العلبة السوداء او الثالوث المستبد: بوتفليقة وبقارته، الاركان، والمخابرات


2012_generaltoufikkkkkkkkkkkkk_182979252[1]

أحسن بوشة

العلبة السوداء او الثالوث المستبد: بوتفليقة وبقارته، الاركان، والمخابرات

هاته هي الاطراف المتصارعة على السلطة في الجزائر،اما الشعب ونخبه ومجتمعه المدني فهم مجرد قطيع يجري تقرير مصيره من طرف هؤلاء…سعداني يقول انه حان الوقت لتاسيس الدولة المدنية،بن حديد يقول ان الجزائر يترأسها الفسدة،وتوفيق يصمت ولسان حاله يقول مازال ماولدتوش يماه من يقدر يطردني، كي يروح بوتفليقة انروح!

هل يمكن ان نصدق ان تجديد البيعة لبوتفليقة تعني انتصاره على المخابرات والاتجاه الى تاسيس الدولة المدنية؟
لا اعتقد ذلك، فالمخابرات هي الشرايين التي تنتشر في كل ارجاء الجسد الجزائري ،وليس من الممكن تفكيكها واعادة وضعها في موقعها الصحيح بدون نظام ديمقراطي شعبي حقيقي.

وهل نفهم من كلام الجنرال بن حديد ان القايد صالح يسبح ضد التيار في مؤسسة الجيش؟ لا اعتقد ذلك فتركيبة راس الجيش لغمها بوتفليقة بترقياته وتعييناته حسب الولاء،لذلك فالقايد صالح ليس وحده داخل مؤسسة الجيش بل معه جنرالات الرئيس وربما جنرالات بقارة كذلك.

ما حدث مؤخرا يشير الى انه من المرجح ان جناح الرئيس والاركان وصلوا الى صفقة او وصفة للتعايش مع المخابرات ومن يتخندق معهم مدنيا او عسكريا،في الخدمة او متقاعدا….لكن الصراع سيبقى بعد البيعة متواصلا مادام الريع موجودا.

الرئيس شمولي واستبدادي وهو يعشق السيطرة على كل نفس تعيش في هذا القطر ولذلك فان هو نجح في تفكيك اوتحييد جهاز التوفيق، فجهاز رجله الهامل سيضرب بقوة على كل من يتجرأ ويعارض فخامته،مواصلة مراقبة الريع تستدعي مواصلة السيطرة على القطيع….والحل دولة بوليسية مكان دولة مخاباراتية.
لقد التقت تطلعات القايد صالح وبعض الجنرالات مع تطلعات جناح الرئيس في مواجهة استغوال المخابرات فتخندقوا معا في مواجهة الجنرال توفيق والمتقاعدون من العسكر….في انتظار الهجوم المضاد من معسكر التوفيق،وتلك هي طبيعة الصراع داخل العلبة السوداء.
بقي ان اشير الى ان فرنسا وامريكا لا يهمهما من يحكم بل ما يهمهما هو الرجل او المجموعة القادرة على حفظ مصالحهما في الجزائر وفي المنطقة،وليكن هذا الرجل يمشي على اثنين او على اربعة،ولتكن هاته المجموعة بقارة لصوص فسدة.

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑