة مع المفسدين ومشجعة للعلم والعمل,بعد عقود من التجارب مع النظام الشيوعي المستورد من فلسفات غربية صنعت في موسكو ولندن وبرلين على يد ماركس وإنجلز ومن تبعهما ,عادت الصين إلى تقاليدها والمتمثلة في الوفاء والعمل والثقة في الفرد,فتحت الأسواق مباشرة للفلاحين المنتجين وفتحت عشرات الآلاف من الورشات في القرى والمدن للشباب,في مدينة صينية تجد مئات الورشات لصناعة الملابس,و مدينة أخرى تجدها متخصصة في الإليكترونيك وهكذا خلايا نحل في كل مكان,ساعدت الدولة بالقروض وبإيجاد الأسواق. وبدأت كرة الثلج للدخل القومي تكبر وتكبر وهي مسألة وقت للحصول على إقتصاد مزدهر وشعب متعلم ويعيش في رفاهية وسيزيح الديكتاتورية ويستطيع تسيير نظام ديمقراطي.
هكذا تفعل تركيا والبرازيل وماليزيا وكوريا وغيرها, وما علينا إلا السير على خطاهم وتقليدهم في بعض الميادين مع مراعاة عاداتنا وطبيعة مجتمعنا.

و هل النقاهة من المرض تحتاج إلى مصحة فرنسية كذلك؟


و هل النقاهة من المرض تحتاج إلى مصحة فرنسية كذلك؟ les_invalides
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يكتبها : أحسن بوشة

الجميع يتذكر بداية مرض الرئيس قبل أربعين يوما تقريبا,لقد قيل لنا حينها بأن الرئيس لم يرد الذهاب إلى فرنسا للعلاج لكن الأطباء نصحوه بفعل ذلك…و تفهمنا ذلك رغم الإهانة التي لحقتنا بسبب علاج الرئيس في مستشفيات قوم لم يعترفوا إلى اليوم بنازيتهم في الجزائر، و قلنا أن الوعكة العابرة قد تتطور إلى جلطة خطيرة قد تسبب شلل دائم.

و قد رأينا كيف كان التسيير الغريب لمرض الرئيس و علاج الرئيس، فكل من هب و دب أصبح ناطق رسمي يتحدث عن الرئيس و قرب شفائه و خروجه من المستشفى و عودته القريبة إلى الوطن، ثم نكتشف بعدها أن التصاريح كلها كانت كذب و بهتان لتلهية الصبيان حتى يطبخ العصبان…ثم تطلع الإشاعات بأن الرئيس وصل إلى حالة النازعات و هو فعلا قد عاد لكن في غيبوبة لأن مرضه كان عبارة عن نوبة هي أم النوبات و وعكة هي سيدة الوعكات.

و أخيرا جاء الخبر اليقين و هو تصريح كبير الروم بأن رئيسنا غادر المستشفى إلى مكان معلوم، هو مكان إسم على مسمى ليزانفاليد للمعاقين و المتقاعدين و ليس لمن يستطيع أن يحكم أربعين مليون عيشة و عياش عنيد!

الآن الشعب أصبح يتساءل أليس هناك بقعة في أكبر بلد إفريقي مساحة تصلح للنقاهة؟ هل يعقل أن نصف قرن إستقلال لم يكن كافيا لبناء مصحة للنقاهة في بلادنا؟ ياللعار نحن عندنا رياض تكجدة و الشريعة و أولاد عسكر و شرشال و غيرها من البقع التي لازال يتعالى منها عطر دم الشهداء، و رئيسنا يقبل بالنقاهة في مكان يعج بأشباح الفاشيين و عتاة الإستعمار!.

إنه فشل ذريع و فعل شنيع أن يصل الشعب إلى هكذا إهانة عندما تصرح العنصرية مارين لوبان أن بوتفليقة كان عليه أن يعالج في بلاده، ثم ألقت ببعرة من الروث على وجوهنا جميعا عندما قالت هذا هو إستقلالكم يا جزائريون, فماذا فعلتم به؟

عفوا يامارين يا ثاني أحب أنثى في وطنها فرنسا! فأنت على حق فاستقلالنا تحول إلى نكبة جعلت من أبناء و أحفاد الشهداء مجرد أيتام على مائدة بني نهب اللئام….و لكم أن ترقصوا كما شئتم يا أحفاد ديغول تشفيا في أحفاد زيروت.

مرض العهدات الرئاسية في الجزائر


مرض العهدات الرئاسية في الجزائر576582_198782990275754_1808113932_n
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يكتبها : أحسن بوشة

هل كتب على الجزائر أن يصيبها مرض مزمن و خطير إسمه العهدة الرئاسية؟
هل كان بن بلة سينسحب بعد عهدتين لو لم يطرده بومدين والعسكر سنة 1965 ؟
و هل كان بومدين نفسه سينسحب و يدعو إلى إنتخابات حرة و نزيهة و مفتوحة لو لم يتدخل ملك الموت سنة 1978 ؟ و من مات فقد قامت قيامته.
و نفس التساؤل يطرح حول إقالة بن جديد سنة 1992 بعد فوز الفيس في الإنتخابات و تدخل جماعة نزار لإلغاء العرس الديمقراطي بالتي هي أخشن…الوحيد المنسحب من الرئاسة تلقائيا كان الرئيس اليامين زروال بعدما أحس بضغط شديد عليه,أما بن خدة وبوضياف وعلي كافي فقد أنهيت مهامهم بسرعة.
و الآن نعيش نفس السيناريو مع بوتفليقة, الرئيس الذي يصارع المرض و يتحايل على الشعب ,و يغير الدستور كتغيير جواربه للإستمرار في منصبه عهدتين يحكمهما بإسم تحقيق السلم و الأمن و المصالحة الوهمية,و عهدة ثالثة لإكمال برنامج الرئيس التبذيري الفاشل, و يريد المزيد لإكمال مكملات برنامج الرئيس!

طبعا مادام هناك ريعا ينهب, و دما يشرب ,و حقوقا تنهش, فشراهة الرئيس و قبيلة الرئيس و أذناب الرئيس و الذباب القذر الذي يحوم حول قصعة الرئيس,شراهة هؤلاء لعهدات أخرى ستزيد, و من كان يطلب شقة سيطمح إلى فيلا, و من كان يهدف إلى تكديس مليار سيطمع في عشرة ملايير,و من يملك الهامر و الرانج روفر سيبدأ بتهيئة مطار خاص لطائرته الخاصة….و من هرب مليون أورو يريد أن يهرب مئة مليون.

هاته هي حقيقة بني نهب الذين أحكموا قبضتهم على مضارب و مراعي مزغنة, هم يملكون دستورا يغيرونه صباحا و مساء حسب الضرورة و الأهواء,و يملكون قوى مكافحة الشعب للأسف أفرادها من نفس الشعب,لهم قناة خاصة بهم و قنوات باكتيرية جديدة تجيح الرعية و تسخن البندير…
من يعارضهم فهو مارق و خائن وجاحد و يجب إسكاته فمن لم يقبل الهبة و الجزر فله العصا و الزجر!

إنه داء العهدة الرئاسية الأبدية أصاب وجهاء وسلطة الجزائر منذ أيام مؤتمر الصومام و تصفية عبان رمضان و عباس لغرور و عميروش و شعباني…و هو واهم من يتوقع أن بوتفليقة سيتعفف عن العهدة الرابعة مادام له عرق ينبض يستطيع أن يراوغ به ملك الموت, فهو يحب الكرسي حبا جما,يعتقد و يحب دخول التاريخ و لو على أنفاس الملايين من فقراء هذا الشعب,بوتفليقة سينتهي بالوفاة أو بالإزاحة من طرف زمر أخرى لها فارس نهب جديد تباركه فرنسا , و هو ينتظر الدخول على المغارة لتوزيع الغنائم متى حان الوقت.

و في خضم ذلك سنبقى نسمع لغط من قبيل التخوين لكل معارض, و حب الوطن من طرف كل ناهب,و مازال واقفين,و بالصحة و طول العمر يا رئيس…لغط سيتصاعد كل يوم من مضارب قبيلة بني نهب إلى أن تنهض الرعية المقهورة ذات يوم و تقلب الطاولة, و حينها سيصرخ الشعب البئيس إرحل يارئيس.

الرئيس القادم والنظام القادم؟!


يكتبها : أحسن بوشة
الرئيس القادم والنظام القادم؟!
2012_sss_904922699003062013123431000000bouteflikasondage
وظيفة عبد العزيز بوتفليقة الرئاسية ”ما بقى لها غير الماء يحمى” كما يقول المثل الشعبي….لقد قالها في السنة الماضية أنه قد طاب اجنانو, وكان يعلم ما بقي في جسده ونفسه من قوة وطاقة, مادية ومعنوية, لقيادة الأربعين مليون عيشة وعياش من الجزائريين,لكن الوهم بصناعة التاريخ ومواصلة معالجة داء الجزائر بنفس الأدوات الفاسدة والفاشلة جعله يستمر, والطمع بمواصلة النهب جعل المطبلين حوله يطمحون ويطمعون في مواصلة الرئيس لعهدة أخرى ويشجعونه على المواصلة ولو مشلولا للحفاظ على مصالحهم وغنائمهم.
نحن نعلم أن الداء يزداد بطشا كل ما تقدم بالإنسان العمر,فالمرجح أو ربما الشيء المؤكد أن الرئيس فقد قدراته على المواصلة,فالوعكة العابرة لم تكن كذلك بل هي ماكثة, وهذا ما يفسر كل الغموض والتلاعب بتسيير مرض الرئيس,وهذا ما منع وجهاء بني نهب من تصوير الرئيس والحديث إلى الرئيس عبر التلفزيون,غير أن الأمر المخزي في كل هذا هو كذب الوزير الأول ومن معه علينا, وإنكار حقنا كمواطنين في معرفة الحقيقة وترك وزارة الدفاع الفرنسية وهولاند وماسيوس يتلاعبون بنا وبمصالح الجزائر..
الجزائر مرة أخرى على مفترق الطرق نحو عدة إتجاهات كلها تؤدي إلى أنفاق مظلمة,أحدها فقط له بصيص من الضوء في آخره,أما الباقي فهي تؤدي إلى المجهول أو إلى الهاوية.
أحسن طريق يجب أخذه هو رمي كرة الديمقراطية وحرية الإختيار إلى الشعب فهو سيعرف من يختار,والحل يكون بإجماع الخيرين من أبناء الشعب والمتواجدين في مواقع المسؤولية مدنيين أوعسكريين على مرحلة إنتقالية ورئيس إنتقالي مثقف رفيع,وطني نزيه شاب أو كهل وليس شيخا معتلا كبير,لا ينتمي إلى جماعة الريع المتواجدة في السلطة حول الرئيس أو حول معسكر شركاء-أعداء الرئيس, بتوضيح أكثر يجب إبعاد أمثال سلال وأويحيى وبلخادم وسلطاني,لأن رئاسة أي منهم للجزائر تعني الإستمرارية في الحكم بنفس المعادلة وبنفس الأدوات للإجهاز على المئتي مليار دولار, وعلى باقي إحتياطي البترول والغاز, والإشراف على إكمال مراسيم ترسيم الإستعمار الإقتصادي الفرنسي والأجنبي للجزائر.
وحتى خارج معسكر هؤلاء يجب تجنب اللجوء إلى أمثال الإبراهيمي أو زروال ,لأن التجربة تقول أن المتموقع عادة مايلجأ إلى مخادعة الشعب بجلب رئيس موسوم بالوطنية والثورة لدغدغة العواطف,هذا ماحدث مع الشاذلي وبوضياف وكافي وبوتفليقة من قبل ونحن نعرف نتائج تلك القرارات وماجلبته علينا من ويلات.
ربما يكون شخصا من أمثال الأساتذة بن بيتور أو علي بن فليس أو مولود حمروش,وهذا للإشراف على مرحلة إنتقالية لترتيب البيت الجزائري وتحضير دستور وإنتخابات نزيهة وحرة فعلا بإشراف القضاء, يتم بعدها الإنتخاب على رئيس يرى فيه الشعب الكفاءة لقيادة البلد نحو مستقبل أفضل, ويضع حدا لإهدار الوقت والطاقات الشبابية والمال العام.
أما أسوأ الطرق التي ستسلكها الجزائر فهو طريق الإستمرارية والإبقاء على النظام الحالي, بالتوريث الجهوي,أو بمواصلة سلطة الوصاية بفبركتها لرئيس الجزائر حسب معاييرها,وبمباركة فرنسا,هكذا طريق سيضع البلد في سكة تأخذه نحو المجهول.
لقد حان الوقت لكي تعرف المؤسسة الأمنية والعسكرية والطبقة الحاكمة أنه زمن العبور لجسر التغيير الحقيقي والطلاق مع الماضي,الشباب اليوم يريدون حياة أفضل وقد فشلت معادلة الحكم الحالية توفير ذلك لهم,لندع بن بيتور وبن فليس ومقري وجاب الله وغيرهم من أساتذة الجامعات أو رؤساء الأحزاب المستقلة لتقديم ما في جعبتهم للمجتمع من حلول,فداء الوطن معروف فأتركوا النخب والشباب تأتي بالدواء,الجزائر ليست بعاقر ففي رحمها أربعين مليون عظيم.
أعلم أن ما أوردته هنا هو شبه حلم والمتموقعون لن يتركوا مواقع تمطر عليهم مالا سهلا وأعمالا مزدهرة,هم سيحاربون أي تغيير,سيخونون وسيسبون مشاكل لكل من يشكل أي خطر على مصالحهم,خاصة وأن الغرب يساندهم في ذلك.لكن إيماني بوجود الخيرين في صفوف الجيش والنخب ,وإيماني بوعي الشباب الجزائري وسعيه لرفع الغبن عن نفسه وعن وطنه وسيكافح من أجل ذلك, هو ما دفعني لخربشة هاته السطور.

نجل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في حوار حصري لـ الشروق: هذه تفاصيل استشهاد البوطي في المسجد


echourouk
والدي خرَّ ساجدًا على الأرض قبل أن تفيض روحه إلى بارئها

تحليلات فضائيات الفتنة اتهمت ولدي أحمد بأنه من أطلق النار على جده البوطي

2012_tawfikramadhan_495087017

يعود الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي، نجل العلامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي، وأبو أحمد الذي قضى رفقة جده خلال التفجير الذي استهدفه بمسجد الإيمان بدمشق، في هذا الحوار الذي خصّ به الشروق، إلى حقيقة ما جرى خلال تلك العملية التي آلمت الكثير من المسلمين وغير المسلمين عبر العالم، ويروي تفاصيلها كما أفاده بها من كُتبت لهم النجاة من طلبة والده. ويُعرّج في هذا الحوار أيضًا، على الخصال التي اتّصف بها البوطي رحمه الله وسط عائلته، وكيف كانت علاقته بأفرادها، كما يعود إلى تشخيص علاقة البوطي بالرئيسين حافظ الأسد الأب والابن، ويكشف توفيق البوطي، بأنّ والده حذّر من مؤامرة تهدف إلى تمزيق سورية وتفتيتها بفتنة عمياء، وقد اطّلع البوطي رحمه الله، على بعض تفاصيل تلك المؤامرة التي رُسمت في الغرف المظلمة.

أسئلة ذات علاقة بالمشهد السوري، وأخرى حول علاقة البوطي بالجزائر، أجاب عنها الدكتور توفيق البوطي بصدر رحب، بهدف الرد على كثير من الشائعات التي روّج لها عددٌ من المغرضين، عقب رحيل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي.

مباشرة بعد استشهاد والدكم رحمه الله، اشتعلت حرب يمكن أن نطلق عليها “حرب الصور والبيانات” حول الطريقة التي لقي بها الداعية المستنير سعيد رمضان البوطي رحمه الله وجه ربه، ما قراءتكم لخلفيات هذه الحرب؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أولاً وبادئ ذي بدء، أوجه تحيتي وكل مشاعر المحبة والتقدير للجزائر كلّها… أرضاً سُقيت بدماء شهدائها، وشعباً ضحى وبذل الكثير؛ كما لم يبذل غيره، وحافظ على هويته وعاد أرسخ وأصلب في دينه وعربيته، ومن حق الجزائر عليّ أن أوجّه هذه التحية إليها؛ لأن من البرّ أن يصل الابن ودّ أبيه، فهذه المحبة ورثتها من والدي الذي أحب الجزائر وأحبّته؛ كما لمست ذلك خلال زيارتي الوحيدة إلى الجزائر لحضور الملتقى الذي أقامته جمعية العلماء في قسنطينة إحياء لذكرى ابن باديس.

وجواباً عن السؤال: أقول إن الحرب القائمة في ساحة المنطقة اليوم هي حرب إعلامية بامتياز، بل لقد غدت بعض القنوات الإعلامية غرف إدارة عمليات أكثر من كونها قنوات إعلامية. وحرب الصور والبيانات التي أشرتم إليها هي جزء من إدارة عمليات حرب المنطقة… ولعلّ المراد منها أن يغسل المجرم يديه من الدماء ويمسحها بغيره.

قبل يومين أو ثلاثة من وقوع جريمة القتل التاريخية التي وقعت في مسجد الإيمان بدمشق، بثّت تلك القنوات الفتوى الصريحة من قبل بعض الضالعين بتأجيج نار الفتنة، بقتل العلاّمة الشهيد، بل توعّد بعضها بنحره، وبعد تنفيذ الجريمة ألصقوها بالنظام الحاكم في سورية!!

ولعلّ الإخوة الجزائريين يعلمون كيف كانت تلك القنوات تريد إثارة تلك الفتنة في بلادهم في الأيام الأولى للخريف بريحه الصفراء.. ولكنّ الله سلّم.

وقد رأيت وسمعت التحليلات والبيانات المتناقضة من تلك القنوات في شرح الجريمة وبيان مَن الذي قام بها؛ فهناك من أنكر وقوع الانفجار، ونصّب نفسه محلّلاً أمنياً وخبير متفجّرات، ليثبت عدم صحة القول بوقوع انفجار، وذهب إلى القول بأنّ الجثث ليست جثث طلبة الدرس، بل جُلبت جثث قتلى بعض الفروع الأمنية، ووُضعت في المسجد! ومن قائل إنهم قتلوا برصاص النظام في المسجد، بل ذهب البعض إلى أن يَكتُبَ لي نتيجة تلك التحليلات والشروح الذكية: هل صدّقت أن الفتيشة “أي مفرقعات الأطفال التي يلعبون بها في العيد” قتلت والدك؟! يكتب لي من بلد خليجي وأنا في دمشق.. ليشرح لي حقيقة ما جرى، وكأنّ أربعمائة شاهد، منهم ثمانون جريحاً جراحهم متفاوتة… وخمسين شهيداً ومنهم ولدي الشهيد أحمد، وأعرف معظمهم معرفة مباشرة من طلبة والدي الأوفياء… كلُّ هؤلاء وضعهم وشهادتهم مزيّفة، ووحي قنوات الفتنة ودعاويها هي التي لا يأتيها الباطل…

وللبيان وباختصار أقول: تلقّى ولدي محمود “الذي لم يتمكن من حضور الدرس لعارض صحّي” مكالمة من أحد الأصدقاء يخبره بعد أن صلّينا المغرب بفزع، بأنّ انفجاراً حدث في مسجد الإيمان ولم يذكر أيّ تفصيل.. فصرخ محمود: ماذا تقول؟ ومضى مسرعاً. ولما رأيت مدى اضطرابه لحقتُ به، وأصرّت زوجتي وابنتي وزوجة ولدي الشهيد أحمد على الذهاب معي. وفهمتُ أثناء الطريق أنّ والدي حُمل إلى مشفى أمية القريب من حيّنا، وأنّ إصابته خفيفة. فتوجّهت إلى المشفى، وفوجئت بأنّ والدي قد استشهد، وأنّ ولدي أحمد في مشفى قريب آخر، فيه طبيب من أقاربنا فاتّصلتُ به فقال: إنّ وضعه حرج، ولكنّهم يقومون بإجراء مساع إسعافية له.

بعد ذلك تبيّن لي ما يأتي: بعد بدء الدرس بنحو نصف ساعة، دخل المسجد شاب لا يحمل شيئاً، ولا تبدو عليه أيّ علامات تدلّ على أنّ معه شيئاً، فجلس في مؤخّرة المجلس خلف الجالسين في الدرس على بُعد ستة أمتار تقريباً من والدي، وبعد بضعة دقائق، قام فتقدّم خطوة بين المصلّين وفجّر نفسه. وعمّ المسجد ظلامٌ ودخان. وصار جميع من يجلس بين المجرم وبين والدي مطروحين على الأرض… قتلى. أما والدي فقد مال إلى خلفه وقد جُرح بطرف فمه “ولعل شظية أصابته بسحجة دون أن تستقر” وسال الدم من هذا الجرح، ومع ميله إلى جهة اليسار سال الدم إلى جهة رأسه، ثم عاد لجلسته بصورة سويّة، وسوّى عمامته التي مالت. وعندها نهض ولدي الذي كان قُبالة والدي نحو الشيخ، ثم ما لبث أن سقط على الأرض متأثراً بجراحه، بينما مال والدي إلى جهة يمينه، وحضر الأخوان اللذان كانا يرافقان والدي لإسعافه، وأخرجاه من الكرسي، وحملاه فثقُل جسده عليهما؛ وكأنه يريد منهما أن يدعاه فخرَّ ساجداً على الأرض، ثم حملاه بعد ذلك ففاضت روحه الطاهرة بعد سجوده.

هذه الصورة هي حصيلة شهادة العشرات ممّن نجوا من الجريمة، لأنّ من كان عن جهة يمين المجرم أو يساره أو خلفه، لم تكن إصابتهم قاتلة، وبعضهم لم يُصب أصلاً لأنه كان خلفه. وبعد بثّ ما سمّوه بالمقطع المسرّب، وفي اليوم التالي، ودون أيّ تنسيق بين ظهور المقطع وبين موعدي مع الفضائية السورية، شرحت حقيقة ما جرى بصورة مفصّلة، وقلتُ حينها إنّني غير معنيّ بالفيلم المسرّب… لأنّ من المعلوم أن التلاعب والفبركة في الأفلام صارت حرفة متقنة في وسائل الإعلام، إما بالتلاعب بها أو بالإيحاءات الكلامية التي تترافق بها… والعجيب أنهم حملوا كلامي على أني قلته تحت ضغط النظام!!

ولذلك، فإنّ شهادة عشرات الشهود الثقات ممن كانوا في الدرس، ومظهر الشهداء الذين قضوا بين يدي والدي، ومنهم ولدي الشهيد أحمد، أقول شهادة كلّ هؤلاء وصورهم عندي، وعند كلّ من رأى صورة المسجد وقد طرح فيه العشرات صرعى، أصدق من الفيلم المسرّب، مع أن الفيلم المسرّب ليس فيه ما يدلّ على صدق دعاويهم، بل قد اتهمت تحليلاتهم ولدي الشهيد أحمد بأنه الرجل الذي أطلق النار على الشهيد الإمام البوطي »ألا لعنة الله على الكاذبين«.

وتسرّعُ بعض المشايخ لتأييد تلك الضلالات هو نتيجة وضعهم، وبياناتهم أقلُّ ما أفسّرها بأنها بيانات غبيّة، وإنني موقن الآن من أنهم أدركوا مدى الخطأ الذي ارتكبوه، ولكن سوف يظهر قريباً ما هو أشدّ من ذلك من نتائج لن يجدي معها الأسف والندم، إن لم نرها في الدنيا فلسوف نراها ويرونها يوم القيامة.

أما قراءتي لخلفية هذه الحرب الإعلامية: فهي القراءة التي كان الشهيد العلاّمة الإمام قد تحدّث عنها طيلة فترة السنوات الثلاث، أقول الثلاث، لأنّ والدي تحدث عنها قبل حدوثها، فهي ذات جانبين:

جانب يتعلّق بخطأ ارتكب في بلادنا يوم تجرأ البعض على بث فيلم قذر ينال من الفتيات المتديّنات، ومن المتديّنين عموماً بعنوان: ما ملكت أيمانكم، بالإضافة إلى تصرفات صدرت من وزير التربية وغيره، تنال من النقاب ومن اللغة العربية والتربية الإسلامية ومناهجها… ودروس والدي رحمه الله وخطبه حول ذلك كلّه، مسجّلة موجودة في موقعنا “نسيم الشام” والجانب الآخر هو: تحذير والدي رحمه الله من مؤامرة تهدف إلى تمزيق سورية وتفتيتها بفتنة عمياء، رسمت في الغرف المظلمة، وكان قد اطّلع على وثائق تتضمن بعض تفاصيلها.

من برأيكم له مصلحة من وراء تصفية الشيخ سعيد رمضان البوطي؟

– الذي له مصلحة بتصفية الشيخ رحمه الله: هو المتضرر من وجوده، والمتضرّر من منهج الدعوة الحكيمة القائمة على العلم والحجة ومخاطبة العقل والقلب بدين الله، لقد ترافق التحريض على الفتنة من أول يوم بالهجوم الشرس على والدي؛ هجوم تجرّد عن أيّ ضوابط دينية أو أخلاقية، فالشتائم والافتراءات الوقحة والأكاذيب، والسخرية، وكلُّ ذلك وأكثر منه، كان يُوجّه ضد العلامة الشهيد بصورة ممنهجة منذ اليوم الأول. على أني أقول: إنه لن يبلغ هدفه، بل إنه جعل للشهيد وكلماته وكتبه وفكره ومنهجه انطلاقاً وانتشاراً أقوى مما كان في حياته.

هل استمعتم إلى إفادات بعض طلاّب العلم الأحياء ممّن حضروا المجلس الذي قضى فيه والدكم رحمه الله؟

– ذكرتُ في جوابي عن السؤال الأول أنّ الصورة التي تكوّنت لديّ عن تفاصيل الجريمة هي من شهادات الإخوة الذين نجوا أو من المصابين ممّن لم يستشهدوا. والجدير بالذكر أنّ البعض نقل إليّ الصورة ثم بكى وقال: منذ أربعين عاماً لم أتغيّب عن درس فضيلة شيخنا.. فما الذنب الذي ارتكبته حتى حُرمتُ من الشهادة معه؟ وهذه الكلمة سمعتها من عدد من ملازمي درسه رحمه الله. وشهادة البعض منهم مكتوبة ومحفوظة لديّ.

في حوار لكم منشور على الأنترنت، قلتم بأنّ والدكم رحمه الله، من آخر ما كان يدعو به “اللّهم إذا حانت ساعة منيّتي فكرّه إليّ الدنيا بما فيها”، صفوا لنا جوانب من سيرته وسط عائلته الكبيرة قبل وفاته رحمه الله؟

– منذ صغري، كان رحمه الله يُنمّي فيّنا محبّة النبي صلى الله عليه وسلم، على النحو الذي كان جدي رحمه الله يفعل معه في صغره. ووجّهني نحو الدراسة الشرعية، وكان ملتزما بالنهج الذي سار عليه جدي ملا رمضان البوطي رحمه الله تعالى، فيعقد لنا مجلس الذكر صباح كل يوم الخميس ويوم الاثنين. نذكر فيه الله تعالى بصيغة لا إله إلا الله، وبلفظ الجلالة، ثم نقرأ ورد الإمام النووي، ثم ندعو.

وقد كان حتى أيامه الأخيرة يجمعنا لدراسة كتاب فقه وآخر للتربية والسلوك، وكان يخصُّ النساء من الأسرة بمجلس والرجال بمجلس آخر يضم الأبناء والأصهار، ومجلس النساء يضمُّ البنات وزوجات الأبناء والأحفاد، وكان يقول: قد لا يكون البعض بحاجة إلى قراءة هذه الكتب، إلا أن الهدف هو: تحقيق صلة الرحم والتواصل بين أفراد أسرتنا الكبيرة، وكان مجلسه ـ رحمه الله ـ لطيفاً فيه من الآثار الوجدانية ما يجعل الجميع حريصاً على حضوره.

وكان يختم المجلس بالدعاء، وكان من دعائه في الفترة الأخيرة من حياته ما ورد في السؤال، ولم يكن هذا مجرد دعاء، بل كان حالاً يصطبغ بها، إذا لم يكن للدنيا عنده أية قيمة، مورده جيد ولله الحمد، إلا أنه لم يكن يُبقي شيئاً، بل كان يوزّعه في سبل الخير مُقدّماً أرحامه ثم سائر الفقراء.

كان في أواخر أيامه يُكثر من توصيتنا بكثرة الذكر وبقيام الليل، ولو بمقدار ركعتين قبل الفجر، وبكثرة الاستغفار والإكثار من تلاوة القرآن مع التدبُّر. وكانت له بقية مال عند صديق يستثمره له، فقال له وزّع ما لديك على المستحقّين للميراث بحسب حصصهم الإرثية. ولم أعلم بذلك إلا بعد استشهاده. وعندما استشهد، لم يكن في بيته شيء من النقود، وكان في جيبه خمسٌ وسبعون ليرة سورية. حفظناها لتوضع في صندوق زجاجي يوضع بجانب ضريحه. رحمه الله.

هل يمكن أن تقدّموا للقارئ الجزائري صورة عن وجهة نظر المرحوم حول ما كان يحدث في سوريا؟

– كان حكمه على الأحداث من قبل وقوعها واضحاً، وقد أشرتُ قبل قليل إلى ذلك، وعندما بدأت الأحداث نبّه إلى خطورة ما سينجم عنها، وحاول جاهداً بذل الجهد لتوضيح مخاطر ما يجري. إلا أنّ ما يجري كان مبيّتاً له في ليل، وقد أعدَّ، وأعدَّ له من يصفق له ويثير ويهيّج العواطف. بل أعدّ له من يسوغ بفتاوى دينية لا مضمون لها سوى التحريض، وهؤلاء المحرضون كانوا قبل الفتنة موضع تقدير من الأجهزة الرسمية، بل كان بعضهم من المقربين، إلا أنهم وُعدوا من الجهات الخارجية بأنّ المسألة منتهية، وأنّ عليهم الاستعداد للمرحلة القادمة خلال أسابيع. ثم إنهم سافروا وبملء اختيارهم، مرة ومرتين إلى خارج سورية، وعادوا من تلقاء أنفسهم، ثم سافروا وأعلنوا الموقف العدائي،

أما العلامة الشهيد، فقد وضّح للناس أنّ ما يجري إن كان يبتغي إصلاحاً، فقد وعدت الدولة بإصلاحات، وسوف ننظر في مدى جدّيتها، وإن كان يُبتغى به الخروج على الحاكم، فإن الخروج على الحاكم لا يصحُّ والصورة هذه. وجاء بالأدلة الشرعية التي تمنع الخروج لما يترتّب عنه من الفتنة.

هذا مع العلم بأنه نهج في نصحه للحاكم أن يأتيه فينصحه بصدق وحرص وجرأة وصراحة، وأن ينصح الأمة من خلال المنبر الذي كان يخاطب من خلاله الملايين بالطريقة نفسها، ولم يكن يوجّه نصيحة إلا ويؤيدها بالأدلة الشرعية الواضحة.

كما أشار إلى أن المظاهرات ليست محرّمة لذاتها، وإنما تحرم لأنها ستكون ذريعة لكثير من النتائج التي لا مجال لضبطها، واستدلّ بالآية: »ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله بغير علم«. وقد حدث ما تنبأ به وحذّر منه فعلاً.

وقد تحمّل في سبيل ذلك الكثير من الشتائم والافتراءات، وكان جوابه منضبطاً، ومما قاله: إن كان هؤلاء الناقدون مجتهدين يتحرّون الحكم الشرعي، فإني أرجو لهم الأجر والمثوبة، وإن كان موقفهم حقداً عليّ فإني حتى لو سامحتهم، فلن يغفر الله لهم حقدهم واستكبارهم. ولم يتفوّه ضد خصومه بكلمة سوء أبداً.

وقد كثر التقوُّل والافتراء عليه بصورة تجاوزت كل الضوابط الأخلاقية والشرعية، حتى وصلت إلى حدّ إهدار الدم والتحريض على قتله. وقد نشر موقعنا “نسيم الشام” الرد على افتراءاتهم في سلسلة اسمها: »فتبينوا« إلى جانب مقاطع أخرى موجودة في موقع نسيم الشام.

أحمد بن بيتور.. لا يصلح لأنه يعادي الفساد والرداءة؟!


382684_197017857118934_2086885100_n

al khabar
تململ كبير تعرفه بقايا الأوساط السياسية في الجزائر، على ضوء آفاق رئاسيات 2014. كل الناس تجلس بجانب الهاتف، وبعضهم لا يرفع سماعة الهاتف النقال من أذنه.! لعل أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرؤساء يتكرّمون عليه باستدعاء للتشاور.! أصحاب الحق الإلهي هم أيضا احتاروا في الأمر.. لأن المياه السياسية في الجزائر راكدة و”فايحة” مثـل مياه وادي الحراش في شهر أوت؟! وهو ما صعّب من مهمتهم في اصطياد رئيس.! بعضهم يرى في أحمد بن بيتور شاة شاردة عن القطيع السياسي ويمكن اصطيادها بسهولة.. لأنه خرج مبكرا وكشف أوراقه، وأن أصحاب الحق الإلهي لا يساعدهم من يسبح وحده في المياه القذرة السياسية، وهذا في حد ذاته خطر عليه.! لكن الخطورة على سي أحمد ليس خروجه المبكر.. وليس استقلاليته الظاهرة والمستترة عن صناع الرؤساء، بل الخطورة الحقيقية عليه تكمن في أنه يريد الوصول إلى الرئاسة بشعبية انتخابية وليس بتزكية من لجان المساندة العسكرية باللباس المدني كما جرت العادة في صناعة الرؤساء؟! والخطورة الثـانية عليه تكمن أيضا في أن الرجل لديه برنامجا اقتصاديا وسياسيا جديا يقلب الأمور رأسا على عقب وينهى سلميا مرحلة سياسية دامت 50 سنة ويبشّر بميلاد مرحلة جديدة تحتاجها البلاد فعلا في الظرف الراهن لتجاوز ما هي فيه من مشاكل سياسية واقتصادية، فهل سيحدث لأحمد بن بيتور ما حدث لصنوه مولود حمروش حين بشّر بتغيير جدي في التسعينيات، لو قُدّر له وتم لكانت الجزائر تجاوزت المحنة الدموية التي مرت بها، ولكانت الجزائر قد عاشت التحوّل المطلوب على الطريقة التي عرفتها أوروبا الشرقية؟ فهل يفعل أصحاب الحق الإلهي بسي أحمد ما فعلوا بحمروش قبله..؟! نعم إنسان الحق الإلهي هو الإنسان، لكن الزمان غير الزمان.! فهل يقال لسي أحمد: أنت لا تصلح لأنك غير فاسد؟! الخطرالثـالث على بن بيتور هو النظافة.. فالرجل نظيف، والجزائر دأبت على أن تسيّر الناس بالملفات القذرة.. فمَن ملفه الأسود لا يحمله “داب مصري” لا يمكن أن يطمع في أن يحكم الجزائر.! فالرجل الذي سيّر المالية وسيّر الحكومة وسيّر جانبا من صندوق النقد الدولي، ولم يلوث، لا يصلح للمسؤولية في الجزائر التي تعتمد الفساد كأساس لتولي المسؤوليات.! منطقيا لا يمكن أن نتصوّر نظيفا يرأس عصابة؟! اللهمّ إلا إذا تابت العصابة أو تحوّل النظيف إلى واحد منها؟! الخطر الرابع على بن بيتور يكمن في كفاءته وشبابه النسبي.. بل وحتى انتمائه إلى منطقة هي قلب الجزائر، تقف على نفس المسافة من أنحاء الوطن الأخرى.! فالرجل لا يعادي أحدا وليس له حسابات مع أحد ومشاكله فقط هي كرهه للرداءة والفساد والعجز وسوء تسيير البلاد، وهذه عداوات مهمة إذا عرفنا أن نظامنا السياسي بُني على هذه الصفات.! بن بيتور فعلا يكتسح الآن الشارع ببرنامجه.. والأكيد أن الشعبية والنظافة والكفاءة والبرامج هي عوائق في جزائر اليوم وليست امتيازات. وسي أحمد يفتقر إلى صفات يرأس بها عصابة سياسية وليس دولة؟! فهل الحكم يمكن أن يسمح بوصول شخص للحكم بدعم من الشعب والكفاءة والنظافة؟! لا أعتقد ذلك.. رغم أن البلاد الآن أصبحت في حاجة لأن تسير في هذا الطريق أو تواجه الانفجار العظيم.! ربما تفهم العصابة أن البلاد أصبحت في حاجة إلى رجل في كفاءة وأخلاق ونظافة ووداعة بن بيتور لإعادة بناء ما خُرب.. ربما.. لا ندري.

bouakba2009@yahoo.fr
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بن بيتور يعلن أن السلطة في حالة شغور منذ شهر

”من الأفضل تنظيم الرئاسيات المسبقة في نوفمبر”

ph_3_Benbitour___KH_524186207

صرّح المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، أحمد بن بيتور، بأنه من الأفضل أن تنظم انتخابات رئاسية مسبقة في نوفمبر المقبل لو كان ذلك هو توجه النظام حاليا. وقال إن السلطة “في حالة شغور منذ شهر ولم يعد ممكنا أن يستمر هذا الوضع”.
أوضح بن بيتور، أمس، لدى نزوله ضيفا على راديو الموقع الإلكتروني، “ماغراب إيمارجان” الذي يهتم بالأحداث الاقتصادية بدول المغرب العربي، أنه يفضّل أن تجري الانتخابات الرئاسية المقبلة في موعدها المحدد، أي في أفريل 2014. وجاء هذا التصريح في سياق جدل حول مدى قدرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستمرار في الحكم، واحتمال إعلان شغور منصب الرئيس بسبب المانع الصحي. وتحاشى بن بيتور الخوض في مرض الرئيس، وقال إنه لا يملك معلومات عن تطورات ملفه الصحي وأن ما يهمه في الوقت الحالي هو تحضير نفسه للانتخابات الرئاسية.
ورد بن بيتور على أسئلة تتعلق ببرنامجه الذي يعتزم عرضه على الناخبين، والذي شرح تفاصيله في لقاءات ميدانية مع سكان عدة ولايات. وقال إنه يتضمن بعدين أساسيين: أحدهما يتناول تصرف المسؤولين في الدولة، والثاني يتعلق بتصرف المؤسسات والهيئات، مشيرا إلى أن “المطلوب تحرير المبادرة بالمؤسسات”، وضرب مثالا بشركة سوناطراك “التي يمنعونها من أن تشتغل بطريقة صحيحة”، في إشارة إلى فضائح الفساد الكبيرة التي أضرّت بسمعة الشركة المملوكة للدولة.
ويقوم برنامج رئيس الحكومة الأسبق على “بناء نظام جديد لتسيير الشؤون العامة”. ويتضمن إعادة هيكلة القضاء والسهر على تنفيذ أحكامه وقراراته وحماية القاضي من التدخل في عمله. كما يتضمن البرنامج، حسب بن بيتور، عصرنة الجيش. ويكون ذلك بـ«تحضير جيشنا لعمليات من نوع جديد، والفكرة هي أن يقوم على عقيدة ترتكز على الدفاع والأمن والدبلوماسية والاقتصاد”. ويعتبر بن بيتور هذه الأبعاد الأربعة المهام الأساسية للجيش. أما في مؤسسة الرئاسة، فيقترح استحداث أربع محافظات سامية. كما يقترح في برنامجه إنشاء 15 قطبا اقتصاديا في البلاد، كل قطب يتمتع باستقلالية القرار والمبادرة. ويهدف هذا المشروع، حسب صاحبه، إلى تشجيع الاستثمار المنتج.
وتعهد بن بيتور بـ”العمل في الميدان من أجل تجنيد المواطنين حول قوة جديدة تدفع نحو التغيير، فبرنامجنا يقوم على بناء حركة سياسية جديدة تدافع عن التغيير”. وقال إن الزيارات الميدانية التي قام بها إلى الولايات “سمحت لي بالتأكد من وجود تعاطف مع خطاب التغيير الذي أردده”.
وبخصوص اتهامه من طرف زعيمة حزب العمال، بـ”إشعال الفتنة” في الجنوب، قال بين بيتور: “من أهداف التغيير هو إعادة النظر في أشياء كثيرة، من بينها هؤلاء البرلمانيين الذين يستغلون الحصانة لتوزيع التهم مجانا. ولكن لا يهمني ما يقول فلان أو علان، ما يهمني هو التحضير لموعد 2014”. وحذر بن بيتور من فقدان القدرة على إنجاز أي إصلاح في المستقبل، في حال انخفضت صادرات النفط التي ستؤدي إلى انخفاض الجباية النفطية. ولو انخفض سعر البرميل إلى 70 دولارا (104 دولار أمس)، ستعجز الحكومة عن تمويل شراء التجهيزات، حسب رئيس الحكومة الأسبق، الذي أضاف: “الجزائر تستورد العتاد والعمال وكل شيء، ومسؤولوها يبذرون أموالا طائلة في الإنفاق على المشاريع زيادة على تفشي الرشوة”.

طرق نهب الإقتصاد الجزائري


أحسن بوشة229654_461682290576779_1423910244_n

*كيف تقسم الغنائم التي تنهب من الإقتصاد الجزائري؟

منذ أن زادت أسعار البترول والغاز وتدفقت الملايير على الخزينة العامة تزايدت غزوات النهب والسطو على الخزينة,والنتيجة غنائم وكنوز علي بابا كبيرة ولا بد من طرق لتقاسمها بين طبقات المجتمع حسب النفود و الولاء.
أما طرق تقاسم الغنائم الحرام فيمكن إيجازها كما يلي
الريع والغنائم توزع من القاعدة إلى القمة, ينال كل مستفيد حصته حسب مركزه الطبقي,فالإدارة والأميار والمقاولون الصغار والتجار الصغار ينالون غنائمهم على شكل رشوة, أو غش في مشروع, أو قطعة عقار, أو تهرب ضريبي,أو تبذير وهدر لميزانية البلدية,وهي كلها أموال حرام توزع بطرق غير شرعية ويستفيد منها المحتالون ويحرم منها المستحقون والمتعففون أو من لم يستطع إليها سبيلا.
وهنا أشير إلى أمر يثير الخلاف في أوساط الشعب وهو القروض الكبيرة أو الصغيرة التي تستنزف الخزينة وقروض الشباب البطال أو لونساج ,هل هي سياسة حكيمة تهدف إلى القضاء على البطالة وتنشيط الإقتصاد,أم هي مجرد طريقة لتقاسم الريع وشراء سكوت الشباب عن مشاكل أكبر وعن المطالبة في الحق المشروع في حياة أفضل؟ هل ستخلق أموال لونساج ثروة ووظائف شغل؟
لا أعتقد ذلك,هي مجرد سرقة لثروة الأجيال وهدرا للمال العام,فالحكومة والبقارة سرقوا ونهبوا ويريدون توريط الشعب معهم.قروض لونساج لا تحمل تجريم وعقاب من يعجز عن ردها,قروض لونساج لاتعطى لمن يستحقها ولمن تتوفر فيه عوامل النجاح في إستثمارها, ولهذا فأغلبها ستصبح إستهلاكية وتصبح هباء منثورا.
لماذا لا تخصص الأموال للمتخرجين من الجامعة لفتح شركات ومشاريع مدروسة بدقة تشرف عليها وكالة خبرة إستثمارية للتخطيط والمراقبة ,على مستوى كل بلدية, ويستفيد منها باقي الشباب عبر التشغيل؟

وبعد هاته الفئة تأتي فئة أولي اليد الأطول والكتف الأعرض,مقاول ولائي ينجز مشروع ماء أو طريق مغشوش, والي يتحصل على عقارات بأسعار رمزية, مدير جهوي أو وطني يغش ويتحصل على رشاوي مقابل خدمات وتسهيلات غير قانونية,أمين عام يتلاعب بأملاك الدولة,تاجر جملة مستورد متوسط يمارس كل أنواع الغش والمضاربة والتهرب الضريبي…المختلسون من هاته الفئة يستحوذون على أموال طائلة أغلبها تأتي عن طريق التحايل على القانون والتواطوء فيما بين بعضهم,وكمثال مدير خدمات جامعية يغش في منح صفقة تموين المطاعم الجامعية ويمنحها لتاجر جملة بالتراضي,قد يجزأها إلى صفقات أصغر ليستطيع منحها بالتراضي لعدد من التجار دون المرور بقانون الصفقات العمومية,والنتيجة أن التاجر يتحصل على سوق لمنتوجه الرديء, والمدير يتحصل على حصته من الغنيمة يدفعها التاجر كرشوة,والطالب يأكل طعاما يحمل سما ومرضا,أليس هذا مال حرام؟.

وفي أعلى الهرم يوجد عتاة النهب والسرقة,بعض الوزراء وبعض الجنرالات وبعض المقاولون الكبار والمستوردون الكبار,هؤلاء هم فرسان بني نهب المستحوذون على الجزء الكبير من الغنائم بسبب مراكزهم أو بسبب مهارتهم في التحايل فتسلقوا سلم الثروة بسرعة صاروخية وبأقل مشقة ….وكمثال على ذلك أذكر وزراء إستغلوا مناصبهم وتحصلوا على عقارات وقروض خيالية,جنرالات متقاعدون أصبحوا رجال أعمال إستولوا على أراضي في المتيجة وغيرها او إحتكروا إستيراد بعض المواد الهامة نوعية رديئة مستوردة بتهرب جمركي ضريبي لتعظيم الربح, وهؤلاء هم من قتل المنتوج الوطني.
ثم أن هناك وزراء وإطارات سامية منحت صفقات مشاريع كبرى لشركات دولية مشكوك في نزاهتها وكفاءتها مقابل رشاوي أو غنائم وينتهي الأمر بتحصل الوطن على عتاد فاسد أو مشروع رديء يلتهم الملايير من ثروة الأجيال,أليست هاته خيانة للوطن تستحق أخذ سيادة الوزير أو حضرات الجنرال أو المستورد إلى ميدان الخروبة ورميه بالرصاص…أو إلقائه في عين أمقل لسبعين خريفا؟!!

*مؤسسات وقوانين بني نهب!

طبعا لضمان إستمرار النهب لابد من توفر المناخ الملائم لذلك,ضرورة وجود سلطة واحدة تهيمن على كل السلطات,سلطة خفية نصبت السلطة التنفيذية كواجهة,من رئيس وحكومة وولاة,وهؤلاء مُكِّنوا من مصادرة سلطات القضاء والبرلمان,نصبوا إعلاما وأحزابا وأغلب النقابات بطريقة شكلية,جيشوا الألاف من الشباب لتسليطهم على كل محتج ومثير للشغب,غازلوا الدول الغربية وجعلوا من الجزائر بقرة حلوب تحت تصرف الشركات والبنوك الدولية,قتلوا الجامعة والبحث العلمي لتكوين نخب مزيفة جبانة ومعتلفة ,وقاموا بقمع أو تشريد كل مثقف أو ناشط سولت له نفسه كشف عورة السيسثام,وخلقوا بعبع إسمه القاعدة لنشر الرعب وإدامة حالة الطواريء الغير معلنة لكنها موجودة إلى اليوم.وأستعملوا في سبيل تحقيق ذلك تغيير المناهج الدراسية ,وتمييع دور المسجد, وتسهيل نشاط وسائل الإعلام الخبيثة…..وأخطر شيء فعلوه هو تمييع وتجييح وتجويع الشعب ليسهل حكمه وإستغلاله وسلبه وتقاسم ثروته وجعلها كغنيمة سهلة ودائمة.
وهي كذلك سلطة تتشكل ممن يعتقدون أنهم سوبرمان الجزائر,هم فقط يعرفون المصلحة العليا للوطن والشعب ونخبه لا يعرفون,وهم يتمسكون بثلاثة خيوط هامة هي القوة الأمنية وقوة المال وقوة الولاء لفرنسا والغرب وخدمة مصالحهم الثقافية والإقتصادية,هم من يزكون الرئيس والقاضي والنائب والوالي وحتى رئيس لجنة علمية في جامعة!
أعتقد أن السلطة الفعلية في المستقبل ستتركز في يد قلة من البقارة, والذين سيستحوذون على 90% من الثروة الوطنية, وهم سيقلصون من نفوذ العسكر وجماعة أي شرعية تاريخية.

هاته السلطة الخفية رأت أنه لتعظيم الربح لا بد للبنوك ووزارة المالية أن تكون ضعيفة مجردة من أي سياسة نقدية أو مالية فعالة,المعاملة بالشكارة مكان الصكوك وبطاقات الدفع لتسهيل التهرب الضريبي,أسواق العملة يجب أن تكون غير رسمية لتسهيل تحويل غنائم الدينار إلى حزم اليورو والدولار ليسهل تهريبها إلى الخارج,الإعلام الآلي يجب أن يبقى بعيدا عن المعاملات والإدارات ويجب مواصلة التعامل بالورق ليسهل حرقه وطمس الحقائق متى دعت الحاجة إلى ذلك…ونعم أقصى عقوبة للمفسدين لا يجب أن تتجاوز عشرة سنوات قد تقطع إلى نصفها بعفو رئاسي يخرج بعدها اللص سالما غانما يتمتع بأموال قارون التي كدسها وهربها في الماضي القريب.

في العالم المتحضر يقدسون الإبداع والعمل والتعلم,المبدع يجازى بسخاء,والعالم ينظر إليه بتبجيل وإحترام,والثروة تصنع وتخلق عبر أجيال وعقود من الجهد والعمل الشاق,فلكي تصبح مليارديرا لا بد لك من ربع قرن عمل أو أكثر….في جمهورية بني نهب المبدع ينتحر من أعلى جسر في قسنطينة كما حدث للمرحوم اليامين مرير في يوم العلم,الأستاذ والطبيب يصفع من طرف شرطي زبنطوط(أرعن) فاشل في دراسته,والسي إكس الملياردير تحول من محاسب أو كاتب إداري إلى أغنى شخص في الجزائر بفضل التسهيلات والغش على كل مستويات التعاملات الإقتصادية لإقتصاد البقارة في بلادنا.

*وكلمة أخيرة:ما هو الحل؟

إن أي تغيير للرئيس مع بقاء سلطة بني نهب في مقعد القيادة سوف لن يغير من الأمر كثيرا,فالمؤسسات والأدوات الفاشلة ستبقى تنتج نفس المنتوج الرديء,كما أن تغيير الرئيس والسلطة رئيسة الرئيس بالعنف سينتج عنه فراغ وفوضى ودماء و قد يتمكّن لمشامشية الجدد من القفز إلى كرسي القيادة ويستمر النهب بفرسان وعصابات جديدة.فما الحل إذن؟
لقد أشرت أعلاه بأن الفساد قد عم البر والبحر,المدن والقرى,العامل والوزير….وقد أشرت بأن الشعب تم إفساده وتجييحه وتوريطه في النهب,التغيير يكون على مستوى الأفراد, الجوار, المسجد ,والجامعة والإعلام.
يجب الضغط بالنضال والنشاط والإحتجاجات من أجل إسترجاع حقوق المواطنة المسلوبة,حرية التعبير,حرية الترشح والإنتخاب,تحرير العدالة.
يجب على الجامعة والحي الجامعي التحرر والعودة إلى النضال,كما يجب على الأحزاب الإنخراط في العمل الخيري والجواري لخدمة الشعب ونيل ثقته,ويجب على الصحافي الوطني والأكاديمي الوطني التخلص من جبنه والتضحية من أجل شعبه,ليُضرب وليُقمع وليدخل السجن من أجل التغيير السلمي والحقيقي, لنسأل أنفسنا كم رئيس حزب أو أستاذ سُجن بسبب أرائه؟.
إن المطالبة بقرض أو سكن ممولين من أموال الريع ثم السكوت عن الشمولية وديكتاتورية إنتخاب المير والنائب والرئيس سوف تبقي على الوضع الراهن, وسينهار البيت والقرض والشغل, لو أنهارت أسعار البترول.
حين يتحرك الشارع بهاته الطريقة نستطيع أن نتوقع قدوم الربيع الذي طال إنتظاره.

بوتفليقة يوجد في غيبوبة كاملة قد تصل إلى أسابيع حسب هشام عبود


970590_193799860774067_708782473_n

توقيف طبع جريدتي و مون جورنال لنهار الغد بعد نشرهما لملف مفصل حول صحة بوتفليقة.
UntitledHG

الموضوع الذي لم ترد السلطات ان يصل الى الشعب الجزائري، حيث انها صادرت عدد اليوم لجريدة * جريدتي* :http://www.algeriachannel.net/wp-content/uploads/2013/05/djaridiati_monjournal_272.pdf
945006_192785710875482_218830687_n
حسب هشام عبود ، صاحب الجريدتين ،فإن القرار جاء من وزارة الإتصال نفسها
وجاء في الملف أن بوتفليقة يوجد في غيبوبة كاملة قد تصل إلى أسابيع.
une

منعت السلطات الجزائرية، الأحد، طبع صحيفتين لمالك واحد بسبب مقال يتحدث عن تدهور صحة الرئيس بوتفليقة. وكتب هشام عبود أن “صحة الرئيس بوتفليقة في تدهور، وقد دخل مرحلة غيبوبة قد تدوم أسابيع”، وقال عبود إن “الرئيس بوتفليقة عاد فجر الأربعاء الماضي”.

وقال هشام عبود مدير صحيفة “جريدتي” ونظيرتها بالفرنسية “موجورنال”: إن المطبعة طلبت منه حذف المقال الذي يتناول صحة بوتفليقة إذا أراد أن تُطبع جريدتاه.

وقال عبود لصحيفة “الوطن” الجزائرية، إنه رفض الاقتراح، وأصرّ على طبع الجريدة، لكن وزارة الاتصال نفذت قرارها بالمنع.

وفي اتصال مع “العربية نت”، الأحد، قال هشام عبود مدير صحيفة “جريدتي”: “بالنسبة لي الخبر مؤكّد وهو أن الرئيس بوتفليقة دخل الجزائر الأربعاء الماضي على الساعة الثالثة فجراً وأقول دخل في غيبوبة، وأنا لا أعرف أين يوجد فهناك حالة تعتيم حقيقية”.

وأضاف عبود: “كنتُ خارج البلد وتحديداً كنتُ في فرنسا، وقد عدت إلى الجزائر أمس السبت، وقد حصلت على معلوماتي من مصادر عسكرية فرنسية ومصادر طبية وحتى مصادر من رئاسة الجمهورية الجزائرية، وقمت بمقارنة المعلومات وتأكد لي أن بوتفليقة في غيبوبة وهو موجود داخل الجزائر”.

وحول قرار تعليق صدور الصحيفتين، قال عبود: “هو قرار غبيّ طبعاً؛ لأنه أول منع منذ عام 1999 يطال الصحف، وثانياً كان بإمكان السلطات نشر تكذيب لخبر صحيفتينا وكان بالإمكان متابعتي قضائياً، وليس حجب الصحيفتين من الصدور”.

وأوضح هشام عبود “لقد قمتُ بحذف عدد الصحيفتين من الإنترنت حتى لا أواجه مشاكل مع السلطات وأضطر إلى غلق الصحيفتين وضياع مصدر رزق 160 عاملاً”.

وهذه أول مرة تتعرض صحيفة للحجب بسبب مقال يتناول صحة الرئيس بوتفليقة، رغم مستوى النقد الكبير الذي توجهه صحف كثيرة للحكومة، ورغم انشغال الصحف بصحة بوتفليقة منذ مرضه الأول عام

ويسود غموض كبير في الجزائر حول صحة الرئيس بوتفليقة رغم تطمينات مسؤولين حكوميين ورؤساء أحزاب مقرّبة من السلطة، وكان آخر تصريح صادر عن وزير الخارجية مراد مدلسي قال فيه إن ” الرئيس بخير وسيعود قريباً إلى البلاد”.

لكن مراقبين يشبّهون حالة مرض بوتفليقة بأجواء رحيل الرئيس الأسبق هواري بومدين، الذي نُقل للعلاج خارج الجزائر ولم يعد إلا لينقل إلى مقبرة العالية.

ومعروف في الجزائر أن السلطة الفعلية هي بيد المؤسسة العسكرية التي تسيّر شؤون البلد منذ الاستقلال عام 1992، ولكن كان في أدبيات السياسة الجزائرية مكان مهم لرئيس الجمهورية، وظلت ثنائية “مؤسسة الجيش ومؤسسة الرئاسة” عامل توازن وأحياناً عامل صدام في الجزائر.
z-dz.com

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هل هي حالة طواريء في مضارب قبيلة بني نهب؟!

يبدو أن دخان الفاتيكان الأبيض المبشر بعهدة رابعة سوف لن يتصاعد أبدا من قصر المرادية,زمر الغمس واللحس ووجهاء القبيلة تعيش أياما مربكة حقا وذلك لأن القضاء والقدر يكون قد أفسد عليهم خططهم,فبعدما أمضوا الأيام والليالي يخططون لخمس سنوات أخرى من الغزوات وحروب النهب والسلب على ثروة الوطن أو ما تبقى منها,هاهم يرون كبوة فارسهم أو واجهتهم الشرعية بسبب بيولوجي يصيب كل بني الإنسان….فلا غبار أو غطاء يؤمن لهم لصوصيتهم بعد اليوم,ولابابا سيدي يحتمون ببرنوسه بعد اليوم!
طبعا القبائل الغازية الأخرى سمعت بكبوة الفارس, وبإنتكاسة عشيرته,السكاكين مشحوذة والدهاليز يلفها الظلام كالعادة ,فهي حرب بين الزمر على الخلافة, والطايق على من طاق…قبائل بني نهب خرجت لها طاي طاي….
أما الشعب المسكين فهو آخر من يعلم,الشعب سيبقى ينتظر كالعادة صدقات الوجهاء من قشور الكاوكاو وقفة رمضان رغم أن الثروة ثروته ورثها عن الأباء والأجداد,لا أحد منهم يحترم هذا الشعب ليخبره أول بأول عن مرض الرئيس الحقيقي وتطوراته,هم يكذبون علينا ليلا ونهارا وهم يريدوننا أن نقف في طوابير خارج قصر الشعب وعلى حافة الطرقات المؤدية إلى مربع الشهداء ومن خانوا أمانة الشهداء وقد نرى جثامين من حارب الشهداء تتسلل إلى المربع كذلك,هم يريدون العجائز والشابات أن ينحن ويصرخن بسهتيريا حزن على الرئيس ويقدمون ذلك للعالم دليلا على حب وإخلاص الشعب لديمقراطيتهم ورموزها.
أما آن لهذا الشعب أن يدع العاطفة جانبا ويستفيق مثل الشعوب الأخرى,أم آن الأوان أن نقول لا لمن باعونا في سوق النخاسة وجوعونا وحطموا تعليمنا وصحتنا وأستأثروا هم وعشيرتهم بكل خيرات الوطن؟!
أما آن الأوان أن نحرر الجزائر ثانية ونعيدها إلى سكة 1962 ونبدأ عهدا جديدا مبنيا على الحرية والعدالة للجميع؟إن لم نفعل فسنبقى كالأيتام على مائدة اللئام من بني نهب وغمس ولحس,وسيكتب عنا التاريخ بأننا قوم إستمتعنا بالركون والخنوع في مزابل المذلولين.

كمواطن جزائري أقول تبا لسلطة الإستبداد والفساد
كمواطن جزائري, أول ماسمعت بمرض الرئيس دعوت له بالشفاء, وأردت أن أعرف مدى خطورة مرضه فسمعت الجواب من طبيبه الذي أخبرنا أن المرض هو مجرد وعكة صحية بسيطة أو ما أسماه بنوبة إقفارية…أسرعت إلى البروفيسور جوجل أستشيره فأخبرني بأن النوبة الإقفارية العابرة (بالإنجليزية: Transient ischemic attack) هي نقص حاد في التروية لجزء من الدماغ ينجم عنه أعراض تماثل فقدان وظيفة هذا الجزء من الدماغ، كالفالجة (شلل نصفي) أو فقدان نصفي للإحساس، أو فقدان المقدرة على الكلام أو التعبير… الخ؛ لفترة زمنية قصيرة أقصاها 24 ساعة، لتعود تلك الأعراض وتختفي بشكل كامل (لذلك سمي الإقفار بالعابر). استمرار الأعراض لمدة أطول من 24 ساعة يعني إصابة المريض بالسكتة الدماغية.بما أن النوبة الإقفارية العابرة تمثل “إنذاراً” بسكتة دماغية وشيكة، فإن العلاج يهدف لتقليل فُرَص حدوث السكتة الدماغية….
وهنا بدأ يصيبني مس من الوسواس الخناس,هل أصيب الرئيس بنوبة عشرة دقائق, أم 24ساعة,أم أصيب بسكتة دماغية سببت له شلل في أجزاء من جسمه أو في نصف جسده؟
وإذا كانت النوبة عابرة فلماذا ينقل إلى باريس ويعرض الوطن إلى إهانة فرنسية أخرى؟
وزادت من مس الوسوسة التي أصابتني تصريحات شياطين الإنس ممن يعتبرون أنفسهم شخصيات معتبرة, تشارك يوميا في إدلال أربعين مليون جزائري.
هذا يقول أن الرئيس غادر المستشفى وهو في فترة نقاهة,وآخر يقول أن الرئيس يكلمني يوميا وهو بخير,وأحدهم يسمى بعرة قال أن الرئيس سيكون بيننا قريبا وهو في صحة جيدة! ثم يأتي غولا وخادما لا علاقة لهم بأي شرعية شعبية فيوهموننا بأنهم يعرفون أن الرئيس بخير وهم في خدمته لعهدة رابعة,ثم تطل علينا عجوزا من الغابرين فتوبخ من تجرأ وطالب بتفعيل المادة 88 من دستور بني نهب والتي تطبق سنة العزل والحجر على طريقة بورقيبة.
هنا قمت فغسلت وتوضأت, ولعنت الوسواس الخناس, وقلت أعود بالله من الكذب والكذابين, ومن الشيتة والشياتين,فهؤلاء المراوغون يعرفون حالة الرئيس ولا يريدون قول الحقيقة للشعب,وهذا الرئيس ,الغير الشرعي مثل باقي رؤساء بلادي منذ الإستقلال, لو كان حقا له محبة وإحتراما لشعبه, وكانت حالته الصحية بخير, لأستدعى التلفزيون ولسلم علينا وطمأننا أو على الأقل يبتسم وهو لابس بيجامته, كما فعل مبارك من قبل مع المصريين من ألمانيا.
من الراجح أنه في حالة خطيرة ولا يريدون كشف دسائسهم الخبيثة في إنتظار إكمال طبختهم لمواصلة حكم القطيع.
هل من الإحترام لشعب أن يغيب رئيسه لقرابة شهر وهو لا يعرف شيئا عن صحته,بينما فرنسا ومخابراتها وأطباءها يعلمون كل شيء ,وتسمون هذا إستقلالا؟
نحن كشعب نعلم منذ عهد سيدنا نوح أن سلطتنا لاتحترمنا, ونقول لها هنيئا فالشعور متبادل منذ جويلية 1962 حين إنقلبتم على الحكومة المدنية الشرعية وعلى قادة الولايات…
إننا نكاد نشم رائحة عفنة تتصاعد من الدهاليز ومن مطابخ بني نهب,هم يتآمرون على الشعب في كتابة ما يسمى بالدستور, وفي التخطيط لمن سيكون فارسهم وحامي حماهم القادم, طبعا فرنسا هي شريكتهم وأمريكا كذلك,فسوف لن يحكم في بلادي من باركه الشعب,بل الذي يحكم هو من باركته فرنسا وبياذقها من أعيان بني نهب,علي بابا واللصوص الناهبون…وودعوا يا جزائريون رئيسكم من الأن.
أحسن بوشة

الصحفي سعد بوعقبة يتيه بين واد الناموس وإمارة البرغوث!


أحسن بوشة

untitled

burj_khalifa_aka_burj_dubai-wide-1024x640
جريدة الخبر هي ثاني جريدة مقروءة بعد جريدة الشروق في الجزائر وبالتالي فهي أداة جيدة وفعالة للتأثير في الرأي العام,تأثير إيجابي إذا أحسن توجيه المادة المنشورة,وتأثير سلبي إذا أسيء توجيهها.
هاته المادة قد تكون صورة أو كاريكاتير,مقابلة أو تحقيق,مقالة أو تسريب…فالمتتبع لجريدة الخبر يستطيع أن يلاحظ بأنها قد تكون أحيانا موجهة بذكاء يكون بعيد كل البعد عن العفوية, وأحيانا نرى ونشم فيها الخبث البعيد عن المصداقية,كالتسريبات من رئاسة الجمهورية حول العهدة الرابعة مثلا.
الخبر لها بعض الكتاب الجيدين والنزهاء,كتاب الرأي والتحليل,لكن بعضهم يسقط في مصيدة الإنتهازية أو في كتابة أعمدة لسد الفراغ ولإستغباء القراء,أعمدة رأي لكن المتمعن فيها يلاحظ أنها كتبت على عجل لسد الفراغ أو كتبت لخدمة جهة معينة,قد يغفر القاريء للكاتب هكذا سقطات, فالكاتب إنسان وله همومه وظروفه الخاصة والتي لا يعلمها إلا هو,غير أن الشيء الذي لا يغفره القاريء هو محاولة الكاتب التلاعب بالقراء خدمة لجهة معينة,أو يتناقض مع مواقف وكتابات سابقة حول نفس الموضوع دون تقديم تفسير لذلك,أو حتى تلاعب ناتج عن سهو وكسل من طرف كاتب العمود.
الأستاذ سعد بوعقبة صحفي وكاتب رأي مخضرم, وله شعبية تنعكس في عدد وحجم القراءات والردود لعموده اليومي ”نقطة نظام”, وهو يلعب دورا جيدا في تنوير القراء وإطلاعهم على خفايا ودهاليز الحكم يعرفها بحكم تجربته وإحتكاكه بكثير من المسؤولين من أيام بومدين إلى اليوم,لكن سقطات الأستاذ بوعقبة موجودة ومعروفة كذلك كغيره من أغلب كتاب الأعمدة في الصحف الأخرى,فهو يكتب أحياناأعمدة باهتة عبارة عن ”كور وأعطي للأعور” ويبدو أنه لم يبدل أي مجهودا يذكر في كتابتها,وهو يكتب ,إلى حد الإدمان, أعمدة تهاجم إتجاه أو تيار أو نظام أو شخص معين, كما فعل ويفعل مع مصر والقرضاوي وطليقة القرضاوي والمشيخة المضيفة للقرضاوي, كما يكتب أعمدة تدافع عن شخص كمحاكمة نزار,أو عن نظام أو دولة إلى حد الشك بنواياه الحقيقية من وراء كتابة ذلك.

في العددين الأخيرين من الخبر خصص السيد بوعقبة عموده للكلام عن مدينة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة والإنبهار الكبير بمنجزاتها!
في العمود الأول بدا السيد بوعقبة مبهورا بإنتشار الشرائح الإلكترونية والبرغوث الإلكتروني ومكيفات شوارع دبي على عكس جحيم واد الناموس عندنا في الجزائر,كما بدا معجبا بالأمن المستتب هناك…وهذا من مظاهر التقدم والحضارة.طبعا هاته أمور مثيرة للإعجاب, لكن السؤال هل هاته الشرائح والبراغيث والحكومة الإلكترونية تعبر حقا عن حضارة وتقدم حقيقي من إبداع إنسان دبي؟ لا داعي للجواب على سؤال غبي.
وفي العمود الثاني عاد الصحفي الأستاذ بوعقبة لسرد تجربته في حاضرة العرب, وأظهر إفتتانه بإنتشار الإنترنت وتويتر و بالملتقيات العلمية والفكرية والثقافية التي تعقد في دبي وبدا وكأنه يتحسر على غيابها عندنا.لكن الشيء الملاحظ في العمودين أن الكاتب تجنب الكلام عن أي سلبيات في مجتمع دبي, ماعدا الضياع اللغوي؟!
وفي اليوم الثالث واصل الأستاذ بوعقبة قصة عشقه وهيامه بمدينة الأحلام دبي,وهنا دخل الأستاذ إلى عالم الحلال والحرام في دبي وفي الجزائر فتكلم عن إمارة إسلامية تبحث عن الرزق الحلال والمال الحلال والغذاء الحلال بينما بنوكنا هنا تتعامل بالربا وبالحرام…دعني أعقب هنا ياأستاذ إن دبي غارقة في الحرام إلى أذنيها,أسأل عن منطقة المارينا أين يتمركز صديقنا بجاوي وقربها عشرات المهربين العرب للعملة من بلدانهم الأصلية, وغير بعيد خارج دبي يوجد ميناء جبل علي مركز العبور للسموم الصينية وغيرها,زيادة على ذلك ألم تسمع مؤخرا بشركة غودلفينGodolphin لخيول السباق والتي يملكها الشيك محمد حاكم دبي وكيف أن هاته الشركة معاقبة في بريطانيا لأنها تزور وتعطي المنشطات الممنوعة للخيول؟,كما أن ما يسمى بالبنوك الإسلامية تعوض إلغاء الفوائد الرباوية برفع الأسعار لمنتوجاتها,يعني نحي من الطول وزيد للعرض…..

الشيء الذي نعرفه ,يا أستاذ هو أن دبي هي وكر الفساد وتهريب الأموال ومركز عبور النفايات الصينية إلى البلدان الأخرى,دبي هي ملجأ علي بابوات العرب من لبنان وسوريا إلى مصر وتونس والجزائر,كل الذين يمارسون إكتساب الرزق الوفير بدون أخلاق فدبي ملجأهم إن ضاقت وتقطعت بهم السبل .دبي يا أستاذ لها قنوات مجون, وشواطيء فجور, وفنادق فسق كبير,دبي تقمع كل من أراد أن يعبر عن رأيه وينبح مثلما نفعل في الجزائر,دبي تعامل العمالة الأسيوية كالعبيد,دبي تفتح الباب لأمثال بجاوي والطرابلسي والعز وكبار لصوص العملة في بورسعيد,دبي يلجأ إليها متهربي الجمارك والضرائب ويمولون مشاريع الإستيراد المزورة من هناك.
ما أشرت إليه من شرائح وبرغوث ومكيفات وملتقيات هي أمور ثانوية تمول من ريع النفط فلو ذهب النفط ذهبت معه,هل هناك جامعات عالمية وبحث علمي ومصانع تنتج الثروة خارج النفط؟
وحتى شركات الإمارات والخليج هي شركات خدمات وعقار ولا تجد لها أستثمارات ,في الداخل والخارج ,أكثر من الأبراج والعمارات وتسيير الموانيء.
أنت وحدة حزام كتبتما أن قطر دولة شباب ونفختما في قدراتها وكفاءات حكامها الشباب الذين جلبوا لها شرف تنظيم دورة كأس العالم! فهل كنتما تجهلان سمسرة قطر في الخفاء حتى مع الشيطان لإشباع فنطازية حكامها؟ وقد تبين لكم ذلك لاحقا في ”معمعة” الربيع العربي ودور حكام قطر الشباب في إراقة الدماء,وفي تحقيقات الفيفا حول ظروف قبول ترشح قطر لإستضافة كأس العالم,رغم أن الفيفا كانت على علم بشيكات قطر..
ونفس الشيء كذلك بالنسبة لحكام الإمارات,فهم كلهم جاؤوا من نفس الناموس,مشايخ تعوم فوق حقول الغاز وأبار البترول,نصبها الغرب ويحميها ‘لتأكل وتوكّل’ لا غير.والآن بعد أن شبعت وتضخمت أجسامها بدأت تعيث في الأرض فسادا,وهذا ما تفعله الآن وسائل إعلامها, ودبلوماسية البترودولار في الجامعة العربية وفي سوريا وفي فلسطين.

أنا لا عرف نوايا بوعقبة من وراء كتابة ثلاثة أعمدة متتالية عن دبي في وقت نعاني من مشاكل عويصة في أرض الوطن يجب الكتابة عنها,هل هو توجيه للأنظار بعيدا عن الجزائر؟ أم هي دعوة أو مكرمة على الأستاذ من حكومة دبي؟ أم مجرد ملل أصاب الأستاذ وملء للفراغ في عمود نقطة نظام لابد منه.ما أعرفه أن الأستاذ له رأي سابق معروف حول طيور البطريق ونمط حكمهم الذي لا يلتقي مع أي حضارة حقيقية خارج حضارة الإستهلاك والتبعية,وهو أكيد ليس له أي شعور ودي إتجاه قطر ودبي وأخواتهما,ربما يتفهم القاريء إعجاب الأستاذ بعقبة بحضارة دبي, وهو المدعو لإلقاء مداخلة على هامش توزيع جائزة الصحافة العربية والتي فاز بها زميله عثمان لحباني من جريدة الخبر,فأراد أن يرد كرم ضيافة الخمسة نجوم! ماننتظره من الأستاذ هو الموضوعية والتحليل قبل الكتابة والتطبيل.وببراءة نستطيع أن نتسآل هل كان صحفي الخبر سيفوز بجائزة دبي للصحافة العربية لو أن ربورتاجه كان يدور حول لصوص العرب من الأثرياء والذين وجدوا في دبي جنة آمنة لتهريب الأموال ولتخريب إقتصادات دول شقيقة أخرى كمصر والجزائر؟

فقط أذكرك ياسيد بوعقبة أن أموال البذخ الخليجي كان من الأحسن لوسخرت لإنجاح البحث العلمي في الدول العربية,ومن الأرشد لو سخرت لبناء مصانع نسيج ومواد غذائية في اليمن والسودان وبنجلاديش ومصر وإفريقيا.
وأن كاميرات المراقبة وشرطة دبي السرية وقائدها الهمام كان من الأشطر والأكثر أمنا لو أنهم إكتشفوا عملاء الموساد قبل قتل القائد محمود المبحوح وليس تجميع فيديوهات الفندق بعد قتله.
أما حكاية الخلط اللغوي واللغة الهجينة للخليجيين,فالحكاية أخطر من ذلك,فما يتكون في الخليج العربي الأن هو جيل هجين شكله تغلبي وتميمي وبكري ,وفكره فليبيني بنغالي أمريكي يتربى على يد الخادمات الأسيويات وثقافة البيرغر والبيتزا هات,يكدس القناطير من الكتل اللحمية والشحمية ويغرق في تويتر والفيسبوك لقتل الوقت.أثرياء الدوحة ودبي والرياض والكويت يجب أن يشعروا بالخجل من بيل غيت ووارن بافيت وغيرهما من مليارديرات أمريكا الذين تبرعوا بأغلب ثرواتهم للفقراء وللصحة والتربية,وليس للتسابق في بناء أطول الأبراج والجزر العائمة. كما أن الشيخ محمد حاكم دبي كان من الفخر أن يباهي بعدد البحوث العلمية أو المنتوجات الإماراتية, عوض التفاخر بالخيول والقنوات الماجنة والأبراج وفرق كرة القدم.

الخلاصة دبي مدينة خيالية صنعت بثروة كاذبة, ثروة لم تخلقها سواعد وعقول أبناء دبي بل بفضل أموال النفط ,كما أنها بنيت من طرف الأجانب بطريقة ركبني وخذ اكراك.لقد لخص الأمر كله أحد قراء الخبر حين رد على السيد بوعقبة قائلا:- (غريب وعجيب، أمر هذا الإنسان الإماراتي، الذي دَوّخَ الأستاذ سعد، واستطاع أن ينجز هذا الإزدهار وهذه الرفاهية !
– كل العالم يعرف؛ أن دول الخليج .. تستورد كل شيء حتى الخبز الأبيض (الإفرنجي).
– السوق العالمية؛ فيها عقول.. ودبي قادرة على اقتنائها، وكذا الاستثمار في كل شيء.
– حضارة البترودولار .. ما أن ينفد البترول حتى تنهار …
– المعرفة وحدها .. تؤدي إلى الازدهار القار .؟
– وهل دبي تنتج المعرفة ؟؟؟ )
بقي لي أن أطرح سؤال على الصحفي المحترم وهو عهدناك متحفظا من طيور البطريق,بل لك حساسية شديدة منها,فما الذي نفخ في قلمك هاته المحبة والشغف ببراغيثهم الإلكترونية وبنوكهم الإسلامية الأن؟

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/336271.html

أفكار مجنونة

الجمعة 17 ماي 2013 يكتبها: سعد بوعقبة
من أجمل ما تفكّر فيه إمارة دبي هو كيف تجعل من نفسها عاصمة للمال الحلال، عبر البحث عن صيغة تحوّلها إلى قاطرة في العالم الحديث لما يسمى الاقتصاد الإسلامي، بعد أن بدأ الغرب يهتم بقضية الاقتصاد الإسلامي الذي يحارب الربا، الذي هو أساس الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية.
في الجزائر، قرر الوزير الأول ، عند زيارته للأغواط، إلغاء الفائدة بالكامل على كل القروض التي تقدّمها البنوك للشباب. وأثار هذا القرار ضجة في الأوساط الاقتصادية، والبنكية على الخصوص، لأن النظام البنكي الجزائري، مثل غيره في الغرب، مبني على الربا، فلا بنوك دون ربا؟
الناس في دبي لا يفكرون فقط في موضوع البنوك غير الربوية في الاقتصاد الإسلامي، بل يفكرون أيضا في حكاية اللحم الحلال والمأكولات والسلع الحلال، وقالوا: ”إن تجارة اللحم الحلال في أوروبا تصل أرقامها إلى ما يزيد عن7 مليارات دولار أمريكي”. وقد طرح القائمون على منتدى الإعلام العربي في دبي على المشاركين سؤالا مفاده: كيف يمكن لدبي أن تساهم في هذه التجارة الجديدة وتأخذ حقها منها؟
وكانت إجابة الإعلاميين مختلفة وحالمة، ومفيدة في العديد من جوانبها، لكن بعضها كان طريفا. فقد اقترح أحدهم على السائلين أن تقوم دبي بإنشاء شركة اللحم الحلال وتتولى تسويق هذه المادة، عبر العالم الإسلامي وأوروبا.. وأن تقوم بتوظيف الذباحين من جميع أبناء العالم الإسلامي؟ وأن تعطي الشركة الأولوية في التوظيف لعناصر القاعدة.
وهكذا تستفيد الشركة من خبرة ذباحي القاعدة، وفي الوقت نفسه تحل مشكلا عويصا لهؤلاء المواطنين من العالم الإسلامي، الذين لا يعرفون سوى هذه المهنة. فعوض أن يتقربوا إلى اللّه بذبح البشر يتقربوا إليه بذبح الأبقار والأغنام، ويأخذوا أجرهم مرتين مرة في الدنيا من الشركة، ومرة أخرى في الآخرة عند لقاء ربهم.
إنها فعلا الأفكار المجنونة في مدينة تنمو وتتطور بجنون أيضا، مدينة لا تعرف الخمول ولا تعرف النوم، ولا تعترف بالمستحيل، مدينة حكامها عندهم قرون الاستشعار عن بعد للدولار فيصطادونه بكفاءة.

عدد القراءات : 2414 | عدد قراءات اليوم : 1929

أنشر على

1 –

2013-05-16م على 23:55

هاته الايام جائتك الكوابيس علىموزة ورفاهيتها. الي عندوكل هذا من حقه ان يتفرعن على الغلابى و اليتامى

2 – العميل

لم اعد اعرف

2013-05-16م على 23:39

ياعمي سعد الله يهديك كل المشاكل التي هي غارقين فيها و انت تتحدت عن امارة دبي نحن لا نقارن مع اي جنس موجودعلى وجه الارض نحن يالاسف نكرة شعب لاينتج و اذا انتج سيكون الفسادبالطبع.
واظن انك بدات ( تخرف) و لذلك دعني ارشدك الى موضوع لكي تتناولهفهو يخص اثمن شريحة في المجتمع الا و هو الشباب الجامعي ( الذكور) و محنتهم مع (الخدمة الوطنية)والله ياعمي سعد ان كانت لك الجراة ان تاخد باقتراحي هذا قد تكون قدمت لنا معروفا كبيرا . فهم لم يكفيهم سرقت اموال الشعب بل يسرقون وقت كبير للشباب اصخاب المستقبل
فتراهم يتحولون من طلاب متنورين الى عصاة هاربين. فارجو منك ان لا تبخل علينا

3 – عبدالله السعيد

الجزائر

2013-05-16م على 23:34

نحن عندنا اصحاب الكروش الذين بالكاد يستطيعون التحرك..
و المعروف ان المتخوم المصاب بالتخمة يتكلس و يتشحم مخه و تصير افكاره خنفشارية
هنيئا لنا

4 – ali

alger

2013-05-17م على 0:28

في دبي فيها حاكم واحد فقط اما في الجزائر فلا نعرف من يحكم واجهة متغيرة وخفاء قار

5 – hadouche

oran

2013-05-17م على 0:52

derrière les arabes de Dubai c’est les Anglais avec leur savoir faire, tous les postes stratégiques sont gérés par les anglo-saxons.A mon avis c’est un pays artificiel,qui ne produit rien du tout mis à part recycler ses pétrodollars et ceux des autres pays du golfe.ou faire de l’intermédiation en commerce des produits qui viennent de chine de l’inde et des pays dragons de l’Asie.ils sont champions dans le trading ,mais le reste c’est du pipo.

6 – مهاجر

2013-05-17م على 0:23

الامارات جزء من الخليج و جار لقطر و هم من اصحاب العمائم و لكم سخرت منهم و شهرت لسانك السليط عليهم و لعلك اكتشفت الان معنى قوله تعالى = و لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خير منهم = ماذا لو تتبعها بزيارة لقطر ثم تعرج على المانيا او الهند او الصين او بوركينا فاسو لتكتشف ان الغرور لا يحل مشكلة الجزائريين بل يعقدها انني لم ارى في جميع من رايت في هذا العالم من يتكلم بلغة الاستعمار بهيام الا الجزائري و اذا استهجنت هذا اجابك بان العرب يحسدوننا لاننا نتكلم الفرنسية و لا يقدرون يا لسخرية الاقدار يحدث هذا في اكثر الشعوب نضالا و جهادا ضد الاستعمار في القرنين الماضيين

7 – mohamed

algerie

2013-05-17م على 2:49

في الزمن الذي يتجه الغرب نحوى اللاقتصاد الاسلامي ويحاولون ان يكون مسلمين لكن بدون الاسلام وهذابااسقاط القروض الرباوية و معاقبة المضاربين في البورصة ونزع الرخص لمن يخسر اكثر من مئة الف نقطةوتجميد الديون العقارية و تقريب نسبة الفائدة من الصفر بالنسبة للبنوك المركزية…..يبقى من تبقى من نظم الفساد ومنها النظام الشمولي الجزائري ……………..

8 – ali elfeliachi

algerie

2013-05-17م على 6:39

ما يَصُحُّ إلاّ الصَّحِيح ..
– غريب وعجيب، أمر هذا الإنسان الإماراتي، الذي دَوّخَ الأستاذ سعد، واستطاع أن ينجز هذا الإزدهار وهذه الرفاهية !
– كل العالم يعرف؛ أن دول الخليج .. تستورد كل شيء حتى الخبز الأبيض (الإفرنجي).
– السوق العالمية؛ فيها عقول.. ودبي قادرة على اقتنائها، وكذا الاستثمار في كل شيء.
– حضارة البترودولار .. ما أن ينفد البترول حتى تنهار …
– المعرفة وحدها .. تؤدي إلى الازدهار القار .؟
– وهل دبي تنتج المعرفة ؟؟؟

9 – Abdoulkadir Haki

From Algeria

2013-05-17م على 6:41

التاريخ لا يرحم و من لا يحترم نفسه و دينه و ثقافته و جغرافيته و تاريخه.. فمصيره سيكون كمن كان اساس بنيانه على باطل فهو باطل و زواله ليس ببعيد. لان ما بني على اسس واهية فهو من دون شك قريب للهاوية.
فما يحدث و ما نراه من تغيرات في المنطقة الخليجية التي البعض يرى فيها بانها ثورات و تحولات حضارية ومنها االامارات العربية التي ارتمت في احضان الغرب و الامريكان ماليا و عسكريا و بشريا للهند و ما جاورها لهثا وراء يد عاملة رخيسة من دون وضع قيود و لا وضع ميزان لذلك التوجه الذي ارى فيه بانه توجه غير سليم.
فما يقومون به يفتقد للمنطق و فيه القليل من الصواب لانه لا يسمح بالمحافظة على الهوية الوطنية و يفقد الثبات على الاخلاق العربية الاسلامية و يزيد في الاتكال والاعتماد على الغير من الناس بدل على الاعتماد على النفس و على ابن البلاد و من ثم الاخ و الشقيق و بعده الجارالقريب و الصديق و من ثم كل الناس وفق تعاون يؤمن مصالح الجميع من دون الذوبان في الغير .
انهم يتباهون بانهم يقومون بنهضة علمية في المنطقة و هذا حقيقة من الناحية المادية و لكن من الناحية المصيرية للدول و الاقطار و الشعوب و الجغرافية فهي غير صحيحة و لا يمكن ان تكون فيها الا ضياع للهوية و احتلال و تواجد و تمكين عرقي و عنصري غريب عن المنطقة و غزو ثقافي رهيب و غريب عن الثقافة الاصلية للمنطقة و بوادرها لاحت في الافق بعد ان اصبحت الحالة الديمغرافية تشبه الى حد كبير الهند و بن غلادش و لغة المنطقة اصبحت هجينة لا يفهمها حتى اهلها و تزايد عدد الاجانب و الوافدين و غطوا كليا على اصحاب البلاد و رهنت المنطقة من قبل الاجانب سياسيا واقتصاديا و ماليا و ثقافيا وعسكريا .
فهذا لا يعبر اطلاقا عن نهضة في المنطقة لانها غير ذاتية و اساسها الاجانب الذين لا يهمهم الا المال و لا شيء غير المال فان انتهت وسائل المال لا يهمهم في خراب البلدان التي يتواجدون بها لانهم يعملون لتحقيق مصالح اوطانهم و شعوبهم.
ان حالة الامرات العربية و خاصة دبي فارى من وجهة نظري انها ظرفية و ليست مبنية على قواعد سليمة بعدم اعتمادها على النفس وهذا ما يجعلها رهينة للغير في جميع المجالات. فان هي بقيت فيها الثروة فهي قائمة و مستمرة لحين زوال مصدر الثروات . اما ان اختفت تلك المصادر الالرئيسية لتلك الثروات ستفقد المنطقة نهضتها الغير ذاتية و ستخرب على عروشها وو الخاسر الوحيد هو الانسان الاصلي لتلك المنطقة و هذا ما لا نتمناه للاشقاء و ومن كل قولبنا نتمى لهم الكزيد من التقدم ونامل من ان مسؤولينا يكون لهم نفس الحماس و الحسن التدبير و النهضة بالبلد كاشقائنا الامراتيين لكن بالاعتماد على الفرد الجزائري اساسا و كفاءته و بمصادره و اماكانته الذاتية و حسن التعاون الند للند مع الغير .
نرجو ان نكون مخطئين في رؤيتنا لما يجري في بلدان الخليج و ان يستمر النما و التطور لكن كل العوامل تقول كما يقول المثل الشعبي الجزائري:” بان المكسي بنتاع الناس عريان”.

10 – rabah

el-eulma

2013-05-17م على 8:31

يا سعد إنك تعلم جيدا كيف أنشأت دويلات الخليج ولماذا أنشأت من فضلك أبقى هنا عندنا ولا تتكلم على اناس لا يستطيعون التصرف بحرية تامة في ثروات بلدانهم الغرب هو ولي امرهم ويقول لهم كلوا وأشربوا وتبرزخوا ونبني لكم ما اردتم لكن لا تتدخلوا فيما نفعله في منطقتكم(آه يا فلسطين)ولعلك فهمت يا يسعد ولهذا سيبقى ذباحو القاعدة الى ان يفرج الله عز وجل على هذه الامة الاسلامية.

11 – ام كلثوم

وهران

2013-05-17م على 8:05

جميل جدا انك متعتنا فى الاونة الاخيرة بمواضيع تبعث على الانشراح وتدعو الى التفاؤل بغد جديد مشرق للعالم العربى تكوت بوابته دبى وما ادراك ما دبى ..هذه المدينة التى اضحت مركز تجارى عالمى مهم وقطب مالى يحسب له الف حساب..امارة دبى تمكنت من خلال فترة وجيزة ان تقفز الى مراتب عليا فى التطور التكنولوجى وتضاهى اكبر العواصم العالمية فى هذا المجال ..لقد اصبحت مزارا لرجال الاعمال المهمين ومقرا للباحثين عن التطور فى المجال الاقتصادى وقلعة للسواح والمتنزهين…لقد سمعنا ان هذه الامارة تنام على صيحات الباعة وتستيقظ على دبيب النمل لايعرف قاطنوها الخمول والتراخى ولا العبث والتكاسل…فمن اين اكتسب هؤلاء هذه المهارات والقدرات وفى ظرف وجيز.. اليسوا ابناءجلدتنا ..ما هو الحافز الذى جعلهم يتميزون وينفردون ..هل العمل وحده كاف لتحقيق هذه المعجزات ام هناك عوامل ساعدته على ذلك..انه التفانى فيه واتقانه والاحساس بالرقابة الالهية ثم الرقابة العبادية ..هو الجد والكد والاخلاص والنزاهة ..جميع هذه الامور جعلت من هذه الامارة الصغيرة جنة فوق الارض…

12 – شاهد علي الفساد

بسكرة

2013-05-17م على 8:52

نحن أيضا في تطور
إذا كان لــ دبي و لــ غيرها كل هذا التطور الغريب ففي الجزائر أيضا رجال أدهشوا العالم .إنه ليس من السهل أن نخرب بطرق منهجية ..وأن يتم اختلاس الملايير علي امتداد سنوات ..وأن يتم إفساد أجيال بـطرق سلسة و في إطار إسمه الإصلاحات ….و بـ طرق ذكية وفي صمت عميق يتم تخريب بلد و تدميره كلية من دون دبابة .و هذا ما لم تستطيعه فرنسا في 132 من الإستعمار..

13 – عبدالله ب

الجزائر

2013-05-17م على 8:34

يقال ان الحكمة يمانية و شعب الامارات ينحدر من اليمن كما دلت تحاليل
المال زائد الحكمة يساوي ما نرى من ازدهار و رقي, الاماراتي بطبعه بدوي كريم, فنحن عندنا المال من دون حكمة يعني النتيجة تكون عودة اموال البترول الى الخارج بأشكال و صور متعددة,
كان واضحا ان طاب جنانو اراد تقليد الاماراتيين في هذه النقطة و النتيجة كانت عكسية لأننا نفتقد الى صفاة كثيرة.
رأيت الكثير من انجازات الامارات صورت في قناة ناسيونا جوغرافي و رايت حصة عن انجاز محول كهربائي عندنا بالجزائر من الفروق التي لاحظتها بين التنمية في الامارات و التنمية عندنا ان الاماراتي حاضر في كل تفاصيل التنمية و الاوربي و الاسيوي مجرد موظف و الاماراتي يشملهم بكرمهم و يظهر لهم نقاءهم و صفاءهم اما عندنا الامر مختلف تماما. لا حضور لمرافقة الانجازات لا رؤية لا اطلاع غياب تهميش لكل مقومات الشعب.
الشركات الاجنبية تشعر ان الخطر محدق بهم من كل جانب في هذه الغابة التي القوي ياكل فيها الضعيف و عليهم ان يكعوروا و يعطوا للأعور و رأينا كيف ركب لنا ذلك الامريكي قلب المحول الكهربائي رغم ان به خلل و اعترف بذلك بينما في الامارات الامر مختلف تماما هو في بيته

14 – Adel

Algeria

2013-05-17م على 8:15

إلى صاحب التعليق 8 ولمن يردد فلسفته العقيمة نقول : إذا كانت دولة الإمارات وبقية دول الخليج والتي تستهزئ بها تعتمد في إقتصادها على البترودولار وتستورد كل شيء بما فيه اليد العاملة فعلى أي شيء يعتمد إقتصادنا إذا !؟ هل هو مبني على أكوام من الأطنان من الزبل والقاذورات التي تملأ شوارعنا وأحيائنا أم على البضائع الخرذة والفاسدة التي تملأ أسواقنا أم على النهب والسلب الخيالي الذي مس كل قطاعات الدولة!؟ إذا كانت دول الخليج إستفادت من الطفرة المالية النفطية التي إنعكست على حياة المواطن في التعليم والصحة والنقل والأمن وكل مظاهر الرفاهية فقل لي ماذا صنع طاب جنانو بأموال النفط والغاز والذهب واليورانيوم والألماس !؟ أكثر من 1500 مليار دولار مدخول الجزائر في عهد عبد القادر المالي أين ذهبت !؟ أين صرفت هذه الملايير ومئات الآلاف العاطلون عن العمل يبحثون عن شغل !؟ مئات الآلاف يسكنون في العراء والأكواخ والأحياء القصديرية !؟ مدارس مكتظة بلا تدفئة أو تهوية في منظومة تربوية تحتل ذيل الترتيب العالمي ! ومنظومة صحية مريضة مشلولة يفضحها جري المسؤولين للعلاج في الخارج !
كل هذه المليارات الممليرة ولم يستطع طاب جنانو تخصيص مليار واحد لبناء مستشفى واحد للعلاج فيه مع حاشيته بدل الجري في كل مرة إلى فافا العدوة لتفضح أسرارهم الصحية !
المحزن والمخزي والمؤلم أن جيراننا شرقا أو غربا قد حققوا إنجازات باهرة ولهم مستشفيات متطورة مع أن مدخولهم لم يتعدى عُشر مدخولنا !!! أنجزوا عندهم القطار السريع TGV الذي يحلم به أغلب الجزائريين !!! في حين مازال السردوك عندنا يردد أغنية موزة والبطريك وبراميل الخليج ويعزف سيمفونية القاعدة التي ألفتها أمريكا لإحتلال الأوطان وترويض شعوبها وجيوشها وإفساد حكامها ! متى تستفيقون يا قوم…أطس أطس مازال…..

15 – 47200

ارض الله الواسعه

2013-05-17م على 9:42

في وقت مضى وليس ببعيد اذكرك يا سي بوعقبه ان كنت قد نسيت انك نكنت تكفر بهاؤلاء الخلجيين وبالاخص الاماراتيين والقطريين وذهبت الى ابعد الحدود في ذالك حتى انك وضعتهم واليهود والنصارى المتصهينن في خانه واحدة …مالذي حدث ياسي سعد وجعلك تدور وتقلب نضرتك اليهم واتهامك لهم بهذه الطريقه ام ان الوقع على الارض صعقك صعقة غيرت نضرتك لهاؤلاء الاشقاء وجعلك تتوقف عن اصدار التهم جزافا ومن غير وجه حق …فانصحك ان تعتذر لهم عما صدر منك وان لم تفعل فانت مذنب في حقهم وستال عما قلت وكتبت يوم القيامه . مبروك التوبه اخي سعد كلنا خطاؤن وخير الخطائين التوابين.انتهى

16 – محمد

سعيدة

2013-05-17م على 9:53

في سنة 1991 ذهبت مع صديق لي وزوجتة الانجليزية الى مدينة فاس المغربية لقضاء العطلة ودخلنا مطعم وقام صديقي بدفع ثمن الاكل ب كارت فيزا بعد ملء استمارة ونحن جالسون- لقد انذهلت لذلك اما اليوم وبعد 23سنة و في 2013 وفي الجزائر ما زلنا نستخرج النقود من البريد بعد طول انتظار – الطابور – لنعيد دفعها في شبابيك شركة المياه او الكهرباء او الجزائرية للتعطيلات ب -الطابور – وزيد : جيب معاك الصرف على خاطر ما عندناش … يا سي سعد هذا المغرب فما بالك ب دبي

17 – بوزيد

البلد الذي عكس ما حلم به الشهداء

2013-05-17م على 9:48

خلاص دبي خرجت نهائيا من إقتصاد الريع، فالسياحة وسوق الأموال قد جعلت منها دولة مالية بامتياز جاذبة لكل أنوع البشر من كل القارات، حتى الأربيون والأمريكيون يحلمون الآن بزيارة دبي أو السكن فيها، 1000 تحية لهذا الجيل من أبناء دبي والإمارات عموما الذي عرف كيف يستغل أموال المحروقات في جعل بلده مفخرة بين البلدان ، على عكسنا نحن 50 سنة من الإستقلال لم تجلب لنا ما حلم به الشهداء دولة لا تزول بزوال الرجال ، وما يحدث حاليا خير دليل فبمجرد غياب الرئيس 20 يوما إختلطت الأوراق على الحاكم والمحكوم إننا حقا دولة وشعب كرتونيون. عذرا يا ابن مهيدي .

18 – samihani

setif

2013-05-17م على 9:31

لقد أكملت كتابتك عن كل مشاكل بلادك و رحت تتجول في شوارع دبي وجمالها الخلاب ومن استطاع من حكامهم أن يصل بهم إلى كل هذه الأفكار المجنونة أنستك جنون الأفكار التي يتف بها حكامنا المتفانين في خدمة شعبنا و بلدنا الغالي ،أنصحك يأستاذنا الحكيم أن تعالج في دبي ربما تعود إلى عقلك ووطنك.

19 – الطيب

تيارت

2013-05-17م على 10:07

أين تريد الذهاب بنا ياأستاذ هذه الأيام !؟ دبي .. دبي.. وكيف اخترتها كنموذج ؟ نحن في الجزائر ليست مشكلتنا في النماذج وإنما في أموال طائلة تفتقد إلى كفاءات تحولهاإلى العشرات من دبي . نحن ياأستاذ في 2013ولكن المحركات التي نسير بها من زمن الستينات و السبعينات !! فكيف تريدنا نتسابق مع دبي ؟مشاكلنا ياأستاذ في( محركات تاكل الزيت ضارة بالبيئة !!) .

20 – رشيد رشيد

الجزائر ، المديــة .

2013-05-17م على 10:26

– بداية تحيّة لك أخــي – سعد – قد عهدتك في مضــى رجلا شجاعا يقول الحقّ و لا يداهن يذود عن قضايا الأمّة و لا يخذلها ، لكنّك الآن تسير في هذا المنحــى و سأقول لك كيف ؟ : أنت الآن تحاول تجميــل إمارة دبي – التي هي حقيقة ولاية غربيّة – و أنت تعرف أنّ دبــي باعت قضايا الأمّة ، تعمل لصالح الغرب تأتمر بأمرهم و تنتهي بنهيهم ، و دليل ذلك أنّها رأس الحربة في مواجهة دول الرّبيع ، فهمّها الأكبر تشويه سمعتهم ، و أكبر دليل على ذلك مايسّمى بخلفان الذي صرّح و قال : نحن مستعدّون للدفاع عن إسرائيل لأّنها دولة جارة ، أخي سعد إنّ تجميل القبيح – دبي- فعل قبيح أيضا و أنا أنأى بك أن تفعل هذا لما لك من مكانة في نفوسنا ، و إن قلت الحكمة ضالّة المؤمن قلنا : الم تجد غير دبي ؟- التي هي في الحقيقة تستثمر في البنايات بدل العقل – ، هناك من أحسن منها :اذهب إلى قطر و انظر بأمّ عينك كيف تستثمر قطر في العقــول و ليس البنايات كما تفعل دبي ، أخيرا أقــول : مشكلتنا نحن في مسؤولينا و ليس في الشّعب إنّ شعبنا عظيم يستطيع ان يبني وحده – و لا ينني له الغرب كما تفعل دبي – إن أتيحت له الإمكانيات و على هذا أخي سعد بربّك كرهنا و مللنا مقالاتك عن دبــي ، سيّدي الفاضل حاول التّغير اذهب إلى بلد آخـــر – تركيا مثلا – و اروي لنا قصّة نجاحها تفيد و نستفيد ، سلام

21 – حامدي

الجلفة

2013-05-17م على 10:21

امارة دبي تعداد السكان فيها مليون فيهم سبعمائة الف وافد او خدام وفيها البترول كما الجزائر ومساهتها زوج ميترات

22 – عبدالرحمن

فرجيوة ميلة

2013-05-17م على 10:40

ياسعد يابوق الديكتاتورية يامن رضع حليب الشيوعية حتى الثمالة ينطبق عليك قول المتنبي
سوى وجعِ الحسادِ داوِ فإِنه … إِذا حَلَّ في قلبٍ فليسَ يزولُ
ولا تطمعنْ من حاسدٍ في مودةٍ … وإِن كنتَ تبديها له وتنيلُ

سلال الجزائر,غلال الصحراء وحاويات الصين!


293717_460204250664290_96828963_n

أحسن بوشة

الحمد لله والشكر لله, الواحد القهار, ثم ندعوا بالشكر ونقر بالإمتنان, للتكولوجيا ولسادتنا العلماء الكبار, الذين إخترعوا الإنترنت وأتاحوا لنا فرصة التعبير عن أرائنا وأفكارنا دون خوف من مقص وسلطة الرقيب البقار الحقار.

وبعد لقد رأينا وسمعنا وعود السيد الوزير الأول عبد المالك سلال في السنة الماضية عند تعيينه كوزير أول لحكومة طاب اجنانهوم,ومن خلال برنامج الحكومة المقدم لبرلمان البقارة المزور عن بكرة أبيه, ذلك البرنامج السحري الذي يعد بتحقيق أهداف غاية في الطموح وعلى رأسها تعزيز الحكم الراشد وبعث الإقتصاد وتشغيل ثلاثة ملايين,أهداف لايمكن الوصول إليها بالأدوات المستعملة وبالسياسات المتبعة مند عقدين من الزمن على أية حال.

الآن وبعد مرور أشهر عديدة ,فما مدى واقعية هاته الوعود الجميلة,وهل يمكن حقا فعل ذلك في السنة القادمة؟ أم هي مجرد غِلال وهمية لملء سِلال الوزير الأول سلال وتثبيت المرشد الأعلى لبني نهب في كرسي عرش مابعد 2014؟

إن أي كلام عن تعزيز الحكم الراشد وبعث الإقتصاد في الجزائر, بإستعمال نفس الأدوات,أي نفس السلطة الفاشلة والتي أوصلت البلاد إلى ماهي عليه،رغم ملايير الغاز والبترول، من رئيس وحكومة وإدارة وأدوات تنفيذ ورقابة,ما هو إلا لغط وضحك على الذقون و مجرد مراوغة وأضغاط أحلام.

*شروط الحكم الراشد

الحكم الراشد كما تعرفه موسوعة وكيبيديا,هو طريقة التسيير للمؤسسات العمومية وللشؤون العامة والموارد العامة, لضمان الوصول إلى تحقيق الحاجيات الأساسية للناس, ولتحقيق الرفاهية عن طريق النمو والتنمية, وذلك حسب المقاييس والمتطلبات االتي تقتضيها حقوق الإنسان,فلترشيد تسيير المؤسسات والموارد لابد من خبرة ورقابة ووعي,أي كفاءة ونزاهة وإلتزام ,فمن أين نأتي بالخبرة وقد همشنا خبرائنا أو شردناهم في القارات الخمس؟ فلوتضع الحكومة وصناع القرار برنامجا جديا لإعادة الإعتبار للخبرة المهمشة أو المهجرة,ووضعت في كل مواقع المسؤولية ومواقع إتخاد القرار,لتحقق جزء من ترشيد الحكم.

ولو أعطيت للقضاء حريته وسلطته المفقودة للعب دورا هاما في الرقابة والضرب بيد من حديد على من يبددون ويهدرون ويسطون على الموارد والأموال العامة,وهذا بدوره سيحقق تقدم,وسيتعود الناس على النزاهة والخوف من العقاب وهو ما سيساهم في ترشيد الحكم كذلك.

والعامل الثالث وهو الوعي و الإلتزام,فلو بدلنا شروط ومقاييس تحمل المسؤولية, سواء كانت عن طريق الإنتخاب و عن طريق التوظيف,فنضع الأشخاص الذين يقدسون المصلحة العليا للوطن,الأشخاص الذين يؤمنون بالجزائر بلدا وتاريخا وثقافة ومسكنا وصحة ونظام تعليمي وسياحة,وليس الأشخاص الذين يتخدون من الجزائر كبقرة حلوب ومطية لتقاعد مريح في الخارج كما فعل 75% من وزراء الحكومات السابقة والذين يقطنون الآن بالخارج!

فهل يستطيع السيد سلال أن يفعل كل هذا وبذلك سينجح في تعزيز الحكم الراشد؟ هو لن يستطيع أن يفعل ذلك وهو يعلم ذلك, لأن سلطته وقوته تأتي من فوق ومن الدهاليز التي تخاف من أي ترشيد قد يعصف بمصالحها.

وحقيقة الأمر أنه لا يوجد حكما راشدا في الجزائر حتى يتم تعزيزه,فالمقاييس التي أعتمدت لحكم الجزائر معروفة وهي الشرعية الثورية المزيفة,الدبابة,الجهوية,الماضي المشبوه,المسخ الثقافي,والشرعية الأمنية..وووغيرها من نياشين الفساد.

*بعث الإقتصاد الجزائري

إن كلمة بعث تعني عادة إعادة الحياة بعد الموت,فهل هذا يعني أن الإقتصاد الجزائري يعيش حياة البرزخ وعذاب القبر, وهاهو السيد الوزير الأول ينفخ في الصور لبعث الإقتصاد الجزائري إلى الحياة ثانية,وبنفس الأدوات التي أماتته؟ لكن بعث الإقتصاد يستدعي تصحيح السياسات الإقتصادية المنحرفة لترشيد إستخدام الموارد المتاحة,ومعاقبة لصوص الضرائب والجبايات الجمركية وناهبي أملاك الدولة وغشاشي المشاريع..

فيوم النفخ في الصور يستدعي ”حشر المجرمين يومئد زرقا” كما جاء في القرءان فهل يستطيع حشر كل لصوص بني نهب في قصر العدالة ومعاقبتهم لنستطيع أن نقرر الواجهة,جنة أو نار,بعد ذلك؟
مرة أخرى السيد الوزير الأول وحكومته لا يستطيعان تصليح السياسات الفاسدة التي تذر حليبا وفيرا ورزقا سهلا للبقارة ورجال الأعمال ومافيا الفساد,وليس هناك من يستطيع حشر هؤلاء المجرمين الزرق ومحاسبتهم في جزائر اليوم.

وثمة حقيقة أخرى وهي أنه يستلزم لتوفير مناصب شغل حقيقية لا بد من بعث وإنعاش حقيقي للإقتصاد وهو أمر مستحيل كما أشرت,إنعاش الإقتصاد هو من يولد الطلب على اليد العاملة,ما عندنا هو توزيع مساكن ووظائف ممولة بريع البترول لإخراج السيسثام من غرفة الإنعاش! فبرنامج الحكومة ما هو إلا مواصلة لشراء الذمم ولتلميع صورة السلطان و هو هدرا لثروة الأجيال,وفوق هذا فهو برنامج كسابقه لايتعدى كونه مزايدات وكذب وتبريرا للفشل, لا أكثر ولا أقل.

*لماذا جيء بسلال؟
وهنا نطرح السؤال لماذا جيء برجل يقال أنه لاطعم ولا لون سياسي له وفي العام الأخير لنهاية العهدة الرئاسية الحالية؟ لكن الحقيقة أن الرجل له طعم ولون سياسي مثله مثل الزمر الحاكمة ولوبيات الإعتلاف,طعمه ولونه السياسي هو الشمولية والديماغوجية, وكل ما يميز رجالات الحكم عندنا والذين إستطاعوا صعود سلم المسؤولية بولائهم للسلطان وللسلطة أكثر من ولائهم للشعب وللمصلحة العليا للوطن.

السيد سلال رجل برغماتي خفيف الروح ,وربما ليس له أي ملف يذكر عند مصالح الأمن والإستعلامات,السيد سلال لم يظهر حتى الآن أي شغف أو طموح للجلوس على كرسي السلطان,ولهذا فلا خوف منه,فطريقه من رئيس دائرة إلى دبلوماسي في بودابيست المملة, إلى وزيرا ومسؤولا في حملة إنتخاب الرئيس,كل ذلك جعله يبدو إختيارا مقبولا, وذلك بعكس الذين سولت لهم أنفسهم من رؤوس التحالف الرئاسي السابق والذين بدأوا مبكرا في التعبير عن طمعهم في ولوج قصر المرادية ولو بعد حين,فهؤلاء يكونوا قد وُضِعوا في حجمهم الحقيقي, وربما يكون هناك من ذكرهم بملفات سلوكهم في ماسبق من ماضي الأيام .

السيد سلال يستطيع أن يزرع بذور الوهم ليجني غلال الوهم,لكن الشيء الأكيد أنه رجل جاء بمهمة أقصاها سنتين , وهي مدة ليست بالكافية لزرع بذورا ضرورية لجني الغلال الهائلة التي أطلقها أمام البرلمان,هل نستطيع أن نصدق أن إقتصاد عشوائي تبعي بمنتوج واحد يكون له أي حظ في توفير مليوني سكن وثلاثة ملايين منصب شغل في خمسة سنين؟وهل تصدقون أن بقارة تبسة والعلمة ووهران وغيرهم والذين وصلوا إلى البرلمان بالطريقة التي وصلوا بها,هل تصدقون أن هؤلاء بمقدورهم مقارعة السلطة التنفيذية والإدارة للتشريع لترشيد الحكم؟

والرأي أن السيد عبد المالك سلال هو وزير أول توافقي جاء ليرقع ويلمع الطريق إلى قصر المرادية أمام السلطان الجديد,أو ربما السلطان القديم الجديد!لقد إتضح الآن أن السيد سلال هو مجرد رجل إطفاء تستعمله السلطة لإطلاق الوعود ولإخماد حرائق الجنوب والشمال على السواء…السيد سلال يسير على خطى سلفه أحمد أويحيى,كلاهما بلاعطي أو ديماغوجي,أو يحيى أستعمل من قبل لقتل السوجيديا وأخواتها وتسريح آلاف العمال,الوزير السلال يستعمل الآن لمحاربة أي ربيع شبابي بطرق ناعمة وهو رجل إطفاء لحرائق وتظاهرات الشباب بإمتياز.

وفي الأخير كفانا تنكيثا ياوزير الدومينو والمرميطة وطاي طاي..وأبشروا ياشبان الجزائر,فهاهو السلال يعدكم بالغلال لينفس عنكم همومكم,لكن أحذروا فقد تصيبكم خيبة أمل, فليس هناك من سِلّة تغذينا إلا سلة أوبيك,وليس هناك من غلة تنفس عنا الهموم وتطعمنا من جوع إلا غلة حاسي مسعود.
لقد قالها السيد الوزير الأول بصريح العبارة وبلهجة تهكمية أمام برلمان البقارة, بإنه هناك واللي عجبو الحال ويكون معانا مرحبا به, واللي معجبوش مرحبتين, فما يبقى في الواد غير احجارو,ونحن هم أحجار الواد الباقيين! تهكم كما شئت ياسيادة الوزير الأول, ولقد أحسنت تهكما على هؤلاء البقارة ,لكن دعنا نذكرك أنه مهما قدمت من وعود للشعب وللشومارة وللحراقة, فإنه لن يكون في جزائر طاب جنانهم غلال إلا غلال حاسي مسعود تمول بها حاويات الصين المسرطنة لتسمموا بها جيوش الشعب الذين حولتهم سلطة بني نهب إلى جيوش من الحيطيست والفيسبوكيست الكسالى, وهذا كل ماجادت به حليمة البحر الأبيض المتوسط وفرسانها الأشاوس للأسف..

المعلقات العشرة لبني نهب في الجزائر!


المعلقات_العشر

هاته هي المعلقات أو الموبقات العشرة للنظام الجزائري وللسلطة في الجزائر ولمن يدور في فلكها من زمر الغمس واللحس,هي ممنوعات ولا يجب أن نتوقع من النظام الحالي أن يجسد أي بند منها مالم يصله رعب البطالين والمحتجين من الشباب:

1- سوف لن تكون هناك ابدا النية الخالصة للإصلاح وفتح اللعبة الديمقراطية للشعب لأن هذا يعني نهاية عصر النظام الذهبي في السرقة والفساد,لهذا فأي وعد بالإصلاح وبتغيير الدستور هو كلام فارغ ومراوغات لا أكثر.

2-سوف لن يتم الإجهاز الكلي على الإرهاب من طرف النظام فهو أكسيجينه وحجته للقمع وللإبقاء على شبه حالة طواريء وشرعية إستمراره.

3-سوف لن يكون هناك فتح حقيقي للسمعي والبصري وحتى المقريء لكي لا تتعرى السلطة بفسادها وعجزها وتنكشف عورتها.

4- لا تنتظروا تسريع وتعميم الإنترنت, فذلك يشكل خطر على حياة النظام,بحيث يسهل التواصل بين الشباب ومع العالم وهذا ما تريد أن تتجنبه السلطة.

وسوف لن يفتح الجيل الثالث والرابع للهاتف النقال خوفا من الفيديوهات التي سترسل مباشرة من مكان الفضائح إلى القنوات والصحف في الخارج, وخوفا من إستعمال الهاتف النقال للإتصالات السريعة عبر الإنترنت .

5-سوف لن تحل مشاكل البطالة والسكن مهما ارتفعت مداخيل البترول لأن إبن آدم في السلطة وفي دوائر الفساد لن يشبع وكلما زاد الريع زاد جشعه وشرهه للسرقة وللغمس وزاد ت دوائر النهب والسلب إتساعا..

6- سوف لن تتوفر النية الخالصة لمحاربة الفساد ومعاقبة المجرمين لأن ذلك انتحار للسلطة, ففي الجزائر حاميها حراميها,وأكبر اللصوص هم من لهم نفوذ كبير.

7-سوف لن يكون هناك أي تنظيم فعلي وعملي للمعاملات البنكية لأن ذلك سيكشف حجم الإختلاسات وينهي جنة الشكارة, و لن يكون هناك اي عمل على انهاء اسواق العملة لأنها هي مصدر الأموال المهربة إلى الخارج ولن يحاسب المهاجر على مصير العملة التي يأتي بها لأنهم يريدونها ان تصل إلى بورسعيد, وسوف لن تنظم المعاملات التجارية للإبقاء على الإختلاسات الجمركية والضريبية وهي اسرع طريقة للثراء السهل.

8-سوف لن يتم إحلال الإنجليزية وحتى العربية محل الفرنسية فهاته إرادة سيدتهم فرنسا وهم طابورها الخامس وخدمها في الجزائر.

9- لن يتم إنهاء النظام الرئاسي لأنه أكثر آمانا لحفظ توازنات المصالح الشيطانية,نظام برلماني قوي سيساعد في نشر الديمقراطية وفي إشراك أوسع للشعب في إتخاذ القرارات في بلد نامي كالجزائر.

10-تقليص الإعتماد على المحروقات إلى أقل من 90 بالمئة لن يتحقق ابدا وهذا ماتقوله قوانين الإقتصاد على ضوء المعطيات الموجودة للسياسة المالية والا قتصادية المتبعة في بلادنا,ولهذا فكلام لاغارد من صندوق النهب الدولي ما هو إلا إستغباء للعقول وضحك على الدقون.

والنتيجة أن الشمولية في الحكم تبقى هي السائدة,ودرودكال او خليفته لن ينقرضا, ونهب الريع سيستمر , وأن الجريمة لن تنتهي, والقضاء لن يتحرر, والعدالة الإجتماعية لن تتحقق, والوحدة الوطنية غير مضمونة, وذلك لأن السلطة فشلت في االعمل على حفظ مصلحة الوطن, بل اصبحت هي أكبر خطر على وحدة الوطن

قصص التغيير الإيجابي نحو الأفضل!


319794_3176823421667_467678453_n

أحسن بوشة

يقول المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي بأن عوامل الحضارة تتركب من الإنسان والأرض والزمن وبتوظيف هاته العوامل, إنطلاقا من الأية الكريمة ”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” التي كثيرا ما إستشهد بها هذا المفكر الكبير.
فكرت في مالك بن نبي وأنا أقرأ تبجح الحكومة برفع الفوائد عن قروض الشباب على مستوى الجنوب, ثم على مستوى الوطن,ترى هل ستأتي هاته القروض بفوائد على الإقتصاد الوطني,أم ستتحول إلى مجرد غنائم إستعملت لشراء السلم الإجتماعي والسكوت عن السرقات والخيانات الكبرى التي يمارسها فسدة بني نهب؟
وهنا أورد بعض القصص الحقيقية حول التغيير الحقيقي حينما تكون النية والإرادة الحسنة متوفرتان.

*القصة الأولى من الهند:

في 17 أكتوبر سنة 2007 توفى داشرات مانجي وهو رجل هندي عن عمر يناهز 78 سنة,هذا الرجل الأعجوبة حقق معجزة في العزيمة والإرادة بمطرقة وفأس وسواعده وسواعد زوجته؟!
كانت عائلة داشرات تسكن قرية معزولة عن المدينة و عن الطريق العام بجبل صغير علوه 100 متر,وللوصول إلى المدينة وبيع منتجاتهم كان على سكان قريته قطع مسافة 50 كلم عوض8 كلم لو لم يكن ذلك الجبل موجودا.
طلبوا من البلدية شق طريق خلال الجبل لتقريب المسافة غير أن البلدية لم يكن لها المال لفعل ذلك,كان القرويون يأخذون الطريق الطويل وأحيانا يتسلقون الجبل للوصول إلى الجهة الأخرى,ذات يوم سقطت زوجة داشرات وهي تتسلق الجبل وتكسر رجلها,فما كان منه إلا أخذ قرار التصرف!
أخذ صاحبنا الفأس والمطرقة وقضى 22 سنة لوحده يشق الجبل,وكانت زوجته تساعده في إزاحة التراب والحجر….18 متر عرضا(أوسع من طرقات الوزير غول!) و 100 مترا عمقا وكيلومتر طولا,وحرر القرية بفأسه وفك العزلة عنها ,وقربها من المدينة بمسافة أربعين كلم, وأصبح القرويون يبيعون منتوجاتهم بسهولة.
هاته الثقافة, ثقافة الإرادة والتحذي وتغيير ما بالنفس موجودة في ديننا ونسمع الأيات في خطب الجمعة وفي التلفزيون ولكننا نعجز عن تطبيقها,هاته الثقافة هي ما نحتاجه لإحداث التغيير ولبناء حضارة.

*أما القصة الثانية فهي من ماليزيا:

حيث لجأت إحدى المحافظات الغابية إلى طلب قرض من مؤسسة تمويل كويتية وذلك لتشجير الأراضي بالأشجار المستخدمة في صناعة الخشب حسب توجهات الطلب العالمي,وغرست آلاف الهكتارات من الأراضي المهملة وبعد عقد من الزمن جاءت النتائج وتحولت المنطقة إلى مصدر للخشب وتحولت معها حياة السكان المحليين,تحصلوا على الشغل ومعه زادت مداخلهم وزاد طلبهم الإستهلاكي فأنعشوا قطاعات أخرى,مليزيا اليوم تربح قرابة عشرة ملايير دولار من الخشب فقط مع العلم أنها إستقلت سنة 1957.
ونفس الشيء يحدث في أرياف البرازيل وأندونيسيا وغيرها.

*وقصة عمي أعلي من جيجل…

عمي أعلي شيخ في أواخر السبعينيات من عمره,أراد أن يساعد أبنائه في بناء بيت ريفي, لكن المشكل الذي واجهه هو أن القطعة الأرضية التي أراد أن يبني فوقها البيت تبعد مئات الأمتار عن الطريق فكيف ستصله مواد البناء إلى مكان البناء؟
البلدية لم تستطيع أن تنجز مسلك أو طريق إلى ذلك المكان الموجود في طرف الغابة ,رغم وجود مالا يقل عن عشرة أشخاص من المستفيدين بإعانة الدولة لتشييد بيوت ريفية في تلك المنطقة…عمي علي فعل نفس الشيء الذي فعله الرجل الهندي داشرات,أحضر فأسا وبدأ في شق مسلك غابي طوله 200متر وعرضه 3 أمتار للوصول إلى الطريق العام,ساعدته زوجته وإبنه,إستغرق الأمر شهرين وكان الزمن صيفا وتصادف ذلك مع شهر الصيام, وصبر عمي علي وعائلته وأنجزوا المسلك وأصبح الثراكتور يستطيع الوصول إلى مكان البناء,في الشتاء الماضي توفى عمي علي رحمه الله بعد أن أكمل بناء البيت وزوج إبنه,واليوم يستفيد حوالي عشرة من الشباب من طريق عمي علي لنقل مواد البناء لتشييد بيوتهم….عمي علي كان من جيل الثورة الذي ساهم في تغيير واقع الإستعمار إلى إستقلال, وعلى جيل اليوم أن يتعلم من هؤلاء الرجال لأخذ الأمر بإيديهم وتغيير واقعهم نحو الأفضل.

*الخلاصة: أن الشباب هو العنصر الفاعل في المجتمع وهو من يستطيع التغيير,على الذين يتحصلون على قروض من المال العام أن يتحملوا مسؤولياتهم,فهاته الأموال ليست غنيمة حرب للهدر والتبذير, بل هي أمانة وفرصة لإحداث التغيير في حياتهم وحياة أسرهم ومجتمعهم نحو الأفضل,لينظروا إلى القصص التي أوردتها هنا وكيف أن الإرادة تحدث التغيير حقا,إنه وعد الله لمن يريد أن يغير ما بنفسه.
أما إذا وضعت هاته الأموال في غير موضعها وضيعت فهي أمانة في عنق سلطة الرقابة أو الدولة,وفي عنق أكليها كذلك..وهي خيانة للأجيال كذلك.
لو وضع الخليفة أو عاشور عبد الرحمن أو بعض الوزراء الذين أستفادوا من ملايير الخزينة قروضهم في مشاريع إنتاجية, لوظفوا الآلاف, ولقلصوا من تبعيتنا الغذائية وغيرها, ولمشينا خطوة في الإتجاه الصحيح

بوتفليقة حيّد الجيش لكن الـ”دي آر آس” مازالت مؤثرة


941207_190752304412156_1973976850_n
سعيد بؤ الشعير

| 13 مايو 2013| أخبار وتقارير 1

قادة الجيش ضربوا زروال باستهداف بتشين وآدمي
مسؤولو المخابرات وعائلاتهم يجب أن يخضعوا للرقابة
كان على الرئيس أن يخضع الجيش إلى الرقابة البرلمانية

يتناول سعيد بوالشعير، رئيس المجلس الدستوري الأسبق، والمستشار القانوني السابق للرئيس الحالي، في كتاب مثير، سيصدر قريبا، علاقة الجيش وجهاز المخابرات بمؤسسة الرئاسة منذ 1963، فيقول إن دور قيادة الجيش في الحياة السياسية بدأ يتراجع منذ 2004، غير أن من يسميهم ”ذوو البدلة المدنية في الجيش”، ظلوا مسيطرين على القرار السياسي إلى اليوم، لذلك يقترح إخضاع مسؤولي جهاز المخابرات وأفراد عائلاتهم للرقابة كغيرهم من المواطنين.

”النظام السياسي الجزائري.. دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم”، في ضوء كل الدساتير، هو آخر ما صدر عن الفقيه القانوني المتخصص في المسائل الدستورية، يقدم فيه نظرة دقيقة عن دور كل المؤسسات وعلاقتها ببعضها البعض، خصوصا أهم مؤسستين في الدولة: الجيش وذراعه الأمني ورئاسة الجمهورية.
بوتفليقة تحرر من ضغوط العسكر عندما استرجع صلاحياته
يقول بوالشعير بشأن علاقة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالجيش، إن ”بداية التشنج كانت مع إلحاحه على استرجاع جميع السلطات الدستورية المخولة له، خاصة تلك التي تدحرجت من المرادية إلى تافارا (وزارة الدفاع). وقراره تولي مهام وزير الدفاع يعد خطوة اللارجوع في استعادة سلطاته كاملة على جميع القوات المسلحة”. وبذلك، يقول بوالشعير، ”تحرر الرئيس نسبيا من ضغوط الجيش وأصبح يمارس صلاحيات وسلطات فعلية في مجال الدفاع والأمن”، مشيرا إلى أن ”تصرف الرئيس بخصوص استرجاع هذه الصلاحيات، لم يرق بعد إلى التعبير عن أحكام الدستور، إذ كان عليه وهو المكلف بحمايته أن يخضع نشاط قطاع الأمن والدفاع إلى الرقابة البرلمانية، وأن يعيّن وزيرا للدفاع مدنيا يحضر اجتماعات الحكومة ويدافع عن القطاع في البرلمان”. وتتضمن هذه الجزئية، إشارة واضحة إلى إفلات جهاز الأمن من سلطة الرئيس.
ويذهب بوالشعير أبعد في وصف علاقة بوتفليقة بالمؤسسة العسكرية وقطاعها الأمني، مقدما بذلك عصارة تجربة قضاها في الرئاسة كمستشار قانوني لبوتفليقة وكرئيس للمجلس الدستوري، إذ يقول: ”ما من شك أن فوز الرئيس بعهدة ثانية في 2004، يعتبر بداية النهاية لمعارضيه في مختلف القطاعات ومنها الدفاع، بعد أن حيّد العديد من القيادات العسكرية يتقدمهم قائد الأركان العامة (الفريق محمد العماري) وقائد الناحية العسكرية الأولى (اللواء فضيل شريف) وغيرهما”. ويضيف بوالشعير، بأن ”اعتماد الرئيس سياسة الوئام وما ينجر عن ذلك من عفو عن عناصر من الجبهة الإسلامية للإنقاذ، واحتمال التعامل مع قيادة هذا التنظيم المحل، أربك العديد من المسؤولين في الجيش المعروفين بمواقفهم الاستئصالية من الإسلامويين”. ولم يذكر الخبير القانوني أي اسم من هؤلاء.
ويعتقد بوالشعير أن الرئيس بوتفليقة حقق أهم ”إنجازين” في فترة حكمه، هما: ”تحييد الجيش النظامي بشكل جلي وواضح عن النشاط السياسي ولو نسبيا”، غير أنه يستثني من هذا ”التحييد”، دائرة الاستعلامات والأمن ”لطبيعة نشاطها العام وعلاقاتها المرتبطة مع القطاعات الأخرى المختلفة”. أما ثاني أهم ”إنجاز” فهو المصالحة الوطنية، بحسب الفقيه الدستوري الذي فجّر قنبلة في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2007، عندما رفع تقريرا لرئيس الجمهورية من موقعه رئيس اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات، يتحدث فيها عن تزوير مفضوح لفائدة جبهة التحرير الوطني. ومنذ تلك الحادثة، لم يعد بوالشعير مستشارا بالرئاسة!
الأمن يفرط في الرقابة على المجتمع بتقييد حرياته
وبناء على درايته بكيفية تسيير الدولة، وارتباطات القائمين عليها وتوزيع الأدوار فيما بينهم، يصل بوالشعير إلى هذه المعاينة: ”الأمن العسكري أصبح يشكل جدارا واقيا للدولة ونظامها لتعدد اختصاصاته داخليا وخارجيا، غير أن ما يلاحظ على هذا القطاع أنه يفرط في ممارسة الرقابة على أفراد المجتمع فيقيد حرياتهم، في حين أن مهمته هي حمايتهم وتمكينهم من ممارستها في ظل القانون”. وعلى هذا الأساس، يطلب فقيه القانون إخضاع المسؤولين الأمنيين للرقابة ”حفاظا على سمعة هذا الجهاز الحساس في الدولة، الذي أصبح البعض ينظر إليه على أنه في خدمة النظام، وأن جزءا منه يراقب الشعب وليس في خدمته وحمايته، ما ترتب عنه زرع الخوف منه في نفوس المواطنين ورفض التعامل معه”.
ويقول بوالشعير في الجزء الثالث من الكتاب، المخصص للسلطة التنفيذية، إن رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ”بقي في موقف ضعيف أمام الجيش، رغم أحكام الدستور، والدليل على ذلك إبعاد الرئيس سنة 1965 (أحمد بن بلة) وسنة 1992 (الشاذلي بن جديد) و1999 (اليمين زروال)، سواء كان ذلك تحت غطاء التصحيح الثوري أو الاستقالة أو الإقالة واقترانها بحل المجلس الشعبي الوطني (حالة الشاذلي)، أو الوقوف في وجه الرئيس ودفعه إلى الانسحاب (زروال) تحت مبرر التداول على السلطة بتنظيم انتخابات مسبقة، لم ينص عليها الدستور”. وبذلك، يشكك بوالشعير في دستورية انسحاب اليامين زروال قبل نهاية عهدته، وبالتالي في دستورية الانتخابات التي أفضت إلى انتخاب ”مرشح الإجماع” عبد العزيز بوتفليقة.
ويذكر السعيد بوالشعير أن دور الجيش الوطني الشعبي في الحياة السياسية، ”بدأ يتراجع بشكل كبير على إثر تحييد العديد من القيادات التي كانت مصدر القرار السياسي علنا أو خفية، لا سيما بعد انتخابات 2004، ومع ذلك فإن دوره إلى جانب ذوي البدل المدنية من الجيش لا يزال مؤثرا بشكل قوي على مصدر القرار، بما له من معلومات وإمكانيات وكفاءات وتنظيم محكم صارم وقوة ردع لا تقاوم”. ويشير الكاتب إلى أن هذه القوة يجب أن يأخذها رأس السلطة التنفيذية بعين الاعتبار لدى اتخاذ أي قرار. ويسمي بوالشعير في كتابه، الفروع التي ينتمي إليها ”ذوو البدل المدنية” المؤثرون في مصادر القرار المنتمون لدائرة الاستعلامات والأمن، وهي: المديرية المركزية للأمن الداخلي ومديرية التوثيق والأمن الخارجي، ومديرية الأمن العسكري ومديرية الجوسسة الخارجية.
ويوضح بوالشعير أن الجيش منذ نشأته، وخاصة في عهد جيش التحرير الوطني ”لم يكن يعير اهتماما للشرعية الدستورية، بل كانت قاعدة حكمه الشرعية الثورية.. ولئن لعب دورا بالغ الأهمية في الحياة السياسية، فإن اعتناق التعددية الحزبية والفصل بين السلطات واعتماد مبادئ الليبرالية بموجب دستور 1989، أبعد الجيش نسبيا دون الأمن العسكري”.
زروال انتفض بعد استقالة آدمي وبتشين
أما عن فترة رئاسة اليمين زروال وصلاته بمسؤولي المؤسسة العسكرية، فيقول عنها بوالشعير: ”بمجيء زروال لم تتغير موازين القوى بالشكل الذي يجعل من الرئاسة مفتاح قبة النظام والسلطة المسيّرة، فقد استمرت الأوضاع على حالها، حيث بقيت مطرقة الجيش تفعل فعلتها مع اختلاف واحد، أن مقبضها أصبح طويلا بعد أن كان قصيرا، أي يؤثر على الرئيس دون أن يظهر مباشرة، وهو وضع أرّق الرئيس المنتخب الذي بقي يتحمّل الضغط، رغم تفويضه الإمضاء باسم وزير الدفاع في المسائل المتعلقة بالقطاع لقائد الأركان العامة. فقد حاول التملص من ذلك الضغط باتخاذ قرارات جريئة كرفض اعتماد الدفاع المدني في تلك المرحلة لخطورته الكبيرة على المجتمع والدولة، وغيره من الاقتراحات محاولا من خلال ذلك إثبات استقلاليته، غير أن الطرف الآخر ما انفك يمارس ضغوطه بمختلف الطرق بما فيها اللجوء إلى الإعلام الذي وجه لضرب أقرب مقربيه في السلطة”.
وساق بوالشعير أمثلة في هذا السياق، منها ”حملة الإعلام المفرنس” التي أدت إلى استقالة وزير العدل محمد آدمي، وهو من رجال محمد بتشين، مستشار الشؤون الأمنية بالرئاسة، ثم استقالة بتشين نفسه الذي يصفه بوالشعير بـ”المساعد الأمين لزروال وصديقه”. واعتبر استقالة الرجلين ”ضربة قوية لزروال”.
ويشرح الكاتب ما جرى بعد هاتين الاستقالتين: ” ما كان على زروال (كرد فعل على استهدافه) إلا الانتفاضة وإعلام القيادة العسكرية باستقالته بشكل لا رجعة فيه، ما دفع بالمعنيين إلى محاولة لمّ الموضوع مع الرئيس من خلال الاتفاق على تخريجة سياسية تحفظ ماء الوجه للطرفين، تتمثل في تنظيم انتخابات مسبقة تمكـّن الرئيس من إيجاد مبرر ترك العهدة دون إتمامها، بالاختفاء وراء مبدأ التداول على السلطة، وتضمن للطرف الآخر تجنب تنظيم انتخابات رئاسية في وقتها، وما يحتمل أن يسفر عنها من نتائج غير متوقعة وغير مقبولة، وذلك من خلال كسب الوقت الكافي للبحث عن مرشح مدني مقبول داخليا وخارجيا، ويقبل التعامل مع القيادة العسكرية بعيدا عن أي مفاجآت”.
وبعد أن اتفق قادة الجيش مع زروال على تأجيل الانتخابات الرئاسية، بمبرر التداول على السلطة، شرع النافذون في المؤسسة العسكرية، حسب بوالشعير في ”البحث عن الشخص المناسب فوجدوا ضالتهم في داهية السياسة (عبد العزيز بوتفليقة) مستغلين ابتعاده عن الوطن مدة طويلة، وتغيّر موازين القوى، ولم يتصوّروا بأن مرشحهم سيفكر في سحب البساط من تحت أقدامهم بعد حادثة .”1994
والحادثة التي يشير إليها بوالشعير في الكتاب، هي الاتفاق الذي تمّ بين الجيش وبوتفليقة على أن يتولى الرئاسة في 1994 والاختلاف الذي وقع في الجهة التي تعيّنه. فقد اشترطت لجنة الحوار الوطني، آنذاك، بأن يتقدم المرشح أمامها، فطلب الجيش من بوتفليقة ذلك، إلا أنه رفض بشكل قاطع، على اعتبار أنه كان موافقا على أخذ السلطة من الجيش والإبقاء على دستور 1989 والعمل وفقه إلى حين تعديله، وهو ما دفع الجيش إلى البحث عن مرشح آخر، فاهتدى إلى العميد زروال.
ويلاحظ بوالشعير أن المرشح بوتفليقة ”صرح بمجرد انتخابه بأنه لا يرضى أن يكون ثلاثة أرباع رئيس، بل يريد أن يكون رئيسا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما بدأ يعمل لتحقيقه منذ توليه الرئاسة، بل إنه لم يتوان في التأكيد على موقفه من توقيف المسار الانتخابي الذي اعتبره عنفا، ما أدى بالطرف الآخر إلى الإعراب عن رفضه لسياسة العفو، المعتمدة من قبل الرئيس تجاه العناصر المتورطة في الإرهاب وفق شروط ودون محاكمة”.
وفي إطار التعاطي مع دساتير الجزائر وكيفية إعدادها، يكتب بوالشعير في مؤلفه، فيما يشبه الإسقاط على مشروع تعديل الدستور الذي يعتزم بوتفليقة إجراءه: ”إن إسناد مهمة إعداد مشروع دستور جديد أو تعديل الدستور القائم، إلى لجنة فنية أو إلى أشخاص بقيادة السلطة التنفيذية، لا يخدم إلا هذه الأخيرة. إذ لا يعقل أن تقدم مشروعا يحد من سلطاتها لصالح البرلمان، في حين لو أسندت المهمة إلى هيئة تأسيسية منتخبة بطريقة ديمقراطية لكان الأمر غير ذلك”.

موجز عن الكتاب
l يقع كتاب سعيد بوالشعير ”النظام السياسي الجزائري.. دراسة تحليلية لطبيعة نظام الحكم” الصادر عن ديوان المطبوعات الجامعية، في أربعة أجزاء. الأول (نشر في مارس الماضي) جاء في 307 صفحة، يتناول تنظيم السلطة في دستوري 1963 و.1973 والجزء الثاني (صدر في نفس الشهر) متكون من 429 صفحة، يتطرق إلى تسيير منظومة الحكم في دستور .1989 أما الثالث الصادر في أفريل الماضي، فقد خصصه الكاتب للسلطة التنفيذية كما هي في دستور .1996 والرابع الذي صدر الشهر الماضي أيضا، يتناول تنظيم وآداء السلطة التشريعية ووظيفة المراقبة في ظل نفس الدستور.

تعريف بالكاتب
الأستاذ سعيد بوالشعير حاصل على شهادة ليسانس في الحقوق ودبلومين للدراسات العليا، أحدهما في القانون العام، والثاني في العلوم السياسية ودكتوراه دولة في القانون الدستوري. أستاذ مبرز بكلية الحقوق جامعة الجزائر، ومحام معتمد لدى المحكمة العليا ومجلس الدولة.
من مؤلفاته، ”القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة”، وهو في جزأين، و”النظام السياسي الجزائري” و”النظام التأديبي للموظف العمومي”. زيادة على مقالات علمية كثيرة نشرتها الصحافة.
تولى بوالشعير مهام كثيرة أبرزها عميد كلية الحقوق، وعضو اللجنة الوطنية لتقويم برامج معاهد الحقوق وعضو اللجنة الوطنية لمعادلة الشهادات الجامعية، وأمين عام الحكومة ورئيس المجلس الدستوري، ورئيس اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات التشريعية 2002 والمحلية 2007 والرئاسية 2004 والتشريعية 2007، ومستشار قانوني لرئيس الجمهورية.

http://www.elkhabar.com/ar/politique/335705.html

محاكمة الوزير عمار غول والحكومة الجزائرية من طرف دشرة مسعودة مقر الولاية التاريخية الثانية أو الشمال القسنطيني.


بقلم إبن القرية والشمال القسنطيني:أحسن بوشة

12
نحن سكان دشرة مسعودة بدوار بني افتح بلدية بوراوي بلهادف ولاية جيجل ننظم هاته المحاكمة الرمزية للحكومة الجزائرية ,والتهمة هي خيانة العهد والتقصير في أداء واجباتها نحو القرية, وإهمال المنطقة منذ الإستقلال.
وصف الحالة: سنة 1954 جاءتنا فرقة من قيادة الثورة ونصبوا جبهة مدنية وخلية عسكرية, والهدف القيام بثورة ضد الإستعمار الفرنسي,لبينا نداء الواجب وتطوع عشرات الشباب للتجنيد,وتجندت باقي القرية لخدمة النظام.
وفي سنة 1957 جاءت الولاية والمستشفى الولائي والجيش وتمركزوا في القرية وقام الجميع بخدمتهم, وحتى القائد علي كافي رحمه الله قامت القرية بتنظيم عرسه,قامت نسوتنا بفتل الطعام وذبحنا عتروس وتم زفافه هناك.
فرنسا إنتقمت من القرية شر إنتقام وأرسلت أكثر من مئة طائرة يوم 20ماي 1958 فقتلت أكثر من ثلاثين مواطنا وجرحت أكثر من ذلك أغلبهم نساء وأطفال, وبعدها بشهور عادت فرنسا وحرقت البيوت وقتلت ما قتلت ثم جاء جيشها وسكن ما بقي من بيوت بعدما طردنا إلى المحتشدات وإلى الغابات.
التهم الموجهة إلى الحكومة:
1-تضييع ذاكرة الثورة في المنطقة وإهمال كتابة التاريخ,فلا مقبرة للشهداء ولا نصب تذكاري في مستوى تاريخ المنطقة,ولا حقوق أعطيت لمن فقد أطفاله في الغارات الفرنسية.
2- أغلب أحياء الدشرة بقيت كما تركتها فرنسا,الماء لا زلنا نشرب من الينابيع البعيدة,الطريق لا يصل إلى أكثر البقع تضررا وتحديدا منطقة بوشة (40عائلة) ومنطقة لخناق(30عائلة) ومنطقة أخراط (40عائلة)ولا زلنا نحمل مرضانا على الأكتاف لإيصالهم إلى الطريق في مركز القرية.
3-المصحة: بنيت قاعة بسيطة للعلاج وعندما تقاعد الممرض أغلقت.
4-أكثر من نصف سكان القرية هاجر بسبب الإرهاب والفقر وبقيت المنطقة خاوية على عروشها.
مع العلم أن القرية عرفت أول طريق وأول مدرسة قبل قرن من الزمن بنيت من طرف فرنسا,وحتى الطريق المؤدي إلى المدرسة بقي كما تركته فرنسا,وكان هناك مصنع للغليون ومطحنتين في وقت الإستعمار وكلهم ذهبوا.
المطالب:
1-نريد الشعب والعالم أن يعرف أنكم خنتم الأمانة وتركتمونا في فقر مذقع,وسببتم لسكان القرية هجرة جماعية طلبا للعمل وللدراسة وللصحة وللأمن, ورغم
ذلك قدمنا للعاصمة عشرات الأساتذة والإطارات.
لقد فتحنا قريتنا للثورة,وجعنا لتأكلون, وسكننا الغابة وأعطيناكوم بيوتنا, وفقدنا عشرات الشهداء,وعملنا جميعا في فرق التموين لأن منطقتنا كانت مكلفة بذلك,فأين هو الإستقلال الذي وعدنا به زيروت رحمه الله شخصيا عند عودته غاضبا من مؤتمر الصومام وأستضفناه ليلة في منطقتنا.
2-لقد كاتبنا الولاية والدائرة والبلدية حول مشاكل الماء والطريق ولم نتحصل على أي منهما حتى الآن,مرضانا وعجزتنا مسجونين منذ سنوات بسبب عدم وجود طريق,مؤنتنا ننقلها فوق ظهورنا مهما ثقلت لنفس السبب…ألم تكفيك ملاييرك ياوزير غول ولم تستطيع فتح مسالك لمن حرروا الوطن وجعلوك تصبح وزيرا؟ أم أنك منهمكا في ربط ولايتك برا وساحلا بالطرق السيارة؟
وأين أنت يا وزير أول(ووزير المياه سابقا) السيد سلال, وأبناء الشهداء, وقرية المجاهدين و الشهداء, ونساء تازة مقر ولاية الشمال القسنطيني لا زالوا يجلبون الماء من الينابيع البعيدة فوق رؤوسهم؟
3-نحن نعرف حجم المشاريع التي أقيمت في مقر الولاية الخامسة للاستي من طرف الرئيس ووزرائه, فلماذا لا تعطوا تازة مقر الولاية الثانية في دشرة مسعودة عُشر ذلك؟
أغلب الذين قاموا بالثورة وضحوا من أبناء القرية ماتوا, وهم ينتظرونكم عند الخالق لمخاصمتكم وطلب القصاص لجريمتكم نحوهم,أمانحن أبناءهم وأحفادهم فنقول لكم بعدونا روحوا علينا رانا كرهنا كوم ياخونة وأنانيون لئام,سنكرهكم وسنكره فرنسا إلى يوم الدين, وسنحاربها مرة أخرى إن عادت وسنوصي الأبناء والأحفاد بذلك.

مملكة بني نهب؟


o3w-8ULDYOoojTTqOtSTvg[1]

بقلم أحسن بوشة

أولا قبيلة بني نهب تأسست زمن أزمة التسعينيات بقيادة فرسان ديغول وحلفائهم من بقايا الشرعية الثورية المارقين والذين فتنتهم أموال البترول.
لقد رأت القبيلة أن عرشها مهدد من طرف جحافل الشعب فقرر فرسانها شن حرب على هاته الجحافل وتشتيتها في الجبال وفي السجون وفي الأمصار… وطبعا في المقابر كذلك.

وبعدها صاح براح بني نهب ,وهو يرتشف الويسكي, أن المناهج في المدارس والمساجد لابد أن تتغير لإنتاج جيل بني وي وي,وأن الإعلام لا بد أن يدجن ,وأسنان كلابه لابد أن تقلع ,وله أن ينبح بعد ذلك كما يشاء فلاخوف منه,ومن يريد قنوات رخف السروال وهز البطن للتفاخر ولتمييع الأجيال فله كل العون والمساعدة لإنجاز ذلك.

غير أن أخطر قرار لبني نهب هو أنه يجب أن تُعلّم الرعية وجحافل الغاشي أكل الشعير وما دون الشعير, حتى لا يطمعون في القمح وما فوق القمح فهذا مخصص لسلالة المختارين,وزاد البراح بصوت أعلى,لأجل ذلك فلتفتح تجارة الحاويات على مصرعيها, ولتغلق المصانع والمزارع إستجابة لطلب صندوق النقذ الدولي, وليُربط ميناء الجزائر بميناء جبل علي في الإمارات,ولتستورد كل السلع المنتهية الصلاحية ولتمتليء المستشفيات والمقابر, ولتغمض أعين رجال الجمارك والضرائب حتى تمتليء أقبية بني نهب بأكياس الدنانير ثم الدولارات….وليعود عشرات الآلاف من العمال إلى عشائرهم فلا عمل لهم بعد اليوم,ليصلوا أو يحجوا أو يشحذوا.

لأجل تنفيذ قرارات أعيان بني نهب وجنرالات ديغول, يجب تجنيد مئات الآلاف من الشباب لحفظ النظام ولمكافحة الشغب الذي قد ينتج عن إنتفاضة الشعب,كما يجب البحث عن راع لهذا الشعب يحسن المراوغة والتبهتين, وليوظف سكرتيرا يسرح العمال ويكون مكلفا بكل الأعمال القذرة, ومعه حكومة فيها الكثير من الطبالين والشياتين.وليبنوا حولهم ديوان المبندربن من الأحزاب ومن أشباه المثقفين ونخب تاخير الزمان.

ومنذ ذلك الوقت ياسادة, والبهجة تغتصب كل يوم من طرف شياطين بني نهب, ولا ندري كم إبن غير شرعي إسمه التبعية والتخلف والمسخ الثقافي والجريمة….ستلد حسناء مزغنة ذات يوم.


غدير ام الحناش جبال اعالي تمزغيدة نقطة الحدود بين جيجل وسطيف
466004_498031483579713_1033984733_o

حدود بلديتي بوراوي بلهادف وأولاد يحي جيجل:
462527_10201200097113949_1569639250_o

تازة بوراوي بلهادف جيجل:
250780_219977028122478_1058609412_n[1]

الزان أولاد عسكر أعالي جيجل:
cimg27801.jpg

كيف تعيش بألف دينار في الأسبوع؟


أحسن بوشة
قصة واقعية جميلة

article-2322925-19B939F9000005DC-480_634x414
article-2322925-19B93F93000005DC-878_634x615

جاكي هي سيدة إنجليزية تعيش مع إبنها الوحيد,كانت بطالة وتعيش من إعانات الدولة,سمعت أحد الوزراء يقول أنه يستطيع العيش على ستين جنيها في الأسبوع,ثم تبعته نائبة برلمانية وجربت العيش بعشرين جنيه في الأسبوع….جاكي تحذتهم وعاشت هي وولدها بعشرة جنيهات في الأسبوع, وزادت نظمت حملة خيرية وجمعت أكثر من ألفين جنيه للفقراء.
فتحت مدونة خاصة بها وبدأت تضع طرق لطبخ أكلة لذيذة فلافل او برغر وغيرها بربع جنيه فقط….أصبحت جاكي معروفة وحولت مدونتها إلى كتاب إشترت دار بينغوين حقوق طبعه ,وأصبحت هاته السيدة تعمل كصحفية في الجريدة المحلية ,ونجحت في التغلب على واقع مزري كانت تعيشه….إبداع وإرادة….

article-2322925-19BA4A21000005DC-848_306x529
بقي أن أشير إلى تجربتي الشخصية لما كنت تلميذا في القصبة سنة 1973,قضينا شهر رمضان بالكامل بثلاثين دينار للفرد, ربما ما يعادل ثلاثة ألاف دينار الآن,كنا خمسة أفراد كل يوم الشربة باللحم والخبز,نطهي طبق الشربة بالشحم أو اللحم والحمص فوق الريشو دي الغاز! كغ اللحم كان ثمنه عشرة دنانير.
وبعدها سنة 1976 كنت في ثانوية الأمير عبد القادر وكنت أعيش على عشرة دنانير في الأسبوع للعشاء وحليب الصباح.والعشاء هو كأس رايب ونصف خبزة,أو مشطة سردين ونصف خبزة.
كما أتذكر سنة 1971 إقتسام نصف خبزة بالكارانطيطا وثمنها اربعة دورو أو عشرين سنتيم. للغذاء مع أخي الأكبر صالح.

new pic 023

من يحكم الجزائر؟


خريطة توزيع الثروة في الجزائر
الطبقة العليا:يشكلون أقل من خمسة بالمئة من الشعب,أو حوالي مليون جزائري يملكون أغلب الثروة, وهم كلهم اباندية,فيهم الملياردير والميغاملياردير كربراب وحداد وطحكوت وصاحب لابال وبلاط,فيهم الرئيس ورئيس الرئيس والوزير والمدير والنائب والوالي والضابط والإطار,هؤلاء كلهم غمسوا بطرق عادة ما تكون غير شرعية,هم يتحكمون في المال والأعمال وإتخاذ القرار,أغلبهم يهربون أموالهم وأولادهم إلى الغرب,لهم عقد إتجاه العربية والإسلام والثقافة الوطنية وقد شكلوا شركات وتحالفات ومصاهرات بين بعضهم البعض.
الطبقة الثانية :تشكل حوالي حوالي عشرة بالمئة من السكان,تتكون من التجار والإطارات والدبلوماسيين والمقاولين المتوسطين والصغار, هؤلاء يستحوذون على عشر الثروة, وهم شبه طبقة متوسطة,هم كالنعامة جبناء ورزقهم يعتقدون أنه حلال, ينعمون بالعيش,ولا يريدون مواجهة البقارة واللصوص الكبار, بل غالبا ما يكونون في خدمتهم أو يشكلون واجهة براقة للسيسثام, ورغم أنهم يعرفون أن أجورهم وإمتيازاتهم مبالغ فيها وبعتبرونها غنيمة,فهم يسكتون عن السرقات الكبرى لأنهم ليس شركاء فيها ولا يتحملون الوزر..ولأنهم لا يريدون فقدان نعيمهم.
وأخيرا هناك البقية الأغلبية الساحقة من الشعب, تملك حصة صغيرة جدا من الثروة وتعارك الحياة ومشاكلها,هؤلاء فيهم الموظف البسيط والمعلم والممرض والفلاح والتاجر الصغير والبطال والجندي والشرطي والطالب,هؤلاء يتاجرون مع بعضهم البعض, وفيهم من تحمل المشاق وبنى بيتا وفيهم من تحصل على شقة بنيت من ريع البترول أو يملك سيارة متواضعة,مستوى تغذيتهم وصحتهم وتمدرسهم ونوعية الخدمات التي يتلقونها كلها مغبونة أو رديئة,هؤلاء هم جيوش البناء لو وجدوا طبقات ونخب عليا قديرة وقادرة على تنظيمهم وحشدهم بطرق عصرية لخوض معركة البناء.
لكن مع وجود خيانة عظمى في الطبقة الأولى, وجبن وإنتهازية في الطبقة الوسطى, ولا مبالاة ويأس في صفوف الأغلبية الساحقة,فإن عناصر بناء الحضارة كالإنسان والمال والأرض تبقى مهدورة,والعلم والعمل مهمشين, ولهذا فإننا نتجه نحو الهاوية وكلنا مسؤولون عن ذلك.

أحسن بوشة

أمير قطر يرسل ترسانة من العلماء لتدجين غزة!


08qpt950

screen11الدكتور ” محمود الزهار ” يتعــّرض لـلإعتداء الشديد والضرب المبرح من قبل مجهولين بـسبب موقفه المعارض لزيارة “القرضاوي” إلى غزة

أمير قطر يرسل ترسانة من العلماء لتدجين غزة!
وصلت يوم أمس الأربعاء إلى مطارالعريش المصري طائرة قطرية خاصة وعلى متنها 45 عالما ورجل دين لينتقلوا بعدها إلى فلسطين المحتلة وسط ترحيب كبير من حكومة حماس ومعارضة حركة فتح وفصائل أخرى.
السؤال الكبير هو ما الهدف من هاته الزيارة الممولة قطريا،من يقف وراءها ومن يستفيد منها ياترى؟
إن غزة تعتبر أرض فلسطينية محتلة ولن تنل إستقلالها إلا بإحدى الطريقتين، المقاومة أو المقايضة، المقاومة بكل الطرق المسلحة والإنتفاضة ،أو بمقايضة القدس ويهودية إسرائيل وعودة اللاجئين والمستوطنات مقابل شبه دولة وشبه إستقلال.
إذا كان خالد مشعل قائد حماس مستقر في الدوحة،وإذا كانت الدوحة مشيخة أمريكية، فهل من المعقول أن يذهب القرضاوي إلى غزة بطائرة قطرية خاصة وبتنظيم خالد مشعل وحماس، ونقول أن ذلك يصب في باب الجهاد ومناصرة المقاومة……
هناك طبخة أمريكية جديدة تطبخ لفلسطين، عرابها جون كيري وزير خارجية أمريكا وأدواتها الخليج وتركيا وحتى مصر،ومذاقها التدجين لحماس بالمال القطري وبالعلماء والسياسيين العرب،وعواقبها إجهاض أي مقاومة مسلحة والتنازل عن الثوابت التاريخية….فأرقصوا يايهود فإن جيش محمد سوف لن يعود.
الشيخ القرضاوي أفتى بتحريم زيارة القدس لكي لا تعطى شرعية للإ إحتلال الإسرائيلي، فكيف يزور غزة بموافقة إسرائيل وهي محتلة؟
لو أرادت إسرائيل منعه لمنعته كما فعلت مع رمضان شلح من قبل.
القرضاوي وعائلته رهينة عند أمير قطر وهو من أراده أن يذهب إلى غزة لتدجينها…..ربما الكبر يجعله ضعيف الإرادة ومصالح عائلته كذلك.

مقالات أحسن بوشة


وداعا للقائد المجاهد علي كافي عريس بني افتح جيجل!

271085_1820767201109_4267279_a[1]أحسن بوشة – 16/04/2013

إنتقل المجاهد الرئيس علي كافي إلى جوار ربه صبيحة اليوم الثلاثاء 16أفريل 2013 ,الشاب المناضل, المدرس, الجندي والضابط في جيش التحرير الوطني,عمل تحت قيادة ديدوش مراد وزيروت يوسف ولخضر بن طوبال, ثم عقيدا وقائدا للولاية الثانية,ولاية الشمال القسنطيني المجيد.

بعد عودة الشهيد البطل زيروت يوسف من مؤتمر الصومام قطع جبال ووديان جيجل ومر عبر المداشر الثائرة, وبعدما أمن له جنود مناطق يشرف عليها المجاهد البطل المرحوم سي احمد بلعبني وجنود الشهيد البطل البركة العبور عبر جبال جيجل والشقفة وبرج الطهر حتى وصوله إلى واد اليرجانة, قرب حدود عرش بني يدر وعرش بني عيشة وبني افتح(بلدية بوراوي بلهادف الآن)….حيث أمنت له الحراسة فرقة من جنود المنطقة بقيادة الشهيد عمار بوالطين.

وهناك في قرية بوالسبع الجميلة قضى زيروت يوسف ليلة سمر وقصص البطولات, وهموم الثورة بعد مؤتمر الصومام مع مجاهدي مرتفعات الميلية.

ويحكى أن القائد زيروت يوسف كان قد إستأنس بحماس وشجاعة أسود اليرجانة ومرتفعات جيجل والميلية, فأفرغ لهم ما في قلبه حول مستقبل الثورة ومؤتمر الصومام, وهذاحسب شهود عيان لمحاورة زيروت وبوالطين في تلك الليلة .

بعد أسابيع إستشهد قائد الولاية زيروت يوسف وهو في طريقه إلى الأوراس لتبليغ الولاية الأولى نتائج مؤتمر الصومام وللمساعدة في تنظيمها بعد فقدان قادتها, وخلفه المرحوم سي لخضر أو سي عبدالله بن طوبال قائد المنطقة الثانية على رأس الولاية.

في صائفة 1957 وعندما مرور كريم بلقاسم بالولاية الثانية في طريقه إلى تونس إصطحب معه قائد الولاية الثانية بن طوبال لحضور ملتقى المجلس الوطني للثورة الجزائرية, وعين عضوا في المجلس التنسيقي ثم وزيرا للداخلية في الحكومة المؤقتة.وهنا جاء دور العقيد علي كافي ليتولى مسؤولية قيادة الولاية الثانية من مشاط نواحي بني فرقان وواد الزهور, ثم من تازة أولاد مسعودة ببني افتح ومن أولاد عسكر المجاورة بأعالي الميلية و جيجل…وكانت منطقتنا في ذلك الوقت يقود الجهاد فيها أبطال أمثال سي مسعود بوعلي وسي المختار بن الدخلي والحسين رويبح ولعبني أحمد رحمهم الله جميعا.

أتذكر ونحن صغارا بعد الإستقلال كنا نسكن في سفح جبل لمسيد والعسة قرب تازة ببوراوي بلهادف, كنا نقضي ليالي الشتاء حول كانون الحطب وتحت ضوء المصباح الغازي التقليدي, كنا نستمتع بحكايات رائعة وخالدة مباشرة ممن عايشوها بالأمس القريب ,كيف عايشها الأهالي في بني افتح وبني عيشة يوم بيوم حتى الإستقلال,وكان الحديث تصحبه نغمة من الفخر بالمنطقة وتضحياتها,كيف لا ونحن لازلنا نعيش في نفس البيوت والأكواخ المحروقة, والغابة والحقول التي سكنتها الولاية وجرت فيها البطولات…بل كنا لازلنا نشم رائحة البارود ونكاد نسمع صرخات الجهاد وأنين المعذبين من طرف بوعصية ولاصاص….هناك في سفح جبل لمسيد يقع المجلس حيث كان السبيطار أو المستشفى,وفي تلك المغارة كان يعالج الجنود,وقريبا كان مركز التموين والضيافة لأن ناحيتنا من المنطقة الثانية للولاية الثانية كانت ناحية تموين للثورة,زيت الزيتون المحلي ومن مشاط, والقمح والشعير المجلوب فوق البغال والحمير من نواحي ميلة عبر ما يسمى بالقوافل أو السلسلة..وهناك قرب تازة كانت أكواخ مقر الولاية والجيش محتمية بجبل العسة المقابل لبرج الطهر,هناك عرف الأهالي القائد الشاب علي كافي.

اولاد مسعودة ,بوراوي بلهادف, كانت مضيافة للمرحوم ورفاقه حيث جلبت عنزة خاصة من أولاد عسكر لتوفير الحليب لقائد الولاية,وكان أبني عمي الأستاذ المتقاعد عمار يسرح عنزة القائد!

كان المرحوم سي علي يركب فرس بيضاء يتنقل بها في تازة وفي المناطق الأخرى في الولاية,ويجلس في مقهى تحت صخرة في الزان ومعه نائبه صوت العرب,وعندما تزوج علي كافي قامت نسوة عائلات بوقرة المجاورة للولاية بفتل الطعام كما حكت زوجة عمي التي شاركت في تحضير العرس وتبرع المواطنون بالزيت والزبدة,ويقال أن عمي المختار بوراوي جلب عتروس لذبحه في العرس, وكانت العروس من جيجل,وأفرغ بيت جدي الطيب بلخلفة بوشة القريب لإسكان كوماندوس الولاية.

لما إكتشفت فرنسا مكان الولاية في أولاد مسعودة شنت عليها غارة جوية بربرية ,شاركت فيها أكثر من 100طائرة ومروحية وقتلت وجرحت العشرات من النساء والأطفال في 20ماي 1958 ,ولجأت القيادة إلى مشاط ثم حولوا المقر إلى لمنازل في أولاد عسكر المجاورة, وهناك كان مؤتمر عقداء الداخل وحضره قادة أربع ولايات ومنهم سي الحواس وعميروش وبوقرة,غير أن المضيف العقيد علي كافي لم يحضر ذلك الإجتماع وقد عاتبه الشهيد اعميروش على ذلك بعد أن شكره على الضيافة وكان لغياب المرحوم علي كافي عن مؤتمر العقداء بالجارة اولاد عسكر علاقة بالخلاف الذي نتج بين قيادة الداخل والخارج منذ مؤتمر الصومام.

بعد بني افتح تنقلت الولاية الثانية إلى اولاد عسكر ومناطق أخرى ,وعندما ذهب علي كافي إلى تونس سنة 1959 حكم الولاية نائبه العقيد بوبنيدر بالنيابة لمدة سنتين, ثم أصبح قائدا حتى الإستقلال.

الرئيس علي كافي أدى واجبه وقت الثورة وكسفير بعد الإستقلال,أما توليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة بعد إنقلاب 1992 فهذا الأمر متروك للشعب وللتاريخ للحسم فيه,لقد عبر منذ سنوات عن خيبة أمله وأعترف بالكوارث التي آلت إليها الجزائر تحت قيادة جيله وتحت قيادته وقيادة رفاقه,غير أن جيل الإستقلال له رأي آخر,فهؤلاء القادة لهم ماضي ثوري مشرف وحاضر يتميز بالفشل الذريع في بناء جزائر الإستقلال.

كما أن هناك سؤال مهم وهو كيف لقائد ولاية تاريخية من رفاق زيروت يوسف,أن يضع نفسه تحت تصرف ضباط صادروا حق الشعب في إنتخابات حرة ووضعوه على رأس مجلس إنقلابي,خاصة وأن دماء قائد ثوري آخر وهو الرئيس المرحوم بوضياف,الذي قتل تحت أعين هؤلاء الضباط الذين كان البعض منهم في الجيش الفرنسي عندما كان هو قائد جيش التحرير في الشمال القسنطيني,لم تجف بعدا؟

الخلاصة أن الشعب في بوراوي بلهادف فتح ذراعيه للثورة وفرح معها وجاع معها وكافح معها منذ اليوم الأول, وقدم كل مايملك للثورة وقيادتها,وهو شعب يفتخر بذلك وهو كذلك مازال ينتظر من الدولة أن تقوم بواجبها نحوه,الشعب جاهد في سبيل الله والوطن وذلك كان واجبه على كل حال, لكنه لا يفهم كيف يهمش بهاته الطريقة بعد تضحياته خاصة وهو يرى اماكن أخرى تتنعم بالإستقلال.

علي كافي رحل فرحمة الله عليه لكن الرسالة لمن بقي من رفاقه هي كيف يطيب لكم العيش في المدن, والمداشر التي إحتضنت الثورة آوتكم بالأمس كتازة ولمنازل وبوالسبع لا زالت نساؤها تحملن الماء فوق رؤوسهن من الينابيع ولازالت الطرقات بدائية ونصف الأهالي مهجرون إلى المدن بحثا عن مدرسة وعيادة لأطفالهم وعن شغل لأنفسهم؟

مركز الولاية الثانية ولاية الشمال القسنطيني لم يتغير كثيرا عن عهد الإستعمار ,وهي خيانة كبيرة لذكرى الشهداء وللشعب وللتاريخ,إن نسيان علي كافي ورفاقه للمداشر التي آوتهم ونصرتهم والتي لم يزوروها منذ مغادرتهم لها قبل الأستقلال هو أمر يتكلم عنه سكان مداشر الشمال القسنطيني بخيبة أمل وبمرارة كبيرة حتى اليوم.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

293717_460204250664290_96828963_n
غلطة الرئيس بوتفليقة وحقيقة المصالحة الوطنية في الجزائر!
أحسن بوشة – 16/04/2013

أوردت في مقالة سابقة الموبقات أو المعلقات العشرة لبني نهب في الجزائر, وقلت أنه لا أمل في علاج فعلي لأي من هاته الموبقات في ضل نظام الحكم الحالي,ففي بقاء الوضعية كما هي عليه تكمن حياة النظام وإستمراريته,سيراوغ النظام بترقيعات وتمويهات وشبه إصلاحات ماكرة للإلتفاف حول الإحتجاجات الشبابية ولتجاوز الرعب الذي أحدثه الربيع العربي في صفوفه,لكن العلاج الصحيح سوف لن يتم إلا بتغيير النظام برمته من جذوره, لا أقل ولا أكثر
هذا المقال يتكلم عن كيف إستعملت السلطة قانون المصالحة الوطنية وكيف إستغلت العاطفة الشعبية وجنح الشعب للسلم لتحكم قبضتها على الحكم في الجزائر وعلى ثروات الجزائر.

*جنرالات حرب البسوس في الجزائر وفارسهم المختار:

خرج المجتمع الجزائري من عشرية حرب البسوس المفروضة عليه منهكا ويقطر دما,لقد فقد قرابة ربع مليون قريب وعزيز, وسكنه رعبا لا مخرج منه إلا سِلما دائما,ففكرت الناس حينها في أمنها ونست بطونها إلى حين….

وهنا جاءت الفرصة مناسبة للذين جاؤوا على ظهر دبابة, و داسوا على الشرعية الشعبية وعلى الدستور, وألغوا الإنتخابات, وقتلوا رئيسا, بإسم حماية الجمهورية, قلت جاءت فرصتهم ليخرجوا من ورطتهم وليستردوا أنفاسهم وربما سينجون من العقاب لاحقا.

كانت الآداة لتحقيق ذلك هي قانون الوئام المدني والذي تم تحويره إلى مصالحة وطنية, فتخلصوا من الجنرال زروال رئيسا ومن المرحوم مهري امينا عاما للأفلان وجاؤوا برجل الإجماع…رجل له مقدرة ديبلوماسية ومقدرة على دغدغة عواطف الجماهير ومخاطبة الدول,رجل كان غائبا عن العشرية الدموية كذلك…..ونعم كانت له سوابق عدلية وملف فساد كذلك.

وأنطلق فارس الجنرالات في حملة إنتخابية, يصول ويجول ويخطب ويغضب,يبتسم ويعبس,يعطي الوعود ويبشر بعهد جديد,يخوف من الجنرالات ويطلب من الشعب مساعدته في تطويعهم,فقط ليلتفت إلى الجنرالات ويقول لهم لا تقلقوا فمصالحكم وغنيمتكم محفوظة فهذا الحديث لذر الرماد في العيون وهو جزء من العرض لا غير!

عندما أصبح بوتفليقة رئيسا بصلحياته جاء بقانون الغالب والمغلوب,وبدأت مسرحية الخبث والمكر…من يريد سلما يقول نعم؟

لكن السم كان مدسوسا في الدسم, يجب أن يجرم كل من يشكك ويتكلم بوجود طرفين متعادلين في حرب البسوس,فقط كانت هناك قبيلة متعدية مجرمة وحيدة هي تغلب, وعليها أن تشرب من الماء العكر, وتأكل من فتات قبيلة بني بكر.

التغالبة وزيرهم وكليبهم وبلحاجهم هم من قتلوا البسوس وأحدثوا الحرب والدمار, أما بكر وجساسها وجنرالاتها فهم من حموا البلاد والعباد…رفعت الأقلام وجفت الصحف.

وهكذا وضع قانون المصالحة ليغلق الباب أمام الفيس وغير الفيس,وليحصن من داس على الدستور وألغى إلإنتخابات الشرعية وأرسل البلاد إلى حرب أهلية.

*قانون المصالحة ومعاهدة الغالب والمغلوب:

ومعنى قانون المصالحة الوطنية كما تفهمه السلطة هو أن هناك غالبا ومغلوبا في حرب التسعينات,وحرب التسعينات يجب أن تفهم بوسطها فقط, لا بأسبابها وبدايتها, ولا بخاتمتها ومن ساهم في إخماد نارها.

وبناءا على ماسبق فالمتسبب في الأزمة واحد, والعدو واحد وهو من قتل وإغتصب ويجب أن يقصى ويعاقب إلى يوم الدين,وهو كل ملتحي او له عضوية في الجبهة الإسلامية للإنقاذ,لا فرق بين جدي بوخمخم وبلحاج وبين زيتوني وزوابري ولعيايدة, ولهذا جاء قانون المصالحة ليجسد ذلك ويضعه في عقول الناس..والنتيجة أن من ألغى الإنتخابات ودفع الرئيس الشاذلي للإستقالة وداس على الدستور وقتل الرئيس بوضياف, لا حرج عليه ولا ذنب له ,لأنه كان يريد حماية الدولة من الإنهيار وبالتالي فلا عقوبة تنتظره بل يعاقب من يتعرض له.

أي أن من سلم سلاحه ونزل من الجبل من جماعة الأيياس في نهاية عهد زروال وبداية عهد بوتفليقة وتاب وساعد في إنهاء الفتنة وأعطيت له وعود بممارسة حقوقه السياسية والإجتماعية والإقتصادية بعد حين, فجزاؤه أن يحشر مع أمراء الدم والموت الذين إرتكبوا المجازر الكبرى والصغرى فكلهم إسلاماويين,وكلهم معفيين من مهامهم ومنبوذين و مقصيين من السياسة والإقتصاد والحكم إلى يوم يبعثون.

أتذكر مناقشات جرت في بداية هذا القرن بين السلطة وهؤلاء المواطنون المغضوب عليهم,وكان الوزراء والشخصيات الوطنية يقولون لجماعة الجبهة الإسلامية أصبروا حتى تلتئم الجراح ثم يسمح لكم بإسترداد حقوقكم السياسية , لقد أتضح الأمر الآن أنه لم تكن تلك إلا مكيدة من بني نهب لإقصاء كل معارض له مصداقية في هذا الوطن المسكين,كما أتضح الأمر بأن كل خطابات الرئيس وخطابات زمر الإعتلاف كانت ومازالت تهدف إلى بقاء نفوذهم وفسادهم وسلطتهم خاصة وأن الريع يتزايد عام بعد عام.

*خديعة قانون المصالحة أوعندما تستيقظ البطون:

لكن المشكل الذي ظهر بعد ذلك أن البطون بدأت تسترجع صراخها ووعيها على حساب العقول التي إتجهت إلى تفضيل السلم والأمن على الجوع في البداية,فما كان من سحرة فرعون في السلطة إلا أن مارسوا معادلة الترغيب والترهيب ومقايضة الجوع بالأمن,وكل من تكلم عن إنتخابات التسعينيات وعن علي بلحاج أو غيره فهو يريد إرجاع الجزائر إلى عشرية الدم.

,كل نقابي حر يريد تغيير فهو مشوش وفوضوي,كل متظاهر من أجل تغيير ضروفه المزرية فهو مسخر من جهات سياسوية أو أجنبية ,وكل من نادى بالتغيير قيل له أصبر فالتغيير يطبخ على نار هادئة ولا يجب إستعجاله وهكذا…التخويف من الإصلاح والتغيير لأن هذا قد يطعم الناس من جوع لكنه لا يؤمنهم من خوف….خدعة ومكر كبير,لكن السلطة غبية فصراخ البطون إذا لم يستجاب له سيعمي الأبصار وسيدفع بالناس إلى الثورة والعنف آجلا أو عاجلا.

إن أي مصالحة وطنية كان يجب أن تكون مصالحة الشجعان,لا غالب ولا مغلوب,فحرب التسعينات كانت حرب قذرة, حرب جاءت كنتيجة للفشل في تسيير وطن مستقل,وهي حرب كان الرابح فيها خاسر ولا شك…غير أن بعض المغامرين فهموها كحرب إنتهت بإنتصار الجيش على الإسلاميين وبالتالي فهي شروط الجيش والنظام على حساب التائبين,لكن الجيش والشرطة كلهم مسلمون وعائلاتهم مسلمة فلماذا المغالطة والنبذ والإقصاء؟ وتلك كانت غلطة بوتفليقة فارس المصالحة الوطنية,هي غلطة يجب تصحيحها وإظهار حقيقة ماحدث في التسعينات ورفع الإقصاء عن الجبهة الإسلامية كذلك .

ربما يمكن القول ان زمر السلب والنهب قد نجحت في تأسيس الجمهورية الثانية بعدما أسقط الشباب البطال والشعب جمهوريتهم الأولى سنتي 88و92 ,لكنهم يرتعدون الآن خوفا من ملايين الشباب البطال والذي قد يقلب عليهم الطاولة في أول فرصة يفقدون ورقتهم الرابحة وهي ريع البترول.

في الأخير أعتقد أن مشروع المصالحة الوطنية كان فاشلا و كان إسما على غير مسمى,فالأمن الذي نتج عن تراجع الإرهاب غلبه الآن اللاأمن الناتج عن تصاعد الجريمة بكل أنواعها,كما أن من فقد عمله أو أختطف إبنه لم يسترجع حقوقه حتى اليوم بينما حقق الطرف الآخر ثروات طائلة..وبالتالي فقانون المصالحة يجب أن يسمى قانون المغالطة والخديعة لإحكام القبضة على رقابنا نحن الجزائريين.

كماأعتقد أن الأمر إتضح الآن بما لايدع مجالا للشك في أن كرة الوطن تتدحرج نحو الهاوية, وكل من ينادي ببقاء الرئيس أو خليفة له من نفس النظام الحالي فهو يشارك في قذف الكرة لتتدحرج أكثر..الجزائر الآن عادت إلى ماقبل اكتوبر 1988 بل أسوأ من ذلك ,وسيحاسبنا التاريخ على عدم فعل أي شيء لإنقاذها وهي متجهة نحو السقوط…فالجزائر اليوم أصبحت سفينة إختطفها بنو نهب ويقودها حثالة القوم نحو الجحيم.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
DSCF8080

مصالحة بني نهب في الجزائر وغنيمة السوناطراك! | بقلم أحسن بوشة
8 أبريل 2013

أوردت في مقالة سابقة الموبقات أو المعلقات العشرة لبني نهب في الجزائر, وقلت أنه لا أمل في علاج فعلي لأي من هاته الموبقات مع نظام الحكم الحالي,ففي بقاء الوضعية كما هي عليه تكمن حياة النظام وإستمراريته,سيراوغ النظام بترقيعات وتمويهات وشبه إصلاحات ماكرة للإلتفاف حول الإحتجاجات الشبابية ولتجاوز الرعب الذي أحدثه الربيع العربي في صفوفه,لكن العلاج الصحيح سوف لن يتم إلا بتغيير النظام برمته من جذوره, لا أقل ولا أكثر.
هذا المقال يتكلم عن كيف إستعملت السلطة قانون المصالحة الوطنية وكيف إستغلت العاطفة الشعبية وجنح الشعب للسلم لتحكم قبضتها على الحكم في الجزائر وعلى ثروات الجزائر وسيكون من المستحيل إقناع حكام الجزائر اليوم بفتح اللعبة السياسية للجميع فهم يريدون ان يراقبوا مافي الخزينة من غنائم لوحدهم,وتماما كما حكم العسكر والآفالان الجزائر بإسم الشرعية الثورية غداة الإستقلال فهم يحكمون الجزائر منذ مطلع القرن بإسم الشرعية الأمنية والإنتصار على الإرهاب..

*جنرالات حرب البسوس في الجزائر وفارسهم المختار:
خرج المجتمع الجزائري من عشرية حرب البسوس المفروضة عليه منهكا ويقطر دما,لقد فقد قرابة ربع مليون قريب وعزيز, وسكنه رعبا لا مخرج منه إلا سِلما دائما,ففكرت الناس حينها في أمنها ونست بطونها إلى حين….
وهنا جاءت الفرصة مناسبة للذين جاؤوا على ظهر دبابة, و داسوا على الشرعية الشعبية وعلى الدستور, وألغوا الإنتخابات, وقتلوا رئيسا, بإسم حماية الجمهورية, قلت جاءت فرصتهم ليخرجوا من ورطتهم وليستردوا أنفاسهم وربما سينجون من العقاب لاحقا.
كانت الآداة لتحقيق ذلك هي قانون الوئام المدني والذي تم تحويره إلى مصالحة وطنية, فتخلصوا من الجنرال زروال رئيسا ومن المرحوم مهري امينا عاما للأفلان وجاؤوا برجل الإجماع…رجل له مقدرة ديبلوماسية ومقدرة على دغدغة عواطف الجماهير ومخاطبة الدول,رجل كان غائبا عن العشرية الدموية كذلك…..ونعم كانت له سوابق عدلية وملف فساد كذلك.
وأنطلق فارس الجنرالات في حملة إنتخابية, يصول ويجول ويخطب ويغضب,يبتسم ويعبس,يعطي الوعود ويبشر بعهد جديد,يخوف من الجنرالات ويطلب من الشعب مساعدته في تطويعهم,فقط ليلتفت إلى الجنرالات ويقول لهم لا تقلقوا فمصالحكم وغنيمتكم محفوظة فهذا الحديث لذر الرماد في العيون وهو جزء من العرض لا غير!
عندما أصبح بوتفليقة رئيسا بصلحياته جاء بقانون الغالب والمغلوب,وبدأت مسرحية الخبث والمكر…من يريد سلما يقول نعم؟
لكن السم كان مدسوسا في الدسم, يجب أن يجرم كل من يشكك ويتكلم بوجود طرفين متعادلين في حرب البسوس,فقط كانت هناك قبيلة متعدية مجرمة وحيدة هي تغلب, وعليها أن تشرب من الماء العكر, وتأكل من فتات قبيلة بني بكر.
التغالبة وزيرهم وكليبهم وبلحاجهم هم من قتلوا البسوس وأحدثوا الحرب والدمار, أما بكر وجساسها وجنرالاتها فهم من حموا البلاد والعباد…رفعت الأقلام وجفت الصحف.
وهكذا وضع قانون المصالحة ليغلق الباب أمام الفيس وغير الفيس,وليحصن من داس على الدستور وألغى إلإنتخابات الشرعية وأرسل البلاد إلى حرب أهلية.

*قانون المصالحة ومعاهدة الغالب والمغلوب:
ومعنى قانون المصالحة الوطنية كما تفهمه السلطة هو أن هناك غالبا ومغلوبا في حرب التسعينات,وحرب التسعينات يجب أن تفهم بوسطها فقط, لا بأسبابها وبدايتها, ولا بخاتمتها ومن ساهم في إخماد نارها.
وبناءا على ماسبق فالمتسبب في الأزمة واحد, والعدو واحد وهو من قتل وإغتصب ويجب أن يقصى ويعاقب إلى يوم الدين,وهو كل ملتحي او له عضوية في الجبهة الإسلامية للإنقاذ,لا فرق بين جدي بوخمخم وبلحاج وبين زيتوني وزوابري ولعيايدة, ولهذا جاء قانون المصالحة ليجسد ذلك ويضعه في عقول الناس..والنتيجة أن من ألغى الإنتخابات ودفع الرئيس الشاذلي للإستقالة وداس على الدستور وقتل الرئيس بوضياف, لا حرج عليه ولا ذنب له ,لأنه كان يريد حماية الدولة من الإنهيار وبالتالي فلا عقوبة تنتظره بل يعاقب من يتعرض له.
أي أن من سلم سلاحه ونزل من الجبل من جماعة الأيياس في نهاية عهد زروال وبداية عهد بوتفليقة وتاب وساعد في إنهاء الفتنة وأعطيت له وعود بممارسة حقوقه السياسية والإجتماعية والإقتصادية بعد حين, فجزاؤه أن يحشر مع أمراء الدم والموت الذين إرتكبوا المجازر الكبرى والصغرى فكلهم إسلاماويين,وكلهم معفيين من مهامهم ومنبوذين و مقصيين من السياسة والإقتصاد والحكم إلى يوم يبعثون.
أتذكر مناقشات جرت في بداية هذا القرن بين السلطة وهؤلاء المواطنون المغضوب عليهم,وكان الوزراء والشخصيات الوطنية يقولون لجماعة الجبهة الإسلامية أصبروا حتى تلتئم الجراح ثم يسمح لكم بإسترداد حقوقكم السياسية , لقد أتضح الأمر الآن أنه لم تكن تلك إلا مكيدة من بني نهب لإقصاء كل معارض له مصداقية في هذا الوطن المسكين,كما أتضح الأمر بأن كل خطابات الرئيس وخطابات زمر الإعتلاف كانت ومازالت تهدف إلى بقاء نفوذهم وفسادهم وسلطتهم خاصة وأن الريع يتزايد عام بعد عام.

*خديعة قانون المصالحة للإستيلاء على غنائم السوناطراك:
لكن المشكل الذي ظهر بعد ذلك أن البطون بدأت تسترجع صراخها ووعيها على حساب العقول التي إتجهت إلى تفضيل السلم والأمن على الجوع في البداية,فما كان من سحرة فرعون في السلطة إلا أن مارسوا معادلة الترغيب والترهيب ومقايضة الجوع بالأمن,وكل من تكلم عن إنتخابات التسعينيات وعن علي بلحاج أو غيره فهو يريد إرجاع الجزائر إلى عشرية الدم.
,كل نقابي حر يريد تغيير فهو مشوش وفوضوي,كل متظاهر من أجل تغيير ضروفه المزرية فهو مسخر من جهات سياسوية أو أجنبية ,وكل من نادى بالتغيير قيل له أصبر فالتغيير يطبخ على نار هادئة ولا يجب إستعجاله وهكذا…التخويف من الإصلاح والتغيير لأن هذا قد يطعم الناس من جوع لكنه لا يؤمنهم من خوف….خدعة ومكر كبير,لكن السلطة غبية فصراخ البطون إذا لم يستجاب له سيعمي الأبصار وسيدفع بالناس إلى الثورة والعنف آجلا أو عاجلا.
إن أي مصالحة وطنية كان يجب أن تكون مصالحة الشجعان مصالحة لم الشمل,لا غالب ولا مغلوب,فحرب التسعينات كانت حرب قذرة, حرب جاءت كنتيجة للفشل في تسيير وطن مستقل,وهي حرب كان الرابح فيها خاسر ولا شك…غير أن بعض المغامرين فهموها كحرب إنتهت بإنتصار الجيش على الإسلاميين وبالتالي فهي شروط الجيش والنظام على حساب التائبين,لكن الجيش والشرطة كلهم مسلمون وعائلاتهم مسلمة فلماذا المغالطة والنبذ والإقصاء؟ وتلك كانت غلطة بوتفليقة فارس المصالحة الوطنية,هي غلطة يجب تصحيحها وإظهار حقيقة ماحدث في التسعينات ورفع الإقصاء عن الجبهة الإسلامية كذلك .
ربما يمكن القول ان زمر السلب والنهب قد نجحت في تأسيس الجمهورية الثانية بعدما أسقط الشباب البطال والشعب جمهوريتهم الأولى سنتي 88و92 ,لكنهم يرتعدون الآن خوفا من ملايين الشباب البطال والذي قد يقلب عليهم الطاولة في أول فرصة يفقدون ورقتهم الرابحة وهي ريع البترول.
في الأخير أعتقد أن مشروع المصالحة الوطنية كان فاشلا و كان إسما على غير مسمى,فالأمن الذي نتج عن تراجع الإرهاب غلبه الآن اللاأمن الناتج عن تصاعد الجريمة بكل أنواعها,كما أن من فقد عمله أو أختطف إبنه لم يسترجع حقوقه حتى اليوم, بينما حقق الطرف الآخر ثروات طائلة, وأهم من ذلك أن المواطن أصبح سجين لمقايضة التسلط بالأمن والإستقرار,أي أنه لن يكون هناك إستقرر بدون القبول بقبضة أمنية مسلطة على رقابهم.
لقد كانت مصالحة أمنية فقط, ركزت على توفير مناخ أمني مناسب لجماعة بني نهب لتغترف من الغنائم ما لم تكن لتحلم به في ظل وجود حكم ديمقراطي حقيقي, وأهملت بل حاربت المصالحة السياسية وإعطاء كل ذي حق حقه,وجسدت هذا التوجه في برلمان الحفافات وفي مسرحية الإصلاحات الباهتة وفي التشويهات الدستورية والتشريع بالمراسيم…وبالتالي فقانون المصالحة يجب أن يسمى قانون المغالطة والخديعة لإحكام القبضة على رقابنا نحن الجزائريين وللإستئثار بغنائم سوناطراك.
ختاما لقد إتضح الأمر الآن بما لايدع مجالا للشك, في أن كرة الوطن تتدحرج نحو الهاوية, وكل من ينادي ببقاء الرئيس أو خليفة له من نفس النظام الحالي فهو يشارك في قذف الكرة لتتدحرج أكثر..الجزائر الآن عادت إلى ماقبل اكتوبر 1988 بل أسوأ من ذلك ,وسيحاسبنا التاريخ على عدم فعل أي شيء لإنقاذها وهي متجهة نحو السقوط…فالجزائر اليوم أصبحت سفينة إختطفها بنو نهب ويقودها حثالة القوم نحو الجحيم.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
هل تم حجب قناة المغاربية؟!

أحسن بوشة – 31/03/2013

لاحظنا أن قناة تلفزيون المغاربية التي تبث من لندن قد توقفت عن الإرسال منذ الأمس على كل الأقمار الصناعية,فماذ حدث هل هو مجرد خلل تقني مؤقت وستعود القناة إلى البث ومواصلة كشف المستور عما حدث ويحدث في الجزائر؟أم هي السلطة في الجزائر تكون قد بزنست مع فرنسا وضغطت عليها لتغلق القناة حتى يتم تدجينها أو غلقها نهائيا

قناة المغاربية إنطلقت في البث من لندن منذ خمسة عشرة شهرا, وحسب رئيس تحريرها إلإعلامي سليم صالحي فإن تمويلها مغاربي مشترك, كما أن برامجها تهتم بالشؤون المغاربية عامة والجزائرية خاصة وإن كانت تعطي أغلب وقتها للشأن الجزائري,كما أن أي ممول مغربي سوف لن يشارك في قناة تنتقد الملك أو النظام المغربي,القناة تلتقط على النايل سات وعلى هوت بيرد,فالمسؤول المباشر للحجب هو الشركة القابضة المصرية نايل سات وهوت بيرد التابعة للفرنسية يوتال سات.

وحسب بيان صحفي عاجل صادر عن منظمة نادي الترقي الجزائري بأوروبا فإن إدارة نايل سات قد تحجب قناة المغاربية بضغط من السلطات الجزائرية عبر فرنسا….

فإذا كان لفرنسا دور في الحجب مع إدارت النايل سات فهي تستطيع فعل ذلك بسهولة مع هوت بيرد ويوتال سات وشركة خدمات الساتليت البلجيكية والتي يبدو وأن قناة المغاربية تبث عبرها.

حتى كتابة هاته السطور لم يصدر أي توضيح من موقع قناة المغاربية حول أسباب التوقف المفاجيء للإرسال,وليس غريبا أن يحدث هذا الضغط من الحكومة الجزائرية على النايل سات أو على الفرنسية يوتال سات لحجب قناة المغاربية وذلك للأسباب الآتية:

*مؤخرا ومع بداية الإحتجاجات الشبابية في مدن الجنوب أصبحت قناة المغاربية هي صوتهم,من مقابلات وفيديوهات شبه مباشرة, وهذا ما يؤرق فعلا سلطة إمتهنت خنق كل إعلام حقيقي حر,وليس هناك مبالغة إذا قلنا أن ما تقدمه القناة من إحتجاجات الجنوب, وفتحها المجال لعائلات المختطفين ,وتقارير الفساد المرسلة من كل نواحي الجزائر, كل ذلك يرعب السلطة فعلا ويكشف عورتها,خاصة وهي تعرف مافعلته قناة الجزيرة والفيسبوك في ميادين الربيع العربي.

*قناة المغاربية قدمت برامج عديدة حول موضوع الفساد وعلاقة الرئيس ورجال الرئيس بالفساد وهذا أمرا مهلكا ومشوها لصورة الرئيس أمام الشعب,خاصة إذا كانت للرئيس ولمحيطه نية في الترشح لعهدة رئاسية رابعة,ومما زاد حتما في قلق دوائر السلطة هو أن قناة المغاربية فتحت المجال للكلام لعدة أساتذة وسياسيين وإعلاميين من داخل الجزائر وهؤلاء لهم سمعة طيبة وصوت مسموع مثل الأستاذين عبد العالي رزاقي وأحمد عظيمي وغيرهم.

*منذ نشأتها أصبحت المغاربية منبرا حرا للمعارضة الجزائرية في الخارج,من قدماء الجبهة الإسلامية إلى عناصر تنظيم الضباط الأحرار وحركة رشاد, وهؤلاء مجتمعون هم أشد وأشرس أعداء السلطة.لقد شاهدنا مؤخرا بعد حادثة تيقنتورين كيف أن ضابطين سابقين كانا يتكلمان بصراحة كبيرة وبتحذي للرئيس ولجنرال جهاز الإستعلامات,ثم شاهدناهم يتكلمان حول صفقات و فساد رجال في مؤسسة الرئاسة والجيش وهو ما يكون قد أغضب السلطة وربما خوفها ,خاصة وأن الملايين من المشاهدين لم يكونوا ليحلموا بهكذا صراحة وإثارة في برنامج تلفزيوني على المباشر.

*هاته السنة هي السنة المؤدية إلى تغيير الدستور وإجراء الإنتخابات الرئاسية والسلطة لا تريد من يفسد خططها ويفسد تجاربها المخبرية في تصنيع من يرأسنا لسنوات قادمة,لهذا هناك خوف من فتح القناة للحملة الإنتخابية للسيد بن بيتور أوغيره .

إن حجب المغاربية إن تأكد سوف لن يكون مفاجئا لأن فرنسا وإدارة النايل سات سوف تعمل بالمصالح وليس بالمباديء, وقد رأيناهم كيف حجبوا قنوات عربية من قبل ,وفرنسا لذيها مصالح وصفقات كبرى مع الجزائر و مع السلطة في الجزائر, ولهذا فهم سيهرولون إلى غلق المغاربية وغيرها متى طلب منهم ذلك, إن حرية الإعلام والترخيص الإعلامي تسبقه المصلحة العليا لفرنسا أو لبريطانيا, خاصة في عهد الأزمة الإقتصادية الخانقة….وهذا ما يكون قد غاب عن جماعة المغاربية.

في الأخير لا يفوتني أن أشير إلى أن الغلق الإعلامي ,وتكميم الأفواه ,وقطع الإنترنت عن مدن الجنوب وغيرها خوفا من شباب الفيسبوك لن يستمر إلى الأبد, فالثورة التكنولوجية العالمية ستجعل حرية التعبير, وحرية البث التلفزيوني,وحرية الكتابة والتدوين, وحتى حرية الشتم معممة ومتاحة في كل مكان.لهذا فإن أعمال كهذه تعبر حقا عن فاشية فكرية وإعلامية وعن إزدواجية في المعايير,فكيف نقول لا لفتح السمعي البصري ومن جهة أخرى نعطي رخصا لعمال قنوات مثل الشروق والنهار, تأسيسها في الخارج وإستيديوهاتها في العاصمة ؟!

ضعوا قانون إعلام جيد تحدد فيه إخلاقيات الإعلام,وأفتحوا السمعي البصري ,وسرعوا في تدفق الإنترنت وأفتحوا الجيل الثالث للهاتف النقال وأتركونا نلحق على الأقل بموريطانيا يرحمكم الله!

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

متى سيتصاعد الدخان الأبيض فوق قصر المرادية؟!

أحسن بوشة – 27/03/2013
لقد أشرت في مقال سابق إلى أن صراع الزمر على منصب رئيس الجمهورية سيزداد حدة خلال الشهور القادمة,فعام البيعة لعهدة غمس جديدة في الجزائر قد حل,ومن الواضح أن هاته الزمر تكون قد دخلت منذ واقعة تيقنتورين في صراع وسباق محموم بين بعضها البعض للوصول إلى قصر المرادية,هي زمر تنقسم إلى معسكرين رئيسيين,معسكر الرئيس ورجال الرئيس وربما خليفة الرئيس, ويقابله معسكر خصوم الرئيس وفيهم المدني والعسكري وجنرالات الزيت والسكر وووووبديل للرئيس….,وكل الدلائل تشير إلى أن المقابلة ستكون حامية الوطيس وذلك إلى غاية الحسم في مرشح السيسثام للرئاسيات القادمة أو إلى غاية صعود دخان أبيض من قصر المرادية (مثل الدخان الذي تعلن به الفاتيكان عن إنتخاب بابا جديد!!) لإعلان الرئيس بوتفليقة عن نيته في البقاء في القصر لعهدة أخرى.

أما إذا بقي الدخان يتصاعد أسودا,فهذا يعني أن بوتفليقة لا يرغب في الترشح لعهدة أخرى,وستستمر المعركة بين الزمرتين, يسجل فيها كل طرف أهدافا في مرمى الطرف الآخر, على غرار مسؤولية الإختراق الأمني في تيقنتورين أوفضائح التشكيب في سوناطراك مثلا.ويوم بعد يوم ,وشهر بعد شهر, ستظهر فضائح جديدة وسينشر غسيل جديد لكشف فساد جديد يضعف إحدى الطائفتين.

لاشك وأن الذين يريدون إضعاف الرئيس ودفعه إلى الإعتزال سيعملون على إضعافه بنشر المزيد من فضائح الرجال المحسوبين عليه,بينما سيحاول هو ورجالاته إظهار الصرامة في محاربة الفساد, والإشاذة بإنجازات الرئيس في نفس الوقت.

وهناك سيناريو محتمل وهو الزج بالحركات الشبابية الإحتجاجيةوإشعال إحتجاجات أخرى لضرب الإستقرار وتمرير ما يصعب تمريره في الضروف العادية,خاصة وأن السلطة في الجزائر خبيرة في مثل هاته الدسائس,ولهذا يجب على قيادات هاته الحركات أن يحذروا من لوبيات قد تحاول إستعمالهم في تحقيق أهداف مشبوهة

..

نعود إلى قصة الدخان الأبيض والأسود وصراع زمر الغمس واللحس ,فقبل أيام نشرت جريدة الخبر تصريحات مقصودة نسبت لموظف في رئاسة الجمهورية مفادها أن الرئيس ساخط وحزين لإنتشار الفساد….وأن الرئيس زاهد في عهدة جديدة…..أمممم…اللهم إلا إذا ترجاه الشعب للبقاء,وهو مايعني بلغة الديمقراطية الجزائرية تنظيم مسيرات وتجمع أحزاب ومنظمات,كلها تترجى مولانا السلطان مواصلة جلوسه على عرش مزغنة.

إن ما أوردته الخبر بعيدا جدا عن أي مصداقية وحرية التعبير وحرية الوصول إلى الخبر, بل هو تسريب ودور لابد للخبر أن تقوم به,وسنرى صحفا أخرى تقوم بأدوار وسخة مماثلة حينما يطلب منها القيام بذلك,فحرية الصحافة عندنا مشروطة بخدمة السلطان,ولا نتوقع من أي صحيفة تباع بربعة دورو أن تتعايش في الجزائر لولا ريع الإشهار وبالتالي فهي تحت رحمة مالك الريع.

ونجد أنفسنا الآن أمام هذا السؤال:إذا كان رئيس الجمهورية قد قالها بصريح العبارة في خطابه في سطيف عشية الإنتخابات التشريعية,لقد طاب جناننا ورحم الله امريء عرف قدر نفسه, ولقد آن الأوان لإنسحاب جيلنا…..فما الغرض من قوله الآن ”إلا إذا أرادني الشعب أو ترجاني أن أواصل”؟

هناك إحتمالين أولهما هو الأضعف,إذا كانت الخبر تكذب فلا بد أن تحساب على هكذا أقاويل,أما إذا كانت الخبر صادقة والتصريح صحيح فقد تكون هاته رسالة موجهة لفرق الشيتة والتطبيل,من صحف وأحزاب ومنظمات لتبدأ الرقص والهتاف: لا منجد للجزائر إلا العزيز…وقريبا سنرى الدخان الأبيض يتصاعد من قصر المرادية,وستطلق أرانب السباق لتفسح المجال لتتويج الملك عبد العزيز,ملك مزغنة للمرة الرابعة,إنها الجزائر أصبحت تعج بشياطين الشيتة والفساد توسوس لرئيس الجمهورية وتعطيه التقارير الكاذبة عن حال الرعية وتعده بشجرة الخلد وملك لا يبلى….وهي تعلم أن نفسه وطبيعته تميل إلى ذلك!

أخيرا أعتقد أن المتموقعين سيدخلون حالة طواريء بمجرد تلقي الإشارة من الرئيس في أنه يرغب في عهدة رابعة,خياطة دستور جديد على المقاس وذلك لسد الطريق على من تسول له نفسه بمنافسة الرئيس,زيارات ميدانية ومشاريع جديدة وتظاهر بمحاربة الفساد لتمهيد الطريق أمام عهدة رابعة ومابعد الرابعة كذلك…

أما شركاء الرئيس من غير رجالاته وقبيلته فهم ولاشك سيوافقون على الإستمرارية, وعلى العهدة الرابعة,سيوافقون إذا تلقوا ضمانات بالمحافظة على مكاسبهم وغنائمهم محللة ودائمة بدون أي ملاحقة قانونية أو غير قانونية,لكن إذا ماحدث وتزايدت الضغوط والإحتجاجات الشعبية للمطالبة بالتغيير مثلا ولم ينسحب الرئيس ولم يتم التوافق على خليفة الرئيس فإن الزمر ستتفق على تمديد العهدة الحالية إلى وقت إضافي,لأن الرئيس بوتفليقة ومعسكره لا يريدون رفع المنشفة وإنسحابه إلا بعد أن يجدوا خليفة له من معسكرهم , إلى أن يسجل أحدهم هدف الفوز والحسم على الآخر, أو حتى يتدخل القدر ويلعب دوره في التغيير.

لقد بينت التجربة والتاريخ القريب أن فلول المتسابقين على كرسي الرئاسة في الجزائر لا تهمهم تنمية الجزائر ورفاهية الشعب ومحاربة قريش الفساد,بل ما يهمهم هو مغادرة المرابطة فوق جبل أحد والإسراع في نهب قافلة أبوسفيان وهي غنائم حاسي مسعود وكل الصحراء..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
مقتل الشيخ البوطي وفتنة تاخير الزمان!

أحسن بوشة – 22/03/2013

البوطي مات والقاتل معروف….السعودية وقطر وفرنسا ووووو الذين إستغلوا ثورة أطفال درعا وأشعلوا نار الفتنة في الشام.

أرى أن المواقع تعج بالغوغاء الذين يدّعون مساندة الشعب السوري…وينسون أن بلاد العرب كلها فساد ورشوة وديكتاتورية,من المغرب إلى العراق,فلماذا يفتي القرضاوي بالجهاد في سوريا,فالمسلم سيقتل المسلم وهو أمر نحسبه هين وهو عند الله عظيم؟

نحن الشعوب نحب الحرية ونكره الإستبداد,لكن محاربة الإستبداد لا يجب أن تكون على حساب تخريب البلاد وقتل العباد خاصة إذا كان ذلك بدفع من جهات مشبوهة كفرنسا وأذنابها,محاربة الإستبداد ليس بالضرورة أن تكون عسكرية إكسبرس,بل هناك أشكال كثيرة من الكفاح كالإضرابات والمظاهرات والتعليم والتنمية كما هو الحال في الصين, قد تطول لكنها قد تأتي بنتائج أفضل.

الجهاد في فلسطين هو الطريق الصحيح,ولماذا توجيه الشباب إلى الجهاد في سوريا فقط, فباقي العربان كلهم يعيشون تحت حكم الديكتاتورية وفي اللهو والفساد ؟,ومن يريد ثورة في الشام فليشنها في الجزيرة العربية وفي المغرب العربي على الديكتاتوريات الأخرى.

إنها فتنة تاخير الزمان, وهي حرب حجاز…ية فارسية هاته التي تجري في سوريا فرضت على الشعب السوري المسكين فوقع ضحية, بين سندان نظام جائر ومطرقة طائفية عرقية ملعونة…. ويسمونها ثورة.

لقد خذل العرب العراق وسلموها على طبق من ذهب لأمريكا وللفرس, وهم يخافون الآن من إمتداد يد الفرس إلى الشام كذلك ولذلك فهم يتحالفون مع الشيطان لإسترداد الشام إلى بيت الطاعة الحجازي كما كان الحال في صدر الإسلام.

ماكان لقطر والسعودية التدخل في الشأن السوري ,الشعب السوري كان عليه القيام بمحاولة التغيير بدون التدخل الخارجي,فما الفائدة في تغيير عنيف غير مضمون النتائج ويترك سوريا قاعا صفصفا؟,نحن في الجزائر ولدنا أحرارا ونريد الحرية للشعب السوري ولكن ليست حرية هنري ليفي أو الشيخ حمد فهؤلاء مع أحبابهم اليهود هم أعداء الحرية الحقيقية,نريد أن نرى كفاح سوري خالص بالطرق التي يقررونها هم بأنفسهم, لا أن تملى عليهم من باريس أو الدوحة أو إسطنبول.

ومن جهة أخرى ,ما كان للشيوخ القرضاوي والعريفي والعرعور وغيرهم أن يفتوا بالجهاد في الشام وينسون فلسطين,هؤلاء الشيوخ يعيشون في بلدان حكامها زنادقة ومستبدين فلماذا لا يفتون بالجهاد في قطر أوفي السعودية مثلا؟

رحم الله البوطي والخمسين بريئا ممن إستشهدوا معه….وأنعقوا ياغربان وتشفوا في رجل ترك ستين كتابا خلفه صدقة جارية…. وأنتم فماذا تتركون؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

رسالة دشرة مسعودة مقر ولاية الشمال القسنطيني التاريخية في عيد النصر

أحسن بوشة – 19/03/2013

كان يوما ربيعيا مشمسا وجميلا في هاته الدشرة الحالمة في سفح جبل العسة في قلب الشمال القسنطيني,دشرة مسعودة أو عرش بني افتح كما تسمى القبيلة الأم, وهو الدوار أو العرش الذي إحتضن ولاية الشمال القسنطيني لأكثر من عام وكان قائدها العقيد علي كافي ونائبه العقيد صالح بوبنيدر بعد أن خلف المجاهد لخضر بن طوبال.

نعم عندما علم الإستعمار بدور دشرة مسعودة الثوري عاقبها عقابا شديدا,حرق البيوت والأكواخ,شرد السكان لسنوات في الغابات المجاورة,عذب الرجال والنساء وأرسل الجميع إلى المحتشدات.

حكت المرحومة والدتي قصة ذلك اليوم المشؤوم 20 ماي 1958,كانت تقوم ببعض الأعمال المنزلية وفجأة سمعت هدير الطائرات في سماء القرية تلاه إنفجارات قوية في وسط القرية أين تكثر أشجار الزيتون الكبيرة,كان كوخنا يبعد مئات الأمتار عن مكان سقوط القنابل إلا أن أجزاء معدنية كانت تصلنا وهي تحدث صفيرا مرعبا,لم تعرف ماذا تفعل فوضعتني(رضيعها 3 أشهر) فوق ظهرها وحملت أخي(4سنوات) على ذراعها وأخذت عمي(8سنوات) من يده وجرت,جرت بدون أن تفكر لأن الجو كان مرعبا حقا,سماء القرية أصبحت سوداء,أزيز الطائرات والقنابل كان يصم الأذان,إتجهت نحو منطقة الخطر دون وعي منها وعندما إقتربت من الشعبة(واد صغير) حلقت هليكوبتر فوق رأسها ,تكاد تلامس أغصان الزيتون,أخرج أحد الأوغاد رأسه ,وصوب رشاشته نحوها وهو يصيح ويقهقه:توقفي يافاطمة,لاتهربي….. لم تبال به وأكملت هربها .

وهناك وأمام بئر للسقي أحست بالدنيا تضيق حولها ولم تستطيع أن تتحرك أكثر,ومافعلته بعد ذلك يبين مدى الضيق الذي كانت تعانيه ,لقد كادت أن تفقد أخي في بئر للسقي موجود هناك في الشعبة ,وكانت الطائرات الحربية قد أكملت 150غارة وأفرغت حمولتها وبقيت الطائرات العمودية تحلق على إرتفاع منخفض,جلست وقرأت الشهادة وأستغفرت الله ثم قالت ليحدث مايحدث,لتقتلنا العموديات إن شاءت,سوف لن نتحرك حتى نسترد أنفاسنا,وواصلنا تسلق الجبل بعد ذلك وإذا بنا أمام مشهد فظيع,عند مدخل غار كانت إمرأة من القرية من عائلة بوقرة مقطوعة الرأس ورضيعها يبكي بالقرب منها داخل الغار,لقد إستشهدت بعدما أنقذت رضيعها ووضعته في مكان آمن ولم تتركها قنابل الطائرات تنجو أوتختفي معه.

في نفس اليوم خرج ثلاثة أطفال من عائلة بوشة وبن شويخ للعب تحت أشجار الزيتون, وبدون إنذار أو تحذير جاءت شظايا الموت من طائرات فرنسا فقتلت بنتين وقطعت جزء من رجل الطفل الذي كان يلعب معهن,زحف المسكين بدمائه وأختفى في كهف قريب وحيدا مجروحا يئن من الألم وبات هناك وحيدا مجروحا ,هل كان هؤلاء الأطفال فلاقة أو جنود؟ أكيد أنه في نفس اليوم كان هناك أطفال بروفانس في فرنسا يلعبون في أمان.

وفي طرف آخر من نفس حقل الزيتون كانت الأختان جعبوب تلعبان في براءة ودون تفطن إلى الوحوش الجوية التي جاءت في طلعات وحشية,إنفجرت قنبلة قريبا منهما فقطعتهما إربا إربا وبترت رجل زوجة عمهما-التي لازالت تعيش حتى اليوم- وقتلت جنينها كذلك,هاته السيدة العظيمة وهي أخت مجاهد وشهيد, تروي الفاجعة وتقول أنها شاهدت القطط تأكل أكباد الطفلتين.

لنا هنا أن نسأل الفرنسيين بأي ذنب قتلتم هؤلاء الأطفال ؟هل جاءتكم معلومات بأنهم كانوا إرهابيون رضع؟

ونسأل ساستنا,أحباب فرنسا واللاهثين وراءها,هل فقدتم حقا صبيانا كصبيان دشرة مسعودة وبنفس الطريقة النازية؟

في ذلك اليوم فقدت الدشرة 22 شهيدا و30جريح أغلبهم أطفال ونساء من عائلات جعبوب وبوشة وبن شويخ وبوضرع وبن عياش وبيرم وغيرهم,لم يكن هناك جنديا أو مسؤولا مدنيا واحدا,كل مافي الأمر أن فرنسا أرادت أن تنتقم من القرية لأنها آوت الولاية الثانية والمستشفى الولائي لأكثر من سنة وأن كل أبناء الدشرة كانوا من المجاهدين بدون إستثناء,وكانت منطقتنا في التنظيم الثوري هي منطقة تموين غذائي حيث شارك كل الرجال في نقل المؤونة إلى مختلف مناطق الولاية.

بعد القنبلة حطت المروحيات في هضبة ”أغيل” وجاء الجنود الفرنسيين متلهفين لرؤية أشلاء الفلاقة لكنهم وجدوا نساءا قطعت رؤوسهم وأرجلهم ,ووجدوا أطفالا أكلت القطط أكبادهم,فأنصرفوا كبرابرة نازيين منهزمين وربما نادمين وخائفين ومذعورين لأنهم إرتكبوا جريمة بشعة في حق الإنسانية,بعد تلك المجزرة بشهور ساقونا إلى المحتشدات وسكنوا في بيوتنا حتى الإستقلال.

وهنا دعني أعرج بكم على هاته الدشرة البطلة لنرى كيف حالها اليوم بعد نصف قرن من الإستقلال ؟

لقد تنكرت قيادات الثورة لدشرة مسعودة وأصبحت نسيا منسيا,وليس غريبا أن تسمع السكان يقولون بمرارة أنه لا فرق بين وقت فرنسا والآن إلا خلو السماء من الطائرات الحربية!

فعلى مدى نصف قرن بقيت نفس المدرسة التي بنتها فرنسا سنة 1916 وتم إضافة قسمين دراسيين فقط,وبقيت نفس الطريق الذي شقته فرنسا منذ قرن ولم يعبد جزء منه الا في السنة الماضية وبقي الجزء الآخر كما تركته فرنسا!,لم يصل الكهرباء إلا بعد ربع قرن من الإستقلال,مازال السكان يجلبون الماء من الينابيع ويطهون الطعام بالحطب,لا عيادة للعلاج ولا مكان للعمل وليس أمام الشباب إلا الهجرة.

إنتظر السكان طويلا ولما رأوا أن لا شيء حدث ولا تغيير نحو الأفضل غادروا قريتهم الجميلة نحو العاصمة ومحيطها بحثا عن مدرسة وعيادة وشغل وأصبحت المنطقة حزينة ومظلمة ليلا,يسكنها الشيوخ والعجائز وبعض عائلات المهاجرين وتجاورهم الذئاب والخنازير,واليوم توجد المئات من عائلات بني افتح يسكنون ضواحي العاصمة وجيجل ,وبموت جيل الثورة ستفقد دشرة مسعودة أكثر من نصف ابناءها وستكون فترة طويلة قبل أن تقف على رجليها من جديد.

إنها خيانة كبيرة أن تعامل السلطة الجزائرية قراها بهكذا تهميش ونسيان,لا شك وأن التاريخ سيكتب أن دشرتنا اولاد مسعودة فتحت ذراعيها للثورة المباركة من أول يوم وأحتضنتها بقوة,دشرتنا إستضافت زيروت يوسف عند عودته من مؤتمر الصومام وخطب في أهلها مبشرا بنجاح الثورة, ولخضر بن طوبال وعلي كافي وصوت العرب,شاركناهم أكواخنا ومانملك من زيت ودقيق وغطاء,شبابنا ورجالنا ونساؤنا كلهم شارك في الثورة بطريقته وحسب إستطاعته,نمنا تحت أشجار البلوط وتحت المطر هاربين من وحشية الإستعمار, وكثير منهم إستشهد ,ومنهم من عاش ليصاب بخيبة أمل كبيرة ويعاني من البطالة والهجرة والفقر لمدة نصف قرن في ظل حكومة الإستقلال حتى اليوم

وكلمة أخيرة نحن في دشرة أولاد مسعودة نعرف ان الملايير صرفت على هضبة للاستي مقر الولاية التاريخية في تلمسان,بنيت فنادق ومتاحف وبحيرات ومصاعد تلفيريك وغيرها…وندعو رئيس البلاد والسيد علي كافي وحكام البلاد أن يأتوا الى تازة ولمنازل المجاورة مقري الولاية التاريخية الثانية ليروا سياسة التوازن الجهوي المشوهة مجسدة في أبشع صورها….سوف لن نسامحكم لقد هجرتمونا لنصف قرن ولم نعرف إستقرارا, فتبا له من نسيان وخيانة,ولن نسامح فرنسا وسنحاربها مرة أخرى إن عادت,وسنترك رسالتنا واضحة للأجيال: إننا نكره فرنسا الفاشية وأتباعها من الخونة إلى يوم الدين.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

المعلقات العشرة لبني نهب في الجزائر!

أحسن بوشة – 16/03/2013

هاته هي المعلقات أو الموبقات العشرة للنظام الجزائري وللسلطة في الجزائر ولمن يدور في فلكها من زمر الغمس واللحس,هي ممنوعات ولا يجب أن نتوقع من النظام الحالي أن يجسد أي بند منها مالم يصله رعب البطالين والمحتجين من الشباب:

1- سوف لن تكون هناك ابدا النية الخالصة للإصلاح وفتح اللعبة الديمقراطية للشعب لأن هذا يعني نهاية عصر النظام الذهبي في السرقة والفساد,لهذا فأي وعد بالإصلاح وبتغيير الدستور هو كلام فارغ ومراوغات لا أكثر.

2-سوف لن يتم الإجهاز الكلي على الإرهاب من طرف النظام فهو أكسيجينه وحجته للقمع وللإبقاء على شبه حالة طواريء وشرعية إستمراره.

3-سوف لن يكون هناك فتح حقيقي للسمعي والبصري وحتى المقريء لكي لا تتعرى السلطة بفسادها وعجزها وتنكشف عورتها.

4- لا تنتظروا تسريع وتعميم الإنترنت, فذلك يشكل خطر على حياة النظام,بحيث يسهل التواصل بين الشباب ومع العالم وهذا ما تريد أن تتجنبه السلطة.

وسوف لن يفتح الجيل الثالث والرابع للهاتف النقال خوفا من الفيديوهات التي سترسل مباشرة من مكان الفضائح إلى القنوات والصحف في الخارج, وخوفا من إستعمال الهاتف النقال للإتصالات السريعة عبر الإنترنت .

5-سوف لن تحل مشاكل البطالة والسكن مهما ارتفعت مداخيل البترول لأن إبن آدم في السلطة وفي دوائر الفساد لن يشبع وكلما زاد الريع زاد جشعه وشرهه للسرقة وللغمس وزاد ت دوائر النهب والسلب إتساعا..

6- سوف لن تتوفر النية الخالصة لمحاربة الفساد ومعاقبة المجرمين لأن ذلك انتحار للسلطة, ففي الجزائر حاميها حراميها,وأكبر اللصوص هم من لهم نفوذ كبير.

7-سوف لن يكون هناك أي تنظيم فعلي وعملي للمعاملات البنكية لأن ذلك سيكشف حجم الإختلاسات وينهي جنة الشكارة, و لن يكون هناك اي عمل على انهاء اسواق العملة لأنها هي مصدر الأموال المهربة إلى الخارج ولن يحاسب المهاجر على مصير العملة التي يأتي بها لأنهم يريدونها ان تصل إلى بورسعيد, وسوف لن تنظم المعاملات التجارية للإبقاء على الإختلاسات الجمركية والضريبية وهي اسرع طريقة للثراء السهل.

8-سوف لن يتم إحلال الإنجليزية وحتى العربية محل الفرنسية فهاته إرادة سيدتهم فرنسا وهم طابورها الخامس وخدمها في الجزائر.

9- لن يتم إنهاء النظام الرئاسي لأنه أكثر آمانا لحفظ توازنات المصالح الشيطانية,نظام برلماني قوي سيساعد في نشر الديمقراطية وفي إشراك أوسع للشعب في إتخاذ القرارات في بلد نامي كالجزائر.

10-تقليص الإعتماد على المحروقات إلى أقل من 90 بالمئة لن يتحقق ابدا وهذا ماتقوله قوانين الإقتصاد على ضوء المعطيات الموجودة للسياسة المالية والا قتصادية المتبعة في بلادنا,ولهذا فكلام لاغارد من صندوق النهب الدولي ما هو إلا إستغباء للعقول وضحك على الدقون.

والنتيجة أن الشمولية في الحكم تبقى هي السائدة,ودرودكال او خليفته لن ينقرضا, ونهب الريع سيستمر , وأن الجريمة لن تنتهي, والقضاء لن يتحرر, والعدالة الإجتماعية لن تتحقق, والوحدة الوطنية غير مضمونة, وذلك لأن السلطة فشلت في االعمل على حفظ مصلحة الوطن, بل اصبحت هي أكبر خطر على وحدة الوطن

الإعدام لقتلة الأطفال لا يكفي

نعم فاجعة مقتل الملكين هارون وإبراهيم في قسنطينة تستدعي الغضب والنواح لما وصلت إليه أمة المليون ونصف المليون شهيد من إنحطاط ومدلة وإنهيار تام للأخلاق…لكن مهلا ألم نغضب ونبكي بالأمس القريب على هاجر على شيماء كذلك؟…وسف نبكي على غيرهم من البراعم البريئة….وكأن لاشيء تغير بين البارحة واليوم وغدا…فلتكتب الصحافة,وليتوعد ولدقابلية وليهف ويلف قسنطيني وليصوم عن الكلام القاضي الأول وهو الذي شارك في طمس العدالة وتسييسها ليبقى على الكرسي طمعا في الخلد وملك لا يبلى…ولتمت شيماء أو هاجر وليخنق هارون أو إبراهيم….إنهم ليسوا أولاد الرئيس أو الوزير.

دعنا نصل إلى نتيجة ياجماعة,الشعب فسد والسلطة ترقص فرحا هاته هي حقيقة الجزائر وفجيعتها المؤلمة,فأمثال قتلة قسنطينة متواجدون في كل مكان وسيفعلونها مرة أخرى وأخرى.أتعلمون لماذا؟ لأن عقدين من سياسة العنف الدموي ,ومن تشويه المناهج الدراسية ,ومن تمييع المساجد,ومن نشر الرذيلة عبر الإعلام وعبر الخمور والمخدرات والمواقع الإباحية والقنوات الفاسدة لقتل الفراغ…..كلها باضت وفقست شرورا ومصائب…فلنتوقع العذاب.

وأما رجال أمننا وعشرات الآلاف من رجال شرطتنا, فهم فخر السلطان وأداته لحماية الثروة والغنائم ولحفظ النظام من المشاغبين البطالة,فعوض مكافحة الجريمة قبل أن تفقس توجه الجميع إلى إيهامنا بمحاربة نبيل صحراوي ودرودكال لأنهم هددوا الجمهورية, ولم يقضوا على شرذمة الحفاة العراة في الجبال لإتخاذ ذلك كدريعة لإستمرار إستعباد الشعب بحجة محاربة الإرهاب….ونوحي ياجزائر ياخنساء على العقود والأجيال الضائعة حتى تجف عينيك ولا حول ولا قوة إلا بالله

وزير الطاقة البريطاني السابق وزوجته في ضيافة السجن لمدة ثمانية أشهر

وزير الطاقة البريطاني السابق وزوجته في نزهة ثمانية أشهر إلى السجن…..والسبب الكذب على العدالة وتجاوز القانون سنة 2003….

حكمت محكمة بريطانية هذا الأسبوع بالسجن لثمانية أشهر على وزير الدولة البريطاني وزوجته بالسجن وهما الليلة في السجن وبرد لندن تحت الصفر ههههههه

لقد صورته كاميرا السرعة يسرع ب19 ميلا فوق المسموح, وكانت رخصة سياقته حذف منها 9 نقاط وبالمخالفة الجديدة كان سيفقد 3نقاط أخرى ويعاقب بستة شهور لا يستطيع ان يقود سيارته فيها.

ذهب النائب البرلماني في ذلك الوقت وطلب من زوجته أن تكذب وتصرح للبوليس أنها هي من كانت تقود السيارة وفقدت 3نقاط في مكانه!!

مرت السنوات وأصبح النائب وزيرا للطاقة لمدة الثلاثة سنوات الماضية وطلق زوجته لربع قرن…..فأنتقمت منه وسربت القصة للجرائد….وقامت الشرطة والقضاء بالتحقيق وفقد منصب وزير ونزل وزوجته ضيفان على سجون لندن,هو في سجن الرجال وزوجته السابقة عوقبت لكذبها على الشرطة منذ عشرة سنوات ونزلت ضيفة على سجن النساء…. هكذا العدل أساس الملك….ومرحبا في دولة جلالة الملكة
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

سخط الرئيس وازدهار الفساد في الجزائر

أحسن بوشة – 09/03/2013

لقد حركت فضائح سوناطراك الكثير من الأقلام والمنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية, لتنبح كما شاءت,ولتكيل الشتائم لمن شاءت,وتعظ من شاءت,وتتهم الوزير السابق شكيب خليل وإبن أخ الوزير بجاوي بما شاءت,وبدأت المسرحية بخروج رب البيت عن صمته ليعبر عن سخط مبهم لا يسمن ولايغني من جوع, وأعقبه دور رب الغرفة السفلى الذي إشتكى من ضعف أدوات الرقابة وضرورة تقويتها لمحاربة الفساد وأضاف أن الفساد تمارسه القلة فقط,بينما أعلن رب الغرفة العليا أن ناقة العدالة مأمورة ويجب تركها تأخذ مجراها بهدوء حتى تبرك ويستكمل اللصوص الإستيلاء على الغنائم في آمان.

إنها مسرحية فقط هاته التي تجري فصولها في بلادي ,ولهذا فلا تتوقعوا أن تروا أي إجراء ملموس لتوقيف اللصوص,ولن نسمع بأي مظاهرة أو إحتجاج يذكر,سواء من المجتمع المدني أو العسكري على السواء.
وكل هذا يعني أن الفساد في الجزائر قد أصبح عادة محللة لذى البعض ومكرهة وليست حرام لذى البعض الآخر, أو في أسوأ الحالات أصبح الفساد أمر واقع لا مفر منه, ونستطيع العيش معه,وللنابح أن ينبح كما شاء لنوهم الجميع أن اللصوص قد تم إكتشاف أمرهم ولا مفر لهم وسيعاقبون,وبهذا يهدأ الشعب ويعتقد بأن الجزائر في يد أمينة حقا وتستمر السرقة والحكم الراشد المبني على الأوهام.
هل سخط رئيس الجمهورية على الفساد لطمأنة المواطن, ودعوة رب الغرفة السفلى لتفعيل أدوات رقابة لا تمتلكها السلطة أصلا,ودعوة رب الغرفة العليا إلى الإستسلام الى الأمر الواقع وترك العدالة تأخذ مجراها وبهدوء,طبعا هو يقصد نفس العدالة المأمورة التي حققت في مقتل بوضياف وحشاني وفي سرقة الخليفة,هل السخط والتصريحات الصحفية هي إجراءات كافية فعلا لمعالجة هذا السرطان الذي إستفحل أمره وأنتشر بحجم مهول,وسيزيد إنتشارا مع زيادة الريع, وفي غياب أدوات رقابة فعلية وإستراتجية وطنية تحدد الأهداف وتلتفت إلى الخلف لمحاسبة الفشلة والفسدة المسؤولين عن عدم تحقيقها؟
الجواب واضح وضوح الشمس ففي ضل حكم سلطة شمولية جاءت على ظهر دبابة وبمعادلة ظاهرها المصالحة الوطنية وباطنها الغالب يحكم ويسرق والمغلوب ومعه الغاشي يسكت ويصبر,فلا سخط الرئيس سينفع لوقف الفساد, ولا أدوات رقابة مشلولة ستردع وتوقف التشكيب,ولا عدالة هادئة و مأمورة ستقبض وتعاقب اللصوص كما هو مكتوب في النصوص,وستبقى المسرحية نفسها وستبقى دار لقمان على حالها وستبقى مغارة علي بابا مرتع خصب للتشكيب وللتزوير وللتهريب.
من يريد أن يحارب الفساد فعلا فعليه أن يفتح البرلمان لأبناء الشعب الأكفاء والمترشحين والمنتخبين بحرية تامة,وعليه أن يعطي للمير المنتخب سلطة تامة لا سلطة شكلية يتحكم فيه الوالي كما يشاء ويعزله متى يشاء,وعليه أن يعطي للقاضي النزيه قوة تعلو فوق قوة الجهات السياسية والأمنية على السواء.
إن من يريد أن يحارب الفساد فعلا عليه أن يوجه الأمن العسكري وغير العسكري على السواء ليكون أداة في أيدي القضاة ,لا أداة فوق سلطة القضاة لترهيب وقمع المواطن المحتج والمتظاهر المطالب بحقوقه,الأمن موجود لتأمين المواطن من خوف الإجرام والإرهاب, والعدالة الإجتماعية موجودة لإطعامه من جوع وضمان توزيع عادل للثروة.
من يريد أن يحارب الفساد عليه أن يحترم الدستور والمؤسسات المنبثقة عن هذا الدستور قبل ان يسخط أو ينوح,وإذا لم يفعل فسخطه مجرد إستهزاء بالشعب, ونواحه على الجزائر هو مجرد دموع تماسيح.
لا شك وأن الجميع يتذكر قول الرئيس بوتفليقة أنه لم يكن مسؤولا عن إختلاسات الخليفة لأنها تمت قبل مجيئه إلى الحكم,ولكن الجميع يعلم كذلك أن فضائح سوناطراك والأشغال العمومية وملايير القروض المزورة والمختلسة كلها تمت منذ مجيء الرئيس بوتفليقة كذلك! فمشكلة الفساد هي مشكلة لا يحلها رب البيت ولا رب الغرفتين…إنه نظام حكم يجب أن يتغير برمته,ويجب المجيء بنظام حكم لتفعيل أدوات رقابة حقيقية من برلمان ديمقراطي, وأمن وقضاء نزيه, ويعيد قوة العدالة الغائبة وليضرب القانون بقوة على يد اللص الوزير وغير الوزير على السواء,ويحارب ضعف الأخلاق وضعف الوازع الديني ويفهم الجميع بأن حب الوطن يستلزم حماية مصالح الوطن من طرف الجميع.
الرسالة بسيطة وواضحة وهي موجهة إلى الرئيس وشركاء الرئيس,مقابلة الحكم وبناء الوطن يجب أن تلعب بفريق نزيه وكفوء وشاب, شرعيته الوحيدة هي المواطنة والكفاءة,وماعلى الشيوخ إلا التقاعد بكرامة….ولهذا فأنا أعتقد أنه في غياب نظام حكم شفاف يقوم على أساس الإنتخابات الحرة,ومع وجود نظام يحكم بشرعية الماضي الثورية والأمنية,وبوجود قضاء مسيس وجهاز مراقبة مسوس,فإن أرض الجزائر ستبقى أخصب بقعة على وجه المعمورة لزراعة الفساد,سواء سخط الرئيس أو نبح الإعلام البئيس, فالتشكيب والتخريب مستمر إلى يوم سيحدث فيه السقوط والإنهيار.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

العدل أساس الملك ياحكام الجزائر!

أحسن بوشة – 08/03/2013

يمكن القول أن بلادنا أصبحت دولة أمنية بإمتياز,دولة تعيش حالة طواريء غير معلنة, فتدخل الأمن السري والعسكري في كل كبيرة وصغيرة في هذا الوطن جعل الناس تعوض الخوف من العدالة والقانون بالرعب من الإستعلامات ومن الرقابة المخابراتية,فكل من نشط فعلا في قضية حقوق إنسان أو ساهم في إضراب, تتولى أمره المصالح الأمنية,وهذا هو السبب الذي عطل دور القانون و القضاء أي تم تعطيل العدل,والعدل أساس الملك وليس الرعب أساس الملك .

نعم الأمن ضروري لحماية البلاد والإقتصاد لكن في إطار القانون والدستور,أي أن المؤسسة الأمنية تحكمها قوانين مثل المؤسسات الأخرى,لا أن تعلى على الجميع,ذلك مسموحا في زمن الحرب والطواريء فقط ومتى كان أمن الوطن مهددا فعلا.
حدثني أستاذ جامعي أن الطلبة ذهبوا لسبر الآراء في شوارع العاصمة كجزء من بحث أكادمي,وهذا أمر معمول به في الدول المتقدمة, فقبض عليهم الأمن وألغي برنامج سبر الآراء برمته من الكلية بعد ذلك والسبب أن التخصص تم فتحه بالتعاون مع جامعة غربية,كما سمعت أن مدير جامعة رشح أستاذا ذو كفاءة لترأس كلية غير أن الأمن نصحه بغير ذلك لأن الأستاذ المعني كان ذات يوما منخرطا في الفيس.
كيف ينجح البحث العلمي بهكذا تدخلات؟ ألا نثق في الطلبة والأساتذة ونتهمهم بالجوسسة وهم النخبة,أو ليس لهم وطنية ومعرفة بمصلحة الوطن؟هب أنهم أخطأوا ,أليس هناك قانون يعاقب المذنب؟
وسألت أستاذ إقتصاد في جامعة جزائرية عن السبب في غياب مقالات أو تحقيقات أكادمية أو حتى تحقيقات صحفية ميدانية تكشف الفساد بالأرقام وبالشهادات؟ أجابني أن الإحصائيات والأرقام الرسمية شحيحة جدا ومن حاول الحصول عليها ميدانيا قد يضع نفسه في وضعية صعبة.
وفي المجال الإقتصادي,يحدث أحيانا أن الأمن يكتشف فساد كبير في قطاع ما يتعامل مع الخارج ,وعندما يريد التقدم بالتحقيق المؤدي إلى العدالة والعقاب,يتدخل السياسي ويعرقل ذلك بحجة تعريض المصلحة العليا للوطن للخطر,أي أن الفساد يمكن السكوت عنه من أجل تحقيق مصلحة أعلى؟! وهذا المنطق يتماشى مع تفكير السيد برلسكوني حيث يقول أن الرشوة جائزة بل لا بد من إستعمالها في تعاملاتنا مع أنظمة العالم الثالث, وذلك من أجل المصلحة العليا لإيطاليا!
في الصحف الكبرى مثل لوموند أو الغارديان, يجري العمل الصحفي بحرية, والسياسي أو رئيس الوزراء هناك قد يخاف من الإعلامي,لكن عندما يكون بلدهم منخرط في حرب أو قضية قومية, فالجميع يصبحون مخابرات وجواسيس يخدمون لمصلحة بلدهم ويضعون خلافاتهم مع السلطة جانبا,فلا يحتاجون مباحث او قائم بمهمة خاصة داخل الجريدة,وهذا ما يجب على الجميع فعله في الجزائر أثناء حادثة مثل حادثة عين أمناس.
ومادامت التجربة أثبتت أن الأمن السياسي والإقتصادي والعسكري لم يفلح في وقف الفساد في بلادنا, فالحل يكمن في تقوية وتأسيس دولة القانون التي تحاسب الجميع على السواء حتى نستطيع أن نرى أمثال شكيب خليل من الوزراء أو الإطارات مقيدين بالسلاسل في أقفاص المحاكم جنبا إلى جنب مع السراق البسطاء,ولا يجب أن نعتقد أن المواطن في الغرب ملك وفي الجزائر هو شيطان,المواطن في الغرب يخاف من القانون ومن العدالة فلا يسرق,كما أن ثقافة المجتمع ووعي المجتمع هناك تساعد في إنخفاض نسبة الفساد, لكن الكثير من الناس هناك قد يغمسون أيديهم في الحرام عندما يجدون الفرصة المناسبة لفعل ذلك.
كذلك يجب التركيز على توعية المواطن بمصلحة وطنه لكي يبلغ عن الفساد خاصة وأن ديننا ينهي عن الفساد, أما إذا أصبح المواطن لا يبلغ عن فساد يراه,وتعطلت كل أذوات الرقابة الأخرى من إعلام وجمعيات مدنية,وأصبحت قوة رجل الأمن السري أو غير السري فوق قوة القضاء, وتسبق قوة الدكتور العالم والخبير وتتحكم في مصير الجميع, فعلى الجزائر السلام..

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

زمر الغمس تتصارع على مفتاح قصر المرادية!

أحسن بوشة – 17/02/2013

نعم هي فرق اللحس والغمس,فرق منشغلة بالدسائس التي تجري في الخفاء,فرق فيها من حارب فرنسا ومن حارب لأجل فرنسا,فيها من جاء من صلب الشعب ثم تنكر لأصله, وفيها من ورثته فرنسا وتركته متموقعا عند رحيل جيشها.

جماعة الغمس عندنا ,والتي تسمي نفسها بالنخب الحاكمة, يريدون من المواطن أن يكون كالقطيع يذهب حيثما يأخذه الراعي ويرعى الهيشر الذي يقدمه له الراعي,وليكن كيس ماء ابيض عكر يسمونه حليبا أوقطعة بلاستيكية يسمونها خبزا.لقد أفتت سلطة الغمس أن الغاشي لا دخل له ولاحق له في الكلام في شؤون الحكم,لأنه غاشي لا يعرف كيف يحمي مصالح وطنه,هذا من إختصاص السلطان ,ومن لم يحكم بما أمر السلطان فأولائك هم الإرهاب والمارقون.

زمر الغمس تركت الإعتصام بجبل أحد وحماية الوطن ,وهرولت نحو الغنائم تتصارع عليها,غنائم ستتيح للمتموقع أن يحصل على التاويل ورغد العيش لأجيال وأجيال في الجزائر وفي أوروبا.

واقعة تيغنتورين وواقعة سونطراك2 ,هما واقعتان مضرتان بالإقتصاد الوطني وبالأمن الوطني,لكنهما واقعتان سجلت فيهما الزمر المتصارعة أهدافا ضد بعضها البعض,ففي تيغنتورين تعتقد بعض الزمر أن الملامة تقع على الثغرات الأمنية التي أتاحت للمرتزقة إجتياز عدة حواجز للوصول إلى المنشأة,والجهة المرابطة والمسؤولة عن الأمن هي المسؤولة عن ذلك.

أما واقعة سوناطراك2 وقبلها سوناطراك1 فبطلها والمسؤول عنها هو الوزير السابق شكيب خليل الذي منح للطليان صفقات قيمتها 11مليار دولار وقبض ربع مليار دولار,لماذا الكلام عن خليل الآن وهو قد أمضى وقتا طويلا في جمع الغنائم؟

إنه النفاق بعينيه,فوزارة الأشغال العمومية ووزارة الصحة والدفاع وغيرها كلها تبرم صفقات مشبوهة وتأخذ غنائم جبل أحد صباحا ومساءا, ولا أحد يتكلم عن ذلك والكلام كله الآن عن خليل,خليل ورفيق الرئيس بوتفليقة,السبب هو أن فريق وزمر الرئيس ورجالات الرئيس وأذناب الرئيس سجلوا هدفا أمنيا في تيغنتورين ضد المعسكر المضاد, الذي فشل أمنيا في منع الإرهاب من الوصول إلى تيغنتورين,فجاء هدف سوناطراك من ميلانو وتحقيقات العدالة الإيطالية التي تريد أن تعاقب الراشي وهو شركة إيني الإيطالية وتكشف المرتشي وهو المستر خليل.

إن محمد مزيان مدير سوناطراك السابق وابنائه يقبعون في السجن وشكيب خليل قد يستدعى من طرف العدالة,لكن الهدف المقصود هو هدف أكيد ومسجل ضد فريق الرئيس بوتفليقة, وذلك لإلصاق الفساد به وبمعسكره لإضعافه, وهجوم معاكس لإسترداد مفتاح قصر المرادية.

إن النخب الوطنية الحقيقية هي نخبا رُهِّبت وهربت أو دُجِّنت وأعطي لها بعض العلف في الجامعات, وفي قاعات التحرير,فخانت الشعب وأنشغلت بجهادها وهو حديث المقاهي وخربشات الفيسبوك, أو وقفت موقف المتفرج المتحسر تشاهد صراع زمر الفساد في نهب غنائم الوطن.وأما فرنسا فهي الحَكَم في مقابلة صراع الزمر وهي من سيبارك المنتصر.

أما السؤال المحير حقا, هل أويحيى لاعب رسمي في صراع زمر الغمس أم هو في الإحتياط؟ وإلى مزيد من الأهداف ستبقى المقابلة حامية الوطيس الى غاية 2014.

أخيرا, وبعيدا عن صراع الزمر على كرسي الرئاسة, ثمة ملاحظة هامة وناقوس خطر لابد من دقه وهو الإنتباه إلى هاته الضربات المتتالية الموجهة إلى سوناطراك أكبر شركة وطنية وإحدى أكبر عشر شركات في العالم,نحن لانعلم ماذا تنتج سوناطراك وماهو مدخولها بالتحديد وهذا ما شجع المسيريين على السرقة والتبديد للموارد الوطنية بدون رقيب,هل الهدف من ضربة عين أمناس وفضائح إختلاسات ورشاوى سوناطراك وقانون إستغلال الغاز الصخري هو تفكيك هاته الشركة الدولة, وفتح المجال أما الشركات المتعددة الجنسيات واللصوص المحليين لإمتلاك كنز صناعة المحروقات؟ هل ننتظر تحقيقات العدالة الإيطالية لنضرب بيد من حديد على اللصوص من أمثال بجاوي وشكيب ومزيان وكثيرون غيرهم.

والعجيب أن المجتمع المدني والأحزاب والنخب لا تتحرك أمام هاته الأخطار الحقيقية على الإستقلال والمصلحة العليا للأمة,ولذلك إستغول اللصوص وأحتقرونا وعاثوا في الأرض فسادا.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هل ”الدرون” الطائرة بدون طيار في طريقها إلى صحرستان؟!

أحسن بوشة – 31/01/2013

في مقال سابق بعنوان هل للمواطن الحق في معرفة ما يجري بين طوم وجيري؟ أشرت إلى ”أن حكومتنا الآن تدفع ضريبة تقاعسها في لعب دور مسؤول يكون في مستوى مكانة الجزائر,حيث تركنا حدائقنا الخلفية هشة ومتخلفة,ومرتع خصب للمغامرين,فقطر وفرنسا عاثتا في الأرض فسادا في ليبيا,والسلاح الليبي سيقول كلمته في مالي وفي الصحراء الآن,وتونس تنتشر فيها الفوضى,وحركة التوحيد والجهاد المغربية تخطف دبلوماسيينا,والمغرب تدفع بأطنان المخدرات عبر حدودنا,وهاهي فرنسا تخلط في المنطقة الآن وتسطو كما تشاء وستجلب لنا الناتو, والطائرة الشبح والطائرة بدون طيار,وستفتح علينا أبواب جهنم,كل ذلك وحكومتنا تكاد تموت فرحا لأن سيدها هولند أعطاها حبوب السعادة وقال أن الإستعمار عمل فظيع”.

وبالأمس القريب قال وزير الخارجية مراد مدلسي في مقابلة مع وكالة الأسوشياتد برس الأمريكية في منتدى دافوس, بأن الجزائر في حاجة إلى مساعدة دولية لمحاربة الإرهاب الدولي.

ونفهم من كلام السيد الوزير أن الجزائر أصبحت مهددة بالإرهاب المحلي وبالإرهاب الدولي وعلى الدول الغربية أن تساعد الجزائر في مكافحة الإرهاب,وهذه دعوة صريحة للتدخل الأجنبي في الصحراء لمحاربة وملاحقة الإرهاب,وهو أمر مستغرب حقا من سلطة تتغنى بالسيادة الوطنية بكرة وعشيا,فمن السماح بمرور طائرات ”العدو الفرنسي” فوق أرضنا لمحاربة الأشباح في تمبوكتو وتاغرغارت في مالي,إلى دعوة أمريكا لإنشاء قاعدتها في النيجر قريبا والتي سيكون من مهاهما مساعدة الجزائر في محاربة الإرهاب الدولي..

أمريكا لم تنتظر طويلا لكي تلتقط دعوة مدلسي,إذ طلعت علينا اليوم جريدة نيويورك تايمز بقصة مفادها أن واشنطن تدرس إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية ”للدرون” أو الطائرة بدون طيار في النيجر, وهو مايعني أن إفريقيا أصبحت الأن من أولويات وشنطن في حملة مكافحة الإرهاب وأن الجزائر ودول المنطقة أصبحت كلها متورطة في حرب الساحل.

إن القوى الإستعمارية فشلت في إيجاد حل سياسي وإجتماعي وإقتصادي لمشاكل دول المنطقة ,ولجأت إلى الحل الأمني,ففرنسا لم يفوضها مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب في مالي لأن القرار أجاز تدخل دولي في شمال مالي بقيادة قوة غرب إفريقية ”إكواس”, ولكن مارأيناه هو غزو فرنسي بدعم عربي(ترحيب تونس والإمارات),جزائري(السماح للطائرات الفرنسية بالمرور عبر أجوائنا, والتصريحات المؤيدة للتدخل الفرنسي) وغربي(وآخرها تصريح بربطانيا بإرسال مدربين عسكريين وقوة تحميهم إلى مالي) , ولم تصل القوة الإفريقية المعنية بقرار مجلس الأمن إلى مالي إلا بعد أسبوعين من بداية التدخل الفرنسي.

فإنشاء القاعدة الأمريكية في النيجر, وقنبلة الطائرات الفرنسية لمدن وجبال شمال مالي كل ذلك يدل على أن القوى الإستعمارية لا تريد أن تخوض حروب الأرض والصحراء والتي ستخسر فيها جنودها كما حدث في أفغانستان أو العراق, وهو ما يسبب لها إنتقادات من الرأي العام في الغرب,ولهذا فتكنولوجيا راجمات أبابيل ستكون هي الحل الأمثل كما فعلت في ليبيا لقتل القذافي.

والخلاصة المنطقية التي نستخلصها مما يحدث في منطقة دول الساحل والصحراء, أن القوى الإستعمارية السابقة تقاعست في لعب دور إيجابي في تنمية المنطقة,وأغمضت عينيها عن قيام أنظمة ديكتاتورية, وهاهي تتجاهل إنتشار الجماعات التهريبية والإرهابية في المنطقة لتخلق ذريعة للتدخل ولإستعمار المنطقة من جديد.

فبعد الحروب الكارثية في الصومال وفي أفغانستان وفي العراق جاء الدور الآن على بوابتنا الجنوبية,سوف لن تكون إلا مسألة وقت حتى نرى الجماعات الهاربة من مالي تتسلل نحو الجزائر وموريتانيا وحينها لن يكون في وسع السلطات في البلدين رفض قيام الطائرات الأمريكية بدون طيار في قصف بلعور ورفاقه في عمق التراب الجزائري,لقد إستنجد بهم وزير خارجياتنا من دافوس وسيلبون النداء شاكرين كرامة حكومتنا.

لكن الضيف الغربي هو ضيفا ثقيلا وجشعا, وقد يكون فاشيا كما علمنا التاريخ,وغني عن القول أن آخر هؤلاء مكث في الجزائر قرابة قرنا ونصف,ولا يسعنا هنا إلا تنبيه الأفارقة بالتحذير الشعبي الجزائري”فيق يا بريق”,فالإستعمار ليس بصديق.

إنها لعبة خطيرة هاته التي تجري على أبواب حديقتنا الخلفية ولانعرف عواقبها الوخيمة,ستكون حرب كر وفر,حرب عصابات في الصحراء وفي الشمال,وطائرات بدون طيار,وهذا ما سيؤثر سلبا على سياحتنا الصحراوية وعلى صناعة المحروقات التي هي سلة غذاءنا, وفوق كل هذا سيعاني أمننا ووحدتنا وإستقرارنا, وهي كلها عوامل ضرورية للبناء والتقدم..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هل للمواطن الحق في معرفة مايجري بين ”طوم وجيري”؟!

أحسن بوشة – 19/01/2013

الهر المتحوش,قط غابة ,بوشمران (من فصيلة ” القط – النمر” الذي يعيش في صحراء غرب إفريقيا) هو الاسم الذي أطلقته القوات الفرنسية على عمليتها العسكرية في مالي,أوعملية إعادة إستعمار مالي إن كانت مستقلة أصلا,هدف العملية المعلن والصيد الذي يجري وراءه الهر طوم الفرنسي الغربي هو حماية الشرعية في مالي, ومنع تقسيمها,وحماية أوروبا من الإرهاب.

أما الهدف الحقيقي فهو أن الهر المتوحش,وهو الذي عادة مايصطاد الدجاج في أريافنا,يريد أن يؤكد سيادته على منطقة الصحراء وسواحلها الشمالية والجنوبية على السواء, ليصطاد فيها كما يشاء,يريد قاعدة أو قواعد عسكرية ولصوصية طويلة المدى,يريد مراقبة المحروقات والمناجم والشمس لتحقيق حلمه في العودة والبقاء,ولهذا إفتُعلت أزمت مالي.

أما الفأر جيري الجزائري الإفريقي,فهو ينقسم إلى سلالتين,سلالة شرسة وهي سلالة بلعور وإبن عمه سندة المالي من أنصار الدين, وهم يهدفون إلى تأسيس إمارة الصحراء الإسلامية,والتي ستطبق الشريعة وتهدم الأضرحة,وتنظم التهريب,وتحيي إمبراطورية الأزواد والتوارق الكبرى.

أما سلالة الفئران الأخرى فهي سلالة شارفة فاسدة مارجة فعلت ”الشطلي” في شعبها, وترتعد من الهر المتوحش طوم ومن العم سام,وهي حكومتنا.

حكومتنا الآن تدفع ضريبة تقاعسها في لعب دور مسؤول يكون في مستوى مكانة الجزائر,تركنا حدائقنا الخلفية هشة ومتخلفة,ومرتع خصب للمغامرين,قطر وفرنسا عاثتا في الأرض فسادا في ليبيا,والسلاح الليبي سيقول كلمته في مالي وفي الصحراء الآن,تونس تنتشر فيها الفوضى,وحركة التوحيد والجهاد المغربية تخطف دبلوماسيينا,والمغرب تدفع بأطنان المخدرات عبر حدودنا,وهاهي فرنسا تخلط في المنطقة الآن وتسطو كما تشاء وستجلب لنا الناتو, والطائرة الشبح والطائرة بدون طيار,وستفتح علينا أبواب جهنم,كل ذلك وحكومتنا تكاد تموت فرحا لأن سيدها هولند أعطاها حبوب السعادة وقال أن الإستعمار عمل فظيع.

الحرب التي تجري الآن بين طوم وجيري,تضرب أمننا وإقتصادنا في الصميم,الغاز توقف ضخه,السياح سيهربون من الصحراء,الطائرات بدون طيار قريبا ستقنبل بلعور والأزواد والتوحيد والأنصار فوق مالي وفوق الجزائر بحجة مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن,كما يفعلون في الصومال وفي اليمن وفي أفغانستان…..مرحبا في جزائرستان!

إننا نحس بالمرارة لإضمحلال مكانة الجزائر,إن الشعب الجزائري لم يستشر في السماح لطائرات فرنسا العسكرية بالمرور فوق أراضينا لضرب الجيران,بل لقد بلغ بنا الخوف من طوم الفرنسي أو الأمريكي أن أصبحنا نرى وزرائنا وجنرالاتنا المتقاعدين يعطون التصريحات الصحفية الجبانة والتي تقترح حتمية رضوخ الجزائر لكل قرارات الغرب وإلا إتهمت بمساندة الإرهاب!! ألم نقرأ كيف أن دولة ذات سيادة كتركيا منعت أمريكا من إستخدام أجوائها لضرب العراق؟

في زمن الأزمات والحروب تذوب الفوارق الداخلية, ويقف الشعب والمعارضة والموالاة صف واحد للدفاع عن المصالح العليا للوطن, لكن الشيء المؤسف والمؤلم أن حكومتنا لا تحترمنا وتعاملنا كالقطيع,حكومتنا لا تحترمنا وتكذب علينا,تفاوض الأزواد يوما وتوهمنا بالسلم يوما آخر, وترخص لطوم بالطيران والتبول علينا ”حشاكوم” يوما ثالثا,ليس لذينا برلمان حقيقي يستشار في هكذا أمور مصيرية,ليس لذينا مسؤول عسكري أو مدني يطل علينا ويشرح لنا هذا العبث بأمن الوطن…تبا لها من حكومة وضعت كل سياستها الخارجية في يد شخص واحد,ووضعت الأمن كله عند مجموعة من الضباط ,الذين من واجبهم إطلاع شعبهم على حقيقة ما يجري في الجنوب …ونعم نحن الشعب نتسآل يوميا هل لنا الحق في معرفة مايجري؟ فلو قامت حربا غدا ألسنا نحن جنودها؟

إن النيران المشتعلة في مالي,ومن قبلها في ليببا, تمتد الآن لتنتشر في جنوبنا الغالي, لقد أصبحنا مجرد قطعة جبن يتلاعب بها طوم وجيري,قط نجس وفأر معمم أو أعور أو جبان.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ربيع التعصب وديمقراطية صكوك الغفران!

أحسن بوشة – 10/01/2013

لقد أصبحنا نحن العرب من أكثر الشعوب تعصبا للأفكار الذاتية,و من أكثر الشعوب إقصاءا للرأي الآخر,نظرة واحدة على الردود في الجرائد والمدونات والفيسبوك, تكفي لمعرفة مدى تعصبنا وعدم إحترامنا لبعضنا البعض,ونظرة أخرى على مايزبر من ردود القراء في جرائدنا تخبرنا على أن العصبية وإقصاء الرأي الآخر موجودة عند النخب المشرفة على هاته الجرائد كذلك.

لقد أصبحت نفوسنا لا تميل إلا لكتابة كل ما تحبه وتميل إليه قلوبنا وعقولنا فقط,ولأننا لا نقرأ كثيرا فنحن سنبقى أسرى لما عرفناه منذ العهود الغابرة من زمن عمرو بن كلثوم,لا نقرأ عن العالم حولنا اليوم,وعن تجاربه وطرقه في إعمار الأرض التي ورثها عن آدم وأستخلفه الله فيها,وها نحن اقلبنا مقولة الإمام الشافعي, فأصبحنا نؤمن بأن رأينا صحيح ولا يحتمل الخطأ,ورأي الغير خطأ ولا يحتمل الصواب أبدا!.
ففي عالمنا العربي اليوم أصبحنا نردد,كالببغاوات, كل كلام نريد أن نسمعه فقط,كلام يرضي رؤيتنا لللأمور ويشبع عاطفتنا, وأصبحنا نصدر أحكاما,قد نراها صحيحة وهي تحتمل الخطأ إحتمالا كبيرا.
ففي شأن مايسمى بالربيع العربي مثلا,أصبحنا نعتقد أن كل الذين يكتبون ما لا نحب أن نقرأه أو نسمعه,إنماهم يكتبون مجرد خزعبلات, ويطلقون الكلام على عواهنه, ويتآمرون ضد الشعوب العربية التواقة للحرية,وأما الأنا, فهو ذلك المحلل السياسي البارع,والمتكلم الحكيم الثوري من الرعيل الأصيل….لقد أعمى التعصب وحب النفس بصره,والمصيبة أن أمثاله يعتقدون أنهم وحدهم على حق, وكل من لا يسبح مع تيارهم هو على خطأ,فعلى مهلك يا سي الأنا, فأنت تتهم الناس بفعل وتأتي بأقبح منه,فهل تسمي ما تكتبه أنت تحليلا سياسيا وكلاما رزينا, وأما ما يكتبه من يعارض أفكارك أو أهوائك, هو مجرد هراء وهرطقات.
لتوضيح الفكرة أكثر,سأقدم بعض الأمثلة,هناك من يقول أن أمريكا والغرب قد ساندوا وساعدوا قيام الربيع العربي, فلا يصح أن نقول أن أمريكا وقفت ضد الثورة الليبية, و ضد الثورة السورية, ونحن نراها ترسل طائراتها لتهديم ليبيا فوق رأس القذافي ,وتحارب من السماء بإسم الثورة, وتمهد الأرض لدخول الثوار للمدن المهدمة فاتحين مكبرين؟
أو ليس أمريكا والغرب هم من دفع بأذنابهم مثل قطر والسعودية لتسليح الجيش السوري الحر لإسقاط الأسد؟ هل نعتبر هذا فعلا ضد الربيع الليبي والربيع السوري,أم هو فعل تدعيم ومساندة لهما؟
كما أن هناك من يعتقد أن أمريكا تريد سقوط الأسد عقابا وإضعافا لإيران ولحزب الله,وإرضاءا لمشيخات الخليج الذين أرعبهم قيام مثلث شيعي عربي ممتد من العراق إلى اليمن والشام.
ويزيدون بأن أمريكا لم توافق على إنهاء الأسد بسرعة,كما فعلت مع القذافي, بسبب الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن,وبسبب إنتشار الجماعات الجهادية وسيطرتها على الأرض في سوريا وهو مالا تريده واشنطن.
هذا رأي وجزء منه مؤيد بالوقائع,فلماذ نصنف قائله بأنه مع نظرية المؤامرة,وهو يقف ضد الشعوب مؤيدا للحكام؟ا
رأي آخر يقول أن في تونس ومصر ”لاربيع ولاهم يحزنون”,مجرد شعوبا مقهورة إنتفضت وتظاهرت, وأنظمة فاسدة خافت وهربت أو رحلت,وللشعوب عظمة مهترئة إسمها الإنتخابات ألقيت,و جاء الصندوق بأنظمة جديدة تموقعت, ويوما بعد يوم تتضح الأمور أكثر في تونس ومصر, فالحكومات الإخوانية ورعاياها لا يختلفون عن باقي القطيع في وطننا العربي الكبير.
وهذا رأي آخر يجب الإستماع إلى قائله ومناقشته عوض التعصب والهجوم عليه؟
وثمة رأي ثالث يقول, أنه في ليبيا وسوريا أنظمة قمعية شمولية أفلست, والغرب والخليجيين أغضبت,ولدعوة القرضاوي عليهم رأينا كيف أن السماء إستجابت,فأُرسلت طير أبابيل على العقيد الليبي وهدمت ماشآت,ونرى اليوم كيف أن الفوضى هناك قد عمت.
أما في سوريا فالطائفية إستيقظت,والجماعات الجهادية إستأسدت,وحياة الشيعة الروافض والنصيريين إنتهت أو كادت,والحكومة المستبدة لدماء شعبها إستباحت,فأصبحت سوريا قاعا صفصفا ودمرت, ففرحت إسرائيل ورقصت لأن العرب أخيرا ثارت وإستفاقت.
أما اليمن والبحرين والمغرب فالثورات أجهضت,والإنتخابات جرت,لقد كانت غلطة مطبعية, فلا ظلم ولا إستبداد بعد اليوم فقد ربعت(من الربيع), هكذا الجزيرة أوجزت, وهكذا الأمم المتحدة حكمت, وهكذا هيئة علماء المسلمين أفتت.
هذا رأي وجزء منه مؤيد بالوقائع كذلك,فلماذ نصنف قائله بأنه ضد الشعوب ومع الحكام؟ا
أما رأيي,بدون عاطفة ولا فلسفة,فلي الحق في التساؤل ,هل الثورة كتب لها أن تقع في البلدان العربية وفي إفريقيا الوسطى مؤخرا,أما باقي العالم فهو بخير ولا يحتاج إلى ثورة أو مجيء الربيع؟.
الغرب يبحث عن مصالحه أينما كانت, وله خبراء ودبلوماسيون وشركات وكلهم يعملون على ذلك,في تونس ومصر مصالحه كانت مع الأنظمة المنهارة والتي كان ينفق عليها بالمساعدات مقابل خدمات ومصالح محفوظة كتحييذ مصر في الصراع العربي الإسرائيلي وحصار غزة,غير أن المظاهرات في تونس ومصر أرغمت الغرب على أن يتحول ويميل مع مصالحه, وأصبح يغير المعسكر من صديق للحكام المزاحين إلى عدو لهم,لكنه لم يصبح صديقا للشعوب, بل أصبح صديقا للحكومات الجديدة والتي ستحفظ له مصالحه كذلك.
أما في البلدان النفطية فمصالح الغرب معروفة,ضمان التزود بالطاقة,تسقيف سعر الطاقة,الإستفادة من تراكمات ريع الطاقة كمستودعات مالية في الغرب ,أو الإستفادة من صفقات تجارية كالتسليح ,أوإستثمارات تفاضلية كما تفعل فرنسا مع الجزائر وأمريكا مع السعودية.إذا ضمنت حكومات هاته البلدان النفطية الإستقرار الداخلي بشتى الوسائل,فالغرب سيساعدها في تحقيق ذلك وسيغمض عينه عن شيء إسمه إنتخابات نزيهة أو أشياء أخرى إسمها حقوق الإنسان وسوف لن يتمنى حدوث ربيع عربي في الرياض أو في الجزائر..لكنه من المؤكد أنه لو إنفجر الشارع الجزائري غدا وقلب الطاولة على حكومته, فإن القبلات والأحضان التي رأيناها مؤخرا ستتحول إلى الحكام الجدد,وسيُنبذ فخامته ووزراؤه,وستٌجمد أو تُصادر أموالهم,فهل نقول حينها بأن الغرب مع الربيع الجزائري؟أم هي مجرد مصالح إستدعت هذا التغيير الكبير؟
…..من يريد أن يثور فليثور على عاداته وكسله وممارساته المتخلفة,عليه أن يكون فردا منتجا صالحا,وهذا بداية منا نحن معشر المخربشين ومن يسمون أنفسهم بالنخب, وبعدها ستسقط كل ديكتاتورية مهما طغت وتجبرت,أما أن نرسل الشباب البطال ليواجه الرصاص,كما حدث في تونس ومصر وغيرها,ثم يأتي الشيوخ ويصادرون الثورة بإسم الصندوق ,فهذا إستغباء للعقول وأكبر إختطاف وسطو يقع في تاريخ العرب وبواسطة الشرعية الإلاهية وصكوك الغفران.
أخيرا أعتقد أن أي حكومة ربيع عربي ستتحول إلى مجرد ديكتاتورية جديدة ,إذا لم تنجح في بناء مؤسسات قادرة على ممارسة الحكم بطريقة تدفع بالبحث العلمي نحو الإزدهار, وبثورة ثقافية تعطي للشعب هويته العربية الإسلامية وتعيد له ثقته بنفسه,وأخيرا مؤسسات تكون قادرة على بناء إقتصاد إنتاجي يخلق الثروة لا يستهلكها.
…وإلى خربشة أخرى وكلام جديد يطلق على عواهنه,أستودعكم الله
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

زد المخربش ألف دينار ياغلام!

أحسن بوشة – 05/01/2013

أوردت جريدة الشروق قبل أيام الخبر التالي:((مكّن التوقيع على الاتفاقية المتعلقة بأجور عمال قطاع الإعلام العمومي بين مسؤولي المؤسسات الإعلامية وممثلي الفروع النقابية، بحضور وزير الاتصال، محمد السعيد، من رفع الحد الأدنى لأجر الصحافي المبتدئ، إلى 5.2 مليون سنتيم.وانطلاقا مما سبق، ستشهد أجور الصحافيين ارتفاعا معتبرا، لتنحصر ما بين 5.2 مليون سنتيم بالنسبة للمحرر الصحفي المبتدئ، و14.8 مليون سنتيم بالنسبة لكتاب الافتتاحيات والأعمدة، أما الصحفي الذي يملك خبرة عشر سنوات، فتصل أجرته إلى تسعة ملايين سنتيم، بحسب مصطفى آيت موهوب، عضو تنسيقية صحفيي الفروع النقابية لقطاع الإعلام العمومي، الذي شارك في المفاوضات مع مسؤولي المؤسسات الإعلامية العمومية.))

فلأول وهلة تبدو لنا القصة جميلة والخبر مفرحا, والأحلام الوردية للصحفي المغبون تتحول إلى واقع جميل,لكن مهلا فالحكاية كلها هي مجرد توزيع للريع على طريقة ”زده كيسا بألف دينار ياغلام لأنه أحسن المدح”,فالمعني بالأمر هنا هو صحفي الإعلام الحكومي,وما أدراك مالإعلام الحكومي,تطبيل وتبندير وتسبيح بحمد السلطان,الطريق السيار للكتابة في الصحف العمومية ليس له مخارج وعلى من يمشي فيه بقلمه أن يلتزم بالقانون:السلطان يدفع أجوركم لتمدحوه لا لتنتقدوه.

كتبت مرة خربشة تنتقد الإعلام المنافق والمرتزق, وبعثتها كتجربة لعشرة صحف, عامة وخاصة,ولم تر النور إلى النشر طبعا,بسبب رداءتها أو بسبب بذاءتها,لا أدري.

فالسلطة عندما ترفع أجرة الصحفي العمومي وتترك الخاص ”يصور ربعة دورو في الشهر”, فهي بذلك تسخن ديوان الصالحين للمطبلين وللمبندرين, لمدح سياسة الفشل وللتغطية على الفساد,تبييض الأسود وتسويد الأبيض, والتغني بمنجزات فخامته, والتي لا ينكرها إلا جاحذ.

وإذا ما طبق لإتفاق الجديد فإن الحصول على منصب صحفي في صحيفة حكومية سيصبح مستحيلا ,مثل سوناطراك والجمارك,وستأخذ الصحف العمومية أحسن الكتاب للعمل في جوق السلطان,لا يعصون السلطة ماتأمرهم ويفعلون مايؤمرون.

أما المراسلون اليتامى في الصحف الخاصة, فسيزيد إستغلالهم من طرف صاحب الكرش الكبيرة ,البقار مالك الجريدة الصفراء,ونحن نعرف أن البقارة أصحاب الشكارة يتحصلون على أكياس ألف وألف دينار, تكون دائما ثقيلة حسب ولاءهم للسلطان, وحسب إصفرار جرائدهم بمواضيع نكح وذبح, وحك وأربح ,وتحريم الربيع العربي في الجزائر, هاته الأكياس تعطى لهم على شكل ريع الإشهار, حسب ولائهم وبراعتهم في الكذب والتدجيل ,لا حسب إجتهادهم وخدمتهم للصالح العام, فالبقارة أمثال أنيس وعلي وعمر وحدة وفاطمة وووو…كثيرون غيرهم,يقشرون الموز ويأكلونه, ويلقون بالقشور إلى الكتاب المخربشين.وهنا من الطبيعي الإشارة إلى أن ملاك الصحف والكتاب في القطاع الخاص, فيهم الشرفاء أهل المهنة الحقيقيون, وفيهم الصحفيون المجتهدون.

وحسب السيد مصطفى آيت موهوب عضو تنسيقية صحفيي الفروع النقابية لقطاع الإعلام العمومي فإن صحفيي القطاع الخاص مستثنيين من هاته الزيادة في الأجور لأنهم ليس لهم نقابة في صحفهم,أي أن الحكومة تتوقع من مالكي مايسمى بالصحف الحرة أن يرحبوا بفتح فروع نقابية للصحافيين في معتلفاتهم , ومخابر القص والتلصيق, والتي تتغذى من الإشهار المرتبط بالولاء للمول وهو السلطان؟!

إنها مسخرة حقيقية,على الحكومة أن تُفعِّل القانون الذي أصدره الوزير بوكرزازة سنة 2008,أوكما جاء في الشروق((وحتى يسري القانون على القطاع الخاص، بحسب مصطفى آيت موهوب، يتعيّن مراجعة القانون الأساسي، الذي أصدره وزير الاتصال الأسبق، عبد الرشيد بوكرزازة في العام 2008، والذي لم تصدر نصوصه التطبيقية إلى غاية اليوم، وتضمينه شبكة الأجور، حتى يصبح القانون ملزما للجميع بدون استثناء)).

لكن إلزام ملاك الصحف الخاصة بدفع خمسة ملايين للصحفي المبتديء يستوجب زيادة العطاء وكرم السلطان, عبر ريع الإشهار, وبمسح ديون المطابع,وبغض الطرف عن رزم المرجعات, كما أن إرغام الناشر على تقاسم الريع مع جيوش قص ولصق,وجيوش المراسلون في كل الولايات, سيدفع بهؤلاء البقارة إلى اللجوء إلى الإسترزاق من نشاطات أخرى,كتربية البقر مثلا,وترك الصحافة لأهلها الحقيقيين.

وثمة أسئلة أخيرة توجه إلى الصحفي الوزير السيد محمد السعيد,هل ستشجعون رجال الإعلام في القطاع الخاص على تأسيس نقابتهم للوصول إلى نفس أجور القطاع العام؟وإذا لم تنجح عملية تعميم النقابة في القطاع الخاص, فكيف ستتم عملية رفع الأجور؟وهل وزيادة الأجور ,مع التضخم الذي يعرفه الإقتصاد الوطني, هي نهاية المطاف وسقف الحقوق الممنوحة للصحفي,فماذا عن السكن وحقوق أخرى تمنح للمعلمين وللأسلاك الأمنية وغيرها؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

شرح الربيع العربي للمبتدئين!

أحسن بوشة – 31/12/2012

منذ بداية أحداث الربيع العربي قبل سنتين وأنا أتسآل: هل خطر على بال أحدنا يوما لماذا هذا التسامح الغربي مع شمولية وفساد وإستبداد النظام الجزائري,يغمضون العين تلو الأخرى,ويسدون الأذن بعد الأخرى أمام مهازل ومفاسد السلطة عندنا؟

أوليست الجزائر في حاجة إلى ربيع عربي من نمط ما جرى في تونس ومصر لتغيير نظام شمولي غارق في الفساد ,ولطرد الزمرة الحاكمة والفلول الجزائرية؟

لا شيء يختلف عن تونس ومصر ماقبل الربيع العربي,بل ربما عندنا ما هو أسوأ من ذلك,عندنا عشرات الشباب ينتحر حرقا وغرقا إحتجاجا على البطالة والفقر والتهميش,آلاف الإحتجاجات شبه يومية بسبب البطالة والسكن والطلب برفع الأجور, وأغلبها يواجه بالقمع,والمسيرات لا زالت ممنوعة رغم ماقيل عن رفع حالة الطواريء,كما نشهد كثيرا من الإعتقالات للعديد من الناشطين والحقوقيين, وجلهم شباب ضاقت بهم الأحوال وضاعت آمالهم في الحصول على عمل وعيش كريم,خاصة وهم يشاهدون الملايير تنهب يوميا من طرف المسؤولين ومافيا الفساد.

الجواب المباشر هو أن الجزائر أصبحت بقرة الغرب الحلوب, يرعاها لصوص وقطاع طرق بمباركة الغرب, هم لصوص كرماء مع الشركات الغربية وبخلاء مع شعبهم,ولذلك فأمريكا والغرب يريدون للتغيير أن يحدث فقط في البلدان التي لا يحلبون منها الملايير كتونس ومصر وسوريا, أما الخليج العربي والجزائر والعراق فهي أبقار هولندية تذر الخير الوفير على الغرب المنهك بالأزمة الإقتصادية,لذلك يجب مساعدة أنظمتهاعلى البقاء والإستمرارية والإستقرار,ولضمان بقاء الحال يجب مساعدة الأنظمة في هاته البلدان بالتغطية على فسادها السياسي والإقتصادي ,فهم يكذبون علينا ويضحكون علينا,هم يعرفون أن الأمراء والمشاييخ في الخليج هم من أكثر الخلق فسادا وإستبدادا, وهذا لايهمهم طبعا مادامت الإستمرارية تعني إستمرارية تحويل جزء لابأس به من ثروة النفط إلى البنوك والشركات الغربية.

في العالم العربي من لم يمت بمدافع النظام يموت بمدافع المرض والفقر والجريمة,فالربيع الذي تريده لنا أمريكا وحلفائها يأتي على شكل ربيع المظاهرات والحروب بين الأنظمة وشعوبها كما حدث في اليمن وفي ليبيا وسوريا,والناس تموت بغارات الناتو أو بالإقتتال الداخلي, أما الربيع الثاني فهو ربيع الموت الناعم عن طريق الفقر والخدمات الصحية الرديئة والجريمة, أي أن التقتيل الذي يقوم به نظام بشار الأسد في سوريا بالدبابات والصواريخ والطائرات هو نفس التقتيل الذي يقوم به النظام الجزائري مثلا, لكنه تقتيل ناعم,لا طائرات ولا شبيحة ولا مدافع, بل هي إبادة عن طريق أمراض فتاكة ومواد غذائية مسمومة وطرقات قاتلة.

أمريكا وفرنسا تعرفان الجزائر ونظامها جيدا,وتعرفان أن ماسمي بالإصلاحات السياسية لم يكن سوى مسخرة ومسرحية باهتة لتجنب رياح التغيير التي هبت على تونس وليبيا ومصر وسوريا,أمريكا والإتحاد الأوروبي يعرفون حجم الفساد في الجزائر ويسكتون عليه,وهم يعرفون أن الإنتخابات برمتها من كرسي المير إلى كرسي فخامته,كلها مزورة ومحسوبة مسبقا, وهم يعرفون أن الشعب مهان ومهمش ويائس وبائس ومريض.

لكنهم يعرفون كذلك أن رفع الغبن عن المواطن الجزائري أو السعودي أو القطري,وتحكم شعوب هاته البلدان في ثرواتها سيشكل خطر على أبقارهم الحلوبة,وقد يجف ضرعها ,وتخنقهم الأزمة الإقتصادية في نهاية المطاف,وبعبارة أخرى فمصالح الغرب هي التي تحدد نوع الربيع لكل بلد عربي.

إما ربيع الشعوب وفيه يتم تهييج هاته الشعوب وإرسالها ضد أنظمتها, وإن إستماتت الأنظمة في المقاومة وقتلت المنتفضين وقنبلتهم وهدمت البيوت فوقهم, جيء بالناتو وبالعقوبات وبالمجاهدين المحليين والأجانب, ليحرقوا ماتبقى من البلاد والعباد,وتنتهي الحرب ويسقط النظام لتبدأ حرب جديدة بين لمشامشية وبارونات الجهاد للتموقع من جديد وأخذ كرسي الديكتاتور المخلوع,وهنا يأتي الغرب لقطف ثمار ربيعه ويشرف على بناء ماحطم وهدم وينصب دمى في الحكم لحفظ مصالحه كما يحدث في ليبيا الآن.

أو ربيع الحكومات والمشيخات الصديقة,وهذا ربيع الأنظمة بإمتياز,فالنظام في الجزائر على رأسه قيادة رشيدة تنفذ إصلاحات سديدة وتغدق على شعبها بالأموال وبالإنجازات الهائلة,والنظام في الكويت أو في السعودية هو نظام مستقر ومحافظ وأي مظاهرات هي رجس وفتنة وفوضى يجب تجنبها,ولتمكين الحكومات الإستبدادية والمشيخات الحاكمة من الإستمرار بدون تشويش أو تهديد لإستمراريتها ,فعلى المشاييخ بالفتوى والترهيب,وعلى الجزيرة والعربية أن تلتزم بالصمت المريب,وعلى منظمات حقوق الإنسان تجاهل مفسدات هاته البلدان,و ليستمر الغرب في غرف أموال النفط مقابل حماية هاته الأنظمة من خطر شعوبها. هذا هو الربيع الذي أريد له أن ينتشر في بلاد العرب دون غيرها من الأقطار والأمصار,وهو ربيع بائر بالنسبة للشعوب, ولكنه ربيع مزهر ومثمر بالنسبة للغرب ولإسرائيل ولأنظمة الفساد.

في الأخير دعني أتسآل بكل غباوة هل يمكن بناء ديمقراطية بشعوب وأنظمة ديكتاتورية؟

أم هل من الأولى إحداث تنمية ولو بأدوات ديكتاتورية كما يفعل الجنس الأصفر في آسيا الآن, للوصول إلى إنتاج أجيال وشعوب متعلمة منتجة تستطيع أن تمارس الديمقراطية؟

إن من يقول لي أن خيرت الشاطر, أو عبد الجليل ,أو حتى الغنوشي ,هم زعماء ديمقراطيون حقا, سيسبب لي قرف وغثيان كلما حل فصل الربيع.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

متى يسقط نظام بشار الأسد؟

أحسن بوشة – 17/12/2012

هذا سؤال وجيه يجب طرحه بعدما أصبحت سوريا قاعا صفصفا أو تكاد,فالمواطن العربي المتتبع لقنوات السمسرة والفتنة, كالجزيرة والعربية, ضل يعتقد أن نظام الأسد يكون قد سقط أو قارب السقوط منذ الشهور الأولى لبداية الأحداث في سوريا,كما أن المشاهد لقنوات التزوير والتضليل كالعالم والميادين, كان دائما يعتقد أن الجيش والحكومة في سوريا ”مازال واقفين”,لكن الحقيقة التي نراها اليوم وبعد وفاة عشرات الآلاف وتهجير الملايين وتهديم مدن بأكملها, أنه لا النظام سقط وذلك رغم المئات من المنشقين,ورغم عقوبات الغرب القاسية, وإسقاط العشرات من الطائرات وتحرير المدارس العسكرية والثكنات,وفي نفس الوقت لم تحدث سيطرة النظام على الأمور كما توهمنا قنوات النظام بأنهم ”مازال واقفين” ومتماسكين.

إذن لقد وقع المشاهد العربي ضحية عملية تضليل من عمل السحر والشعوذة الإعلامية,فالجزيرة والعربية, التي هي مجرد أبواق خليجية,تستعمل التكنولوجيا والخبرة الإعلامية والمرتزقة والممولة كلها بالبترودولار, لتأجيج العواطف, والدعوة للتحرر من الأنظمة المستبدة في تونس وليبيا ومصر وسوريا ,وطبعا هم يتعمدون نسيان العراق وفلسطين,بينما تسخر الأنظمة الخليجية المالكة لهاته القنوات قنوات أخرى محلية وفضائية للترفيه وإخراج الكبت الجنسي لدى شعوبها, أو للرقية والترهيب وعدم الخروج على السلطان وعلى حكم عائلات مليارديرات العمالة والفسق, وذلك بمباركة بعض الدعاة وشيوخ البلاط.

مؤخرا زار مراسل قناة سكاي نيوز البريطانية حي بابا عمرو في حمص, وأرسل تقريرا عن مدينة مخربة وعن شعب يعيش في بؤس,وختم تقريره بالتساؤل عن مدى مصداقية التقارير المتكررة منذ اكثر من سنة حول قرب إنهيار نظام الأسد وقال أنها تقارير مغشوشة تدخل في إطار حرب نفسية لا أكثر ,ثم ختم تقريره بالقول مافائدة نصر يحول سوريا إلى صحراء وخراب؟

إن التقارير المغشوشة التي تحدث عنها مراسل سكاي, هي تقارير تطبخ في واشنطن وباريس, وتقدم لنا كحبوب فياغارا تسبب الفحولة الثورية لبعض الوقت,وتكون على شكل تصريحات غربية متتالية تبشر بقرب إنهيار النظام في دمشق أو على شكل مؤتمرات اصدقاء الشعب السوري للتهريج وللمتاجرة بالدماء السورية كما يقول معارض التنسيقيات هيثم المناع,أو على شكل نشرات أخبار الجزيرة وغيرها,من شطحات الشيخ حمد,ونعاج الجامعة العربية,وشيوخ الخليج!

فعلى الذين يسمون سقوط نظام الأسد بالنصر, رغم الخراب الذي حدث بالبلد,عليهم أن يسألوا أنفسهم هل يتمنون خرابا مماثلا يحدث في السعودية أو قطر أو البحرين لأي سبب كان؟ مع العلم أن أنظمة الخليج هي استبدادية مثل نظام الأسد وتستوجب التغيير كذلك, غير أن أموال النفط ومساندة الغرب تغطي على الإستبداد في دول الخليج.

ومن الواضح أن الذين خططوا لما يسمى بالثورة إكسبرس في بلاد الشام, كانوا يتوقعون سقوطا سريعا للنظام, ودفعوا بعسكرة الإنتفاضة إلى الأمام دون التفكير في المأساة التي ستحل بالشعب السوري,بل كانت لهم حسابات مع النظام ومع حزب الله ومع إيران يجب تصفيتها على أرض سوريا وبدماء سورية,لكنهم نسوا أو تناسوا أن نظام الأسد هو نظام عسكري أمني حزبي يصعب إنهياره بسرعة,كما نسوا أن سوريا هي جزء من تحالف لبناني عراقي إيراني ينظر إلى إنهيار نظام الأسد كمسألة حياة أوموت,,وفشلوا في معرفة حجم النفوذ الإيراني في سوريا, وتجاهلوا أن له حلفاء في موسكو وبكين يمدونه بالسلاح ويحمونه من هجمات النيتو.

فهزيمة الأسد هي هزيمة لنصر الله وللمالكي ولخامنيء,كما أن سقوط نظامه هو خسارة لمصالح روسيا والصين في المنطقة,ولهاته الأسباب تدفق المال السلاح والمقاتلون من إيران والعراق ولبنان إلى سوريا لمساعدة النظام,وفي معسكر الثوار تدفقت ملايين الدولارات من قطر والسعودية وأسلحة ليبيا وفرنسا وغيرها عبر الحدود التركية والأردنية ولبنان,كما تسللت كتائب القاعدة وجماعة الجهاد والإستشهاد لتهمش الجيش الحر وجماعة الغليون,ولتشن حرب ضد الشيعة والعلويين وطردهم من أرض الشام.

والنتيجة وقوع التقتيل و التهديم والتخريب بلا حدود في سوريا,بإسم الشرعية للمحافظة على النظام من جهة ,وباسم الجهاد والحرية لإسقاط النظام من جهة أخرى,فلك الله ياسوريا… وقعتي فريسة بين نظام مستبد هو جزء من حلف يرفع راية الممناعة والمقاومة, وهو يدمر ويقنبل ليبقى في الحكم,وبين شباب حركهم التهميش الطائفي والطبقي وفتاوي الجهاد المغشوشة, ليحولوا بلدهم الجميل إلى صحراء وخراب.

وهنا نصل إلى سؤالنا الرئيسي, في ظل التعقيدات السابقة, متى سيسقط نظام الأسد؟

يعتقد خبراء دوليون أن نظام الأسد لا يوشك على الإنهيار والسقوط كما تحاول واشنطن وأذنابها وأبواقهم الإعلامية إيهامنا,ويقول باحث في المعهد

الجيوسياسي الإسباني, أن النظام لا يسقط سريعا إلا بإنقلاب أوبتدخل خارجي أو بزيادة هائلة في الدعم اللوجيستي للمعارضة.وهنانلاحظ إن هاته كلها إحتمالات صعبة التحقيق, فالإنقلاب غير ممكن لطبيعة النظام وتركيبته ووجود عناصر من إيران تساعد وتتحكم في قيادة جيشه,كما أن التدخل الخارجي غير ممكن لمعارضة روسيا والصين لذلك,أما تسليح المعارضة بشكل كبير فواشنطن مترددة في ذلك لأن السلاح سينتهي بيد الجماعات الجهادية كالنصرة وغيرها وهي القوية على الأرض الآن.ونستخلص إلى أن تصريحات راسموسن وهولاند وأوباما ونبيل العربي ماهي إلا جزء من حرب نفسية وضحك علينا,والشيء الأكيد كذلك هو أن دبلوماسيتنا الجزائرية أصبحت تابعة لمعسكر الكذب والحرب النفسية,وإلا كيف نجلس مع هؤلاء في مراكش للإعتراف بإئتلاف الدوحة كاالممثل الشرعي لسوريا وسفارتنا لذى النظام لا زالت قائمة؟!!

إن سيرورة وتطور الأحداث على الأرض أدت إلى تطورات لا تسر الغرب وأذنابهم حتما, وأصبح سيناريو من سيحكم سوريا بعد الأسد يؤرق أمريكا فعلا, ففي البداية راهنت أمريكا و قطر وأخواتها على مجلس إسطنبول وهو خليط هجين من جماعة الإخوان ومن أشباه الغليون,لكن الواقع على الأرض قزم هذا الجلس,وبعد مؤتمرات وتغييرات جاءت أمريكا بالإئتلاف ونصبت الشيخ أحمد معاذ الخطيب على رأسه, لكن الأحداث السريعة على الأرض سبقت مخطط قطر وأسيادها,ولهذا نراهم يدفعون, بعد مؤتمر مراكش, بالنطفة للتتحول إلى علقة ,وبالعلقة إلى مضغة…..لتكوين حكومة ونظام دمية, غير أن جماعة المرحوم ابو مصعب الزرقاوي أفسدوا عليهم العرس, وأجهضوا العملية برمتها,فالكتائب الجهادية هي القوة الضاربة في سوريا الآن ,وهي من سترث الأرض وما عليها من خراب إذا ما نجحت في التغلب على الحلف الشيعي والشيوعي وأسقطت النظام ,وهاته هي أزمة أمريكا الحقيقية,كيف ستتعامل مع كتائب النصرة والجهاد وهي القوية على الأرض والمعول عليها لإسقاط النظام؟ وكيف ستوفق بين إخوان مجلس الإئتلاف,والسلفية الجهادية على الأض , وعلمانية الغليون وجماعته في باريس؟.

نظام الأسد المنهك بالحرب وبالعقوبات الإقتصادية يسير نحو الإنهيار, لكن ليس بالسرعة التي تعدنا بها الجزيرة والعربية,والشعب السوري الجريح كره من الموت والدمار, ولا يهمه من يحكم ,بل يهمه أن تضع الحرب أوزارها, وسيبقى النظام وحلفاؤه يقاومون ويدمرون كل ما تقع عليه أيديهم بإسم مكافحة القاعدة والإرهاب, وقد يستغرق ذلك أسابيع أو شهور وحتى سنوات,وعندما يذهب الأسد ستبقى سوريا مقبرة وصحراء قاحلة وفيها فرق متناحرة,تهلل وتكبر لإسترجاع إمارة الشام إلى بيت الطاعة الحجازي كما كان الصراع في فجر الإسلام,وسنرى خليطا من النموذج الليبي والعراقي والأفغاني يتجسد في سوريا ,وستحتفل قطر وأخواتها بنصرهم العظيم,وكالعادة ستحزم الجزيرة وسائلها ومرتزقتها للتوجه إلى حيث يؤمرون..فأستر ياستار.

أما العبرة التي نأخذها من الحالة السورية وهي أن الشعب السوري له الحق في الحرية والتغيير, لكن ليس على حساب تخريب بلده, وليس باللجوء إلى أحفاد لورانس وسماسرة الخليج والجهات الإستعمارية للمساعدة في تحريره,فهؤلاء نجس ولا يلتقون مع الحرية أبدا,سيسقط نظام الأسد لكن الأسوأ سيتبع ذلك,وتلك كانت هي غلطة الثورة السورية.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هل أصبح الرئيس محمد مرسي رهينة الشاطر والبلتجي والعريان؟

أحسن بوشة – 08/12/2012

تحول اليوم مسجد حمزة بن عبد المطلب بمدينة السويس المصرية إلى حلبة مصارعة أثناء صلاة الجمعة, والسبب أن الإمام وصف كل من يعارض قرارات الرئيس مرسي ويرفض الدستور بأنه عدو الله,وزاد أن من كانوا يعتصمون عند قصر الاتحادية كفار, وأن المسلمين هم من دخلوا وطهروا ساحة الاتحادية منهم,وهذا ما أغضب بعض المصلين وبدأوا في الإحتجاج فقامت معركة بالإيدي بين المصلين.

أمثال هذا الإمام كثيرون للأسف,هؤلاء فهموا أن سقوط مبارك هو قيام مباشر لدولة إسلامية في مصر, ونسوا أن مصر دولة إسلامية منذ أربعة عشرة قرنا, ولا تحتاج لحكومة إخوانية أو سلفية لتأسلمها,كما أنهالا تحتاج لحكومة ليبيرالية لدمقرطتها,فالربيع المصري وثورة الميادين جاءا ليحررا الإنسان المصري المسلم والقبطي والعلماني , من الهيمنة والإستبداد المسلط عليهم من نظام حسني مبارك وأزلامه,وهذا يعني حرية التعبير وتحقيق العدالة الإجتماعية للجميع وذلك من خلال إشراك الشعب في حكم نفسه بنفسه, حكم بواسطة مؤسسات يجب أن تبنى على أسس ديمقراطية وعصرية,هاته المؤسسات يسيرها الجميع وستكون هي من تحدد ملامح الحكم في مصر مابعد الثورة للسير بالبلد لتحقيق التنمية الإقتصادية.

إن من حرر مصر من عصابة آل مبارك هو الشعب المصري, وليس الشعب الإخواني,ميدان التحرير ألهبته الملايين إخوانية وسلفية وليبيرالية وقبطية, لقد رأينا حملة الصليب بجانب حملة القرءان,فلماذا يكون الإصرار الآن على قيادة إخوانية فقط؟

مصر ما بعد الثورة تحتاج إلى نظام حكم ديمقراطي يشارك فيه الجميع ,حتى وإن أعطى الصندوق الرئاسة لمرشح الإخوان,لأن هاته هي تركيبة المجتمع المصري وواقع المجتمع المصري وأغلبه مسلم بالفطرة.

لقد كان واضحا من البداية أن الرئيس محمد مرسي هو عضو من جسد إسمه جماعة الإخوان المسلمين,جماعة إسلامية شعبية عانت من الديكتاتورية وسكنت السجون لعقود,جماعة لها تقاليد وقوانين وتركيبة خاصة بها,جماعة لها جسد له رأس مدبر ومسير وهو المرشد بديع, وأعضاء آخرون مؤثرون مثل العريان والبلتاجي والشاطر ومرسي قبل إنتخابه رئيسا,وغيرهم,وكثيرا ماتسآل الناس عن ولاء الرئيس مرسي,هل هو ولاء لمصر ولشعب مصر,أم هو ولاء لجماعته أولا ؟ السذج فينا, والمتعاطفون منا مع الحركة,هم فقط من يعتقدون أن ولاء مرسي الوحيد هو ولاء لكل الشعب المصري, لكن الحقيقة أن ولاؤه الأول والحقيقي هو للحركة التي رشحته للإنتخابات الرئاسية وهي تتحكم فيه,نعم مرسي هو رئيس وطني وسياسي مستقيم لكنه رهينة لجماعته, وللأسف في بلاد العرب هناك جماعته, جماعة الإخوان, تعتقد أنها وحدها صاحبة المنهج الصحيح والإسلام الصحيح والقيادة الرشيدة ,وهناك جماعة السلفية الوهابية في الجزيرة العربية تعتقد أنها وحدها هي التي تستحق قيادة الأمة لأنها على نهج وسيرة السلف الصلح,وهذا ماخلق صراعا بين المجموعتين,وهما يتقاسمان الآن حكومات الربيع العربي ومشيخات الريع البترولي, حقيقة الأمر أن الإسلام ليس حكرا على أحد فهو دين للعالمين.

لا شك وأن الجميع يعرف حجم الوعاء الإنتخابي لحزب الرئيس مرسي,حزب الحرية والعدالة,ففي الجولة الأولى للإنتخابات الرئاسية في مصر كان نصيب المرشح مرسي فوق الخمسة ملايين صوت, وقريبا منه كان عدد الأصوات التي تحصل عليها مرشح الفلول شفيق ,ومرشح الناصريون صباحي, وبعدهم جاء أبوالفتوح وعمرو موسى,وفي الدور الثاني إنقسمت ملايين صباحي وأبوالفتوح وعمرو موسى وغيرهم على المرشحين مرسي وشفيق,هاته الملايين هي من تتحالف الآن ضد الإعلان الدستوري وضد الدستور,هاته الملايين تتظاهر وتصعد من سقف مطالبها من يوم لأخر, ومرسي يتجاهلها لأنه ملزم بولائه لجماعته,هاته الملايين ممن شاركت في إسقاط حكم مبارك هي من وصفها إمام مسجد السويس بالكفرة!بل أن قياديين من جماعة الإخوان ومن الجماعة السلفية دعوا إلى الجهاد لحماية الثورة من الثوار !!

لقد جاء الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي كضربة إستباقية وإحترازية لتمرير الدستور الإخواني للتصويت, خوفا من أن يتحرك القضاء المشكوك في ولائه ويبطله,كما أن الدستور بحد ذاته كتب بالتوافق على مدى ستة أشهر, ولكن مواد منه لم تلبي طلبات المعارضة المسيحية والعلمانية والوطنيين ولم يتم التوافق عليها , فأنسحب ممثليها من اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وعوضوا بموالين لمرسي,وهنا كان على مرسي أن يتدخل وينصب اللجنة التأسيسية من جديد بموافقة المعارضة,لأن جماعة المعارضة تعتقد أن صياغة الدستور ومراجعته يجب أن تتم بالتوافق وبإشراكهم وموافقتهم لأنهم جميعا شاركوا في الثورة وليس التيار الإسلامي فقط.

إن إصرار الرئيس مرسي على عدم إلغاء الإعلان الدستوري وعلى عدم تأجيل الإستفتاء على الدستور قد خلق فتنة كبيرة في مصر,وهاهم أنصار مبارك يتسللون إلى صفوف المعارضة ويقفون جنب إلى جنب مع شرفاء المعارضة من شباب الثورة لتختلط الأمور,لقد وحدهم تعنت الإخوان وإصرارهم على قيادة مصر وحدهم بحجة أن الشارع المصري زكاهم في الإنتخابات التشريعية والرئاسية السابقة.

أعتقد أن مرسي لن يخسر منصبه لو تصرف بسرعة وأجل الإستفتاء على الدستور حتى يتم التوافق على جمعية تأسيسية ممثلة لجميع القوى الثورية, لمراجعة الدستور والإحتكام إلى الشعب في المواد المختلف حولها فقط,على إخوان مصر أن يتعلموا من الدرس التركي جيدا, خاصة من درس المرحوم نجم الدين أربكان الذي كان عملاقا في مراوغة عسكر تركيا وعتاة العلمانية,ففي كل مرة يلغى حزبه أو يدخل السجن ويخرج يؤسس لحزب جديد, ونشاط سياسي جديد,حتى أخذت تركيا طريقها الإسلامي الجديد ووضع العسكر والعلمانيين في متحف التهميش.

إذا لم يراجع الرئيس موقفه فسيضطر لاحقا للإستجابة لضغوطات من يسمونهم الإخوان بالكفرة وبالفلول ومعارضة الراقصات,وحينها قد تكون إستجابة متأخرة,إن كرة الثلج تتدحرج بسرعة وتكبر بسرعة, وقد تسحق الربيع المصري وتحوله إلى هشيم, وستكون مسألة وقت قبل صدور البيان رقم واحد من جديد ,وفي هاته المرة سيكون بيانا منمقا بآيات قرءانية, وأحاديث نبوية, وبمباركة غربية.

والخلاصة أنه يجب على الحركات الإسلامية التي وصلت أو التي ستصل إلى الحكم في البلاد الإسلامية, أن تعرف بأن وصولها إلى الحكم لم يكن ممكنا بدون إنتفاضة الشباب الثائر متدين أو غير متدين,وهو شباب يبحث على الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية التي سلبها الإستعمار من أبائه, وسلبتها الإنظمة الديكتاتورية منه.

كما على الحكومات الإسلامية أن تركز على بناء مؤسسات الحكم الديمقراطي لتنفيذ برامج تنمية تحقق الرفاهية والنمو وتبتعد عن دساتير الترغيب والترهيب,فالشعوب مسلمة ولا يحق إستغبائها بإسم الدين,إن شعوبا إسلامية متعلمة ومتخلقة وتعيش في رفاهية,هي شعوبا ستهتم بدينها وعبادتها بدون الحاجة إلى قيادة مرشد..

أخير أتعجب للذين يتعصبون بعاطفية للغنوشي ولمرسي, وهما لم ينفضا بعد غبار السجون والمنفى ,ولم تتوفر لهما الفرصة الكافية والوقت الكافي لإثبات مصداقية برامجهما وتحقيقها في الميدان وفي الواقع,وفي نفس الوقت تراهم يشنون أشنع الهجومات وينفثون سموم أقلامهم في من ينتقد أو يعترض على حكومات الربيع العربي وأدائها,الإسلام للجميع,أو لا تؤمنون بحرية التعبير والديمقراطية التي جاء بها الربيع العربي ياسادة؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

من نصدق سعد بوعقبة أم عمارة بن يونس؟!

أحسن بوشة – 02/12/2012

وزير التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة عمارة بن يونس يرسل رسالة ”توضيح” وتهديد وتكذيب لجريدة الخبر حول مقالة للصحافي سعد بوعقبة بعنوان للعبرة.! نشرت يوم الأربعاء 28 نوفمبر 2012.

مقال ”للعبرة” يدور حول الشك والكذب والنفاق الذي يمارسه السياسيون,وضرب الأستاذ بوعقبة أمثلة على ذلك ومنها حادثة يقول أنها وقعت للسياسي الدكتور سعيد سعدي وللسيد عمارة بن يونس في التسعينيات من القرن الماضي,وهي الحادثة التي أغاضت الوزير,ولا ندري حتى الآن ماذا سيكون رد فعل الدكتور؟.

ملخص الحادثة ,كما ورد في المقال, هو أن مواطنا كان مسافرا إلى فرنسا على نفس الطائرة التي سافر عليها سعيد سعدي مرشح الرئاسيات في منتصف التسعينات, وعندما وصل السيد سعيد سعدي إلى شرطة الحدود الفرنسية أبرز جواز سفر أزرق يُعتقد أنه جواز فرنسي عوض الجواز الجزائري الأخضر,ويبدو أن ذلك المواطن يكون قد إستهجن فعلة الدكتور وكيف له أن يحمل جوازا فرنسيا وهو مرشح رئاسيات جزائرية!

المهم أن ذلك المواطن, والذي يبدو أنه كان موظف برئاسة الجمهورية,كتب رسالة كقاريء للسيد بوعقبة يخبره فيها بالحادثة,ونشر الخبر بوعقبة.

يقول الصحفي سعد بوعقبة في مقالته معلقا على الحادثة في جريدة الخبر: ((” هزني الخبر، فكتبت عن الموضوع دون أن أذكر اسم الدكتور سعدي.. وقرأ سعدي ما كتبت وعرف نفسه.! وظن بأن مصالح الأمن هي التي زوّدتني بالمعلومة، فكلف السيد عمارة بن يونس بأن يتأكد له من المعلومة، فاتصل بي عبر صديق مشترك.. وعندما قلت له بأن المعلومة كتبها لي مواطن سافر مع الدكتور في نفس الرحلة، تعجب.! وقال لي: الأمر حدث ولكنه غير صحيح، لأن الدكتور سعدي استخدم جواز السفر الجزائري الأخضر.. والقضية فقط أن الجواز كان مغلفا بغلاف أزرق.! وأضاف بن يونس أن الدكتور مزق غلاف الجواز بعد قراءة ما كتبته أنا؟! فقلت لبن يونس: هل أصحح هذا الخطأ في حق الدكتور؟ فقال لي: لا؟

وتمر الأيام ويختلف عمارة بن يونس مع الدكتور سعدي سياسيا، بسبب كرسي الوزارة مع بوتفليقة، ويقرّر الرجلان القطيعة.. وألتقي ببن يونس، ويفاجئني بأن الحكاية صحيحة وليست حكاية غلاف جواز سفر.!,وألتقي ثانية الدكتور سعدي، وأقول له رواية بن يونس الثانية.. فيتعجب من خبث السياسة.! ”))

وجاء الرد من السيد الوزير بن يونس على الإعلامي بوعقبة على طريقة عاجل,بطريقة سافرة وعدوانية,”نرجو منكم، سيدي المدير، أن تأخذوا بعين الاعتبار هذا التوضيح، وأن يتم نشره في نفس المساحة التي كتب فيها المقال السالف الذكر، طبقا للقانون المنظم للمادة”.

نحن لا نعلم من يكذب على من..وإذا صحت قصة بوعقبة وموظف الرئاسة, فالجواز الأزرق قد يكون جواز فرنسي خاص أو جواز فرنسي ديبلوماسي,لأن لون الجواز الفرنسي هو أحمر داكن,وربما كان غلاف جواز فرنسي أزرق غلف به الجواز الجزائري الأخضر أو الفرنسي الأحمر..لكن مانعلمه ونشتَمُّهُ هو صفة التهديد المبطن بالقانون في هذا الرجاء من طرف الوزير للجريدة بنشر الرد,وهنا نقول لمدير الخبر هل كنتم ستفعلون نفس الشيء لو جاء الطلب من مواطن عادي؟

نعود إلى رد السيد بن يونس فهو يكذب الصحفي بوعقبة, وينكر حصول السيد سعيد سعدي على جواز سفر أجنبي طوال ترؤسه للآرسيدي,ويؤكد السيد الوزير على أنه لم يتراجع عن تكذيبه لحيازة سعيد سعدي على جواز أجنبي بعد إستقالته من الآرسيدي, ويتهم الصحفي بوعقبة صراحة بالكذب,بل أضاف أنه لم ينسحب من الآرسيدي من أجل الإلتحاق بحكومة بوتفليقة,وزاد أن سعد بوعقبة صحافي غير إحترافي يمارس الكذب بشحنه للمشاعر ضد الطبقة السياسية وبوصفه لها بالكذابة والمنافقة!!.

بوعقبة لم يعط أي شرح أوتعقيب واضح,برضاه أو بدون رضاه,فقط أشار إلى أن الشهود لازالوا أحياء,وأنه يشكر الوزير على عدم نكرانه لحادثة رويت من طرف إعلامي كذاب,كما سمى نفسه.

هنا لنا الحق نحن القراء أن نتساءل أين الحقيقة؟ حقيقة القصة طبعا ومن نصدق؟ ولا يهمنا إن كان سعيد سعدي مزدوج الجنسية أم لا,فهناك في حكومتنا من هم أعلى من سعيد سعدي رتبة ويحملون الجنسية الفرنسية والأمريكية ويعيشون هناك ويحكموننا هنا.

الأمر الثاني أن السيد بن يونس يعلم أن الصحافة الجزائرية تنشر يوميا غسيل عمار غول وشكيب خليل وبلخادم وسلطاني وبركات ولم نر أي منهم يقوم برد عنيف ضد صحيفة أو صحافي ويهدد بنشر الرد بالقانون ويتهم الكاتب بالكذب وبالتشويش على الطبقة السياسية وبتزوير الحقائق للرأي العام,إن هذا يعتبر عمل من أعمال كابرانات القمع والحد من حرية التعبير. الظاهر أن السيد الوزير يريد أن يبرر تغييره للمعسكرات, وتحوله من معارض شرس للنظام إلى مسبح بحمد برنامج الرئيس بكرة وعشيا,سبحان الله إنه الكرسي الذي دجن خليدة بالأمس, يفعل نفس الفعل بالرفيق عمارة اليوم.

الخلاصة

نحن نعرف أسلوب الصحفي سعد بوعقبة وجرأته أمام بعض المسؤولين أحيانا وقصصه التي لاتنتهي,أعرف فلان ,سمعت فلان,كنت مع فلان, وسكوته وربما خوفه أو تواطؤه مع بعضهم أحيانا أخرى,أو ما يسمح به السقف كما يقول,وماقاله هاته المرة ليس بجريمة فالجريمة تعالج في المحاكم وهو مالايريده السيد بن يونس,الحقيقة أن هناك أطرافا في السلطة لا يعجبها فضحها وكشفها ونشر غسيلها من طرف صحافي يقرأ له الكثير,في حالة سيادة الوزير بن يونس ودفاعه عن الدكتور,لا نعرف سر هذا الود إتجاه سعيد سعدي, هل هي محبة وصداقة وولاء قديم,أم هو تحالف جديد؟.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جامعة النعاج العربية وتدجين غزة!

أحسن بوشة – 23/11/2012

إنها الوقاحة بعينيها أن يقول وزير مشيخة قطر في القاهرة بأن العرب نعاج….نعم الحكام وهم كذلك…لكننا نحن الشعوب نكاد أن ننفجرغيضا وغضبا وحزنا لإغتيال أزهارنا في غزة ونحن قابعون أمام شاشة الكمبيوتر أو ملقون كأكياس بطاطا في صالونات بيوتنا ,نشاهد الذئاب الصهيونية الجبانة تفتك ببراعمنا الجميلة في فلسطين,تبا لنا وتبا لحكامنا النعاج المجرمين.

فهل لنا أن نصدق أن زيارات أمير قطر, ورئيس وزراء مصر, ووزير خارجية تونس, ووفد الجامعة العربية المعتلفة…. ونعم الوزير البكاي الباشا داود أوغلو,هل لنا أن نصدق أنها كلها زيارات تضامن وتآزر حقيقية مع سكان غزة ومع القضية الفلسطينية عموما؟

وإذا كان الأمر كذلك, أولم يكن بالأحرى لهؤلاء البشر وحكوماتهم أن يمنعوا ماوقع لأطفال غزة من موت وتيتم ودمار,قبل وقوعه أصلا,وذلك بإتخاذ موقف حازم وصريح مع صديقتهم واشنطن؟,إنها مهزلة العرب الحقيقية,إسرائيل تقنبل وتهدم وهم يبنون ويسمونه تكرما على الفلسطينيين,العرب يعلمون أن إسرائيل محمية من طرف أمريكا ومع ذلك لا نرى أي ضغط إقتصادي على الغرب وأمريكا.

أمريكا قالتها وتقولها مرارا وتكرارا, أنها مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة,إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها بردم أبناء غزة تحت ركام منازلهم,أمريكا مع إسرائيل كالصخر الصلب…ومع ذلك فهؤلاء العرب والترك المذرفين لدموع التماسيح على أطفال غزة هم أحباب أمريكا المخلصين,أليست حكومات قطر وتونس ومصر وتركيا هم أحباب وأصدقاء لأمريكا,أو هكذا يعتقدون؟ إذن لما ذا لا يقوم الحبيب بتأنيب ومجافاة حبيبه المجرم الذي يشجع إسرائيل على قتل أطفال غزة الأبرياء؟

الواقع المر يقول أن أمريكا ليس لها حبيب وصديق إلا المصالح,إسرائيل هي جزء من مصالح أمريكا فهي حبيبتها إذن,أما هؤلاء السادة الترك والأعراب فهم يعيشون وهما حقيقيا إن إعتقدوا أن أمريكا صديقة لهم,وأن أمريكا تثمن حقا دور مصر في تحقيق الهدنة في غزة,أمريكا لها مصالح في هاته الدول ولكنها تتحصل عليها بالمجان.

إن إخواننا في غزة لهم الحق في الإحتفال وفي تنفس الصعداء, لإرغامهم ببطولتهم وبمقاومتهم وبصواريخهم العدو الصهيوني على قبول الهدنة وتوقيف العدوان,لكن العرب ليس لها حقا في الحج إلى أرض محتلة والتباكي على قتلى غزة,العرب ليس لها حق في الهف واللف والإدعاء بأن مبادرة السلام العربية ستراجع,العرب لهم ربيع التدجين الذي لا يتلاءم أبدا والمقاومة الحقيقية للإحتلال,العرب يريدون غزة مدجنة مسالمة لا تقلقهم بصواريخها,ولا تفسد عليهم ودهم وحبهم لإسرائيل ولأمريكا.

وهنا نصل إلى مربط الفرس….قطر والسعودية والخليج يعتقدون أن صواريخ غزة هي مجرد مضيعة للوقت ومناوشة لا فائدة منها,تماما كما إعتقدوا من قبل بأن الإنتفاضة والسيارات المفخخة والعمليات الإستشهادية الفلسطينية هي وسائل بربرية همجية للكفاح والتحرير,وكأن غارات الطيران الإسرائيلي وقذائف مدفعيته تلقي ورودا وعطرا على جنين وعلى غزة!

إن خطة الأعراب المفبركة في أمريكا, تقتضي بأن تجنح حماس والفصائل الإرهابية إلى السلم وتخضع للتدجين بالمال الخليجي, وإبعادها عن خط المقاومة وعن إيران وحزب الله قدر المستطاع لأن ذلك رجس شيعي أسوأ من إسرائيل وعمل من أعمال الشيطان..مرحبا في جمهورية النعاج العربية.

على السيد مشعل ورفاقه أن لا ينخدعوا بهاته الإغراءات,فغزة لازالت محتلة وهي جزء لا يتجزأ من فلسطين ومن قضية فلسطين,وخيار المقاومة والوحدة الفلسطينية هو الخيار السليم والصحيح,غزة لن تعيش ربيعا حقيقيا وتحريرا حقيقيا إلا مع باقي فلسطين,نعم للمساعدة والتضامن المصري مع غزة,لكن لا للوصاية المصرية على غزة,لا للسمسرة والتجييح بالمال الخليجي,من يريد أن يعيش نعجة في مشيخته فله ذلك ولينتظر التلقيح من عتاريس وكباش المارينز,لكن دعوا أسود القسام وسرايا القدس تعيش في عرينها لتفتك بالذئاب الصهيونية. .

حقيقة الأمر أن مانراه وقع ويقع في فلسطين اليوم هو أن الغرب والرباعية وطوني بلير كلهم شاركوا في تدجين السلطة الفلسطينية في رام الله وقتلوا روح المقاومة بأوسلو و بالمال وبالوهم وبالوعود,إنهم يبتزون عباس إبتزازا لمنعه من أخذ قضية الإعتراف بالدولة المراقبة إلى الأمم المتحدة ,وربما إلى محكمة الجنايات الدولية بعد ذلك, للطلب بمحاكمة إسرائيل على جرائمها وعلى إغتصابها لأراضي فلسطينية على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن.

ومن جهة أخرى نرى قطر ومصر ومعسكر الربيع العربي يحاولون تدجين حماس والفصائل الفلسطينية ودفعهم إلى هدنة طويلة وإيهامهم بإستقلال مغشوش في غزة..

من كل ماسبق نستطيع أن نستنتج بأن المجموعة العربية والغرب يجنحون إلى تأكيد وتثبيت كينونة دولة إسرائيل وما إبتلعته من أغلب أراضي فلسطين,إنهم يفعلون ذلك بعدما فشلوا في إحقاق الحق والعدالة لشعب فلسطين,إنهم يفعلون بالفلسطينيين ما فعله هتلر باليهود,التقتيل والتشريد والعيش في الشتات,وإلا كيف نفسر أكثر من نصف قرن من الوعود لتأسيس دولة تنتهي بتأسيس كنطونات فلسطينية في الضفة وغزة ويريدون تسميتها دولة فلسطين,العرب ودعت خيار المقاومة والتحرير وهم يدفعون الآن بالفلسطينيين إلى خيار المسالمة والتركيع.

فحج غير مبرور يامن تزورون غزة لأخذ صور مع جرحاها, ولذرف دموع التماسيح على موتاها,وفي نفس الوقت أنتم تبيعون الحق الفلسطيني التاريخي في سوق النخاسة وتريدون أن تغسلوا ذنوبكم وخزيكم بما تتصدقون به على أهل غزة من بقشيش.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

أدوات السمسرة.. قطر وأخواتها

أحسن بوشة – 15/11/2012

إن ماحدث في الدوحة مؤخرا بإعادة بعث المجلس الوطني السوري, وتسميته بإسم جديد, هو مواصلة لدور السمسرة التي تقوم به دولة قطر وبتأييد ومؤازرة المملكة العربية السعودية ودول الخليج في عملية تدجين للجماعات الإسلامية المتشددة ومحاولة تعويضها بحكومات إسلامية أليفة.هاته الحكومات ربما تعتبر حلما عربيا قد تحقق للملايين العرب المقهورين, لكن الغبار لم ينقشع بعد لنرى ماذا ستفعله هاته الحكومات في التأسيس لحكم عادل,في تحقيق العدالة الإجتماعية وحل المشاكل الإقتصادية وفي السعي لتحرير فلسطين.

من الواضح أن الدول الخليجية كلفت بهاته المهمة من طرف البيت الأبيض وحلفائه في أوروبا,والهدف هو تعويض الأنظمة المستبدة الفاسدة والمفلسة بأنظمة تكون مقبولة في الشارع العربي,أنظمة تلبس عباءة إسلامية وتطلق لحى إخوانية, تفرح الشارع العربي بخطاباتها ووعودها, ولا تبكي وتغضب الغرب بتجنبها تطبيق الشريعة وبجنوحها للسلم إتجاه إسرائيل وبحفظها للمصالح الغربية في نفس الوقت,وهذا مايسمونه الربيع العربي,ربيعا مسموح به في كل مكان إلا في أرض الملكيات والمشيخات فهو ممنوع لأنه يعتبر تخريبا وفوضى.

غير أنه في سوريا توجد هناك مشاكل تواجه أمريكا لحسم خياراتها ومنها تسلل العناصر الإسلامية الجهادية المتشدة الى مواقع التأثير في مجريات الأحداث على الأرض,تحكم إيران بشكل كبير في الجيش السوري والقرار السوري,وتأييد موسكو وبكين للنظام السوري كذلك,وكل ذلك سيفسد مخططات الغرب في تأسيس حكومة إخوانية أليفة في سوريا,حكومة لا تعض ولها أن تنبح كما شاءت على غرار ماتفعل حكومات المغرب وتونس وليبيا ومصر,لهذا سارعت قطر وأخواتها بتنصيب الإتلاف الجديد وبرفع المجلس القديم المنبوذ من طرف واشنطن, وضخت كل مجهوداتها وأموالها في سبيل تحقيق ذلك,لقد قدمت صفقات من ذهب لرئيس وزراء بريطانيا لإرضائه,وهي لن تفعل شيئا لو أحرقت غزة بكاملها إرضاءا لإسرائيل ولأمريكا.

الخطة واضحة إذن وتتمثل في إيهام العالم بأن المعارضة السورية قد إتحدت,وذلك رغم إنسحاب إتحاد التنسيقيات من مؤتمر الدوحة,وبعدها يتم وضع رجل إخواني وقربه رجل علماني مسيحي وهو السيد جورج صبرا في محاولة باهتة لإرضاء الغرب, ثم يتم إستدعائهما لحضور مؤتمر القاهرة لوزراء الخارجية العرب, وتكون الخطوة القادمة هي الإعتراف بهذا الإتلاف كممثل للشعب السوري من طرف الجامعة وبعض الدول الغربية ,ومن ثم يتبع ذلك تشكيل حكومة سورية مؤقتة,ويكون الذهاب بعدها إلى الأمم المتحدة للإعتراف بهذا الكيان الجديد ليحل محل ممثلي النظام السوري في نيويورك,وتكون الخطوة الأخيرة هي تسليح جيش هاته الحكومة وكتائبها لإسقاط نظام الأسد.

والسؤال الذي يجب طرحه الآن هل ستنجح هاته الخطة في إزاحة الأسد؟

من الواضح أن نظام الأسد لازال متماسكا و لم يسقط بعد, لكنه جرح جرحا عميقا بالإنشقاقات وبتصرفه العنيف مع المدن الثائرة وتهديمها,وبقتله لكثير من الأبرياء,ولهذا سوف لن يكون أمرا غريبا قبول إيران وموسكو والصين مغادرة الأسد للحكم بطريقة سلمية وتعويض نظامه بنظام جديد يحفظ لهم مصالحهم ونفوذهم أو جزء منها,ربما يكون ذلك بالدعوة لإنتخابات حرة بإشراف دولي تذهب بالأسد وتأتي برئيس إنتقالي جديد على الطريقة اليمنية.

أمريكا وإسرائيل لا تريدان إسقاط نظام لم يطلق رصاصة على إسرائيل منذ عقود,نظام ينبح كثيرا ويعض قليلا,ليتم إستبداله بنظام متشدد يطبق الشريعة وينادي بالجهاد,أو على الأقل نظام تعمه الفوضى على غرار ليبيا أو العراق .

أمريكا تريد نظام مسالم في سوريا وليقوده أشخاص ملتحون

متفتحون وليبيراليون,لا يصرون على تطبيق الشريعة أو النداء للجهاد,نظام شبيه بأنظمة الربيع العربي,لكن المشكل هو أن نظام كهذا غير مضمون التأسيس في سوريا, وهذا مايؤرق قطر وأخواتها أمراء الثورات ومروجو الربيع العربي.

نستطيع أن نختم بأن قطر والسعودية وربما تونس وليبيا ومصر ماهي إلا أدوات سمسرة غربية لتغيير الأنظمة القديمة في الشرق الأوسط بطريقة تشبع الذئب الغربي ولا تجوع الراعي العربي في نفس الوقت.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

تحية إلى أمي في ذكرى نوفمبر المجيدة

أحسن بوشة – 03/11/2012

عندما جاء الجنرال ديغول إلى الحكم زار الجزائر سنة 1958 وخطب في شعبها مرددا عبارته الشهيرة ”فهمتكم” وغازلهم بعبارات العدالة والمساواة, وعين الجنرال شال حاكما عسكريا و قائدا جديدا للعمليات الحربية في الجزائر,ما تبع ذلك كان عاما عسيرا على الثورة الجزائرية وعلى الشعب الجزائري….إنه مخطط الجنرال موريس شال الجهنمي لعزل المجاهدين عن الشعب وعن أية مساعدات قد تأتي من الخارج,والهدف هو محاولة خنق الثورة ووأدها بإستعمال قرابة المليون جندي وأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك الوقت,شملت عمليات شال التمشيطية كل ولايات القطر وكانت عملية الشمال القسنطيني تسمى بعملية الأحجار الكريمة.

في تلك السنة كانت منطقة دشرة أولاد مسعودة مثخنة بالجراح ,تبكي العشرات من أطفالها الذين إستشهدوا في غارة 20 ماي الجوية والتي شاركت فيها 150 طائرة فرنسية بسبب إيواء الدشرة لمركز الولاية الثانية والمستشفى التابع لها لأكثر من سنة,لقد حرق بيتنا مرتين وشردنا إلى الجبل المجاور عدة مرات لنقضي الليالي والأسابيع في العراء.

ذات يوم من سنة 1959 علم سكان الدشرة بأن الجيش الفرنسي قادم من الناحية الغربية للقرية بإنزال على جبل أغيل,هرب الجميع شرقا وشمالا إلى جبل لمسيد المجاور ليفاجأهم العدو بالإنزال الجوي بالعموديات فوق جبل لمسيد أمامهم ,بعد أن قصف الجبل وقتل إمرأة وإبنتها وبعض المواشي.

كنت رضيعا وكانت أمي تحملني وأختفينا تحت شجيرات الريحان,سمعنا أصوات جنود الإحتلال وهم يمشطون الغابة,صمتنا صمت القبور ومروا دون رؤيتنا,فجأة صرخ صبي بالقرب منا فسمعه العساكر وألقوا القبض علينا,ساقونا نحو تازة لحملنا في عمودية إلى محتشد أنشيء في مدينة العنصر كجزء من خطة شال لعزل الشعب عن المجاهدين وقطع المؤونة عنهم.غير أن والدتي لم تتقبل فكرة الحياة في المحتشد وتشبثت بشجرة بلوط لا تريد أن تمشي,أخذوني عنوة منها وواصلوا سيرهم ظنا منهم أنها ستتبعهم من أجلي,ولم تفعل فتحتم عليهم العودة وإرغامها على المسير بالقوة,في تلك اللحظة تلقت تلك الفرقة أمرا بالراديو لقضاء الليلة في الدشرة والرحيل مع طلوع الفجر,وهناك في بيت القرميد الكبير كان مركز الجيش الفرنسي وقربه حشرنا كالغنم في كوخ صغير لقضاء الليلة,نفس الكوخ الذي ولدت فيه لاجئا لأن بيتنا حرقته فرنسا من قبل,حاول بعض العساكر مداعبتي, وقال أحدهم لأمي سآخذ هذا الصبي معي إلى فرنسا, فصاحت وأشتكته لمسؤوله فأرجعني إليها.

في الصباح الباكر أخذونا إلى عمودية في تازة لشحننا إلى المحتشد,وفي الطريق كانت هناك شعبة على شكل واد صغير محادية للغابة ,توقف الجندي الفرنسي لمساعدة إمرأة على حمل صبيها ,وكانت تلك فرصة أمي لتتسلل إلى الأحراش ومشت بي نصف كيلومتر على يديها ورجليها دون الوقوف,إستراحت قليلا, ثم أكملت تسلقها للجبل وسط الغابة, وكان النهار قد بدأ يطلع والضوء ينتشر وكان علينا أن نمر عبر مكان مكشوف يسمى آبريد للعبور إلى الجهة الأخرى,كان هناك بعض المعز تائهين وعند منتصف آبريد بدأ سيل من الرصاص ينهمر علينا,لقد إكتشف وجودنا مركز مراقبة فرنسي قرب تازة,كانت أمي هاربة وهي تلمسني إن لم أصب أو إن كان هناك دم يسيل مني,إنه حب وعطف الأمومة يكون حاضرا حتى في أحرج اللحظات,وبدت الخمسين مترا وكأنها مسافة طويلة وعندما دخلنا الجهة الأخرى من الغابة قابلنا البحر من بعيد بزرقته الرائعة,كما قابلنا جبل سدات بشموخه وتنفست أمي الصعداء,لقد كانت حقا أياما عسيرة هزمت فيها والدتي الجنرال شال وعمليته ”الأحجار الكريمة” فلم نشحن إلى المعتقل وبقينا أحرارا مع الثورة,ولولا شجاعة أمي وإرادة الله لقضينا ثلاثة سنوات في المحتشد البغيض,فألف تحية إلى المرحومة والدتي في ذكرى نوفمبر المجيدة.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جوق السلطان!

أحسن بوشة – 01/11/2012

الرد التالي أرسلته إلى جريدة الخبر كرد قاريء على عمود الصحفي سعد بوعقبة ليوم الثلاثاء 30/10/2012 ,غير أن مسؤول نشر الردود في الجريدة فضل ألا ينشر ردي, وهذا من حقه طبعا, فقررت أن أنشر الرد هنا في بوابة الصحافة زاد دي زاد لأعبر عن رأيي وأبلغه إلى السيد بوعقبة وإلى قراء الموقع,والرد كما هو بدون أي تغيير.

”سيد بوعقبة لم نفهم شيئا من كلامك,فيوما تقول أن السيسثام برمته هالك وتقول عظم الله أجركم في الجزائر,بل تقول أنه لا أمل في الجزائر إلا بقلب الطاولة على النظام الفاشل القائم!

في اليوم التالي تأتي وتبشر بمدير أمن, أصله جنرال عسكري ينتمي إلى المؤسسة العسكرية,وتقول لنا أن المعلومات تشير إلى جدية ونزاهة الرجل في مكافحة الجريمة وتحقيق الأمن,بل تقول ذلك في مقال دفاعي ضد من إتهموك بالشيته والتشييت لمدير الأمن ذاته.السؤال يا أستاذ هو كيف يمكن لمدير أمن أن يكون ناجحا في تحقيق الأمن وجهاز وزارة الداخلية بوزيره وولاته وشرطته هو هو نفسه لم يتغير؟هل قلت لنا من قتل العقيد تونسي ولماذا قتل؟

وكيف يمكن تحقيق الأمن بعدالة مسيسة مقيدة متورطة في الفساد أحيانا؟

الهامل أو غيره أو قيادته لا يمكنهم تحقيق الأمن في السكوار بور سعيد بإزالة سوق العملة المخربة للإقتصاد الوطني,فكيف سيحققون الأمن في بومعطي وبن جراح بإزالة طاولات الشمة والبيض؟

الخلاصة ياسعد أنك ليس ثابت على رأي واحد,فأنت تمتلك أرشيف من حكايات لقاءاتك بمسؤولين كبار,كما تمتلك سيل من عبارات محاربة الفساد والتنديد به,فتخرج علينا كل يوم في سوق الكلام بتركيبة جديدة من الحكايات والإنتقادات لتوهمنا أن هذا جزء من حروب ومعارك تخوضها النخب الإعلامية ضد الفساد,فكفانا إستغباءا ومعذرة على الصراحة.

لوكانت مقالات وإنتقادات الصحافة تساهم حقا في محاربة الفساد وتنغص عيش المفسدين, لسمعنا عدة مرات بالأستاذ بوعقبة ينزل ضيفا على مراكز الشرطة برفقة علي بلحاج!؟,لكن والحال ليس كذلك, فإما أن بالجزائر حرية تعبير حقيقية ونحن ننكرها على ولاة الأمر,أو أن النقاد ذاتهم متواطئين مع السلطان أو على الأقل تم نزع أنيابهم أو تدجينهم وهم ينبحون ولا يعضون.

انا متاكد انه لامصداقية ولاهم يحزنون بل انتم جزء من الجوق الاعلامي لكم دور تؤدونه وفقط.

كل التعاليق التي تكشف هذا الدور المشين للخبر ولبعض كتابها تزبر,لايكفي ان نطعن في بلخادم اوفي النواب او في البقارة والفساد لتدّعوا النخبوية والمصداقية,انتم والشروق والنهار والفجر كلكم في جوق واحد مع اختلاف اصوات الاَتكم النشازة والمغذاة من ريع النظام”. إنتهى الرد

خلاصة القول أن الصحافة في الجزائر ماهي إلا لوبي من لوبيات الإعتلاف, مثلها مثل المعارضة,فقط الإختلاف في طريقة الصراخ بأصوات صديقة,على وزن نيران صديقة,ناعمة لا تزعج النظام بل هي كلها تنتمي إلى جوق واحد هو جوق السلطان,تمتعه بنشازها وتساعده في إخماد وتمييع غضب المواطن المغبون حتى لا ينتفض مطالبا بحقه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

قصص من زمن الطفولة…

أحسن بوشة – 20/10/2012

أتذكر أنني لما كنت على عتبة الطفولة وأنا مستعدا للمغادرة نحو عالم المراهقة,كنت أحب القراءة حبا جما,كل ما سنحت الفرصة كنت أبدأ جولتي في مكتبات العاصمة من ساحة الشهداء إلى البريد المركز,كنت أقضي الساعة والساعتان أتلهف لرؤية كتب جديدة بداية من مكتبة مرازقة بوداود في باب عزون, مرورا بشارع علي بومنجل وإلى شارع بن مهيدي,الكتب كانت معقولة الثمن وكنت أحرم نفسي من شراء أي شيء أحبه,لعبة أو حلوى,لأشتري كتابا.

أتذكر ذات ربيع في منتصف السبعينات وكنت أسكن في حي القصبة وأشارك غرفة مع سبعة رجال وشباب,فينا الخياط والقهواجي والبائع المتجول والتلميذ,كلنا غرباء نعيش بعيدا عن أهلنا في جيجل,نغسل ملابسنا ونطهي طعامنا بإيدينا ونملأ أواني الماء من حنفيات الشارع,لا أم ولا أخت ولا زوجة تعيننا وتؤنسنا,كانت عطلة الربيع فرصة لزيارة القرية في مرتفعات جيجل,وفرصة لقضاء أسبوعين والنهل من حنان الوالدة ومن عطفها,فرصة لأكل البركوكس ولبراج والبقول بالزيت وكسرة الشعير,حملت حقيبتي وكان نصفها ممتلئا بعشرات القصص البوليسية والتاريخية وبكتب العلوم والرياضيات, لقد كنا نعتبر أي عطلة بدون زاد فكري هي عطلة ناقصة ولاشك حتى أننا كنا نشتري الجرائد القديمة بالميزان لنقرأها.

كنت أطالع الكتب الى حد الإدمان,أبدأ قراءة قصة أو رواية في الصباح وأنهيها في منتصف الليل,أمشي وأنا أقرأ,أتغدى وأنا أقرأ, وأستلقي على الحشيش أو في الفراش وأنا أقرأ.

أتذكر في يوم بارد من أيام شهر مارس, كان بعض الثلج لا يزال يغطي أطراف الشعبة أو الواد الصغير الذي كان يجري خارج بيتنا,بدأت أقرأ رواية بوليسية شيقة,جاء منتصف النهار وتبعه العصر والغروب وأنا غارق في أحداث القصة أنفعل وأخاف وأتألم لما يحدث لأشخاص القصة عبر صفحات الكتاب,عندما سقط الظلام إقتربت من نار الحطب المشتعلة في كانون دارنا القديمة,دار مبنية بالطين والحجر ونصفها مغطى بقشور الفلين والنصف الباقي بالديس,دار حُرقت مرتين من طرف فرنسا وبنيناها بعد الإستقلال,في ركن منها كانت بقرتنا وعجلها الرضيع وفي ركن آخر كانت أثار لون أسود على الحائط باقية من موسم الزيتون,فهي دار ومعمل للزيت ومرقد للبقرة وعجلها ومطبخ وسمر للعائلة في نفس الوقت,قلت جلست حول النار أتدفأ منها وأستعين بضيائها على قراءة كتابي,وتقدم الليل ولم أنهيه,والأحداث تزداد تشويقا وإثارة,كانت والدتي في دار أخوالي في تلك الليلة,لم يكن حينها عندنا كهرباء أو بيت مريح,مصباح الغاز لانشعله لما تكون النار في الموقد إقتصادا للغاز,بجانب البيت القديم أو الدار كان عندنا كوخا صغيرا بني بالحطب والطين وغطي بالفلين,هو بيت النوم لي ولأخي ووالدتي,فراشنا عريشة فوقها بساط وحائك صوف خشن ولكنه دافيئ,ذهبت إلى الفراش لأكمل قصتي لأن المرحومة جدتي قالت أن الحطب القليل الباقي سنحتاجه للغد,كان معي أخي الأصغر ينام قربي ولكي لا نبرد كنا نضع الرجل فوق الرجل حتى نحس بالدفء,نام أخي وتركني أقرأ على ضوء شمعة وجدتها في مزار قبر سيدي محمد البهلي, وهو جامع صغير بني وسط المقبرة على ضريح أحد الأولياء المحليين,هناك يترك الناس البخور والنقود والشموع كقربان أو صدقة..

إنتصف الليل,وكان هدير الماء في الشعبة متواصل,وأصوات الكلاب تنبح هنا وهناك ,والذئاب تعوي على الصخور المجاورة للدشرة,ولما إقتربت من نهاية القصة,شعرت بالتعب ونمت بدون أن أطفيء الشمعة أو أكمل الكتاب!

عندما فتحت عيناي قرب الفجر, أصابني الهلع,رأيت إحمرار في الظلام الحالك,خفت خوفا شديدا وقفزت من فراشي وصرخت,إنها النار إشتعلت من الشمعة وحرقت نصف الحقيبة التي وضعت الشمعة فوقها,إحترقت كتبي وبعض ملابسي وجزء من الفراش,أسرعت وأخذت الأشياء المحترقة إلى مياه الشعبة الباردة جدا لأطفيها,رميت ما تبقى من الحقيبة على الثلج وكان أخي قد إستيقظ خائفا وبدأ يساعدني,وبللت الملابس بالماء لإطفاء النار,عدنا إلى الكوخ وشممنا رائحة الدخان لأول مرة ولست أذكر كيف أكملنا الليل إلى الصباح لنرى حجم الكارثة التي حلت بممتلكاتنا البسيطة وكنزنا من الكتب,لقد كانت حقا حادثة لا تنسى..

آه لقد نسيت أن أذكر أن الرطوبة والبرد وترهل الحقيبة كل ذلك منع النار من التوهج وإلا كنا أنا وأخي سنحترق لا محالة,كما أن الكوخ كان مملوء بالثقوب وإلا كنا سنختنق,إنها حماية الملائكة للصغار بقدرة ومراقبة وأمر من الرحمة والذات الإلاهية,حمدا لك يارب.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

سلال الجزائر وغلال الصين!

أحسن بوشة – 04/10/2012

الحمد لله والشكر لله, الواحد القهار, ثم ندعوا بالشكر وبالإمتنان, للتكولوجيا ولسادتنا العلماء الكبار, الذين إخترعوا الإنترنت وأتاحوا لنا فرصة التعبير عن أرائنا وأفكارنا دون خوف من مقص وسلطة الرقيب البقار الحقار.

وبعد لقد رأينا وسمعنا وعود السيد الوزير الأول عبد المالك سلال من خلال برنامج الحكومة المقدم لبرلمان البقارة,والمزور عن بكرة أبيه, ذلك البرنامج السحري الذي يعد بتحقيق أهداف غاية في الطموح وعلى رأسها تعزيز الحكم الراشد وبعث الإقتصاد وتشغيل ثلاثة ملايين,أهداف لايمكن الوصول إليها بالأدوات المتاحة وبالسياسات المتبعة مند عقدين من الزمن على أية حال.

فما مدى واقعية هاته الوعود الجميلة,وهل يمكن حقا فعل ذلك في السنتين القادمتين؟ أم هي مجرد غِلال وهمية لملء سِلال الوزير الأول سلال وتثبيت المرشد الأعلى في كرسي عرش مابعد 2014؟

إن أي كلام عن تعزيز الحكم الراشد وبعث الإقتصاد في الجزائر, بإستعمال نفس الأدوات,أي نفس السلطة الفاشلة والتي أوصلت البلاد إلى ماهي عليه،رغم ملايير الغاز والبترول ، من رئيس وحكومة وإدارة,ما هو إلا لغط وضحك على الذقون وأضغاط أحلام.

شروط الحكم الراشد

الحكم الراشد كما تعرفه موسوعة وكيبيديا,هو طريقة التسيير للمؤسسات العمومية وللشؤون العامة والموارد العامة, لضمان الوصول إلى تحقيق الحاجيات الأساسية للناس, ولتحقيق الرفاهية عن طريق النمو والتنمية, وذلك حسب المقاييس والمتطلبات االتي تقتضيها حقوق الإنسان,فلترشيد تسيير المؤسسات والموارد لابد من خبرة ورقابة ووعي,أي كفاءة ونزاهة وإلتزام ,فمن أين نأتي بالخبرة وقد همشنا خبرائنا أو شردناهم في القارات الخمس؟ فلوتضع الحكومة وصناع القرار برنامجا جديا لإعادة الإعتبار للخبرة المهمشة أو المهجرة,ووضعت في كل مواقع المسؤولية ومواقع إتخاد القرار,لتحقق جزء من ترشيد الحكم.

ولو أعطيت للقضاء حريته وسلطته المفقودة للعب دورا هاما في الرقابة والضرب بيد من حديد على من يبددون ويهدرون ويسطون على الموارد والأموال العامة,وهذا بدوره سيحقق تقدم,وسيتعود الناس على النزاهة والخوف من العقاب وهو ما سيساهم في ترشيد الحكم كذلك.

والعامل الثالث وهو الوعي و الإلتزام,فلو بدلنا شروط ومقاييس تحمل المسؤولية, سواء كانت عن طريق الإنتخاب و عن طريق التوظيف,فنضع الأشخاص الذين يقدسون المصلحة العليا للوطن,الأشخاص الذين يؤمنون بالجزائر بلدا وتاريخا وثقافة ومسكنا وصحة ونظام تعليمي وسياحة,وليس الأشخاص الذين يتخدون من الجزائر كبقرة حلوب ومطية لتقاعد مريح في الخارج كما فعل 75% من وزراء الحكومات السابقة والذين يقطنون الآن بالخارج!

فهل يستطيع السيد سلال أن يفعل كل هذا وبذلك سينجح في تعزيز الحكم الراشد؟ هو لن يستطيع أن يفعل ذلك وهو يعلم ذلك, لأن سلطته وقوته تأتي من فوق ومن الدهاليز التي تخاف من أي ترشيد قد يعصف بمصالحها.

وحقيقة الأمر أنه لا يوجد حكما راشدا في الجزائر حتى يتم تعزيزه,فالمقاييس التي أعتمدت لحكم الجزائر معروفة وهي الشرعية الثورية المزيفة,الدبابة,الجهوية,الماضي المشبوه,المسخ الثقافي..وووغيرها من نياشين الفساد.

بعث الإقتصاد الجزائري

إن كلمة بعث تعني عادة إعادة الحياة بعد الموت,فهل هذا يعني أن الإقتصاد الجزائري يعيش حياة البرزخ وعذاب القبر, وهاهو السيد الوزير الأول ينفخ في الصور لبعث الإقتصاد الجزائري إلى الحياة ثانية,وبنفس الأدوات التي أماتته؟ لكن بعث الإقتصاد يستدعي تصحيح السياسات الإقتصادية المنحرفة لترشيد إستخدام الموارد المتاحة,ومعاقبة لصوص الضرائب والجبايات الجمركية وناهبي أملاك الدولة وغشاشي المشاريع..

فيوم النفخ في الصور يستدعي ”حشر المجرمين يومئد زرقا” كما جاء في القرءان,مرة أخرى السيد الوزير الأول وحكومته لا يستطيعان تصليح السياسات الفاسدة التي تذر حليبا وفيرا ورزقا سهلا للبقارة ورجال الأعمال ومافيا الفساد,وليس هناك من يستطيع حشر هؤلاء المجرمين الزرق ومحاسبتهم في جزائر اليوم.

وثمة حقيقة أخرى وهي أنه يستلزم لتوفير مناصب شغل حقيقية لا بد من بعث وإنعاش حقيقي للإقتصاد وهو أمر مستحيل كما أشرت, ولذلك فبرنامج الحكومة ما هو إلا مواصلة لشراء الذمم ولتلميع صورة السلطان و هو هدرا لثروة الأجيال,وهو برنامج كسابقه لايتعدى كونه مزايدات وكذب وتبريرا للفشل, لا أكثر ولا أقل.

وهنا نطرح السؤال لماذا جيء برجل يقال أنه لاطعم ولا لون سياسي له وفي هاته الفترة بالذات؟ والحقيقة أن الرجل له طعم ولون سياسي مثله مثل الزمر الحاكمة ولوبيات الإعتلاف,طعمه ولونه السياسي هو الشمولية والديماغوجية, وكل ما يميز رجالات الحكم عندنا والذين إستطاعوا صعود سلم المسؤولية بولائهم للسلطان وللسلطة أكثر من ولائهم للشعب وللمصلحة العليا للوطن.

السيد سلال رجل برغماتي خفيف الروح ,وربما ليس له أي ملف يذكر عند مصالح الأمن والإستعلامات,السيد سلال لم يظهر حتى الآن أي شغف أو طموح للجلوس على كرسي السلطان,ولهذا فلا خوف منه,فطريقه من رئيس دائرة إلى دبلوماسي في بودابيست المملة إلى وزيرا ومسؤولا في حملة إنتخاب الرئيس جعله يبدو إختيارا مقبولا, وذلك بعكس الذين سولت لهم أنفسهم من رؤوس التحالف الرئاسي السابق والذين بدأوا مبكرا في التعبير عن طمعهم في ولوج قصر المرادية ولو بعد حين,فهؤلاء يكونوا قد وُضِعوا في حجمهم الحقيقي, وربما يكون هناك من ذكرهم بملفات سلوكهم في ماسبق من ماضي الأيام .

السيد سلال يستطيع أن يزرع بذور الوهم ليجني غلال الوهم,لكنه الشيء الأكيد أنه رجل جاء بمهمة أقصاها سنتين , وهي مدة ليست بالكافية لزرع بذورا ضرورية لجني الغلال الهائلة التي أطلقها أمام البرلمان,هل نستطيع أن نصدق أن إقتصاد عشوائي تبعي بمنتوج واحد يكون له أي حظ في توفير مليوني سكن وثلاثة ملايين منصب شغل في خمسة سنين؟وهل تصدقون أن بقارة تبسة والعلمة ووهران وغيرهم والذين وصلوا إلى البرلمان بالطريقة التي وصلوا بها,هل تصدقون أن هؤلاء بمقدورهم مقارعة السلطة التنفيذية والإدارة للتشريع لترشيد الحكم؟

والرأي أن السيد عبد المالك سلال هو وزير أول توافقي جاء ليرقع ويلمع الطريق إلى قصر المرادية أمام السلطان الجديد,أو ربما السلطان القديم الجديد!

وفي الأخير كفانا تنكيثا, وأبشروا ياشبان الجزائر,فهاهو السلال يعدكم بالغلال لينفس عنكم همومكم,لكن أحذروا فقد تصيبكم خيبة أمل, فليس هناك من سِلّة تغذينا إلا سلة أوبيك, .وليس هناك من غلة تنفس عنا الهموم وتطعمنا من جوع إلا غلة حاسي مسعود.

لقد قالها السيد الوزير الأول بصريح العبارة وبلهجة تهكمية أمام برلمان البقارة, بإنه هناك واللي عجبو الحال ويكون معانا مرحبا به, واللي معجبوش مرحبتين, فما يبقى في الواد غير احجارو,ونحن هم أحجار الواد الباقيين! تهكم كما شئت ياسيادة الوزير الأول, ولقد أحسنت تهكما على هؤلاء البقارة ,لكن دعنا نذكرك أنه مهما قدمت من وعود للشعب وللشومارة وللحراقة, فإنه لن يكون في جزائر طاب جنانهم غلال إلا غلال حاسي مسعود وغلال حاويات الصين المسرطنة, وهذا كل ماجادت به حليمة البحر الأبيض المتوسط وفرسانها الأشاوس للأسف..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

بصراحة.. الجزائر تستحق الأفضل يا سيادة الرئيس

أحسن بوشة – 24/09/2012

في البداية دعنا نسأل هذا السؤال، ماذا سوف نرى لو ألقينا نظرة سريعة على واقع الإقتصاد في جزائر اليوم؟

من الواضح جدا أننا سنصاب بخيبة أمل كبيرة, وسنخرج بنظرة سوداوية وقاتمة جدا لحاضر ومستقبل الجزائر, نظرة تشمل النمطين السياسي والإقتصادي المتبعين في البلد بعد نصف قرن من الإستقلال, وتشمل كذلك الواقع المؤلم الذي تعيشه الجزائر الآن والمتميز بتبعية إقتصادية واضحة وشمولية سياسية جامحة.

الشمولية هواية سلطة الدولة الوطنية

فالنظام السياسي الجزائري اليوم يتسم بالشمولية السائدة من هرم السلطة إلى قاعدتها,,فالرئيس شمولي والوزير شمولي والوالي شمولي ورئيس البلدية شمولي وكل واحد يحاسب من طرف الأعلى منه حسب الأهواء وليس فيهم من يحاسب أمام الشعب,طبعا كلنا يعرف كيف أن أمر الحكم والسلطة في بلادنا كان قد حسم عن طريق الإنقلاب والإستيلاء على السلطة بالقوة مرتين في تاريخ الجزائر الحديث, أولاهما غداة الإستقلال حيث وقع الإنقلاب الأول على الحكومة المؤقتة والحكم المدني, حسم الأمر بقوة السلاح وبإسم الشرعية الثورية التي أوصلت إلى الحكم من كان قويا وأكثر تسليحا وتنظيما من بين رفاق الكفاح, ثم حسم الأمرة مرة ثانية بإلإنقلاب على الشرعية الشعبية والدستورية سنة 1992 وما تلا ذلك من حرب دموية ومن لعبة المصالحة الوطنية,حيث حسم الأمر هاته المرة من طرف الغالب والمنتصر في الصراع الدموي,وهؤلاء هم الحكام الفعليون لجزائر اليوم وهم أصحاب الحل والربط وهم من يزكون الرئيس ومن هم تحت الرئيس, وعلى كل حال في كلتا المرتين لم تكن اللعبة حرة وديمقراطية بتاتا, وفي كلتا المرتين وقعت تجاوزات ولم تحترم العدالة ولم يستشار الشعب,و صودر حق الشعب والشباب الجزائري في حكم نفسه بنفسه.

إقتصاد سياسي هجين

لكن دعنا نتكلم هاته المرة عن الإقتصاد الجزائري,فأمره مقلق حقا,البلد غارق في بحر من الفساد,بيروقراطية وتوحش الإدارة تعيق أي تنمية وتعرقل أي إستثمار محلي أو أجنبي,هدر كبير للموارد المالية والطبيعية والبشرية دون إحداث أي تنمية فعلية,تبعية اقتصادية تامة فالغذاء والدواء والخدمات والسلع كلها تستورد بأموال سونطراك,الزراعة والسياحة والصناعة كلها تعاني وكل هذا يعود بالدرجة الأولى لوجود إقتصاد سياسي مشوه ونموذج إقتصاد متبع غير واضح وسياسة إقتصادية عشوائية تقودها حكومة ضعيفة وفاشلة,دعني أو ضح أكثر,الإقتصاد السياسي أو النظام الإقتصادي لأي مجتمع هو النظرية الإقتصادية المتبعة,إشتراكية أو رأسمالية, تحدد طرق تنظيم أدوات الإنتاج وتسخيرها لخلق الثروة ومن ثم توزيعها,أي ما يسمى بالإقتصاد,وعادة ما تكون مصالح وتوجهات سياسية وإجتماعية وراء نوع ونموذج الإقتصاد السياسي المتبع في البلد,عندنا في الجزائر النظام الإقتصاد المتبع هو نظام هجين مختلط بين إشتراكي ورأسمالي,بين قطاع عام وقطاع خاص,بين هدف معلن وهو تحقيق رفاهية الشعب وتحقيق الإستقلال الإقتصادي, وهدف فعلي واقع خفي وهو تحقيق ثراء الأقلية المهيمنة بتشجيع من فرنسا والمنظمات النقدية والمالية الدولية, حيث أصبحنا سوقا كبيرة ومفتوحة لكل منتوجاتهم وخدماتهم,وبعبارة أخرى فهي التبعية التامة والإنهيار التام لأمننا الغذائي,إنه نموذج إقتصادي مشوه حقا,نموذج أصبح يخدم مصالح الغرب ومصالح فئة محلية معينة ويهمش ويهدر طاقات بلد بأكمله.

وسياسة إقتصادية عشوائية

لننتقل الآن من النموذج الإقتصادي أو النظرية الإقتصادية المتبعة في الجزائر إلى السياسة الإقتصادية الجزائرية المطبقة لتجسيد هاته النظرية في أرض الواقع,أي إلى الأدوات المستعملة لتطبيق النظرية الإقتصادية المتبعة وهاته الأدوات هي السياسات التجارية والزراعية والمالية والنقدية والصناعية…هاته السياسات تبدو وكأنها كلها سياسات وخبط عشوائية وغامضة وترقيعية، سياسات بدون رؤى واضحة، وكل أدواتها وقوانينها بيد السلطة التنفيذية، فلا تشريع برلماني قوي يحترم يشرع للتجارة الخارجية مثلا وذلك لضعف الأحزاب ونوابهم في البرلمان، ولا عدالة قوية تحميها من الإنحراف لعدم وجود أي إستقلال حقيقي للقضاء، وهي بذلك تكون عرضة للنزوات والإجتهادات وتمشي بالبلد نحو المجهول حسب ماتقتضيه مصالح المافيا الإقتصادية واللوبيات,فقط هناك برنامج الرئيس والملايير تحت تصرف الرئيس والكل يخدم الرئيس وطبعا من وراء الرئيس رئيس الرئيس أو شركاء الرئيس ؟!!! وهنا يواجهنا سيل من الأسئلة المشروعة، هل نرى أي وضوح أو إستراتجية واضحة الملامح ومحددة الآهداف والتوقيت في التجارة أو في الزراعة أو في جباية الرسوم الجمركية والضرائب، أو ووضوح في تنظيم وممارسة السياسة النقدية والقروض من طرف البنوك؟ أو في تنظيم الصناعة ووضع أهداف واضحة لها لإمتصاص البطالة ولتلبية حاجيات السوق الوطنية وتقليص التبعية الخارجية؟ لقد طلقنا التخطيط الإقتصادي والتصنيع المنتج منذ رحيل الرئيس بومدين والإنتقال من النظام الإشتراكي إلى النظام الهجين في فترة الثمانينات من القرن الماضي ولم نضع بديلا يحدد معالم الطريق ونهايتها حتى الآن.

وهناك ثمة أسئلة كثيرة أخرى تنتظر الإجابة عليها من طرف أولئك الذين يسيرون الإقتصاد الوطني في بلادنا ومنهم الخبير الإقتصادي الشاب كاتب الدولة للإحصاء والإستشراف الإقتصادي، الأستاذ بشير مصيطفى، هل المعاملات النقدية التي تتم بالشكارة بين كبار التجار، وتلك التي تتم في سوق بورسعيد وأسواق العملة يدل على وجود سياسة نقدية فعلية في البلد؟ بل هل تحصيل الضرائب بطرق جزافية وطريقة منح القروض يعبر عن وجود سياسة مالية في البلد؟ أين هو دور البنك المركزي ووزارة المالية في ذلك؟

ماذا فعلنا ونفعل لخلق الثروة بتوظيف أموال المحروقات وريع النفط الذي نتلفه كل يوم وهو حق لكل الأجيال كذلك؟

قد يقول بعضهم أن الطريق السيار ومليوني سكن والهياكل التحتية هي كلها نجاحات,نعم هي إنجازات ونجاحات ,لكن الطريق السيار ومليوني سكن والهياكل التحتية هي مشاريع كان علينا أن نحققها بالثروة التي نخلق بعملنا وإنتاجنا لا من ريع البترول فقط!!

المجتمع يحتاج إلى سياسة إقتصادية تساعده على العمل والإنتاج لكسوة نفسه ولتوفير غذائه، نحتاج سياسات إقتصادية توظف الموارد الطبيعية والمالية والبشرية لإعادة تجديد وتوليد الثروة وتحقيق النمو والتنمية، ماعندنا هو سياسة إقتصادية تشجع على الكسل واللهث وراء الربح السريع فقط، سياسة تدفع الجميع إلى اللهث وراء سكن من الدولة ومصدر إرتزاق من الدولة لا غير، التجار الكبار والمقاولون الكبار والأغنياء الجدد عليهم واجب دفع الضرائب كاملة وواجب تشغيل اللألاف من البطالين وعليهم إستثمار أرباحهم لا تهريبها، لكنهم يستمتعون بربحهم السريع كاملا وغير منقوص ويسنزفون الإقتصاد لأنه لا توجد لذينا مؤسسات الجباية ومؤسسات العقاب التي ترغمهم على فعل ذلك، ملايير من نقود المهاجرين من العملة، والملايير التي تنفق على الأجور كلها تصب في جيوب التجار وقد تنتهي كأكياس في سوق بورسعيد لتهرب إلى الخارج كعملة ولا بنك مركزي ولا سياسة نقدية أو مالية واضحة تراقب ذلك وتمنعه، شواطؤنا وجبالنا وأراضينا هي كلها مصادر لخلق الثروة لكنها مهدورة وغير مستغلة لعدم وجود سياسة زراعية أو سياحية واضحة تضع الخطط وتحقق الأهداف.

السؤال الكبير وطريق المستقبل؟

لكن السؤال الرهيب سيواجهنا آجلا أم عاجلا وهو ماذا سيحدث لخمسين مليون جزائري سنة 2030 والذين سيجدون أنفسهم ولاشك بدون 97%من المداخيل النفطية؟ من أين سندفع حينها ثمن الغذاء والدواء والأجور وكيف سنسير البلد؟ من الواضح أن الجميع يتجنب مواجهة هذا السؤال والتفكير الفعلي في كيفية الإجابة عليه.

من الواضح جدا أن الطبقة السياسية الحاكمة قد فشلت فشلا ذريعا وهي تتورط في الفشل والفساد يوما بعد يوم، ولتغطي على فشلها وتستمر في الإستئثار بالثروة والريع النفطي، صادرت كل السلطات وجمعتها في السلطة التنفيذية التي أصبحت تتحالف مع لوبي المصالح وسلطة الخفاء للهيمنة على السلطة التشريعية والسلطة القضائية وأغلقت لعبت الدومينو بالتمام.

يجب العودة إلى المربع الأول وفتح اللعبة لجميع فعاليات المجتمع الجزائري للمشاركة فيها، مؤتمر وطني تأسيسي يلغي نصف قرن من التخلاط العشوائي، يرسم للجزائر مستقبلها ويحافظ على الثوابت الوطنية في نفس الوقت.. نظام جديد ينهي لعبة النظام الرئاسي الشمولي نظام ينهي البيروقراطية المركزية ويعطي لكل ولاية حرية تصرف أكثر، كمايجب فتح لعبة المنافسة الإقتصادية واللجوء إلى إستقلالية القرار المحلي لنبعث التسابق بين مختلف أرجاء الوطن، وأخيرا يجب أن نستعين بالخبرة الجزائرية في المهجر وحتى بالخبرة الفنية والخدماتية الأجنبية كما فعلت دول الخليج.

إن الإستمرار بنفس أدوات الفشل لن يوصلنا إلى إلى مزيد من الفشل، يجب أن نترك الشعب يقرر مصيره ويتحمل مسؤولياته التي يقتضيها حق المواطنة وشرف الإنتساب إلى هذا البلد العظيم، فإن لم نفعل ذلك فإنها الكارثة ونحن نمشي بسرعة صاروخية بإتجاهها يوم بعد يوم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ريح خريف الغضب العربي تهب من كاليفورنيا!

أحسن بوشة – 15/09/2012

محاربو الصحراء,براءة بن لادن,براءة المسلمين إنها أسماء مختلفة لحشرة عنصرية واحدة ولقطعة رخيصة من الإنتاج السينمائي الهزيل ,هي أسماء تسخر من المسلمين وتستخف بهم,هي صناعة واجهتها مجموعة من العنصريين واللصوص السفلة وباطنها صراع حضاري رهيب, صنعت في أمريكا للضحك علينا,نحن الذين نؤمن أننا كنا خير أمة أخرجت للناس,لكنه غاب عنا أن القرءان يخاطب الأمة التي تجسد نور وهدى الله قولا وإيمانا وعملا,الأمة التي تكد وتجتهد وتعمر الأرض وتتحمل الأمانة بصدق,لا الأمة التي تنام وتتمنى على الله الأماني ,إن خير الأمم هاته هي أمة قد تكون سوداء أوشقراء أوصفراء,عربية أو أعجمية…إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

لنبدأ الحكاية من البداية ,كما قدمت لنا في الإعلام الأمريكي,في السنة الماضية قام بعض الأقباط والمسيحيين الشرقيين في كاليفورنيا بجمع مبلغ من المال لصنع فيلم سموه محاربوا الصحراء, مدته ساعتان وهو فيلم هزلي ساقط حول مصر قبل 2000سنة,ولكن الفكرة تغيرت إلى فيلم يستهزيء بالإسلام وسموه براءة بن لادن في إشارة إلى مقتل بن لادن, وتم عرضه على عشرة أشخاص,فشل الفيلم فشلا ذريعا وقام شخص قبطي(اللص نيكولا باسيل نيكول) ,بإسم مزور هو سام باسيل ,بوضع المقطع في الإنترنات ولم يحدث أية ضجة في ذلك الحين,وتزامن ذلك مع نجاح مرسي في الإنتخابات المصرية مما أربك وأغضب أقباط المهجر, فقاموا بدبلجة الفيلم بلغة منحطة وخبيثة باللهجة المصرية وأختصروه في ربع ساعة ووضعوه مرة ثانية في اليوتيوب,ولا نعلم مدى صحة هاته القصة التي تفوح منها روائح الخبث والعنصرية والكذب .

وتلقفت الشريط قناة الناس المصرية كمادة دسمة وأشعلت به النيران ,وهنا رقص اليمين المسيحي المتطرف واليهود فرحا ووجدوا الفرصة مواتية للإشهار بحقدهم وعنصريتهم خاصة مع مقتل السفير الأمريكي في ليبيا,فقام حارق المصحف القرد القس الأمريكي تيري جونس ومعه ستيف كلين, أحد مجانين ومجرمي حرب فيتنام ,والذي جرح إبنه في العراق كذلك,هذان العنصريان إنطلقا في حملة محمومة ضد الإسلام وصرحا بأن الإسلام سرطان ,وهي جملة لو قالها المرحوم غارودي حول اليهودية لهوت به سبعين خريفا في السجون الفرنسية! ولكنه نفاق وإزدواجية الغرب على كل حال.

لمعرفة ردود الفعل في الغرب تعالوا نلقي نظرة على بعضها:”إنك تتعجب لماذا كل هذه الضجة حول هذا الفيلم الهزيل لأنك لا تعرف حجم الألم والحزن الذي سببه هذا الفيلم للمسلمين,لماذا لا ندع المسلمين لشأنهم؟لماذا دائما المسلمون؟ لماذا كل هاته الكراهية لهم؟وأخيرا دعني أقول أنه فيلم بذيء وغبي وعنصري,لا أحد يحق له التهكم من أي دين لأن ذلك عمل غير إنساني”

هاته الفقرة مقتبسة من رد قارئة إسمها روبي على مقال إفتتاحي ورد في صحيفة الأسبوع the week first post اللندنية,للأسف إنها مجرد قطرة صافية في بحر وسخ من التعليقات التي تعبر عن الكراهية والعنصرية إتجاه المسلمين,فهناك مثلا أكثر من ألف تعليق على مقال حول الفيلم في صفحة ياهو وجلها تصب في خانة الكراهية والعنصرية ضد العرب والمسلمين,لكن الشيء الجدير بالذكر أن الكثير من المعلقين أعطوا أسبابا مقنعة وغير مقنعة كذلك لتبرير هجومهم على المسلمين,مثلا أحدهم قال أن فضل الغرب على الإنسانية وعلى المسلمين في مجال التكنولوجويا والعلوم واضح ومع ذلك نرى المسلمين ينادون الله في كل صلاة بتحطيم الغرب الكافر وإرساله إلى الجحيم و ينتقدون المسيحية,فلماذا لاننتقد نحن الإسلام كذلك؟

وزاد أحدهم المسلمون هم أناس مثلنا لكنهم متخلفين عنا ألفين سنة !

ونحن نقول نعم لكم أن تنتقدوا الإسلام لكن بطرق حضارية وغير مستفزة كذلك,ولعلماء المسلمين الرد على إنتقاداتكم فإن لم تقتنعوا فلكم دينكم ولننا دينا,لكن أن يأتي النكرة سلمان رشدي بخربشاته الشيطانية (1988),ويأتي الهولاندي ثيو فان غوخ بفيلمه المنحط والمسيء للإسلام (2004),ثم يلي ذلك الرسوم الكارتونية في الدانمارك(2005),ويختم كل ذلك القس الأمريكي العنصري بحرق نسخ من القرءان الكريم(2012)

و أخيرا هاهو الفيلم المسبب للقرف والمكرس للدناءة ”براءة المسلمين” يشمل كل الشتائم والكذب والعبارات العنصرية الوقحة المسيئة لأعز مخلوق خلقه الله,يأتي ليطفح الكيل ويفجر خريف الغضب العربي ,فهذا أمر آخر.

وفي نفس الوقت يجب القول أن الغرب المتحضر أمامه تهمة ثقيلة وسؤال كبير, وهو لماذا نبرر كل هاته الإهانات للإسلام و لمليار ونصف مليار من المسلمين بحرية التعبير,وفي نفس الوقت نحاكم كل من يشكك في المحرقة النازية أو كل من يشتم أويدم 5 ملايين يهودي؟

كيف نفرق بين حرية التعبير ومعاداة السامية في كلتا الحالتين؟

المشكل الذي سيواجه الأجيال المسلمة هو كيف يتم إسكات هاته الإساءات ضد الإسلام في عالم أصبح قرية صغيرة؟ بإستطاعة أية حشرة عنصرية أخذ أي مقطع من يوتيوب ودبلجته بكل الشتائم والإساءات ضد أي دين أو دولة أو حضارة ثم يطرح في بحر الإنترنات لكل البشرية,نحن نعلم أنه لوكان هذا الفيلم الحقير يتعرض للمحرقة النازية لكان حذف من البداية ولتوبع أصحابه في أركان المعمورة,لكن المشكل أن عرب وكثير من مسلمي العصر الحديث هم مجرد مستهلكين للتكنولوجيا وليس بصانعيها على أية حال.

لهذا أعتقد أن الحلول المقترحة للخروج من مثل هاته المواجهات والتي لا تخدم الإسلام بأية حال,يجب أن تتمحور حول الآتي:

*تَبَنّي الإحتجاجات الشعبية من طرف القادة المسلمين وطرحها أمام جمعية الأمم المتحدة للخروج بمبدأ يحرم الشتم والتجريح عبر وسائل الإعلام والإنترنات للأديان والمعتقدات والأعراق وتجريمها كما هو معمول به في الغرب ضد من يعادي السامية.

**التركيز على شرح القرءان والسيرة النبوية والتسامح الإسلامي بطرق عصرية ومبسطة وإيصالها للناس بإستعمال التكنولوجيا الإعلامية وإنشاء صندوق خاص يمول ذلك,كما يجب أن تنفق دول الخليج على مشاريع مراكز الدعوة والعلوم الإسلامية.

***محاولة تجاهل أمثال هاته الأعمال العدائية الحقيرة لكي لا تُعطى لصانعيها الفرصة للتشهير بأعمالهم الخبيثة,حب الرسول صلعم يكون بإتباع خُلُقِه وطريقة معيشته وليس بحرق بناية أو برد الشتائم,فنعم للغضب والإحساس بالألم ولا لرد الفعل الغاضب والعشوائي,أحسن رد على هاته الحشرات وعلى كبرياء الغرب هو بمنافستهم في العلوم والصناعة كما تفعل الصين وغيرها,وبتحسين أخلاقنا وسلوكنا حسب ما يقتضيه الإسلام وكما أمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم,فإن لم نستطيع فلنصمت ونعود إلى لهونا ورقصنا وإلى ربيعنا العربي,ولندع خريف الغضب فهو سيكون عندئد مجرد خريف مسخرة لنا أمام الأمم لا غير ,وصدق الحبيب المصطفى حين قال توشك أن تتكالب عليكم الأمم كما يتكالب الذباب…..وبقية الحديث معروفة طبعا.

****المظاهرات والإحتجاجات السلمية للتعبير عن الغضب للعبث والإهانة للمقدسات الإسلامية.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

خواطر في زمن الرخس العربي…

أحسن بوشة – 13/09/2012

*في الأسبوع الماضي وخلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي دعي الحضور للتصويت شفويا ولثلاثة مرات متتالية على فقرة إضافية لجعل القدس عاصمة إسرائيل ”القدس كانت وستبقى عاصمة إسرائيل”, بدا وكأن الأمر لا يعني العرب الثائرة والعرب المسالمة على السواء,فبإستثناء العرب الأمريكيين وبعض الأمريكيين الأعضاء الذين إحتجوا حينها, لم نسمع عن أي إحتجاج أو إستهجان أو إستنكار لهذا الفعل المشين يأتي من دعاة التحرر والثورة وسماسرة الربيع العربي؟!

نحن نعلم أن أمراء الخليج الذين لقحهم لورانس وأتخمهم البترودولار هم مدجنون ومسالمون أب عن جد إلى يوم الدين,لكن ماذا عن العلماء والدعاة رواد الفضائيات, والذين يفتون كل يوم بالجهاد ضد الديكتاتوريات؟ وماذا عن فرسان الجزيرة والعربية وثوار النايل سات وعرب سات, والذين إستنفروا كاميراتهم وهواتفهم الذكية على مدى عام ونصف ليقدموا لنا كل يوم أفلام رعب ومجازر وزلازل إرتكبها الجرذ الليبي معمر أوالفأر السوري بشار؟

هل نصدق بعد الآن أن المسكينتين الجزيرة والعربية,فرسان الكلمة الحرة يتعرضان حقا للذبح والتشويش,أم هو مجرد إستغباء لعقولنا؟

وما محل غزة والقدس وتحرير فلسطين من أدبيات أهل الدوحة وإسطنبول؟

بل أين هو الرئيس مرسي والشيخين الورعين الغنوشي وعبد الجليل الذين لم نسمع لهم لغطا أو أي إحتجاج على فعل العبد الأسود ساكن البيت الأبيض بعذراء المسلمين القدس,ولو بلطافة وخجل وإستحياء؟

إن هذا بحق لهو إختبار جيد لحقيقة الثورات العربية ومدى تلبيتها لتطلعات الشعوب,العرب لم تنتفض من أجل رغيف خبز فقط,فأهل تونس وطرابلس والقاهرة إنتفضوا من أجل الكرامة العربية والقضية الفلسطينية والقدس تحديدا كذلك,إنتفضوا ضد تلاعبات الحكام وضعفهم وهوانهم ووتخاذلهم أمام تدنيس الأقصى وحرق غزة وجنين وبيروت,وإنتفضوا ضد جرائم أمريكا في العراق وأفغانستان,فما الفرق ياترى بين القذافي وبن علي ومبارك, وبين أنظمة الربيع العربي الحالية إتجاه القضية الفلسطينية إذن؟

أم إنه ربيع إسرائيلي بإمتياز,فبعد إسقاط المنظومة العلمية العراقية وإسكات صدام حسين, يأتي الدور على سوريا وحزب الله لتحييد وتدجين المنطقة وإدخالها في نادي احباب إسرائيل المسالمين كمصر والأردن والخليج,ولتُقبر قضية فلسطين إلى يوم مجيء المسيح الدجال!

**إنه من دواعي السخرية أن يدعو أمير قطر إلى إسترجاع أموال دول الربيع العربي المنهوبة وتقوم قطر بتمويل منتدى يعقد في الدوحة من أجل ذلك,فماذا بالنسبة لأموال دول الخريف العربي كالجزائر والمغرب المنهوبة,هل سيشملها نشاط المنتدى كذلك؟ وماذا كذلك بالنسبة لأموال الشعوب الخليجية المنهوبة بالملايير من طرف المشاييخ الحاكمة وقطر إحداها, حيث أن السعودية وحدها تحقق مدخول يقدر بمليار دولار يوميا,فعلى منتدى الدوحة أن يجيب على هذا السؤال؟

يقول أمير قطر عن وزير خارجيته”ربما أكون أنا من يحكم قطر لكن الشيخ حمد بن جاسم هو من يملكها”, ونفس الشيء ينطبق على آل مكتوم في الإمارات والوليد بن طلال وأبناء عمومته في السعودية,هاته العائلات إستوردت الشركات الأجنبية لبناء هياكل خدماتية وإستهلاكية عصرية,لكنها لا تريد حرية إعلام حقيقية, أو تبني مصانع إنتاج أو إنشاء معاهد بحث قد تكوّن طبقات عمالية واعية ونخب علمية محلية تهدد عروشها وتنهي لصوصيتها.

***قبل سنوات دعت النائبة الكويتية سلوى المطيري الكويتيات إلى تحسين النسل بإستيراد عرسان من الشيشان وغيرها للحصول على جيل أبيض جميل….واليوم يبدو وأن العرب ,ومعهم الإخوة الخليجيين, قد وجدوا ضالتهم وإشباع نزواتهم ونفوسهم المريضة, في الشقروات حرائر الشام, اللواتي هربن من جحيم الحرب الأهلية في سوريا,فقد سمعنا فتاوي هنا في الجزائر وخارجها تضع مهر السورية وشروطها للإستسلام للسبي, ويسمونه زواجا.

إنه عار ما بعده عار, أن يستغل ضعف الأخوات السوريات ويدفعن إلى الزواج مقابل مال أو سكن,هن لاجئات يحتجن إلى المؤازرة والمساعدة حتى تخرج سوريا من محنتها,هكذا تقول تقاليدنا العربية والإسلامية مند أيام الخليفة المعتصم ومن قبله.أما أن نسلح أهل الشام وندفعهم إلى ثورة ضد نظامهم المستبد ونشعل نار الفتنة في سوريا من إستيديوهات الجزيرة في الدوحة وفنادق إسطنبول,وعندما حمي الوطيس وتهاوت رؤوس المنتفضين السوريين وجنود النظام, وتشرذت العوائل السورية في أصقاع الأرض نأتي لنسبي نساءهم وبناتهم لإشباع رغباتنا بحجة سترهم, ولتحسين نسل شوهته العادات والبيئة الصحراوية, فذلك لعمري قمة الرخس والدناءة,تبا لكم ياعرب.

**** أخيرا, في الأسبوع الماضي هاجم الرئيس المصري محمد مرسي النظام السوري بعنف وساند الثوار بقوة وهو بذلك يخرج مصر من معسكر الحياد والعقلانية وينظم إلى معسكر السماسرة وأربابهم في الغرب,هل فعل مرسي ذلك إستجابة لتوجهات الشارع المصري,أم مغازلة للممول الخليجي,أم تحت ضغط غربي؟

نعلم أن الشرارة السورية بدأت من درعا حين خرج فتية أبرياء منددين بالظلم والإستبداد وكتبوا أفكارهم على الجدران على غرار زملائهم في مصر وتونس, فواجههم النظام المتغطرس بوحشية أشعلت شرارة الإنتفاضة,غير أن سماسرة الموت والفتن تلقفوا الإنتفاضة العفوية وأختطفوها وصبوا الزيت عليها لتشتعل أكثر, حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن,سماسرة الخليج تبنوا طيف واحد من المعارضة السورية يتشكل جله من الإخوان ومن معارضي المنفى وهو ما يسمى بمجلس إسطنبول وذلك لحاجة في نفوسهم الخبيثة , وسدوا الأبواب في وجه المعارضة الداخلية والتنسيقيات المحلية,بل وهمشوها وخونوها أحيانا, وأغلقوا كل أبواب الحوار مع النظام ودفعوا بالأمور إلى التأزم طمعا في تدخل الناتو على الطريقة الليبية.

فمانراه اليوم يحدث في سوريا هو جيش نظامي يدخل بالبلد في حرب أهلية دموية,جيش علوي القيادة ومدجج بسلاح روسي وإيراني, يخوض معركة حياة أو موت للحفاظ على مصالح الفئة الغنية من الطائفة العلوية وشركائها من السنة وغيرهم,ويقابله الجيش السوري الحر والكتائب الأخرى بتسليح وتمويل خليجي وفرنسي غربي كذلك, وكلا الطرفين يرتكب المجازر ويقدم الولاء لأطراف خاريجية ويدعي أنه يحمي الشعب السوري!

هذان الطرفان يخوضان حرب غير شريفة تأتي على الأخضر واليابس وترجع سوريا لعقود إلى الوراء,لهذا السبب على الرئيس مرسي أن يتخذ موقفا أكثر هدوءا وإتزانا .

الحل في سوريا يجب أن يتم بإشراك كل أطياف المعارضة السورية في الداخل وفي الخارج وبإشراك الأطراف الخارجية الفاعلة كذلك, مثل إيران وتركيا ومصر وروسيا وأمريكا,وبالتنسيق مع المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي,يكون ذلك لتحضير المرحلة الإنتقالية,فحكم الرئيس بشار الأسد والطائفة العلوية إنتهى في سوريا, وعسكرة الثورة وضع ترسانة النظام العسكرية وكل القرارات في يد الجيش بتأييد إيراني وروسي, وفي المعسكر الآخر نرى أن الإنتفاضة كلها صودرت من طرف الجيش الحر وشركائه من الكتائب الجهادية بتأييد خليجي تركي وغربي,وهذان الطرفان المتصارعان يهويان بسوريا بسرعة إلى الهاوية,فلا يجب تشجيع أي منهما, وعلى الرئيس مرسي أن يعمل في هذا الإتجاه.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

عصر الرداءة وحكومة آخر الزمان !

أحسن بوشة – 07/09/2012

هل قرأتم وسمعتم ببغوات السياسة والإعلام في بلادنا وهم يرددون مقولات من قبيل الرئيس يعاقب وزراء أحزاب التحالف الرئاسي والإسلاميين والوزراء الفشلة ويعوضهم بحكومة جديدة,وأن سلال هو رجل المرحلة والملبي لسياسة التوازنات؟ وهل تصدقون أن الحكومة قد تغيرت فعلا, ووزراء السيادة لا يزالون يقبعون في مكاتبهم,والتركيبة الجهوية المقيتة لازالت تشكل الأغلبية في الحكومة؟

إنها مجرد تراهات وهرطقات,فخلف الستار تشتعل نار اللوبيات المتصارعة على من سيراقب توزيع الريع والمليارات,خاصة وأن فخامته عرف قدره وطاب جنانه وهذا بإعترافه,وهو يكون قد حزم حقائبه إستعدادا للرحيل بعد أن تيقن أنه ليس هناك شيء إسمه شجرة الخلد وملك لا يبلى كما يكون قد زين له شياطين المشمشة.

هل السادة الوزراء مدلسي وتومي وبن بادة وغول هم وزراء ناجحون حقا حتى يبقيهم الرئيس ويعاقب جماعة الهوشة في سيدي فرج وفي زرالدة,أمثال بلخادم والخالدي وحفصية وأويحيى؟وهل بن بادة من فطاحلة التجارة والإقتصاد حتى يترجاه الرئيس أن يشق عصا الطاعة على أبي جرة ويبقى في الوزارة؟

لايعتقد أي عاقل ذلك,فالسياسة الخارجية تحتضر وتنتكس وتتقزم وتأكلها جماعة التوحيد والتثليث,والثقافة تسقط إلى الهاوية مع رقصات خليدة وصهيل الشاب خالد, والتجارة الطفيلية تأكل الأخضر واليابس والبازار والحاويةهما سيدا الإقتصاد,والطريق السريع يتهاوى في الأخضرية ويجثم في جبل الوحش وكوجال تضرب بتواريخ غول ووعوده الكاذبة عرض الحائط.

فلنقلها عاليا إنها خديعة القرن هاته التي تسمى إصلاحات الرئيس وربيع الجزائر,إنها كذبة كبيرة هاته التي تسمى ديمقراطية الجزائر وهو وهم وسراب هذا الفردوس الموعود المسمى إنجازات وبرنامج الرئيس,مجرد نفقات خيالية من عوائد المحروقات لبناء هياكل تحتية رديئة وشراء الدمم وإسكات الغضب الشعبي بالسكنات والحيازات وزيادة إصطناعية للأجور لا غير..

الأمم تتسابق وتنتج وتتقدم تحت حكم أنظمة ديمقراطية أو ديكتاتورية,البرازيل والصين نمودجا, نحن نستهلك ونتسابق في الفساد والتبعية ونقبع في نفس المكان ننتظر من حاسي مسعود ما يجود به علينا, وأراضينا بور وسياحتنا فوضى وبحثنا العلمي مفلس.

يبدو أننا أصبحنا نعيش في بلد يحكمه سلطان وسلطة يحبوننا حبا جما,لكنه حبا غريبا, حبا مازوشيا, فهم يرسلون علينا جراد الفساد وقمل الإستبداد وضفادع الإدارة فتفعل فينا الأفاعيل, وأنقسمت الأمة بفعل ذلك إلى ملايين المجانين والمصابين بأمراض مزمنة,وملايين العاطلين عن العمل والمتسولين أمام أبواب السلطان طالبين لسكن أو لشغل أو حتى لقفة المذلة أولمحفظة الصين, ونزف جسد الأمة بملايين الهاربين من الوطن إلى كل أصقاع الأرض تاركين حثالة القوم وعتاة الفساد يعيثون في الأرض فسادا ورقصا وتسبيحا, بحب مزيفا للوطن ,ويحمدون فخامته بكرة وعشيا!

أيها السادة ماهكذا تحكم الأوطان وتبنى الحضارات ,إننا نرى الملايير تنهب وتهرب,إننا نرى المصانع مغلقة ونرى جيوش الخرجين عاطلة عن العمل ,ونرى بواخر الإستيراد تتزاحم في موانيئنا….فماذا حدث لطاقاتنا ولأرضنا هل عقمت؟ فماذا حدث لوهم يابان البحر المتوسط؟

إننا أصبحنا نرى شوارعنا وقد إمتلأت أوساخا وتشبعت بالغبار وبالهواء الملوث وسكنتها ملايير البكتيريا,ومستشفياتنا أصبحت مذابح ومسالخ ومراكز ألام وتعذيب للمرضى,ومدارسنا أصبحت مجرد ملاجيء للصبيان لتلقينهم جزء يسير من محو الأمية وغسل أدمغتهم بمناهج تغريبية….فماذا حدث لمقولة النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان؟

في الجزائر اليوم إدارة متوحشة تأكل الأخضر و اليابس,تخاف من إتخاذ القرار وتقف حجرة عثر أمام أي تنمية حقيقية,إصلاحات الرئيس أتت ببرلمان معتلف وحكومة تسيير أعمال أو تسيير الفشل والفساد وستأتي قريبا بدستور الرداءة ليكرس واقعا مريرا ,وهذا ما تحصلنا عليه بعد نصف قرن من حكم مايسمى بالدولة الوطنية التي ورثت الجزائر عن جيل دفع مليون ونصف مليون شهيد ثمن الحرية,سلطة الدولة الوطنية كان يجب عليها أن تمهد الطريق لشبابها المثقف وتسلمه مشعل الحكم بعد ربع قرن من الإستقلال,غير أنها صادرت حق الأبناء في حكم أنفسهم بأنفسهم بكل عجرفة وتسلط رغم تيقنها بأن جندي المعركة ليس مهيأ بالضرورة لكي يكون جندي البناء والتسيير.وكانت النتيجة هو الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم من فشل وإنهيار.

إنها نتيجة منطقية أن تنتكس دبلوماسيتنا وإقتصادنا وبحثنا العلمي عندما يولى الأمر غير أهله ويطرد أهل الكفاءة والخبرة والمهمشين في جامعات القطر أو في أصقاع المعمورة,وهي نتيجة منطقية عندما تنهار مستشفياتتا ومسارحنا ومساجدنا وإداراتنا عندما نرى وزراء على شاكلة بن بوزيد أوولدعباس أو خليدة تومي أو غلام الله يسيرون هاته القطاعات ويفشلون ونتركهم يتلذذون في فشلهم و يعذبوننا بحبهم المازوشي, بينما خبراؤنا وأدباؤنا وعلماؤنا منسيين أو مشرذين في جامعات الغرب والخليج.

لقد إتجهت الجزائر إتجاها خاطئا عندما تحكمت الدوائر الأمنية وجماعات الكواليس وما يسمى بالشرعية الثورية في إختيار من يسير مؤسسات البلد,لقد وُضعت مقاييس الولاء والجهوية والمصلحة عوض المواطنة والكفاءة والإلتزام,ونتج عن ذلك الرداءة والفشل والفساد ونتج عن كل ذلك إنفراط عقد الثقة بين المواطن والسلطة.

لمعرفة حجم الكارثة التي أوصلنا إليها حثالة القوم في جزائر نصف قرن من الإستقلال فلنتحقق من عدد المنتوجات المحلية وعدد الملايير التي ننفقها على وارداتنا من الغداء والدواء واللباس,لنتحقق من تركيبة صادرتنا وتنوعها,لنرى كم بحثا علميا وكتابا تنشره جامعاتنا,لنرى كم مريضا ومجنونا وأميا وفقيرا في بلادنا,لنرى ماهو ترتيب بلادنا ومدننا في سلم حقوق الإنسان والنظافة والشفافية والغلاء ونصيب المواطن من إستهلاك الماء والكهرباء والغداء والصحة…..سنكتشف أننا نُغتصب بعنف ونُخذع بمكر من طرف حكامنا, سنصاب بصدمة وإنهيار وسنكفر حتما بفخامته وفخامتهم وحضراتهم وسعادتهم ومعاليهم,وسنلعن زمن الرداءة وحكومة آخر الزمن.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جيجل تحترق.. إنه الإرهاب الجديد!

أحسن بوشة – 30/08/2012

عدت مؤخرا من أعالي جيجل وتركتها تشتعل نارا,ملايين الشجيرات حرقت,حيوانات بريئة روعت وزهقت أرواحها,مواطنون يقاسون ومتذمرون من حالة اللامبالاة والتهيش,فعل بربري متوحش,طبعا لا أثر للفاعل ولامخلص ومنجد للمفعول به,إنها جريمة بلاعقاب.

كنت شاهدا على حريق كبير إلتهم أشجار الصنوبر والزان والزيتون والبلوط,رأيت حراس الغابة يتنزهون بسيارتهم وشاهدت شاحنة الحماية المدنية راكنة في ضلال أحد البيوت والنيران تأكل أشجار الزيتون على بعد أمتار ولا منجد,الحماية هنا لتحمي البيوت وليست لحماية الشجر ومنع التصحر! هكذا قال عون الحماية.

فماذا حدث لنا,ومادهانا؟ جريمة كبيرة وفظيعة بكل المقاييس ,ضحاياها البلاد والعباد والإقتصاد ولا طواريء من الحكومة أو من الجهات المعنية,هل هي من علامات السقوط الكبير لهذا البلد العظيم؟نحن أصبحنا عدوانيين جدا ضد الشجر والحجر والبشر……فلنتوقع المصائب والكوارث والمعيشة الضنكى,إنها سنة الله في أرضه.

الجزائر أصبحت بلد الفساد والإستهتار بأمانة رب العباد والتي هي الخلافة في الأرض و إعمارها كما نص عليه عقد طرد آدم من الجنة إلى الأرض وتأمينه عليها,بلد يعيث فيه السلطان والرعية فسادا.رحماك يارب.

نحن شعبا أهاننا الإستعمار و قُزّمنا من طرف حكامنا في عهد الإستقلال,وعوض النهوض ونفض الغبار,إستسلمنا وأنغمسنا في الفساد,وسلمنا مصيرنا للرداءة لتفعل بنا الأفاعيل وتدخلنا إلى نادي الفشلة والأمم التابعة.

والمخرج أيها الأصدقاء هو العودة إلى هدى الرحمن أولا,كتابا وسنة,والعودة إلى منابع الجزائر الأصلية التي سقت بن تاشفين والأمير وبن باديس وبن بولعيد.منابع المواطنة والتصدي للحركى,منابع التعفف عن الفسد والتوجه للعمل بجد لننتج مانلبس وما نأكل,ونقلد الأمم المجتهدة.

إن لم نفعل فسيهوي بنا حثالة القوم إلى الجحيم.نحن في حاجةإلى أول نوفمبر جديد, ثورة على أنفسنا وعلى عادات الكسل السيئة فينا,ثورة على سرطان البيروقراطية وعلى كل حاكم فاسد من المير إلى الوزير وولي نعمة الوزير.

وعودة إلى حرائق الغابات في جيجل التي أصبحت تتزايد من سنة إلى أخرى,سألت مواطنا نازحا من جنته الخلابة إن كان يفكرفي العودة فأخبرني بأن الحياة هناك لم تعد آمنة,فبعد إرهاب العباد جاء إرهاب النيران وشياطينها,من حرارة ودخان وخطر فقدان كل ماتغرس وتزرع,وزاد عمي عبد القادر ,ستموت مختنقا وستفقد أشجارك وحيواناتك ولامنقذ لك,لادولة ولاحماية مدنية ولا تعويض.

إنه الإرهاب الجديد يضرب بقوة في مرتفعات الشمال القسنطيني وستجد نفسك بدون عساكر أو شنابيط تحميك,بدون مروحيات تقنبل النيران بخزانات إطفاء ومرشات ماء وأكيد بدون وزارة ضحايا وشهداء الحرائق تعوضك خسائرك.

المواطن يتسآل عن الفاعل أونائبه فيجد علامة الإستفهام تكبر أمامه,ويجد أن هذا الفعل الشيطاني دوما مبنيا للمجهول ومفتوحا على مصراعيه للتأويلات,فلم نسمع يوما بالقبض على الأشرار الفعلة ومعاقبتهم وكأن الجريمة برمتها مجرد لهو ولعبة لا غير.

إن الخطر يتزايد عام بعد عام والضرر يكبر حريق بعد حريق,فهل هي خطة شيطانية لتسميم البيئة؟ هل هي خطة لتهجير سكان الأرياف والإستيلاء على هضابهم ووديانهم؟

أسئلة كبيرة لوزارة الغابات ولمديرية الحماية المدنية ولوزارة السياحة,هاته المرتفعات آوت الثورة بالأمس وتشكل كنزا بيئيا وسياحيا اليوم,فما أجهلنا وما أقبحنا أن نقف نتفرج على هذا التخريب المشين والفعل الفظيع,فهل نتوقع من المواطن أن يكون متحمسا لإي إنتخابات أو خطب طاب جنانها وأكل الدهر وشرب عليها وهو يتلوى عطشا ورعبا ويقاسي من ويلات هذا الإرهاب الجديد؟

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الخطوط الجزائرية المخزية!

أحسن بوشة – 08/07/2012

أريد أن أتناول اليوم موضوع هام جدا وهو تفريط الحكومة الجزائرية في أبنائها المغتربين,بل يتم حتى تخوينهم أحيانا بحجة الهروب من البلد,ألم تكن الهجرة منذ عصور,أليست أرض الله واسعة؟ إن كثير من القنصليات والسفارات الجزائرية هي مجرد شركات للسياحة الديبلوماسية لا أكثر,والمواطن هناك هو أشبه بالإيتام على مائدة اللئام حقا.

تجربة شخصية مع الخطوط الجزائرية المخزية!
على سبيل المثال وعلى مدى السنوات العشرة الماضية عانت الجالية الجزائرية في لندن الأمرين مع الخطوط الجوية الجزائرية, وأصبحت رحلة الصيف لزيارة الأهل والوطن كابوس مزعج,بل أصبحت كارثة تصيب المذخرات العائلية وتضرب بقوة مصاريف العائلات .
الشركات البرتغالية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والبريطانية كلها تنقل الجزائريين بأسعار أحسن من الجزائرية وتحصد الملايين كل صيف,شركتنا مازالت تستعمل الطائرات الصغيرة نحو لندن 737 بوينغ,مع العلم أن الجالية زادت عشرة مرات في العقدين الأخيرين,قنصليتنا الصغيرة كانت تخدم خمسة آلاف والآن هي نفسها تقدم خدمات لقرابة خمسين ألف.
في هيثرو يهان الجزائري,حيث هو الوحيد الذي يطلب منه الولوج عبر ممر خاص لوزن حقائب يده,ولوكان ذلك أمام قاعة الإنتظار الخاصة بالجزائرية فلاحرج,لكن وأنت داخل من أول باب مع كل الأجناس قبل الأمن تجد إمرأة تحذق في وجهك فإن شكت في كونك جزائري تسألك عن بطاقة السفر ثم توجهك نحو الممر المحاط بحبل,ولقد رأيت هنود وبيض لا يطلب منهم وزن حاجياتهم بينما نحن نوجه الى ممر الميزان, وعندما تحتج ستعرف أن مسؤول الجزائرية هو من طلب ذلك ويدفع أجور توظيف فتاتين للقيام بالمهمة,نعم نحن الجزائريون مفتونون بحمل حقائب كبيرة في أسفارنا لكن هذا لايبرر الإهانة المسلطة علينا,تصوروا أنه كان معي محام وأستاذ جامعي فشل في إمتحان الميزان بسبب محفظته وما تحوي من بحوث ودفع المسكين 60جنيها إضافية.
تصوروا أن التذاكر العائلية أو المدعمة بيعت هذا العام في يومين في شهر جانفي بدون إشعار ولم نسمع بذلك ونحن جيران السفارة, فكيف بمن يسكن في مانشستر أو جلاسجو؟ وبعد يومين تضاعف السعر ولم نسمع بذلك ونفس الأمر حدث في السنة الماضية, وتحتم علينا الأمر أن نسافر عبر مدريد في رحلة شاقة على الصغار, إستغرقت 16ساعة .
نحن عائلة تتكون مني وزوجتي وثلاثة أطفال, طلبت منا الجزائرية ألفين جنيه أي 2500 أورو ثمن التذاكر,هذا زيادة على مشتريات الهدايا وما أكثرها عندنا نحن الجزائريين, وأخيرا مصاريف العطلة في الجزائر,أي المجموع حوالي 3000 جنيه أو خمسين مليون سنتيم بسعر الزماقرة في بورسعيد, لقد أعطينا نقودنا لشركة إيبيريا لأنها أرخص بخمسمئة جنيه,
أعرف كثيرا من العائلات والأطفال حرموا من وطنهم وأهلهم بسبب غلاء الأسعار,تذاكر المغرب وتونس أرخص بكثير من تذاكر الجزائر ومع نفس الشركة,فالجزائر للأسف أصبحت بقرة حلوب والجزائري أصبح ينظر إليه كشيخ البترودولار ..
في بريطانيا بمبلغ ثلاثة الاف جنيه تستطيع أن تقضي شهرا في أحسن بقاع الأرض,لماذ لا نذهب إلى أستراليا أو أمريكا ونأتي إلى الجزائر؟ الجواب عند أبنائي اللندنيين أبناء حي فولهام ,الذين أمضوا خمسين يوما وهم يعدون الأيام تنازليا على ورقة علقوها في البيت, متلهفين متى يذهبون إلى العناصر وبولوغين وجيجل,لقد علمناهم ونحاول دائما تلقينهم حب الجزائر وعلمناهم تكلم العربية ونحن نصارع إزدواج الثقافات ونبحث دوما عن كيفية ترسيخ الإرتباط بالجدور الجزائرية لذيهم…..نعم نحن ربما إخترنا أو تحتم علينا العيش في المهجر, لكن لدولتنا واجب نحونا ولنا الحق في ثروة الوطن, ولنختصر هذا الحق في تذكرة سفر معقولة وفي خدمات قنصلية مقبولة لا أكثر..

هذا الزماقري الجشع….مافائدته للإقتصاد الوطني؟
وأخيرا قد يقول قائل ما هي الفائدة التي يقدمها المهاجر الجزائري إلى البلد الأم مقارنة بالمهاجر المغربي أو المصري مثلا؟
أولا تخفيض أسعار التذاكر هو عملية إقتصادية بحتة والجزائر تخسر الملايير لعدم قدرتها على التنافس مع الشركات الأخرى,لتعويض بعض الخسارة تلجأ الخطوط الجوية الجزائرية إلى رفع الأسعار في الصيف,هناك شركة طيران بريطانية تبيع تذاكر سفر بسبعين جنيها من لندن إلى مراكش وفاس في المغرب فلماذا لا يكون لنا الإختيار كذلك. من جهة فائدة المهاجر للإقتصاد ,نلاحظ أن تونس والمغرب لهما محلات صرف قانونية وسعر الصرف متقارب بين البنوك ومحلات الصرف,في الجزائر لوبي المال والفساد أبقى على سوق بورسعيد وغيرها ليستطيعون شراء أموال المهاجرين ويتخلصون من أكياس الربح السهل والفساد من الدينار ثم يهربونها إلى الخارج.
بورسعيد والمدنية وحيدرة يستعملها الدبلوماسيون ورجال الدولة لتحويل غنائمهم ولهذا فهم لا يريدون تغيير الوضعية,فلماذا لا يُلامون ونلوم البؤساء الزماقرة,في الجزائر حاميها حراميها ؟.
الزماقري يصرح في المطار بما يحمل ثم لا يُسأل بعد ذلك أين ذهبت عملته لأن هناك تماسيح فاتحة أفواهها تنتظر دوفيزه في بورسعيد.
الزماقرية ,وأنا منهم, نصرف مامعنا حتى الدينار الأخير في أسواق الجزائر ,وهناك الآلاف ممن يحولون نقودهم عبر السوق الرسمي وعبر البنوك الأجنبية,والسؤال لماذا لايفتح البنك الخارجي فروعا له في أوروبا وكندا لبيع السكنات للمغتربين ولتحويل أموالهم إلى الوطن؟
أردت أن أشتري شقة في الجزائر فقيل لي السكن التساهمي ب 400مليون هو للمواطن الساكن أما أنت فثمنها مليار أو أكثر؟ لو فتحت السفارات فروع للحصول على سكن لربحت الدولة الملايين ,والخلاصة أن أموال المهاجرين الجزائرين تذهب إلى شركات الخطوط الجوية الأجنبية لأن الجزائرية عاجزة,وأموال العائدين تذهب إلى البقارة في بورسعيد وماشبهها لأن البنوك الجزائرية عاجزة أو متواطئة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هل سينهي محمد مرسي ديمقراطية المقايضات والصفقات في مصر؟

أحسن بوشة – 25/06/2012

لم أجد تعبيرا مناسبا للحالة المصرية الآن أحسن من هذا العنوان ,فعملية التلاعب بالوقت لإعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية المصرية ماهي إلا مسرحية مددت فصولها من طرف عسكر مصر بهدف الحصول على أحسن صفقة ممكنة من جماعة الإخوان.العسكر يعرف أن الدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان قد حصل على فارق كبير في الأصوات على حساب الفريق أحمد شفيق,ويعرف أن أمريكا تعرف ذلك,بل أكثر من كل هذا فهو يخاف من الشارع ومن الشرعية الشعبية ومن المليونيات خوفا كبيرا لأنها أكبر مهدد لمصالحه,لهذا فهو يريد أن يبرم صفقة تحفظ له حقوقه في الشراكة.

أعتقد أن المشير ضحى بحسني مبارك وشلته من أجل منع النظام العسكري الموجود منذ عقود من الإنهيار التام,فهو ورفاقه ضحوا بواجهة النظام على أمل حماية النظام كله من السقوط,فالإعلام والقضاء والإدارة كلها نجت في السنة الماضية من ضربات ميدان التحرير وهي تحاول أن تسترجع الواجهة المفقودة في شخص ضابط سابق مخلص للمؤسسة وهو أحمد شفيق.لا شك وأن الجميع يتفق على أن الربيع المصري لم ينتج عنه ثورة كاملة ,بل كانت أشبه بإنتفاضة أو نصف ثورة فقط,فلو كانت ثورة كاملة لأستطاعت أن تحدث القطيعة وتجتث كل رموز النظام السابق,السياسية والإعلامية والقضائية وغيرها من الفلول,كما حدث في دول أخرى كالأرجنتين وجنوب إفريقيا وإيران.
لقد أمضى المجلس العسكري في مصر عام ونصف وهو يراوغ ويتحايل لجعل المرحلة الإنتقالية هي مرحلة إعادة التموقع وتجديد رأس النظام,فتلاعب بالدستور وبقانون الإنتخابات وساعده في ذلك معرفته لنقاط الضعف في صفوف الثورة وشركائها,فهو يعرف أن شباب ميدان التحرير ليس لهم حزب أو منظمة تؤطرهم وتجمعهم في كتلة واحدة,وهو يعرف كذلك عقلية الإخوان,وهم الأكثر خبرة
وتنظيما,لكنهم يتمتعون بقابلية كبيرة لإبرام الصفقات التي تساعدهم على وضع رجل واحدة في السلطة على أمل وضع كامل الجسم والهيمنة عليها لاحقا,وهو مايفسر تفاوضهم مع عمر سليمان في عز أيام الإنتفاضة أو ترددهم في النزول إلى ميدان التحرير أحيانا عندما يرون أن المصلحة تقتضي ذلك,ولقد حاول المجلس العسكري وحلفاؤه تشويه صورة الإخوان وإحداث القطيعة بينهم وبين باقي الثوار والفئات الشعبية وقد نجح في تخويف الناس منهم ونجح في تقليص شعبيتهم كذلك..
غير أن حصول الإخوان وحزب النور السلفي على أغلبية برلمانية أحدث تغييرا في قواعد اللعبة,وزاد الأمور تعقيدا تفتح شهية الإخوان للسلطة فتراجعوا عن وعدهم بعدم المشاركة في الإنتخابات الرئاسية بحجة أن الأحزاب والتكتلات الأخرى لن تكون قادرة على حماية الثورة وبالتالي فالإخوان الأكثر تنظيما هم من يجب أن يتولوا المهمة,ونتج عن كل ذلك ذعر لذى المجلس العسكري وبقايا النظام السابق, وذعر وإمتعاض لذى القوى الثورية والليبيرالية والأقباط من قيام دولة دينية عوض دولة مدنية لكل الأطياف والإتجاهات….
فالمجلس العسكري وأغنياء وشخصيات النظام السابق لازالت تمسك السلطة ولا بد من ذكاء لمراوغتها ومحاولة نزع السلطة منها,ومن جهة أخرى الإخوان يملكون أوراق رابحة أخرى كأغلبيتهم في البرلمان السابق وإستقطابهم للكثير من القوى الثورية المعارضة للفلول في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية,ويمكن القول أن الإخوان يقدمون وعودا وتنازلات للمجلس العسكري من جهة ويقدمون عروضا ووعودا بالمشاركة في الكعك الرئاسي والحكومي للقوى الثورية مقابل مساندتها لهم في مواجهة العسكر,أي أن لعبة المقايضة يقودها المشير طنطاوي عن المعسكر القديم والمهندس ورجل الأعمال خيرت الشاطر عن الإخوان المسلمين.
وإذا لم يتحصل المشير على مايريد فسيواصل المراوغة وستكون المعركة الكبرى هي معركة الدستور,سيسلم بفوز مرسي بمنصب رئاسي ضعيف مجرد من صلاحياته وستنتقل المعركة إلى المرحلة القادمة,حيث يتواصل التلاعب بالقضاء وبالمحاكم الدستورية والإدارية إلى أن ينتصر طرف على آخر.

التحديات التي ستواجه الرئيس محمد مرسي
بعد أن كتبت هذا المقال أعلنت نتائج الإنتخابات الرئاسية المصرية بفوز السيد محمد مرسي بالرئاسة المصرية,إنه أول رئيس مدني منذ ستين سنة,فهل هي بداية حقبة جديدة في تاريخ مصر؟ بداية الجمهورية الثانية فعلا؟ نتمنى ذلك.
في الأخير لابد من الإشارة إلى أن رئيس مصر الجديد سيتسلم سلطة منقوصة ويتحتم عليه السباحة بحذر,البرلمان منحل والإعلان الدستوري المكمل يضع السلطة التشريعية في يد العسكر,الإعلام المصري يعج بالموالين للنظام السابق,المحاكم العليا مسيطر عليها من طرف قضاة كان ولايزال ولاؤهم الباطني للنظام السابق,ورجال المال والأعمال ستحركهم مصالحهم وسيواجه السيد مرسي مشاكل في محاربة الفساد وفي الحصول على دعمهم في نفس الوقت للقيام بخطته النهضوية وتجسيدها فعلا، فالناس بعد الغناء والرقص سيجوعون وستستولي البطون قريبا على تفكيرهم بدل القلوب !
الرئيس مرسي سيجد نفسه مقيدا بولائه للمرشد وللجماعة التي أوصلته إلى الحكم,ومقيد بوعوده لميدان التحرير وللقوى الأخرى بالمشاركة في السلطة وببناء دولة مدنية وليس دينية,كما أنه ولا شك مقيدا بالصفقات والمقايظات التي يكون الشاطر والكتاتني وغيرهم قد أبرموها مع العسكر ومع واشنطن طبعا,فعلى الرئيس أن يكون ماهرا في التعامل مع كل هاته الأطراف ليسترجع حقه الشرعي الذي منحه له الصندوق كاملا,على كل حال سيتضح كل ذلك عندما يبدأ مباشرة مهامه ومحاولة تحقيق وعوده في تحقيق الأمن والعدالة الإجتماعية والنهضة الإقتصادية, وذلك بإصلاح وترشيد إستعمال الأمن والقضاء والموارد المادية والبشرية المتاحة، ستكون معارك ومراوغات قادمة مع المجلس العسكري ومع القضاة لكتابة الدستور ولإنتخاب برلمان جديد.
في المجال العربي الخارجي أعتقد أن الرئيس محمد مرسي سيواجه صعوبات في التعامل مع دول الخليج ومع إسرائيل وواشنطن وتعاطفه مع حماس كذلك,خاليجيا فالسعودية والإمارات العربية لها أنظمة ترتكز إلى العقيدة السلفية والوهابية ولا تنظر بعين الود إلى جماعة الإخوان المسلمين,فهي تصنفهم كجماعة منحرفة ومنافسة للسلفية في العالم العربي,لقد بدا ذلك واضحا في تهليل قناة العالم الإيرانية لنجاح الإخوان في مصر تقابل ذلك برودة الإعلام الخليجي بل تأييده للمرشح أحمد شفيق,من هنا يتوجب على السيد مرسي أن يتعامل بحذر مع الخليج العربي مصدر الإستثمارات الهامة ,و مصدر السياح الأغنياء, ومستورد العمالة المصرية، عليه أن يبتعد عن هذا الصراع العقائدي تماشيا مع مصلحة الشعب المصري,إذا نجحت الثورة المصرية ستكون مصر قائدة للعرب فعلا وستغير خارطة المنطقة السياسية آجلا أم عاجلا .
ختاما إذا أراد الرئيس المتواضع السيد محمد مرسي أن يبحر بنجاح في بحر العواصف المصري,عليه أن يعتمد على القوى الحية في مصر ويحقق التوازن بين إنتمائه وولائه لجماعته وبين مسؤوليته الجديدة كرئيس لكل المصريين,عليه أن يكبح جماح الأباطرة الماليين داخل تنظيمه وأن يصلح القضاء والأمن لمحاربة رجال الفساد وأباطرة المال الذين عششوا في الإقتصاد المصري وأنهكوه لمصلحة جيوبهم على مدى عقود,على السيد الرئيس أن يحقق نجاحات في الأمن والإقتصاد ويبتعد عن الإجتهادات الخارجية ومقارعة أمريكا وإسرائيل, ويؤجل ذلك إلى أن تتقوى مصر وتسلك الطريق الصحيح لتحقيق نهضتها.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

دموع أويحيى..أومن قتل السوجيديا وأخواتها؟

أحسن بوشة – 08/06/2012

إن دموع السيد الوزير الأول أحمد أويحيى التي ذرفها مؤخرا على الإقتصاد الجزائري وإعترافه بتحكم مافيا المال في الإقتصاد الوطني، هي دموع فاضحة,تثبت فشل النظام السياسي الجزائري في محاربة الفساد وفي التأسيس لإقتصاد سليم يؤدي إلى التنمية الحقيقية للجزائر,وهي ولاشك مجرد دموع حفاري القبور الذين إحترفوا طول حياتهم وأد الإقتصاد الوطني ودفن الصناعة الوطنية ثم التباكي عليها بعد ذلك، وهو أمر غريب حقا من رجل قال أنه يتمنى أن يرى مئة ملياردي معتلف يقودون الإقتصاد الوطني.

لنعود قليلا إلى الوراء إلى فترة السبعينات والثمانينات، إذ لاشك وأن الكثير منا يتذكر الشركات الوطنية العملاقة التي كانت مسؤولة عن الصناعات الوطنية وعن الإستيراد والتوزيع لكثير من المواد الإستهلاكية عبر شبكة الأروقة الجزائرية وأسواق الفلاح، هاته الشركات كسوجيديا وسوناكات وباطا وسونيتاكس وسوناكوم وسوناطراك… وغيرها، حيث كانت تقوم بدور كبير في تلبية طلبات المستهلك الجزائري عن طريق الإستيراد أو التصنيع المحلي والتحكم في التوزيع، ترى ماذا حدث لها وأين هي الآن؟هل قتلت ومن قتلها؟ أين دفنت؟ ومن ورثها ياترى؟

عندما وقعت الأزمة البترولية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي لم تجد الجزائر المال الكافي لتمويل الواردات ولخدمة الديون الخارجية فأنخفضت الواردات من 12مليار دولار إلى6 ملايير دولار,ولجأت الجزائر إلى إعادة جدولة ديونها وبدأ التقشف,ثم وقعت أحداث وإحتجاجات أكتوبر 1988 وأحداث جانفي 1992,لكن الإقتصاد الجزائري إستمر في التدحرج إلى أن وصل إلى حافة الهاوية في منتصف التسعينيات، حينها إضطر عبدالسلام بلعيد، آخر جنود الإشتراكية، إلى تسليم مفاتيح الشركات العمومية المفلسة إلى رضا مالك ليفتح باب الجزائر لصندوق النقد الدولي لوأد ما تبقى من الصناعات الوطنية وفتح الباب للمنتوجات الخارجية، وبعده جاء أويحيى ليكمل هاته المهمة القذرة بكل إخلاص.

فمن الأكيد إذن أن من يريد جوابا شافيا ووافيا حول مصير الإقتصاد البومديني أو ماتبقى منه، وحول مصير بعض الشركات التي كانت فخر وإعتزاز الصناعة الجزائرية الفتية، فليسأل السيد الوزير الأول أحمد أويحيى لأنه كان كبير حفاري القبور الذين قبروا هاته الشركات في التسعينيات من القرن الماضي وباعوا البعض منها بالدينار الرمزي بعد ذلك، لقد إرتبكت السلطة حينها، خاصة وأن الجزائر كانت تعيش حربا أهلية هددت كيان النظام الجزائري برمته، وخافت من الإنهيار الإقتصادي بسبب المديونية وعدم القدرة على تسديد الديون، بل عدم القدرة على الإستدانة لتمويل الواردات,، فكان الحل هو الإستجابة لشروط صندوق النقد الدولي بالتمام، فلجأت السلطة إلى الحل القاتل، خوصصة الشركات العمومية وتسريح آلاف العمال وتحرير التجارة الخارجية، وكل ذلك تم بطريقة فوضوية وإستعجالية لأن الأولوية حينها كانت للمحافظة على النظام من الإنهيار.

غير أنه لإنصاف السيد الوزير الأول يجب الإشارة إلى أن السكاكين كانت مشحودة جيدا منذ السبعينات، منتظرة الفرصة السانحة للإنقضاض على القطاع العام وللإستحواذ على الريع البترولي، إن الغسيل الذي نشره السيد عبد السلام بلعيد في السنوات الماضية كشف فيه الذين تخلصوا من حكومته وجاؤوا برضا مالك ليفتح لهم أبواب عالم الحاويات والإستيراد على مصراعيه وذلك على حساب الإقتصاد والصناعة الوطنية، فإرادة الإنفتاح ومن ثم التبعية والإنبطاح كانت إرادة الكثير من الذئاب، وما أو يحيى إلا أداة لتنفيذ المهمة القذرة.

لكن الجدير بالذكر هو أن خروج الجزائر من أزمتها الأمنية وإنتعاش أسواق البترول والغاز الدولية منح لنا فرصة ذهبية للإنطلاق من جديد، لو كانت الرؤى واضحة والنية سليمة لذى السلطة لتم وضع إستراتجية تنمية وتصنيع لا خطط الرئيس لتقسيم الريع، فعوض أن يعاد النظر في التنازلات المميتة التي قدمت لصندوق النقد الدولي أيام الأزمة والتحرر من وصايته بعد تسديد الديون الخارجية، خاصة وأن الجزائر أصبحت سيدة نفسها بمداخيل المحروقات، لكن الإتجاه كان نحو إقتصاد التبعية والحاويات والبازار الأمر الذي دفع بالكثير من التماسيح للرشوة والتحايل من أجل الثراء الفاحش والربح السريع بالقليل من المجهود، وتحولت الحكومة من محاولة تحقيق النمو إلى تسيير الفشل والتأسيس لإقتصاد ريعي تبعي طفيلي كسول يعيش على أموال المحروقات ونشأ إقتصاد فوضوي موازي أصبح يشكل أكثر من 60% من مجمل الإقتصاد الوطني ويقوده لوبي البقارة والذي يسمى زورا لوبي المال والأعمال.

لاشك وأن الجميع يتذكر بداية السنة الماضية عندما قامت أحداث الزيت والسكر، كيف أن الحكومة هددت وتوعدت لوبيات المضاربة ونشطاء إقتصاد الشكارة، لقد سمعنا حينها بعدة تدابير كانت مخططة لمنع المضاربة ولتنظيم المعاملات المالية والنقدية في الجزائر، والمعاملات الإلكترونية كالدفع ببطاقات الإئتمان وإصدار البطاقات الشخصية كبطاقة التعريف ورخصة السياقة وغيرها في شكل بيومتري يصعب معه تزويرها وبالتالي يقل الفساد والتزوير والرشوة في الإدارة.

ورأينا كيف أن وزير التجارة ووزير المالية وعدا بتدعيم أسعار الزيت والسكر في محاولة لإخماد نار الإضطرابات ولتهدئة الشارع، كما إستفاد كبار تجار هاته المواد من تخفيض ضريبي كذلك,، ومقابل ذلك هددت السلطة كبار التجار بفرض التعاملات الإقتصادية بالصكوك عوض السيولة النقدية، خاصة فيما يخص الصفقات الكبيرة، كما هددت بغلق أسواق العملة الصعبة غير الشرعية.

وكان من الوضح جدا أن كل تلك الإجراءات لم تكن في حقيقة الأمر إلا مجرد زوبعة في فنجان، وأن كل ذلك لم يكن إلا محاولة لإمتصاص الغضب الشعبي وتجاوز محنة الربيع العربي الذي كان قد بلغ أوجه في تونس ومصر، ومرت الأيام ولم تستطيع الحكومة القضاء على بورسعيد أو إنهاء المعاملات بالشكارة، في نفس الوقت لم يشعر المواطن المستهلك المسكين بيد اللصوص وهي تسرق منه ما وهبته له الحكومة من تدعيمات للزيت والسكر عبر زيادة الأسعار وتخفيض قيمة الدينار.

وفي الختام يمكن القول أن لوبي المال والأعمال الفاسدة قد بدأ يتحكم بقوة في الإقتصاد وهو سينتقل آجلا أم عاجلا للتحكم في السياسة ليعوض حكم الشرعية الثورية بالشرعية الدولارية، وحينها سيصبح الساسة والعسكر مجرد أدوات في يد البارونات لتشريع قوانين النهب وللحماية من غضب الشعب.

لقد صنعت وصفة صندوق النقد الدولي وأموال المحروقات وقوانين الحكومة الجزائرية وحش إسمه فرانكشتاين الإقتصاد الجزائري، سموه لابال أو طحكوت أو دهلي أو سوفيتال أو حداد…أو كما تشاؤون، هو وحش يصعب مراقبته أو الحد من شراهته للمال وللربح السريع، فسيارة الإقتصاد الجزائري يتم توجيهها الآن بمقودين، رسمي وترباندوي، فهل يستطيع ويجرأ من حفر قبور السوجيديا وأخواتها أن يرفع فأسه ويحفر قبرا لفرانكشتاين؟!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ربيع العرب وخريف الجزائر!

أحسن بوشة – 27/05/2012

لقد تعالت بعض الأصوات مؤخرا في الجزائر منتقدة الربيع العربي,وزاد لغطها بمناسبة الإنتخابات البرلمانية الأخيرة,فهاته الأصوات حاولت جاهدة الحط من شأن الإنتفاضات والثورات العربية وذلك كإجراء إستباقي لمحاولة صد الناس عن المطالبة بإحداث التغيير الفعلي في بلادنا,واصفة الربيع العربي بالوهم والفوضى والتدخل الخارجي وفي نفس الوقت متبجحة بالطبخة الهادئة لإصلاحات الرئيس بوتفليقة وباقي صناع القرار في الجزائر,غير أن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس,هي أن السلطة عندنا ومعها بعض الخفافيش الإعلامية مافتأت تخلط الأمور بمكر وتحاول إستغباء المواطن للمحافظة على الإستمرارية .

يجب علينا التفريق بين أمرين هامين,أولا إن الطريقة السلمية والحضارية التي تم بها التخلص من الأنظمة الإستبدادية في تونس ومصر ليس هي نفس الطريقة الدموية والعنيفة التي أتبعت في ليبيا وفي اليمن وفي سوريا,فثورة الياسمين وثورة ميدان التحرير كانتا ربيعا عربيا حقيقيا ولاشك,لأن ما حدث كان زحفا جماهيريا تلقائيا أزاح الديكتاتوريات بأقل التكاليف,بينما إزاحة القذافي وعبد الله الصالح إستدعت التدخل الخارجي العسكري وغير العسكري, ونتج عنها تخريب للبلاد وأنهار من الدماء, وخلفت واقعا سياسيا ضبابيا في ليبيا وفي اليمن.

هذا اللغط الخبيث يحاول أن يعمم ماجرى في ليبيا من فوضى وتقتيل وتدخل للناتو على كل دول الربيع العربي, وذلك لتخويف الناس من التغيير,كما تحاول نفس الجهات التقليل من شأن التغيير الحاصل في تونس ومصر لتحقيق الإحباط في أوساط الشباب.

الأمر الثاني وهو أنه من الخطأ أن نتوقع مشاهدة ديمقراطية ناضجة بين عشية وضحاها في دول الربيع العربي,فهاته كانت مجرد إنتفاضات شعبية ضد الإستبداد والفقر والتهميش وسيكون وقتا طويلا وتضحيات كبيرة لبناء مؤسسات ديمقراطية فعلية,هذا التغير يستوجب تغييرا في الدهنيات كذلك ,ويستوجب مواكبته لنمو إقتصادي كذلك,فما خرب في نصف قرن أو يزيد لا يبنى في سنة واحدة أو في عقد من الزمن.نتذكر أن أغلبنا في السنة الماضية تخوف من إجهاض الربيع العربي من طرف القوى المعادية للشعوب,قوى المصالح والتموقع,وتشاءمنا في البداية من أن ربيع العرب هو ربيع بدون أزهار,لكن ماحدث ويحدث في تونس ومصر ينبيء بمستقبل وواقع جديد أفضل.

تونس كانت سباقة في ثورتها وفي ربيعها, ووقعت فيها إنتخابات حرة ونزيهة, وفازت حركة النهضة بالأغلبية,بعدما أقصاها بن علي لربع قرن,تماما كما أقصيت جبهة الإنقاذ في الجزائر, وهاته ولاشك خطوات في الطريق الصحيح,فقط يجب على الإخوة في تونس تعميق تجربتهم وترشيدها, وأعتقد أن الشيخ الغنوشي وجماعة النهضة بحكمتهم سيستطيعون الإبحار بسلام.

لقد أرعب البوعزيزي وشباب شارع بورقيبة السلطة في بلادنا وفي سائر بلاد العرب,كما أرعبتها إنتخابات تونس الحرة,وسيقتلها الرعب لو أفلح الإخوة التوانسة في حل المشاكل العالقة كالمعضلة الإقتصادية والبطالة والتعايش السلمي والحضاري بدون إقصاء للآخر.

أما في مصر, فقد كان المخاض عسيرا,فبعد ما شاهدنا ملحمة ميدان التحرير وباقي الميادين المصرية,ورأينا موقعة الجمل وغيرها,وشاهدنا المليونيات التي أبهرت العالم,شاهدنا فلول النظام السابق تتساقط وتفر فزعة من صرخة إرحل المدوية,بعدها حاول العسكر ومعه أزلام مبارك الإلتفاف على الثورة بكل الطرق ولكنهم لم يفلحوا وفاز الإخوان والسلفيون بالأغلبية في البرلمان المصري.

واليوم ها نحن نرى عرسا إنتخابيا آخر متمثلا في أول إختيار حر لرئيس الجمهورية وهي سابقة في العالم العربي,بل أكثر من هذا نرى ولا نكاد نصدق كيف أن الصندوق قد أفرز الفائز الثاني من فلول النظام السابق.

إن ما حدث في تونس ومصر يبعث على الإعجاب والفرح لذى الشعوب العربية, ويسبب الرعب والقلق لذى الحكام العرب بدون إستثناء,فحتى ولو لم تنجح هاته التجارب الديمقراطية بعد وحتى ولو شابتها شوائب, وحذقت بها الأخطار,فإن ما أنجزه الأشقاء التوانسة والمصاروة حتى الآن يعتبر ربيعا عربيا بإمتياز,ربيعا يتصاعد عطره ولا يستطيع شمه دكتاتورا مزكوما أو نخبة مدجنة ومتواطئة وتابعة, كما هو الحال عندنا في الجزائر.

ويتصاعد اللغط, في بلادنا الربيع الجزائري حدث مند ربع قرن,الربيع الجزائري هو إنتخابات العاشر ماي 2012,الجزائر ليس فيهاربيعا..إنتخابات 10ماي هي نوفمبر جديد…وتتساقط الدموع لخطبة الوداع,ألا تبا لنا من شعب عاطفي إلى حد الغباوة ,ثم ماتلبث أن تنفجر هاته الفقاعات التي أطلقت هنا وهناك.

إنه أمرا مؤسفا حقا ويدعو للإستغراب أن يفشل بعض المثقفين في قراءة صحيحة للواقع السياسي في بلادنا, هذا الواقع الذي أفرز إنتخابات برلمانية أقل ما يقال عنها أنها قمة في التزوير ولا مسؤولة,صنعت من نفس المادة الخام المسلطة على رقابنا مند الإستقلال,فهل نتوقع برلمانا من السويد؟

الجميع يعلم أن مراكز الإقتراع كانت مقصد الشيوخ والعجائز والمعتلفين فقط , وأما الشباب فكان خيارهم المقاطعة والعزوف وهم من سمتهم السلطات بالمواطن الأرعن والمنافق والمعرض بلده لخطر الناتو والعائد به إلى عشرية سوداء جديدة, رغم أن هؤلاء هم الجامعيون والفيسبوكيون والبطالون ,ولكنهم هم أمل الجزائر وطاقتها المهدورة كذلك …

إن التزوير ليس بدس أوراق زائدة في الصندوق فقط, فهذا تزوير الأغبياء,أما التزوير الحقيقي فهو الهواء الذي يستنشقه النظام والماء الذي يشربه, بل هي الدماء التي تسري في عروقه,التزوير بدأ بالنصوص والتشريعات التي أسمتها السلطات والمطبلين معها بإصلاحات الرئيس,فأين هي إصلاحات الشعب يامنافقين؟.

التزوير كان بمواصلة إقصاء شرائح مهمة متواجدة في المجتمع كأتباع الفيس المغضوب عليهم رغم قانون المصالحة الوطنية,والتزوير بدأ من لجنة بن صالح وعرج على البرلمان بعد ذلك وأنتهى بمصادقة مجلس الوزراء على ماسمي زورا وبهتانا بالقوانين العضوية للإنتخابات والأحزاب والإعلام,السم في الدسم.

التزوير كان واضحا من نوعية الأحزاب المسموح لها بالتواجد,والمواطن المسموح له بالترشح, وغربلة العدالة والإدارة لكل مشاغب مزعج للسلطة,والتزوير كان كذلك بتبني الرئيس لحزب بعينيه وتولى التخويف بلسانه,والتزوير كان بتخوين وسائل الإعلام للمقاطعين, وتخويف وتطميع الشعب للمشاركة,إنه خبث سياسي مارسه المتموقعون بإتقان.

في الخريف الماضي عندما عارضت وأحتجت السيدة الزهرة ظريف بيطاط في مجلس الأمة, ورفضت مع شخص آخر التصويت على قانون الإنتخابات ومسرحية كوطة المرأة,قيل لها هذه هي الديمقراطية وعليكي أن تقبلي برأي الأغلبية,لهذا نقول لهؤلاء في الأحزاب المجهرية والمتوسطة أنهم لن يستطيعوا تغيير أي شيء في برلمان أغلبيته بقارة ونساء جيء بهن للديكور لا غير,رؤساء هاته الأحزاب التي تحتج على التزوير يحاولون النجاة بجلودهم من قواعدهم لتبرير خلودهم على الكراسي, تماما كما يفعل السلطان.

نعم التزوير لم يحدث بدرجة كبيرة في حشو الصندوق كما شهد السادة النزهاء المراقبون الدوليون,لكن التزوير الكبير حدث على مدى عام قبل ذلك أثناء تحضير العملية الإنتخابية برمتها, فخطاب الرئيس, وتعيين وزير العدل على رأس المجلس الدستوري والتظاهر بإشراف القضاء على الإنتخابات وبتهديد الإدارة والولاة ضد التزوير ,لم تكن إلا أدوات تمويهية لتحقيق التزوير.

خلاصة القول إن الملايير الموجودة في الخزينة والمداخيل المغرية للمحروقات هي ما يدفع بالمتموقعين لمقاومة أي تغيير في الجزائر,إنهم سيراوغون وسيشترون الذمم وسيفعلون أي شيء في سبيل الإبقاء على مراقبتهم وإستفادتهم من الريع ,وهو ما يسمونه ربيعا جزائريا بالنسبة لهم,هؤلاء سوف لن يهتموا بحل مشاكل الإقتصاد والبطالة,فهم لن يستطيعوا فعل ذلك,لأن ما يهمهم هو مصالحهم ومستوى معيشتهم وصحتهم وتعليم وتوريث أبنائهم.

وكخاتمة يمكن القول أن السلطة في الجزائر ومن يعتلف معها لن يتوقفوا عن الحط من قيمة الربيع العربي في البلدان الأخرى ليظهروا وكأن الجزائر الحكيمة أرشد من الجميع,وذلك خوفا من إنتفاضة شبابية قد تنهي جنتهم التي بنوها في الجزائر,لهؤلاء نقول أن الخبر السيء هو أن الوضعية الحالية سوف لن تبقى وتدوم بل قريبا سيسقط كل فاشل ويتحول خريف الجزائر البائيس إلى ربيع جميل.

وثمة حقيقة ثابتة وهي أنه بات من الواضح جدا الآن أنه لا أمل في إحداث أي إصلاحات حقيقية أو تغيير جدي على يد حكام الجزائر الحاليين,بل بالعكس فهم سيتفننون في المحافظة على تموقعهم وسيعملون على توريث ذلك لأبنائهم,كما أنه لا أمل في بروز أي معارضة حقيقية من صفوف الأحزاب الموجودة على الساحة لأن زعاماتها ديكتاتورية كذلك,فأدوات التغيير الموجودة هي أدوات ديكتاتورية شمولية ولن تنتج إلا الفشل السياسي والإقتصادي وسوف لن يكون التغيير إلا من خارج النظام وعلى يد من ظلمهم النظام من شباب الجزائر الشامخة..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الجدير بالزبر والجدير بالإحترام يا جريدة الفجر!

أحسن بوشة – 26/05/2012

”وردة والثورة هذا الحلف الجميل” وهو عمود جميل يذكر محاسن وأهمية وردة في الفن العربي.وكغيري من قراء الفجر كتبت تعليق قصير شاكرا الكاتب على عموده ومنبها إلى ترك المزايدات والإزدواجية جانبا في التعامل مع الفنانين والمثقفين والشخصيات الوطنية في حياتهم وعندما يموتون,فوردة تستحق هذا الإهتمام من الدولة ومن وسائل الإعلام, لكن فنانين كخليفي أحمد وغيره كان يجب أن يتلقوا نفس الإهتمام,غير أن الذي نراه هو أن كثير منهم مهمشين ومنهم من مات فقيرا وحيدا.

طبعا ردي زبر ولم ير النور إلى النشر لأنه رد رديء ولم يعجب الجريدة,غير أن ماحدث في ذات اليوم أن عمود السي سليمان لم ينشر إلا تعليقا واحدا كان كافيا ليستفز الأستاذ,ذلك الرد إتهم فيه صاحبه كاتب العمود بالنفاق الثقافي وبكونه شاعر مناسبات,ولذلك زبرت باقي التعاليق,مع العلم أن المقال نال ألف قراءة ؟!!.

وفي اليوم التالي جاء عمود الجدير بالذكر ليكشف عقلية صاحبنا الأستاذ الإقصائية والغريبة,”مرضى النفوس”:”أصاب بالقرف وأشعر بالغثيان حين أستمع إلى بعض المتنطعين في الدين وأغلبهم من الجهلة وأنصاف المثقفين الذين يفتون في كل أمر ويعطون رأيهم في كل مسألة ويتطوعون للإدلاء بفتاويهم دون أن يطلب منهم ذلك، ولكن أشد هؤلاء المتنطعين إضرارا بالإسلام والمسلمين وأكثرهم تشويها لسماحة ديننا وعظمته، هم أولئك الذين يقومون بدور شرطة الآداب فينتقدون كل ما تتلفظ به ويجدون العيب أو يجهدون أنفسهم المريضة لالتقاط عبارة أو كلمة تلفظت بها ولم ترق لهم فيؤنبونك ويعنفونك ويسمعونك الغليظ من القول، محاولين البرهنة على ضعف إيمانك وقوة إيمانهم، والعفيف الظريف هو ذلك الذي يترفع عن الرد عليهم ومجادلتهم … فإذا قلت مثلا فلان شخصية عظيمة يقاطعك هذا المتنطع أو ذاك قائلا لك : اتق الله يا هذا فإن العظمة لله، هذا إذا لم يجرمك ويشكك في إيمانك وإسلامك، وإذا امتدحت شخصا أمامهم وقلت إنه كريم قد يلعنونك ويقومون من أمامك لأن صفة الكريم هي من أسماء الله الحسنى ولا يحق لك نعت البشر بها .. وعندما تطلب منهم إعطاءك كلمات أخرى كبدائل لهذه الألفاظ يلوذون بالصمت….”

نقول للأستاذ ما هكذا تورد الإبل ياهذا,القراء يكتبون أرائهم و هي أراء جديرة بالإحترام ,قد تنتقد ماكتبت أو تمدحه,فهل يحق لكاتب أن يصف القراء بالمرضى نفسيا والمتنطعين؟ كاتب كهذا هو المريض طبعا وليس القراء.

الظاهر أن ردود بعض القراء مثلي على عموده وعلى صفحته بالفيسبوك لم تعجبه وتطاولت على عرشه العاجي,كتبت الرد التالي حول عموده هذا وحول جنازة وردة الجزائرية بصفة عامة ولم يرى ردى النور, أرسلت ردي إلى عمود أساطير لحدة حزام مديرة الجريدة لعلها تنصفني وتنشره فلم تفعل,مع العلم أنني أرسلت من قبل أكثر من 100تعليق ونشر الكثير منها,ومنها ما أختير كنقطة نظام أو كأساطير!!.
من أحد مرضى النفوس…إلى عمود الجدير بالذكر..
القرف والغثيان كلمات شينة تطلق من قلم كاتب مثلك يا سي سليمان.
ليس أمرا مستقيما أن ينعت كاتب عمود وشاعر قراء ومعلقون على صفحته في الفيسبوك أو عموده في الفجر ويصفهم بمرضى النفوس لأنهم لهم أراء تصدمه وتتعارض مع قناعاته ومصالحه كذلك,أنت تعلم أنه لو لم يفعل الرئيس ما فعل مشكورا,لما هب القوم يذرفون دموع التماسيح,تماما كما فعلوا عند وفاة المرحوم بن بلة.

القراء لهم الحق أن يكتبوا رأيهم كما يروه هم لا كما تراه أنت أو مديرة الجريدة يا أستاذ,ولا يحق لك أن تتهمهم بل يجب عليك أن تكتب وتقنعهم برأيك,لماذا نلوم السلطة في ممارسة الإقصاء ونأتي بأسوأ من فعلها!؟

أنا كتبت لك معلقا على الإزدواجية في المعايير والتي تمارسها السطة حتى في الجنائز,قلت أن المرحومة وردة تستحق التكريم لكن لماذا نهمش الفنانين والمثقفين الآخرين ومنهم من مات فقيرا ووحيدا,وأعتقد أن خليفي أحمد وغيره كانوا يستحقون تكريما مماثلا.

النتيجة أنك وجريدة الفجر زبرتم وتجاهلتم تعليقي وتعاليق القراء ولم تنشروا إلا تعليقا واحدا على عمودك ليوم الأمس.

القراء يعرفون ما يجري ويعبرون عن أرائهم بتلقائية وهم لا يفتون في كل شيء كما أشرت,بل هم يعرفون أن جميلة بوحيرد أهينت وأن المرحوم مهري أهين وأن بن بلة ووصف بالخائن لما شارك في عقد روما,ويعرفون كل شيء عن فنانين ومسرحيين وسينيمائيين يموتون في صمت ومنهم من ساهم وقدم للجزائر مثل المرحومة أو أكثر, فلم تطبلون مع السلطان أيه الصحافة المعتلفة يا صحافة آخر الزمن؟

أتوقع نشر ردي هذا مع تحياتي.

على كل حال الرد لم ينشر كما أشرت وأنا سعيد لأن تعليقات قراء نشرت بعد ذلك في الفجر وفي غيرها,أغلبها تؤيد ما أشرت إليه من مقت لإزدواجية المعايير وتنتقد السلطة في تعاملها مع جنازة الفنانة وردة الجزائرية,وبلغ من سفاهة الفجر أن تجاهلت تعليق آخر أرسلته حول مقال لمراسل الفجر حول التنمية في بلديتي في جيجل أصحح فيه بعض المغالطات وكتبت معلومات هامة إضافية أعرفها,إنه حقد ومستوى هابط لا مثيل له….

الخلاصة أن صحافتنا هي جزء من إفرازات سلطة ومجتمع تمارس فيه الشمولية والإستبداد وقمع الرأي الأخر بشكل سافر,والمؤسف أن بعض الأقلام الإعلامية ماهية إلا أبواق في فم السلطة تنفخ فيها ما تشاء لتوجيه أو لمغالطة الرأي العام,وبالمقابل تغذيها السلطة الفاسدة بريع الإشهار ومسح الديون والضرائب من أموالنا نحن الشعب المسكين.
إن ماحدث في جريدة الفجر يحدث بإستمرار وربما أسوأ من ذلك في الجرائد الأخرى,هناك جرائد تتجاهل ردود القراء ولا تنشرها إلا بعد يومين,وهذا ليس غريب من جرائد النهب والتي هي مجرد أذوات في يد السلطة والمخابرات والبقارة.
أخيرا هل تصدقون أن أغلب الجرائد الوطنية كتبت يوم وفاة المرحومة وردة بأن سنها قد تجاوز الثمانين!,غالب الظن أنهم نقلوها حرفيا من ويكيبيديا أو من مصدر آخر لم يدقق في معلوماته. هل الفنانة التي شاهدناها تغني مازالنا واقفين يظهر عليها شيخوخة وسأم زهير بن أبي سلمى صاحب الثمانون حولا؟! إنهم حقا سحرة فرعون وصحافة تاخير الزمن..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

كان يامكان في جزائر مزغنة زينة البلدان!

أحسن بوشة – 16/05/2012

كان يا مكان في قديم الزمان,في غابة الأمان, في زينة البلدان,في جزائر مزغنة بهية الأوطان,كانت تعيش هناك أقلية ميسورة ,وياسادة,تعتلف من مراعي الحاسي الخصبة والوفيرة,ومعها كانت تعيش قطعان كبيرة, تقاسي وتتقاسم المآسي رغم سخاء الحاسي والخيرات الكثيرة,وكان يحكم الغابة ملك الملوك, فخامة الأسد السلطان,وكان له ثلاثة وزراء كبار, كبيرهم الذئب حيمود ومعه الثعلب شعيب الخادم, والأرنب شيبوب الراقي.

ذات يوم مرض الملك, فحدثت ضجة في الغابة,وفزعت الرعية لزيارته ومواساته للتخفيف من معاناته, وكان الوحيد الذي تخلف عن زيارته هو الثعلب شعيب!؟ وكان الذئب حيمود يكره الثعلب ويحسده لشدة تقربه من الملك الهمام,فقال بخبث يامولاي مالي أرى كل الرعية جاءت لتزورك إلا الثعلب شعيب,فهو غائبا وما أظنه إلا متآمرا مع أعدائك للغدر بك والإستيلاء على عرشك؟
غضب الملك لذلك غضبا شديدا,فهو مشهور بكبريائه وعلو كلمته ورأيه ولا يقبل أي غدر أوخيانة أو حتى إعتراض على قراراته,ثم إلتفت إلى الأرنب شيبوب وقال له لقد عهدناك وفيا, ولملكنا مخلصا وصفيا,وأنت ورعا وتقيا,فأنطلق وأبحث عن شعيب فإني أراه ماكر وللخير ناكر,وسأجازيك كالعادة بحصتك في كل الغنائم الكثيرة والخيرات الوفيرة,فأرتعد شيبوب وبسمل وحوقل حتى سال لعابه,ثم إنطلق لتوه فوق الهامر يجوب الوديان والفيافي والطريق السيار, باحثا عن الثعلب الورع شعيب حتى وجده في زاوية من زوايا البلاد يتعبد ويتهجد,داعيا إلى الله دوام نعمة الآفلان ,وكان بين الإثنين مودة سابقة وشراكة وتحالف وتعالف,فسلم وجلس ليتكلم,إن كبير الوزراء حيمود قد وشى بك للملك السلطان,ولا أرى إلا العقاب والإنتقام في عيني الملك الهمام,فأنظر ماذا ترى وماذا تقدم من عذر لجلالته عند لقائك به,إني لك ناصح ولنجاتك من الهلاك طامح, ياأخي وشريكي,فهلم بنا ننطلق لزيارة جلالته وعيادته في الجزائر مدينة في قصره.
دخل الثعلب شعيب على الملك وهو يبتسم بمكر شديد, فرأه وهو يكاد يفترسه من الغيض,السلام على مولانا السلطان وقد أحضرت لك معي الضمان لخلودك في الكرسي الذي تعشقه يامولاي! ولقد بحثت في الغابات والوديان وفي الممالك والأوطان,يامولاي,لأجد دواءا يشفي زعيمنا السلطان,ويعالج داء الجنب وطيب الجنان!
فقام الملك منتصبا لتوه وللخبر السعيد مستعجلا سماعه, وصاح هات ماعندك ياهذا,فقال شعيب وعينه مشتاقة إلى كرسي الملك العجيب,مولاي إن دواؤك موجود بلا شك ولاريب,ولقد سألت الحكماء والكبار العظماء ,وجاؤوا كلهم بالخبر اليقين….؟! دواؤك يامولاي هو قلب وزيرنا الذئب حيمود المسكين,إفترسه وتلذذ بقلبه يذهب كل ما بك من سقم وهرم ووهن مبين, وستركن بعدها إلى الخلود المضمون ولن يطيب جنانك بقدرة الخالق المعبود, وسيُلغى الربيع في مملكة مولاي هذا العام وفي سائر الأعوام…
فزأر الملك العزيز بصوت يشبه الأزيز, وقال آتوني بالوزير الذئب حيمود, فأنا بالتضحية به سأضمن البقاء على ذلك الكرسي الودود, وبالطبع فأنا أطمح دوما للخلود,ونسي الملك المسكين أن حيمود ذاته يطمح إلى الكرسي نفسه ويسانده في ذلك قطيع من عتاة الذئاب….وزاد السلطان موجها كلامه للغلمان ,وأعلنوها مئتين وعشرين قنطار ذهب للآفلان وعلقوا هذا الخبر في كل مكان,وأما أنت ياشيبوب فالله غالب خذ ما أعطاك الصندوق فذلك هو المكتوب.
وذعرت زوجتي لصيحتي, وقالت ما بك يارجل هل من سبب لصيحتك لقد كنت تغط في نوم عميق,إنهض وأستفيق, فلقد أيقظت وأرعبت ولدنا الودود؟ شهِّد وأستغفر الواحد المعبود!
نهضت من فراشي وأشعلت المصباح وتناولت كأس ماء, وقبل إطفاء المصباح والخلود إلى النوم من جديد, لمحت جريدة الخبر ملقاة على الأرض وعلى صفحتها الأولى عنوان عريض: أويحيى وبلخادم وسلطاني أول المتسابقين في ماراطون المرادية! فأبتسمت وتمتمت وحمدت مالك الملك الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء, وطبعا هو الذي يهب الملك لمن يشاء, وهو على كل شيء قدير,ثم إنهمكت ياسادة في الشخير,ممنيا النفس بالعودة إلى مملكة مزغنة, وفي هاته المرة متشوقا لرؤية من سيفوز بسباق المرادية المحموم, ويصبح متربعا على الكرسي الودود في اليوم المعلوم,وفي نفسي لوعة وإشتياق لمعرفة أحوال الرعية والقطعان ومن قهرهم الفقر وهم الزمان,ولأمتع النفس كذلك بالربيع الذي قالوا أنه سوف لن يعود, وأنه في هذه البلاد قد أصبح في خبر كان.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

لماذا فشل الإسلاميون في الإنتخابات الجزائرية؟

أحسن بوشة – 13/05/2012

في البداية يجب القول لمن يلغطون الآن بأن الإنتخابات البرلمانية هي عرس ديمقراطي وربيع جزائري, أن يصمتوا فما حدث هو عار كبير وذبح لمسار الإصلاحات المزعومة من الوريد إلى الوريد.إنها مجرد مسرحية, إخراجها مبني على الغش والخذيعة, وممثليها كل المتموقعين الذين لن يطيب جنانهم أبدا, وشاهديها مراقبوا أوروبا وأفريقيا والعرب,الذين جاؤو للنزهة ولتزكية الفساد لاغير.إن من أخرج مسرحية بهكذا خساسة وبشاعة يكون قد وضع الجزائر أمام مصير مرعب و مجهول,لقد وقع تزوير كبير ليس في الصناديق فقط,بل هو تزوير إستمر عاما كاملا وشارك فيه الكثير من المتموقعين من قاعدة الهرم إلى أعلاه,وإنها لحقا نصوصا وضعت لخدمة اللصوص.

لقد تم تجاهل عزوف ملايين الشباب,كما تم تجاهل إرادتهم في الأمل والتغيير.
أما الجواب على السؤال لماذا فشلت احزاب التيار الإسلامي مجتمعة في تحقيق ما حققه حزب التزوير الآرندي لوحده ؟
الجواب ببساطة ,الإسلاميون يريدون الوصول إلى الحكم بإستعمال عاطفة الخطاب الديني و بدون أي برنامج عملي واضح وبأقل الخسائر الممكنة,بعبارة أخرى يريدونها سمينة ورخيصة.

لقد فشلت الأحزاب التي تنسب نفسها إلى التيار الإسلامي في طرح برامج سياسية أو إقتصادية واضحة,وطغت العاطفة الدينية على خطاباتها,وبالنسبة للمواطن الجزائري فالوزير أو المير الحمسي هو مثل الوزير أو المير الجبهاوي في الغمس والفساد والفشل,ولهذا لما جاءت الإنتخابات وضعهم الجامعي والبطال في سلة واحدة ورمى بهم إلى المزبلة وركن إلى العزوف.
ففي الإنتخابات الأخيرة صوت الشيوخ والعجائز والمعتلفين والعروش والموتى والغائبين والأسلاك الأمنية والعسكرية,وعزف الشباب والمواطنين المهمشين,فجاءت النتيجة كما أريد لها وهيأ لها أن تكون..
وعندما نقول أن تكتل الجزائر الخضراء أو حزب العدالة والتنمية أو جبهة التغيير, هي أحزاب إسلامية فهذا خطأ كبير وتضليلي,فهل حزب الآفلان أو التجمع الديمقراطي وباقي الأحزاب كاثوليك أو بروتستان؟
كلهم مسلمون وكلهم يطمحون إلى السلطة,فيهم المصلي وفيهم العاصي وفيهم العلماني كذلك.
حقيقة الأمر,لقد نسي الشيوخ أن الجيل الجديد من الشباب فتح عينيه فوجد الشيخ عبد الله جاب الله يشارك في الإنتخابات الرئاسية سنة 2004 وينال 4% فقط من الأصوات, وعرفوه وهو يتعارك لزعامة حركة النهضة والإصلاح وينتهي به المطاف في حزبه الجديد العدالة والتنمية,جيل الشباب لم يلتق بجاب الله في الحقل الدعوي أو في العمل الخيري على المستوى الوطني,لكنهم عرفوه كسياسي مثل أويحي أو السعيد سعدي,بل أسوأ من هذا لم يروه يوما يتصرف كمعارض حقيقي ويتحذى السلطة ليدرس في المساجد والجامعات, أويناضل ويدخل السجن أو يضرب عن الطعام مثلا .
ونفس القول ينطبق على شيخنا أبا جرة وزمرته في حركة الغمس,فالجيل الصاعد عرف فيهم وزير الدولة ووزراء التجارة والصناعة والصيد البحري,وعرف فيهم جماعة الكات كات والهومر والحاويات والعقارات,حركة حمس كانت دوما شريك السلطة وليس أقل من ذلك,ولم يعرف الشباب فيهم شيخ أو داعية أو رئيس جمعية خيرية أو أستاذ جامعي ناشط قارع السلطة في المساجد والجامعات والصحافة….
هذا الشباب يسمع فقط لمن يَعِضُه ولمن يضحي ويدخل السجن في سبيل قضيته, ولمن يكون معه وفي خدمته في الكوارث والمحن,بعبارة أخرى من يريد أن يكسب القلوب والعقول فليعمل بجهد وتضحية لتحقيق ذلك.لقد فعلها الفيس قبل إنتخابات التسعينات ,فنشط في المساجد وفي الجامعات وفي الأعمال الخيرية,ودخل قادته السجون ونال مصداقية معتبرة في الشارع الجزائري مازالت متجدرة حتى اليوم.
التاريخ القريب يشهد بأن الشيخ نحناح دخل السجن وكافح ودرّس في المساجد قبل أن يتوب إلى السلطة,ومازالت حركة حمس تعيش على مصداقيته حتى اليوم ,ونفس الشيء فعله زعماء الفيس فهؤلاء كانوا أقرب إلى الشعب وإلى أنصارهم من السادة مناصرة وجاب الله وابوجرة الذين أصبحوا يخاطبون القاعدة عبر الإنترنت والصحافة ولم يناضلوا للتموقع من جديد في المساجد والجامعات خوفا من قمع السلطة,لقد قهرهم غلام الله وطردهم من المساجد ومن الحقل الدعوي والخيري,وكان المتوقع منهم كقادة حركات إسلامية أن يقاوموا ذلك لا أن يدخلوا شركاء في لعبة ديمقراطية مغشوشة,بل لقد توطأ بعضهم مع السلطة ضد الجبهة الإسلامية للإنقاذ وحاولوا أخذ مكانها.
على من يريد أن يقدم للمجتمع الجزائري مشروعا إسلاميا أن يبدأ المشروع في بيته ونفسه وعائلته,عليه أن ينشط بعد ذلك في الشارع والمسجد والمكتب لا بإنتقاد الحكومة, بل بتقديم المثل الصحيح في الصدق والعمل والنزاهة.
عليه أن يكون دائما مع إنشغالات الشعب ويقوم بأعمال خيرية وتطوعية,أن يؤسس لمشاريع تنموية صغيرة تشغل العاطلين عن العمل وتقدم الدروس المجانية للفقراء وتنظيف المدن والقرى ووووو…..
أما أن تعارض وتطرح نفسك بديلا للسلطة القائمة والمتموقعة والمتمرسة في إدارة دواليب التزوير و الحكم, فلا مجال للوصول إلى البرلمان بالحجم الذي يتوقعه الشيخ جاب الله أو أبو جرة سلطاني,فاللعب على وتر الشرعية الثورية لا زال مغلوق .
الإخوان في مصر والنهضة في تونس مروا على الإعتقالات والنفي والسجون والعمل الخيري, فكسبوا شعبية كبيرة وعندما جاءت فرصة الإنتخابات الحرة ولأنهم كانت لهم مصداقية في الشارع وقاعدة شعبية كانت مكافأتهم وتزكيتهم حين جاءت الفرصة الأولى معتبرة.
الخلاصة أن الدرس الذي يجب أن يتعلمه الإسلاميون وهو أن الإسلام هو دين عمل , قبل أن يكون خطابا ووعودا,كذلك يجب عليهم أن يعملوا على ملك العقول والقلوب قبل التوجه إلى الصندوق,وذلك بخدمة المجتمع وهم خارج الحكم حتى تكون لهم فرصة التزكية ليخدموه وهم في الحكم.
إن أسباب خسارة الأحزاب التي تحمل الخطاب الديني يمكن إيجازها في كون المجال السياسي في الجزائر مغلق منذ الإستقلال والحكم يقتصر على جيل الثورة ومن يدور في فلكهم ,وبالتالي سيجد أي حزب له برنامج أو خطاب مغاير نفسه خارج اللعبة.والسبب الآخر كذلك يكمن في وقوع قيادات هاته الأحزاب في التناقض الكبير وهو القول الذي لا يطابقه الفعل,فالكلام دائما يكون مخلوطا بالكتاب والسنة ,بينما الفعل هو
الجري وراء المال والأعمال في الحلال وغير الحلال.
على من ينسب نفسه إلى التيار الإسلامي أن يكون داعية ومشارك في الأعمال الخيرية ويكون شجاعا في الدفاع عن أفكاره وشعارات خطاباته,ويجسد المباديء الإسلامية في تصرفاته اليومية مهما تلقى من مشاكل وصعاب.وإلا فليدَعوا الإسلام وشأنه فهو دين الجميع وليس ملكية خاصة لمن يقندر ويبرنس ويلتحي ويرقي فقط.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الشيخ أبو بكر جابر الجزائري يزكي الإنتخابات !

أحسن بوشة – 04/05/2012

وياشيخنا الجليل نتمنى أن تكون بصحة جيدة ولست بالعليل… أمد الله في عمرك فأنت ولا شك شيخ فضيل, وبمجاورة الحبيب المصطفى أنعم الله عليك بالعلم الغزير. شباب الجزائر يحييك ويدعوك لزيارة بلد إبويك,لقد غادرتنا منذ ستة وخمسون سنة والجزائريون كلهم مشتاقون إليك.

وياسادة اليوم تطلع علينا اليتيمة وتبعتها الوريقات الصفراء المتساقطة عند الشروق وعند النهار, لتبرح وتصيح أن من جزيرة العرب يأتي البريد والوحي الجديد بالبلاغ وبالقول السديد:
“أبنائي، إخواني الكرام في الجزائر وخارجها، أجدادكم وآباؤكم دفعوا الغالي والنفيس من أجل كرامة الجزائر وعزتها، فحافظوا على هذه الكرامة والعزة التي صنعوها بدمائهم الطاهرة وأن تكونوا في الموعد الهام للمشاركة في الانتخابات التشريعية يوم 10 ماي 2012 لصنع مستقبل زاهر لجزائرنا وتعزيز ورسم الشهامة الجزائرية المعروفة”

شكرا على البرقية ياشيخنا الجليل ونحنا كنا تلقيناها بالإحترام والتبجيل,فقط لو وجهت الخطاب للراعي وليس للقطيع,فالجزائر أصبحت غابة تعج بالذئاب التي أهلكت الحرث والعباد, وقريبا يأتي برلمان أصحاب الشكارة للتشريع بقانون الغاب, فالراعي سئم وتخلى عن العرف والشرائع في حفظ حقوق القطيع,وأنت تعرف يامولانا, أنه من مدينتك التي هي مدينة الرسول صدح سيد الخلق بجهر القول:
‏ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع ومسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وهي مسئولة عنه والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ‏”
ونظنك ياشيخنا الكريم أنهم لم يخبروك بالمرسوم الذي يقول, في الجزائر لا دخل للدين في السياسة وأنه يمنع منعا باثا تدخل المسجد والإمام في مجرى الإنتخابات,لكن رسالتك ليست تدخُّل في الإنتخابات لأنها تصب عند رغبة السلطان ,نحن لانشك في نواياك الحسنة ياشيخ ونعرف أنك تتمنى لشباب الجزائر سموا كبيرا وليس فقط اللهث وراء الرغيف.
لقد فعلها بالأمس مثلك الشيخ شمس الدين, مزوج البنات والبنين,ودعا للمشاركة في الإنتخابات حتى ننجو من الناتو في الدنيا ومن جهنم يوم الدين,لكن شباب الفيس بوك والإنترنت قالوا له بلسان معلق في هذا الموقع الجميل:شاب زوالي بطال عازب مقهور
لو كنت املك سيارة آخر طراز وثلاث زوجات وسكن فاخر ومشاريع وأعيش في بحبوحة مثلك يا شمس الدين بطبيعة الحال فلن أفتي بان الانتخاب واجب فقط بل سأجعله من أركان الإسلام الستة أنت لا تشعر بالزوالية من الشباب لا خدمة لا سكن لا زواج لا حاضر ولا مستقبل وتقولهم فوطو و الا نجيبولكم الناتو ؟؟؟؟؟؟؟ شيوخ اخر الزمان.
نحن نعلم أنك شيخ جليل ولإرشاد الحاكم والمحكوم خير دليل,لكن شباب الجزائر ,ياكريم, يبلغك أن في هذا البلد ظلم وتعدي على حقوق الناس عظيم,ونحن نعلم أن لحم العلماء مسموم, وأنت تعلم أن دعوة المظلوم كذلك ليس بينها وبين الله حجاب.فتحرى الحقيقة ياعالم العلماء, أبوبكر جابر الجزائري,قبل أن تزكي في المستقبل أحدا,وسنبقى دوما ندعولك بالخير ونلقبك بالكريم إبن الكريم.

تعقيب وتوضيح:
* ولد الشيخ أبوبكر جابر الجزائر سنة 1921 قرب مدينة طولقة الجزائرية ودرس القرءان وعلوم الدين هناك ,إنتقل إلى بسكرة وقسنطينة لإكمال دراسته وبعدها إلتحق بالشيخ الطيب العقبي في نادي الترقي بالعاصمة,عمل مدرسا بالمدرسة الجيلالية الحرة قبل أن تهاجر عائلته إلى المدينة المنورة مع بداية الثورة الجزائرية ليستقر هناك ويصبح مدرسا بالجامعة الإسلامية وبالمسجد النبوي,للشيخ عدة مؤلفات وأكثرها إنتشارا في الجزائر كتابه منهاج المسلم,ساعد الشيخ بعض الطلبة الجزائريين في الحصول على منح للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في مطلع الثمانينات.
* يبدو أن الحرب بين دعاة الإقتراع ودعاة المقاطعة تزداد إشتعالا,فبعد التهديد بتعرض الجزائر إلى الخطر وبتدخل الناتو لو لم ينتخب الشعب ,ها هي السلطة تشهر ورقتها الأخيرة وأقواها في وجه شباب الفيس بوك ,فقد رأينا تصريحات وفتاوي لجمعية الزوايا وللشيخ شمس الدين وأخير رسالة الشيخ أبوبكر الجزائري وكلها تدعو الناس للمشاركة في التشريعيات وبكثافة كبيرة.
ليس من الواضح هل الشيخ أبوبكر على أطلاع تام بأوضاع الشباب الجزائري المزرية؟ وهل يعرف نوعية البقارة المترشحين لهاته الإنتخابات وسبل الغش والرشوة المتبعة للترشح والفوز؟ ولا نعرف موقف الشيخ ,المسن والمريض شفاه الله,من الربيع العربي ومن تدخل الناتو في ليبيا؟
حقيقة الأمر أن علماء السعودية وحكامها لا ينظرون بعين الرضا إلى صعود حكومات إخوانية إلى الحكم وصراعهم مع مصر دليلا على ذلك,ولا يفرحهم نهوض الشارع العربي ضد الحكام فهي نار تهدد عروشهم,بل أكثر من هذا فهم ربما يعارضون عملية الإنتخابات برمتها والمرأة السعودية لازالت خارج اللعبة الديمقراطية.
لهذا نتمنى أن لا تكون رسالة الشيخ أبوبكر تدخل في هذا السياق,خاصة وأن كتابه الدولة الإسلامية وكلامه حول الدستور الإسلامي وشروطه لطاعة أولياء الأمر لاتتوفر في أغلب الأنظمة العربية والجزائر تحديدا!!
ولاندري ماذا كان سيحدث لو أفتى الشيخ بمقاطعة الإنتخابات وبارك المظاهرات كما فعل غريم الوهابية, الإخواني العلامة يوسف القرضاوي,وهل تسارع وكالة الأنباء واليتيمة وذيولها من الصحف الصفراء إلى التبريح والتهليل والتكبير بذلك؟!
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ويا معلم الجغرافيا حدثنا عن بلارة…

أحسن بوشة – 02/05/2012

تتبعنا مؤخرا تصريحات الوزير الجزائري السيد محمد بن مرادي حول رفض مجمع رونو الفرنسي إقامة مصنع للسيارات في منطقة بلارة بالميلية ولاية جيجل, وتبع تصريحات الوزير تسريبات من الشركة مفادها في أن صاحبة الجلالة رونو تريد أن تبني مصنعها الوحيد الأوحد الصمد في الجزائر وفي الموقع الذي تختاره هي في ضواحي الجزائر العاصمة حسب التسريبات الأولية,السبب هو خلو جيجل من المرافق السكنية والترفيهية للسادة إطارات مصنع رونو ,بالإضافة إلى رغبة الشركة في التواجد قرب مصدر صناعة القرار وهو العاصمة.

رونو المشاكسة ووزارة بن مرادي الملاطفة!

وهنا نطرح السؤال الأول وهو هل كل مصانع رونو الموجودة في العالم توجد في عواصم البلدان المضيفة؟ وهو ما يعني أن مصانع رونو هي عبارة عن سفارات ثانية لفرنسا؟!لكن الحقيقة هي غير ذلك,ففي المغرب بني مصنع الشركة في طنجة,وفي تركيا يقع مصنع رونو في مدينة صغيرة أسمها بورسا, أما في رومانيا فرونو داسيا تقع في مدينة بيتيستي جنوب رومانيا وكل هاته المدن تبعد عن العواصم بمئات الكيلومترات,ولمن يريد أن يعرف باقي القصة فليبحث عن مصانع رونو في المكسيك والبرازيل وروسيا والهند وغيرها.

إننا إذن أمام أحد الإحتمالين,إما أن فرنسا لازالت تعاملنا كمستعمرة وهو إحتمال قوي جدا وكثير من الدلائل والتصرفات الفرنسية توحي بذلك,أو أن هناك كذب وخيانة داخل دوائر إتخاد القرار في بلادنا,كذب على سكان جيجل وعلى المواطن الجزائري وهذا غير مستغرب كذلك,فظهور موقعي عنابة ومستغانم كبديل لبلارة لم نسمع بهما من قبل!! .

فيا معلم الجغرافيا حدثنا عن بلارة..

لنرى أولا أين تقع بلارة الجزائرية؟

جغرافيا تتربع منطقة بلارة على مساحة 550هكتار قرب مدينة الميلية ولاية جيجل,بجانب الوادي الكبير الآتي من سد بني هارون,تبعد الميلية بحوالي 80كلم عن قسنطينة و60كلم عن ميلة وجيجل وحوالي 90كلم عن سكيكدة,كما يبعد سهل بلارة بحوالي 45كلم عن ميناء جن جن ومطار عباس فرحات في جيجل.الرحلة بالسيارة لا تتعدى 45دقيقة إلى جيجل وميلة وساعة ونصف إلى قسنطينة وسكيكدة بطرقات اليوم ,ستتقلص مدة الرحلة إلى النصف في المستقبل.

الكثافة السكانية والطاقات البشرية تتجاوز 4 ملايين نسمة في مجمع الولايات الأربعة المتجاورة فيما بينها وهي ميلة جيجل قسنطينة وسكيكدة,وهناك 5جامعات ومئات الثانويات ومراكز التكوين المهني.
وكل سنة يتخرج مالا يقل عن 35ألف جامعي من جامعات المنطقة,خمسة ألاف من جامعة جيجل لوحدها, ,إذن فالعوامل الجغرافية والبشرية كلها مؤهلة لغرس نواة قطب صناعي على ضفاف الوادي الكبير,ولا عذر لشركة رونو من هذه الناحية,خاصة إذا علمنا أن مشروع ديغول أو مشروع قسنطينة كان يشمل في جزء منه هاته المنطقة بالذات.

وهنا نتساءل ماهي حكاية وخلفيات رفض شركة رونو لبناء مصنعها في بلارة إذن؟

هناك من يقول أن إطارات الشركة سوف لن يجدوا أماكن المتعة والترفيه في ولاية محافظة,فلاسكر ولارقص ولا مايتبع ذلك…..وهناك من يقول أن مركزية الإدارة الجزائرية وكون مصادر إتخاذ القرار كلها موجودة في العاصمة هو مادفع الشركة على الإصرار على التواجد في العاصمة…

فهل تركيا ورومانيا والمكسيك كلها تختلف عن الجزائر؟

وهل يحتاج مدير المصنع أن يتعشى في قصر المرادية؟

نحن لا نصدق التفسير والحجج المقدمة لنا من السيد بن مرادي أو غيره,فرونو ليست الشركة الوحيدة في العالم بل هناك الكثير من هم أحسن وأنسب,زيادة على هذا فالجزائر هي المسؤولة عن وضع إستراتجية التنمية الخاصة بها,رونو تعرف ميزان القوى وتعرف مركزية وبيروقراطية الإدارة الجزائرية ولهذا فهي تفرض شروطها,فالسبب في رأيي راجع إلى تواطؤ مشين داخل الإدارة الجزائرية حول برمجة المشاريع وحول سياسة التوازن الجهوي برمتها,كما أن شركة رونو لها خبراء وهم على علم بالبيروقراطية الجزائرية وبصعوبة إتخاد القرار على المستوى الجهوي فهم يريدون إستثمارا سهلا ,وعلى الطرف الجزائري أن يطرح صفقة بناء المصنع لكل الشركات الأخرى وبشروط تكوين الكفاءات الجزائرية كذلك وحينها سنجد الألمان والكوريين واليابانيين مستعدون لإنشاء المصنع ولو في برج باجي مختار.

وسؤال عن إقتصاد المنطقة؟

دعنا نسأل معلم الإقتصاد ليحدثنا عن قلب الشمال القسنطيني,ميلة وجيجل والميلية والقل,أي كل المناطق التي ستستفيد بالدرجة الأولى من أي مشروع في بلارة,لنرى ماذا فعلت جزائر الإستقلال لتحسين معيشة سكان هاته المناطق؟

هاته المنطقة يسكنها حوالي مليون ونصف مليون إنسان ولها ساحل بحري طوله أكثر من 150كلم, من أجمل ما خلق الله, كما أن أغلبها مغطاة بغابات الفلين وتشقها وديان مملؤة بالمياه وتصب في السهول الخصبة ثم في البحر,بعبارة أخرى أن عناصر خلق الثروة والتنمية الفلاحية والسياحية والغابية والصيد البحري كلها متوفرة, هذا إضافة إلى العنصر البشري الهام,فلماذا نرى هاته القطاعات كلها بدائية والبطالة فيها عالية؟

حقيقة الأمر أن المركزية والتخطيط الجهوي الغير متوازن في الجزائر تكون قد ذبحت سكان المنطقة من الوريد إلى الوريد, وسببت نزيفا بشريا حادا مند فجر الإستقلال إلى يومنا هذا,فليس هناك مصنعا واحدا بمقاييس مقبولة, وليس هناك مشاريع سياحية في مستوى جمال المنطقة وحتى الفلاحة في سهل قرية بلغيموز أو في جيمار مثلا تعيش وضعا كارثيا.النتيجة هي أن الشباب في هاته المناطق لا مستقبل لهم ولابد من الهجرة إلى البيوت القصدرية في ضواحي المدن الكبرى والعمل في مقاهي ومخابز المدن.

تصوروا ولاية تستقبل 8ملايين مصطاف سنويا ولها 2500سرير فندقي فقط؟
تصوروا 700ألف مواطن لهم ثلاثة مستشفيات متوسطة الحجم فقط,وتصوروا بلديات يسكنها آلاف الناس وليس لها أي مدخول ماعدا ميزانية الدولة!

إذن فالمشكل لا يكمن في مصنع رونو فقط بل يتعداه إلى فشل ذريع لإستراتجية التنمية المحلية والوطنية رغم وجود الموارد بكل أنواعها,عندما زار الرئيس بوتفليقة جيجل في حملته الإنتخابية الأولى وعد سكان جيجل بإنشاء منطقة حرة في بلارة ولم ينفذ الوعد حتى اليوم,ثم كانت وعود مصنع الألمنيوم ومصنع الحديد ومصنع رونو وكلها أكاذيب فقط.

إنها جريمة كبيرة في حق أبناء الشهداء والمجاهدين, وتعالوا هذه المرة ولنسأل معلم التاريخ ليحدثنا عن بلارة….,فمن بلارة مر بلحرش وثار ضد الضرائب المجحفة وحارب الباي العثماني وقتله في مجاز الباي,ومن بلارة مر أولاد عيدون وبني خطاب وأولاد عواط فشنوها مقاومة بعد أخرى ضد الإستعمار,وقرب بلارة قتل الحاكم العام الفرنسي للميلية,ومن هناك مر زيروت وعباس فرحات والشيخ الميلي والبركة وكثيرون غيرهم, وقرب بلارة في مشاط وبني فتح وأولاد عسكر تمركزت ولاية الشمال القسنطيني وخاض جنودها معارك عظيمة كمعركة بني صبيح,وحتى ديغول كان يخاف من المنطقة فنزل غير بعيد من بلارة في السطارة وخطب في الناس يستجديهم ويعرض عليهم مشروع قسنطينة.

فهل من العدل أن نجازي بلارة هذا الجزاء الشنيع؟

سكان الشمال القسنطيني لا تغنيهم رونو أو حديد اللص المصري أبوالعز,فلتذهب رونو إلى مكان آخر فشعور سكان المنطقة غير ودي إتجاه الفرنسيين,سكان المنطقة يريدون إستراتجية تنموية واضحة تخرجهم من التخلف وتوقف نزيف الهجرة وتوفر وظائف لأبنائهم,ولايهم أن يكون المستثمر صينيا أو ألمانيا أو كوريا ومن الأحسن أن لايكون فرنسيا فنحن نكره فرنسا الإستعمارية إلى يوم الدين.

والخلاصة أن التنمية في مناطق الشمال القسنطيني,خاصة الجبلية,تعاني الأمرين والشباب هناك لا أمل له إلا في الهجرة ومفارقة أهله وبلدته ليستقر في المدن ربما إلى الأبد,فجيجل قدمت الكثير من المعلمين والحلاقين والخبازين للعاصمة ولغيرها من المدن الكبرى,ولقد رأينا ماوقع في جيجل هذا الأسبوع عندما أحرق الشاب حمزة نفسه وسنرى المزيد, لأن اليأس يكون قد تمكن من شباب المنطقة.كما يجدر بالذكر أن إسم بلارة يجب أن يكون عنوان جديد لنظرة الكذب والوعود الوهمية والتنمية الفاشلة وهو على أية حال سيكون وصمة عار على جباه ولاة الأمور في هذا الوطن البئيس.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

البرلمان الذي يريده الشعب!

أحسن بوشة – 27/04/2012

تشرف الحملة الإنتخابية الكرنفالية التي تعرفها بلادنا على نهايتها دون تحقيق أي نتيجة في إستقطاب الشباب أو إلتفافهم حول حزب معين,كل ما سمعناه هو مجرد كلام لايسمن ولايغني من جوع,كلام لا يتلقى أي إهتمام من كل شاب أوبطال ضاعت أحلامه في هذا الوطن الكبير,السبب واضح وهو أن الجميع إعتمد على خطاب حماسي عاطفي لا يقدم ولا يؤخر,لايطعم من جوع ولا يؤمن من خوف,وبدا الأمر برمته وكأنها مسرحية رديئة التمثيل والإخراج.

أعتقد أن هناك عدة أسباب جعلت من الحملة الإنتخابية هزيلة وباهتة ومملة في نفس الوقت ويمكن إيجازها فيما يلي:
*أولا نلاحظ أن الإصلاحات السياسية التي سبقت هاته الحملة كانت إصلاحات مميعة ومفصلة على المقاس,إصلاحات المتموقع وهو السلطة,للمراوغة والمحافظة على تموقعه لا أكثر,وهي إصلاحات جاءت تحت ضغط أحداث الزيت والسكر ومتغيرات الربيع العربي,لمن يريد أن يتأكد من كلامي هذا فليرجع إلى لجنة بن صالح والمطالب التي رفعت إليها ليجد أن الكثير منها أصبح هشيما تذروه الرياح,وقد رأينا كيف أن برلمان الإعتلاف كان قد زبر ماتبقى من تلك المقترحات زبرا.
إذن نحن من جهة أمام سلطة تراوغ للإستمرار في الوصاية وحفظ مصالح طبقة معينة, وذلك رغم فشلها على كل الجبهات,خاصة جبهة التنمية ومصالح الخدمات,وذلك حسب أرقام المؤسسات الدولية المختصة والواقع اليومي للشعب الذي يبرهن على ذلك.
ويقابل ذلك أغلبية شبابية تعيش البطالة والقلق والفراغ وتصوم على كثير من متطلبات الحياة وتصبر, لكن بدون أمل يبدو في الأفق,فكل عام أسوأ من الذي قبله,فماذا نتوقع ممن أفنى شبابه في الدراسة والحلم بمستقبل واعد ليجد نفسه متخرج جامعي بدرجة بطال أو حراق وفي أحسن الأحوال بدرجة قهواجي أو كلنديستان؟!
هؤلاء الشباب سكنتهم خيبة الأمل ودخلهم اليأس وفقدوا الثقة في سلطة خيبة أمالهم, خاصة وهم يرون عبر الإنترنت والفضائيات مغريات كثيرة وحياة مريحة يتمتع بها باقي شباب العالم,هؤلاء الشباب طاقات حية ورأس مال هام نهدره هدرا,أكيد أنهم سينتقمون بطريقتهم الخاصة وهي العزوف عن الخطابات وعن الإنتخابات والمواجهة والتصرف باللامبالاة ,والإنصراف إلى الفيس بوك أوالهجرة أو للبحث عن لقمة عيش.
*ثانيا بعد الكلمات تأتي الأدوات,لقد إرتكبت السلطة عدة أخطاء في ممارسة ماتسميه زورا بالإصلاح السياسي,فلقد كان من الواضح جدا أن إصلاحات الجزائر قد أُنتجت من نفس المادة الخام وبنفس الأدوات التي أنتجت الفشل والإستبداد والشمولية,ولذلك فمن المنطق والمعقول أن النصوص ,كالعادة,سوف تجلب الفشل وتخدم اللصوص بالدرجة الأولى.
وحتى عندما رفعت لجنة بن صالح مسودتها إلى الهيئة التشريعية سقطت السيوف على هاته المسودة وزبرتها زبرا بما يتماشى ومصالح المعتلفين,فأنتجت لنا مخلوقا مشوها لا يسمن الشعب ولا يغنيه من جوع,ولهذا سيكون من العبث أن نتوقع تغييرا حقيقيا في الإنتخابات القادمة.
فالأدوات التي ستستعمل لصناعة البرلمان الجديد هي نفس الأدوات القديمة,إنه نفس الذئب يحاول التنكر في جلد خروف لمخادعتنا نحن القطيع وبمجرد دخوله القصر سيستأنف عملية الإفناء والتهميش.
ومن الأدوات المستعملة في تحقيق الديمقراطية الجزائرية الموعودة القضاء اللامستقل والإدارة وهما وجهان لعملة واحدة,وكذلك نرى أن الأحزاب الجديدة والقديمة على السواء لا تمثل كل الشعب الجزائري, فهي إما أحزاب محترفة معتلفة كالآفة والراندو وحركة مجتمع الغمس, وهاته الأحزاب هي من تعرف من أين تؤكل الكتف, وطبعا هي من ستستولي على جزء كبير من الكعك, وذلك بحكم التموقع والممارسة والإحترافية في التزوير.وهناك الخرانق والسنافير الجديدة التي باركها السلطان وأمضى شهادة ميلادها ,بعدما حفظها لعقد من الزمن في أنابيب وزراة الداخلية,وهي متعددة الألوان والمشارق,ليبيرالية أوعلمانية أو إسلامية,متفرنجة الملبس أو مبرنسة,فهي كل شيء إلا الديمقراطية التي ننشدها طبعا.
ولنا الحق أيضا في التساؤل, من هم الأشخاص الذين قدموا لنا لنختار من بينهم مشرعينا الأشاوس والذين بإستطاعتهم مقارعة الحكومة بتشريعاتهم ومراقبتهم,بل أكثر من هذا إعفاء الرئيس من التشريع بمراسيمه؟
سأحاول أن أختم كلامي بالإجابة على ذلك.
مابقي من أدوات, كالمراقبين الدوليين والإعلام والولاة المجندين ضد التزوير ومراقبة الرئيس وتعيين رئيس للمجلس الدستوري,كوطة المرأة, كلها من مقتضيات الربيع العربي الزائف ومن مستلزمات الديكور وهي موجهة للإستهلاك لا غير, و هنا نصل إلى مربط الفرس, ما هو البرلمان الذي يريده الشعب وماشكله؟
البرلمان الذي نريده يجب أن يكون ناتجا عن إصلاحات فعلية تشارك النخب الوطنية الحقيقية والطبقة العاملة في وضعها,لجنة بن صالح أقصت ونبذت علي بلحاج ورفاقه لأسباب غير مقنعة رغم أنهم يمثلون شريحة معتبرة في الشارع الجزائري,أحببنا أم كرهنا فهو الواقع ولايتجاهله إلا مراوغ أو خائف من شعبية الإسلاميين المهمشين,لجنة بن صالح أقصت الكفاءات الجزائرية في الخارج رغم خبرتها ووطنيتها التي لا يشكك فيها إلا فاشل وناهب للمال العام ووطني مزيف.
البرلمان الذي نريده يجب أن يأتي مرشحيه من كل الأحزاب التي تمثل الشارع الجزائري وليس من الأحزاب التي تباركها السلطة فقط,يجب أن ينال المقصيين والمنبوذين حقوقهم السياسي المصادرة بشرط إحترامهم للثوابت والمقدسات الوطنية,إتركوا علي بلحاج وسحنوني وغزالي وغيرهم ينشطون وينزلون إلى الشارع لإقناع الشباب كما يفعل الأخرون في هاته الحملة الإنتخابية,يجب أن نتخلص من مكائد وعقد الماضي لنستطيع السير نحو المستقبل وإلا فإن هاته الإنتخابات القادمة ستكرس الرداءة بعينيها,رؤؤس وبطون وأرجل القوائم الإنتخابية كلها بقارة وأبناء وبنات السلطان وقدماء المعتلفين,فعلى أي كفاءات يطالبون الشعب أن يصوت بقوة ؟وإذا لم يقبل هذا الشعب الإستغباء المسلط عليه خٌوِّف بالعودة إلى سنوات الدم وبأن الجزائر في خطر وووووو…..لكن حقيقة الأمر أنه ليس هناك من خطر على الجزائر أكبر من هذا السيسثام الفاشل والجاثم على صدورنا منذ عقود,هذا السيسثام الذي جعل من النجار الجزائري بطالا بإستيراد حاويات خشب وأثاث ماليزيا والبرازيل,وجعل من خياط وصانع الأحدية الجزائريين مفلسين بإستيراد الشيفون وأحدية مسرطنة من الصين….والقائمة تطول لأن الصناعة والزراعة الجزائرية قتلت شر قتلة على يدي أبنائها.
والخلاصة أننا لا نرى إلا أرانب وخرانق تتسابق, وشكارة وبقارة خباطة كما نقول في الجزائر…في سباق محموم نحو القصر ونحو المصالح ونحو الأجر المريح والتقاعد المريح,فالطبيب والصحفي والعالم وغيرهم من المواطنين الأكفاء و النزهاء كلهم همشوا, وكان على الرئيس أن ينظر في ذلك الإتجاه ليحدث التغيير الإجابي.
هل للسادة المترشحين أن يعربوا لنا الجملة الآتية, مامحل بطالة الجامعي ,وصحة ومعيشة المواطن وأمنه الغدائي المتدهور, وصناعتنا الموؤدة ,من الإعراب؟
أيها السادة,نريد الجواب واضحا ولتكونوا ملتحين أو مبرنسين أو متفرنجين فكلنا مسلمين,وحينها نستطيع أن نقول فعلا هذا هو البرلمان الذي يريده الشعب ليشرع له ويراقب حكومته,وحينها فقط سيسقط القناع عن الذئب, فلا الراعي سيبكي ولا الغنم ستفنى,وحينها سنكتشف أن لغط بلخادم وتهكم أويحيى وحلم الراعي صاحب الجرة ووعود جاب الله وووو…كلها لم تكن سوى مسرحية باهتة ووعود بربيع ماطر وبدون أزهار..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

قصص الربيع العربي!

أحسن بوشة – 21/04/2012

في العام الماضي تمخض ميدان التحرير في مصر فولد ما يسمى بالثورة, ولا نعلم حتى الآن حالة الجنين وصحته وكيف هي تقاسيم وجهه,فشهادة ميلاده لم تمض بعد لأن العسكر والإخوان لا زالوا يختصمون حول من له حق الأبوة,ويبدو أن هناك زواج خفي تم بين الإثنين ,وبالتالي فالطرفين لهما حق الحضانة.

وكم في مصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء…
لست أدري هل مايجري في مصر الآن يبعث على الضحك أم يدفع للبكاء؟ إن الشباب المصري الواعي والثائر نال إحترام وإعجاب العالم عندما نزل إلى الميادين والساحات ليقارع فلول النظام السابق في مواقع عدة أشهرها موقعة الجمل,ونجح في تشتيت صفوف النظام وبث الرعب فيها وقوض أعمدة آل مبارك تقويضا.
لكن ما حدث بعد ذلك من تلاعب وتماطل من طرف المجلس العسكري, ومن إنشقاق بين القوى الثورية والقوى الإسلامية على مستوى ميدان التحرير وعلى مستوى البرلمان ولجنة إعداد الدستور,وأخيرا تراجع الإخوان عن وعدهم بعدم تقديم مرشح للإنتخابات الرئاسية,كلها عوامل تدعوا للقلق على مصير تجربة التغيير في مصر.
إن في أرض الكنانة الآن مُضحكات تبكي وفظائع تُضحِك حقا,فهاهو حسني مبارك ,رئيس النظام السابق, مع أركانه أمضوا عاما كاملا مصفدين في الأقفاص بتهم عديدة ,ولا نعرف هل سيموت العجوز مبارك سجينا في قصر من القصور أم طليقا,في نفس الوقت الذي نرى فيه نائبه ورئيس جهاز مخابراته السابق عمر سليمان يتقدم بكل وقاحة لترشيح نفسه لخلافته,فعن أي ثورة يتكلمون؟ وهاهو عمرو موسى أحد صناع السياسة الخارجية المصرية سابقا يقف في الصف الأول ليصبح رئيس مصر الجديد في تحالف محتمل مع عبد المنعم أبو الفتوح! فعن أي تغيير أو ربيع يتكلمون؟
إسرائيل مرتاحة للغاية لأن الوحش الذي كانت خائفة من إستفاقته لا زال نائما أليفا مدجنا,إسرائيل مرتاحة لأن الإخوة المصريين منهمكين في البحث عن جنسية أم المرشح السلفي حازم أبو إسماعيل بينما هي المخلوقة تنتظر في برزخها إلى يوم يبعثون!
كما أن أزلام مبارك مطمئنين للبقاء في تموقعهم, لأن الإخوان والعسكر في شد وجذب حول من سيكتب الدستور ومن سيحكم مصر ومن ومن….والرأي أن الأمور ستتجه برمتها نحو الشراكة والمحاصصة, وهذا ما سيبقي دار لقمان على حالها والشعب المصري سيبقى جليس الرغيف والطعمية لأن ربيعه لا زال لم يزهر بعد.

الجزائر ليس لها ربيع!
أما عندنا في الجزائر فقد أذن مؤذن أن فصول الجزائر يمكن إختزالها في ثلاثة فقط,فلا ضرورة لموسم الربيع لأننا عرفنا ربيعا بهيجا سنة 1988 ولا داعي للقلق فالخير كثير واليورو وفير,فالجزائر ليست تونس وليست مصر وطبعا هي ليست اليمن,الجزائر هي سويسرا العرب ويابان المتوسط.
ففي مطلع السنة الماضية عندما هبت رياح الثورة على الوطن العربي, كان للجزائر نصيب منها على شكل إحتجاجات الزيت والسكر,وشاهدنا عصا السلطان مرفوعة لقمع المتسببين في تعذيب وفي هيجان الشعب, وحينها تعالى صوت البراح صائحا: إن المعاملات التجارية يجب أن تتم بالصكوك وليس بالشكارة, وأن سوق بورسعيد يجب أن يغلق فلا عملة صعبة أو سهلة تهرب بعد اليوم, والمضاربة بسعر الزيت والسكر يجب أن تتوقف وتدعيم الأسعار يجب أن يستأنف, والضريبة على القطط السمان المستوردة للزيت والسكر يجب أن تقلص…وصرح السلطان أن ياشعبي العزيز, إليك بحزمة إصلاحات, من يتبعها لا يحتاج إلى ربيع أبدا,فهي إصلاحات كافية وافية وستوصل الجزائر إلى بر الأمان والعافية.
وحينها تسآل الكثير منا لماذا شعوب تونس ومصر وليبيا واليمن تُقمع وتُقتل وهي تنتفض وتثور, والسلطة عندنا تمارس صمت القبور؟
ولم يعرف الشعب المسكين أن صوت البراح لم يكن إلا للتصدي لرياح الربيع العربي,ولم تعرف الرعية أن السلطان قد أصابه الرعب من هيجان محتمل للشعب,وأن نار البوعزيزي وخالد سعيد قد لفحت وجهه,فألقى للبراح بما ألقى ونجح في إجهاض رياح الربيع الجزائري ولو إلى حين.
وكان أن إجتمعت لجنة بن صالح لأسابيع وأستقبلت كل من هب ودب, وأستثني من ذلك كل من يتوجس فيه تفوهه بالقول السديد لإصلاح فعلي للبلاد والعباد,وكل من يطمح إلى إشراك فعلي للغاشي ومشاركة السلطان في ممارسة الحكم الراشد وفي محاربة الفاسد والراشي,أي كل من هم على شاكلة أخينا علي بلحاج من الذين نبذهم من نبذهم وأقصاهم من أقصاهم,وذلك رغم وجودهم المعتبر في الشارع الجزائري.

وأخيرا فإن لنا في الجزائر نصوص تخدم مصالح اللصوص…
كان من الواضح جدا أن إصلاحات الجزائر قد أنتجت من نفس المادة الخام وبنفس الأدوات التي أنتجت الفشل والإستبداد والشمولية,ولذلك فمن المنطق والمعقول أن النصوص ,كالعادة,سوف تخدم اللصوص بالدرجة الأولى.
وحتى عندما رفعت لجنة بن صالح مسودتها إلى الهيئة التشريعية سقطت السيوف على هاته المسودة فسودتها أكثر وزبرتها زبرا بما يتماشى ومصالح المعتلفين,فأنتجت لنا مخلوقا مشوها لا يسمن الشعب ولا يغنيه من جوع,ولهذا سيكون من العبث أن نتوقع تغييرا حقيقيا في الإنتخابات القادمة,فاللباس فصل وخيط على مقاس المتموقعين وبنفس الأدوات المستعملة منذ الإستقلال,فهل نتوقع زارع الدلاع أن ينتج غير الدلاع ويصنع لنا صاروخا؟!
أما باقي الأرانب الجديدة فقد تنال بعض الكراسي لتشارك في إضافة مآسي إلى الواقع البئيس الذي يعيشه الشعب الجزائري..
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

وداعا سيادة الرئيس المجاهد أحمد بن بلة

أحسن بوشة – 14/04/2012

ودعت الجزائر هذا الأسبوع أول رئيس لها عرفته بعد الإستقلال,وتساقطت أمطارا غزيرة في يوم تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة العاليا وكأن الطبيعة تبكيه بإخلاص وحزن عوضا عن نفاق البشر,وإذا كان جيل الثورة وربما الجيل الذي بعده يعرف من هو بن بلة ويعرف حجم الخسارة الكبيرة لشخصية ثورية تاريخية تجاوزت شهرتها حدود الوطن بكثير,فإن شباب اليوم لا يعرفون الكثير عن المرحوم ورفاقه ودورهم في تاريخ الجزائر في مرحلة ماقبل الإستقلال ومابعده.

هذا المقال يهدف إلى التعريف بالفقيد الغني عن التعريف,ويهدف إلى التوقف عند بعض المحطات الهامة في حياته التي إمتدت على مدى قرابة قرن من الزمن,مقال يعبر عن وقائع مثبتة ومعروفة كذلك.

ولد الرئيس أحمد بن بلة سنة 1916 في مغنية بأقصى الحدود الغربية للجزائر غير بعيد عن مدينة وجدة المغربية,ولهذا فكثيرا من الروابط العائلية وروابط الدم تربط بين الشعبين الجزائري والمغربي في هاته المناطق وهو مايفسر تصريح المرحوم في السنة الماضية بأن أبويه مغاربة وهو قد يكون مغربيا تبعا لذلك,وأعتقد أنه كان يقصد رابطة الدم أو الجدور,تماما كما قد يقول رئيس وزراء أستراليا أن أجداده أسكوتلانديين أو إنجليز لكنه هو أسترالي ويدافع عن مصالح بلاده,فلا يعقل إذا أن مناضلا كبيرا كبن بلة, أمضى سنوات عمره في سبيل الجزائر, ينسب نفسه إلى بلدا آخر كالمغرب.

الشاب بن بلة درس في تلمسان ورأى الفوارق الكبيرة بين أبناء الإستعماريين وبين أبناء الجزائريين المسلمين, نشأ رياضيا ولعب كرة القدم ضمن فريق مرسيليا الفرنسي أثناء تأديته الخدمة العسكرية الفرنسية, ويقال أنه تسلم ميدالية من الجنرال ديغول لبسالته في مواجهة الجيش النازي ضمن فرقة محاربوا المغرب العربي ,غير أن صدمة مجزرة 8 ماي 1945 تكون قد قتلت في نفوس الكثير من الجزائريين أي إحساس بالتعايش مع القتلة الفرنسيين في دولة واحدة,وأستفاق الكثير من السياسيين من وهمهم في أن فرنسا قد تريد خيرا بالجزائريين وهنا بدأ النضال الفعلي للشاب أحمد بن بلة في سبيل الجزائر .

سِجل الرئيس أحمد بن عبد المجيد بن بلة الثوري حافل بالجرأة والنضال والسجن والعلاقات والصداقات الدولية,شارك في الكفاح السياسي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية,إستولى على مبلغ مالي معتبر من مركز بريد وهران بمشاركة آيت أحمد وبيطاط لتمويل الإعداد للثورة,قبض عليه في العاصمة وسجن في البليدة حيث تمكن من الهروب من السجن والتسلل إلى فرنسا فسويسرا وأنتهى به المطاف في القاهرة,إتصل بعبد الناصر وأقنعه بتأييد حرب التحرير وأستمر في نشاطه الخارجي الدؤوب من أجل حشد التأييد والمساعدة للثورة الجزائرية إلى أن أختطف مع الزعماء خيضر بوضياف بيطاط والأشرف في الأجواء في عملية إرهاب و قرصنة فرنسية,بينما كانوا متجهين من المغرب إلى تونس سنة 1956,سجن بن بلة بعد ذلك وأطلق سراحه غداة الإستقلال.

إن نضال التحرير والسجن الفرنسي وأخلاقه العالية وإرادته الفولادية هي الأسباب التي أكسبت الرئيس أحمد بن بلة سمعته الطيبة وشهرته النضالية داخل الجزائر وخارجها,بينما سجله السياسي بعد الإستقلال وإلى غاية إنقلاب 19جوان 1965 لا يتعدى كونه سجلا مليئا بالصراع مع الرفاق على السلطة وما حمله ذلك الصراع من تصفيات ودسائس وحبك سياسية ,كإعدام العقيد شعباني و أخميستي ومطاردة أيت أحمد وبوضياف وغيرهم, هاته الصراعات أضرت بسمعة الثورة الجزائرية وأفرزت نظام وصاية شمولي أو صل الجزائر إلى حافة الإنهيار وإلى حرب أهلية في منتصف التسعينات من القرن الماضي.

حاول الفقيد بن بلة الإنخراط في الحياة السياسية الوطنية كمعارض في جزائر الإستقلال, بعدما أطلق سراحه الرئيس بن جديد بعد وفاة بومدين,أسس حركة ديمقراطية وناضل من فرنسا ومن سويسرا من أجل العدالة والحرية في الجزائر إلى أن عاد نهائيا إلى أرض مع بداية التسعينيات من القرن الماضي,وسيشهد له التاريخ وقوفه المشرف إلى جانب المعارضة في روما سنة 1995 في سبيل الوصول إلى مصالحة وطنية وعقد وطني لحقن الدماء ولإيقاف الحرب الأهلية التي إشتعلت بسبب مغامرة توقيف المسار الإنتخابي في الجزائر.

في الأخير أسوق بعض الملاحظات حول المرحوم السيد الرئيس أحمد بن بلة,لقد تغدى بالوطنية وحب الجزائر منذ صباه ولهذا كان يعتقد أنه هو من سيسير بالجزائر نحو التقدم دون سواه من الرفاق فأوقعه ذلك في فخ محاولة الإنفراد بالسلطة مما ألب رجال الثورة عليه ,وهذا ماتأكده الكثير من مذكرات رجالات الثورة .

لقد وقع الرئيس المرحوم أحمد بن بلة و الرؤساء الآخرون بعده في نفس الخطأ وهو أعتقادهم أن من كان ناجحا في الكفاح والنضال ضد الإستعمار سينجح في معركة البناء كذلك, غير أن ماحدث لتشرتشل في بريطانيا وللجنرال ديغول في فرنسا يثبت عكس ذلك,ولا تزال نفس النزعة والوصاية تهيمن على الجزائر إلى اليوم.

إن سنوات السجن في عهد بومدين كانت قد دفعت بالرئيس بن بلة إلى قراءة الكثير من الكتب فخرج من السجن إسلاميا أكثر منه إشتراكيا, وهذا ربما ما جعل علاقته ببعض العلماء والدعاة تكون طيبة.

ملاحظة أخرى وهي تتعلق برد فعل الشباب الجزائري حول وفاة بن بلة وقبله عبد الحميد مهري,ردة فعل متوقعة وصادمة ,فيها كثير من الجهل بالفقيدين وكثير من اللامبالاة وهذا يعني فشل المدرسة والمجتمع الجزائري في تلقين التاريخ للأجيال,ويعني كذلك خيبة أمل كبيرة في جيل الثورة الذي لايزال يصر على وضع الجزائر تحت وصايته بعد مرور نصف قرن من الإستقلال,لقد لخص الأمر كله أحد شباب الفيس بوك حين علق على صور ومقالات حول بن بلة وحول الثورة بكتابته,كرهنا منكم… خلونا نروحوا!!!

والملاحظة الأخيرة تتعلق بالنفاق السياسي في بلادنا,فلاشك أن الكثير من الدموع على الفقيد هي دموع تماسيح,فكيف لأولئك الذين إنقلبوا عليه في الستينات, وأتهموه بالخيانة لمشاركته في عقد سانت إيجيديو في منتصف التسعينات,كيف لهم أن يبكوه اليوم ويوفروا له جنازة لم ينلها بن خدة وعباس فرحات وبوضياف ومهري رحمهم الله جميعا,وهم في نفس درجة النضال والكفاح والمناصب القيادية؟!!

أخيرا لا ريب وأن التاريخ سيكتب ذات يوم بأن أحمد بن عبد المجيد بن بلة ترك المدرسة وفرصة العيش الرغيد في كنف فرنسا, ليشنها حياة كفاح ضد جزاري مذابح 8ماي التي أيقضت فيه روح التضحية وحب الجزائر فيتعرض للسجن بعد السجن.كما لا شك وأن التاريخ سيشهد بأن الرجل كان زاهدا في الدنيا ومات ويديه نظيفتين من النهب والثراء المتاح لمن هم في السلطة ,خاصة من هم في هرم السلطة مثله.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

رسالة مواطن إلى المؤسسة العسكرية الوطنية

أحسن بوشة – 08/04/2012

هل الجزائر في خطر؟ الخطر الذي يهدد الجزائر هذه المرة موجود وأكيد ويتربص بالدولة الجزائرية الموحدة والمستقلة,فهناك من لا يريد الجزائر أن تكون أكبر دولة-جغرافيا- في أفريقيا وصاحبة ثروة مادية وبشرية هائلة, وهي عوامل تصنع الحضارات والدول القوية,لو توفر لها نظام حكم راشد واضح الإتجاه والرؤى المستقبلية.

الخطر الخارجي:
من أين يأتي الخطر؟ من القوى الإستعمارية التي تعاني من أزمة أكسجين مالية خانقة ستستمر في البحث عن مصالحها ومهاجمة كل من يقف في طريقها,هي شركات وقوى مالية وأقتصادية كبرى ولها أدواتها من ناتو وحكومات غربية ومنظمات دولية وأذناب جهوية كقطر وإسرائيل وغيرها,هدفها حفظ تفوق الغرب وصون رفاهية أفراده ودوام نعيم دنياهم.
الأمثلة على نشاطات هاته القوى كثيرة والنتائج الكارثية على الدول العربية كثيرة ومتعددة,صدام حسين وعراقه,السودان وجنوبه ,القذافي ومزرعته….فهل ستكون الجزائر هي الهدف هاته المرة؟
طبعا,فمادام عندنا وطن مترامي الأطراف ممتلئا بالخيرات ويسكنه شعب شاب ويقع على عتبة باب دارهم, فسيكون هدف واضح وسيتربصون به وسيسلطون عليه مكائدهم ودسائسهم بمسميات مختلفة,كمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل,والدفاع عن حقوق الإنسان في الجزائر, أو بتسمية ناعمة كرياح الربيع العربي والتي تهب من الشمال ومن الغرب بسمسرة خليجية وفرنسية,ماجرى في السودان ثم في ليبيا وما يجري في مالي الآن هي كلها إرهاصات وقلاقل خطيرة تتربص بنا من الجنوب الكبير.
يجب أن لا نغتر بتماسك الجزائر ككيان واحد مستقر ومضمون الحدود,فالقوى الشيطانية ستجد منفذا لشق صفوفنا أو لإقتطاع أجزاء من ترابنا,ستخلق واقعا جديدا يصعب معالجته,تماما كما فعلوا في ليبيا,لقد شاهدنا بنغازي تصرخ وتستنجد حتى بالشيطان, خوفا من بطش إفتراضي من طرف جيش القذافي ومن كتائبه.
ثم شاهدنا برنار هنري ليفي وساركوزي وأمير قطر يلبون النداء,ثم شاهدنا طائرات ناتو تضرب,وشاهدنا شحنات أسلحة من قطر إلى ثوار بنغازي تهرب, ورأينا ثوار الزنتان ومصراتة لأسلحة العقيد تنهب,ورأينا أكثر من خمسين ألف يموتون وليبيا تهدم ,كل ذلك لقتل العقيد وقد كان بإمكانهم قتله دون اللجوء إلى حل ثورة إكسبرس,وتهديم ليبيا,لكنها كانت خطة وعملية مقصودة.
والنتيجة كانت إنهيار ليبيا وربما تقسيمها لاحقا,تعويم منطقة الساحل بألعابهم الخطيرة,وهاهم قد بدؤوا في تفكيك أضعف دولة ليتوسعوا بعد ذلك إلى الباقي.
الخطر الداخلي:
الخطر على الجزائر كذلك يمكن أن يكون مصدره الجبهة الداخلية,فنظام إقتصادي تبعي وصناعات محلية مؤودة وأمن غدائي مفقود كلها عوامل مجلبة للخطر ومنقصة للإستقلال ومسببة للهشاشة والضعف,كما أن نظام سياسي شمولي تختلط فيه مهام السلطات والصلاحيات, وتكون من ملامحه عدالة فاسدة ومسيسة ,وإنتخابات مزورة, ومنظمات المجتمع المدني متواطئة, والإعلام الإنتهازي, والأحزاب السياسية المدجنة والنقابات المتحالفة مع السلطة ضد العمال, والإدارة الراشية والمرتشية ,كل ذلك يشكل خطر وينتج منظومات تعليم وصحة فاشلة,وتهدر الثروة الوطنية وتدفع بالبطالة والجهل والجريمة عاليا فتكون النتيجة طبقية مقيتة وعدالة إجتماعية مفقودة, ويفقد الشعب الثقة بمقدراته وبحكومته وييأس, فيكون التطرف أو الهجرة أو الإنخراط في السيسثام الفاسد هو النتيجة
كما أن هناك خطر تجاهل السلطة للتنمية الجهوية والريفية المتوازنة,فهناك مناطق لازالت تشرب من الينابيع وتطهي طعامها وتتدفأ بالإحتطاب ,وهناك نساء حوامل يضعن حملهن في الطريق الطويل إلى المستشفى,وهناك تلاميد في عمر الزهور يقاسون البرد والطريق الطويل إلى المدرسة ,وكل هذا ولد المرارة والشعور بالتهميش.
إن المناطق المختلفة يجب أن يكون لها نفس الحقوق ونفس الفرص ونفس الهياكل,الجنوب الجزائري هو بنك الجزائر ومصدر أموالها ويجب تسخير برنامج تنمية شامل لسكانه وهو سيكون السبيل الفعال لحفظ تماسك الجزائر,شمالها
وجنوبها,فأبناء الجزائر الطوارق في جانت وتمنراست وغيرها من مناطق الصحراء يجب الإهتمام بهم وبمنطقتهم لكي يعيشوا في أمن من خوف وإطعام من جوع.
السبيل إلى درء الخطر:
السبيل لدرء الخطر القادم هو وضع مصلحة الدولة والوطن فوق مصلحة الحكومة والمال,الحكومة والبرلمان والثروة هي ملك للشعب ويجب على منظومتنا العسكرية حامية الوطن أن تعي ذلك,ولا قوة لهاته المؤسسة الشعبية بدون تجدرها في الشعب مهما كان لها من العدة والعدد,يجب على مؤسستنا العسكرية أن تعي بأن شعبها ومنبعها قد تعرض للإنهاك ولليأس وصودرت أماله وحقوقه من طرف شلة من السياسيين والإداريين وضعاف النفوس من البقارة,يجب على مؤسستنا العسكرية سليلة جيش التحرير أن تشجع وتحمي وتدفع إلى قيام ديمقراطية شعبية حقا وتقول للسياسيين الفشلة أن يكفوا أيديهم عن شعب أبي ومجاهد.
إن ضعف مواقف الجزائر في الجامعة العربية, وأستهتار فرنسا بماضينا وإستقلالنا, وإتهام الجزائر بإرسال المرتزقة إلى ليبيا, ثم أخيرا إختطاف ديبلوماسيينا في مالي, كلها دلائل على الوهن وتراجع الجزائر وطمع المتربصين بنا وكلها ترسل صفارات إندار محذرة من الخطر القادم.
والخلاصة أنه بدون حكم راشد وعادل و بدون إشراك فعلي للشعب والشباب في تسيير أموره ,وبدون توزيع عادل للثروة,وبدون إستراتجيات تنموية واضحة الأدوات والأهداف, ستبقى الجزائر ضعيفة تدور في حلقة مفرغة ,وستبقى في دائرة الخطر ومعرضة للأطماع وللتطرف وللإحتجاجات والثورات الشعبية التي قد لا نعرف نتائجها وخطرها على الوحدة والإستقلال الوطني.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الربيع الجزائري:سلطة فاسدة أم شعب فاسد؟!

أحسن بوشة – 02/04/2012

كما تكونوا يولى عليكم… هذا حديث نبوي ضعيف فيه بعض الحكمة وفيه الكثير من المغالطات,الحديث رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي بكرة، ورواه البيهقي عن أبي إسحاق السبيعي مرسلاً,وقد ضعفه الحافظ بن حجر العسقلاني وبعده الشيخ ناصر الدين الألباني,فالشعب نفسه قد يتداول على حكمه الصالح والطالح من الحكام كما يرى الألباني.

ويرى جمال الدين الأفغاني أن العكس هو الصحيح في المجتمعات الشرقية ”فكما يولي عليكم تكونون”,أي أن الراعي هو الذي يفسد أو يصلح الرعية.

ترى أين موقع الشعب الجزائري من المقولتين السابقتين,هل الشعب فاسد فتسلط عليه المفسدون؟ أم ياترى هل الحاكم هو الفاسد وهو الذي أفسد الشعب؟

إذا كان المجتمع فاسد فهو ولا شك سينتج إدارة وإطارات وحكام فسدة,أي أن مصدر السلطة الفاسدة هو المجتمع الفاسد,من بيت وشارع ومدرسة ومصنع إلخ…أما إذا كان الشعب صالح فأغلب من يخرج من صفوفه ويترقى إلى مناصب عليا سيكون من طينة هذا الشعب الذي جاء منه ويكون صالحا وهذا هو هدف الإنتخاب,فالمواطن الواعي يرشح من يثق فيه وينتخب عليه.

لكن حذاري فهناك مشكل صغير وهو من أين نأتي بالشعب الصالح وبالمجتمع المستقيم لكي نتحصل على سلطة مستقيمة تخرج من رحم هذا الشعب؟ وهو نفسه المشكل الذي يواجه بلدان الربيع العربي,ففي ليبيا لازالت البيئة التي أنتجت نظام القذافي موجودة فمن يمنع قذافي جديد من البروز ومن الوصول إلى القمة تحت شعار جديد ديمقراطي أو إسلامي؟

الحل كما يقول علماء الإقتصاد وعلماء الإجتماع يكمن في الوصول إلى مجتمع الرفاهية,مجتمع الطبقة الوسطى العريضة,أين يكون الشعب متعلما ومنتجا وواعي بحقوقه وواجباته وحينها سيتعايش مع نظام ديمقراطي حقيقي.

الصين تسير في هذا الإتجاه,فهي دولة لها نظام يقيد الحريات الفردية ويراقب حرية التعبير وقد يقمع كل من يتظاهر,لكن بالمقابل فهو نظام صارم شديد البأس مع اللص والفاسد,ذكي في تسيير الإقتصاد وفتح باب المنافسة على مصرعيه,وأهم من كل هذا فهو نظام ينفق الملايير على التعليم ونقل التيكنولوجيا والإنترنت,فهو نظام ديكتاتوري لكنه ناجح إقتصاديا وعلميا وهو يشرف على عملية تحول كبرى في المجتمع الصيني,أي أن عملية إنتاج مجتمع ديناميكي متعلم وغني إقتصاديا جارية على قدم وساق,وستكون مسألة وقت لكي تصبح الصين هي أمريكا الجديدة والقوة العظمى الجديدة والديمقراطية الجديدة كذلك.

وهنا يحق لنا أن نتسآل لماذا فشلت الأنظمة الديكتاتورية العربية كنظام صدام حسين أو معمر القذافي في التوصل إلى إنتاج مجتمع ناجح إقتصاديا وعلميا ,وقابل للتعايش في دولة ديمقراطية,وأنتجت عوض ذلك الحروب والفساد ثم الفوضى؟ هاته الأنظمة كانت لها السيطرة على شعوبها لكنها فشلت في تهيأة هاته الشعوب لعملية التحول الحضاري فأخرجت من باب التاريخ الضيق, ونعود إلى السؤال الذي إنطلقنا منه وهو هل العيب يكمن في الحاكم أم في الرعية؟

أعتقد أن العيب موجود عند الطرفين, وهو عيب سببه التاريخ الإستعماري الذي فكك مجتمعنا وحطم لغتنا ومعتقداتنا ونهب خيراتنا, والتاريخ القريب حيث فشلت الدولة الوطنية في وضع البلد على سكة التنمية وحولت إقتصاد البلد إلى بقرة حلوب لطبقة معينة فقط ,وعوض الوفاء لثورة نوفمبر في تأسيس الدولة الجزائرية عمدت السلطة الوطنية للإحلال مكان السلطة الإستعمارية,فأنهار المجتمع وفقد الثقة بالنفس وعمه الفساد واليأس, وعلى علماء الإجتماع البحث في سبيل للخروج من هاته الحلقة المفرغة,تماما كما فعلت أوروبا في عصر النهضة, أو كما فعل المعلم الأعظم النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما جاء برسالة الإسلام وقلب حياة العرب رأس على عقب,فحولها من جاهلية وشعر وخمر وحرب إلى تربية وتعليم وفتوحات وبناء حضارات جديدة.

إذا نجحنا في وضع خارطة طريق واضحة لمستقبل ومسار الجزائر تشتمل على إستراتجية للتنمية وإستراتجية للتعليم, وأصلحت العدالة ونظم الرقابة,وهذا لن يكون إلا بإجراءات جريئة وإصلاحات حقيقية, فحينها نستطيع أن نجند كل طاقات البلد البشرية والمادية ونبدأ في صناعة مجتمع المستقبل الذي يحقق للجزائر أحلامها .أما السير بهكذا”بريكولاج” وبسلطة تتنعم في الكراسي وشعب يعاني من المآسي,فسنبقى دوما نجتر المقولة من الفاسد أو من يفسد الآخر,الشعب أم الحاكم؟.

وسوف لن تنفعنا عشرات الإنتخابات أو فصول وفصول من الربيع العربي.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

قمة بغداد: على قدر أهل العزم تأتي العزائم!

أحسن بوشة – 31/03/2012

لقد كان من المفترض أن تكون قمة الرؤساء العرب أونوابهم أو حتى نواب النواب, هي قمة القرارات الأعلى والأهم في بلاد العرب,فالقرار السياسي يتحكم في القرار الإقتصادي كما يحدث في الدول المتحضرة,

لكن قمم العرب لم تكن يوما تخيف أو تقلق أو تجلب أي إهتمام حقيقي للقوى الكبرى,وحتى مايسمى بقمم العرب الناجحة وبقادة بارزين كانت تعقد تحت العين الساهرة للقوى الأجنبية,بإستثناء فترة السبعينات,حين كان بومدين وفيصل وعبدالناصر وغيرهم لهم وزنا معتبرا.
ماحدث في قمة بغداد هو عار عربي خليجي بإمتياز، دقيقتين تدخل لكل زعيم-سكرتير خليجي, وصيام كامل عن الكلام لممثل قطر!!
السبب هو العجرفة والأنانية والتبعية التي إتسمت بها الديبلوماسية الخليجية في تعاملها مع الأزمة السورية, ومع الملف النووي الإيراني، ومع حكومة المالكي الطائفية في العراق وغيرها من قضايا العرب الأخرى.
،لقد ضحك القادة العرب على المواطن العربي وأستغبوه حتى البلاهة
– صدام منع الفرس من سبي دول الخليج فتعرض العراق للسبي
العراق يعيش وضعية كارثية الآن, مشيخات الخليج ومصر وأمريكا تتحمل المسؤولية الكبيرة في ذلك,لقد سبي العراق من طرف الفرس وبمعاونة خليجية أمريكية بحجة إسقاط الديكتاتور صدام, وتوقيف برنامج أسلحة الدمار الشامل المفتعل,وكان ذلك إنطلاقا من القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج وبمباركة مصرية مقابل دريهمات تقدم كمساعدة لمصر.
أين كانت قطر والسعودية ومصر يوم كان بريمر وجماعته يسلمون العراق للملالي على طبق من ذهب؟ طبعا كانوا يحاربون القاعدة في الفلوجة والموصل والأنبار!
وكانت العربية وشبيهاتها من الأبواق الإعلامية الخليجية والمصرية تخوفنا من صناع الموت والدم,إرهابيو القاعدة في الجزيرة وفي العراق، بينما كان المئات من الجنود الأمريكيين المحتلين يتساقطون شهريا برصاص هذا الإرهاب نفسه.
والآن بعدما قفزت ثعالب إيران الشيعية كعمار الحكيم ومقتدى الصدر والمالكي على الغنيمة العراقية وأستولت عليها, وهمشت الأنبار وسنتها بإسم الديمقراطية والأغلبية,وحولت عراق التاريخ والحضارة إلى وكر فساد، وضيع العرب أمانة سعد بن أبي وقاص,الآن تأتي دويلات لورنس العرب وماكماهون لتغضب على العراق وتحاول عزله عن محيطه وأنتمائه العربي، الذي عجز هولاكو عن إجتثاثه ومحاولة القضاء عليه.
– مجلس التعاون الخليجي يفشل في السيطرة على الجامعة العربية فيتجه نحو الغرب.
لقد فاجأت دول الخليج الجميع بشراستها المفاجئة ,في الهجوم الديبلوماسي والإعلامي الغير مسبوق على القذافي وعلى بشار الأسد، مقابل نعومتها مع ملك البحرين ومع الرئيس اليمني المخلوع,وترددها وأرتباكها في التعامل مع بن علي ومع مبارك,فلقد حاولت هاته المشيخات جاهدة عبر منبر الجامعة العربية تدويل القضية الليبية, ونجحت في جلب أبابيل الناتو لتهديم ليبيا وفتح الطريق أما الديمقراطية والحرية الوهمية,فحولت ليبيا إلى هشيم تدروه الرياح ,وحققت لها طائرات الناتو حلمها وأنتقامها في إهانة العقيد وتجريده من ثيابه قبل قتله على يد شعبه.
أما مع سوريا فلم تفلح دبلوماسية حمد بن جاسم الهجومية في التغلب على مراوغات الرفاق البعثيين في دمشق,وشطحات البشير والدابي في السودان، ومعارضة دبلوماسية الجزائر وعسكر مصر للسياسة الخليجية في الخفاء.
الآن وبعدما خرجت رئاسة الجامعة العربية من يد قطر ولم يتم إنجاز الهجوم العسكري على نظام الأسد كما كانت تأمل بلدان مجلس التعاون,تتجه الديبلوماسية الخليجية إلى تجاوز الجامعة العربية والإتجاه نحو السمسرة المقايضة المباشرة مع الدول الغربية ,المترددة في إستعمال القوة لتغيير النظام في سوريا, مقايضة بالمال , وبعقود دفاع مغرية كذرع الجزيرة , وبضخ المزيد من النفط لمنع إرتفاع الأسعار، مقايضة هدفها ليس ضرب عرين الأسد فقط، بل ضرب إيران وحزب الله كذلك.
كذلك سيتواصل تسريب السلاح والمحاربين إلى سوريا,تدعيم مؤتمرات أصدقاء سوريا كبديل لمؤتمرات الجامعة العربية,مواصلة الحملة الإعلامية والإدعاء بتأييد الشعب السوري والتباكي عليه.
الخطر القادم من إسرائيل أم من إيرن ؟:
في البداية دعنا نطرح السؤال التالي:إذا كانت إسرائيل وباكستان وكوريا وغيرها تمتلك أسلحة نووية وبرامج نووية لردع الجيران ولحماية مصالحها,فلماذا تمنع إيران من فعل ذلك؟
للإجابة دعنا نطرح الأسئلة التالية,هل منع إيران من نشاطها النووي, هي رغبة خليجية فقط خوفا من السبي الفارسي؟ ماذا عن إسرائيل إذًا,ألم تغز وتستولي على الأراضي وتسبي العرب منذ عقود؟
أعتقد أن الخليج أصبح أكثر من أي وقت مضى يُستعمل في حفظ مصالح الغرب,فالغرب وإسرائيل لا يريدون مصر أو إيران أو تركيا أن تكون قوى عسكرية قد تهدد وجود دولة إسرائيل, أو تهدد تمويل الغرب بالمحروقات,ولهذا تراهم يخوفون دول الخليج من الخطر الإيراني ومن غلق مضيق هرمز, ومن الغزو الشيعي القادم,ثم بعدها يعرضون على هاته الدول المساعدة الباهضة الثمن لدرء هاته المخاطر,فيبعونهم السلاح والمنتوجات الإستهلاكية ويتخذونهم كمظلة لضرب إيران!
وأصبح الخليج يقبل بوجود سلاح إسرائيل النووي , وفي نفس الوقت يدفع أموالا طائلة لمن يحطم برنامج إيران النووي.

أخيرا أختم بالملاحظات الأتية
*إن العمل العربي والتعاون العربي لا يبنى بالغطرسة وبالآنانية التي يمارسها من يملك البترودولار,فصوت موريطانيا مثلا ربما هو أهم من صوت قطر وليس العكس.
*إيران لا تشكل أي خطر على الخليج العربي, فهو محمية غربية,ولقد رأينا مصير صدام الذي حاول الرعي في المحمية وفي حديقته الخلفية الكويت,فكذلك سيكون مصير كل من يتعرض لهاته الحميات النفطية.
*إقحام العواطف الدينية والثورية في الأزمة السورية هو عمل مخطط ومسير من طرف المخابرات الخليجية والغربية,فنحن نسمع دعوات يومية تدعوا للكراهية ضد الشيعة والروافض والماجوس الذين يقتلون الشعب السوري السني الأعزل,والحقيقة أن الشعب السوري يقتل من طرف نظام إستبدادي لا دين له إلا السلطة والمصالح والمال وهو يقتل للمحافظة عليها,كما أن الشعب السوري ورجال الجيش النظامي يُقتلون بالتحريض الإعلامي و بأموال وسلاح مهرب عبر الحدود لتأجيج الطائفية سواء من أتباع إيران وحزب الله أو من أتباع قطر والسعودية.
هل طبق هؤلاء الأعراب السنة حتى يخوفوننا من الغزو الشيعي؟ ربما طبقوها بفتاوي التفخيد وإرضاع زميل العمل وجواز زواج المتعة, عوضا عن الزنا.
وهل إخواننا الخليجيين حققوا الديمقراطية والحرية لشعوبهم حتى يحملون راية الدعوة للثورة في سوريا؟
ربما عبر منع المرأة من السياقة ومن الإنتخاب, وعبر إستعباد ملايين الخدم الأسيويين, وعبر توزيع عادل للثروة على الوليد بن طلال والشيخ حمد وآلاف الأمراء الخليجيين.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

غليون يشعل حربا بين القرضاوي ورئيس شرطة دبي!

أحسن بوشة – 07/03/2012

لا شك أن كل الذين شاهدوا الحلقة الأخيرة من برنامج الشريعة والحياة قد صدموا من سماع الهجوم الكاسح للشيخ يوسف القرضاوي على حكام الإمارات العربية,ونعتهم بإنتهاك حقوق الإنسان وبمنعهم لشخصه من دخول الإمارات وطلب منهم التراجع عن كل ذلك,كما هاجمهم لطردهم عائلات سورية إلى بلادهم حيث سيواجهون الموت.

الإمارات العربية لم تنتظر كثيرا لترد على الشيخ القرضاوي,فلمن يريد أن يقرأ هذا الرد فليزور موقع رئيس شرطة دبي ,ضاحي خلفان,على موقع تويتر, “متى رمينا السوريين في الشارع؟ تنقل إليه أخبار كاذبة فيصدقها مع الأسف، وهو رجل دين عليه إلا يتسرع في الحكم على عباد الله”.

ويقول خلفان أن بلاده ستقدم مذكرة إعتقال إلى الأنتربول ضد الشيخ القرضاوي لأنه تعدى في حقوق دولة الإمارات!

هل نفهم من هذا أنها حرب كلامية وتصفية حسابات بين قطر والإمارات الجارتان العضوتان في مجلس مشيخات الخليج؟

أم هي مواجهة بين الإخوان المسلمون وعائلة آل نهيان تمتد جذورها إلى أيام المرحوم الشيخ زايد حاكم الإمارات السابق؟

بدأت القصة برسالة أرسلها برهان غليون,رئيس مجلس إسطنبول أو مجلس السربون للمعارضة السورية,في الرسالة يشتكي السيد غليون من حكام الإمارات الذين طردوا مئة عائلة سورية نحو دمشق بسبب التظاهر ضد نظام الأسد ويطالب الشيخ بالتدخل لتتراجع سلطات الإمارات عن قرارها لأن هؤلاء سيكون مصيرهم الهلاك.كان على الشيخ التحقق من القصة والتحرك بحكمة لمعالجتها,فجماعة المعارضة الباريسية قد تعودوا على الفبركة لكثير من الأحداث ووجدوا في الجزيرة والعربية أبواقا لنشر فبركتهم,إعتقادا منهم أنهم بذلك سيألبون العالم ضد نظام بشار الأسد ونسوا أن العالم يتعامل بالمصالح وأن الحقائق المفبركة ستنكشف,والأحداث أثبتت أنهم قد أضروا الإنتفاضة أكثر من نفعها.

عندما تلقى الشيخ القرضاوي رسالة الغليون تحرك بإنفعالية كبيرة مهاجما حكام الإمارات وموبخا ومنذرا أياهم,بل زاد الشيخ على ذلك بإتهامهم بإنتهاكات وقمع لحقوق الإنسان ونزع جنسيات مواطنين إماراتيين,وزاد بعض أنصار قطر والقرضاوي بإتهام الإمارات بكونها وكرا للعاهرات وللذعارة والفساد!

رد قائد شرطة دبي وأنصار حكام الإمارات كان سريعا وقاسيا,الإماراتيين يقولون أنهم يشمون رائحة هجوم الإخوان على دولة الرفاهية والتفتح ,ويزيدون على ذلك بأن الشيخ زايد كان قد حذرهم من شرور الإخوان وأنهم قبضوا على إخوان مع عاهرات في الإمارات, وبما أن الشيخ القرضاوي هو من قيادات التنظيم الإخواني الدولي فإنهم إنطلقوا يصفونه بشتى النعوت,الشيخ كبر وخرف,الشيخ له ماضي مشين في الجزائر(ربما تلميحا إلى ولهه بالصبية أسماء زوجته السابقة),الشيخ جزء من مؤامرة إخوانية على دولة مستقرة وتعيش في رفاهية يحسدعليها.

لم يتوقف الهجوم الإماراتي على القرضاوي, بل تجاوزه إلى هجوم على قطر وإنتهاكاتها لحقوق الإنسان ونزعها للجنسية لآلاف القطريين وكونها وكر للجوسسة ومقر للقاعدة العسكرية الأمريكية.

إذن فهي حرب داحس والغبراء بين أحفاد تغلب وربيعة ,وبني مرة وبني تميم ,تجري تحت عمامة الشيخ القرضاوي وقبعة قائد شرطة دبي,ولا نعرف كيف ستنتهي,الشيخ القرضاوي أعطى توبيخ صريح غاضب وفصيح لحكام الإمارات وأستعمل سلطته الدينية في ذلك,وهو قد هدد بالعودة إلى الموضوع إذا لم تتراجع الإمارات,أما ضاحي خلفان فيكذب قصة طرد السوريون ويقول أنهم أعضاء في تنظيم إخواني وأن عدد المطرودين ثلاثون فقط وقد خيروا في الجهة التي يريدون الإتجاه إليها,ويستعمل ضاحي خلفان حرف السين لتهديد القرضاوي بأنه لو عاد إلى مهاجمة الإمارات فسيطلب الأنتربول القبض عليه!!

أعتقد أن سلوكات قطر المشبوهة في إستضافة النخب والعلماء, وفي سمسرة الربيع العربي, وحشر أنفها في الشأن الفلسطيني والقدسي من جهة,وفي نفس الوقت علاقاتها المشبوهة باليهود وأمريكا وسجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان من جهة أخرى,يكون قد بدأ يفرز تناقضات وضعت الشيخ يوسف القرضاوي في مياه سخنة قد لا يتحملها جسمه المسن.

ما يحدث الآن من تراشق بين قطر والإمارات هو أحسن جواب لمن يريد أن يعرف مامدى مصداقية طيور البطريك الخليجية في سمسرة الربيع العربي,وفي إزدواجية تعاملهم مع الأحداث في اليمن والبحرين من جهة وفي ليبيا وسوريا من جهة ثانية,فهم يجنحون إلى السلم في حديقتهم الخلفية ,ويريدونها حربا ودمارا في ليبيا وسوريا,

إنهم هم من يحرضون إسرائيل وأمريكا على ضرب إيران وسوريا كذلك.

وبقي سؤال أخير,قطر والسعودية مشيختين وهابيتين بينما القرضاوي وإتحاد علماء المسلمين إخوانيين,فكيف حدث هذا التقارب والزواج الضرفي بينهما؟ أم هو ياترى مجرد زواج متعة لمواجهة الرافضة الصفويين,زواج يباركه الغرب واليهود وهو تحالف أسال الكثير من الدماء العربية في ليبيا وفي سوريا والبحرين.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ماذا لو جفت آبار النفط غدا؟!

أحسن بوشة – 04/03/2012

هل يحق لنا أن نطرح السؤال الآتي,لو توقف ضخ البترول والغاز فجأة فماذا سيحدث في الجزائر؟وماذا سنفعل لتجنب الوقوع في الكارثة؟

إقتصاديا سيحدث أحد الإحتمالات الثلاثة الآتية:

ا-نتوقف عن إستيراد السلع والخدمات ونبحث عن تعويضها محليا,وحينها سنثير غضب المصدرين إلى الجزائر ونثير غضب صندوق النقد الدولي والذين تعودوا على إمتصاص الضرع الجزائري.
ب-نزيد من صادراتنا خارج قطاع المحروقات لمعالجة عجزنا التجاري,وهذا يبدو مستحيلا مع إفلاس الشركات والمصانع العمومية وتوجهات القطاع الخاص نحو نشاط البزار الإستهلاكي جريا وراء الربح السريع.
ج-نتجه أولا لإستعمال الإحتياطي من العملة الصعبة ونتقشف,وعندما ينفذ هذا الإحتياطي نتجه للإستدانة لتمويل الواردات و معالجة العجز التجاري, وتستمر الأمور كماهي إلى أن تفلس الخزينة ويقع الحجر والمراقبة على الإقتصاد الجزائري من طرف الدائنين وصندوق النقد الدولي.
هذا السيناريو محتمل الوقوع في أي بلد في العالم والأحمق أو الجاهل هو من يدعي أن بلادنا في مأمن من ذلك,لهذا يجب وضع إستراتجية واضحة لتحقيق تنمية إقتصادية متعددة النشاطات عوض الإعتماد الكلي على منتوج واحد.
الدول الغربية دخلت في الأزمة الإقتصادية والركود الإقتصادي وقد تصل إقتصاديات بعضها إلى حد الكساد أو الإفلاس, كما قارب من الوقوع في اليونان مؤخرا, ففي أزمة 1929 التي إستمرت لسنوات وأعقبتها الحرب العالمية الثانية,لم يتعافى الغرب منها إلا بمخططات البناء التي أعقبت الحرب كمشروع مارشال وأرتفاع الطلب على السلع والخدمات بعد ذلك.
واليوم هاهي نفس الدول تعيش الأزمة الإقتصادية مرة أخرى,لذلك يجب أن لايخفى على أحد بأنه من مصلحة الدول الغربية أن يحدث التهديم في البنى الحتية للدول العربية,التهديم يتبعه البناء والبناء يوفر سوقا للشركات الغربية ومنتوجاتها وهذا يعني زيادة الطلب وإنخفاض البطالة في الغرب.
تماما كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية,تهديم أوروبا ثم بعث مشروع مارشال لإعادة البناء وتبعه نمو إقتصادي كبير,فالغرب اليوم في حاجة ماسة للأموال لتسكين آلام الأزمة,وهو سيطبع نقودا كثيرة وسيدفع ذلك إلى إرتفاع جنوني للأسعار وللتضخم,وزيادة على هذا سيحاول إيجاد أسواق لسلاحه ولشركاته وسيضع ضغوطا على الصين وغيرها لدفعهم إلى الإستهلاك وعدم كنز النقود.
الغرب اليوم يقف كوحش مجروح وجائع,جرحته الأزمة العالمية وجوعته النمور الأسيوية بإستيلائها على أسواقه التقليدية في عقر داره وفي أفريقيا وروسيا وغيرها,هذا الوحش الغربي وجد أسهل فريسة ,وهي دول تمازيغت وبني عربان ومنها الجزائر,ليسد رمقه ويحاول أن يتشافى من علله بإمتصاص المزيد من الأموال,ولو تقدمت الدول العربية بطلب جدي لإسترداد أموالها المنهوبة أوالمخزنة شرعيا في البنوك الغربية, لتلقت صفعة قوية من سادتها في لندن وباريس وواشنطن,فأموالنا في الغرب هي التي تستعملها البنوك المركزية وصندوق النقد الدولي لتمريض وتسكين آلام البرتغال وإيرلندا واليونان وقريبا إيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة,ولا نعلم إذا كنا حقا نستطيع أن نسميها أموالنا الآن.
ليبيا مثلا دفعت أموالا ضخمة للسلاح ونفقات وتعويضات نظام القذافي, والآن ستدفع الملايير للشركات الغربية لإعادة بناء ما حطمه الناتو, وهناك دول أو مشيخات الخليج تدفع الملايير للغرب مقابل تسليح وهمي وبناء أبراج خيالية وهي تعلم أن سلاحها لن ينفعها شيئا في حالة حرب لأنها مجتمعة فهي ليس سوى محمية أمريكية.
هذا وإنه من الممكن أن نستيقظ ذات يوم مذعورين لنسمع من يقول عظم الله أجركم يا عرب في أموالكم وفي ثروة الأجيال ,وحينها سنرى الأعراب المتطاولون في البنيان قد أصبحت أبراجهم خراب,وسنعود إلى أمنا الأرض لنأكل بقولا ونلبس جلودا ونسكن أكواخا تماما كما كنا غداة الإستقلال.
في الختام يجب القول أن إي حزب ليس له إستراتجية واضحة للتعامل مع الإقتصاد الوطني و له مقدرة لوضع مخرج واضح من حالة الإتكال على المحروقات بتوظيف ذكي للرأسمال البشري وللموارد الطبيعية,سيكون صورة طبق الأصل للرداءة السائدة والتي حكمتنا لمدة نصف قرن وسيبقي الجزائر في حالة البقرة الحلوب ,سواء كان حزبا من اليمين أو من اليسار أو من الواعدين بصكوك الغفران.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ويامولاي حدثنا عن الجزائر مدينة الأحلام…

أحسن بوشة – 29/02/2012

ويامولاي حدثنا عن الجزائر مدينة الأحلام….فخر وبهجة السلطان,مرتع الشبان ومنتزه الشيبان,حديث يصف حاضرة الحواضر وزينة العمران,إنها ”الجزائر مدينة” أو هكذا سميت قبل ميلادها ووعد بتمويل بنائها العربان.

لكننا كبرنا وهرمنا,وأوشكت يامولاي العزيز وأوشكنا نحن الرعية على الرحيل, ولا أثر لهاته المدينة الأفلاطونية في الأفق يبدو للعيان,ويامولاي أنت تعلم أن أموالا كثيرة تكون قد إلتهمتها القطط السمان,فدعنا نتفرج على الصور ونكتفي بالأحلام,لقد طاب وطال نوم وحلم الحالمين في ظلام هذا اليل الجزائري البئيس, عندما تمكن من الإندساس في دواليب حكم بلادنا الكثير من بني رع..ن!!.

كثرت الوعود وسمعنا كلام معسول عن بلارة وبوغزول وبوينان,لكننا إكتشفنا أخيرا ,يامولاي, أنها شهرزاد قد إطلقت لخيالها العنان!

وعودة إلى واقعنا وإستفاقة من حلمنا لنستنشق هواء بن جراح وباب الواد ورحبة الجمال,هنالك نلتقي الأحبة دوي الايادي الخشنة ونعود إلى رشدنا ونجري وراء خبزتنا ونلعن معا وعود بني عربان التي كثرت في آخر الزمان.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

مأساة سوريا وأمراء آخر الزمن!

أحسن بوشة – 25/02/2012

لقد بات واضحا أن مأساة الشقيقة سوريا يمكن تلخيصها في ما يلي: ”حكم وراثي طائفي مستبد لا يريد أن يغادر الحكم إلا بعد إحداث دمار شامل وسفك دماء كثيرة,تقابله إنتفاضة شعبية تطالب بالحرية لكن تم إختطافها وتبنيها وعسكرتها من طرف قطر وسماسرة الخليج ,ومن ورائهم طبعا باريس وواشنطن ونُصب على رأسها مجلس معارضة مجهز على المقاس….ونعم شعب مسكين تسيل دماؤه , ليلا ونهارا,وتتقطع أشلاؤه وتضيع صرخاته ولا معتصم يجيب نداءه وإستغاثته!”.

في البداية يجب الإشارة إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد هو ولا شك نظام شمولي ومستبد,مثله مثل أغلب الأنظمة العربية و منها الخليجية بالتأكيد,نظام يهيمن فيه أصحاب المصالح على دواليب الحكم بواسطة أجهزة حزبية ومخابراتية وأمنية,أصحاب المصالح في سوريا هم عائلة الرئيس وأقاربه وكبار التجار والمقاولين في دمشق وحلب وغيرها,هؤلاء سيعضون بالنواجد لحماية مصالحهم ,سيحاربون وسيقمعون وسيرتكبون مجازر بحجة محاربة الإرهاب ومنع تقسيم سوريا,حتى النهاية.

داخليا يبدو أن الرئيس بشار الأسد حاول إحداث بعض الإصلاحات عندما جاء إلى الحكم , ولكن لوبي الطائفية والمال رأى في ذلك خطرا على وجوده ,فتحرك ليمنع التغيير الفعلي وأعاد الرئيس الشاب إلى عرينه,ففي مقابلة مبكرة مع صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية, أشار الرئيس إلى رغبته في تنفيذ إصلاحات سياسية ولكن المعارضة,أو جزء منها,لا تريد إلا رحيله,وهذا يعني إنهيار نظام الحكم برمته وهو الشيء الذي لايريده الرئيس بشار وأسرته وطائفته وأغنياء سوريا أصحاب الإمتيازات الكبيرة,وهم سيماطلون ويقدمون مشاريع إصلاحات تبقيهم في الحكم ,وإلا فسيحاربون حتى النهاية وسيقتلون الآلاف ولن يغادروا إلا بعد خراب”مالطة” كما يقال.

لقد كان من الواجب على المعارضة السورية بجميع أطيافها,داخليا وخارجيا,أن تتوحد وتضع إستراتجية طويلة النفس لإسقاط أو لتغيير النظام تدريجيا,عوض اللجوء إلى ثورة إكسبرس الفوضوية على النمط الليبي,وكان من الواجب تجنب الطائفية وعسكرة الإنتفاضة واللجوء إلى الخارج,لأنهم بذلك يعطون الفرصة للنظام ليقمعهم بحجة محاربة الإرهاب.

من جهة أخرى نرى نظام الحكم في سوريا,ولتقوية نفسه بنى علاقات قوية بموسكو وبإيران وحزب الله, وهو بذلك يكون قد دخل في صراع مع الدول الغربية ومحمياتها في الخليج والجزيرة العربية, لأن هؤلاء ومعهم إسرائيل هم أعداء إيران وحزب الله,وهم في إستنفار دائم لمنع إيران من صنع سلاح نووي.

إن مايجري في سوريا هو أكثر من ربيع عربي,إنه لعبة أمم قذرة تدور حول من يهيمن على منطقة الشرق الأوسط برمتها,أطراف اللعبة هم أيران وحزب الله وشيعة العراق ومن ورائهم روسيا والصين من جهة, ويقابلهم الغرب وإسرائيل ومحميات الخليج من جهة أخرى,وإنه لشيء غريب حقا أن نجد السعودية وقطر والإمارات تقف هنا في معسكر إسرائيل, بل لقد وصل الحد بصحيفة الرياض السعودية أن تقول على لسان أحد كتابها,أن باكستان لها الحق في إمتلاك السلاح النووي دفاعا عن نفسها من الهند,وأن إسرائيل لها الحق في إكتساب سلاحها النووي لحماية نفسها من العرب!,أما إيران فهي ليس لها مبرر لإكتساب السلاح النووي إلا إحياء الحلم الفارسي في الإستيلاء على بلاد العرب وربما تشييعه!!!

من هنا كذلك نستطيع فهم السعار الذي أصاب هاته المشيخات,فهي قد جندت إعلامها العصري, ومارست دبلوماسية الصقور ,الغير معهودة لذيها والمدعومة من الغرب, لعقد المؤتمرات للهرولة لنيويورك والقاهرة وتونس وبعدها إلى إسطنبول وباريس,والسيطرة على الجامعة العربية المتهالكة,وسخرت رجال الدين للفتوى بقتل الرؤساء المجرمين وتسليح الرعية لمحاربة السلطان الجائر,وحاولت هاته الدويلات أن ترشي روسيا والصين بالمال لشراء صوتها في مجلس الأمن,بعدما رشت من قبل نبيل العربي وأنور مالك والدابي.

ولنا أن نتسآل هل من مبرر لهذا الرعب الخليجي من الخطر الفارسي,فهم يعلمون أن دول الخليج موضوعة تحت الحماية الكاملة للناتو ولامجال لإيران أن تعتدي عليها لما تشكله هاته المنطقة من أهمية إستراتجية للإقتصاديات الغربية,كما أن الخوف من الخطر الشيعي ليس له أسس, فالشيعة هم أقلية نسبة إلى عدد السنة في العالم ولا خطر على السنة من أي مدهب آخر.

حقيقة الأمر أن العائلات والمشيخات المالكة في الخليج تخاف على مصالحها ,وهي تخاف من شعوبها أكثر مماتخاف من إيران أو إسرائيل,العائلات المالكة الخليجية ومعها حماتها في الغرب يخافون من زحف الربيع العربي على عواصمها ونزع إمتيازاتها ودك عروشها من طرف أصحاب الحق الشرعي,شعوب هاته المشيخات .

في الأخير لا يسع المرء إلا أن يتعجب كيف أن شعب أفغانستان المسكين يتظاهر ويستشهد دفاعا عن القرءان, وشعب العراق يموت يوميا بالقنابل وشعب الصومال المسلم يشحد في مؤتمر لندن,وفي نفس اليوم نرى الشيوخ يتجاهلون هاته المآسي ونراهم عوض ذلك يدعون في خطب الجمعة إلى قتل الأسد ويشتمون الشيعة وحزب الله,ونرى الشيخ القرضاوي مثلا, يتغنى بأصدقاء سوريا من عرب وعجم و يطالب سفير سوريا بمغادرة قطر,وينتفد شيخ داعية وعالم مثل البوطي عوض دعوته للمساعدة في إخماد الفتنة, ويدعو إلى تسليح فئة من الشعب السوري لمحاربة نظام دموي مستبد ,دون التفكير في ماسيحدث لهذا الشعب المسكين من تصفية ودمار,ونسي شيخنا أن يطالب في نفس الخطبة برحيل سفراء من حرقوا المصحف الشريف وقتلوا الشرفاء المحتجين الأفغان وتبولوا على جثث المسلمين!!؟ونرى حكام العرب في تونس يستقبلون وزيرة خارجية من تبول جنوده على جثث المسلمين, ومن حرق المصحف الشريف, بالقبلات وبالأحضان والزهور,ألا تبا لكم ياأحفاد سايكس بيكو ومكماهون,يا أغبى الأمم وياممولوا الفتنة وثورات آخر الزمن.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

لماذا سيعزف الشعب عن الإنتخابات القادمة؟!

أحسن بوشة – 14/02/2012

شاهدوا هذا الفيديو الذي يظهر كيف أن الجزائر قد عادت فعلا إلى العصر الحجري, وهذا بعد أن أمضى فخامته 12سنة في الحكم وصرف أكثر من نصف تريليون دولار من ثروة الأجيال ,وبعد نصف قرن من الإستقلال.
إن رئيس الجمهورية ومعه السلطة الفعلية المخفية والحكومة والمجلسين والولاة ورجال الأعمال …, كلهم مشاركون في جريمة تعذيب هؤلاء المواطنون أبناء من حرروا الجزائر,هؤلاء هم أولاد عسكر الأحرار الذين إستضافوا ولاية كاملة من ولايات الثورة ,وأستضافوا إجتماع العقداء قادة الثورة أثناء حرب التحرير في قريتهم الخلابة والمتواضعة.

هذا الفيديو يظهر سكان أولاد عسكر يحملون مريضة بالقصور الكلوي على أكتافهم كنعش جنازة ويسيرون بها لمسافة 10كلم لإيصالها إلى بلدية بوراوي بلهادف,ومن هناك يستطيعون نقلها بالسيارة لثلاثين كلم أخرى,لا نعرف هل تعيش أم تموت؟

هؤلاء الشجعان إنقسموا إلى فريقين فريق يمهد المسار وسط متر أو مترين من الثلوج ,والفريق الثاني يتداول على حمل السيدة المريضة الرحلة أخذت أكثر من 4ساعات!!
أين طائراتك العمودية ياسيد لهبيري عقيد الحماية المدنية؟ وأين العموديات المسخرة لمحاربة الإرهاب؟أليس قسوة المناخ والثلج بإرهاب طبيعي يسبب الموت كذلك؟ وأين كاسحات مكافحة الشغب لفتح الطريق وفك عزلة 7أيام كاملةعن أولاد المجاهدين والشهداء, بوسيف أولاد عسكر الذين قهر أجدادهم جيش جنرالات فرنسا بقيادة الجنرال سانت أرنوت سنة 1851 ؟
هؤلاء الأحرار لم يصلهم الإستقلال بعد,لقد زرت منطقتهم في الصيف الماضي وهي عبارة عن بلدية قرية ,لا تعرف عيادة أو مركز تكوين مهني أو أي مشروع حكومي, وحتى الثانوية وصلتهم في آخر ركب الولايات ,في السنة الماضية.
هاته المنطقة تعلو 1000متر عن سطح البحر في موقع خلاب يطل على الوديان ومن هناك ترى البحر على بعد 20كلم أو أكثر, هناك فقط تجد قطعان الخنازير البرية وبعض الخيول البرية المحبة للحرية جاءت لتسكن أولاد عسكر لأنها تكون قد شمت رائحة الحرية لذى هؤلاء الأحرار فجاورتهم.
كيف نتوقع منهم, أو نطالب هؤلاء السكان بواجبات المواطنة ونحن لم نعطيهم أبسط حقوقهم؟ لقد ذبحتهم إستراتجية التنمية المتبعة منذ الإستقلال المتمحورة حول المدن وحول المركزية القبيحة, وحطمت مجتمعهم الريفي الجميل حيث أرغموا على الهجرة بحثا عن الرزق أو طلبا للعلم! أين تذهب ملايير ميزانية وزارة التنمية الريفية؟
إن بلديات أولاد عسكر وبرج الطهر والشحنة ووجانة وبوراوي بلهادف وأولاد رابح وأولاد يحي هي 7بلديات جبلية متجاورة, يسكنها أكثر من 70ألف مواطن,وهجرها مثل ذلك العدد,وهي مهمشة ولكن الله أنعم عليها بالجمال الخلاب,فلماذ لا تكون هناك مشاريع تنموية جبلية كالسياحة مثلا؟ لماذ لا يتوسط هاته البلديات مستشفى خاص وأن الهواء ممتاز,أو مراكز إستجمام وفنادق سياحية؟؟
هاته الإسئلة مطروحة على الحكومة التي أمضت 20سنة وهي تعد المنطقة بمشروع في منطقة بلارة ,وقد وعدهم الرئيس نفسه في بداية حكمه وأخلف,يالخيبة الأمل الكبيرة,خاصة وأنهم قد رأووا مناطق أخرى من القطر تنعم بمشاريع خيالية كموقع الولاية الخامسة في للاستي بتلمسان وغيره .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

سلطة تتقاسم الكراسي وشعب نصيبه المآسي!

أحسن بوشة – 12/02/2012

يعيش سكان مرتفعات ولاية جيجل هذه الأيام حالة من الرعب والمعاناة بسبب قساوة الطبيعة,الثلوج تحاصر بلديات بوراوي بلهادف وبوسيف أولاد عسكر وأولاد رابح والشحنة, وهي بلديات الجنوب الشرقي للولاية,ربما تكون أحسنهم حالا بلدية بوراوي حيث تنقطع الطرقات والكهرباء يوميا ثم يعاد فتحها,أما الجريحتان أولاد عسكر وأولاد رابح فهما أكثر إرتفاعا من بوراوي بلهادف وأكثر بعدا,وبالتالي فهما أكثر عرضة لتساقط الثلوج ,

وبلغ إرتفاع الثلج أكثر من متر ونصف في بوراوي بلهادف وتجاوز المترين في لمنازل وأولاد رابح, وهذا بسبب السقوط المتواصل للثلج لمدة أسبوع وكذلك لإرتفاعهما بحوالي ألف متر عن سطح البحر, ويوم السبت عاد سيف الإرهاب المناخي من جديد ليبعث الرعب في نفوس السكان ويجلب مزيد من البرد والجوع والمآسي لأهل هاته البلديات والمداشر المعزولة.

لقد توفى بعض المواطنون بردا وجوعا حتى الآن,في أولاد عسكر وفي أولاد رابح, ومن الواجب التنويه بمحاولة الجيش الوطني الشعبي عدة مرات لفتح الطرقات المؤدية إلى المنطقة ولكنها فشلت في فتح الطريق بين برج الطهر والزويتنة وبين بلهادف ولمنازل في أولاد عسكر وذلك بسبب كثافة الثلوج,ولم تنجح هاته المحاولات في حالة بلدية بوسيف أولاد عسكر إلا بعد أسبوع من العزلة والعذاب ولازالت منطقة أولاد رابح معزولة عن العالم الخارجي حيث سجنت بعض العائلات في بيوتها المظلمة والباردة بعدما إرتفع الثلج لعلو مترين خارج أبوابها .

لقد بدأت الكارثة تنمو مند أسبوع حيث تواصل سقوط الثلج وأنقطعت الطرقات,فبدأ سكان المداشر يتجهون إلى مراكز البلديات لشراء المواد الغدائية وقارورات الغاز فنتج عن ذلك نفاذ للمخزون وصعب جلب المزيد, وبدأ المواطن في المعاناة,وأزداد الأمر سوءا بإنقطاع الكهرباء مصدر التدفئة والطبخ لمن ليس له غاز أو مخزون حطب, وهكذا تزاحم البرد والجوع ومرض الزكام لمحاصرة المواطن يوميا لمدة أسبوع,كما أن المواطن الضعيف هو من يتحمل العبء الأكبر من إرتفاع جنوني للمواد الغدائية وقارورات الغاز..

وحسب الشاب ياسين من سكان بوراوي بلهادف, فإنه لولا تدخل الجيش والحماية المدنية لهلك أزيد من عشرين مواطن في بلهادف وأولاد عسكر,وربما تعيش بلدية أولاد رابح المجاورة وضعية حرجة جدا كذلك,فهي لازالت معزولة وقد توجه الجيش الوطني الشعبي إلى هناك لمحاولة فتح الطريق,وتوفى مواطن هناك بعدما قضى ليلة كاملة في وسط الثلج,هذا ويخشى المواطنون أن الآتي سيكون أسوأ بسبب إستمرار تساقط الثلوج..

وهكذا نرى مواطنوا بلديات بوسيف أولاد عسكر وأولاد رابح وبوراوي بلهادف بمرتفعات ولاية جيجل يقتلهم الجوع والبرد والمرض وهم يستنجدون ولكن لاحياة لمن تنادي,فالرئيس يخطب حول الإنتخابات وشعبه يقاسي غضب الطبيعة في القرى والغابات!!؟ ولولا روح التكافل الإجتماعي وتضحيات رجال الجيش الوطني الشعبي ورجال الحماية المدنية ,وإن جاءت متأخرة, لوقعت خسائر معتبرة في الأرواح.

نرى كل هذا يحدث وحكومتنا منشغلة بحسابات الجمع والطرح والضرب والقسمة للكراسي الإضافية للمجلس الإعتلافي, أما الكلام عن المواطن في البيض وفي عين الدفلة وغيرها فهو يأتي بعد عد الكراسي والغنائم المرتقبة,فنحن أصبحنا نعيش في بلد كثرت فيه الكراسي وتعددت المآسي.

لمن يريد أن يعرف بوسيف أولاد عسكر, هي بلدية تقع في أعالي ولاية جيجل على الحدود مع ولاية ميلة,حاصرتها الثلوج من كل مكان وعزلتها بالتمام,أكثر من ألفين عائلة سلمتها حكومتها للمجهول,بوسيف أولاد عسكر هي إسم على مسمى,تقول كتب التاريخ أن قبيلة أولاد عسكر وبالتعاون مع الجارة قبيلة زواغة أو الشيقارة جمعتا سنة 1851 أكثر من 4000 رجل لمواجهة الجنرال سانت آرنوت وجيشه المتوجه من قسنطينة إلى جيجل ولقنوه درسا في فج بينان.

أولاد عسكر إستضافت الولاية الثانية في حرب التحرير وإستضافت كذلك إجتماع العقداء التاريخي المشهور بحضور عميروش في لمنازل, ودافعت عن الثورة بكل إخلاص وتضحية.

أولاد عسكر ,التي تقابل جبال بني عافر مكان مولد عباس فرحات, لم يصلها من الإستقلال إلا ثلاثة عمارات ونصب تذكاري وطريق متواضع وعمود كهرباء بعد نصف قرن من الإستقلال,والنتيجة نزوح كبير وهجرة ونزيف بشري متواصل من هاته المنطقة الجميلة جدا.

فكيف نكافيء أميرة شجاعة بهكذا نكران للجميل يارئيس البلاد ويامن بقي حي من قادة الثورة,خاصة أولائك الذين تولوا المسؤولية هناك على رأس الولاية الثانية في تازة في الجارة بوراوي بلهادف وفي لمنازل؟.

الغريب في الأمر أن التلفزة الوطنية تبدأ بتقديم أخبار توسيع البرلمان ونشاطات رسمية أخرى, قبل أن تنقل لنا أخبار طوابير قوارير الغاز وصراع المواطن مع الطبيعة,فالمواطن يموت بردا وجوعا والسلطة وأذنابها يتقاسمون الكراسي ثم يترجونه ,عن طريق ديمقراطية الأسام آس, أن ينتخب بعدما تجاهلوه تماما في وضع مايسمى بالإصلاحات,وبعد أن يتركوه وحيدا يصارع الكوارث..

لا شك أن المواطنون يتسآلون كيف تريدوننا أن نشارك في الإنتخابات ونحن نصارع الثلوج وقساوة الطبيعة لوحدنا ونشارك قرانا مع الخنازير؟ لماذا لانرى نائبا أو وزيرا أو حتى رئيس جمهورية سابق عاش هناك وتزوج أيام الثورة هناك,لماذا تركنا هؤلاء نشرب من الغدران الملوثة ونسونا في المحن والمآسي؟ كيف تريدوننا أن نشارك في الإنتخابات ونحن لازلنا نرسل شبابنا بعيدا إلى المدن للدراسة ثم للعمل والعيش هناك وتبقى بناتنا عوانس مدى الحياة؟لماذا لا يصلنا غاز حتى الآن ونحن بلد الغاز, ولم يصلنا الكهرباء والطريق إلا بعد 40سنة من الإستقلال؟ أين التنمية الريفية والتكوين المهني والعيادة؟ أين نصيبنا من الإستقلال وحقوقنا لكي تطالبوننا بالواجبات؟

لقد خيبتم آمالانا وضيعتم أحلامنا في الإستقلال وخنتم أمانة شهدائنا,فتبا لكم.

في الأخير نقدم بعض الإقتراحات والأفكار في كيفية التعامل مع الأزمات القادمة,إن هاته الأزمات تعادل في أهميتها أزمة أو آفة الإرهاب,فهي تحصد الأرواح وتسبب المآسي ,أي أنها إرهاب وفتن طبيعية لابد من مواجهتها كما يواجه الإرهاب البشري بكل حزم.

إن أزمة التغيرات المناخية التي تجتاح الجزائر الآن قد كشفت مرة أخرى نواقص كبيرة في مدى جاهزية ومقدرة أجهزة الدولة المختلفة لنجدة ومساعدة المواطن عند الحاجةو في التعامل مع الأزمات ,ومع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.

نلاحظ أن قطاعات الغاز والكهرباء والطرقات والمواد الغدائية كلها سجلت عجز فاضح في مواجهة الكارثة وخاصة في المناطق الريفية,لهذا يجب أن نفكر كيف نواجه الكوارث القادمة حتى يكون المواطن في مأمن منها.

كما يجب إستحداث مراكز الحماية المدنية في القرى وتزويدها بشاحنات إطفاء الحرائق لفصل الصيف, وبالجرافات لفصل الشتاء, ولقد أصبح أمرا ضروريا يجب تنفيذه لمساعدة سكان القرى والجبال عند الحاجة عوض إنتظار إحضار جرافات من مركز الولاية أو الدائرة.

كما يجب القيام بإستعمال الطائرات العمودية للنجدة في الأماكن البعيدة وتوصيل المواد الضرورية والغطاء والأدوية للمواطنين المعزولين منذ أسبوع كما حدث في أولاد عسكر وأولاد رابح وغيرها من المداشر البعيدة.

أخيرا يستوجب تشكيل خلية أزمات على مستوى وزارة التضامن وعلى مستوى كل ولاية لتنسيق جهود الإنقاذ,أو حتى تأسيس صندوق وطني لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية,كما يجب إستحداث مخزون الطواريء من المواد الغدائية والأغطية وقارورات الغاز لإستعمالها عند الحاجة.

لقد وقعت الزلازل والحرائق والفيضانات في بلادنا وكلها أحدثت خسائر كبيرة,وهاهي الثلوج وموجة البرد تحاصر المواطن وتكشف عيوب السيسثام في عدم المقدرة على خدمة الشعب بطرق فعالة,والسبب أن هذا السيسثام يعيش عصر الرداءة ويعاني من مركزية مقيتة,ولايبدو هناك مخرجا من هاته الرداءة في الأفق القريب.

لمشاهدة المزيد من صور الثلج

http://www.panoramio.com/user/1833642
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

هذه هي جرائم فرنسا الفاشية ياخونة ومتخاذلين!

أحسن بوشة – 20/01/2012

في السنة الماضية طالبَنا ألان جوبي نحن الجزائريين بالتوقف عن إجترار الماضي,والتوجه نحو علاقة قوية مع فرنسا في المستقبل,واليوم هاهو يعود ليقول لنا أن ملف الإعتذار مطوي ولا مجال لفتحه,لكن في نفس الوقت تعود فرنسا وتنبش الملف الأرمني-التركي وتجرم تركيا بجرائم ضد الإنسانية.

فلماذا هذه الإزدواجية من فرنسا؟ الألمان نازيون,الترك مجرمو حرب,والفرنسيون دعاة حرية وعدالة ومسواة!!!
والأدهى من كل هذا أن بعض ساسة آخر الزمن في مايسمى بالجزائر المستقلة,تحولوا إلى مؤرخين ودعاة حقوق إلإنسان ومدافعين عن جرائم فرنسا, فأنطلقوا يجرمون تركيا ليس في أرمينيا فقط بل في الجزائر كذلك!
من يدري ربما كانوا مع سكان جيجل عندما جاء خير الدين وأخوه باباعروج لطرد الإسبان وإحتلال جيجل والجزائر حسب رأيهم,أو ربما أن أحدهم كان من حملة مروحة الداي حسين عندما أمضى وثيقة تسليم الجزائر لفرنسا على طبق من ذهب,لقد كان بالأحرى لهم أن يتركوا مهمة البحث في ذلك للأستاذ أبو القاسم سعد الله وكتاب التاريخ فهاته حرفتهم..
والآن دعنا نسأل معلم التاريخ عن بعض جرائم فرنسا في الجزائر,أنا بإعتباري أحد الذين مستهم جرائم فرنسا الفاشية في الجزائر,وكنت رضيعا ,لا يهمني إعتذارها بقدر ما تهمني المطالبة بإعترافها وترك التاريخ يعاقبها,جريمتك يافرنسا لاتسقط بالتقادم,فجراحنا مازالت تسيل دما إلى يوم الدين,ولايهمنا تخادل وتواطؤ بعض أبناء جلدتنا ,مسؤولون خانوا أمانة الشهداء, أو أولاد بشغاوات أوحركى رضعوا حليب الخيانة أبا عن جد, أما نحن من إحترقنا بنارها لأننا أردنا أن نتحرر, فسنكره ونحتقر ونتذكر كل أفعال فرنسا وسنبلغ ذلك إلى أبنائنا وأحفاذنا إلى يوم الدين,أو حتى يتم تصحيح التاريخ وتسجيل فرنسا كدولة نازية كذلك .
دشرة مسعودة فتحت دراعيها للثورة المباركة من أول يوم وأحتضنتها بقوة,دشرتنا إستقبلت زيروت يوسف وخطب في أهلها مبشرا بالثورة ولخضر بن طوبال وعلي كافي وصوت العرب,شاركناهم أكواخنا ومانملك من زيت ودقيق وغطاء,شبابنا ورجالنا ونساؤنا كلهم شارك في الثورة بطريقته وحسب إستطاعته,نمنا تحت أشجار البلوط وتحت المطر هاربين من وحشية الإستعمار, وكثير منهم إستشهد ,ومنهم من عاش ليصاب بخيبة أمل كبيرة ويعاني من البطالة والهجرة والفقر لمدة نصف قرن في ظل حكومة الإستقلال حتى اليوم.

عندما علم الإستعمار بدور دشرة مسعودة الثوري عاقبها عقابا شديدا,حرق البيوت والأكواخ,شرد السكان لسنوات في الغابات المجاورة,عذب الرجال والنساء وأرسل الجميع إلى المحتشدات.
حكت المرحومة والدتي قصة ذلك اليوم المشؤوم من ماي 1957,كانت تقوم ببعض الأعمال المنزلية وفجأة سمعت هدير الطائرات في سماء القرية تلاه إنفجارات قوية في وسط القرية أين تكثر أشجار الزيتون الكبيرة,كان كوخنا يبعد مئات الأمتار عن مكان سقوط القنابل إلا أن أجزاء معدنية كانت تصلنا وهي تحدث صفيرا مرعبا,لم تعرف ماذا تفعل فوضعتني(رضيعها, 3 أشهر) في ضهرها وحملت أخي(3سنوات) على ذراعها وأخذت عمي(7سنوات) من يده وجرت,جرت بدون أن تفكر لأن الجو كان مرعبا حقا,سماء القرية أصبحت سوداء,أزيز الطائرات والقنابل كان يصم الأذان,إتجهت نحو منطقة الخطر دون وعي منها وعندما إقتربت من الشعبة(واد صغير) حلقت هليكوبتر فوق رأسها ,تكاد تلامس أغصان الزيتون,أخرج أحد الأوغاد رأسه ,وصوب رشاشته نحوها وهو يصيح ويقهقه:توقفي يافاطمة,لاتهربي….. لم تبال به وأكملت هربها .
وهناك وأمام بئر للسقي أحست بالدنيا تضيق حولها ولم تستطيع أن تتحرك أكثر,ومافعلته بعد ذلك يبين مدى الضيق الذي كانت تعانيه,وكانت الطائرات الحربية قد أكملت 150غارة وأفرغت حمولتها وبقيت الطائرات العمودية تحلق على إرتفاع منخفض,دفعت بأخي نحو البئر لأنها رأت الموت يقترب منا فتشبث بثيابها قائلا أمي! وهنا إستيقضت مذهولة لماكانت تنوي فعله,جلست وقرأت الشهادة وأستغفرت الله ثم قالت ليحدث مايحدث,لتقتلنا العموديات إن شاءت,سوف لن نتحرك حتى نسترد أنفاسنا,وواصلنا تسلق الجبل بعد ذلك وإذا بنا أمام مشهد فظيع,عند مدخل غار كانت إمرأة من القرية من عائلة بوقرة مقطوعة الرأس ورضيعها يبكي بالقرب منها داخل الغار,لقد إستشهدت بعدما أنقذت رضيعها ووضعته في مكان آمن ولم تتركها قنابل الطائرات تنجو أوتختفي معه.
في نفس اليوم خرج ثلاثة أطفال من عائلة بوشة وبن شويخ للعب تحت أشجار الزيتون, وبدون إنذار أو تحذير جاءت شظايا الموت من طائرات فرنسا فقتلت بنتين وقطعت جزء من رجل الطفل الذي كان يلعب معهن,زحف المسكين بدمائه وأختفى في كهف قريب وحيدا مجروحا يئن من الألم وبات هناك وحيدا مجروحا ,هل كان هؤلاء الأطفال فلاقة أو جنود؟ أكيد أنه في نفس اليوم كان هناك أطفال بروفانس في فرنسا يلعبون في أمان.
وفي طرف آخر من نفس حقل الزيتون كانت الأختان جعبوب تلعبان في براءة ودون تفطن إلى الوحوش الجوية التي جاءت في طلعات وحشية,إنفجرت قنبلة قريبا منهما فقطعتهما إربا إربا وبترت رجل زوجة عمهما-التي لازالت تعيش حتى اليوم- وقتلت طفلها كذلك,هاته السيدة العظيمة وهي أخت مجاهد وشهيد, تروي الفاجعة وتقول أنها شاهدت القطط تأكل أكباد الطفلتين.لنا هنا أن نسأل السيد جوبي بأي ذنب قتلتم هؤلاء الأطفال الخمسة؟هل جاءتكم معلومات بأنهم كانوا إرهابيون رضع؟
ونسأل ساستنا,أحباب فرنسا واللاهثين وراءها,هل فقدتم حقا صبيانا كصبيان دشرة مسعودة وبنفس الطريقة النازية؟
في ذلك اليوم فقدت الدشرة 22شهيدا أغلبهم أطفال ونساء من عائلات جعبوب وبوشة وبن شويخ وبوضرع وبن عياش وبيرم وغيرهم,لم يكن هناك جنديا أو مسؤولا مدنيا واحدا,كل مافي الأمر أن فرنسا أرادت أن تنتقم من القرية لأنها آوت الولاية الثانية والمستشفى الولائي لأكثر من سنة وأن كل أبناء الدشرة كانوا من المجاهدين بدون إستثناء .
بعد القنبلة حطت المروحيات في هضبة ”أغيل” وجاء الجنود الفرنسيين متلهفين لرؤية أشلاء الفلاقة لكنهم وجدوا نساءا قطعت رؤؤسهم وأرجلهم ,ووجدوا أطفالا أكلت القطط أكبادهم,فأنصرفوا كبرابرة نازيين منهزمين وربما نادمين وخائفين ومذعورين لأنهم إرتكبوا جريمة بشعة في حق الإنسانية,بعد تلك المجزرة بشهور ساقونا إلى المحتشدات وسكنوا في بيوتنا حتى الإستقلال.
هل يتوقعنا المسيو جوبي أن ننسى وتبقى فرنسا بدون إعتراف وعقاب,ولو معنوي؟ نحن في دشرة مسعودة وفي كل الجزائر لا نوزع صكوك الغفران مجانا ,وعلى فرنسا أن تطلب هاته الصكوك في الفاتيكان أو تعود إلى مداشرنا ومدننا وتعترف بذنبها وحينها نستطيع أن نخطط مستقبل شعبينا بدون عقدة وبناءا على المصالح المشتركة للبلدين.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

إلى أين تتجه سوريا؟

أحسن بوشة – 15/01/2012

مضت الأن عشرة أشهر منذ إنطلاق الإحتجاجات الشعبية في سوريا وسقط فيها ألاف الضحايا وفيهم الكثير من الأطفال والنساء للأسف,وتراجع الإقتصاد السوري بنسبة كبيرة وعمت الفوضى في كثير من المدن والأحياء السورية,ولايبدو هناك حل في الأفق إلا التدخل الخارجي لإسقاط النظام,أوالتدخل الأمني العنيف للنظام لقمع وإسقاط الإحتجاجات.

إن مطالب الشعب السوري مشروعة,فليس هناك نظرية سياسية أو إجتماعية أو دين سماوي يقر بإستيلاء مجموعة معينة من أبناء الوطن على مقاليد الحكم وأحتكاره إلى ما لانهاية, بأية حجة من الحجج,فالدين لله والوطن للجميع, وأي نظام حكم يجب أن يكون نتيجة عقد بين الحاكم والمحكوم,فإذا أخل أحد الطرفين بشروط العقد وجب بطلانه.المشكل أن أغلب عقود الحكم في البلدان العربية هي عبارة عن بيانات رقم واحد,أو فرض أمر واقع من على ظهر دبابة ,أو بتنصيب وراثي من أيام لورانس العرب وتركة سايكس بيكو! ففي سوريا مثلا نعرف أن حكم بشار الأسد جاء بالتوريث عن أبيه,الذي بدوره جاء إلى الحكم بإنقلاب عسكري على من سبقوه,وفي قطر نصبت عائلة آل ثاني من طرف بريطانيا بعد إنشقاقهم عن البحرين.
في مطلع السنة الماضية وعندما بدأ الربيع العربي يعم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأنتشرت الإحتجاجات مطالبة الأنظمة الديكتاتورية بالرحيل لأنها لم تحترم أي عقد حكم عادل مع رعيتها, رأى أطفال درعا السورية أن يعبروا عن شعورهم بكتابات على الحائط تطالب بربيع سوري وبعقد حكم عادل جديد, لكن رد فعل الأمن السوري كان بشعا ومرعبا, إذ إنطلقوا في تعذيب براعم الربيع السوري بإقتلاع أظافرهم, وهو ما أغاض أهلهم ودفعهم للتظاهر والإحتجاج, وكان يمكن أن تكون الإحتجاجات أقل عنفا لو عرفت الحكومة السورية كيف تتعامل معها بحكمة ,لأن الشعب السوري شعب طيب ومثقف وله سلوك حضاري, غير أن تغلب التيار الأمني في أوساط السلطة دفع بالأمور إلى التصعيد وتحولت الإحتجاجات من مطالبة ببعض الإصلاحات إلى المطالبة برحيل النظام كله,وأزداد التصعيد مع تبني قطر والسعودية للإنتفاضة ولجماعة برهان غليون دون غيرها من أطياف المعارضة كتنسيقية هيثم المناع, كما أزداد التصعيد بتحريض من فرنسا وبواسطة قناتي الجزيرة والعربية والأموال الخليجية المسخرة للفتنة,وبالتدريج تحول هذا التدخل الخليجي بإيعاز من الدول الغربية,إلى تدخل بواسطة الجامعة العربية في محاولة لتدويل الأزمة على غرار ماحدث في ليبيا.
وبالمقابل لجأ النظام في سوريا إلى طلب المساعدة من أنصاره في لبنان والعراق وإيران وروسيا لتشكيل جبهة مقاومة للتغيير
وبعدما مرت أسابيع من لعبة القط والفأر بين الجامعة العربية والنظام السوري في أروقة الجامعة العربية, تحولت اللعبة إلى داخل سوريا عندما أمضى النظام على ما سمي ببروتكول الجامعة العربية والذي ينص على إرسال بعثة مراقبين عرب لمراقبة الوضع في سوريا وحماية المحتجين, وعندما أطل علينا مراقب الجامعة العربية الجزائري أنور مالك على قناة الجزيرة وأتهم الجامعة العربية بالتواطؤ مع الحكومة السورية بالتستر على قتل المدنيين, فهو ولاشك أمر أبهج النفوس الخليجية والغربية على السواء لأنه يطعن في مصداقية البروتكول وبالتالي يساعد في دفع الإنتفاضة إلى التدويل, فهذا الظهور الشجاع من طرف نوار عبدالمالك, يطرح عدة علامات إستفهام حول مدى نجاعة وفعالية مهمة المراقبين العرب برئاسة الفريق محمد الدابي في إعادة الأمن والهدوء إلى المدن والشوارع السورية وحماية المتظاهرين من الشبيحة وجرائمها.
*من نصدق الملازم نوار عبد المالك, أم الفريق الدابي؟!*
دعنا نعود أولا بضعة الأسابيع إلى الوراء,فحينما قبلت سوريا ببروتكول الجامعة العربية لمراقبة الأوضاع داخل سوريا, حينها ولاشك كان النظام السوري يكون قد تلقى بعض الضمانات من أصدقائه داخل الجامعة ونصحوه بإمضائه, لأنه بروتكول لايقدم ولايؤخر ولايشكل أي خطر على إستمرارية النظام, وقد بدأ يظهر الآن بأن الفريق الدابي, أو الثعبان كما يسمونه في السودان, وفرقته سيقومون بنزهة في الجامع الأموي وبزيارات خاطفة لحي بابا عمرو في حمص لذر الرماد في العيون الخليجية والغربية لاغير,وقد بدا ذلك واضحا من الطريقة التي جمعت بها هيئة نبيل العربي الفوج الأول من المراقبين,حيث طلبت هاته الهيئة من بعض الحكومات العربية و من بعض منظمات حقوق الإنسان العربية إرسال بعض المراقبين من الذين لهم خبرة وخلفية أمنية ,أوهكذا يقولون, وبعض النشطاء الحقوقيين,ومن هنا وقع الإختيار على الجزائري أنور مالك بحكم علاقته بمنظمة حقوقية في باريس ولعلاقته وصداقته للمعارض السوري هيثم المناع..لقد أرسلت الجامعة العربية بعثة مشكوك في كفاءتها وربما حتى في نزاهتها.
فمثلا لو أخذنا في الحسبان تصرفات أنور مالك المتناقضة والمشبوهة أحيانا, وسرعة إنسحابه من بعثة المراقبة العربية في سوريا,ثم ظهوره السريع في قناة الجزيرة المملوكة من طرف الكرماء سماسرة الدفع البترودولاري في الدوحة,فإن الأمر لايبدو طبيعي بتاتا,بل فيه سمسرة خليجية ومتاجرة بالدم السوري,فهل دفعت قطر أموالا لنوار ليقول ماقال,أم هي مجرد صحوة ضمير من هذا الضابط السابق في المخابرات الجزائرية؟.
من جهة أخرى نرى الفريق الدابي يعطي تطمينات حول الدور الإيجابي لفريقه في مراقبة وكبح جماح الشبيحة القبيحة, مع العلم أن آلة القتل لم تتوقف يوما,فعلى أي أساس بنى الدابي تصريحاته المتفائلة ياترى؟ فمن نصدق ياترى؟ الأسد بخطابه التهديدي والممل المليء بوعود للإستهلاك فقط ,أم الغليون بمعارضته الباريسية, أم الملازم نوار عبدالمالك وغيرهما من جماعة صالونات باريس, أم الفريق الثعبان البربري الدابي وماضيه المشبوه في دارفور؟!*
هل الجامعة العربية أصبحت متواطئة في لعبة اللعب على الوقت لإبقاء النظام السوري؟ هل بقاء النظام سيحفظ الدم السوري أكثر من جر البلاد إلى حرب أهلية والثورة التي تدعو إليها الجزيرة وجزء من المعارضة والجيش الحر؟
الشيء الأكيد أن تصرفات الغليون والدابي ومالك, كلها مرتبطة بما تسطره عواصم الغرب لمستقبل نظام الحكم في سوريا بما يتلاءم وخططها لحماية إسرائيل ومعاقبة إيران وحزب الله,كما أن هاته العواصم الغربية لها إتصالات دائمة مع الروس والصينيين لمحاولة إسكاتهم أو دفعهم للتخلي عن النظام السوري ولإيجاد مخرج للأزمة في سوريا.
وأخيرا ثمة سؤال آخر قد يتبادر إلى الأدهان وهو إلى أين تتجه سوريا الآن نظاما وثورة؟
من الواضح جدا من خطاب الرئيس الأسد الأخير ,ومن مجريات الأحداث في سوريا ,أن الثورة السورية مقبلة على إختبارات عسيرة ومحاولات مستميتة من النظام وحلفائه لإجهاضها,النظام السوري يقوم الآن بهجوم مضاد مبني على التجربة الجزائرية في التسعينات ومابعدها,الحل الأمني المصحوب بإصلاحات شكلية مع وجود البعثة الدابية للتغطية ,أي الوعد بإصلاحات مفصلة على مقاس السلطة وتحفظ مصالحها ومصالح حلفائها الأغنياء في دمشق وحلب, مثل صياغة دستور جديد متبوع بإنتخابات شكلية, وفي نفس الوقت محاربة ماتسميه بالإرهاب والضرب بيد من حديد لكل معارض ,مسلح أو غير مسلح,يشكل خطر على النظام حتى يتم القضاء على الإحتجاجات.
إن الشعب السوري الطيب يكون قد وقع فريسة لعدة أطراف داخلية وخارجية,فقد غرر به الخليجيون وحرضوه على الثورة لإسقاط النظام لينتقموا من إيران وحزب الله ,وغررت به جماعة إسطنبول من خلال تقزيمها لباقي أطراف المعارضة السورية ودعوة الجيش إلى الإنشقاق والقيام بعمليات ضد النظام, ثم غررت به الجامعة أخيرا ببرتكول شكلي يشرف عليه الفريق محمد الدابي البربري(نسبة إلى منطقة بربر شمال الخرطوم),رجل مخابرات وعسكري بإمتياز وصاحب ماضي مشبوه في دارفور وصديق حميم للبشير, ويعتبر من أعداء حقوق الإنسان أو أي تدخل لمحكمة الجنايات الدولية في السودان أو غير السودان.
وخلاصة القول أن التدخلات الخارجية وتحريض وسائل الإعلام وفبركتها للحقائق في كثير من الأحيان يعتبر تدخل غير سليم في شؤون الثورات العربية وقد يسبب فوضى ومضرة ويسيل دماء الأبرياء,فنعم لمساعدة الشعوب في محنتها وصراعها ضد الأنظمة بطرق حذرة وواقعية ,ولا لأي تدخل مبني على حسابات خارجية وآجندات مشبوهة,ويبقى أحسن حل في الحالة السورية هو توحد المعارضة الداخلية والخارجية ومواصلة الإحتجاجات بطرق سلمية ,والإبتعاد عن باريس والدوحة قدر الإمكان لكي لاتعطى فرصة للنظام لتحويلها من إحتجاجات جماهيرية مشروعة إلى حرب أهلية طائفية يسهل على النظام سحقها بحجة محاربة الإرهاب والتدخل الخارجي كما حدث من قبل في الجزائر.
لكن نجاح سيناريو كهذا يبقى أمر مستبعد لأن النظام السوري متشبث بالبقاء وهو مستعد لودإ أي معارضة تشكل خطر على بقائه وماطرحه للإصلاحات إلا مراوغة لربح الوقت ليتجاوز الأزمة الحالية.
أما السيناريو الأكثر إحتمالا فسيكون الإتجاه نحو حرب أهلية تسيل فيها الكثير من الدماء ولن تنتهي إلا بعمل تنسيقي بين تركيا والناتو والجيش السوري الحر بتمويل خليجي وبمباركة إسرائيلية طبعا, بعدما يتم إقناع روسيا بإلتزام الصمت أو يتم شراؤها إن أقتضى الحال حتى يتم إسقاط النظام وحينها سيكون مستقبل سوريا غامضا.

من هو أنور مالك؟
ولد نوار عبد المالك(وهذا هو إسمه الحقيقي) في منطقة الشريعة تبسة سنة 1972 ,ضابط في الجيش الجزائري في التسعينات,كاتب وصحفي الآن.تحصل على اللجوء السياسي في فرنسا بعدما سجن وعذب في الجزائر حسب تصريحاته.
إنتقد قناة الجزيرة في مقالات سابقة لكنه لجأ إليها ليطلق إتهاماته النارية للنظام السوري لقمعه وقتله لشعبه ولتلاعبه بمراقبي الجامعة العربية؟.!

من هو الفريق الدابي؟
حسب موقع أسكي السوداني:
“يرتبط الدابي (63 عاما) بعلاقة وثيقة بالبشير، وهو من قبائل شمال السودان؛ حيث وُلد في مدينة (بربر) شمال الخرطوم في فبراير (شباط) 1948، وتخرج في الكلية الحربية برتبة ملازم عام 1969، وهو العام الذي استولى فيه الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري على السلطة (1969 – 1985)، وعمل الدابي في الاستخبارات العسكرية في 30 يونيو (حزيران) 1989، تاريخ استيلاء البشير على السلطة في انقلابه الشهير على الحكم الديمقراطي.
استمر الدابي في الاستخبارات حتى عام 1995؛ حيث تولى منصب مدير الأمن الخارجي في جهاز الأمن السوداني في الفترة من يوليو (تموز) 1995 حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 1996.
وترقى الدابي في الرتب والمناصب العليا في الأمن والجيش؛ حيث عينه البشير نائبا لرئيس هيئة أركان العمليات الحربية، وهي الفترة التي شهدت أعنف المعارك العسكرية بين قوات الجيش الحكومي وثوار الجيش الشعبي (متمردون جنوبيون سابقون استقلوا الآن بدولتهم جنوب السودان)، وظل في ذلك المنصب حتى فبراير 1999، ومن ثم عينه البشير ممثلا عنه في ولايات دارفور ومسؤولا عن الأمن بتفويض وصلاحيات الرئيس قبل إعلان التمرد عام 2003.
في الفترة من عام 2003 إلى عام 2004 عمل الدابي سفيرا لبلاده لدى قطر، وبعدها عاد إلى السودان ليعمل ممثلا عن الرئيس البشير في دارفور مرة أخرى، وعقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1592 عام 2005، الذي بموجبه تم تشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم ارتكبت في دارفور، أصدرت محكمة الجنائيات الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وألحقتها بمذكرة أخرى باتهامه بجريمة الإبادة الجماعية في دارفور، وكانت هذه القرارات وراء تعيين الدابي منسقا وطنيا للحملة السودانية المناهضة لقرارات المحكمة الجنائية الدولية”.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

دمعة في الذكرى العشرين للنكبة الوطنية

أحسن بوشة – 11/01/2012

غدا تمر الذكرى العشرين لإلغاء الدور الثاني من الإنتخابات التشريعية الجزائرية بعدما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بأغلب مقاعد الدور الأول,إنتخابات لم تأت بالصدفة أو بصدقة من أحد بل جاءت كنتيجة لأحداث وثورة 5 أكتوبر 1988 الشبابية, حتى وإن أراد البعض تلطيخ سمعة تلك التضحيات بكونها مجرد حرب بين أجنحة النظام المتصارعة فيما بينها على من يحكم البلد لا غير, لكن حقيقة الأمر أنها كانت ربيع جزائري مبكر بإمتياز وذلك بغض النظر عن من أشعل فتيلها أولا.

اليوم دعنا نقف وقفة تأمل نلتفت فيها إلى ماحدث سنة 1992 لنرى كيف كان المصاب فظيعا لأغلب العائلات الجزائرية, ولنا أن نتسآل هل حقا كانت الجزائر معرضة للخطر في حال وصول الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى الحكم؟وهل الثمن الباهض كان من الواجب دفعه؟

وأورد هنا قصة شابين من أقاربي وأصدقائي فقدناهم في المحنة الوطنية,فقدانهم كان خسارة للوطن قبل أن تكون خسارة للعائلة والأقارب والأصدقاء.

في البداية دعنا نقول بإن العملية الإنتخابية برمتها كانت من تخطيط وإشراف السلطة في ذلك الوقت وتحت الرعاية السامية للرئيس بن جديد,والأحزاب المشاركة كانت بترخيص من وزارة الداخلية والسلطات الأمنية,الناخب والمنتخب كان مواطنا جزائريا عاقلا مئة بالمئة وله الحق في الترشح وفي التصويت,بل إن أغلب مرشحي الفيس كانوا أساتذة ومهندسين! خطابات وبرنامج الجبهة كانت معروفة قبل السماح بنشاط الجبهة وعند إجراء الإنتخابات.

السؤال الذي يطرح نفسه إذا, هل كانت السلطة الحقيقية تعرف أن حزب كهذا ببرنامجه ومرشحيه سيكون خطرا على الجزائر في حالة فوزه بالإنتخابات والوصول إلى البرلمان؟فلماذا منحته شهادة الميلاد إذا,ولماذا تركته يتجمهر ويترشح للإنتخابات؟

قال لي قريب عزيز علي ,وهو أحد إطارات الجبهة وإسمه عبدالحميد, أنه كان مع المرحوم محمد السعيد من المبعوثين من طرف الشيخ أحمد سحنون-رحمه الله- إلى مسجد السنة في باب الواد للطلب من الشباب هناك التريث في تأسيس حزب سياسي والإنشغال والتركيز على الدعوة والتعليم والتربية عوض ذلك, حتى يتكون الشعب ويتأهل أكثر لتبني وإنجاح برنامج حكم إسلامي في المستقبل,غير أن حماس الشباب وأسميهم هنا شباب الربيع الجزائري, تغلب على حكمة ورؤية الشيخ سحنون وكان أن تأسست الجبهة الإسلامية للإنقاذ في ذلك اليوم,وطبيعي أنه كان هناك الكثير من الإنتهازيين وصيادي الفرص الذين إنخرطوا في الحزب الجديد خاصة عندما شاهدوا نجاحاته في الإنتخابات البلدية والولائية وهؤلاء لعبوا دورا في تشويه صورة الجبهة بإستيلائهم على أراضي وعقارات وقد غادروها بعد ذلك إلى أحزاب أخرى أو تحولوا إلى تجار حاويات ومقاولين.

عندما إقتربت الإنتخابات طلب شيوخ الفيس من إطارات رابطة الشيخ سحنون ومن كثير من الأساتذة والمثقفين المساندين لمشروعهم الإسلامي بالترشح بإسم الجبهة الإسلامية للإنقاذ لخوض الإنتخابات التشريعية,هؤلاء المترشحون كانوا في أغلبهم شباب ولهم سمعة طيبة عند المواطنين ولهذا فاز الكثير منهم في الدور الأول ومنهم إبن خالي وصديقي عضو رابطة الشيخ سحنون.

غادر الشمال القسنطيني غداة الإستقلال طفلا صغيرا رفقة عائلته,تربى في حي سوسطارة الشعبي ,لعب الكرة في ”الجنيْنة” ومع فريق باب جديد ,ودرس هناك وكان يحب إتحاد العاصمة حتى النخاع,سنوات بعد ذلك إلتحق بثانوية عقبة ومنها ذهب ليدرس الشريعة في الجامعة الإسلامية في الدينة المنورة,عاد إلى الوطن بعد التخرج وأصبح أستاذ التعليم الثانوي كما أصبح مدرسا في بعض مساجد العاصمة وهنا إنخرط في رابطة الدعوة للشيخ أحمد سحنون.

ترشح في دائرة الجزائر الوسطى ونال أكثر من أصوات 60% من أصوات الناخبين في الدور الأول أمام منافسة قوية,إجتماعيا كان ينتمي إلى عائلة شعبية فقيرة تسكن بيت صغير قديم مكون من غرفتين وقاعة جلوس في حي سوسطارة,سألته مرة المرحومة والدته لماذا لم يسأل ضابط كبير تعرف عليه في الحج ليساعده في الحصول على سكن ,فكان رده أنه قدم طلب في الثانوية وعليه أن ينتظر دوره,وحتى عندما تزوج ,وكان صديقه المرحوم بوسليماني هو من فتّح للزواج,تحتم عليه أن يشارك البيت الصغير مع والديه وأخويه المتزوجين.

نعم أعرفه منذ أن كان صبيا,قمة في الأخلاق والنزاهة,بعيد عن أي تطرف أو ظلامية,كان يحب الوطن حبا جما,وأتذكر أنه قال لي مرة أكملوا دراستكم في الخارج وأرجعوا لتفيدوا الوطن وتعملوا مع حكومة الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

عندما ألغيت الإنتخابات وفتحت المعتقلات,فسجن من سجن وهرب إلى الخارج من هرب وقتل من قتل ومنهم إبن خالي الذي إغتالته أيادي الجيا مع محمد السعيد بتهمة الإنتماء إلى جماعة الجزأرة(حسب مابلغنا), ذون أن تمنح لهما الفرصة لدخول البرلمان وممارسة التشريع وفقا للشرعية الشعبية التي منحت لهما وذون أن يتحصل والديه وعائلته على البيت الموعود.

ومن نفس القرية التي جاء منها عبدالحميد,جاء طفلا آخر إسمه عبدالوهاب,كان من أعز الأصدقاء كذلك,يحب الحياة والرياضة والرقص في أعراس القرية وكان وسيما جدا وقمة في الأخلاق,نال البكالوريا في مدينة الميلية وإلتحق بالجامعة في العاصمة وبعد تخرجه إلتحق بأسلاك الشرطة ليتخرج برتبة ضابط شرطة,كان عبدالوهاب أمل عائلته وأبوه الذي أفنى شبابه في المهجر ولذلك كان فخر الأهل ومبهاتهم الكبيرة بما حققه في العاصمة,غير أن كارثة المحنة الوطنية أصابت العائلة في فقدانه وهو يؤدي واجبه في كمين للجماعات الإرهابية في حي حسين داي في العاصمة,مات الضابط عبد الوهاب وبعده مات نائب القصبة قريبه وإبن قريته عبد الحميد وربما قد يكون الجاني واحدا,من يدري؟
!!

أمثال هاته القصص الواقعية المؤلمة تعد بالآلاف,فهل كان من الضروري الدخول بالبلاد إلى المجهول و إلى أدغال وأهوال الحرب الأهلية؟
اليوم بعد عشرين سنة,قد نجد بعض العزاء عن فقدان الأحباء في المأساة الوطنية, لو أن الوئام المدني والمصالحة الوطنية نجحا في إحقاق الحق وإرجاع الجزائر إلى الطريق السليم,قد تجد زوجة وأبناء عبد الحميد بعض العزاء لو أن المصالحة حملت لهم حقوقهم وردت الإعتبار لمن إنتخبه الشعب نهارا وجهارا,وقد تجد عائلة عبد الوهاب العزاء لو أن شوارعنا خالية من الفساد والجريمة كما تمناها إبنهم.
لكن واقع حال الجزائر اليوم يدفعنا لذرف أكثر من دمعة على عبد الحميد وعبد الوهاب وعلى الآلاف الذين فقدناهم معهم,شباب مساجد,رجال أمن,جنود,إطارات ونشطاء الفيس…كلهم كانوا خسارة للجزائر, واقع الحال يقول أن إلغاء الإنتخابات كانت خطيئة كبيرة لاتغتفر,فالجزائر تسير في نفق مظلم,التجربة الديمقراطية مشوهة,الجريمة والفساد كلاهما معشش في كل ركن,الشعب عازف عن السياسة ويلهث وراء سقف ولقمة عيش,والسلطة القائمة مازالت لم تفهم شبابها وشعبها وتلبي مايطمحون إليه من حياة كريمة مثل باقي الشعوب الأخرى,فإلى أين نحن متجهون ياحكام البلاد, إن الرداءة و حثالة القوم قد هووا بالبلد إلى الجحيم؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

ماذا تريد حركة مجتمع الغمس؟

أحسن بوشة – 05/01/2012

قام الشيخ أبوجرة سلطاني مؤخرا بزيارة الدوحة أو مكة االربيع العربي,كما يحلو لحكامها ومن يدور في محورهم ويعتلف من بترودولاراتهم رؤيتها وتسميتها,من هناك ومن الجزيرة,منبر وبوق من لا بوق له,من دوحة عرب الثورات والبترودولار برّح الشيخ وأفشى السر الكبير والخطير,لقد حان الوقت لإنفراط عقد التحلُّف(بلغة السيد يزيد زرهوني وزير الداخلية السابق) الرئاسي وأنه قد آن الأوان لتغيير طريقة الغمس والإعتلاف في الجزائر! فلا شراكة بعد اليوم مع التجمع الوطني للبقارة ومع جبهة الآفات السياسية الوطنية, فالسباق الذي أطلق صفارته في سيدي بوزيد البوعزيزي رحمه الله ,مفتوح للسبي والغنم في الجزائر ولمن يريد أن يحلب البقرة لوحده ويستأثر بالكوطة(الحصة) الكبيرة لأنصاره, وبعد أسابيع من عودته إلى قواعده في الجزائر ولقائه بالشيوخ والحرائر, صرح الشيخ أن زواج سبعة سنوات بين حركته وباقي أحزاب الإعتلاف الرئاسي قد أفلس ووصل إلى نقطة يستحيل معها إستهلاك هذا الزواج الذي عقم فجأة,لأن أطراف الزواج كلهم يريدون أن يلعبوا دور الزوج, ولذلك يجب اللجوء إلى تحكيم الشرع والذهاب إلى الطلاق..

واليوم هاهو الشيخ يحج إلى حضيرة الباب العالي ليقدم الولاء مسبقا لحكام أنقرة طمعا في مساندتهم له لتحقيق حلمه المسطر لسنة 2012 لحكم الجزائر وضمها إلى الخلافة العالمية الجديدة.
وفي نفس الوقت وفي سبيل تحقيق حلم الحركة في الوصول إلى قصر المرادية, إجتهدت قيادتها في لعب أدوار تصب في مجملها في اللعب على عاطفة الناس مثل مؤازرة معاناة سكان غزة في محنتهم, تهنئة إخوان مصر وتونس لفتوحاتهم,ومغازلة أنصار الحركة في الجزائر في الوعد بالحصول على حصصهم من الغنائم الوطنية كالوظائف وغيرها.
هنا يجب أن نطرح سؤال مشروع وهو ماذا قدمت حركة مجتمع السلم حتى الآن للجزائر؟ وهل من أمل في حصولها على أغلبية مريحة في حالة حدوث المستحيل وهو إجراء إنتخابات حرة ونزيهة في الجزائر؟
في البداية لوسألنا المواطن البسيط عن رأيه في ما قدمته حركة مجتمع السلم للجزائر منذ إنخراطها في العملية السياسية في الجزائر,خاصة في البلديات التي تحكمها لما تلقينا ردا شافيا يؤكد اللغة التي يتحدث بها جماعة حمس في مشاركتهم الفعالة في تحقيق الحكم الديمقراطي الراشد في بلادنا أو في بناء مجتمع سلم إسلامي متقدم حسب أدبيات الحركة, أو على الأقل ترجمة توجهاتهم الإسلامية في تحقيق الأخوة والعمل والنزاهة والمساواة بين الناس. لو نظرنا إلى الواقع فإن البلديات والشركات والوزارات التي يحكمها إطارات حماس لاتختلف في شيء عن تلك التي يسيرها غيرهم,فهناك كثير من قضايا الفساد التي عرفتها وزارات الأشغال العمومية والتجارة وغيرها,وداخليا الحركة لم تعرف أي ممارسة ديمقراطية أو أي تغيير في قيادتها منذ ولادتها(فالشيخ نحناح رحمه الله غيبه الموت وليس الصندوق الداخلي للحزب).
من جهة أخرى فإن ممارسات الكثير ممن ينتسبون إلى حمس من المقاولين ورجال الحاويات والتجار تظهر مدى مهارتهم في تسلك سلم الثروة بسرعة مذهلة لا علاقة لها بإي قانون إقتصادي أو أخلاقي,من يريد أن يتأكد من كلامي فليذهب إلى مناطق الحدود أو إلى البليدة عاصمة المتيجة ليرى البلاء الكبير للمقاولين الإخوان في الإستيراد والإستحواذ على الأراضي والعقارات والمشاريع,ومن يريد أن يتأكد أكثر فليذهب إلى قواعد ومدن البرلمانيين والوزراء الحمسيين,السابقين واللاحقين,ليرى علامات النعمة الكبيرة التي ظهرت على عائلاتهم وأقربائهم,وآخرا وليس أخيرا ,كلنا نتذكر وعد زعيم الحركة لأتباعه في إحدى تجمعاته, بولاية من ولايات الغرب الجزائري, وهو أن الحركة قد ضمنت كوطة أو حصة محترمة من الوظائف لأنصارها, ولانعرف ماهو الثمن الذي دفعته الحركة مقابل ذلك؟ ولا نعرف إلى أي حد نجحت حمس في حل مشكل البطالة لذى أنصارها وأقرباء إطاراتها على الأقل؟
واقع الحال يقول أن أغلب إطارات حمس من مدراء وسفراء ووزراء هم كذلك قد مارسوا اللحس والغمس مثل الجميع ولا ندري من أين ستأتي شعبيتهم,أو كيف يمكن أن نضع الثقة فيهم لينفردوا بحكمنا.
وعلى صعيد المشاركة في الحكم ,فدور حماس لايتعدى كونه ورقة التوت التي تساعد في تغطية عورة نظام شمولي فاسد لم يسمح بحزب معارض فعلي أو بجريدة مستقلة حقا أو بقاض مستقل منذ عقدين من الزمن,فالجماعة تعرف هذا وتباركه وتشارك فيه ويخطيء من يحلم بعكس ذلك,ولذلك فهي لا تملك أية مصداقية عند المواطن خارج قواعدها ومتعصبيها.
بعد كل هذا, تطمح الحركة في أن تبلغ مابلغته حركة النهضة في تونس أو جماعة الإخوان في مصر,وتنال أصوات الأغلبية الصامتة أو أصوات جماعة المغضوب عليهم ,من طرف النظام, من أتباع جبهة الإنقاذ المشتتين والعازفين عن التصويت في أي إنتخابات لايسمح فيها لجبهتهم بالمشاركة فيها, فيجب أن يعلم النظام والشيخ أبوجرة أو الشيخ جاب الله وغيرهم, أن الكثير منا لن يصوت مادام الترشح محصور في أحزاب مرخص لها من طرف وزارة الداخلية وبإمضاء من لايؤمن إلا بالشرعية الثورية والوصاية والشمولية, وهي ما تسمى بأحزاب السلطة و ذيولها أرانب السباق المدجنة والمؤهلة للحس والغمس فقط, وأنه لن تقوم قائمة للديمقراطية في جمهورية لاعبها أحميدة ورشامها أحميدة كذلك.
خلاصة الخربشة يمكن القول أن تجربة حركة مجتمع السلم في المشاركة في الحكم في الجزائر لا تبشر بالخير ولم تأت بجديد للمشهد الديمقراطي الجزائري الهش ,إن لم نقل المزيف,ومن الغريب أن يعتقد بعض أتباع الحركة أنهم هم المواطنون النزهاء والأتقياء في حين ينغمسون كباقي الخلق في الحكم المبني على الرشوة والفساد والمواطن يرى ويسمع,وبعد هذا يطمحون إلى لعب ورقة الربيع العربي ونيل الأغلبية الشعبية على غرار الأحزاب الإسلامية في المنطقة,إن حمس قبل أن تطمح إلى بلوغ مابلغته النهضة في تونس لا بد أن تمارس دور المعارضة الحقيقية ويسجن شيخها ويعذب مناضلوها لسنوات قبل أن ينالوا ثقة الناخب الجزائري.
أما أن تعتقد ياشيخ أنه بزيارتك للدوحة أوأنقرة, أو بمواساتك لأهل غزة أوتهنيئتك للغنوشي وبنكيران, وأخيرا بمغادرتك للتحالف الرئاسي بعدما نامت في قطن وحرير الوزارة لعقد من الزمن, ومناضليك وإطارات حزبك في نفس الوقت منهمكين في الإستيراد المشبوه من شيفون تبسة إلى سموم الصين ,والحركة تشارك في برلمان البقارة ,وتسير وزارات ومؤسسات عشش فيها الفساد,وينتسب إليها ويمولها أشخاص أثرياء يعرف العام والخاص سلوكاتهم ومصدر ثروتهم ,ثم تطمحون لأن تنالوا أغلبية شعبية تؤهلكم لوضع يدكم على الغنيمة كلها بإسم الدين, فهذا لن يحدث أبدا في جزائر ديمقراطية,رفعت الأقلام وجفت الصحف.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

أين هو بوتفليقة؟


الأربعاء 08 ماي 2013 الجزائر: حميد يس /الجزائر: عاطف قدادرة /الجزائر: ش.محمد al khabar

cari_556562718
السلطة تداوي مرض الرئيس بالصمت

الحقوقي بن يسعد: الوضع الحالي يشبه فترة مرض بومدين

أفاد بيان للرئاسة، أمس، أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي عرفت حالته الصحية ”تحسّنا ملحوظا”، سيقضي ”فترة عادية من الراحة كما نصح به أطباؤه، وهو بيان مقتضب لا يجيب عن تساؤل أين هو الرئيس بوتفليقة، خصوصا بعدما أفادت مصادر استشفائية من فال دوغراس، أنه غادر المستشفى دون تحديد وجهته. وقال البروفيسور بوغربال، إنه لا يملك معلومات عن الرئيس وأحال سائليه على الوزير الأول لمعرفة تطورات الرحلة العلاجية لعبد العزيز بوتفليقة في مستشفى فال دوغراس. لكن من جهة الحكومة، لا شيء غير الصمت المطبق، حتى بعدما دخل غياب رئيس الدولة مدة تزيد عن 11 يوما كاملة، وهو وضع ـ قال عنه رئيس الرابطة الحقوقية بن يسعد ـ بأن ”الوضع الحالي يشبه فترة مرض بومدين”. وطالب رئيس عهد 45 والمرشح السابق للرئاسيات، بكشف التقارير الطبية للرئيس بوتفليقة، لتفنيد الشائعات المترددة في الشارع..

مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة

الإشاعة.. سيدة الموقف

يثـير غياب المعلومة الرسمية عن تطورات استشفاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بفرنسا، إشاعات وروايات مختلفة، متناقضة في كثـير من الأحيان. فمن ”الرئيس استعاد عافيته وسيعود قريبا”، إلى ”وجوده في حالة عجز كامل”، إلى ”انتقل مع عائلته إلى فرنسا غاضبا بسبب اتهام شقيقه بالفساد”.. تكرَس الجزائر على نفسها صورة ”الدولة المتخندقة” التي تنطوي على نفسها، رافضة مواجهة الأزمات في الوضوح.
وتقول آخر الإشاعات إن بوتفليقة متواجد حاليا في إقامة بضواحي باريس مع أفراد أسرته، وأنه لا يشكو من أي مرض، وإن سفره إلى العاصمة الفرنسية كان بمثابة ”حركة احتجاج” على ما يسميه الرئيس ـ حسب الاشاعة ـ ”التعرّض لعائلته بسوء”. ويقصد بالسوء، شبهة الفساد الموجهة إلى أقرب الناس إليه، شقيقه ومستشاره بالرئاسة السعيد بوتفليقة، المسؤول الأول عن تسويق صورة الرئيس، والحريص على أن يظهر شقيقه الأكبر في أحسن أحواله، طيلة سنوات حكمه الـ .14 وتتضمن هذه الإشاعة عناصر أخرى مفادها، أن الرئيس يعتقد بأن ”جهات في الدولة تتعمد الإساءة إليه شخصيا بضرب شقيقه، عن طريق توظيف قطاع من الصحافة لهذا الغرض”.
وتقول إشاعة أخرى متداولة حاليا في العاصمة، إن رئيس الجمهورية ”سيظهر قريبا في التلفزيون العمومي ليتحدّث إلى الشعب الذي وضع ثـقته فيه بأن انتخبه ثلاث مرات، ويصارحه بالحقيقة، وهي أنه لا يمكن أن يكمل عهدته الحالية حتى نهايتها بسبب حالته الصحية المتدهورة”. وتوجد جزئية أخرى شبيهة بهذه الإشاعة، تقول إن بوتفليقة ”يعتزم أن يشكر من يناشدونه الترشح لعهدة رابعة، بالتأكيد على أنه لن يطلب لنفسه فترة رئاسية جديدة، وأنه سيغادر الحكم بنهاية عهدته الثـالثـة”.
وعلى نقيض هذه الإشاعات، تتوفر أخرى تقول إن السلطات ”تستعد لترتيب استقبال شعبي غير مسبوق للرئيس، لأنه سيعود في القريب العاجل إلى أرض الوطن وهو في أفضل حالاته”. وعندما يعود، ستنطلق سنفونية ”العهدة الرابعة” من جديد وبأكثر قوة من حناجر نشطاء خلايا الدعم والمساندة، التي تتكوّن من الوزيرين عمر غول وعمارة بن يونس أساسا، ومن مئات الأشخاص في الأحزاب والجمعيات، وتحت إشراف السعيد بوتفليقة مهندس حملات التأييد لفائدة شقيقه خلال كل سنوات حكمه. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الطبيب رشيد بوغربال كان كثـير التصريح في اليومين اللذين أعقبا نقل الرئيس إلى ”فال دوغراس”، ثم توقف خطابه المطمئن على صحة بوتفليقة فجأة!!.
وتعكس تضارب الإشاعات حول تطورات مرض الرئيس، حالة من البؤس والرداءة على مستوى الاتصال المؤسساتي في الدولة التي تظهر مشلولة، وتغيب عن المسؤولين فيها المبادرة بتبليغ المعلومة الصحيحة وقول الحقيقة عن حالة بوتفليقة. وتفضَل السلطات في مثل هذه الظروف، الانطواء على نفسها تاركة المجال للمعلومات المضللة تأخذ مكان التواصل الرسمي الشفاف.
ويذكر نور الدين بن يسعد رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، في الموضوع، لـ ”الخبر”: ”النظام عندنا شبيه بالأنظمة الأحادية التي تركَز كل السلطات بين أيدي الرئيس، فإذا توقف الرئيس عن النشاط تصاب ماكنة الدولة بالجمود. وفي حالتنا، كان يمكن أن نرى مؤسسات في الدولة تتواصل مع المواطنين، كالوزير الأول لإبلاغهم بتطورات صحة الرئيس. ولكن غياب توازن السلطات بسبب انعدام الفصل بينها، أوصلنا إلى هذا الوضع”. وأضاف الحقوقي: ”غياب الاتصال المؤسساتي في البلاد، فتح الباب للتأويلات والإشاعات المتضاربة بشأن مرض الرئيس، فتلقفت وسائل الإعلام في الداخل والخارج الأخبار من مصادر مجهولة، وتقدّمها للمواطن الجزائري على أنها الحقيقة. ويذكَرني وضع البلاد الحالي بفترة مرض الرئيس هواري بومدين”.

الفرنسيون أكدوا مغادرته فال دوغراس
أين هو بوتفليقة؟

أفاد مستشفى فال دوغراس العسكري، في الضاحية الباريسية، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة غادر المستشفى، دون تقديم أية توضيحات حول وضعه الصحي وتاريخ مغادرته والوجهة التي أخذها، بينما أفادت رئاسة الجمهورية أن صحة رئيس الدولة ”شهدت تحسّنا ملحوظا وسيقضي فترة عادية من الراحة، كما نصح به أطباؤه”. فيما يبدو أنه رد على إشاعات وردت في بعض المواقع تحدّثت عن وفاته إكلينيكيا.
رفضت وزارة الدفاع الفرنسية التعليق على معلومة أوردها القائمون على محول الإستقبالات في مستشفى فال دوغراس الباريسي، من أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غادر مبنى المستشفى، وكذلك لم تعلق وزارة الخارجية الفرنسية، وحتى سفارة الجزائر في باريس، حول موقع تواجد رئيس الدولة. وذكرت النسخة الفرنسية للموقع الإلكتروني لقناة ”فرانس ”24، أن المستشفى لم يحدد الوجهة التي سلكها بوتفليقة ولا تاريخ مغادرته وحالته الصحية، لكن كل الإحتمالات تشير إلى أمرين؛ إما تواجده في إقامة بفرنسا، أو نقله لإقامة تتبع السفارة الجزائرية في بيرن السويسرية.
وبحسب نفس المصدر، فإن وزارة الدفاع الفرنسية التي تدير مستشفى فال دوغراس، رفضت إعطاء أية معلومات قائلة ”نحن لا نعطي أبدا معلومات حول مرضانا”. أما وزارة الخارجية الفرنسية، فرفضت أصلا التعليق على الموضوع، إذ من الواضح أن الفرنسيين يحرصون هذه المرة على عدم التعاطي مع موضوع صحة بوتفليقة، عكس تصرّفهم مع حالته في خريف .”2005
وأعلنت رئاسة الجمهورية، أمس، أن صحة رئيس الجمهورية ”شهدت تحسنا ملحوظا”، وأنه سيقضي ”فترة عادية من الراحة كما نصح به أطباؤه”، وهذه الإشارة تعتبر ردا على أسئلة كثيرة تدور حول مصير بوتفليقة.
وذكر البيان ذاته ”إن الفحوصات الأولى التي أجريت له بالمستشفى العسكري محمد الصغير نقاش بعين النعجة (الجزائر العاصمة)، يوم السبت 27 أفريل 2013، قد أظهرت أن حالته الصحية لا تبعث على القلق”. وخلص بيان رئاسة الجمهورية إلى أن ”أطباءه قد أوصوه بإجراء فحوصات طبية مكمّلة بالمستشفى الباريسي فال دو غراس، وبناء على نتائجها يشرع رئيس الجمهورية في فترة الراحة المطلوبة”.
وقد بات الغموض هو السيد حول الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بسبب تخلّف الحكومة عن تقديم أي بيانات منذ أحد عشر يوما من إصابته بـ ”جلطة دماغية” ونقله إلى فرنسا، مع تهرّب المسؤولين الجزائريين من الإجابة على الأسئلة حول صحته. وتشيع مراجع مقربة من الحكومة، أنباء عن تحسّن صحة بوتفليقة وأن قضية عودته للجزائر موضوع أيام فقط، لكن لا أحد من المسؤولين أجاب إن كان بوتفليقة ما يزال في مستشفى فال دوغراس العسكري بباريس؟ أم في إقامة خاصة في فرنسا؟ أم نقل إلى إقامة تتابع سفارة الجزائر في بيرن السويسرية؟.
ونقلت مصادر لـ ”الخبر”، أنباء يصعب التحقق من صحتها أيضا، تقول بعودة محتملة لبوتفليقة لأرض الوطن في ساعة متأخرة من مساء أمس.
للإشارة، فإن آخر البيانات الرسمية للحكومة، حول صحة الرئيس، تعود لليوم الثـاني من نقله إلى فال دوغراس، ومنذ ذلك التاريخ يسود التكتم الشديد على حالته الصحية، وحتى الطبيب الذي عاينه في الجزائر قبل نقله إلى باريس، البروفيسور رشيد بوغربال، اعترف بأنه لم يعد مخولا له الحديث عن صحة بوتفليقة”، وحتى بيان رئاسة الجمهورية الأخير لا يجيب عن أسئلة الشارع، أين هو بوتفليقة؟

قال إنه على السلطات إظهارها لتفنيد شائعات إصابته بـ ”الزهايمر”
رباعين يطالب بكشف التقارير الطبية للرئيس

طالب علي فوزي رباعين، رئيس حزب ”عهد ,”54 السلطات العليا في البلاد، بإطلاع الجزائريين على التقارير الطبية الخاصة بالرئيس بوتفليقة، وتقديم شهادات طبية تثبت عدم صحة ما تسميه الحكومة شائعات تفيد بأن الرئيس مصاب بـ ”الزهايمر”.
قال رباعين في ندوة صحفية عقدها، أمس، إن مواجهة الشائعات، داخليا وخارجيا، فيما يتصل بتدهور حالة الرئيس الصحية، لا يكون إلا بكشف التقارير الطبية الخاصة بطبيعة المرض الذي يعاني منه بوتفليقة. وأوضح رئيس ”عهد ,”54 أن السلطات العليا في البلاد أكدت سنة 2009، أن صحة الرئيس بخير، لما تعالت شائعات تفيد بوجوده في حالة حرجة، ”لكني اليوم أريد أن أرى تلك التقارير التي تقول بتحسّن حالته الصحية”، في إسقاط لمطلب عام يقضي بحتمية وضع التقارير الطبية في متناول الجزائريين، باعتبارهم معنيين أكثـر من غيرهم بحالة الرئيس المرضية.
ولاحظ رباعين غياب ما أسماه ”مصادر موثـوق بها تنقل حقيقة الوضع الصحي لرئيس الجمهورية”، واستغرب ذلك في ظل الغياب الطويل للقاضي الأول في البلاد عن تسيير شؤون البلاد، وخاطب المتحدث أصحاب القرار ”لماذا لا تكشفوا للجزائريين ما يحدث.. لابد للمؤسسات الجمهورية أن تكون محترمة ولا ينبغي أن تكذبوا على المواطنين”.
وقدم رباعين ما يراه دليلا على تدهور صحة بوتفليقة، قوله بـ ”إمتناعه عن حضور المحافل الدولية داخل الوطن وخارجه، وإيفاد من ينوب عنه في ذلك، في الكثـير من المرات، علاوة على إرساء تواصله مع المواطنين عن طريق الرسائل، ما حمله على القول بأن مثل هذا الواقع يحيل إلى الاعتقاد ”إنها ليست معاملة لرئيس ذي صحة جيدة”.
وتساءل المرشح السابق للرئاسيات، إن كان التعديل الدستوري سيمر على غرفتي البرلمان أو يحال على الاستفتاء الشعبي، ودعا إلى التريث في الأمر، لأن ”التعجيل في التعديل يكون في حال وجود فراغ دستوري والبلاد ليست في حصار”، وتابع ”قضية الدستور هي أجندة السلطة لتغطية الشمس بالغربال”، كما وصف المسعى بـ ”تلاعب سياسي وليس علاجا”. مطالبا بحوار وطني حول تعديل الدستور، تجتمع معه كل القوى وتمنح فيه الجبهة الاجتماعية الأولوية القصوى.
وانتقد رئيس حزب ”عهد ”54، حلول السلطات لمشاكل شباب الجنوب الاجتماعية، وتحدث عن فتح 12 ألف منصب في سلك الشرطة لفائدة هؤلاء الشباب، ورأى أن الأنسب كان توفير مناصب شغل في قطاع الصناعة والخدمات لامتصاص البطالة..

صرح أنه لا يملك معلومات
البروفيسور بوغربال يحيل المهتمين بصحة بوتفليقة على سلال
صرَح رئيس المركز الوطني للطب الرياضي، البروفيسور رشيد بوغربال، أنه لا يملك معلومات عن تطورات صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، المتواجد بفرنسا للعلاج منذ 12 يوما. وسئل بوغربال من طرف وكالة الأنباء الفرنسية، أول أمس، عن حالة الرئيس الصحية، فأحال صحفيها على ديوان الوزير الأول. ويفهم مما قاله الطبيب، الذي كان أول من فحص الرئيس عندما أصيب بنوبة في الدماغ، أنه لم يعد مسموحا له بالتعاطي إعلاميا مع قضية مرض الرئيس، بعدما أدى دور الجهة الطبية الرسمية في هذا المجال في البداية. وهو ما يعني أن جهة في البلاد، قد يكون مسؤولين في السلطة أو أفرادا من عائلة الرئيس، منحوا للبروفيسور ضوء أخضر للتصريح، ثـم طلبوا منه التوقّف.
وعندما يحيل بوغربال على الوزارة الأولى لمعرفة الجديد حول صحة بوتفليقة، يعني أن الرجل الثـاني في السلطة التنفيذية عبد المالك سلال هو المخوَل رسميا للحديث في الموضوع. ولكن سلال توقف هو أيضا عن الكلام في هذا الملف، منذ أن زار بجاية في 27 أفريل الماضي، وطلب من الجزائريين أن ”لا يأخذوا بما يأتيهم من الخارج” بخصوص مرض بوتفليقة.

****************************************
echourouk

رئاسة الجمهورية أكدت أن الوضعية عرفت “تحسنا ملحوظا”

الوضع الصحي لبوتفليقة يستدعي خضوعه للراحة والنقاهة

سميرة بلعمري
أعلنت رئاسة الجمهورية، أمس، أن الوضع الصحي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يستدعي خضوعه لفترة عادية من الراحة، نزولا عند توجيهات أطبائه، مؤكدة أن حالته الصحية عرفت “تحسنا ملحوظا”.

وأفاد، أمس، أول بيان لرئاسة الجمهورية، منذ تعرض الرئيس بوتفليقة لوعكة صحية، أن الرئيس دخل بناء على نتائج الفحوصات الطبية المكملة التي أجراها بالمستشفى الباريسي العسكري، في فترة نقاهة، وصفها البيان بفترة راحة عادية. وعاد بيان الرئاسة بعد 10 أيام من تعرض الرئيس للنوبة الإقفارية العابرة ليوضح “أن الفحوصات الأولى التي أجريت للرئيس بالمستشفى العسكري محمد الصغير نقاش بعين النعجة بالعاصمة، الذي شكل الوجهة الأولى للوفد الطبي المعالج، يوم السبت 27 أفريل 2013 حيث تم إدخاله على إثر النوبة الإقفارية العابرة التي تعرض لها.

وبنفس العبارة والكلمات التي سبق للوزير الأول عبد المالك سلال أن استخدمها، في طمأنة الجزائريين على وضع الرئيس ساعات بعد تعرضه للوعكة الصحية، جاء في بيان الرئاسة أن معاينة وضعه أظهرت يومها أن حالته الصحية “لا تبعث على القلق”.

وخلص البيان إلى أن “أطباءه قد أوصوه بإجراء فحوصات طبية مكملة بالمستشفى الباريسي “فال دو غراس”، وهو ما تم في نفس اليوم وبناء على نتائج الفحوصات المكملة يشرع رئيس الجمهورية في فترة الراحة المطلوبة حسب ما جاء في البيان، في إشارة ضمنية من أصحاب البيان أن الرئيس يكون قد غادر مستشفى فال دوغراس ليدخل في فترة نقاهة.

مصالح رئاسة الجمهورية التي التزمت صمتا مطبقا، طيلة 10 أيام كاملة، وتولى مهمة طمأنة الجزائريين على حالة ووضع رئيس الدولة نيابة عنها، كل من الوزير الأول عبد المالك سلال، وديوانه إلى جانب البروفيسور رشيد بوغربال، لم تجب عن العديد من الأسئلة التي تدور في خلد الجزائريين، وتفرض الرد عليها مثلما هو الحال بالنسبة إلى السؤال المتعلق فيما إذا كان الرئيس بوتفليقة، قد غادر مستشفى فال دوغراس العسكري أم لا؟ حتى ولو كانت قد ألمحت إلى ذلك على اعتبار أن فترة النقاهة التي تستوجبها حالة أي مريض لا يقضيها في المستشفى.

كما لم تشر الرئاسة في بيانها، لا من قريب ولا من بعيد، إن كان الرئيس سيقضي فترة النقاهة بإحدى الإقامات بفرنسا، مثلما حدث سنة 2005 عندما تعرض إلى قرحة معدية خضع على إثرها لعملية جراحية بنفس المستشفى، أم أنه غادر باريس إلى وجهة أخرى، في ظل تضارب معلومات عن مغادرة الرئيس للمستشفى الباريسي منذ ثلاثة أيام كاملة في اتجاه العاصمة السويسرية جنيف التي يكون قد فضل أن يقضي بها فترة النقاهة التي نصحه بها الأطباء.

وبحسب مصادرنا، فإن أفرادا من عائلة الرئيس قد التحقوا به في الإقامة التي اختارها للنقاهة ضمانا لخدمته.

رئاسة الجمهورية التي تحركت لتتولى مهمة العملية الاتصالية بخصوص الوضع الصحي لرئيس الدولة، اكتفت أمس ببيان مقتضب جدا، جاء ساعات بعد برقية لوكالة الأنباء الفرنسية، أثارت فيها حالة التعتيم التي عادت لتخيم على العملية الاتصالية بخصوص الوضع الصحي للرئيس، على نقيض الساعات الأولى لإصابته بالنوبة الإقفارية والتي خاض خلالها البروفيسور بوغربال في تفاصيل الوضع الصحي للرئيس، قبل أن يعتذر في اتصالات أخيرة للصحافة عن التصريح ويؤكد أنه غير مخول للخوض في الموضوع مجددا.

”عساس الحبس” وخريجة سجون يحاكمان ”النهار” في فضائية ”الرقص”!


مرتزق في 5 مؤسسات إعلامية إحداها تابعة لوزارة الخارجية الفرنسية يقدم لصحافيين جزائريين دروسا في المهنية والوطنية

بثت فضائية ”الجزائرية”، ليلة أول أمس، برنامجا حواريا، استضاف عددا من المحسوبين على قطاع الإعلام في الجزائر، لمناقشة موضوع حرية التعبير والفضائيات الخاصة الجديدة بالجزائر، وكان المثير في البرنامج الذي استضاف نماذج بشرية تصلح لمناقشة أي موضوع عدا حرية التعبير، هو أن ضيوف البرنامج كالوا التهم لـ”النهار” صحيفة وقناة، وحاولوا إلباسها رداء التبعية للحكومة والنظام، فيما حاولوا هم الظهور بمظهر المعارضين الأشاوس.وقبل الخوض فيما جرى خلال البرنامج، وجب تذكير الزملاء بأن مهنة الصحافي لا تقتضي من صاحبها ممارسة المعارضة، مثلما لا تقتضي منه موالاة أي طرف كان، وهو ما يجهله الكثير من ”أساتذة” هذا الزمان الذين باتوا لا يفرقون بين مهنة الصحافي والكاتب العمومي الأجير لدى السياسيين ولمن يدفع أكثر. كانت أول نقطة مثيرة في البرنامج، هو أن القناة التي بثته، معروفة لدى الجزائريين بكونها فضائية رقص وهز للبطون أكثر من كونها قناة إخبارية تهتم بنقل ما يعيشه الجزائريون من معاناة ومشاكل، فهل ما حدث خلال البرنامج كان مجرد وصلة رقص على أنغام ”لمن يدفع أكثر”؟.ثاني نقطة، هي أن الفضائية المحترمة التي تناول ضيوفها مؤسسة ”النهار” بالإسم وراحوا يحاولون الطعن في مصداقيتها واحترافيتها، مدانة لمؤسسة الأثير التي تصدر ”النهار” بمبلغ معلوم، وقد طلب أصحاب الفضائية المحترمة منذ فترة من مسؤولي ”النهار” مهلة للتمكن من تسديد ما عليهم من دين! أما ما يمكن قوله بشأن محتوى ومضمون النقاش الذي تركز على تناول ”النهار” بالانتقاد ولا شيء غير الانتقاد بين ضيوف البرنامج، وهم علي جري، كمال زايت وحدة حزام، فإن الواضح أن أعداء حرية التعبير وفتح متنفس للجزائريين للتعبير بكل حرية، ليسوا فقط من صف السلطة وأتباع النظام، بل إن بعض دعاة معارضة النظام، هم المستفيدون في الحقيقة من ريوعه، مثلما هم أيضا من معارضي حرية التعبير، مثلما هو الحال بالنسبة لمديرة صحيفة الفجر، التي يبدو أنها بدلا من الالتفات لجريدتها التي أضحت تطبع ألفي نسخة على المستوى الوطني، راحت تحاول البحث عن متنفس لمكبوتاتها عبر انتقاد ”النهار”.. وأي انتقاد؟ فقد قالت السيدة حزام، وبصريح العبارة، إن بعض الفضائيات الجزائرية الجديدة، هي نتاج نظام قالت إنها تطالب بتغييره.. هذا النظام هو الذي بسببه باتت جريدة ”الفجر” تطبع في مطبعة الدولة، دون أن تسدد مليما واحدا، ويكفي للجزائريين أن يعرفوا أن تلك الجريدة مدانة لمطبعة الدولة بـ9 ملايير ليعرفوا نوعية وطينة المرأة التي تمارس المعارضة على شاشات فضائيات هز البطون، فيما تمارس ”التغماس” من ريع الدولة تحت الطاولة.ولأن البرنامج التلفزيوني المذكور كان بمثابة مائدة اللئام التي تجمع الحاسدين والمعقدين وضعاف النفوس من اللصوص والحاقدين، فإن علي جري كان له هو الآخر دور في جَـلْد ”النهار” بكلمات أظهرت حقده على المؤسسة التي وظفته كمدير فيها، قبل أشهر، قبل أن تقرر فسخ الاتفاق معه، حتى لا نقول طرده، لكونه تخطى كل الحدود من عدم احترام للعاملين، وبالأخص الصحافيات، إلى إهانة الموظفين ومعاملتهم على طريقة الإقطاعيين. وما دام النجاح لن يكون من دون ضريبة، فإننا في ”النهار” نؤمن على الدوام بأن أعداءنا سيكونون كُثر، ما دام الحسد والغيرة عنوان للعجزة ومكتوفي الأيدي من هواة ”التنظير” و”التبلبيل”. هذه الميزة لم يشذ عنها الزميل كمال زايت، الذي احترنا في كيفية توصيفه وتقديمه.. هل نقول عنه أنه مراسل قناة ”فرانس 24”، أم نقدمه على أنه مراسل صحيفة القدس العربي، أم صحافي بيومية ”وقت الجزائر” أم الإعلامي بقناة رجل الأعمال علي حداد قيد الـتأسيس، والذي تم إنهاء عقد عمله، بعدما لم يلتزم ببنود الاتفاق وراح يراسل هذه الصحيفة وتلك القناة، ويبيع مقالاته بالميزان وحسب توجه كل وسيلة إعلامية! هذا هو حالكم يا سادة ويا سيدات… أكثرتم من الجلبة والضوضاء، حتى حسبناكم مَدافعا.. لكنكم لستم سوى فرقعات رجل مصاب بالتخمة ويعاني من الغازات!

رابط الموضوع : http://www.ennaharonline.com/ar/latestnews/159400-%26%23039%3B%26%23039%3B%D8%B9%D8%B3%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D8%B3%26%23039%3B%26%23039%3B-%D9%88%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D8%A9-%D8%B3%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%86-%26%23039%3B%26%23039%3B%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1%26%23039%3B%26%23039%3B-%D9%81%D9%8A-%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%26%23039%3B%26%23039%3B%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D8%B5%26%23039%3B%26%23039%3B%21.html#ixzz2SY0MCl4z

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑